عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه (https://www.3rbseyes.com/forum62/)
-   -   انا وخادمتي الخاصه (https://www.3rbseyes.com/t201152.html)

ملاكو 09-15-2010 04:16 AM

احب اقولكم ان النهايه اقتربت

ملاكو 09-15-2010 04:20 AM


الجزء الثالث عشر
" ماقبل الاخير "

في الصالة الرئيسيه ... كانت غابرييلا تتوسط المجلس ... وسوزان وستيف يجلسان بجانبها .. أتتهم إحدى الخادمات وهي تقول : هناك سيدة تود مقابلة السيدة سوزان ... هل أسمح لها بالدخول ؟
سوزان : تريد مقابلتي ؟.. ألا تعرفينها ؟
الخادمه : هذه أول مرة أراها سيدتي ..
سوزان : حسنا اسمحي لها بالدخول ..
دقائق حتى أتاهم صوت طرقات حذاءها .... دخلت حيث يجلس الجميع بعد ان اوصلتها الخادمه إليهم ...
صرخت سوزان وهي تقول : سارا ؟؟...!
غابرييلا : من هذه ؟
ستيف بارتباك وخوف : هذه والدة جودي يا جدتي ...!
سارا : سيدة سوزان ... إذا سمحت أريد محادثتك في أمر ما ..
عقدت سوزان حاجبيها وقالت : أمر ؟... ماهو؟ تستطيعين قوله هنا
نظرت سارا إلى غابرييلا ثم إلى ستيف وهي صامته
أتاها صوت غابرييلا وهي تقول: اجلسي ياسيدة ... يمكنك قول ماتريدين عندما نخرج
سارا : لابأس بوجودكم ...
عادت سوزان إلى مكانها وهي تجلس بغرور ثم قال : حسنا ... هاتي ماعندك ...!
جلست سارا بأحد المقاعد ثم ابتدت حديثها ونظراتها تتوزع بين ستيف وسوزان
سارا : سوزان ... اني اطلب منك معروفا ...
سوزان : معروف ؟
سارا : قومي بفصل جودي عن العمل .... اعتقد انه بعد وفاه السيد مايكل رحمه الله انتي المسؤوله ... أليس كذلك ؟
ابتسمت سوزان بسخريه ثم قالت : هل تسمين هذا معروفا ؟.... ألم تكوني سبب وجود ابنتك هنا ؟....فلماذا تريدينها الآن ان تترك العمل ؟
نظرت سارا إلى ستيف ثم قالت : ربما كنت أحد الأسباب التي جعلت جودي تأتي إلى هذا المكان ... ولكنني لم أعلم انها ستكون تحت رحمتك ...!
ضحكت سوزان بسخريه وهي تنظر إلى سارا وكأنها تقول لها " لقد صدقتك ..! " ثم قالت : حسنا ... سأوافق على المعروف الذي طلبتيه ... على شرط واحد ..!
عقدت سارا حاجبيها ثم قالت : شرط ؟... ماهو ؟
سوزان : لا أريد رؤية وجهيكما مرة ثانيه ...
ابتسم ستيف ابتسامة جانبيه ربما تدل على انتصاره .... ما إن رأته غابرييلا حتى ابتسمت هي الأخرى ...
وقفت سوزان بغرور وهي تقول : كما طلبتي ... سأقوم بتمزيق عقد العمل أمامك عزيزتي ...!
وقفت سارا معها ثم تبعتها إلى غرفة عمل السيد مايكل ... ومن خلفها ستيف وغابرييلا ...
وصلت سوزان إلى الغرفة ... فتحت أبوابها حتى اصابها ذلك الظلام برعشة وهي تذكر مايكل ... لم يطل ذلك الظلام حتى قامت بالضغط على مفاتيح الأنوار ...أضاءت الغرفة لتندهش سارا مما تراه ... غرفة كبيرة تحوي مكتبا فاخرا باللون الأسود ... رغم ان هذه الغرفه في المنزل فهي لاتساوي الغرف الأخريات بجمالها ..
اقتربت سوزان من المكتب ثم جلست على الكرسي الكبير الخاص به ... ونظرة الحزن لم تغب عن سارا وهي تتذكر مايكل ... قامت بالبحث قليلا بين الأوراق ولكنها لم تجد مطلبها .. اقترب ستيف منها بصمت ثم اخرج مفتاحا كان موضوعا في آخر أحد الادراج ...
مد يده لسوزان ليعطيها المفتاح ثم قال بنبرة غريبة : لما لاتجربي ان تفتحي الخزنة ؟.. قد تجدينه فيها ..!
نظر الجميع إليه باستغراب ثم اخذت سوزان من يده المفتاح وتوجهت إلى الخزنه الموجوده بجانب المكتب ... ادخلت المفتاح وادارته عدة مرات لتنفتح تلك الخزنة التي لايوجد بها سوى ورقة واحدة قد طويت ووضعت بداخلها ... وبجانبها صندوق متوسط الحجم وتزينه بعض النقوش بشكل جميل ...
اخرجت سوزان الورقة والصندوق ووضعتهما فوق طاولة المكتب وهي تنظر إليهما بحيرة ..
غابرييلا : اعتقد انه عليك قراءة الورقة أولا .. فلا بد ان الصندوق يحمل شيئا كنت تنتظرينه ... اقصد .. ربما.. الوصية ..
نظرت إليها سوزان بخوف ثم قررت قراءة الورقة ... ما إن فتحتها حتى علمت انها عقد العمل مع جودي ... ولكن لماذا يضعها في الخزنه ؟... هذا ماكان يدور بعقل كل واحد من ابطالنا ماعدا ستيف الذي ينتظر ردة فعل والدته عند قراءتها ...

قبل ان اكمل مارأيكم لو اعود بكم للجزء الثالث لأقتبس هذه المحادثة التي دارت بين مايكل وجودي قبل شهور من وفاته ...
"
مايكل : ادخلي جودي
دخلت جودي وجلست على الكرسي الجلدي الأسود التي من وجودها في أي غرفة تعلم انها غرفة عمل
اخرج مايكل ورقة بيضاء قد كتب بها بعض الكلمات ومختوم بها بختم مايكل الخاص ومدها إلى جودي
مايكل : وقعي هنا
جودي : ماهذا ؟
\
/
\
خرجت من غرفة المكتب وهي ضائعه لاتعلم على صحيح مافعلته ام لا
.
.
.

"

تحولت نظرات سوزان الحائرة لنظرات غضب ... ما إن انتهت من قراءتها حتى انتقلت نظراتها لستيف وهي تقول بغضب : كنت تعلم مابهذه الورقة ..!...
ابتسم ستيف بانتصار ثم قال : بالتأكيد وإلا لما سمحت لكم بدخول هذه الغرفة دون حصول مشكلة ...!
ابتسمت غابرييلا برضى ثم خرجت بصمت من ذلك المكان بأكمله ...
نظرت سارا إلى مايحدث حولها بعدم فهم ... ما الذي كتب بتلك الورقة ليجعل سوزان غاضبة بهذا الشكل ؟..
اقتربت من المكتب هي الآخرى وامسكت الورقه وقامت بقراءتها ..
كان عقد عمل عاديا قد كتبة مايكل ووقعت عليه جودي ... ولكن من بين الشروط كان هناك شرط قد جعل من سارا هي الأخرى غاضبة ..

" لايحق لأي شخص بعد وفاتي ان يقوم بطرد الخادمة من العمل سوى ستيف وإذا ارادت الخادمة ذلك بنفسها .. "

نظرت سارا إلى ستيف ثم قالت : حسنا ... لاشئ عليك سوى ان تقوم بطردها أليس كذلك ؟
عقد ستيف حاجبيه وقال : ومن قال انني سأفعل هذا ؟
سوزان : ولما لاتفعل ؟
ستيف بلامبالاة : لأنني أحبها ...
صرخت سارا وسوزان في وجهه قائلتان : مـــــــــــــــاذا ؟!
ستيف : كما سمعتن .. جودي لن تخرج من هذا المكان سوى بأمري ..
ما إن انهى ستيف جملته حتى ألقى إليهم ظهره وذهب خارجا ..

صمتت سارا وسوزان قليلا ثم قالت سارا : هل تريدين ان نتفق يوم واحدا ام بقية أيام حياتنا ؟
نظرت إليها سوزان والإجابة الواضحة في عينيها : بالتأكيد لا اريد ان ابقى على وفاق معك طيلة ايام حياتي ..
سارا : حسنا ... سنقوم بعمل هذه الخطة ...
\
/
\
خرجت غابرييلا من ذلك القصر الكبير ثم همت بركوب سيارتها ولكنها عادت لتنظر إليه مرة اخرى ... تتذكر تلك الأيام التي جمعتها بمايكل ... ابتسمت بألم وهي تحاول منع دمعتين قد ينزلان في أي وقت ... ولكنها غيرت نظرتها عندما رأت جودي قادمة وهي تحمل في يدها بعض الأشياء ..
جودي : جدتي ؟... ماهذا ارى حقائبك في السيارة هل ستذهبين ؟
غابرييلا : وهل علي البقاء هنا والبكاء على الأطلال ؟
ابتسمت جودي وقالت : لم اقصد هذا ... لكن مارأيك لو تبقي للعشاء فقد احضرت بعض الاشياء لأطبخها خصيصا لك ..
وضعت غابرييلا يدها على رأس جودي وهي تبتسم بحنان : سآتي مرة اخرى .. وأنا واثقة انني سأراك ..
نظرت إليها جودي ببراءة وهي لاتفهم لما قالت غابرييلا هذه الكلمات ... اكملت غابرييلا قائلة : ابقي بجانب ستيف ... هو سيحميك ويحقق سعادتك ...
ازدادت حيرة جودي ثم ابتعدت غابرييلا يدها وركبت في الخلف ثم امرت السائق بالتوجة إلى المطار الخاص بمجموعتهم التجارية ...
جودي : لقد احسست بحنانها ولأول مرة ... " ثم ابتسمت بألم " كما يفعل عمي مايكل لي دائما" ...
عندما أحست ان دموعها على وشك السقوط قامت بهز رأسها وطرد الأفكار منه ثم ابتسمت بنشاط وقالت : لايجب علي البكاء الآن ... سأبقى قوية لأجل ستيف
\
/
\
في مكان آخر ... كانت تينا تمشي بسعادة وهي تغني بأطرب لحن ... مرت بجانبها سيارة دوك مسرعة ..
نظرت إليها تينا وهي تقول : اطمئن لايوجد أحد يلاحقك بهذه السرعة ..
ولكن عندما انهت جملتها عادت السيارة لتقف بجانبها ... فتح دوك نافذته وهو يبتسم ..
دوك : يبدو ان قدمك قد شفيت ...
ابتسمت تينا وقالت : أجل ... للتو قد خرجت من المشفى وقاموا بخلع الضمادة لأن قدمي قد تحسنت كثيرا ...
دوك : هذا جيد ... هل تريدين مني أن أوصلك ؟.. ... أو ...ربما يجب عليك التدرب علي المشي ..... إلى اللقاء
ثم قام بضغط الدواسة بسرعه لتجعل بعض الماء المنسكب يرش على تينا ... نظرت تينا إلى فستانها ثم قالت بغضب : سأريك أيها الأحمق ...! ... لقد تبللت ملابسي بسببك ..!
\
/
وصلت تينا إلى مقر العمل وهي تنظر إلى دوك الذي وصل قبلها بنصف ساعة نظرات حقد وغضب ... لم تتمكن من الذهاب إليه لأن أليس وقفت أمامها وهي ترحب بعودتها إلى التدريب ...
انتبه دوك لوصولها نظر إليها ثم اطلق تلك الضحكات الساخرة وهي يقول : هل دائما تقابلين الناس بملابس متسخة ؟
نظرت إليها تينا بغضب وقالت بصراخ : ومن تظن انه فعل هذا عندما مشى بجانبي بسيارته القبيحة ؟!...
اندهش الجميع عندما رأو تينا وللمرة الثانية تقوم بالشجار مع دوك وتتكلم معه بدوم احترام ..!
ضغطت تينا على يدها بقوم لمحاولة منها لكبت غضبها وعدم التسرع ...
نظرت أليس إلى يدها وقالت لتغيير الموضوع : آنسة تينا ... مارأيك لو بدأنا التدريب فقد ذهب اسبوع كامل بلا فائدة ... وبالنسبة لملابسك لدينا الكثير هنا تستطيعين أخذ ماتشائين منها ...
تبخر غضب تينا أمام أليس الطيبة وهي تقول بابتسامة : انت محقة لايجب علي إضاعة وقتي ... هل نبدأ ؟
أليس : بالتأكيد
\
/
\
ساعتين منذ بدأت تينا تدريباتها ... كانت تنتقل من مستوى لمستوى أصعب من الذي قبله .. اندهشت أليس كثيرا عندما رأت تعلمها السريع وحفظها للنصائح ...
في نفس الوقت كانت ليزا قد حضرت لتوها ... اقتربت من دوك وقامت بضمة من الخلف وهي تقول بنعومة : من أنا ؟
ابتسم دوك وقال : بالتأكيد حبيبتي ليزا
ابتسمت ليزا بفرح وقامت بالجلوس بجانب دوك ... لم يلقهم الجميع بالا لأنهم ربما اعتادوا على دوك وهو يحضر فتياته إلى هنا ...
نظرت أليس إليها وقالت : أوه آنسة ليزا مر وقت طويل لم نرك فيه ...
ليزا : ولماذا آتي إلى هنا وأنا لست بحاجة لتدريب ... فأنا الفتاة التي ستصبح العارضة رقم واحد ...
نظرت إليها تينا بغرور وقالت : لا أعلم لماذا هذه الثقة ... ولكن العارضة التي ستصبح رقم واحد في البلاد هي أنا ...!
ابتسمت دوك وهو سعيد بالمشاجرة التي ستحصل .. فقد أحس بالملل وهو يرى ان تدريبات تينا تسير بدون مشاكل ..
نظرت إليها ليزا شزرا وهي تضيق عينيها " هذه هي تلك الفتاة التي ركبت في سيارة دوك ذلك اليوم ... "
وقفت بغرور ثم اقتربت من تينا وهي تقول : ومن تكوني لتأخذي مكاني ؟.. لعلمك ياعزيزتي لقد اشتهرت بفترة محدودة وقمت بإنهاء تدريباتي خلال شهرين فقط ..
تينا بغباء : هل انت مشهورة ؟
ليزا بغرور : بالتأكيد
تينا : ولكن هذه المرة الأولى التي اراك فيها ...!
غضبت ليزا وقالت : بالتأكيد لأنني لا انزل من مستواي لك ..!
تينا بلا مبالاة : لا اعترف بشهرتك مادمت لم ارك في أي مجلة للأزياء ...!
ليزا : ومن قال انني صورت ؟... لقد قمت بعرض مباشر في لندن
تينا ببرود : أوه حقا ... هذا يدل على انك لم تنجحي ... وإلا بالتأكيد بعد عرضك ذاك ستصلك العديد من الطلبات للتصوير ...
صمتت ليزا ولم تدري بماذا ترد عليها ... ثم قالت : حسنا ربما لم أكن بتلك الشهره ... لكنني بالتأكيد أفضل منك ... وأنا سأكون العارضة الرئيسية للمنتج الجديد
أليس : آنسة تينا لاتعلم بعد .. فقد تم وضع مسابقة لاختيار العارضة التي ستقوم بعرض المنتج الجديد المشترك بين المجموعتين ... ولانعلم على من سيقع الأختيار ..!
تينا : ولماذا لم تخبريني ؟... متى سيكون العرض؟
أليس : بعد اسبوعان من الآن ...
تينا : سأدخل المسابقة ...
قطع عليهم حديثهم ضحك دوك الذي يدل على سخريته ..
تينا : لا أظن انني قلت شيئا مضحكا ...!
دوك : هل انتي جادة ؟
تينا : بالتأكيد
دوك : مستحيل ... لايمكن لعارضة مبتدئة لاتزال بفترة التدريب ان تقوم بعرض منتج غالي ..! ..
تينا : لقد قلت انني سأكون العارضة الرئيسية ..
أليس بتردد : ولكن آنسة تينا العرض سيكون بعد اسبوعين من الآن ... لايمكنك فعلها بهذا الوقت القصير ...!
تينا : حسنا انني اطلب مساعدتك ...!
أليس : في ماذا ؟
تينا : أريد تدريبا مكثفا ...
أليس : ولكن ..
تينا : أرجوك ...
ليزا : لاتتعبي نفسك ... سيقع الاختيار علي
نظرت إليها تينا باحتقار وقالت : لن أجعل فتاة لاتجتهد في عملها تفوز علي ..!
ليزا : ماذا قلتِ ..؟
تينا : كما سمعتِ ... لم اجعلك تفوزين علي ...!
غضبت ليزا وقالت : سأفوز ودون ان اتدرب ...
تينا بابتسامة : سنرى ..
ابتسم دوك بخبث وهو يريد ان يرى من سيقع عليها الاختيار ... فهو يعلم مامقدار قوة عرض ليزا ... الذي لايقارن بتينا ابدا
\
/
\
في منزل ستيف ... وتحديدا في غرفته ... كان يجلس على جهاز الكمبيوتر المحمول ويقوم بطباعة بعض المستندات الهامه ... أتاه طرق هادئ على الباب فقال بهدوء : ادخلي جودي
فتحت الباب وقالت : أنا لست جودي ... انا والدتها
نظرت إليها ستيف وكأنه يقول " ألم تذهبي بعد ؟ "
سارا : أود ان اخبرك شيئا
ستيف : لافائدة من المحاولة .. لن اقوم بطرد جودي
سارا : لن اطلب منك ذلك ولكنني سأقول لك شيئا ..
استدعى الموضوع اهتمام ستيف وجلس على الكرسي وهو ينتظر من سارا ان تتحدث ..
سارا : ستيف .. اعلم انني سأقوم بتخيير جودي بينك وبيننا ... فإذا اختارتك فلتنسى ان لها عائلة ... وإذا اختارتنا ستمسحك من ذاكرتها ...
ستيف بابتسامة واثقة : بالتأكيد ستختارني ..
سارا : هل تعتقد انك تستطيع تعويضها عن والديها ؟
ستيف : أستطيع
سارا : لا أظن هذا ... ولكنني مهما كان اختيارها سأقول لك شيئا واحدا .. لاتكن انانيا وتفكر بنفسك فقط .. جودي .. ماذا ستخسر عندما تفترق عنا ... وماذا ستجني عند زواجها منك ؟... لاتفكر ان نهاية كل حب هو الزواج ... هي بحاجة إليها ونحن بحاجتها .. هي أملنا بعد الله في الحياة ..
صمت ستيف وقال : لاتجعلي ماحدث في الماضي بينك وبين أمي يؤثر على سعادة ابنتك ..
سارا بانفعال : ولماذا لا أجعلة يؤثر بي ؟... ألا يحق لي التفكير بماسيحصل لها لو بقيت بقربك... هل تظن أن والدتك ستسمح لك بالزواج منها .. لا أريد لا ابنتي ان تتعذب بسببك ... فكر جيدا ... انت لديك المال لتأخذ كل ماتريد .. أما هي لايوجد لها في هذه الحياة سوانا .. بمالك تستطيع الزواج من أي فتاة يقع اختيارك عليها ... لكن جودي ..!... أنا أرفض
ستيف : ستختارني بالتأكيد ...
سارا : لقد قلت لك ... ولكن عدني مهما يكن اختيارها عليك الرضى به ..!
ستيف بثقه : أعدك ..
ثم خرجت سارا من غرفته ومنها لباب المنزل بدون المرور على سوزان ..
\
/
\
قبلها بوقت كانت جودي قد قامت بتوديع الجدة غابرييلا ثم دخلت إلى المنزل لتشرع في العمل بكل نشاط ...
حملت بعض الملابس لتضعها عند الشمس لتجف ... أثناء عملها أحست بشخص من خلفها فابتسمت بحب وهي تعلم انه ستيف ... امتدت يده ليضع زهرة كبيرة حمراء أمامها بدون ان يقول شيئا ..
ازدادت ابتسامة جودي وهي تستنشق عبيرها وتلفت إليه بحب وهي تقول : هل هذه لأجلي ؟
قام ستيف بحك رأسه بتوتر ثم قال : في الحقيقة ... تذكرت البارحة فرانك واردت ابعاد ذكرى سيئه بالنسبة لي ..
ضحكت جودي وهي تتذكر الزهور التي اعطاها لها فرانك ... ثم قالت : زهرة واحدة منك تكفيني ...
ستيف بنبرة جدية : جودي ... مارأيك لو ... لو ... لونهرب معا ؟.!
نظرت إليه جودي باستغراب ثم ضحكت : ولماذا علينا الهرب ؟... لم نفعل شيئا خاطئا ؟
ستيف " ربما ليست هذه الطريقه سأنتظر ريثما افكر في الأمر "
ابتسم ستيف وهو يخفي ارتباكه : لقد كنت أمزح ..
جودي : حسنا ... هل يمكنك الابتعاد عني كي استطيع العمل براحه ؟!
كان ستيف قد أحاطها بذراعيه دون قصد .. ابتعد بارتباك ثم قال : آسف .. لم أقصد هذا ..
ضحكت جودي ثم عادت لعملها ولم تعقب عليه ..
\
/
\
الشفق الأحمر قد أعلن نهاية غروب الشمس عن تلك المدينه ... ذهب الجميع لمنازلهم وهم مشتاقون للقاء أحبابهم ...
في شركة تونيري كان المبنى هادئا ولايوجد به أحد ... خرج دوك من مكتبة الرئيسي بعد أن انهى كل أعماله ... تنهد بتعب وهو يبتسم ثم قال : وأخيرا أنهيت أعمالي ... أستطيع الآن التفكير في ما سيحصل لتينا وليزا ...
طرأت فكرة مجنونة برأسة فعقد حاجبيه وقال : هذا مستحيل ... لايمكن ان تكون حتى الآن تتدرب ..
نظر إلى الممر المؤدي لصالة التدريبات وهو لايستبعد فكرة ان تكون تينا لاتزال تتدرب حتى هذه الساعة المتأخرة ... سلك الطريق المؤدي للصالة .. كانت الأنوار خافته جدا والمكان هادئ ولايوجد به أحد ..
ابتسم بسخرية من نفسة " من المستحيل ان تكون موجودة ... ألتفت ليعود لطريقة ولكنه سمع أصوات تنفس سريعة .. عاد بنظرة إلى الصالة ولكنه لم يجد أحدا ... دخل إحدى الغرف الخاصه .. انصدم مما رأى .. لقد كانت شكوكه صحيحة ..
التفتت تينا بخوف لإحساسها بوجود شخص آخر غيرها ... تنهدت براحة ثم قالت : هذا أنت ..!
دوك: هل انتِ مجنونة لتبقي حتى هذه الساعة .. لقد ذهب الجميع لمنازلهم وانت لاتزالين هنا ...!
تينا : لن أذهب .. لابأس لو بقيت وحدي .. لقد فاتني الكثير من التدريب ولا أريد ان اخسر أمام تلك الفتاة المغرورة ..
دوك : تقصدين ليزا ؟
تينا : أجل ... من تكون لتحدثك وتجلس معك بتلك الطريقة ؟
ابتسم دوك بخبث وقال بثقة : هل تغارين منها ؟
ضحكت تينا بسخرية ثم قالت : مستحيل ...! ... فقط كنت أفكر لماذا لايتحدث الجميع عنها ... هذا يدل على انهم قد اعتادوا احضارك للفتيات لهذا المكان ..!
دوك : وماذا في ذلك ؟
تينا ببرود : لاشئ ..
أخذت علبة ماء ثم شربتها بعطش وقالت : هل ستظل واقفا هنا ؟
دوك : أجل حتى تخرجي من هذا المكان ..
تينا بلا مبالاة : إذن عليك إحضار فراش نومك لهذا المكان ..
دوك بسخريه : وهل صدقتي انني سأجلس هنا لأجلك ؟
أحست تينا بالقهر من كلامه فقالت وهي تحاول كبت غضبها : لم اقل او اجبرك على شئ ... أنت من قلت هذا .. ولايهمني إن كنت ستذهب او ستجلس ..
ابتسم دوك بخبث وخرج دون ان يرد عليها
\
/
\
في صباح اليوم التالي خرج دوك من منزله ... ركب سيارته وانطلق بها مسرعا حيث صالة التدريب ...وصل للمكان المنشود خرج وترك سيارته مفتوحة ثم رمى المفتاح على الحارس ليقوم بوضعها في موقف السيارات الخاص .. اتجه مباشرة للصالة التدريبيه ...
دوك " المكان هادئ كليلة البارحة ... هل ذهبت ؟..."
ولكنه لمح شيئا في آخر الصالة ... اقترب منه وإذا بها تينا نائمة على الأرضية الخشبية وقطرات العرق لاتزال على وجهها الطفولي البرئ ...
نظر إليها دوك بإعجاب ثم جثى على ركبتيه واقترب منها .. اصبح وجهها قريبا جدا إليه ... نظر إليه بتأمل وهو يبتسم .. ملامحها الصغيرة جذبته بالرغم من انها ليست بذلك الجمال الذي اعتاد عليه ... اقترب منها واغمض عينيه وهو يشتم رائحتها الجميلة بالرغم من انها لم تستحم منذ البارحة ... رائحة عطر الفراولة تفوح منها ... فتح عينيه ثم قال بتفكير وهو يعقد حاجبيه " ولماذا ابتسم فقط لرؤيتها هكذا ؟... هل يعقل انني.... ؟.. مستحيل !! "
في نفس الوقت كانت تينا قد احست بأنفاس ساخنه قريبة منها ... فتحت عينيها ببطئ وهي تحاول التمييز بذلك الوجة الذي أمامها ... اخرجت شهقة بسيطة وهي تنظر إلى دوك بخوف ... استيقظ دوك من شرودة ثم ابتعد عنها بخوف وارتباك وقال : أنـــا ... آآآسـف .. لم أقصد شيئا ...
نظرت إليه تينا بخوف ثم عدلت من جلستها وقال وهي تحاول ابعاد الاربتاك عنها : هل لازلت هنا ؟
ابتسم دوك ابتسامتة الساحرة وقال : يبدو انك لم تحسي بالوقت ونمتي في هذا المكان ...!
صرخت تينا بخوف : ماذا!؟... هل أتى الصباح ؟..!
دوك : أجل. ..
تينا : يا إلـهي لقد تركت والدتي لوحدها بالمنزل ... علي العودة بسرعة ...
وقفت بارتباك وهي تحاول جمع اغراضها ... بدلت ملابسها وأمسكت بحقيبتها ... همّت بالخروج وإذا بدوك يمسك معصم يدها ويقول : سأوصلك .. فهو أسرع من الذهاب مشياً ..
وافقت تينا وهي خائفة جدا على والدتها ...
بمجرد خروجهما معا ... خرجت ليزا من مخبئها والتي وصلت قبل دوك لتتدرب قبل مجئ المتدربين الآخرين ... ولكنها صدمت بوجود تينا فاختبئت منها وجاء بعدها دوك مباشرة ..
نظرت لتينا بحقد وغيرة وقالت وهي ترص على أسنانها بقهر : سأريك ... هل تردين سرقة دوك مني أيضا ؟..!
\
/
\
وصل كلا من دوك وتينا للمنزل خرجت تلك الأخيرة بسرعة وتركت الباب مفتوحا ... نزل دوك خلفها بعد ان اغلق السيارة ودخل معها إلى المنزل ...
تينا بخوف : أمـــــي ... أمـــــي أين انتِ ؟
كرستينا : أنا هنا عزيزتي تينا ...
دخلت تينا لغرفة والدتها والدموع تكاد تسقط من عينيها ... تخشى أن تستقيظ ذات يوم وتجد والدتها قد تركتها وحيدة في هذه الحياة ... اقتربت منها وضمتها وهي تقول : الحمد لله انك بخير ...!
وضعت كرستيا يدها على رأس تينا بحنان وقالت : لقد قلقت عليك جدا أين كنت ؟...
تينا بأسف : أنا متأسفة يالوالدتي ولكن حصل أمر ما جعلني أنام خارج المنزل ..
كرستينا : حسنا سأسمح لك هذه المرة ... لكن وإياك إعادتها مرة أخرى ..
استمرت تينا بمحادثة والدتها والاعتذار ... أما دوك استند بظهره على الباب وهو يبتسم بأريحية ... خرج دون ان تشعر الاثنتان به ... ركب سيارته واستند على المقعد وهو يفكر ..
دوك " هذه أول مرة أرى فيها تينا تبتسم من كل قلبها ... لطالما كانت تكره وجودي معها وتعبس بوجهها ما إن تراني ... لكن يبدو انها الفتاة الوحيدة التي لم تنجذب إلى وأنا انجذبت إليها ... " ابتسم بإصرار ثم قال " حسنا .. مادمت أحبها سأجعلها لي ... وبالتأكيد لن تستطيع رفض شاب جميل تتشاجر الفتيات من أجله ...! "
أحست تينا ان دوك ليس موجودا معها فاستأذنت من والدتها وخرجت للبحث عنه ... وجدته لايزال في سيارته .. طرقت نافذة السيارة ولكن يبدو انه لايحس بوجودها ... طرقتها مرة أخرى بشكل أقوى ... انتبه دوك ونظر إليها إذا بها تبتسم ... ابتسم لرؤيتها سعيدة .. ثم فتح نافذة السيارة ...
تينا : آسفة على التطفل ... ولكنني أردت ان أشكرك ..
دوك بابتسامة : لابأس ... لقد قمت بخدمة بسيطة لأمــيرة ..
ابتسمت تينا بخجل ثم عادت إلى المنزل مرة أخرى لتتركة وقد تعلق قلبه بها ...
\
/
\
خرجت جودي بصحبة تينا للغداء في أحد المطاعم ... اخبرتها تينا بشأن المسابقة وتحديها الكبير لليزا ...
نظرت إليها جودي وقالت بنبرة غريبة : تينا ؟!
تينا بخوف : ماذا ؟
جودي : هل أنت صادقة فيما تقولين بشأن تلك المنافسة السخيفة ؟
تينا : بالتأكيد أنا جادة ...!
عقدت جودي حاجبيها وقالت : ولكن .... لماذا ؟
تينا : لأنها تحدتني ...!
جودي : تينا .. نحن نعرف بعضنا منذ كنا صغارا ... هل تريدين اخباري انك قبلت التحدي فقط لأنها أرادت ذلك .. هل أقول سرا عنكِ ؟... بالرغم من انك مرحة وتحبين العلاقات ... إلا انك لاتحبين المشاكل وتبتعدين عنها وعن مسبباتها .. فلماذا تأتين فجاءة وتقولين انك تريدين تحدي تلك الفتاة ؟
نظرت إليها تينا نظرة حزينه ثم اطرقت رأسها وابتسمت بسخرية ثم قالت : لقد صدقتي ... لم يكن لأجلها .. ولكن .. أردت ان ابرهن لذلك الشخص ... انني جادة في عملي .. ولا أخفيك انني قد عملت هذا لأجله ... أريده ان يعترف بي ولو مرة واحدة ...!
جودي : من تقصدين بذلك الشخص ؟
تينا بحزن : دوك ...
جودي : تينا ... هل .. تحبينه ؟
صمتت تينا قليلا وقالت بحزن : للأسف ... نعم ..
صرخت جودي بانفعال وقالت : تحبين دوك ...!.... لماذا من بين كل الشبان دوك ؟
تينا بغباء : وهل الحب يطرق باب القلب ليستأذن عمن يحب ؟
صمتت جودي ثم قالت : تينا .. أرجوك لاتحبيه .. حاولي نسيانه !
تينا بانفعال : ربما نجحت في اخفاء حبي رغم كرهه لي ... ولكنني لم استطع ابعاده عن قلبي ... فهو يقابلني في كل مكان ويقوم بأشياء تجعلني أزداد حبا له ...!
جودي : لا أعلم ماذا أقول ... لكنني في الحقيقة لا أريدك ان تكوني فتاة بقلب محطم .. لأنه بالرغم من طيبته إلا ان الكثير من الفتيات قد تواجدن بحياته ..!
تينا بحزن : أعلم ... ولهذا انا حزينه .. فالفتاة التي سأنافسها هي حبيبته ...!
جودي : من تقصدين ؟
تينا باستغراب : أقصد ليزا ... هل تعرفينها ..؟
ضربت جودي رأسها بعجز وقالت : ليزا ..!... نعم اعرفها لقد قابلتها ذات مرة في الجامعة .. !" ثم قالت بإصرار " عليك نسيانه ... انت لاتستطيعين ان تحبيه .. تينا ارجوك ..!
اطرقت تينا رأسها بحزن وقالت : سأحاول ..
\
/
\
في الساعة الرابعة عصرا ... كانت تينا تمشي للذهاب لتدريباتها .. ولكن حدث مالم يكن في الحسبان ... قابلتها ليزا بنظرات ملئها الحقد والغضب ... حاولت تينا اخفاء خوفها من هذه الفتاة التي لاتعلم عنها شيئا .. ابتدأت ليزا حديثها قائلة : أنتِ ...!
تينا : ماذا ؟
ليزا : ماذا تريدين ؟.... هل تحاولين سرقة دوك مني بعد ان قمت بإدخال نفسك بالمسابقة لتسرقيها أيضا ...!
تينا " هاقد بدأت ..."
نظرت إليها تينا ببرود ثم ابتعدت عنها ومشت من جانبها لتخطيها ... ولكن ليزا صاحبة الجسد الكبير قد أمسكت بمعصم يدها ولفتها إلى الخلف ليكون صدرها ملاصقا لظهر تينا ... كتمت تينا صرخة ألم .. أقتربت ليزا من اذنها وهمست بنبرة مخيفة قائلة : إذا كنت خائفة على والدتك ... ابتعدي عني وعن دوك ....!
انصدمت تينا مما قالته ليزا فقالت بخوف : وما شأن أمي ؟!
ضخكت ليزا بغرور وقالت : إذا كنت خائفة عليها عليك العودة ادراجك إلى المنزل والحذر من أي شخص قد يدخل لمنزلكم ويقوم بشئ قد لايعجبك ... مثل ..!... أن يقتل والدتك !!
تينا بخوف : أرجوك لاتفعلي شيئا لوالدتي ... لاشأن لها فيما يحدث بيننا !!
تركت ليزا يدها وهمَت بالذهاب ولكنها عادت وهي تقول : لقد أخبرتك إذا كنت خائفة على والدتك عودي إليها وابقي بجانبها ... وخصوصا خلال فترة تدريباتك
ثم ذهبت وهي تضحك بصوت عالٍ ...
ازدردت تينا لعابها ثم عادت إلى المنزل وهي تجري خائفة " أرجو ان لايكون اصابها مكروه ...! "
وصلت إلى المنزل وإذا بزجاج النافذة الأمامية محطم ... دخلت بسرعة بخوف وهي تصرخ : أمــي أين انتِ ؟
لم يأتيها جواب فازداد خوفها وذهبت مسرعة لغرفة والدتها ...وجدتها قد استيقظت من نومها للتو ... تندهت تينا بأريحيه فقالت كرستينا : تينا ؟!... لماذا عدت ؟
تجاهلت تينا سؤال والدتها فأجابتها بسؤال آخر : أمي ؟... ألم تسمعي صوت تكسر الزجاج ؟
كرستيا : بلى لقد سمعته ... استيقظت من النوم على صوت التكسير ولكنني لم استطع الذهاب لرؤية ماحدث ..!
" ملاحظة للتذكير : والدة تينا معاقة وتمشي بكرسي متحرك ولكن بصعوبة "
ابتسمت تينا وقالت : المهم انك بخير ..
كرستينا : لاتقلقي علي عزيزتي ... والآن اخبريني لماذا عدت وانت قد ذهبت لتوك ؟
تينا : لقد اردت ان اطبخ طعام العشاء لك الليلة ..
كرستينا باستغراب : لماذا ؟.. ألايوجد تدريبات اليوم ؟
تينا : لقد اخذت اجازة لمدة اسبوعين ..
كرستينا : ولكن كيف ستتدربي على المسابقة وهي بعد اسبوعين ؟
تينا : سأخرج من المسابقة ..!
كرستينا بصراخ :لماذا ؟... هل تريدين ان تعطي الفوز لتلك الفتاة هدية ؟
تينا : أجل ... لقد اخرجت فكرة التحدي من عقلي ... ثم انني لن استطيع الفوز بتدريبات لمدة اسبوعين فقط ..!
كرستينا : ولكن ..
قاطعتها تينا قائلة لتغيير الموضوع : والآن اخبريني .. ماذا تريدين ان تأكلي الليلة ؟
\
/
\
/
\
أطفأت جودي أنوار المطبخ لتعود إلى غرفتها والنوم بداعب أجفانها ... استبدلت ملابسها وهمَت بالنوم وإذا بهاتفها يرن ... كانت والدتها حادثتها وقامت بالسؤال عن اخبارها وهي لاتعلم انها كانت موجودة في المنزل البارحة ..
سارا : جودي ... أريدك ان تتركي العمل ... نحن بحاجة ماسَة إليك هنا ..!
جودي باستغراب : ولكن لماذا هذا فجاءة ؟
سارا بنبرة صارمة : سأخبرك شيئا .. وسأقوله مباشرة ... عليك الاختيار بين أهلك وبين ستيف ..!
ازدادت حيرة جودي وقالت : ولماذا علي الاختيار ؟.... أنتم أهلي وهو ... " ثم صمتت لتحاول إيجاذ كذبة "
باغتتها سارا قائلة : أنا أعلم انكما تحبان بعضكما البعض ... ولكنني اخبرتك لا أريدك ان تكوني تحت سيطرة سوزان ... والجميع يعلم انها لن تسمح بوجود مثل هذه العلاقة بينكما ..!
" ثم قالت بنبرة حانية " جودي با ابنتي ... لايوجد أم لاتريد سعادة ابنتها ... سعادتك بالابتعاد عنه .. فتاة بجمالك وأخلاقك يريدها الكثير من الشبان ... ماذا قلتِ ؟
صمتت جودي قليلا ثم قالت بإصرار : أمي أنا أحب ستيف ... وأحبك وأحب والدي وأخي .. وسأحاول ايجاد طريقة لأحصل عليكما جميعا
سارا : لايوجد .. إما نحن وإما هو ... سأكون بانتظارك غدا ... او بعد غد ... وعندها سأعرف جوابك ..
جودي: حسنا إلى اللقاء ..
ما إن اغلقت جودي سماعة الهاتف قد تنهدت بضيق ... أتاها طرق على الباب فقالت بعجز : من ؟
سوزان : أنا سوزان .. أريد محادثتك ..!
وقفت جودي بسرعة وهي خائفة ومرتبكة ... فتحت الباب لها وسمحت لها بدخول الغرفة وللمرة الثانية ... بعد ان جلست سوزان بغرور نظرت إلى جودي وهي تقول ..
سوزان : جودي ... مارأيك بفتاة تريد التفريق بين أم وابنها ؟
عقدت جودي حاجبيها وكأنها فهمت المقصد ... فقالت بدفاع مباشر : ولكنني لا أريد التفريق بينكما ..
سوزان : إذن عليك ترك هذا المنزل ... انت تعلمين انه لايستطيع أحد طردك سوى ستيف .. ولاأعلم متى قمتي انت ومايكل بهذا الاتفاق .. ولكنني اخبرتك إذا لم تخرجي من هذا المنزل .. ستكونين سببا لافتراق ستيف عن والدته .. لأنني لن اسامحه حتى يتركك ..!
جودي بعجز : لماذا تفعلين هذا ؟ .. ماذا فعلت لك لأحصل على كل هذا منك ؟
سوزان : لأنني أكرهك .. وأريد لابني اجمل الفتيات ومن طبقة عالية ..
جودي : هل أصبحت المظاهر هي أكبر اهتماماتك ؟
نظرت سوزان إليها بصدمة ... ازدردت لعابها وقالت بغضب مكبوت : كيف تجرؤين ؟
جودي : ربما لم أكن تلك الفتاة الجميلة بنظرك ... ولست بفتاة غنية ايضا .. ولكنني أحب ستيف وهو يحبني ... ومهما ابتعدنا لن تستطيعين ان تفرقينا ... هل فهمت ؟
سوزان : إذن افهم من كلامك انك تريدين حياة تعيسة لستيف ؟
جودي : من قال هذا ؟
سوزان : بسببك ... ستسوء أحواله .. وسيبتعد عني ... وعن هذا المنزل ... وجدته وكل احبابه ... بسببك ..!... انت فقط من تستطيعين ان تجعلين حياته رائعة او تعيسة ..!
صمتت جودي ولم ترد عليها ... خرجت سوزان بعد أن ألقت عليها هذه الكلمات : فكري جيدا ... وسترين ماهو الصحيح لك وله أيضا ..
\
/
\
جودي حيرتها اصبحت مضاعفة وخوفها صار أكبر ... كيف تستطيع الاختيار بين والدتها وحبيبها ؟... لو كنت مكانها من ستختارين ؟!
تينا .. خوفها الشديد على والدتها صار سببا لتترك المنافسة التي كانت الطريق الوحيد ليؤمن دوك بها ... ماردة فعل دوك عندما يعلم انها ستترك المسابقة ؟

ملاكو 09-15-2010 04:21 AM

الباااااااااااااااارت الاخير وصل







الجزء الرابع عشر
والأخـــــــــــير

بعد ليالي صعبة لأبطالنا ... اتاهم الصباح بكل مايحمل شعاعة من أمل ... استيقظ دوك بنشاط وهو يأمل حدوث شئ جيد ... استبدل ملابسة وركب سيارته الرياضية وانطلق بها للمكان الذي يتردد عليه من أيام ...عندما وصل دوك ودخل إلى صالة التدريب .. فتش كل مكان وكل زاوية للبحث عنها .. ولكن ....
دوك " هذا هو اليوم الثالث الذي لا أراها فيه ؟!.."
اقتربت أليس عندما رأت دوك يبحث في كل مكان ... وقالت : هل تبحث عن شئ ما ؟.. أو عن شخص ما ؟
دوك : أين هي ؟
أليس : منذ ثلاث أيام لم تأتِ إلى التدريب ... ولا أعلم السبب ؟!
دوك : هذا غريب ..لقد كانت متحمسة جدا !!
أليس : لم لاتذهب إلى منزلها وترى ماخطبها ...
دوك باستغراب : ومن أكون لكي أذهب ؟
ابتسمت أليس وقالت : بحسب معرفتي بك خلال تلك السنوات .. أنت تهتم لأمرها !!
دوك : ليس لأني أهتم لأمرها ... فقط لأن أخاها قد تزوج من اختي !
أليس : وماشأن هذا ؟
دوك بارتباك : فقط .. لأنها .. لأنها مناسبه لأن تكون هي العارضة !
أليس : ولكن ليزا افضل منها ... وأنت تعلم هذا
نظر إليها دوك نظرة غريبة وقال : ما الذي تريدين ان تصلي إليه ؟
ضحكت أليس وانتبه الجميع بسبب ضحكها العالي ثم قالت : ألم أقل انك تهتم بها ... دوك .. لم الخوف ؟...
دوك بتوتر : ليس لأني خائف .. ولكن ."صمت قليلا ثم قال". لا أعلم كيف اخبرك !!
أليس : دوك ... مارأيك لو نجلس ونتحدث ؟
دوك : انت مشغوله وانا مشغول ايضا لاوقت لدينا ... لكن فقط .. انا اثق بك واريد النصيحة منك ... لأنك الوحيدة التي تفهمني وتعرفني جيدا !!
ابتسمت أليس وقالت : هذا من دواع سروري ... دوك سأخبرك شيئا ... في بيئتك التي تربيت بها اعتدت ان أي شئ تريدة تحصل عليه ... وربما يقوم بملاحقتك حتى تحصل عليه !!...
عقد دوك حاجبيه وقال : يقوم بملاحقتي ؟..!
أليس : اقصد الفتيات ... ان تعلم ان لك شعبية كبيرة بين الفتيات ... فبمجرد ان تراك إحداهن تهيم حبا بك !!!!!!
دوك : ليس لهذه الدرجة ... انت تبالغين !!
أليس : ربما أبالغ ... لكنك لم تعتد ان فتاة تقوم بصدّك !! ... وصادف ان تكون تلك الفتاة هي التي وقعت انت في حبها !..
صمت دوك ولم يرد عليها فأكملت أليس قائلة : هل اقتنعت ؟
صمت دوك ثم ابتسم بسخريه وقال : كنت أعلم كل ماقلتيه لي ... لكنني أحاول تكذيب نفسي !.. لا أريد ان تكون هي الفتاة التي احب ..
أليس : لماذا ؟
دوك : لأنني ساؤوذيها ...
أليس : لافائدة الآن ... فقط احببتها وانتهى الأمر ... لكن بدلا من إذائها عليك حمايتها ... أليس كذلك ؟
دوك : انت محقة ... " ثم ابتسم بجاذبية وقال " سأذهب الآن
أليس : سأتطلع شوقا لنهاية قصتكما !!
\
/
\
وصلت جودي إلى غرفة ستيف .. وقفت بهدوء أمام الباب قبل فتحة ... نظرة الحزن لاتزال في عينيها .. وقلبها وعقلها يتصارعان ليصنعان حيرة لها !!... استنشقت نفسا جديدا وهي تحاول رسم ابتسامة جميلة على وجهها ... طرقت الباب فأذن لها ستيف بالدخول ... منذ وفاة مايكل وهو يستقيظ مبكرا ليقوم بأعمال والدة ... بعد ان دخلت استقبلها هو الآخر بابتسامة جميلة وجذابة قد زادت من حيرتها ..
ستيف : صباح الخير
جودي : صباح الخير ... أرى انك قد انتهيت فلا تحتاج مساعدتي ..
ستيف : أجل انتهيت .. " ثم قال بسخرية " لقد أصبحت استيقظ قبلك ايتها الكسولة ..
ابتسمت جودي بحزن " هذا لأنك لاتعلم انني لم أنم الليل كلة أفكر فيك "
ستيف : جودي ؟
جودي : نعم ؟
ستيف : هل انت بخير ؟
جودي : بالتأكيد ...
نظر إليها ستيف نظرة غير مصدق لما تقولة ...
فقالت جودي لتغيير الموضوع : ستيف متى ستعود اليوم ؟
ستيف : مثل كل يوم !... لماذا تسألين ؟
جودي : اريد ان اذهب إلى .. إلى تينا ... هل تسمح لي ؟
ستيف : بالتأكيد ولم امنعك ؟
جودي : حسنا سأعود قبل عودتك ... إلى اللقاء
همّت بالخروج ولكنها لم تستطع الذهاب قبل ان تودعه ... عادت إليه وهي تجري مسرعة ثم قفزت واحتضنته وهي تحاول كبت كل مايقوله قلبها ..
ترنح ستيف قليلا ولكن سرعان ماوازن نفسة والحيرة والاستغراب هي ماتنطق به عيناه ..
ستيف : جودي ؟
ابتعدت جودي وهي تبتسم ابتسامة زائفة : آسفة ... علي الذهاب
ثم خرجت بسرعه ولم تسمح لستيف بسؤالها ...
ستيف : لا أعرف ماذا دهاها !.. سأعاود لسؤالها بعد ان اعود من العمل ...
لم ينتبه كلاهما لسوزان الواقفة بالخارج ورأت كل ماحصل ..
\
/
\
في الساعة العاشر صباحا ... كان ستيف منغمسا في كتابة بعض الأوراق ... قطع علية تفكير صوت هاتفة المحمول وهو يغني أعذب موسيقى ...
رد بانزعاج وهو يقول : ماذا ؟
دوك بصراخ : أين أنت ؟
ستيف : أين سأكون في رأيك ؟
دوك :من المفروض ان تكون في الجامعة..! ... لكنني لا أراك
ستيف : هل أنت مجنون ؟... ولماذا أذهب إلى هناك ؟
ضرب دوك رأسه بعجز وهو يقول : أنسيت أن اليوم هو يوم التخرج ؟....
صرخ ستيف وهو يقول : مـــــاذا ؟
دوك : أيها الأحمق كيف تستطيع نسيان مثل هذا اليوم المهم ؟
ستيف : حسنا سآتي قريبا ..
دوك : بانتظارك يا أحمق ...!
أغلق ستيف هاتفه ووضع كل شئ جانبا ثم نادى بمدير أعمالة ...
توماس : نعم سيدي ؟
ستيف : قم بإلغاء جميع مواعدي لهذا اليوم ...
توماس : ولكن ..
ستيف : لايهمني ... ألغها فحسب
توماس : وماذا عن
الصفقة التي ستقوم بتوقيعها اليوم ... قد لايسمحون بتأجيلها ؟
ستيف : إذا رفضوا ... لايهمني.. .. فجودي أهم ..!
توماس : أمرك ..
\
/
\
ركب ستيف سيارته وأمر بسائقة للذهاب للجامعة بسرعة ..
ستيف " كيف نسيت هذا اليوم .. لاشك ان هذا هو سبب جودي ... أرادت تذكيري ولكنني أحمق ..!...أوه لقد نسيت أيضا .. علي إحضار هدية ! .."
ستيف : توقف عند محل الزهور قبل الذهاب للجامعة ...
\
/
\
ترجل من سيارته وعلى وجهه أجمل ابتسامة ... دخل إلى صالة الحفل وهو يبتسم ... ينوي إعطاء هذه الزهور لجودي أمام كل هذه الجموع .... ابتسم بخبث وشقاوة ثم انتبة لدوك وهو يأشر له بمكان بجانبة ... جلس ستيف بجانبهم وإذا بفرونيكا وديفيد بجانبهم من الجهة الأخرى ..
ديفيد : أيها الأحمق ... لماذا تأخرت ؟
دوك : لقد نسي الأمر تماما ... لولا انني قمت بتذكيرة لما حضر من الأساس ...!
فرونيكا : ماذا ؟!... لقد اخبرتني جودي انك أحمق ولكن ليس لهذه الدرجة ...
ضحك ستيف بثقة وقال : لن تقول جودي هذا الكلام ... لا أصدقك !!
استرعى انتابههم صوت الاستاذ وهو يقوم بتكريم بعض الطلاب ... الأول .. فالثاني... فالثالث ... والرابعة ..
الاستاذ : جودي بي انتوني ...
\
/
\
جلست على الكرسي الطويل في ذلك المكان الذي لطالما اتت إليه مع ستيف .. ازدردت لعابها بخوف وهي تحاول منع دموعها من السقوط ... أحست بسيارة الأجرة وهي تتوقف ... نزلت منها تينا وهي تجري مسرعة إليها ..
تينا : جودي ؟!...
جودي : تينا ... تعالي واجلسي بجانبي ..
ما إن جلست تينا حتى وضعهت جودي رأسها على كتف تينا لتدع لدموعها ان تنساب بكل ماتحمله من ألم وحزن ...
تينا : جودي ... مابك عزيزتي ؟
جودي : انت اخبريني أولا ماذا بك ؟... فصوتك لايعجبني
تينا : اتذكرين المنافسة التي اخبرتك عنها ... لقد خرجت منها ..
رفعت جودي رأسها بصدمة وقالت : لماذا ؟
تينا : تلك الفتاة ... ليزا ... لقد قامت بتهديدي لو لم أخرج ستقوم بإذاء والدتي ..
جودي : ولكن ... ماذا عن دوك ؟
تينا : لقد قررت نسيانه ... فهو غير مناسب لي أبدا .. ثم ان لديه ليزا ...
أعادت جودي رأسها ليستند على كتف تينا وقالت : يبدو اننا ستفشل في أول علاقة حب لكلينا ...
تينا : ماذا حصل ياجودي ..؟... أخبريني رجاءا
جودي : كما تعلمين كانت هناك علاقة بين والدتي والسيدة سوزان ... ولم تسمح كلا الاثنتان بقيام علاقة بيننا ... لذلك قامت والدتي بتخييري بينهم وبين ستيف ...
عندما نظرت تينا إلى الحقائب التي كانت مركونه إلى الجانب الآخر قالت بحزن : واخترتي والديك ؟
جودي : لا ... لم اختر احدا منهم ... فحتى لو استمريت بعلاقتي مع ستيف ستقوم امي والسيدة سوزان بملاحقتنا ... وإن ذهبت عند والدي لن يتركني ستيف .. فأنا أعرفة جيدا سيقوم بملاحقتي لأي مكان يتوقع وجودي فيه ... لكن قررت الابتعاد .. سأبتعد وأعمل لوحدي .. بالطبع لن أقطع علاقتي معكم سأقوم بالاتصال بين فترات ...
صمتت تينا وقالت : لو كنت مكانك وفي وضعك ... لفعلت كما فعلت .. فليس من السهل الاختيار بينهما ..!
عضت جودي شفتها السفليه وهي تصك على أسنانهم بألم : ولكن .. تينا أنا أحب ستيف .. ماذا أفعل ؟ ... اخبريني ..
ثم قامت جودي بالشد على قميص تينا وكأنها تحاول تفريغ شحنات القهر والألم ..
بكت تينا معها وهي تضمها وتقول : هانحن هنا ... أنا وصديقتي ... بقلوب محطمة ...!
\
/
\
كرر الأستاذ اسم جودي ولكن لا أثر لها ... ازدادت الهمهمات من حولهم والجميع يبحث عنها في الأرجاء ... عقد ستيف حاجبية وهو يبحث عنها حولة ومن خلفة ..
فرونيكا : هذا غريب أين ذهبت ؟... لقد رأيتها اليوم صباحا
ستيف : أحقا رأيتيها ..
فرونيكا : نعم رأيتها تدخل لغرفة المدير وقمت بندائها ولكن يبدو انها لم تستمع لي ...
دوك : هذا غريب ...!
بعد ان ذهبت خمس دقائق جاء رجل إلى الاستاذ وهمس في أذنه بعض الكلمات ... أكمل بتلو الأسماء وترك جودي ..
خرج ستيف بسرعة وذهب إلى غرفة المدير ... دخل إلى قسمة حاول النائب إيقافة عن الدخول ولكن ستيف لم يستمع إليه .. فتح الباب بغضب وقال بصراخ : ماذا حصل ؟.. أين جودي ؟
نظر إليه المدير ببرود ولكنه سرعان ماوقف بخوف وهو يقول : تفضل سيد ستيف ..
ستيف : لقد سألتك فأجبني .. ماذا حصل لجودي ؟
المدير : صدقني لا أعلم .
ستيف : أحد الطلاب اخبرني انها اتت صباحا إليك ..
تنفس المدير بعمق وقال : هلا جلست لأخبرك القصه ؟
جلس ستيف بغضب ثم بدأ المدير حديثه قائلا : هذا صحيح .. أتت إلى صباح اليوم وطلبت ان اسلمها شهادة التخرج لأنها ستسافر ..
ستيف : ماذا ؟... تسافر ؟
المدير : هذا ماقالته لي ..
لم يفكر ستيف بماذا يفعل وركب سيارته بسرعة وذهب إلى المنزل ..
\
/
\
بعد أن ادخلت جودي جميع حقائبها في القطار ... وقفت أمام تينا التي لم تكف عن البكاء
جودي : تينا هيا .. كفي عن البكاء لست طفلة ..!
تينا : ولكن .. قد لا أراك مرة أخرى ..
جودي : لاتقلقي سأعود .. ولكن بعدما ييأس ستيف من البحث عني ..
تينا : ألأا تريدين اخباري بمكانك .. صدقيني لن اخبر أحدا .
جودي : حاليا .. أنا لا أعلم إلى اين سأذهب .. لكن ربما بعدما استقر سأخبرك ..
تينا : رافقتك السلامة ..
وقامت بضهما تلك الأخرى وهي تحاول منع دموع الفراق ... ماهذه الدنيا ؟... فراق جماعي؟... ركبت القطار وجلست في مقعدها وتركت لدموعها الانسياب مرة اخرى ... ذهبت وتركت ستيف خلفها .. ذهبت وتركت والديها خلفها ... ذهبت وتركت تينا ووالدتها التي لطالما كانت أما ثانية لها .. لم تستطع توديعهم ... يالهذا القدر ..!
\
/
\
مسحت تينا دموعها وهي تبتسم لسخرية الدنيا منهم ... سلكت طريق المنزل وهي تفكر بجودي وكيف ان مشكلتها مضاعفة بالنسبة لها ... أحست بسيارة تقف بجانبها ألتفتت وإذا بدوك ينزل منها ويمسك بها ويضعها بداخل السيارة .. ثم ركب هو الآخر ... نظرت إليه تينا
بغضب وقالت : ماذا تظن انك فاعل ؟
دوك : اريد ان آخذك في نزهه ..
تينا : لا أريد .. أنزلني حالا ..
دوك : ليس قبل ان اعرف السبب الذي جعلك تنسحبين من المنافسة .!!
ارتبكت تينا وقالت : كيف علمت ؟
دوك : لدي طرقي الخاصة ..!
تينا : ليس من شأنك ... دعني اذهب
دوك : هذا هو عملي ... لقد كنت مرشحة لتكوني العارضة الرئيسيه ... ولكنك خيبتي أملي ..
تينا " أرجوك لا تقل هذا " : دع ليزا تقوم بهذا العمل ...
دوك : لن تقوم به .. لأنها سترفض ..
تينا : ولماذا ترفض إذا كانت قد اشتركت في المسابقة ..
دوك : لا أعلم .. لكنني واثق من انها سترفض ..
تينا : وكيف علمت هذا ؟
دوك : لأنها وبعد العرض المباشر في لندن ... أتتها طلبات عرض كثيرة من شتى أنحاء العالم .. ولكنها رفضتها جميعا
تينا : ولماذا ترفض شيئا تبرع به وستكون مشهور بسببه ؟
دوك : لقد اخبرتك لا أعلم .. لذلك اريدك ان تشتركي في المنافسة ... حماستك قد زرعت فيّ أملا كبيرا ان ستفوزين ..
صمتت تينا ثم قالت بنبرة جدية : أوقف السيارة ..
دوك : لقد اخبرتك ليس قبل ان تقولي السبب ... وايضا شريطة ان يكون مقنعا ..!
تينا بغضب : أوقف السيارة وإلا فتحت الباب وقفزت ...!!
ضحك دوك بسخرية وقال : لن تفعلي ..
تينا : لاتجبرني على هذا ... ثم فتحت الباب وقالت : سأقفز ... اوقفها
شاهد دوك نظرة الإصرار في عينيها .. خاف من تهورها وقام بتهدئة السيارة وقال بنبرة هادئه : دعينا نتحدث ... فقط اخبريني السبب ...
تينا : لن اقول لك شيئا ... " وصرخت قائه " اوقفــــــــها ...!
توقف دوك بخوف من صرختها ... خرجت من السيارة وهي تمشي بسرعة إلى منزلها الذي اصبح بعيدا بسببه ...!
دوك : ماذا بها؟؟!
\
/
\
دخل ستيف إلى المنزل وهو يصرخ مناديا باسمها ..
ستيف : جـــــودي ... جـــــــودي ...؟!
سوزان : لن تجدها ..!
ستيف : ماذا ؟
سوزان : لقد عادت لوالديها ...
ستيف : ولماذا لم تخبرني ؟
سوزان : ألا يوجد في ذلك العقد ذلك الشرط ؟
ستيف : بالتاكيد ... وانا لم اعطها موافقتي لتذهب لزيارتهم ؟!
سوزان : ومن قال انها زيارة ... لقد ذهبت إليهم ... إلى الأبد ..!
صرخ ستيف : مــاذا ؟!... من المستحيل ان تفعلها جودي ..
سوزان : إذا كنت لاتصدقني إذهب وتأكد بنفسك ..
نظر إليها ستيف نظرة غريبة ثم ذهب مسرعا لغرفتها ... فتح الباب بقوة وهو يصرخ باسمها ... ولكنه كل ماجاوبه ظلام دامس ... قام بفتح الأنوار وإذا بالغرفة فارغة من كل أثر يدل على وجود الحياة فيها .. خرج منها وذهب لغرفة في أمل أخير لوجودها فيها ... دخل الغرفة بقوه ولكنه لم يجدها ... لفت انتباهه ورقة ملفولة وموضوعه على سريره ... فتحها بخوف وبيدين مرتجفتين ... إذا به خط جودي الذي يعرفه جيدا ..

"
عزيزي ستيف ..
اتمنى منك ان تسامحني لأنني لا أستطيع الاستمرار معك .. فنحن من عالمين مختلفين تماما .. لا أمل لنا بحياة هادئه ورائعة ... ولكن اعلم انني احبك ... وارجوك لاتقم بالبحث عني لأنك لن تجدني ...
جودي
"
وضع ستيف يديه على رأسه وهو يصرخ بألم وعجز : لماذا ... لماذا ذهبتي وتركتني .. ألم تعديني بالبقاء معي مدى الحياة ؟!.... لماذا فعلتي هذا ؟!.... لماذا ؟!...
\
/
\
كان الليل قد اسدل ستائرة المظلمة ... بكل وحشية ليجعل من معاناة أبطالنا تزداد ...
تمدد دوك على سريرة الضخم وهو يضع يديه خلف رأسة بتفكير ...
قطع عليه تفكيرة صوت هاتفه وهو يرن بنغمة مزعجة ... نظر إليه وإذا به رقم غريب ... تركه فهو ليس بمزاج جيد يجعله يرد عليه ... ولكن ذلك الرقم قد استمر بالاتصال بإلحاح ..
دوك بصراخ : من ؟
أتاه صوت لرجل وهو يقول : أأنت السيد دوك ؟
دوك : نعم انا هو .. من أنت وماذا تريد ؟
...... : اريد اخبارك شيئا ما ..
دوك : لا أريد ..
...... : الموضوع يخص تينا وليزا ...
دوك : تينا وليزا .؟!... وماشأنهما ؟
........ : ليزا هي السبب في ترك تينا للمنافسة ..
دوك : ماذا قلت ؟... كيف هذا ؟
....... : قامت ليزا بتهديد تينا ان تؤذيها عن طريق والدتها ... لذلك تينا خرجت رغما عنها ..
غضب دوك مما سمع وقال : إذا ليزا هي السبب سأريها ..
...... : انتظر أرجوك .. يجب ان تعرف السبب الذي دفع ليزا لفعل هذا ..
دوك : بالتأكيد لكي تثبت انها افضل من تينا ؟!.
......... : في الحقيقة ... ان ليزا حتى لو فازت هي بالمنافسة سترفض العرض ويقومون باختيار تينا ... لذلك فعلت هذا ..
دوك : ولماذا ترفض بعد ان فعلت كل شئ في سبيل الفوز ؟
....... : بسبب ساقها المشوهه ...
دوك : ماذا ؟
....... : في ذلك اليوم ... بعد ان عادت من عرضها في لندن ... عندما وصلت منزلها وإذا بألسنه اللهب قد ألتهمته بكاملة ... وكان يعيش معها والديها .. ولكنها كبيران بالسن ... لذلك دخلت بنفسها وقامت بإنقاذ والدتها ... اما والدها فلم تستطع حملة ... وبسبب هذا والدتها لاتزال ترقد في المشفى في غيبوية منذ ذلك اليوم ... وهي فتاة بساق مشوهه ...
دوك : ولكن مادخل هذا في الموضوع ؟
..... : بالتأكيد هي لاتعلم طبيعة الملابس التي ستقوم بعرضها ... ماذا لو أعطوها شيئا قصيرا لتعرضه ... بالتأكيد سيستغنون عنها كعارضه ... أليس الرفض افضل من الطرد ؟
صمت دوك وهو يحس بالشفقة على ليزا التي دفعتها غيرتها واحساسها بالنقص ان تفعل أي شئ سئ ....
دوك : حسنا ... ومامصلحتك في اخباري هذا ؟
...... : لأنني اعلم انك تحب تلك الفتاة المدعوه تينا ... وليزا بالتأكيد لن تستمر معك ستنفصلان عاجلا ام آجلا ... وفي الحقيقة ... انا احب ليزا واريدها بساقها المشوهه ...
دوك : اعلم ياهذا انني لم احب ليزا ابدا ... ولكنني ايضا لا أكرهها ... والآن انا احس بالشفقة عليها ... لذلك سأدع لك مهمة ابعادها عني بلطف ..
......... : هذا ما سأفعله ... لأنني ولو كنت انت تحبها سآخذها منك ...
دوك : اتفقنا ...
.... : اتفقنا ...
دوك : بالمناسبه ... ما أسمك ؟
..... : جاك ..
\
/
\
في اليوم التالي
كانت سارا تقف عند محطة القطار التي اخبرت جودي انها ستنتظرها هناك ... نزل كل من في القطار ولكن لا أثر لجودي .... بحثت عنها في كل مكان ولكنها علمت انها اختارت ستيف ... رصَت على أسنانها وهي تقول : اذن فقد فضلته علينا ... لن أسمح بحدوث هذا ..!
ذهبت لتحجز لها تذكرة وتذهب لمنزل سوزان ...
\
/
\
/
طرقت الخادمه باب غرفة ستيف ولكن لامجيب ... بعدها بدقائق دخلت والدته سوزان ومن خلفها خادمه تحمل معها بعض الطعام ...
جلست سوزان بجانب ستيف المتمدد في فراشه وينظر للسقف بلا حراك ....
سوزان : ستيف يا بني .... أترضيك الحالة التي أنت عليها ؟
ولكن ستيف وكأنه لم يسمع شيئا ... عاودت سوزان الحديث معه قائله : لقد احضرت لك بعض الطعام ... فمنذ البارحة لم تذق شيئا ...
نظر إليها ستيف نظرة ألم ولم يجب ثم قالت سوزان بجديه : لقد ذهبت وانتهى الأمر ؟!... أتريد قضاء بقية حياتك هكذا بدونها ؟
ستيف : فقط لو أعرف لماذا ذهبت ..!
سوزان : هي بحاجة لوالديها ... ثم انها هي ذهبت لتجد حياتها وانت ايضا عش حياتك واجعلها من الماضي
اعتدل ستيف بجلسته وقال بغضب : من المستحيل ان تكون من الماضي ...!.. لن أدع هذا يحصل سأذهب لمكان والديها وآخذها بالقوه ..
سوزان : ولكــن ..
قاطعها ستيف قائلا : سأذهب ... وسبق ان قلت لك سأتزوج الفتاة التي اختارها وليس انت من تختارينها ...
خرج ستيف من غرفته وسوزان تتبعه وتحاول ان تردعه عن هذا الأمر ... عندما وصل ستيف إلى البوابة الداخليه إذا بسارة تدخل والغضب واضح في عينيها ...
وقفت سارا أمام ستيف وقالت بصراخ : لماذا لاتدعها وشأنها ؟.. نحن والديها ونحن أحق بها منك ... لاشك انك رفضت ان تطردها ولذلك لم تعد لنا ... ليست ابنتي جودي من تعصي اوامري .!
نظر إليها ستيف وسوزان باستغراب ثم قال ستيف : ماذا تقصدين ؟
سوزان : لقد اختارت جودي البقاء معكم ؟!
صمتت سارا ثم قالت : هل تحاولون المزح معي ؟
سوزان : لقد قلت الحقيقة ... جودي لم تعد تعمل في هذا المنزل ...
سارا : متى حصل هذا ؟
سوزان : البارحه ...
سارا : ولكن ... جودي لم تأت إلينا ..!
ستيف وسوزان : ماذا ؟
سارا : هل تقولان انها خرجت من هذا المنزل ... إذن أين ذهبت ؟
سوزان : هذا غريب ... لقد رأيتها تحمل حقائبها وتخرج من المنزل ..
نظر إليهما ستيف ثم ابتعد عنهما وركب سيارته وذهبت للبحث عنها في كل مكان قد يتوقع وجودها فيها ...
سارا : لم اتوقع هذا الاختيار من جودي ... الهرب ..!!!!!
سوزان : ربما لم تهرب ..
سارا : هل تقصدين ... انه حصل لها مكروه ؟؟!!..
سوزان : لا أعلم ... ولكن اعلمي ان جودي ليست من ذلك النوع الذي يهمل حماية نفسه ...!
سارا : هل تخبرينني با ابنتي ؟.... اعرفها فقد كانت مثلي تماما
ابتسمت الاثنتان لتلك الذكريات التي اعماهما الحقد عنها .. ولكن سرعان ماتداركت سوزان نفسها ودخلت إلى المنزل تاركة سارا تفكر وتضع جميع الفرضيات ...
\
/
\
توقف ستيف عند منزل تينا ... طرق الباب فلم يأته أي رد ... طرقه بقوه حتى اتاه صوت تينا وهي تزمجر بغضب ...
تينا : من هذا الذي يطرق الباب بهذه الطريـ ..... أوه ستيف هذا أنت ؟!
دخل ستيف إلى المنزل ولم يلق بالا لتينا الواقفه ...
ستيف : جــــودي ... جـــودي ... اخرجي اعلم انك هنا ...
ولكن اتاه صوت تينا الحزين وهي تقول : جودي ليست هنا ... لقد سافرت !
ألتفت إليها ستيف بقوه وقال : ولكن ... والدتها سارا هنا وتقول ان جودي لم تذهب إليهم ؟!..
تينا : ومن قال انها ذهبت لوالديها ؟
ستيف :إذن إلى أين ؟
تينا : لا أعلم .... لكنها اخبرتني انها لم تختر والديها ولم تخترك أيضا ... وقالت لي انها مسافرة لمكان لاتعلم حتى هي ماطبيعته .. ...
ستيف : كيف تفعل هذا ؟... تذهب لمدينه لاتعرف عنها شيئا ؟
تينا : صدقني لا أعرف عنها شيئا ...
ستيف : أشكرك ... واعتذر لتطفلي ..
تينا : لابأس ..
خرج ستيف وعاد لتينا الحزن على فراق صديقتها ...
\
/
\
ركب ستيف سيارته وهو لايعلم إلى أين يذهب .. لايريد المنزل فقد كرهه بعد رحيل محبوبته ... إلى أين يذهب ؟ ... ولكن طرأت تلك الفكرة المجنونة في رأسه فانطلق بسيارته إلى المكان المقصود .... منزل العجوز ريموند ...
\
/
\
قام دوك بمعاودة الاتصال بتينا التي ما إن ترى رقمه لاترد ... هذه المكالمه العاشرة وهي لاترد ... واخيرا اتاه صوتها الغاضب قائله : ماذا تريد ؟ ..
دوك : أريد محادثتك قليلا ..
تينا : ألم أقل لاشأن لك بي ..!
دوك : هل ستقبلين مقابلتي أم آتي لمنزلك ؟
صمتت تينا وقال دوك : حسنا سأنتظرك في المقهى القريب من منزلك ..
\
/
\
تينا : والآن اخبرني ماذا تريد ؟
دوك : لقد عرفت سبب عدم مشاركتك ...
نظرت إليه تينا بصدمة ... ولكنها تمالكت نفسها وقالت : وماذا إذن ؟
دوك : أريد ان تعودي للتدريب حالا ...
تينا : وإن لم أفعل ...؟
دوك : تينا اسمعيني ... انت لاتعلمين لماذا ليزا تقوم بهذا ... ثم انها حتى لو فازت في المنافسه سترفض العرض !
تينا : ولماذا ترفضه وهي التي سعت إليه ؟
دوك : بسبب قدمها المشوهه ... فبعد العرض المباشر في لندن تشوهت قدمها ولهذا قامت برفض جميع الطلبات التي كانت تأتيها ..
صمتت تينا ثم قالت : حسنا وما شأني أنا إن كانت سترفض العرض ؟
دوك : تينا ارجوك ... انا بحاجة إليك لتقومي بالعرض الرئيسي ... فالموعد قد اقترب وانا لم اختر الفتاة المناسبة ... وانت الفتاة الوحيدة التي اثق بها وبعرضها ...
صمتت تينا ثم قالت : لا أستطيع ... فوالدتي اهم من كنوز الدنيا ...
دوك : سأضع حراسه مشددة حول المنزل في أوقات تدريباتك وغيرها .. أي انك ستكونين بأمان ريثما يأتي موعد العرض ..
صمتت تينا ولم تجبه فقال دوك : أرجوك تينا .... انا بحاجة لك
تينا : حسنا ... ولكن إن حصل لوالدتي مكروه فلن اسامحك ابدا ...!
ابتسم دوك برضى وقال : أعدك ...
\
/
\
يوم
اثنان
ثلاثه
اربعه
خمســــة ...
وهذا هو اليوم الذي ستقوم فيه تينا بتصوير المنتج الرئيسي الذي ستطرحة الشركة هذا الشهر ...
كانت تقف بارتباك أمام المنسقة وهي تمشط شعرها بعد غسله وصبغه بلون آخر ... جلست على الكرسي ثم قامت تلك الأخرى بوضع بعض الخصل المطولة للشعر بنفس لون شعرها الجديد .. ما إن انتهت من شعرها حتى بدأت بوضع مساحيق التجميل على وجهها الطفولي البرئ ... ثم اخيرا ارتدت ذلك الفستان الأسطوري ... الذي لطالما حلمت به وكأنها أميرة من إحدى القصص الخيالية ... نظرت لشكلها في المرآه ثم ابتسمت برضى ... وصلت إلى المكان الذي ستقوم بتصوير تلك الصور فيه ...
ومن خلفها يجلس دوك ليشرف على العمل بأكمله ...

http://dc09.arabsh.com/i/01381/qfr1ji0dvqym.jpg


بعد ساعات من التصوير المتعب والممتع في نفس الوقت ... جلست تينا براحة على اقرب كرسي وهي خائفه ومرتبكة ... جلس دوك بجانبها ثم نظر إليها بحب وقال ...
دوك : لقد كنت .... جميلة ... جدا ..
ابتسمت تينا بخجل وقالت : أشكرك ....
دوك : أهنئك ... لقد كنت رائعه حقا
تينا : ليس الآن تهنئني ... ولكن بعد ان يراها الناس ويتقبلوها ...
دوك : انا متأكد انها ستعجم الناس ... وسيتم بيع الكثير من نموذج الفستان ....!
تينا : اتمنى هذا ...
... : سيد دوك ... هلاّ أتيت ورأيت هذا ؟.
دوك : حسنا ... " ثم نظر إلى تينا وقال " كما وعدتك والدتك بأمان .. والآن إلى اللقاء
تينا : اشكرك ..
ذهب دوك ثم قامت تينا بصحبة المنشقه لتعيد شكلها الطبيعي كما كان ... ما إن انتهت مباشرة حتى ذهبت لمنزلها للاطمئنان على والدتها ...
\
/
\
بعدها بقليل نظر دوك حوله ولكنه لم يجدها ...
دوك " اعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لأقوم بدعوتها على غداء ... واعترف لها "
نظر إلى المنسقة التي تحمل بعض الاشياء وقال ...
دوك : آنسه مارجريت ... هل رأيتي تينا ؟
مارجريت : لقد ذهبت ..
دوك : ماذا ..! ... حسنا اشكرك
ثم خرج وركب سيارته وذهب في طريق منزلها ...
\
/
\
ابتسمت تينا وهي تتذكر نفسها في تلك الصورة التي اعجبتها كثيرا ... احست بوجود احد أمامها ... نظرت إليه بهدوء ولكن سرعان ماتبدلت نظرات إلى نظرات خوف ورعب ..
تينا : لــ ... لــ .. لــيزا !!
اقتربت منها ليزا واعطها ضربه على وجهها تسببت باختلال توازن تينا وسقوطها على الارض ... نظرت إليها تينا بخوف وهي تقاوم الألم ...
ليزا : ألم اخبرك ان تتركي المنافسه ؟!... مانيتك ؟... تقومين بوضع حراس عند منزلك ؟... ولكن ماذا في ذلك ... لم يفت الأوان بعد .. سأوذيك انت وليس والدتك ...
وقفت تينا بشموخ وهي ترفع رأسها : ولماذا تحرمينني من فرصة عمري ؟... إذا كنت تريدين إذائي هيا افعلي ... لن اقاوم ...
اقتربت منها ليزا بغضب لتضربها مرة أخرى ... اغمضت تينا عينيها بخوف ... لحظــــات.. فتحت تينا عينيها عندما لم يأتيها شئ .. ولكن الصدمه كانت هنا ... دوك يقف أمام تينا ويمنع يد ليزا من ان تؤذيها ...
دوك بغضب : ماذا تظنين انك فاعله ؟
ليزا بخوف : دوك ..!
ابعد دوك يدها بقوه وقال بنبرة مخيفه : لو رأيتك تقتربين من تينا مرة اخرى ... سأفعل شيئا لايعجبك ..
ليزا بغضب : لماذا تدافع عنها ؟... ألست انا حبيبتك ؟... ألست انا من يفترض بك حمايتها ؟!
دوك : احميك من ماذا ؟... لم لاتحمين نفسك من قلبك القاسي والغيور ؟...
صمتت ليزا واكمل دوك جرحها حتى قامت تينا بإيقافه ... وامسك بيد تينا وذهبا تاركين ليزا تجلس على الرصيف والدموع تسيل من عينيها ألما وحزنا ...
\
/
\
ركبت تينا السيارة مع دوك ... التفتت عليه بعيون غاضبه وقالت بعتب
تينا : لماذا فعلت هذا ؟... لقد جرحت مشاعرها وهي لاتستحق ..!
ماذنبها إن كانت تحبك ؟...
دوك : لأن هذا من مصلحتها ... من الشئ ان تتحول فتاة لطيفة إلى فتاة شرسه وقاسيه بسبب شئ بسيط ...!
تينا : ليس شيئا بسيطا ... فلو كنت مكانها سأفعل مثلها ... لك ان تتصور كم خسرت بسبب ذلك الحريق الذي تحدثت عنه ... هيا .. اذهب وقم بقول بعض الكلمات اللطيفه حتى ترضى ... فأنا اعلم انك بارع في هذا ...!
دوك : لماذا ؟..
تينا : ماذا ؟
دوك : لماذا تجبرينني على ان افعل شيئا لا أريده ..
تينا : أنا لا أجبرك ... ولكن بصفة انها محبوبتك فعليك فعل هذا ..!... ستكرهك الآن
دوك : وهذا هو قصدي مما فعلت ...!
تينا : ماذا تقول ؟.!.. لم أفهم شيئا
ابتسم دوك وقال : لأني في الحقيقة ليس في قلبي لها أيه ذرة حب ...!
تينا : كما توقعت ... كنت تكذب عليها
دوك : نعم .. واعترف بخطأي ..
تينا : يالك من عديم الاحساس ... تحطم قلوب الفتيات ... ألا تعلم كيف يكرهن الحياة بسبب خيانتك ؟!
ثم نظرت إليه نظرة كره ... وهمّت بفتح الباب والخروج .. ولكن دوك امسك بمعصم يدها وسحبها إليه وهو يقول
دوك : دعيها ... ستجد الشخص الذي تحب يوم ما ...
تينا : ماذا تقصد ؟
دوك : هناك فتى يدعى جاك ... يحبها ويريدها له ... فقمت باتفاق معه ... ان اجعلها تحبه وتكرهني بهذه الطريقة ...
تينا : يالك من خبيث ....! ... بالرغم من هذا لازلت مشهورا بلقت اللّعوب ...!
ضحك دوك بسخريه وقال : أعلم ... وها أنا آخذ جزاء أعمالي ..!... فالفتاة الوحيدة التي أحببتها قامت بصدّي ...!
تينا " يحب ... من ؟ : ولماذا تقوم بصّدك ؟... ألست أمير الفتيات ؟
دوك : لأنها تعلم انني فتى لعوب ... وهي لاتصدق أي كلمة اقولها ...!
تينا : لا ألومها ...!
دوك : ماذا ؟
تينا : لاشئ ...!
توقف دوك في حديقة كبيرة ولايوجد بها أحد ... ترجل من سيارته دون ان ينطق بأي كلمة ... تبعته تينا بخوف وهي تنادي عليه ولكن لارد ... واخيرا توقف عند بحيرة في وسط هذه الحديقة بمياهها العذبة والنظيفة ... جلس على العشب الموجود في كل مكان وأمام تلك البحيرة ... ثم ابتسم وقال : هاقد وصلنا ...!
تينا : ماهذا المكان ؟
\
/
\
قبل ذلك ... في الشارع .. حيث تجلس ليزا وهي تغطي وجهها بكفيها الملئ بالدموع ... وتحاول جاهده إخفاء تلك الشهقات الصادرة منها ... أحست بشخص يضه كف يده على كتفها ... رفعت رأسها وإذا به جاك يبتسم لها بحب ... نظرت إليه بألم ثم ازدادت دموعها بشكل مفاجئ عندما رأته ...
جاك : لماذا تبكين ؟
ضمته ليزا وهي تبكي بحرقه .. وتشد على قميصه وكأنها تطلب الأمان في حضنه ..
جاك : ماذا حصل ؟
صمتت ليزا وهي تفكر بخجل كيف انها وطول تلك السنوات ... كانت ترفض شخصا مثل جاك حتى بعدما علم انها بساق مشوهه ... مازال يحبها ويلاحقها دائما ... بكت تلك السنوات التي ابتعدتت فيها عن جاك وهي تقسو عليه بأنواع الكلام والافعال ...
ليزا بصوت هامس : آسفــه
ابتسم جاك وقال : لايوجد ماتتأسفين لأجله ..!
رفعت ليزا رأسها وقالت بخوف : جاك ... ألا زلت تحبني ؟
جاك : بالتأكيد ... لم انسك ولو للحظة واحدة ..
عضب ليزا على شفتها السفلى والدموع تعاود الانسياب مرة اخرى مما فعلته بجاك ... وبماذا جازئها ..
قال جاك بمحاولة اخيرة منه : ليزا ... هل تسمحين بإعطائي فرصة لأجعلك تحبيني ؟!
صمتت ليزا قليلا ثم ابتسمت بعلامة الموافقه .. ابتسم جاك بفرح وهو يعاود ضمها ويقول بفرح : أعدك ... سأجعلك ملكة في زمانك ...
ليزا : ولكن ... ماذا عن ساقي ؟
جاك : أحبك ... حتى لو كنت بلا ساق ..!
\
/
\
تينا : ماهذا المكان ؟
دوك : كما ترين .. انها حديقة فارغة ...!
تينا : هذا غريب لماذا لا يأتي الناس إليها بالرغم من انها جميلة جدا ...!؟
دوك : غبية ..!... نحن في منتصف الليل !!!!
نظرت تينا إلى ساعتها وصرخت بخوف عندما رأت الساعة قد تعدت الواحدة ليلا ...
تينا : علي العوده فقد تركت والدتي وحيدة ...!
همَت بالذهاب ولكن امسك دوك بها وسحبها لتسقط في حضنه ...
ثم قال بهدوء : لاتقلقي ... لم يتحرك الحراس من مكانهم ...!
احمرت وجنتي تينا وقالت بخوف : ابتعد عني ... اريد الذهاب إلى المنزل ..
دوك: ليس قبل ان اخبرك ... شيئا ..
تينا بتردد : ماذا ؟
أمسك دوك بكف يدها ووضعها في مكان قلبه ثم اقترب من اذنها وهمس بهدوء : هل تسمعين نبضات قلبي ؟
ارتبكت تينا من حركته فلت تستطع الحراك او الكلام ... وكأنما كلمات دوك قد وجدت مكانا في قلبها .... أكمل دوك حديثه بنفس النبرة قائلا : هل تعلمين لم هي سريعة وغير منتظمة ؟
قالت تينا بهمس وخوف : لا
دوك : لأنك بين ذراعي ...
اطرقت تينا رأسها ثم قالت بحزن : لماذا تفعل هذا بي ؟
استغرب دوك نبرتها الحزينه وقال بحيرة : ماذا فعلت ؟...
قالت تينا وهي تصارع دمعاتها من السقوط : هل تقول هذه الكلمات لكل فتاة تقابلها ؟... ام ان لكل نوع طريقته الخاصة ؟... لاشك في هذا فأنت خبير !!
دوك : تينا صدقيني ... لقد قمت بقطع جميع علاقاتي السابقة لأجلك ...
صمتت تينا ثم قالت : هل هذه ايضا طريقة جديدة ؟ .... دوك دعني لا أريد ان اتورط معك ويتحطم قلبي بسببك ... فآخر فتاة رأيتك وانت تحطمها كانت أمام عيني قبل دقائق ...!
اخرج دوك هواء من رئتيه وكأنه يفكر في طريقة في اقناعها ....
ثم ابتسم بسخرية وقال : لقد قلت لك سابقا ... ها أنا ذا آخذ جزائي على مافعلته بكل تلك الفتيات .... فأنت الفتاة الوحيدة التي قامت بصدي رغم حبي الحقيقي لها ... لكنني لا أملك شيئا لأثبت لك حبي ..!..
اطرقت تينا رأسها وقالت : إذن دعني ... لا أجرؤ على القيام بمغامرة معك سأكون الخاسرة الوحيدة فيها ...!
أمسك دوك بكتفي تينا الصغيرين ثم وضعها أمامه مباشرة ونزل لمستواها القصير وقال بإصرار : أعطني فرصة لأثبت لك ... لقد قلت لك انني لا أملك أي دليل على حبي ... لكنني أعدك .. سأبحث عن مدخل لدخول قلبك .... لكن ارجوك ... لاتقومي بصدي فأنا بحاجة لك !! ...
نظرت إليه تينا وهي تقاوم قلبها وعقلها على الرفض او الموافقة ... لكن في أحيان كثيرة تكون العاطفة هي من تتخذ القرار ... ولكنها في النهاية قد تنجح وقد تفشل ..!
تينا بخجل : موافقة .. لكنك ستتعب كثيرا حتى اصدقك ..!
دوك بخبث : الكذب واضح في عينيك ..! لاحاجة لإخفاء الأمر عني ..!
تينا بارتباك : مــ ... مــاذا ؟
اقترب دوك بوجهه منها وهو ينظر إلى عينيها مباشر .. وقال بخبث : انت تحبينني !... هيا اعترفي !
ابتعدت تينا خطوات عنه بعدما أحست بأنفاسه الساخنة وهي تقول بتوتر : مــن قال هذا ؟!... لست أحبك ولـن أحــ .... آه
ولكنها صرخت عندما تعثرت بحجر صغير وكادت ان تسقط في بحيرة الماء ... لكن سرعة بديهية دوك قد جعلته يضع ذراعة على خصرها ويسحبها إليه ..
تسارعت انفاس تينا بخوف عندما شد عليها وهي بحضنه وقال : أحـــبك ...
لحظات حتى قال دوك بضحك : هل وصلت بك سعادتك ان تبللي ملابسي بدموعك ...!
وضعت تينا اصابعا على وجنتيها وهي تتحسها ... لقد وجدت دموعا قد حبستها طويلا ولكنها لم تستطع بعد قول تلك الكلمة التي لطالما حلمت بها ...
ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها بقوه وتقول بصراخ و انفعال : أجل ... احبك ... ولأنني حمقاء احببتك ..!... ولأنك احمق احببتك ... وبسبب قلبي الأحمق كنت اتعذب في كل ليلة بسبب حبك الغبي ...!
ضحك دوك بسبب طريقتها الغريبة والمضحكة للاعتراف ... لم يقاوم نفسة وسحبها مرة اخرى لحضنه وهويقول بسخرية : سأسمح لك بتبليل ملابسي فقط هذا اليوم ..!.. لأنني كنت سببا في تعذيبك كل ليلة .....!!!
\
/
\
قلوب اخرى قد اجتمعت في قصتنا ... ولكن ماذا عن ابطالنا جودي وستيف ... هل ستكون نهايتهما كما يريدها الجميع ؟... أم ان القدر لم يرد ان يجمع بينهما ....
لنكمل لنرى ماذا حصل بعد ذلك ...
\
/
\
مر شهر كامل منذ اختفاء جودي ... وستيف لم يعد للمنزل منذ تلك الليلة ... وسوزان وسارا تحاول كل منهما جاهده البحث عن ابنها وتنسب السبب للأخرى ..
\
/
\
المنزل في حالة استنفار والجميع بحاول ان يبدو بأبهى صورة حتى يحصل على إطراء السيدة غابرييلا الذي قليلا ما يأتي بسبب طبيعتها المائلة للقساوة ....!
جلست غابرييلا في صدر المجلس بعد ان استدعت كلا من سوزان .. وسارا وجورج ونيد ... واصدقاء ستيف ... وتينا ... واخيرا فرانك وساندرا اللذان وصلا إلى المدينه منذ ان علما بخبر اختفاء جودي وستيف ...

غابرييلا بجديه : هل يمكنني أن اعلم لماذا انا آخر شخص يعلم بالأمر ؟ ... أيعجبكم هذا ؟... " ثم نظرت إلى سارا وسوزان وقالت " وانتن .!... هل يعجبكما مافعلتماه في ابنائكم ؟... أهذه هي السعادة التي كنتما تطمحان إليها ؟... الآن لاجودي ولاستيف ... ولم نسع أي اخبار عنهم ..!
اطرقت كل من سوزان وسارا رأسيهما بخجل من تصرفاتهما الصبيانية .. ثم أكملت السيدة غابرييلا حديثتها الموجة لأصدقاء ستيف وتينا : وانتم .!... اتسمون انفسكم اصدقاء حقيقيون؟... الصداقة لاتعني نطاق الجامعة .. ولكن ان تبذلوا ارواحكم في سبيل سعادتهم .. ؟
قالت ساندرا بهدوئها المعتاد : هدئي من روعك ياجدتي ... !... فنحن لم نكن نعلم بماحدث وإلا بالتأكيد لن نتركهم يذهبون....!
اخرجت غابرييلا نفسا عميقا ثم عادت لهدوئها قائلة : لقد جمعتكم اليوم لنقوم بسترداد هذين الأحمقين ...
اطرقت تينا رأسها وهي تقول بتفكير " هل ما سأفعله صحيح ؟... ولكن ... الجميع في حالة حزن ويريدون عودتهم .... سأفعل مايتوجب علي فعلة حتى لو غضبت جودي "
تينا : أنا اعرف شيئا عن جودي ...
انتبه الجميع لها ريثما تبدأ حديثها ...
تينا : لقد اتصلت علي منذ اسبوع ... واخبرتني انها تقيم في قرية لاتبعد كثيرا عنا ... وهي الآن تعمل وتقول اخبري والدتي انني بمجرد ان احصل على أول مرتب سأرسله بأكملة لهم ..
سارا : هل حقا جودي اتصلت ؟... لماذا لم تحدثني ؟ ...
غابرييلا : اهدئي يا سيدة سارا قليلا ... بالنسبة لي بعدما قمتما بخطتكما الغبية مافعلته هو الصواب ... فكيف تقومين بتخييرها بينكم وبين ستيف ؟... ألا تعلمين شيئا عن الحب ؟
" ملاحظه : ياحليلها العجوز مثقفة ...! "
ديفيد بهدوء : ربما علينا اخذ الرقم الذي اتصلت منه ونقوم بالبحث عن مكانه .. وانا اعرف الطريقة ..
غابرييلا : فكرة جيدة ...
جلس الجميع بقرب ديفيد الذي فتح جهاز الكمبيوتر المحمول وقام بتوصيله بعدة أسلاك ... ثم قال : تينا .. قومي بإملائي الرقم ..
تينا : حسنا .. ************
لحظات والقلوب على أمل ان يكون هذا طرف الخيط ...
\
/
\
قبلها بوقت طويــــــــــــــــــــــــــــــل
ترجل ستيف من سيارته ثم بدأ بالمشي عبر الطرق التي مسحت بسبب الثلج ... لم يحس بالبرد القارص الذي احمر جسدة بسببه لأن حرارة قلبة أشد ..!
بعد ساعتين من المشي الطويل وصل أخيرا إلى منزل العجوز ريموند ... طرق الباب بقوة حتى أتاه صوت ريموند قائلا : حسنا .. أنا قادم ..
ريموند بصدمة : ستيف ؟؟؟... ماذا تفعل هنا ؟...
لكن ستيف ما إن رأى ريموند حتى سقط مغشيا عليه ...
\
فتح عينيه بصعوبة وهو يحاول تذكر هذا المكان الغريب ... اعتدل بجلسته بسرعة وقال بخوف : جــودي ؟!
التفت إليه ريموند وقال بهدوء : هل استيقظت ؟
ستيف : أين جودي ؟
ريموند : هل أضاعت تلك الفتاة الطريق مرة أخرى ؟
اطرق ستيف رأسه عندما مسح آخر أملله في وجود جودي في هذا المكان ...
ثم قال بحزن : لا لم تأتي .. ولن تأتي ابدا ...!
ريموند : تعال واجلس بجابني واحتسي بعضا من القهوه لتهدئة أعصابك ...! يبدو ان هناك قصة ..!
فعل ستيف ماطلبه منه ريموند ثم قال هذا الأخير : تعزياتي بسبب وفاة والدك ..
ستيف : أشكرك ...
ريموند : هل انت في مزاج جيد لتقول قصتك ؟... يبدو انه بعد وفاة مايكل قد انقلبت موازين الأمور ؟!
ستيف : لقد حصلت قصة طويلة لا أعلم كيف اصيغها .. لكن الأهم الآن انني ابحث عن جودي التي هربت وتركت كل أحبابها خلفها ودون وداع ...
ريموند : هل أنت السبب ؟
ستيف بحزن : اعتقد هذا ..!
ريموند : ولقد اعتقد انها موجوده عندي لذلك اتيت للبحث عنها هنا ؟!
ستيف : أجل هذا صحيح ...
ريموند : حسنا .. جودي ليست هنا .. لكن انت هنا الآن .. مارأيك لو تبقى عندي أياما حتى تهدئ اعصابك وتعود لرشدك ؟
نظر ستيف إلى ريموند بشكر وكأنه استطاع فهم ستيف وانه بحاجة لراحة طويــلة ..!
\
/
\
ضرب فرانك بقبضة يده على طاولة الكمبيوتر وقال بقهر : يالها من ذكية ..!... لقد استخدمت هاتفا عموميا حتى لانستيطع الوصول إليها ..!
فرونيكا : لدي فكرة ولكن قد تكون صعبة ونتائجها غير مضمونه وتستغرق وقتا ..
غابرييلا : ماهي ؟
فرونيكا : سنبحث في جميع الشركات التي قد تعمل بها جودي ...
دوك : اتركوا هذا الأمر لي ..
غابرييلا : لا ... سنقوم بتقسيم المناطق وليقم كل اثنان منكم بالبحث بتلك المنطقة بشكل مفصل حتى نستفيد من الوقت ..
فرانك : احسنت ياجدتي ... أنا معجب بك ...!
غابرييلا : هّلا بدأت بالبحث وتترك تلك الحركات الغبية ...!
ضحكت ساندرا عندما رأت ملامح وجه فرانك المنزعجة .. اقترب فرانك منها وهمس : لقد اعجبتك هاه ؟
ساندرا : بالتأكيد ..!
دوك : حسنا سنقوم بالبحث بالمنطقة الشرقية انا وتينا ..
ديفيد : ونحن الغربية ..
فرانك : سأبحث عنها في الجهة الشمالية .. مع ساندرا
غابرييلا : بقي الجنوبية ؟
جورج : سأبحث فيها .. مع نيد
غابرييلا : حسنا اتفقنا .. اخبروني مباشرة إن وجدتم شيئا ..
الجميع : حسنا ..
غابرييلا : سوزان .. سارا .. اتبعاني
نظرت سوزان وسارا إلى بعضهما خوفا مما ستقولة الجدة ..
دخلت غابرييلا غرفة مكتب مايكل وجلست في الكرسي وسوزان وسارا قد جلستا أمامها ..
غابرييلا : ألم تتصافى قلوبكما حتى الآن ؟
أكملت غابرييلا عندما لم تجد رداً : اتدركان مافعلتماه ؟.. لقد قمتما بإفساد سعادة لهما وحولتماهما إلى تعيسين ...!
سوزان : ولكن يا أمـي ... ألا يحق لي ان ادافع عن سعادة ابني ؟
غابرييلا : سعادة ابنك مع من يحبها ... ألم تكوني سعيده عندما تزوجتي مايكل ؟
سوزان : هذا شئ آخر .. لا شأن له
غابرييلا : أرأيت اقبال مايكل عليك عندما كان شابا ومجنونا بحبك ؟
سوزان : وما شأن هذا ؟
غابرييلا : ستيف الآن تماما مثله ... لماذا تقفين في وجه سعادته ؟ ....
صمت الجميع عندما سمعوا شهقات صادرة من سارا المطرقة برأسها ...
سوزان : سارا ؟
سارا : انت محقة ياجدتي .. لقد أفسدت سعادة ابنتي ... كيف لم افكر بمشاعرها عندما تفترق عمن تحب ؟!... انا آسفه يا ابنتي سامحيني ...!
غابرييلا : جودي الآن لا تسمع أسفك ... ولكن من الجيد انك عرفتي غلطتي ... وعليك الآن اصلاحها بقدر ماتستطيعين ...
ابتسمت سارا بشكر لغابرييلا وقالت : اشكرك حقا من كل قلبي .. سأذهب للبحث عنها مع زوجي واحاول إصلاح غلطتي ..
ابتسمت غابرييلا بفرح وقالت : انا متأكدة انها تريد سماع كلامك هذا بفارغ الصبر ...
خرجت سارا وبقيت غابرييلا مع سوزان وحدهما ... نظرت إلى غابرييلا إليها وقالت : وانتِ ؟
صمتت سوزان ولم تجب للحظات .. ثم خرجت من الغرفة واتجهت لغرفتها بدون أي كلمة منها ...
\
/
\
اغلقت الباب واستندت عليه وهي تضع يدها على فمها لتكتم شهقاتها التي خرجت بقوه منذ ان دخلت إلى غرفتها ... أحست بشخص ما يطرق الباب ويحاول فتحه ..
سارا : هل هناك أحد هنا ؟
ابتعدت سوزان عن الباب حتى تفتحه تلك الأخرى وهي تقول باستغراب : أهذه انت ياسوزان ؟
سوزان : لماذا انت هنا ؟
سارا : لقد اضعت المكان .. لا أعلم كيف أعود لغرفة المعيشة ... " ثم عقدت حاجبيها وقالت بتساؤل " سوزان .. أتبكين ؟
مسحت سوزان دموعها وقالت بارتباك : لاشئ ...
نظرت إليها سارا نظرة غريبة .. ثم اقتربت منها وضمتها بحب وهي تقول بهمس : آســـفة ... لقد سببت لك الكثير من المشاكل منذ زمن وحتى الآن ...
صمتت سوزان ثم اغمضت عينيها بشوق وقالت : لقد انتظرت هذه اللحظة بشوق... لم اعتقد انني سأشتاق إليك بعدما كل مافعلتي !!
ضحكت سارا وقالت بمرح : تستحقين هذا ... حتى تعرفي كم صديقتك رائعة ...!
ضحكت سوزان وقالت : لقد ادركت كم كنت فضيعة معك عندما تركتك فجاءة بعدما وجدت الحب ...! وليس كابنتك الآن لم تترك صديقتها بالرغم من كل المشاكل التي تحيط بهما ..!
سارا : لربما كلانا كانت المخطئة .. لم يكن علي معالجة هذا الأمر بتلك الطريقة .!
ابتعدت سوزان عنها ثم جلست على الكرسي القريب منها ... وقالت بغرورها المعتاد : إذا كنت تريدين الجلوس معي سأسمح لك ...!
ابتسمت سارا لطريقة سوزان الغريبة ثم اقتربت منها وجلست بجانبها ... صمتت الاثنتان قليلا ثم قالت سوزان وكأنها تعزي نفسها : قبل وفاة زوجي مايكل ... لم أحس بقيمته كأب لستيف ... لقد كان قريبا جدا منه على عكسي ... لقد كنت احب المظاهر واحكم على الناس بمظاهرهم ... واكره الناس وكل من يذكرني بماضيي المؤلم ... ولكن بعدما افتقده ... احسست بفراغ كبير بداخلي ... كيف له ان يذهب هكذا بدون مقدمات ؟!... بكيت كثيرا أندب حظي الذي جعلني وحيدة مرة اخرى عندما توفيّ والديّ ... ولكن ... كانت هناك وصية قد تركها لي .. فرحت كثيرا عندما علمت انه فكر بي ... وقد كنت في السابق اعتقد انه نسي حبي في مشاغلة الكثيرة ... أتعلمين ماتلك الرسالة ؟ ...
ثم وقفت وذهبت إلى الدرج الذي بجانب سريرها واخرجت منه ذلك الصندوق المزين بأجمل الزخارف والنقوش ... فتحته واخرجت منه ورقة بيضاء كبيرة ومطوية بحرص ... اخذتها ومدّت بها إلى سارا وقالت : اقرأيها ..
اخذتها سارا ثم بدأت بقراءتها وعينيها قد تبلورت بهما الدموع من كلامة المؤثر ..

"
عزيزتي وزوجتي الحبيبة سوزان :
ربما تلقيتي خبر وفاتي كالصاعقة ... ولكنني كنت مريضا منذ ستة أشهر ... لم اخبركم بمرضي لأنني ادركت انه لم يبقى لي سوى بضعة أشهر وأصبح غير موجود في حياتكم .. ذهبت إلى مستشفيات عديدة وأطباء كثيرون ... دفعت الكثير فقط لأجد أملا واحد للحياة ... ولكن المرض قد قتل بصيص الأمل الذي كنت أجاهد في الحياة بسببه ... والآن انتِ تقرأينها وانا قد رحلت عنكم .. لا أريد ذكر أي محاسبات ومناقشات قد حصلت بيننا لأنني أريد ان أموت براحة ... سوزان ... انتِ لست وحيدة ... لديك ستيف ... ولتجعلي من جودي ابنة لك .. وصديقتك سارا .. وأمي ... وساندرا وفرانك ... وأنا .. سأظل بقلبك .. لاتفقدي الأمل في الحياة ولتجعلي من نفسك ذات إرادة وعزيمة قويتين .. أعرف انك طيبة جدا ... لاتكرهي جودي ... فهي فتاة رائعة ومحبة لمن حولها ... أتعلمين انها تشبهك عندما أسرتِ قلبي لأول مرة؟ .. ابتسامتها .. عفويتها ... حبها للآخرين ومساعدتها لهم .. وايضا قلبها الملئ بالحنان والعاطفة ... تذكرني بك تماما .. لذلك اردتها زوجة لستيف .. ستيف ابننا الوحيد الذي كنا ننتظره منذ كان في بطنك ... اشترينا له الهدايا قبل ولادته .. وبعد ولادته فرحنا بثمرة حبنا .. وفعلنا المستحيل لنجعلة سعيد .. لقد كنت أراك تلاعبينه عندما كان صغيرا وتركضين خلفة وانتِ تبتسمين بحب .. كنت أسعد انسان ... ولا زلت ... فأنا واثق انك ستكونين في محل ثقتي ... سوزان عزيزتي ... سأقول لك شيئا أخيرا ... لقد اعتدنا ان نتخذ القرارات عن ابنائنا عندما كانوا صغارا ... ولكن بالرغم من انهم صاروا كبارا لا زلنا نعتبرهم أطفالنا ..!... لذلك دعي ستيف يتخذ قراره وليتحمل نتائج اختياره ...

زوجك المحب : مايكل
"
\
مسحت دموعها وهي تبتسم لسوزان وتقول : كيف فكرت ان افرق بينك وبين هذا الرجل الحكيم والرائع ... اهنئك ..
ابتسمت سوزان وقالت : هل تصدقين ماقاله ؟؟ انني لست وحيده ؟
سارا : بالتأكيد .. فقد ذكرني في رسالته ... لذلك سيكون علي تحمل مسؤولية عدم جعلك وحيدة ..! أليس كذلك ؟
ابتسمت تلك الأخرى وهي سعيدة بزوجها الذي لطالما استمر ذكر حسناته حتى بعد أشهر من وفاته ...
\
/
\
في منزل السيد ريموند ... استيقظ ستيف كعادته على أشعة الشمس التي لم تعد مؤذية بالنسبة له ... اعتدل بوقفته ثم ذهب للإغتسال بتلك الطريقة القديمة التي لازال ريموند يحتفظ بتراثها ...!. .. ابتسم ريموند وقال : يبدو انك استيقظت ... تعالي وتناول فطورك ..!
ابتسم له ستيف وهو يتذكر والدة الحنون .. اقترب وجلس بجانب ريموند بين تلك المروج الخضراء التي لطالما اختفت تحت ذلك الثلج المخيف ...
ستيف : يبدون ان فصل الصيف قد طرق ابوابك ياعمي ..!
ضحك ريموند من كلامة وقال : يجب عليك ان تتمشى حول المنزل لترى الربيع الجميل حقا ..!
ستيف : ما رأيك لو تذهب معي ؟
ضحك ريموند وقال : لقد اصبحت عجوزا لا أقوى على الحراك ... إياك ان تكون مثلي وتعيش وحيدا ..!
ستيف : ولكن يبدو لي ان حياتك ممتعه ... فلقد كرهت المنزل وكل شئ بعد رحيل جودي ..!
ريموند : هل تريد نصيحتي ؟
ستيف : بالتأكيد ..
ريموند : عد لحياتك وابحث عن فتاة اخرى ..
ستيف بغضب : ماذا تقول ياعمي ؟.... هل انسى جودي بهذه السهوله ؟
ريموند : إذن لماذا تجلس هنا ؟
ستيف : ماذا تقصد ؟
ريموند : لم لا تبحث عنها ؟
ستيف : ابحث عنها ..! ... ولكنني فعلت ولم اجدها ..!
ريموند : هل تقول انك بحثت ؟... اذن انت لست جادا في أمرها ...!
ستيف : عمي ماذا تقول ؟... أنت اكثر شخص يعلم بحبي لها ..!
ريموند : ستيف يابني ... العالم كبير وواسع ... إذا اردت اثبات حبك لها ابحث عنها في كل مكان ... لديك الإمكانيات ... عد لمنزلك ووالدتك وعملك ... وابحث عنها في نفس الوقت ... سيكون رائعا لو وجدتها قبل ان تعود ..!
ستيف : ولكن .. كم سيستغرق هذا ؟
ريموند : لايهم ... المهم ان تجدها ولا تدعها تفلت منك مرة اخرى ..
صمت ستيف قليلا ثم ابتسم وقال : أنت محق ... لقد كنت احمقا ببقائي هنا ... علي العودة وابحث عنها بمقدار حبي لها ..
ريموند : سأنتظركم في المرة الأخرى تأتون لزيارتي وطفلكما معكما ....!
ضحك ستيف وقال : لاتستبق الأحداث يا عمي ..!
ريموند : حسنا قم بتسوية امورك وعد بسرعة ... فلا بد ان والدتك قلقة عليك ... وأنا سأذهب لأطعم الحيوانات خلف المنزل ...
ستيف : عمي ... أشكرك
ابتسم ريموند ولم يعقب على كلامة ... ما إن ذهب ريموند حتى وقف ستيف بنشاط ثم قال : لايوجد ما أحملة معي ... سأتمشى ريثما يذوب الجليد كاملا ...
\
/
\
سلك ذلك الطريق الذي اتى مع جودي إليه وهو يبتسم لتلك الذكريات وكيف انه لم يشعر بحبها ...! .... في طريقة رأى شجرة التوت التي تسلقتها جودي لتهز جذعها وتجهل بعض الثمرات تتساقط عليه ... ابتسم بشقاء ثم تسلق الشجرة وقام بأكل بعض الثمر منها ... ثم تذكر فجاءه شيئا قد حصل عندما اتى مع جودي تلك المرة

"
مقتبس من الجزء الخامس

رأت جودي شجرة توت
جودي : ستيف انظر شجرة توت كبيرة ...
ستيف : وماذا إذا ...
اعطته الوعاء الملئ بالماء وقالت : أمسك ... سأتسلق
ستيف : ماذا .. مهلا ستقعين ...
جودي: لابأس فأنا معتاده على ذلك عندما كنت صغيرة
وصلت جودي إلى أقرب جذع لها قامت بهزه وتساقط الكثير من حبات التوت الصغيرة كالمطر ..
جودي: أمسكها ..
ستيف : هذا يكفي توقفي ... عليك النزول الآن
جودي : ستيف ... ارمي لي بحجر صغير
ستيف : لماذا ؟
جودي: ارمه فحسب
اعطاها ستيف ماطلبته ثم نزلت بعد دقائق معدوده
ستيف : ماذا فعلت ؟
جودي: لاشئ
لم يصدقها ستيف ولكن تابع مشيه بهدوء متظاهرا عدم الإهتمام
وتابعا جولتهما بحديث مختلف تماما عن العاده

"
ستيف : هذا صحيح ... لقد فعلت جودي شيئا على هذه الشجرة ...
انتشرت نظراته للبحث عن أي شئ غريب قد يلفت انتباه ... لقد وجده .. هذا هو ..
كان هناك نحتا على جذع الشجرة الرئيسي قد قامت جودي بكتابته ... ابتسم ستيف وحبها يزداد بقلبها عندما قرأ كلماتها
" اليوم ... علمت انني احب ستيف ... "
نزل من الشجرة وكلة شوق ان يجدها ...
\
/

بعد وجبة الغداء .. كان الجميع متواجدا في غرفة المعيشة .. والكآبة على وجوههم ...
تينا : يالهذا الإحباط ... لم نجد أي دليل يوصل إليها ..
دوك : حقا انها ذكية لتخفي نفسها بهذه الطريقة ...!
ديفيد : مالعمل الآن ؟
غابرييلا : ربما علينا البحث عن ستيف أولا ..
....... : لا داعي للبحث عني ...
الجميع : ستيف ..!
وقفت سوزان وذهبت بسرع
لضمه وهي تقول بعتاب : لماذا ذهبت وتركتني ؟....
ستيف : لقد عدت الآن ... وآسف انني لم اخبركم بسفري ... " ثم انتبه ان الجميع كان موجودا قال باستغراب " هل لدينا وليمة اليوم ؟
غابرييلا بجدية : بل مشكلة أيها الأحمق المزعج ...!
ستيف : أوه جدتي كيف حالك ؟... لقد اشتقت لك كثيرا ...!!!!
فرانك : ستقول لك كف عن اللعب واترك هذه الحركات اللعوبه ...!
ضحك الجميع عندما سمعوا تعليق فرانك وكأنه قد حفظه لأن غابرييلا دائما ماتقول هذا له ...!
دوك : الحمد لله لقد عاد ستيف ... لم يتبق لنا سوى جودي ...
ستيف بتحدي : لن يبحث عنها غيري ... وأنا من سيجدها ..
سارا : سأنتظرك تأتي بها ... فقد اشتقت لها كثيرا ...!
ستيف : يالتأكيد ... اعدك ياخالتي ..
ابتسم الجميع وهلت الفرحه على وجههم بعد ان كان الجزن مخيما عليهم ... الآن لم يبقى سوى جودي .. هل سيجدونها ؟ .... لا أعلم ^^
\
/
\
\
/
\
/
\
.
.
.
فبراير
.
.
مارس
.
.
أبريل
.
.
هاقد مرت سنه كاملة منذ تلك الأحداث ... ولا أثر لجودي ... سوى انها تقوم بمحادثه تينا وفي أحيان والديها ... ولكنها في كل مرة تتصل من هاتف عمومي متغير ... لم يستطيعوا ارجاعها بسبب كلامهم لها لأنها لم تصدقهم ولم تستطع العوده لأنها لاتعرف ماهي ردة فعل ستيف وسوزان بعد ان تعود ...
\
/
\
اليوم ... هو ذكرى وفاة مايكل ...ما إن نزل ستيف من طائرته الخاصة حتى استقبلة مدير أعماله توماس ..
ستيف : هل هناك جديد في عملية البحث ؟
توماس : لايوجد لها أثر ياسيدي ... ولكننا سنستمر بالبحث
ستيف : ايضا انا عندما ذهبت إلى سكوتلندا لإجراء توقيع افتتاح الفرع الجديد هناك بحثت عنها ولم اجدها .. استمر بالبحث ..
توماس : أمرك ..
ستيف : ماذا لدي اليوم ؟
توماس : لا شئ ... فلقد طلبت إجازه في يوم ذكرى وفاة السيد مايكل وهو اليوم
ستيف : اليوم ؟.... هل مرت سنه كاملة ؟
توماس: أجل سيدي ..
ستيف : حسنا سأذهب لزيارة قبره ..
توماس : السيارة جاهزه وهي في انتظارك عند البوابة الرئيسية ..
ستيف : أشكرك ..
\
/
\
ترجل ستيف من سيارته وهو يتذكر ذلك اليوم الذي اختفى والده فيه عن حياتهم ... رفع رأسه ووجد فتاة قد جثت على ركبتيها عند قبر والده وهي تبكي بصوت مسموع ... اقترب منها ووضع يده على كتف الفتاة وقال : أيتها الآنسة ... هل انتِ بخير ؟
توقف الفتاة عن البكاء ثم وقفت وارادت الابتعاد عن ستيف الذي لم يرى وجهها .. ذهبت وتركت ستيف بين تساؤلاته عن هذه الفتاة التي تجلس أمام قبر والده ؟!...
نظر إلى مكانها وقد نسيت حقيبتها .. أخذها ثم تبع الفتاة وهو يصرخ : يافتاة ... لقد نسيتي حقيبتك ...
توقفت الفتاة عندما سمعته يقول هذا ... ولكنها أكملت طريقها ولم تعد لأخذ الحقيبة ..
ستيف : ربما لم تسمعني ..
ذهب مسرعا إليها وامسك بمعصم يدها ولفها بقوه لتصبح مقابلة له وقال : لقد نســ ..... جــ ..جــودي ؟؟؟
لم ترد عليه ولكنه أمسك بذقنها ورفع رأسها ورأى وجهها بوضوح : هذه انت .. جودي ؟!!
ألتقت عيناهما بعد فراق طويل ... لم تستطع جودي ان تخفي الشوق الواضح في عينيها ... ونظرات ستيف المليئة بمختلف المشاعر ... عتب ... شوق ... حب .. فرح ... كان خليطا من المشاعر قد تسبب بربط لسانه عن الحديث ...
لماذا الحديث ولغة العيون هي أنسب لغة لتوصيل مافي القلب ... ؟!
دقائق مرت ولايزال الاثنان على وضعيتهما ... ولكن جودي اطرقت رأسها وسحبت يدها وهمَت بالابتعاد عنه ... ولكن هيهات لستيف ان يتركها بعد سنه من البحث ...!
امسك بها مرت أخرى وسحبها لحضنه ... أحاطها بذراعية ومنع أي حركة لها ..
جودي : ستيف .. أرجوك دعني
ستيف : وهل جننت لأتركك تذهبين وتتركينني وحيدا كما فعلتي ؟؟!
جودي : ستيف ... انا لم اعد احبك ... لقد نسيتك .. دعني اذهب
ستيف : جودي لا داعي للكذب بعد الآن ... فحتى لو كنتي تكرهينني لن ادعك ..
جودي : ارجوك ... لا أستطيع البقاء معك
ستيف : انا اريد البقاء معك
جودي : سأكون في مشكلة لو بقيت معك ...
ابعدها ستيف عند حضنه قليلا ثم امسك بكتفيها وقبلها ثم قال : جودي .. لاتقلقي ... سنكون معا حتى لو توجب علينا الهرب ...
جودي : ولكــن ...
لم تستطع اكمال حديثها بسبب ستيف الذي امسك بها وسحبها معه ليجعلها تركب السيارة ..
ستيف : اذهب إلى منزلي ..
جودي : ستيف لا أريد مقابلة والدتك ..
ستيف : والدتك هناك أيضا ..
جودي : والدتي هناك ؟... لماذا ؟
ستيف : ستعرفين كل شئ عندما نصل إلى هناك ...
ثم اخرج هاتفة وقام بإرسال عدة رسائل لجميع اصحابة ومن ضمنهم ساندرا وفرانك وتينا يخبرهم فيها بالترجه لمنزله بأقصى سرعة ...
\
/
\
دخل إلى المنزل وهو لايزال ممسكا بيدها .. وتلك الاخيرة تنظر لكل شئ حولها بشوق ... دخلت الاثنان المنزل ... صرخ الجميع عندما رأوا جودي بصحبة ستيف المبتسم بفرح ...
لم تستطع سارا الوقوف من صدمتها ... ولكن كانت دموعها هي الأبلغ لتوصيل مشاعرها ...
وجه ستيف حديثه إليها وقال : ألم اعدك انني سأعيدها إليك ؟
جودي بهمس : أمـي ؟
وقفت سارا ومدت ذراعيا لتجعل من جودي تقفز بينهما وهي تضمها بشوق ..
جودي ببكاء : أمي ... لقد اشتقت لك كثيرا .. انا آسفة ... آسفة جدا
وضعت سارا يدها على رأسها جودي ثم ابعدت خصلة قد تمردت على وجهها ووضعتها خلف اذنها ثم قالت بحنان : لايجب عليك الأسف ... فالمهم انني رأيتك الآن ..
احتضنها والدها واخيها وتينا ... واصدقاء ستيف الذين اصبحوا اصدقائها ... ثم من بعدهم غابرييلا التي اعطتها كلاما قاسيا بسبب هروبها .. حتى وصلت إلى الواقفة بلا ابتسامة وتنظر إليها نظرات مخيفة ... وقفت جودي أمامها وهي مطرقة رأسها بخوف ثم قالت : مــ .... مـــ ..رحبا سيدة سوزان ...!
لم يأتيها رد فرفعت رأسها لتجد سوزان قد رسمت اعذب ابتسامة لها ... أمسكت بها سوزان وقامت باحتضانها وهي تقول : الحمد لله انك عدتي ... وإلأ كنت سأبحث عنك بنفسي ...!
صدم الجميع من سوزان وكانت جودي هي الأشد منهم ... ولكنها ابتسمت وقالت : لقد اشتقت لك انت ايضا ... أمي
ستيف : هل تسمحون لي الآن ان اقول شيئا ؟
انتبه الجميع إليه منتظرين حديثه ... ولكنه سحب جودي من حضن امه ووضعها امامها بحيث يكون ظهرها ملاصقا لصدره ... وقال وهو يضع يديه على كتفيها وكأنه يقدمها
ستيف : اليوم ... اقدم لكم خطيبتي جودي ...
فرانك : وكأننا لا نعرفها ....!
تجاهل ستيف فرانك والتفت إلى السيد جورج وقال : هل تسمح لي يا أبي ؟
جورج : بالتأكيد ... لقد انتظرت هذا بفارغ الصبر ..
جودي : انتظر... ماذا تقول ... لم تأخذ موافقتي بعد ...!
ستيف : موافقتك ليست مهمة ..!
جودي : ماذا ؟!
ستيف : كما سمعت ..
قطع عليهما شجارهما صوت تينا وهي تقول : جودي أين كنتِ ؟...
دوك : لقد بحثنا عنك في كل مكان ..
ديفيد : حتى اننا قمنا بزيارة بعض الشركات المشهورة للبحث عنك ...!
جودي : ومن قال انني كنت في شركة ؟
تينا : ألم تقولي انك عملتي في إحدى الشركات ؟
جودي : لم اقل شركة ... ولكنني كنت اعمل في محطة للوقود
الجميع : مــــــــــــــاذا ؟
فرونيكا : ولماذا تعملين في محطة وقود بينما تملكين شهادة جامعتك ؟
جودي : لأنني اعلم انكم ستبحثون عني ... فلم ارد منكم ايجادي
ساندرا : المهم انك قد عدتي لنا ... لايهم ماذا حصل وماذا كنا ...
نيد : أجل الحاضر هو المهم ...
ابتسمت جودي لجميع احبابها الذي افتقدهم وابتعدت عنهم سنة كاملة ...
\
/
\
جلس الجميع على مائدة العشاء وهم يضحكون بفرح وسعادة لانضمام جودي إليهم مرة اخرى ... قطع عليهم صوت سوزان وهي تقول ...
سوزان : هل يمكنني ان استرعي اهتمام الجنيع لدقائق ؟
انتبه الجميع إليها وهي تخرج علبة سوداء مخملية مربعة الشكل ... متوسطة الحجم وذات نقوش افتح بدرجة منها ... فتحتها ووضعتها فوق الطاولة .. صرخ الجميع عندما رأوا خاتما ذهبيا ... وتزينه جوهرة كبيرة باللون الازرق ...
ستيف : ماهذه ؟
نظرت سوزان إلى غابرييلا وقالت : هذه جوهرة قد تناقلتها اجيالنا ... وفي يوم زفافي كانت أمي غابرييلا قد اعطتني اياها لتعبر عن موافقتها بزواجي من مايكل رحمة الله عليه ... واليوم انا اعطيها لجودي لأعلن موافقتي بزواجهما ...
صرخ الجميع بحماس ثم اخذتها تينا واعطتها ستيف وهي تقول : ألبسها ...!!
ابتسم ستيف بخجل ثم امسك بيدها اليسرى الصغيرة الناعمة ... ووضع الخاتم في اصبعها البنصر ... اتاهما تصفيق حار وتشجيع ... وقامت سارا بضمها وتهنئتها وتوالى الجميع عليهما ...
\
/
\
/
\
ماقبل النهاية ...
وقفت جودي وهي تزين ربطة عنق ستيف وتقول : هل ستتأخر اليوم ؟
ستيف : بالتأكيد لن افعل ...
جودي : ولماذا بالتأكيد ؟
اقترب منها ستيف وهمس بأذنها وقال : هل نسيتي ان اليوم هو ذكرى زواجنا منذ ثلاث سنوات ..
ابتسمت جودي وقالت : وهل هذا يوم ينسى ؟
قطع عليهما صوت صراخ طفلتيهما ..
سوزان : جودي ... امسك ابنتيك فقد قام التوأمان جاك وبراد بأذيتهما ...!
حملت جودي إحداهما وحمل ستيف الأخرى ...
تيسا : أمي .. لماذا يقوم جاك بشد شعري ؟
تيريزا : وايضا براد يسرق ألعابي ..!
ضحك ستيف وجودي على أفعال التوأمان بالرغم من انهما قد اصبحا بعمر يناهز العشرة أعوام ...
سارا : ابتسموا ..
ابتسم الجميع لسارا التي تحمل آلة التصوير تبتسم لهم هي الأخرى
\
/
دوك وهو يضع كفيه على عيني تينا ويقول : إياك ان تفتحي عينيكِ ..!!
تينا : حسنا لن افتحهما ..
ابعد دوك كفية وقال : حسنا .. الآن افتحيهما ..
اندهشت عندما رأت كل ما أمامها ... كان منزلا كبير جدا وفاخرا ..
تينا : ماهذا ؟
دوك : ألأم يقترب موعد زفافنا ؟... هذا هو منزلنا
اطرقت تينا رأسها وقالت : آسفة لا أستطيع ترك والدتي لوحدها
دوك : وهل تظنين انني سأجعلك تفعلين هذا ؟... بالتأكيد ستعيش معنا ..
تينا بفرح : حقا ؟
دوك : بالتأكيد ...
ولكنه قطع عليهما صوت هاتف دوك وهو يرن بنغمة قد سجلتها له تينا وهي تغني بصوتها الناعم ...
\
/
\
ما إن أغلق جاك الهاتف من دوك ... حتى أتاه صوت ليزا التي كانت تطعم طفلتها الصغيرة ..
ليزا : هل ستخرج ؟
جاك : نعم ... لقد اتفقت مع دوك للذهاب معه إلى رحلة
ليزا : دوك ؟ هل هو دوك الذي اعرف ؟
جاك : أجل هو ...!
ليزا : وكيف تعرفه انت ؟
ابتسم جاك ثم قال : لولا دوك هذا ... لما كنا انا وانت تحت سقف هذا المنزل ...!
\
/
\
فرونيكا : متى موعد الطائرة ؟
ديفيد : اليوم .. الخامسة مساءا ... هل جهزتي كل شئ ؟
فرونيكا : أجل .. ربما علينا توديع البقية ريثما يحين موعد الذهاب ..

وهاهي فرونيكا المحبوبة تذهب مع زوجها ديفيد للعمل ... ولكن في مدينة أخرى ..
\
/
\
في تلك المدينة ... تقف ساندرا بكل ثقة وفخر أمام جموع من الناس وهم يهنئونها على نجاحها الباهر ... ومن جانبها يقف فرانك وقد أمسك بيدها وتلامس خاتميهما وهو يبتسم بفخر أمامهم ... بشهادة الدكتوراه .. وبخطيبته الناجحة ...!
\
/
\
دخلت جودي إلى غرفتها هي تبحث عن إطار الصور لتضع به الصورة الجديدة ... فتحت الدرج الأول ... الثاني ... فالثالث ..
ابتسمت جودي : هاهو ... لقد وجدته ..!
ولكنها رأت شيئا آخر قد وضع بجانبة ... أمسكت به جودي وقالت وهي تبتسم بحب : لازال ستيف يحتفظ بالقلم الذي اهديته له ..!
أتاها صوته من خلفها وهو يقول : بالتأكيد ... فهذا القلم قد شهد جميع فترات حياتي السعيدة والحزينة .. حتى إنه بكى معي عندما رحلتي وتركتني ...!
جودي بغباء : وهل يستطيع القلم البكاء ؟!....
ستيف : بالتأكيد لا يستطيع .. ولكنه يكتب كلمات كثيرة تجعلك تريدين البكاء ...!
ابتسمت جودي وقالت : لقد ذكرتني بخاطرة قد كتبتها عندما ابتعدت عنكم ...
ثم اخرجت ورقة من درج تسريحتها ودتها لستيف ليقرأها ..
"
الكلمات التي تخفي حماقتنا ..
اللحظات التي حدقنا فيها ببعضنا ..
الوقت الذي أمضيناه معا ...
أتمنى لو أستمر أكثر ..
يدك أمسكت بيدي حتى ..
رأيتني أغادر على القطار الأخير ..
طيبتك الامبالية تفرحني .
لو كانت هذه حكاية خيالية ..
كنت سأذهب إلى المستقبل معك ...
كل وقت ، كل يوم ، كل شئ ..!
حتى لو لم أصفها بالكلمات ..
أنت هو مكاني المميز ..
لو كنت أستطيع تحقيق أمنية واحدة فقط ..
يارب .. أرجوك أوقف الوقت حين نكون وحدنا معا
حتى إن كنا سنذهب لطرقنا المتفرقة ..
سوف أضمك معي ..
أمتلك الثقة .. حتى إن لم يتوقف الوقت
إن كنا مقدرين لبعضنا فسوف نتمكن من رؤية بعضنا في أي وقت .. أليس كذلك
؟
"
" ملاحظة : الخاطرة ليست من كتابتي "

ابتسم ستيف وقال : وهاقد تحققت أمنيتك وصار الوقت كله ملكنا ...
ابتسمت جودي ثم قالت : ستيف .... أحبك ..
اقترب منها ستيف واحتضنها وهو يقول : وأنا أيضا ... أحـــبك ..

\
/
\
تينا : عارضة أزياء عالمية ومشهورة ..
ستيف ودوك : أصحاب شركات كبيرة ...
ديفيد وفرونيكا وساندرا وفرانك : بعد الإنتهاء من الدراسة سيجدون مهنتهم التي يتمتعون بالعمل بها ..
نيد : ممثل مبتدئ ..
جورج : يعمل مع ستيف عن طريق إدارة بعض من فروع شركاته ...
ليزا وجاك : زوجان رائعان يعملان بجد ليستطيعان توفير الرائحة لابنتهما الوحيدة ..
جاكلين وزاك : مشغولان بالتفكير بمشاريع جديدة لشركتهما المشتركة ..


النهاية

THE END

ملاكو 09-15-2010 04:22 AM

قضيت وقت قصير معكم لكن استمتعت كثيييييييير

اتمنى انها عجبتكم

ملاكو 09-16-2010 12:35 AM

وييييين الردود شكل القصه ماعجبتكم


الساعة الآن 09:10 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011