الفرق بين الوجهين الفرق بين الوجهين نظرت إليها ملياً انه وجه عبوس يذكرني بمعلمة التدبير المنزلي وانا في المرحلة الابتدائية , نظرت إلي فأشحت بنظراتي عنها الى ذلك الصغير الذي كانت تنهره بشده وتدفعه داخل صالة المدرسة وهي تقول هيا اذهب الى فصلك أيها المعتوه ولا تحدث مشاكل أفهمت هيا , كنت احمل في داخلي هماً كبيراً حين دخولي فصل ذلك الصغير, الذي لا تهدأ حركته ولا تسكن , في حين انه يحدث رعباً جما في أنفس زملائه , فيضرب هذا , ويشتم هذا , ويمزق كتاب تلك , وكانت تذهب حصتي في محاولة تهدئته وإيقاف مشاكله , نظرت الى تلك المراة مرة أخرى , فنظراتها تحمل الكثير من الحقد على ذلك الصغير, تساءلت مع نفسي , أيعقل ان تكون أماً هكذا تكره صغيرها .. أيقظني من تفكيري صوت الجرس , أنها الحصة الأولى وحصتي في فصل ذلك الشقي ماجد , دخلت الفصل الذي كان شبه فاضي اليوم , فاغلب التلاميذ غائبين اليوم لأنه اليوم الأول بعد الأجازة النصف سنوية , سلمت على الموجودين ونظرت الى ماجد وإذا بدموعه تنهمر على وجنتيه , ذهبت إليه وجثوت على ركبتي لأصل لمستواه , فسألته ماجد لما البكاء ؟ فلم يرد عليّ , ثم استدركت فقلت : كل عام وأنت بخير , نظر إلي وقال : اذهبي كلكم تكرهوني مثلها , حتى أصحابي لايريدوني وهم غائبين اليوم , اذهبي واتركيني , فقلت : ومن قال إننا نكرهك ؟ هذا غير صحيح يا ماجد فنحن نحبك , فقال لا بل تكرهوني مثلها , وبدا في إحداث جلبه لا تهدا في الفصل , فقام الى ورق الحائط فمزقه , وذهب الى احد زملائه فشتمه , وانا في حيره من أمر ذلك الصغير المتقلب , انتهت الحصة بدون فائدة تذكر سوى تشتيتي وألم ذلك الصغير وحيرتي في من تكون تلك التي تكره ماجد , دخلت الى غرفة المعلمات ووجدتهن في صراخ كل واحده منهن تقول : لا أريد الذهاب الى ذلك الفصل , قلت : ماذا يحدث لكن ؟ فقلن معلمة التربية الإسلامية غائبة وحصتها الان في فصل ماجد ولا احد يريد ذلك الفصل , قلت : أنا سوف اخذ الحصة فلدي فراغ الان , ذهلن وقلن أكيد ماجد غائب ! قلت : لا بل حاضر والآن سوف اذهب , عدت الى فصل ماجد الذي وجدته ممسك بالألوان ويكتب على الطاولات ويرسم وجوه مشوه , أخذت بعض الألوان منه وبدأت في الرسم على بعض الورق المتناثر في ارض الصف , فرسمت وجه وقلت لماجد هذا أنت فضحك , واخذ الورقة ورسم وجه جميل يدل على رسم مبدع وقال : هذه أنت فرحت حينها وكأنني طفله وضعت لها المعلمة علامة ستار في الدفتراو ألصقت صورة فراشة في يدها أو على دفترها , عدت الى الرسم فرسمت أمراه وقلت له هذه أمي , فحزن ورأيت دموعه بدأت تنهمر واخذ قلم الرسم ورسم وجهان مختلفان جدا , وجه جميل لفه بوشاح ويحاول ان لا يكون فيه أي تشويه , ووجهاً آخر قبيح عابس كوجه تلك المراه التي رايتها في الصباح , واخذ يحدق فيما رسمه , وانا اتامل الرسمتين وانتظره كي يقول شيء لأنني لم اعد قادرة على النطق وبعد برهة نظر إلي , وأشار الى الصورة الجميلة فقال : والحزن يملا وجهه هذه أمي رحمها الله أنني أحبها كثيرا , فتاهت بي اللحظات وقلت في نفسي لابد ان تلك المراه التي أحضرته زوجة أبيه , وكنت انتظره ان يكمل كلامه لاتاكد من استنتاجي وعندما لم ينبس ببنت شفه , سألته وانا أشير الى الصوره الأخرى ومن هذه يا ماجد ؟ تأمل الصوره لينفجر غاضبا أنها شيماء التي تكرهني وتنعتني بالمعتوه ووجه النحس , فهي تقول إنني سبب وفاة أمي حين ولادتي , وسبب حرمانها من الزواج لتعتني بي , أنها أختي شيماء , شيماء هذه القبيحة التي تكرهني .. تكرهني وتقول : ليتني أنا مت وليس أمي , وبدا الغضب يعتريه أكثر وبدأت نوبة المشاكل والتكسير والتمزيق , ياله من صغير بائس ذو الخمسة أعوام , أيعقل ان يكون طفل في رياض الأطفال ويحمل كل ذلك في قلبه ؟ ومن من ؟ من أخته ! ألا يكفيه اليتم ؟ لحظتها لم أتمالك نفسي من البكاء , فخرجت لأجد طفل آخر يحدث مشاكل وصراخ وتمزيق , لتبدأ رحلة تحليلاتي مرة أخرى . |
مشكور ئصة جميلة ويسعدني ان اكون اول وحدة ردت على الموضوع تقبل مروري |
حراام الله لا يوفق اخته الله يهديهاا ويعقلهااا :cry: |
:cry: :th: :th: :88: |
الساعة الآن 04:47 PM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011