عيون العرب - ملتقى العالم العربي

الفصل التاسع

أتى صباح يوم العيد الناس سعداء والأنوار مضيئة في الطرقات أتت عندنا جارتنا لولا المرحة النحيلة وجلست تتحدث مع أمي في الصالة وأنا كنت في غرفتي وأجرب أجمل فساتيني ثم اخترت فستان أحمر قصير وناعم أعجبني كثيرا كانت أمي تتناول القهوة والحلوى وهي برفقة لولا يتحدثون عن أحوال الناس وآخر أخبارهم وفضائحهم حتى وهم في العيد حقا أتعجب من حال المتزوجين والأمهات فجأة دق جرس المنزل نهضت أمي برقة وذهبت لفتح الباب فتحته وترددت كثيرا وجدت أمامها جارنا ألفريد الذي يحبها ويود الزواج بها كان يرتدي بذلة أنيقة رصاصية أعطاها ورود حمراء جميلة فتحت باب غرفتي ببطء وعبست عندما رأيت ألفريد ماذا يريد من أمي ذلك الرجل وقفت أمام باب غرفتي وأنا أراقبهم مثلما كانت تفعل جارتنا لولا التي كانتا عيناها مصوبتان نحو أمي وألفريد قالت أمي لألفريد بقلق : ورود جميلة شكرا لك. أخذت الورود بمشاعر جامدة قال لها بصوته المغنون : عزيزتي أحضرت لك هذه الورود البسيطة كهدية العيد. قالت بخجل : كلفت نفسك ما كان عليك أن تحضرها. قال : أنا سعيد لأنني أحضرتها لك. أخفضت رأسها بخجل ثم قال : أظن أنك منشغلة مع جارتك لولا. ثم نظر إلى لولا ولوح يده إليها وقال : كيف حالك لولا؟ أجابت لولا : بخير. ونظر إلي وقال : كيف حالك ابنتي اريكا. ما هذا قال لي ابنتي أجبت : بخير. قال لأمي : أنا ذاهب الآن عيد سعيد. ردت أمي : شكرا ألفريد على هذه الزيارة السريعة أتمنى لك عيد سعيد. ثم خرج نظرت إلى أمي بغضب ونظرت أمي إلي بخجل ثم دخلت غرفتي وأغلقت الباب وأنا غاضبة ذهبت أمي وجلست مع لولا وهي خجولة وجفنتاها محمرتان قالت لولا لأمي : جميل من الواضح أن ألفريد يحبك. قالت أمي : لا تقولي ذلك أنا لدي ابنة وعلي الاعتناء بها إذا تزوجته لن أعطي لابنتي حقوقها الكافية أنا أعلم أنني سوف أهملها. قالت لولا : لكنك بحاجة إلى الزواج به من الناحية المعنوية إنه رجل سيد مجتمع ومحامي ماهر تزوجيه ماذا ستخسرين أنت بحاجة إلى الزواج به. قالت أمي بحيرة : لا أعلم سوف ينتهي عقد عملي قريب وسوف أفصل نهائيا من العمل حينها لن أجد مصروفا لكي أصرف على ابنتي وأحضر لها كل ما تحتاجه .. أظن أن فكرة الزواج بألفريد فكرة ذكية .. سمعت كل الحديث الذي جرى بين أمي ولولا عن فكرة الزواج كنت أضع أذني على باب غرفتي غضبت كثيرا وفتحت باب غرفتي بقوة وقلت لأمي : أمي بإمكاني أن أعمل عندما تفصلي من عملك أستطيع أن أعمل وأدرس معا لكنني لا أستطيع أن أرى رجلا غريب برفقة أمي ولن أستطيع أن أناديه أبي لا أحد سوف يحل مكان أبي. نظرت إلى أمي بغضب وقالت : ما هذا التصرف أنا كبيرة بما يكفي وأعلم ماذا علي أن أفعل. دخلت غرفتي وأغلقت الباب بقوة نظرت أمي إلى لولا وقالت لها : آسفة على ما حصل. قالت لولا : لا عليك إنها مراهقة عندما تكبر سوف تعلم مصلحتها. جلست في هدأة غرفتي وأنا حزينة وغاضبة ثم نظرت إلى هاتفي النقال واتصلت سريعا على مايك إلى أنه لم يجيب غضبت وعضضت ظهر كفي وقلت : حتى أول يوم في العيد تحصل لي مشاكل ومتاعب. ثم نظرت إلى مرايتي من خلال تسريحي وقلت وأنا أحاول اخفاء الحزن والقهر من وجهي بابتسامة عريضة : لا بأس في المساء سوف أذهب الحفل وسوف أرى مايك ونانسي .. سيكون يوما جميلا لي. أتى الوقت المنتظر الساعة السادسة مساءً أخذت عطري المفضل وعطرت جسدي وأنا بكامل حليتي وارتديت المعطف الأحمر الذي اشتريته ليلة العيد كي أفاجئ به مايك كان يبدو علي جدا باهر وأنا مرتديته فوق فستاني الأحمر القصير ثم اتصلت على نانسي قائلة لها : نانسي لقد انتهيت تعالي إلى منزلي لكي توصليني إلى منزل مايك بسيارة والدتك. قالت نانسي : حسنا اريكا أنا قادمة. أغلقت الخط وخرجت من غرفتي رأيت أمي وهي تطهو كعك بالشكولاتة في المطبخ قلت : آه أمي شكرا على الكعك الذي صنعتيه لأصدقائي. قالت أمي وهي منشغلة بتزيين الكعك بالدريم وب : لا داعي للشكر. أسندت نفسي على الثلاجة ووضعت يداي على ذراعاي ثم قالت لي أمي: اريكا لم أنسى موقفك معي في الصباح عندما حدثيني بطريقة سيئة أمام لولا لماذا فعلت ذلك. أجبت : أمي أنت تعلمين أنني لا أحب ألفريد.

_ إذن عليك أن تحبيه لأنه سيصبح يوما ما والدك إذا تقدم لأخطبتي مرة أخرى لن أرفض هل فهمتي.

قلت لأمي وأنا قلقة وأكاد أدمع : لكن أمي هل نسيت وعدك لي ولأبي أنك لن تتزوجي رجل غيره!

_ أباك قد مات ادعي له بالرحمة وأنا الآن أنا بحاجة إلى رجل لكي يساعدني في الحياة وأنا ما زلت بكامل نشاطي وشبابي لماذا لا أتزوج الزواج مرة أخرى للأم الأرملة ليس عيب. ثم انتهت من تزيين الكعك وقالت : خديها.

قطعت قطعتين من الكعك وقلت : فقط أريد هذا والباقي احتفظي به لنا أنا أحب هذا الكعك عندما أعود من حفل صديقتي سوف آكله.

أخذت قطعتين واحدة لنانسي والأخرى لمايك لم أشتري هدية العيد لنانسي ففضلت أن أهديها كعك أمي اللذيذ كهدية لها وغلفته بطريقة جميلة والقطعة الثانية التي لمايك أيضا غلفته بطريقة جميلة ثم أتت نانسي اتصلت على هاتفي قائلة : اريكا أنا في الخارج. سألتني أمي : مع من تتحدثين. أجبت : مع صديقتي نانسي.. إنها في الخارج تنتظرني سوف أخرج إليها.

_ آه إذن لماذا لا تسمحين لها بالدخول أود أن أراها وأتعرف عليها. ترددت وقلت : حسنا. ثم أكملت حديثي مع نانسي بصوت منخفض : نانسي أمي تود أن تراك أدخلي شقتي لكن لا تكثري الحديث معها كي لا نتأخر عن موعد الحفل. قالت نانسي برقة : حسنا. بعد بضعة ثواني دقت نانسي جرس منزلي فتحت أمي الباب وقالت ببهجة لنانسي : مرحبا أنت صديقة ابنتي اريكا؟ أجابت نانسي : نعم سررت بلقائك. قالت أمي : كم أنت لطيفة صغيرتي أتمنى أن تصبح ابنتي مثلك يوما ما. تعالي تفضلي كنت في المطبخ أستمع حديثهما ثم خرجت بسرعة من المطبخ ورأيت نانسي كانت جميلة جدا لم أراها بهذا الجمال من قبل أصابني بعد الغرور والحقد وأشرت لنانسي بعيني على الباب كي نخرج بسرعة قالت أمي لنانسي : ابنتي أحضرَتْ لك هدية جميلة لم أكن أعلم أنك تحبين الأذواق الرجالية تبدين مذللة ورقيقة. ضحكت نانسي بتعجب وقالت : أحيانا أحب الأذواق الرجالية لكن لا أنسى أنني فتاة لذلك أحاول الابتعاد عن الأذواق الرجالية. ثم ألقت إلي نانسي نظرة تعجب واستفهام وأنا كنت منحرجه منها كثيرا الهدية التي أحضرتها ليست لها بل لمحبوبي مايك قلت لأمي : أمي نود أن نذهب الآن إلى الحفل كي لا نتأخر مضى على الحفل نصف ساعة تقريبا. قالت أمي: حسنا اذهبا. ثم خرجنا أنا ونانسي وسرعان ما خرجنا قلت لنانسي : الهدية التي أخبرتك أمي عنها لمايك وليست لك لقد كذبت على أمي وقلت لها أنها لك كي لا تغضب إذا علمت أنني أصادق فتى. ابتسمت نانسي وقالت بلطف : لا بأس. ثم دخلت سيارتها وها نحن في طريقنا للحفل.

أكمل لكم قصتي في الفصل العاشر.