منذ سمعت النساء بالحكمة العظيمة " الطريق إلى قلب الرّجل معدته " ..... أصبحت ميزة الزوجة المثالية أن تكون ذات نفس متميز في الطهي .. دون التفات إلى عقلها وحكمتها ، والطريقة التي تتبعها في تربية أطفالها . التّرف يزداد ، والأطفالُ يزدادون سمنة ، وأمراض السّكر تنتشرُ مثل النار في الهشيم . ولا بأس في كلّ هذا فثقافتنا أساسها علوم المطبخ لتطغى على كلّ علوم . في زمان مضى .. كانوا يحمّلون المرأة إلى بيت زوجها وصايا كثيرة ، منها الطاعة والحب والاحترام ، وكانت تحمل في قلبها أولاً كتاب الله ، إما حافظة ، أو طالبة تتعلمه ، وتتفقه أسراره بين يدي زوجها ، فترتقي الأسرة ، ويتكامل البناء بأفراد ينطلقون إلى الحياة علماء أو دعاة مصلحين .. وفي زماننا ، تتصدر كتب الطبخ المكان الرئيس في كل مكتبة ، ويكفي أن ترمق تلك الكتب من بعيد لتدرك مدى اهتمام تلك المرأة وخبرتها ووعيها ، وحرصها على بيتها . ولك أن تناقش أطفالها ويناقشوك في ثقافة ( الديجيتال ) المعلّبة أو ( البلاي ستيشن ) ، ولكن .. احذر من الاقتراب إلى ثقافتك ، ثقافة أمتك الإسلامية ، فهي بعيدة كل البعد عن مسار التفكير أو الاهتمام. ثورة الطعام والمطبخ قد احتّلت جزءً لا يستهانُ به من حياتنا .. أصبحت المطابخ أكثر اتساعاً في رقعتها عن ذي قبل ، واتصلت بها ملحقات أخرى ، تدفع عليها المبالغ الباهظة ، لتكوّن الأسرة الراقية ! وأصبح مد العلم والكتب ينحسر .. الرائي والحاسوب تصدرا في وجودهما حياتنا ، فمحيت كل معالم قديمة للعلم الأصيل ، وأصبحت الكتب فن قديم لا يتداوله إلا أناس مازالوا يحملون أفكاراً من عصورٍ بالية ! كلّ شيء حولنا أصبح جميلاً معداً لراحتنا ، سهل المنال .. لكن قلوبنا تزداد فقراً ، وعقولنا تزداد جهلاً ..! يُرعبني التفكيرُ بالمستقبل ، وما سيؤول إليه الحال بعد أعوام ! هل سنودُ إلى زمن الجاهلية بثوبٍ حديث ؟ نرطنُ بكلمات أعجميّة لنتظاهر بالثقافة ، ونتفاخرُ بموسوعات الرشاقة والطبخ التي تحشو عقولنا بترهات . ونتناسى تاريخنا ، وإرثاُ عظيماً ينتظرنا في طيات الكتب المنسية . سنفتخرُ حقاً بوضع أطفالنا ، ومستواهم في المدارس الأجنبيّة ، وسنسعدُ كلما تملصنا من حضارتنا السوية .. لن نشعر لحظتها بقسوة قلوبنا ، ولن نبكِ موت الضمير في شعوبنا ، ولن نلتفت أبداً إلى ماضينا .. لأنّ سكان الحفر المظلمة لن يلحظوا يوماً جمال التحليق فوق القمم . أخيراً هي ليست ثورة على الطعام ، ولا تصفية لحساب قديم بيننا ، إنما هي دعوة لتدارك التقصير ، وإصلاح الخلل في سائر الحياة ككل ، ولطرق أبواب العلم النافع من جديد ، وهي دعوة للتشبث بالجذور ، والتنبه من الغفلة .. فليكن همنا ملء وعاء العقل بما يثري وينفع ، فـ " ما ملأ امرئ وعاء شراً من بطنه " . منقوووووول |
رد: منذ سمعت النساء بالحكمة العظيمة " الطريق إلى قلب الرّجل معدته " ..... اقتباس:
هل لنا أن نقيّم آليات تجكيمنا وقياسنا للأشياء هل لنا أن نعيد للأمور شيئا من معانيها شكرا أويس تميم للموضوع |
رد: منذ سمعت النساء بالحكمة العظيمة " الطريق إلى قلب الرّجل معدته " ..... صحيح كلامك اصبحنا الآن في عالم السرعه والتطور وكل شئ سهل المنال من السبب في ذلك؟ المجتمع ام الاهل ام المدرسه ام من؟ |
رد: منذ سمعت النساء بالحكمة العظيمة " الطريق إلى قلب الرّجل معدته " ..... :th: أشكركم على ردودكم أخت ربيحة الرفاعي و الاخت سَمرْ11 |
رد: منذ سمعت النساء بالحكمة العظيمة " الطريق إلى قلب الرّجل معدته " ..... الطريق الي قلب الرجل عقله |
الساعة الآن 08:25 PM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011