عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree418Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2006  
قديم 04-15-2012, 10:16 PM
 
البـ 72 ـارت الثاني والسبعوون
" الأخير "

............................................

تمام السابعة و خمس دقائق قرب باب المدرسة .. كان الطلاب يدخلون واحداً تلو الآخر ..!
وصاحبنا هذا أنها جميع مهامه الصباحية و هاهو يسير باتجاه باب المدرسة : هيه كينتو ..!
التفت حينها ليرى أحد زملاءه في الصف قادماً تجاهه : أهلاً يوريتو .. صباح الخير ..!
أجابه الفتى وقد وقف أمامه : صباح الخير .. أين كنت مدة أسبوعين أنت و الفتيات ؟!..لقد افتقدناكم كثيراً ..! ما بها عينك ؟!.. أهو حادث ما ؟!..
بالطبع كان يقصد الرقعة البيضاء مربعة الشكل التي ثبتت على رأسه بخيوط التفت حوله : أووه .. شيء من هذا القبيل ..! اطمئن هذه من أجل العلاج فقط .. سأزيلها بعد فتره ..!
تنهد صاحبه حينها : أعتقد أنك ستصبح ذا شعبية عند الفتيات فأنت تبدو وسيماً بهذه ..!
بدا الاستنكار على كين حينها : حقاً ..! لا أعتقد أن أمراً كهذا سيبدو جيداً ..!
قبل أن ينطق أحدهما سمعا صوتاً : كين .. صباح الخير ..!
التفت حينها : صباح الخير يوكو ..!
وصلت حينها و حال ما وقفت بجانبه : حسناً ..أراك في الصف كينتو ..!
ذهب ذلك الفتى في طريقه ناحية بوابة المدرسة : من يكون هذا ؟!..
أجابها بهدوء و هو يسير معها ناحية الباب :إنه يورتو و هو يجلس أمامي في الصف ..!
بقي الاثنان يتحدثان في أمور عاديه و ما إن دخلا إلى الساحة الخارجية للمدرسة حتى سمعا أصوات الإزعاج و الطلاب يركضون إلى إحدى النواحي : ما الذي يحدث ؟!..
أشارت بإصبعها ناحية جهة ما : أظن أن الإجابة هناك ..!
التفت كين إلى تلك الجهة حيث تجمع الطلاب و الواضح أن هناك مشاجرةً ما ..!
أسرع إلى هناك مع يوكو و ما إن اقتربا حتى سمعا صوت فتاة غاضبه : قلها مرةً أخرى و سأحطم رأسك ..!
ثم صوت فتى يجيبها : أخفتني يا فتاة ..! سأعيدها و لن أبالي بك و بصديقتك هذه ..! أسمعوا جيداً أيها الطلبة .. هذه الفتاة وريثة كروي الجديدة .. ذلك لأن عمها في السجن بقضايا قتل و أخوها انتحر و أبن عمها تم قتله !!.. أليست عائلةً سفاحة ؟!!..
ضحك حينها مع مجموعة معه !!..
تجاوز كين و يوكو الحشود حيث كانت قد شكلت دائرةً توسطها إياكو الغاضبة و ليليان المصدومة و راي التي كانت تنظر بحقد إلى ستة شباب من طلاب السنة الثالثة ..!
همست يوكو : يا إلهي .. لقد قلت لإياكو أن اقتراحها ذاك لن يسبب إلا المشاكل ..!
همس حينها كين لها : لكننا وعدنا بحماية ليلي يا يوكو .. هيا بنا ..!
تقدم الاثنان ليخترقا الحشود : ما الذي يجري ؟!..
هذا ما قاله صاحبنا باستغراب طفيف .. لكن أحداً لم يجبه لأن إياكو اتخذت خاصية الهجوم وهي تقول : لقد قلت لك أني سأحطم رأسك يا هذا ..!
تقدمت يوكو حينها بسرعة : لا .. ركبتك لم تشفى بعد إياكو !!..
لكنها لم تبالي للأمر : لا تقلقي .. إنها بحالة تسمح لها بركل هذا الفتى و تهشيم جمجمته ..!
جميعنا نعلم أن صاحبتنا هذه متهورة و إن غضبت فلن يوقفها شيء على الإطلاق !!..
لكن قبل أن تبدأ بهجومها ذاك : إياكو .. دعيه علينا ..! أنت يا هذا .. ألم تجد لك مهنةً سوى إزعاج الفتيات ؟!!..
التفت حينها لترى نارو الذي وصل الآن و معه هيرو و كذلك ليو خلفهما ..!
و ما إن تقدموا ناحية الشباب الثلاثة حتى انضم كين لهم : ماذا يا أميرة زمانك ؟!.. إن لديك الكثير من المعجبين !!..
كان يقصد ليليان التي طأطأت رأسها بألم : إنه خطئي لم يكن علي أن آتي إلى هنا ..!
خلع هيرو سترته كبداية وهو يقول : اسمع يا هذا .. أين كان الذي سمعته عن كروي .. فعليك أن تعلم بأن ليليان ليست مثلهم ..!
نظر شاب آخر من الثلاثة إليها : ولما لا ؟!.. أتعتقد ذلك لأنها تبدو لطيفه !!.. إطلاقاً !!.. لقد كان شقيقها التوأم أكثر الطلاب شعبية عند الفتيات .. و في النهاية انتحر في ظروف غامضة !!..
بدأت الهامسات تعلوا
~ لقد صدمت حقاً حين علمت أن يوري انتحر .. لقد أحببته بصدق !!..
~ أبي يقول بان وليم كروي مجرم منذ سنوات لكن الشرطة لم تعلم عنه ..!
~ أتعلمون .. هناك إشاعة تقول بأنه هو من قتل مورا ماساكي سابقاً ..!
~ يقولون بأن الابنان الآخران أحياء و هما من قبضا على وليم كروي ..!
~ لا لا .. لقد انتشرت إشاعة بأن أرواحهما جاءت للانتقام من وليم كروي !!..
إياكو غاضبة من الأساس .. لكن ما إن سمعت تلك الجملة الأخيرة حتى صرخت : هيه أنت .. كيف تنشر إشاعات خرافية كهذه ؟!..
رعب ذلك الفتى منها : اهدئي لقد قلت ما سمعته فقط ..!
قبل أن ترد عليه سمعت صوتاً خلفها : عليك أن تكون أكثر واقعية يا هذا .. فحتى لو كان الأخوان ميتان فلا يمكن للأرواح الظهور !!..
كانت هذه سايا التي وصلت الآن مع مايا ..!
حينها قال ذلك الشاب المتسلط على ليلي : و لما أنت غاضبة ناناكو ؟؟!.. و ماذا في الأمر إن كان هناك روحان أم لا ؟!..
لم تستطع الإجابة على سؤاله الأخير الذي قاله بمنتهى الخبث .. الواضح أنه سمع بالخبر الذي انتشر عنها و عن أخيها : أنت تعرف الكثير يا هذا ..!
هذا ما قاله ليوناردو ببرود ليجيبه ذلك الشاب : أبي مفتش شرطه .. كل شيء حدث في قضية وليم كروي و قضية ماساكي أعلم عنه ..!
لكن .. قبل أن يعلق أحدهم على الأمر : الآن فهمت .. أنتي هي إياكو من البداية ناناكو ..!
التفت الجميع ناحية تلك الفتاة التي اخترقت الحشود .. بدا الغضب على هيرو حين رآها : سيرا .. لا تتدخلي في ما لا يعنيك ..!
تجاهلته و نظرت إلى إياكو حينها : نانا .. الجميع قد لاحظ بان أصدقائك لا يدعونك باسمك ناناكو بل الجميع يناديك بإياكو حتى الناس الذين تعيشين معهم و هذا ما لاحظته شخصياً .. و أيضاً في العام الماضي في تلك المسابقة عن إياكو ماساكي ربحت بمنتهى البساطة حتى على هيرو !!.. أنتي قلتي بنفسك ذلك اليوم أن إياكو محاطة بالفتيان فقط لكن أنت تعرفين كل شيء عنها !!.. و هناك نقطة أخرى .. قلتي لي مرةً أن لديك أخوان أحدهما خارج اليابان و الأصح أنه ميت و الآخر هو شاب في الثالثة و العشرين .. لقد رأيته و أسمه اكيرا و هو بعمر أكيرا ماساكي !!.. ناناكو معنى هذا كله واحد .. أنتي ذاتك إياكو ماساكي !!..
كان الجميع مصدوماً بعض الشيء .. يبدو أن جولي ليست الوحيدة التي حققت حول ماساكي ..!
~ لم ترد .. أيعقل أن تكون على حق ؟!..
~ لقد كنت معها العام الماضي .. لقد فازت في مسابقة عن إياكو ماساكي .. و المصيبة أن الأسئلة كانت دقيقةً جداً ..!
~ مستحيييييل !!.. هي على قيد الحياة طيلة الوقت ..!
~ الأمور بدأت تتعقد أكثر ..!
بالنسبة لإياكو فلم ترد بل بقيت صامتةً لوقت : ما الذي تريدونه الآن ؟!.. تزعجون ليليان ثم تقولون كلاماً سخيفاً عن ناناكو .. يكفي هذا !!..
كانت هذه راي التي وافقتها مايا حالاً : صحيح .. هلا انتشرتم الآن فنحن لسنا فرجةً لكم !!..
تقدم أحد الشباب الستة ليقول بمكر : الجميع لن يتحرك حتى تجيب هذه الفتاة على تساؤلاتنا ..!
كان قد تقدم ناحية إياكو بخطوات ماكرة و قد و وقف أمامها بينما كانت تطأطئ رأسها ..!
في تلك اللحظة تراجع الجميع : مصيبة .. إنها غاضبه !!..
هذا ما تمتمت به سايا ليجيبها ليو بخوف : لا يمكن .. إنها تتحول إلى شخص آخر حين تغضب ..!
نظر هيرو إلى أصحابه و تمتم بقلق : الأفضل أن لا نتدخل لأنها لن تفرق بيننا و بين البقية ..!
لقد صنفت إياكو على أنها الأكثر رعباً حين تغضب في الفريق كله .. و يأتي من خلفها لين في الترتيب !!..
لكن من سوء حظ ذلك الشاب أنه لا يعلم بهذا التصنيف لذا ربت على كتف صاحبتنا الغاضبه :ماذا يا جوهرة ماساكي .. هل أكل القط لسـ ..!
لم يكمل كلمته لأنه تلقى لكمة فضيعةً على وجهه طرحته أرضاً : ما الذي فعلته ؟!!..
كان هذا رئيس أولائك الشباب و قد أسرع ناحيتها : ستندمين !!..
لكنها و بكل رشاقة ابتعدت عنه ثم ضربت عنقه بمرفقها : ما هذه المرعبة ؟!!..
كان ذلك السؤال على لسان الأغلبية هنا : يا شباب .. لقنوها درساً ..!
هذا ما قاله شاب آخر ليندفعوا سوية ناحيتها : إياكو مصابه .. لنساعدها ..!
كين أعطى الشارة للجميع ..و جميعهم الآن مستعدون للقتال !!..
و كأنهم لم يخرجوا قبل أيام من معركةٍ مميتة !!..
.................................................. ................
لنبتعد عن أجواء المدرسة قليلاً .. ففي مكان آخر مختلف تماماً ..!
كان يجلس على مكتبه الكبير يراجع بعض الأوراق حتى فتح أحدهم الباب : سيدي ..!
دون أن يرفع رأسه إليها : ما الأمر أكمي ؟!..
زفرت قليلاً من الهواء ثم قالت : أكيرا هنا .. يريد رؤيتك ..!
رفع رأسه مستغرباً الأمر : لما هو هنا ؟!..
أومأت سلباً دليل عدم معرفتها للسبب : حسناً .. أدخليه ..!
ابتعدت قليلاً فدخل أكيرا و دخلت خلفه مغلقةً الباب : آسف للحضور إلى هنا سيد أليكس .. لكني لم أستطع محادثتك في المنزل لأن الأمر متعلق بمكان عملك ..!
ترك القلم الذي كان في يده و نظر إلى الشاب بحده : قل ما لديك أكيرا ..!
بجمود دون تردد : أريد مقابلته .. أقصد وليم كروي !!!..
اتسعت عينا أكمي و بلا شعور قالت : هذا مستحيل أكيرا !!.. ستقتله حال ما تراه !!..
قبل أن يرد عليها تدخل الرئيس ليقول : لحظة أكمي ..! ما الذي تريده من هذا بالضبط أكيرا ؟!.. إن إجابتك تعتمد على قبولي للموضوع ..!
صمت قليلاً ثم قال : لقد حاربت ثمان سنوات من أجل الوقت الذي سأرد له الدين فيه ..! لقد تركت إياكو تعيش وحيدة في سبيل ذلك ..! و تخليت عن كل شيء حتى اسم عائلتي من أجل اليوم الذي سأرى وليم فيه في السجن !!.. سأتحدث فقط ..! سأضبط أعصابي صدقني !!..
قال جملته الأخيرة بترجي .. و حسب الدراسات أكيرا الأكثر تهوراً في المجموعة و جين في المركز الأول معه ..!
لكن .. تهور أكيرا سيزداد ضعفين إن رأى وليم !!..
كان على السيد أليكس أن يتريث قليلاً .. و قبل أن يجيب على الأمر رن هاتفه المحمول فأخذه من فوق المكتب و أجاب دون النظر لاسم المتصل : نعم .. أهلاً .. نعم أنا هو ..لما هل حدث شيء له ..!
وقف حينها و هو يقول : غير معقول !!.. لحظة أيها المدير ابني ليس من ذلك النوع ..! تقول مجموعة !!.. حسناً .. سأرسل من ينظر في الأمر ..!
أغلق الهاتف بعدها و أمسك برأسه بين يديه : أهذا وقته ؟!..
كان الاستغراب بادياً على أكيرا و أكمي : أهناك أمر سيدي ؟!..
هذا ما قالته الأخيرة لينظر إليها سيدها وهو يقول : أكمي .. اتصلي بجيمس .. أطلبي منه أن يذهب هو و لين لمدرسة الأولاد .. لا أعلم ما القصة لكن يبدو أنهم افتعلوا مصيبة هناك ..!
قطب أكيرا حاجبيه : هل فعل الأولاد شيئاً ؟!.. ماذا عن إياكو ؟!..
تنهد السيد حينها : يبدو أنها متورطة أيضاً ..!
استدار أكيرا : إن كان هكذا سأذهب أنا ..!
لكن الرئيس أوقفه : لا أكيرا .. ستثير الشبهة فمدير المدرسة لا يعلم أنك شقيق إياكو ..! أكمي .. نفذي ما طلبته منك ..!
أومأت إيجاباً : في الحال سيدي ..!
.................................................. ..................
مسح نظارته بذلك المنديل المطرز ثم أعادها لعينيه .. و نظر أمامه بحدة جعلته مرعباً خاصةً مع لون شعره الأبيض من الشيب : أمور كهذه و إشاعات لا داعي لها لا أريد منها أن تحدث مجدداً .. مفهوم ؟!!..
أومأ أولائك الفتية و الفتيات سويةً : مفهوم ..!
وقف و استدار إلى النافذة الكبيرة خلفه : ستفصلون يومين فقط هذه المرة .. و الآن انصرفوا !!..
خرجوا جميعاً دون كلمة واحده .. إياكو هيرو راي ليو كين يوكو سايا مايا نارو و ليليان ..!
أيضاً جيمس و لين اللذان أتيا نيابة عن جميع أولياء أمور الطلبة أعلاه ..!
و فور أن غادروا غرفة المدير كان هناك أحد المدرسين يسير ناحيتها و خلفه الشباب الستة من السنة الثالثة و حان دورهم لتلقي التهزيء ..!
تبادل الحزبان نظرات شرسة لم ينتبه لها جيمس أو لين و إلا كان أصحابنا في خبر كان ..!
فور أن خرجوا خارج أسوار المدرسة وقفت لين أمامهم باستياء : انقسموا .. البعض معي و الآخرون مع جيمس ..!
كانت هناك سيارتان كبيرتان أمام الباب .. الأولى سيارة العمة كاترين و الثانية سيارة مايكل ..!
ركب جيمس السيارة الأولى مع كين و مايا و نارو و سايا و يوكو .. بينما ركبت لين الثانية مع هيرو و إياكو و راي و ليو و ليلي ..!
طوال الطريق كان الصمت سيد المكان .. بالنسبة لأصحابنا فقد كانوا غاضبين لأن المعلمين أوقفوهم في منتصف المشاجرة !!..
أما جيمس و لين فقد كانا مستاءين و لم يتوقعوا هذا التصرف من الفتية و الفتيات في أول يوم بعد الإصابة ..!
وصلوا إلى المقر و نزل الجميع بصمت أيضاً إلا أن جيمس قال : الجميع إلى غرفة الجلوس حالاً ..!
لم يردوا بل ساروا بصمت و علامات الغضب و الاستياء على وجوههم ..!
ما إن دخلوا حتى كانت أمامهم العمة كات تنزل درجات السلم من الطابق الثاني .. أصابتها الدهشة حين رأتهم جميعاً هنا بزي المدرسة رغم أن الساعة الآن هي الثامنة و خمس دقائق ..!
لكنها لم تنطق بل لحقت بهم إلى غرفة الجلوس و ما إن دخلت حتى قالت : ما الذي يجري يا أولاد ؟!..
لكنها صمتت حين رأت السيد أليكسندر هنا : أليكس .. متى أتيت ؟!..
بهدوء أجابها : منذ دقيقتين ..!
نظر إلى الفتية حينها ليقول بحزم : كاترين .. خذي ليليان إلى الأعلى ..!
على الفور اعترضت ليلي : لكن سيدي أنا مذنبة أيضاً ..!
بذات الحزم قال: هذا أمر !!..
لم تجد لها حجة لذا خرجت مع العمة كات فوراً .. بينما عاد السيد أليكس بعينيه المستاءتين إلى البقية : تصرف طائش و غير مسؤول !!.. كيف تخرجونها من المنزل في ظل هذه الظروف ؟!..
تقدمت إياكو خطوتين و قد طأطأت رأسها : إنها غلطتي .. أنا من أقنعهم بأخذ ليلي للمدرسة كي ترفه عن نفسها ..!
بذات النبرة الغاضبة : أنتي أخطأت لكن هذا لا يعفي البقية ..! جميعكم تستحقون العقاب !!..
لم يرد أحد منهم بل كان الجميع قد طأطأ رأسه حينها : اسمعوني .. ستبقون كلكم هنا طيلة اليومين القادمين ..! ليس هذا فقط .. بل سيكون على الجميع الاستيقاظ باكراً و أخذ الدروس من تارا و لين و يومي ..! أيضاً .. إعداد الغداء و العشاء و الإفطار و تنظيف المنزل .. ستتناوبون عليه ..! كذلك الاهتمام بالحديقة و تنظيف السيارات ..! هذا أقل عقاب ممكن ..!
كانوا مصدومين من نوعية ذلك العقاب الذي من الواضح أنه سيأخذ ثلاثة أرباع طاقتهم : لن يخرج أحدكم من المنزل أيضاً ..! مفهوم ؟!!..
أومؤا جميعاً : مفهوم ..!
هدأت نبرته نوعاً ما : سأتصل بذويكم كي يحضروا لكم ملابسكم و حاجياتكم إلى هنا ..! و الآن أخرجوا جميعاً و انقسموا في غرف النوم .. ممنوع الخروج حتى وقت الظهيرة و ممنوع النوم أيضاً ..! لأنه يفترض أنكم في المدرسة الآن ..!
لم ينطق أحدهم بحرف بل انسحبوا سويةً إلى الخارج : كينتو ..!
توقف حين سمع اسمه و ألتفت إلى الخلف حيث كان الرئيس ينظر إليه بنظرات حادة : ابق هنا .. سأتحدث إليك ..!
لم تعجبه تلك النبرة لكنه بهدوء : حاضر ..!
خرجوا جميعاً و أنظارهم على الفتى .. حتى لين و جيمس بدا قلقين عليه ..!
تقدم السيد ناحيته بخطوات هادئة و حين أغلقوا الباب : لما فعلت هذا ؟!..
كانت نبرته جادةً جداً : آسف .. لم أستطع السكوت بينما كان أولائك الأولاد يشتمون ليلي و إياكو ..!
لكنه صدم بأبيه الذي صرخ فيه بغضب : هل يعني هذا أن تدخل في مشاجرة تسبب بطردك من المدرسة ليومين ؟!!!!..
تراجع إلى الخلف قليلاً و قد طأطأ رأسه .. كان مرعوباً نوعاً ما من تلك الصرخة : آسف أبي .. لن أكررها ..!
انتبه الأب لنبرته التي أخافت ابنه .. لذا أخذ نفساً قبل أن يقول : طلبت منهم جميعاً الخروج لأني أردت تأنيبك على خطئك كأب و أبنه .. لذا عدني بأنك لن تتهور مجدداً ..!
ربما كان صوته هادئاً لكن بدا واضحاً أن غضبه لم يهدأ بعد : أعدك أبي .. سأكون أكثر حرصاً على أفعالي ..!
كان لا يزال مطأطأً رأسه .. لكنه حينها شعر بيد والده تربت على رأسه .. رفع رأسه بهدوء حيث كانت نظرات أبيه مسلطةً نحوه و بهدوء دافئ : كيف حال عينك الآن ؟!..
شعر بالاطمئنان من تلك النبرة .. لذا ابتسم بهدوء : اطمئن .. لم تعد تلسعني كالسابق ..!
لم يشعر بنفسه إلا وقد بادل ابنه الابتسامة .. لكنه فوراً أخفاها لأنه يفترض أن يكون غاضباً الآن .. أبعد يده عن رأس ابنه و استدرا : اذهب الآن .. ها قد بدأت فترة العقاب ..!
بنبرة جادة : علم حضرة الرئيس ..!
خرج بعدها من الغرفة و أغلق الباب خلفه .. ذلك ما جعل السيد يتجه إلى الأريكة و يرمي بجسده عليها وهو يتمتم : يبدو أن عينه تتحسن .. هذا جيد ..!
أغمض عينيه حينها في لحظة إرهاق و هو يتمتم بحيرة : أكيرا .. ما الذي تنوي عليه ؟!..
.................................................. ...............
في مكان مختلف تماماً .. في تلك الغرفة البيضاء .. و قف اثنان من اللذان يرتديان ذلك الزي الأبيض الشهير الرمز الرسمي لسفير السلام .. الطبيب ..!
كان الاثنان يتهامسان و يتناقشان في أمر مريضتهما المشتركة ..!
حيث كان الأول طبيباً جسدياً بينما الآخر طبيب نفسي ..!
خرجا حين تعمق حوارهما و خشيا أن تنتبه له ..!
التفت أحدهما قبل أن يخرج من الغرفة إلى تلك الفتاة ذات الشعر الأشقر المموج .. حيث كانت تجلس على السرير غير مستندة و عيناها شاردتان إلى الأرض ..!
حين أغلق الباب قال ذلك الطبيب النفسي : بما أنها لم تتأثر بصوت أخيها أو حضن أمها .. فلابد أن هناك شخصاً آخر قد يوقظ مشاعرها ..!
تنهد الآخر حينها : هل نسأل ذويها عن الشخص المناسب ؟!..
أومأ يوافق صاحبه و هو يردف : و أيضاً .. أمر آخر ..! بما أنها لم تتأثر بمشاعر المحبة .. فعلينا أن نستخدم الجهة المعاكسة ..! شخص سبب لها مشكلةً مثلاً أو شخص تخاف منه..! لكن للحظة فقط حتى لا يكون التأثير عكسياً ..!
تفهم الطبيب الجسدي ذلك وهو يقول : فهمت .. إذاً لنرى اليوم إن كان هناك أي تحسن .. و إن لم يكن كذلك فغداً سننفذ هذا ..!
تنهد الطبيب النفسي و هو يقول : تيما هنري .. أرجو أن لا تكون معقدةً كثيراً ..!
.................................................. .......
في ذلك الممر الطويل المظلم لولا وجود بعض الإضاءة البيضاء .. كان الرئيس الأول يسير و خلفه جيمس مع أكيرا و كايد ..!
كان هناك الكثير من الأبواب الحديدة المغلقة .. و في نهاية الممر وصلوا إلى الباب الذي كانوا يقصدونه منذ البداية ..!
التفت الرئيس إليهم و حدق بأكيرا على وجه الخصوص : إنه هنا .. دقيقة واحدة فقط ..!
أومأ موافقاً وهو يشعر بمشاعر مختلطة من الرهبة و الانتصار ..!
فتح السيد الباب بالكلمة السرية .. و حينها دخل هو في البداية فلحقه البقية ..!
هناك داخل تلك الغرفة .. في تلك الزاوية كان هناك سرير صغير .. جلس فوقه ذلك الرجل و قد اسند مرفقيه على ركبتيه و هناك أصفاد حول معصميه و قد كان ينظر للأرض بشرود ..!
أكيرا .. شعر بأن أحدهم سكب على رأسه ماءاً مثلجاً في طقس حار ..!
ذلك لما شعر منه بالإنتصار أخيراً بعد سنوات كفاح و هو يرى وليم كروي بتلك الحالة المبهذلة في هذا السجن المنعزل !!..
رفع ذلك الرجل رأسه و نظر إليهم .. لوهلة إبتسم بكره ناحيتهم : ماذا تريد ؟!.. ليس لك شيء عندي !!..
كان يقصد أكيرا بذلك الكلام .. لكن صاحبنا أمسك أعصابه وهو يقول ببرود : أخيراً ها أنت هنا .. الشخص المناسب في المكان المناسب !!..
كشر حينها وهو يقول : أنتم أيضاً يجب أن تكونوا هنا .. أنتم قتلتم إبني !!..لن أسامحكم ..!
صاحبنا لم يمسك أعصابه بل تقدم بسرعة و أمسك بوليم من أعلى قميصه و لكمه على وجهه في لحظات لم يستوعب أحد فيها ما حدث !!..
و حين كاد جيمس و كايد يتدخلان أوقفهما السيد أليكس بنظراته فقط .. هو يعلم أن اكيرا مهما حاول ضبط أعصابه فلن يستطيع إطفاء النار التي في قلبه بسهوله .. تلك النار التي اشتعلت منذ أكثر من ثمان سنوات ..!
صاحبنا لم يتوقف عند اللكمة التي كادت تهشم وجه وليم فقط بل صرخ بغضب حينها : تتهما بقتل ابنك !!.. أنت من قتله !!.. أن من قتل سام !!.. ليس هو فقط .. أنت قتلت يوري و جولي و نايس أيضاً !!.. قتلت كل شيء فيهم قبل أن تغادر أرواحهم أجسادهم !!.. أنت المتهم في كل هذا !!.. أنت المسؤول عن كل ما حدث لي و لأختي !!.. أنت قتلت أخي مورا و قتلت صديقي ليون ..! من الذي يجب أن يطلب السماح من الآخر الآن ؟!!..
كان الغضب قد سيطر عليه .. لذا أسرع جيمس إليه و ربت على كتفيه : أكيرا .. ليس في صالحك إيذاءه !!..
تركه حينها و تراجع إلى الخلف خطوات مع جيمس .. و أنفاسه قد تعالت و وجهه محمر و عيناه مسلطتان على وليم ..!
أما ذلك الرجل .. فلم تهزه كلمة واحدة مما قاله أكيرا .. بل إبتسم بمكر و هو ينظر إليهم بتحدي و خاصة لصاحبنا الغاضب : كان يفترض أني قتلت تلك الصغيرة مع مورا في ذلك اليوم ..! إنها معجزة بقاءها على قيد الحياة ..!
إحتدت عينا أكيرا حينها : لم اكن لأسمح لك بإصابة إياكو بخدش .. لأنك لو كنت قد فعلت لكنت الآن في قبرك !!..
بقيا يتبادلان النظرات حينها للحظات ..قبل أن يتمتم وليم بصوت مسموع : هه .. ذات نظرة الثعلب .. نظرة جون ذاتها ..!
لم يستوعب احد ما قاله إلا بعد لحظات .. لكن أحدهم لم ينطق فهي لم تبدو إهانة على أي حال ..!
هنا قال الرئيس بحزم : يكفي أكيرا .. إنتهى الوقت .. لنخرج ..!
قبل أن يغادر المكان ..ألقى نظرة أخيرةً على وليم وهو يقول : لتبقى أنت هنا تفكر بذنوبك ..! على الأقل .. فكر بأمر إبنك الذي دمرت حياته منذ نعومة أظفاره ..!
خرجوا حينها واحداً تلو الآخر .. و حين أغلقوا الباب .. تمتم ذلك الرجل وهو يستلقي على السرير : أفكر في أمر سام ؟!.. هه .. و من يهتم لأمر ذلك الطفل ؟!!..
الواضح أنه حتى الابن لم ينجو من قلب أبيه المتحجر ..!
.................................................. .............
في اليوم التالي .. و في التاسعة صباحاً .. هنا في غرفة الجلوس الواسعة ..!
وقفت أمامهم و هي تشير بالقلم الذي معها على شيء مكتوب في لوح الكتابة الكبير : من يحل الآن هذه المعادلة ؟!..
لم تجد تفاعلاً من أحد .. قطبت حاجبيها باستياء : لقد شرحتها مرتين منذ لحظات ..! لقد درّستكم العام الفائت لذا أعلم أنكم لستم سيئين في الرياضيات ..!
أيضاً لم تجد أي تفاعل فالطلبة كانوا ينظرون إليها بخمول : حسناً .. نحن لسنا في مدرسه .. لذا يمكنني أن أطلب من السيد أليكسندر أن يجعل نهاية يومكم الدراسي في الرابعة عصراً حتى تفهموا كل الدروس ..!
مجرد التفكير في الأمر جعل الجميع يرفع يده مفزوعاً سواء فهم المعادلة أم لا !!..
ذلك ما جعل تارا تبتسم حينها و هي تقول : إذاً .. تعالي سايا ..!
و قفت حينها و اتجهت ناحية السبورة وهي تقول : حسناً ..أعتقد أن القانون هنا هو .. y – y1 = M ( x – x1 ) .. صحيح ؟!!..
أومأت تارا بابتسامه : إذاً كنتي تعلمين رغم ذلك لم ترفعي يدك ..!
بدا التوتر على سايا ولم تعلق ..!
لقد قلبوا غرفة الجلوس إلى صف .. حيث أحضروا لوح كتابة كبير .. و وضعوه أمام الأرائك بينما جلس الجميع عليها و أمامهم طاولات خشبية صغيره ..!
بينما كانت سايا منهمكة في حل المسألة فتح أحدهم باب الصف : ماذا ؟!.. أنتم تدرسون هنا ؟!..
هذا ما قالته باستغراب ليجيبها الفتى الذي كان معها بابتسامة مكر : نعم .. سببوا المشاكل في المدرسة لذا هم مفصولون .. لكن ذلك لم يعفيهم من الدروس ..!
بدا الاستياء على الطلاب لتقول مايا بغيض : هذا ليس عدلاً .. رين و إليسيا لا يذهبان للمدرسة هذا العام .. و الآن أيضاً لا يحضران الدروس ..!
ابتسمت إليسيا بمكر لتغيضهم : لقد درسنا المرحلة الثانوية الأولى منذ زمن .. لذا لا تتذمروا ..أليس كذلك رين ؟!..
وافقها وهو يكتم ضحكته : بلا .. صحيح إليسيا !!..
ببرود قالت يوكو : أنت أيضاً ممنوع من مغادرة المقر رين .. حتى لا يزعجك الصحفيون ..!
بابتسامة باردة قال : لكني لست مضطراً لحضور الدروس على أي حال ..هيا إليسيا .. لقد قاطعنا درسهم ..!
أومأت موافقة : إعذرينا على الإزعاج آنسة تارا ..أبذلوا جهدكم يا أصحاب ..!
خرجا و أغلقا الباب .. بينما كانت نظرات الجميع مغتاظة بشدة من الأمر .. لكن تارا حينها قالت : هيا هيا .. لنتابع الدرس .. لقد أضعنا ما فيه الكفاية من الوقت و أنتم ملزمون بتحضير الغداء أيضاً ..!
تنهد الجميع بتعب حينها ..!
بالنسبة لتارا فقد أخذت أجازة هذه السنة منذ البداية هي و كايدي .. ذلك لأن بقاءهم في مدرسة تابعةٍ لوليم كروي قد يسبب بعض المشاكل ..!
تابعوا درسهم حينها .. لكن بعد ما يقارب العشر دقائق طرق أحدهم الباب و دخل : صباح الخير ..!
أجابوه بوقت واحد : صباح الخير ..!
تنهدت تارا حينها : قل ما لديك بسرعة كايد فنحن في منتصف الدرس ..!
أومأ إيجاباً : آسف على مقاطعة درسك تارا ..! لكن دعي ليليان تخرج معي الآن فنحن نريدها بأمر مهم ..!
خفق قلب ليلي حينها و هي تشعر بأنهم سيعيدون سؤالها عما حدث لأخيها قبل أن ينتحر : حسناً .. تفضلي ليلي ..!
أومأت موافقة بتوتر و وقفت دون نطق كلمه .. خرجت من الغرفة حينها خلف كايد .. و حين خرجا إلى الحديقة كان مايكل ينتظرهما هناك ..!
توقفت حينها و الاثنان أمامها : ما الأمر ؟!..
هذا ما قالته بقلق : ليليان .. نحتاج مساعدتك ..!
نبرة كايد الجادة زادت توترها :في ماذا ؟!..
هنا أجابها مايكل : نريد منك مقابلة تيما ..!
شهقت حينها مفزوعة ..!
تقابل تيما ؟!!.. و الآن !!...
هذا ما لم تكن تتوقعه أبداً ..!
لكن ما تعرفه .. أنها خائفة من ردة فعل تيما تجاهها ..!
.................................................. .
سقطا أرضاً فجأة بلا سابق إنذار إثر الغاز الذي استنشقاه ..!
و ما إن حدث ذلك حتى تقدم ذلك الشاب متجاوزاً إياهما ليدخل في ذلك الممر المليء بالأبواب الحديدة المغلقة ..!
توقف أمام ذلك الباب الأخير .. و فتحه بكلمة السر التي سرقها بطريقته الخاصة ..!
و حين فتح الباب دخل و وقف أمام ذلك الرجل الذي يجلس فوق السرير مستنداً على الجدار ..!
رفع الرجل رأسه إلى الشخص الذي كان يرتدي قبعة كاب و نظارة شمسية و كمامة كي تحميه من الغاز المنوم الذي أسقط الحرس أرضاً : من أنت ؟!..
هذا ما قاله الرجل ببرود .. بينما خلع الشاب تلك الكمامة و أخرج مسدساً أسود من تحت سترته الجلدية البنية وهو يقول بابتسامة ماكرة : لا يهم من أنا ..! الأسماء لا تعني شيئاً !!.. لكن سأعطيك تلميحاً .. شخص قادم للانتقام ..!
لم يبدي أي خوف من الفوهة التي صوبت نحوه بل كتم ضحكته الساخرة : أتسمي هذا تلميحاً ؟!!.. ما أكثر الذين يريدون الانتقام مني ..!
اتسعت ابتسامة ماكرة على شفتي الشاب : إذا كان الأمر كذلك .. فأنا أكثر من يريد الانتقام منك وليم كروي !!.. أوصل سلامي لأختي في العالم الآخر ..!
أغمض عينيه بشدة حينها مستعداً لمصيره الذي بات محتوماً ..!
أما الشاب فقد بدأ يضغط على الزناد .. و لم تمض لحظات .. إلا و انطلقت الرصاصة !!..
.................................................. .........
جلس على حافة السرير أمام تلك الفتاة :تيما .. كيف حالك الآن ؟!..
لم ترد على ذلك الطبيب النفسي .. هي أصلاً لم تنطق منذ إستيقضت من غيبوبتها ..! و لا حتى حين كانت أمها هنا ..!
ذلك جعل الطبيب يوقن أن مريضته هذه بحاجة لإيقاض مشاعر .. فالصدمة جعلت مشاعرها في سبات : تيما .. هل تعرفين ليليان ؟!..
هكذا سأل بحذر ..!
لا حظ التغير البسيط في حاجبيها : أتريدين أن تري ليليان ؟!..
انتبه لأنها قبضت على غطاء السرير قليلاً ..!
علم أن الحديث لم ينفع .. لذا نظر إلى الممرضة قربه فاتجهت إلى الباب و فتحته .. حيث دخل الشابان و ليلي بينهما ..!
لم تنظر تيما إليهم .. ذلك ما جعل الطبيب الذي وقف حينها و أقترب منهم أن يقول : هلا ألقيتي التحية ..!
كان يقصد ليليان .. و الغرض من ذلك أن تسمع تيما صوتها و تنتبه لها ..!
ابتلعت ريقها بتوتر : صـ .. صباح الخير .. تيما ..!
أخذ الجميع يراقب ردة فعل المريضة التي بدت واضحة ..!
رفعت رأسها الذي كانت تطأطئه طيلة الوقت و قد اتسعت عيناها قليلاً .. التفتت برأسها حيث كانت ليلي .. نظرت إليها بهدوء للحظات لكنها لم تلبث أن كشرت غاضبة و في لحظة فاجأت الجميع تركت الفتاة السرير و أمسكت بعلب الدواء التي على المنضدة قربها و هي ترميها عليهم و تصرخ : أخرجي !!.. أخرجي من هنا !!.. أخرجي !!..
كان الجميع مصدوماً من ردة الفعل الشرسة تلك لكن الطبيب صرخ حالاً : ريكا الإبرة المهدأة !!..
أومأت الممرضة حالاً بينما تقدم الطبيب ناحية المريضة الهائجة التي بدأت ترمي بزجاجات الدواء و تحطمها كل مكان ..!
أمسك بها من كتفيها و صرخ : أخرجوا حالاً .. بسرعة !!..
نفذ مايكل و كايد الأمر بسرعة وقد أمسكوا بليليان التي لم تتحرك من مكانها إثر الصدمة ..!
بينما و بصعوبة تمكن الطبيب بمساعدة الممرضة بتهدئة الفتاة التي كانت تصرخ و تبكي من خلال الإبرة..!
يبدو أن الموقف قد أيقض مشاعرها بعنف !!..
خارج الغرفة كان مايكل يقف يحدق بالباب بقلق بانتظار خروج الطبيب ..!
بينما كان كايد قد جثا على الأرض أمام ليلي التي كانت مصدومة بشدة من ذلك الموقف و الدموع كانت تسيل من عينيها : ليليان اهدئي ..! نحن نعلم أنك غير مذنبة فيما حدث لتيما ..!
حاولت مسح دموعها و هي تقول : كم أنا فضيعه !!.. الخطأ خطأي .. أنا من سهلت الطريق على سام !!..
تنهد كايد وهو يقول : لوم نفسك لن يفيد ليلي .. ستكون الأمور بخير .. اطمئني !!..
أومأت إيجاباً حينها .. و في تلك اللحظة خرج الطبيب : كيف حالها الآن ؟!..
هكذا سأل مايكل بقلق ليجيبه ذلك الطبيب بعد تنهيدة مرهقه : سننتظر حتى تستيقض .. سأخبر حينها بالنتائج ..!
.................................................. .......
في مكان آخر .. هنا حيث مكتب الرئيس ..!
كان يجلس على كرسيه الكبير و قد خلع سترته و تركها جانباً على الأريكة بحجة الجو الحار رغم أننا في الشتاء و الثلوج بدأت لتوها الذوبان ..!
أمامه كان الضابط جيمس و كذلك أكيرا .. حيث كان يحدث الأخير في موضوع مهم : لن تصرح بكل شيء حتى يأتي موعد محاكمة وليم .. الإشاعات بدأت بالانتشار لكن لا تكشف هويتك الحقيقية حتى أخبرك بذلك ..!
أومأ إيجاباً : حاضر سيدي ..!
قبل أن يتكلم مجدداً رن هاتفه الذي على المكتب .. و هذا الهاتف مخصص للمكالمات الخاصة و المستعجلة التي تستدعي الاتصال بالرئيس حالاً ..!
رفع السماعة و وضعها على أذنه : نعم .. من يتحدث ؟!..
لحظات فقط حتى صرخ بغضب : أأنت جاد ؟!!.. متى حدث هذا ؟!!!..
كان قد وقف و اتسعت عيناه : غير معقول !!.. كيف يمكن أن يحدث !!.. إنها مصيبة عظيمه !!!..
رفع يده إلى جبينه ثم مسح شعره إثر توتره : حسناً .. أنا قادم في الحال ..!
أغلق الهاتف و لم يلبث أن فعل ذلك حتى ضرب بكلتا يديه على طاولة المكتب الكبيرة : سحقاً !!!..
هكذا قال و اليأس باد عليه : ما الذي حدث سيدي الرئيس ؟!!..
هكذا سأل جيمس بقلق لم يقل عن قلق أكيرا و توتره !!..
رمى السيد بجسده على مقعده الجلدي و أمسك رأسه بيديه و أسند مرفقيه على المكتب : وليم كروي ..!
بدا الفزع على أكيرا: هل هرب ؟!!..
هذا سأل بتلهف .. لكن وجه الرئيس بدا أكثر يأساً و هو يقول : لا .. لقد قتله أحدهم !!..
شهق أكيرا بينما هتف جيمس : مستحيل !!.. من فعل هذا مع تلك الحراسة المشددة ؟!!!..
وقف الرئيس و أتجه إلى الباب بعدما أخذ سترته و شرع في ارتدائها : لا أعلم التفاصيل .. سأتجه الآن إلى السجن المركزي ..!
قالا حينها في الوقت ذاته : سآتي معك ..!
لم يجبهما بل خرج فعلما أنها الموافقة ..!
حال ما خرجوا فزعت أكمي التي كانت تجلس على مكتبها تمارس عملها : مالأمر ؟!!..
  #2007  
قديم 04-15-2012, 10:18 PM
 
التفت إليها جيمس حالاً : أكمي .. اتصلي بكايد و أخبريه أن يأتي إلى السجن المركزي حالاً .. لقد قُتل وليم كروي !!..
شهقت فزعة لكنه لم يعطها مجالاً للتعليق بل أسرع خلف السيد أليكس و أكيرا اللذان خرجا من المكتب و اتجها للمصعد ..!
ركب الثلاثة معاً حيث طلب جيمس الدور السفلي ..!
أغلق المصعد بابه و بدأ بالهبوط .. و الثلاثة في حيرة من أمرهم إثر المصيبة الجديدة و السؤال الذي غزا أذهانهم هو .. من قتله ؟!!!..
توقف المصعد أخيراً لكن ما إن فُتح بابه و خرجوا منه حتى جاءهم وفد من الصحفيين تمكنوا من التغلب على رجال الآمن ..!
بدأت أضواء الكمرات تستطع عليهم فأسرع جيمس للتغطية على أكيرا بينما قام الأخير بتغطية رأسه بقبعة معطفه القطني ..!
ليس في صالحه أن يظهر في الصحف حالياً : سيدي .. هل صحيح أن أحدهم اقتحم السجن المركزي و قتل وليم كروي ؟؟!..
كان هذا أول سؤال طرحته إحدى الصحفيات : ما تعليقك على الأمر حضرة الرئيس ؟!!..
السؤال الثاني .. تبعه الثالث أيضاً : أهناك مشتبه به ؟!.. أيمكن أن تكون هذه منظمة دولية سرية و وليم كروي هو أحد أفرادها ؟!!..
تنهد السيد أليكسندر حينها وهو يقول في نفسه : ( سحقاً لهؤلاء الصحفيين !!.. يبدو أن الخبر وصلهم قبل أن يصلني !!.. )
لكنه قال بجد وهو ينظر إليهم : لا تعليق الآن .. سنقيم مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق ..!
تجاوزهم حينها و خلفه أكيرا الذي طأطأ رأسه و جيمس كذلك .. لكن الصحفيين لم يتركوهم حتى تدخل رجال الآمن مجدداً لإيقافهم .. وقد نجحوا في هذا ..!
............................................
في تلك السيارة التي استقلها ثلاثة أشخاص ..!
أغلق هاتفه حينها بعد أن ختم المكالمة بهدوء : حسناً .. سأكون هناك في الحال ..!
سأله صاحبه الذي يقود دون الالتفات إليه :ما الأمر ؟!!.. لما صرخت فجأة ؟!..
تنهد حينها و هو يقول : حصل أمر طارئ .. مايكل توقف على جانب الطريق .. سأستقل سيارة أجرة و أذهب للمركز فلدي عمل مهم ..!
تعمد أن يقول المركز و ليس السجن .. حتى لا يسأل صاحبه أكثر ..!
في الحقيقة .. لولا وجود ليليان معهما لكان قد أخبر مايكل بكل شيء .. لكنه لا يريد أن يفزعها فمهما حدث وليم كروي هو عمها و الوصي عليها منذ ولادتها ..!
استجاب الآخر لطلب صاحبه و أوقف السيارة جانب الطريق : ما الذي يحدث بالضبط ؟!..
هكذا سأل مايكل بقلق بينما نزل كايد حينها وهو يقول : خذ ليلي إلى المنزل الآن ..! سأخبرك بالتفاصيل حال ما أعرفها ..!
أغلق الباب حينها فأنطلق مايكل عائداً للمقر .. بينما أوقف كايد سيارة أجرة فسيارته الآن في المقر و لا وقت للذهاب إليه الآن لأن هذا سيضيع وقته ..!
فور أن ركب مع السائق : إلى السجن المركزي ..!
نظر إليه السائق مستنكراً : سجن !!..
تنهد صاحبنا و علم أن هذا السائق لم يعتد على هذا .. لكنه أخرج بطاقة عمله من تحت سترته : أنا شرطي .. و لدي عمل هناك ..!
أبدا السائق تفهمه و أعتذر عما بدر منه .. ثم انطلق ناحية السجن المركزي .. حيث طلبت أكمي من كايد أن يذهب ..بعد أن أخبرته فقط أن وليم كروي فارق الحياة ..!
.................................................. ............
دخلت السيارة من تلك البوابة الكبيرة .. نزل الرئيس منها بعد أن توقفت قرب الباب و نزل جيمس من مكانه خلف المقود و أكيرا من الباب الأيسر في الخلف ..!
تقدم بعض الضباط ناحية السيد أليكسندر و بدئوا يخبرونه كيف اكتشفوا الأمر و كيف وجدو جميع الحرس فاقدي الوعي إثر الغاز المنوم الذي انتشر عبر قنابل دخانية و بعضه كان مصاحباً لهواء جهاز التكييف في المكاتب ..! أي أن الجميع كانوا نياماً و قد استخدمت كمية كبيرة من الغاز المنوم في تلك المهمة ..! و كيف أن أحدهم قد اخترق نظام المراقبة قبل ذلك و أبطل عمله حتى إنتهى من مهمته !!..
تنهد السيد حينها و قال بحزم : جيمس .. ستتولى القضية ..!
فوراً قال : علم ..!
نظر إليه بعض الضباط بغيض .. إنهم يعلمون قدر مهارته لكن السيد أليكس يعتمد عليه كثيراً كما أنه أصغرهم في الحقيقة و هذا ما زاد من غيضهم !!..
في تلك اللحظة وصل كايد الذي فوراً و وقف أمام جيمس : ما الذي حدث ؟!.. هل انتحر وليم كروي ؟!..
هو يعلم أنه مات و لكن لا يعلم كيف : لا .. لقد قتله أحدهم ..! إنها عملية مدبرة بعناية !!..
هذا ما قاله جيمس بجد : سحقاً ..لم يبقى أحد منهم على قيد الحياة !!..
بدا الاستياء على كايد وهو يقول تلك العبارة .. بهذا لن يبقى أحد من منظمة وليم حياً إلا ليليان و رين اللذان لا يعرفان الكثير .. لذا ستكون التحقيقات أكثر صعوبة !!..
انتبهوا للسيد أليكس الذي طلب منهم اللحاق به إلى مسرح الجريمة ..!
سار الثلاثة مع رئيسهم في تلك الممرات المليئة بالسجون .. حتى وصلوا إلى الممر المطلوب حيث كانت زنزانة المجني عليه ..!
كان هناك بعض الشرطة و الضباط قرب الزنزانة .. لكنهم ابتعدوا جميعاً حين حضر الرئيس ..!
فور ما وقعت أعينهم على الداخل حتى ألجمتهم الصدمة !!..
كانت تلك الغرفة مريعةً بالفعل !!..
الجثة كانت فوق السرير .. هناك الكثير من الرصاصات اخترقت ذلك الجسد !!.. من الواضح أن القاتل أطلق النار مراراً حتى بعد موت ضحيته !!.. الدماء كانت تغطي ذلك السرير و تنتشر حوله بشكل مفزع !!.. هناك أيضاً آثار حذاء على الأرض من الدماء !!.. يبدو أن ذلك الشاب بعدما قتل وليم و حين أراد مغادرة المكان انتبه لأنه قد داس على الدماء مما صنع تلك الآثار الحمراء ..! لكنه أيضاَ أخذ يمسح حذاءه في الأرض و على الجدار بعنف حتى زالت قطرة الدم الأخيرة منه !!..
كايد الذي اتسعت عيناه من هول المنظر .. انتبه لصديقه أكيرا الذي ركض خارجاً بسرعة فلحق به بلا شعور : أكيرا انتظر !!..
لكن صاحبه لم يجب بل بقي يركض حتى وصل للباحة التي يتجول فيها السجناء في فترة الإستراحه حيث كانت فارغة في ذلك الوقت ..!
توقف أكيرا قرب أحد الجدران وهو يمسك بمعدته ..!
وقف كايد قربه حينها و قد أنهكه التعب : لم أعلم أنك ضعيف القلب لهذا الحد..!
ارتخى جسده حينها و جلس على الأرض مستنداً إلى الجدار : حين رأيته .. شعرت برغبة في التقيوء فجأة !!.
جثا كايد أمامه على إحدى ركبتيه : هل أفزعك المنظر لهذه الدرجة ؟!..
طأطأ رأسه حينها حتى لم تعد ملامحه تظهر بسبب القبعة و خصلات شعره الطويلة : ربما لا تذكر كايد ..! لكن ذلك المشهد مشابه تماماً لمشهد جثة أخي !!..
قطب كايد حاجبيه : لم أفهم !!..
بذات وضعيته و قد انخفض صوته : الدماء المنتشرة.. و الآثار على الأرض كانت كتلك الآثار على الرمال ..! الدم على الجدران بدا كذلك الدم على الصخور ..! و الأهم من ذلك .. الجثة التي ملأتها ثقوب الرصاص !!.. كانت كجثة مورا تماماً !!..
رفع يديه و أمسك برأسه بينهما وقد احتقن صوته : ذلك المشهد الأكثر إفزاعاً في حياتي .. لقد طاردني في كوابيس متتالية !!.. و الآن حين كدت أنساه تماماً يعود ليظهر أمامي مجدداً !!..
بدأ جسده يرتجف و كأنما أصيب برعشة ..!
ربت صاحبه على كلا كتفيه حينها : أكيرا هدأ من روعك ..! لنعد إلى المنزل الآن .. حتى تأخذ قسطاً من الراحة ..!
وقف معه حينها وقد ساعده كايد على السير ..!
هو لم ينسى بأن أكيرا هو من اكتشف جثة أخيه قبل أكثر من ثمان سنوات ..!
لذا يعلم أن تلك الصدمة لا زالت تطارده حتى يومنا هذا !!..
.................................................. ...........
هنا في هذا المكان .. في المطبخ !!..
الساعة الآن هي الثانية عشر و النصف .. و العمل هنا على أشده من أجل تجهيز الغداء للجميع .. حيث اشترك الفتية و الفتيات في تلك المهمة ..!
راي التي كانت تغسل بعض الأواني التي انتهوا منها : أين ليلي الآن ؟!..
أجابتها يوكو التي كانت تجلس على الطاولة و تقوم بتقطيع الطماطم من أجل السلطة : إنها متعبة راي .. دعيها ترتاح ..!لا أعلم إلى أين أخذها كايد و لكن يبدو أن الأمر أرهقها ..!
أبدت تفهمها حينها و هي تفكر .. لما سمحوا لها بالخروج رغم أن العقاب يشملها ؟!.. هذا يعني أنه سبب مهم للغاية : نارو !!.. ما الذي فعلته يا فوضوي ؟!!!..
هكذا صرخت أياكو مفزوعة حين رأت حالة الخيار المتدهور بين يدي ذلك الفتى !!..
كان يفترض به أن يقطعه قطعاً صغيرة متساوية من أجل السلطه .. لكنه فقط جعلها كومة من القطع متفاوتة الأحجام : ليس ذنبي إياكو .. أخبرتكم مسبقاً أني لم أقطع السلطة قط !!..
قطبت سايا حاجبيها بإستياء : لقد كنت تعيش وحدك !!.. من كان يطهو طعامك ..!
تنهد حينها وهو يقول : آه .. ذكرتني بمطعم السوشي الذي يقع على ذات شارع شقتي .. لقد كنت زبونهم الأول !!..
شعر بشخص ما يربت على كتفيه وهو يقول : دع المهمة لأصحاب الخبرة !!..
التفت ليرى كين الذي كان يقف خلفه .. و قف عن الكرسي فجلس كين مكانه و أمسك السكين حينها و وضع الخيارة على لوح التقطيع .. و بشكل متناغم و سريع قام بتجزئتها بالشكل المطلوب وقد كان حجم القطع مثالياً و متساوياً : أنت ماهر كينتو !!..
هذا ما قالته إياكو بدهشة لتردف مايا : محقه .. كين هو أفضل الفتية في الطبخ !!..
ببتسامة و قد أمسك بالخيارة الأخرى : لقد اعتدت على هذا منذ طفولتي ..!
صمت الجميع حينها .. هم يعلمون أنه فقد والدته مبكراً و لم يكن هناك من يرعاه .. حتى أن عمته كانت تعيش في كيوتو بسبب عملها في صالون التجميل ومن أجل إياكو ..!
لذا يعد كينتو اكثر الفتية تحملاً للمسؤليه ..!
عادوا لعملهم حينها .. و ما هي لحظات حتى دخل ليوناردو عليهم وهو يضع يده على رأسه : تنظيف الحديقة أمر مرهق ..!
نظرت إليه يوكو بإستغراب : أين هيرو ؟!.. أهربت و تركته يكمل العمل وحده ..!
تنهد حينها بتعب : بالتأكيد لا فقد انتهينا قبل قليل ..! قال أنه سيحضر الصحيفة من صندوق البريد و يأتي ..!
بسخرية قالت سايا : المهم أن لا يغادر الحدود و إلا سيقتله السيد أليكس !!..
نظروا جميعاً إليها باستنكار .. لذا انتبهت لما قالته و بخفوت أردفت : أووه .. آسفه !!..
في تلك اللحظة فاجأهم هيرو بدخوله وهو يقول بسرعة و قلق : يا أصحاب .. هناك مصيبة !!..
كلمة مصيبة صارت شيئاً معتاداً في حياتهم .. الأمر ليس كونه مصيبةً أم لا .. الأمر هو مقدار فظاعة هذه المصيبة : مذا حدث هيرو ؟!..
هكذا سألت مايا بقلق .. أسرع لوضع الصحيفة على الطاولة وقد فتح إحدى صفحاتها و أشار إلى خبر ما : أنظروا إلى هنا ..!
نظروا جميعاً إلى ذلك الخبر .. و قد كان نارو يقرأه حينها بتمتمة : " وريثة كروي المستقبلية " و أصحابها يتعرضون للاضطهاد .. و إشاعات حول كون إحدى صديقاتها " جوهرة ماساكي " !!..
اتسعت أعينهم جميعاً من ذلك الخبر !!..
بينما كانت الصورة التابعة له توضح ليلي المرتبكة و راي التي وقفت بجانبها تربت على كلا كتفيها : ليليان كروي مع إحدى صديقاتها راي كوارتر ..!
هذا ما قراته يوكو كتعليق تحت الصورة ..!
لقد كان الخبر المشاجرة التي حدثت في المدرسة و كيف أن الطلاب لم يتقبلوا كون ليليان طالبة بينهم و هي من كروي .. ثم كيف تحول موضوع النقاش أو بالأحرى الشجار إلى الإشاعات حول إياكو ماساكي !!..
بدت الصدمة واضحة على الجميع : من الذي يجرأ على هذا ؟!!..
هذا ما قاله ليو بغضب اعتلى ملامحه : لاشك أنه هو !!.. ذلك الصحفي !!..
التفتوا جميعاً لراي التي قالت هذا بخفوت .. لكنها أردفت وقد رفعت رأسها إليهم : بالأمس في الصباح .. التقيت بصحفي كان يسأل عن أخي .. و قد سأل عن ليلي أيضاً !!.. لقد بدا سيئ الطباع .. لا شك أنه هو ..!
قبل أن يرد أحدٌ عليها سمعوا ذلك الصوت : المهم الآن أن تخفوا الصحيفة عن ليليان !!..
التفتوا جميعاً حيث كان رين يقف عند باب المطبخ و بقربه إليسيا :رين .. كيف علمت بالخبر ؟!..
هكذا سأل كينتو باستغراب ليجيبه ذلك الأشقر : قرأت ذلك في الصحف الالكترونية هذا الصباح ..!
أكملت إليسيا كلامه بجد : حين قرأت أنا ورين هذا الخبر .. قررنا إخفاء الأمر عنكم حتى لا تتوتروا ..! لكن يبدوا أنكم اكتشفتم هذا بأنفسكم ..! لقد أخبرنا السيد أليكسندر بالأمر ..!
عاد رين ليتابع بذات جد إليسيا : قال أنه توقع شيئاً من هذا القبيل ..! و قال أيضاً أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في القريب العاجل لذا لا تقلقوا ..! لكن من الأفضل أن لا تعلم ليلي بالأمر ..!
أومأُ متفهمين ذلك .. لكن هذا لم يهدأ من القلق في قلوبهم ..!
.................................................. .................
لم تمضي ساعات حتى علم الجميع بأمر مقتل وليم كروي ..!
لقد كان الخبر صدمةً كبيرة فأخيراً بعدما تمكنوا من إغلاق باب الزنزانة عليه يأتي أحدهم بكل بساطة ليقتله !!..
ليلي أيضاً كانت مصدومة .. لكنها لم تحزن نهائياً بل على العكس ..!
صحيح أنها كانت تود أن يحاكم و يتم أخذ حقوق الناس منه .. لكن لا أحد كان سيأخذ حقها و حق أخيها و سام كذلك ..!
سيحاكمونه على ما فعله بليون .. ما فعله بمورا .. ما فعله بنايس ..!
لكن هل سيحاكمه أحد على ما فعل بيوري و سام ؟!!.. ربما لا !!..
كانت الأمور مضطربة .. فالجميع في حالة قلق من هوية الشخص الذي قتل وليم ..!
لكن هنا الآن في السجن المركزي و في غرفة التحقيق .. حول تلك الطاولة الفولاذية جلس جيمس من جهة بينما جلس أحد السجناء الذي يقال أنه رأى المجرم : كيف لم تتأثر بالغاز المنوم ..!
بمكر قال : أنا لص محترف معتاد على كتم أنفاسي حتى لا يجدني أحدهم من خلال صوت تنفسي !!.. حين شعرت بالغاز المنوم كتمت أنفاسي فوراً و اتجهت إلى الباب كي أنظر من فتحت الباب الصغيرة ..! لقد كان شاباً يغطي وجهه بكمامة و نظارات شمسية و يضع قبعة !!..
قطب جيمس حاجبيه : شاب واحد فقط ؟!!..
أومأ الشاهد إيجاباً بابتسامة تلك : صحيح .. دخل إلى زنزانة الضحية القريبة من زنزانتي .. و بعد دقيقتين تقريباً خرج و قد خلع الكمامة و النظارة .. فعلمت أن انتشار الغاز قد توقف .. كدت أموت اختناقا لولا أني أخذت نفساً في تلك اللحظة !!..
تجاهل جيمس كلامه الأخير و قال بجد : إذاً رأيت وجه .. كيف شكله ؟!..
بابتسامة باردة قال : لم أره جيداً .. لكن أستطيع القول أنه ليس آسيوياً بتاتاً ..! أعتقد أنه أوروبي .. و لا أظن أنه تجاوز الخامسة و العشرين من عمره ..!
تمتم جيمس حينها : شاب أوروبي في بداية عقده الثاني .. أي جرأة تملكته ليفعل هذا ؟!!..
.................................................. ......
كان مستلقياً على السرير بتعب .. ليس نائماً .. لكنه يحاول أخذ غفوة .. منذ رأى جثة وليم بالأمس لم يطأ النوم عينيه ..!
الساعة الآن هي السابعة صباحاً .. و هو الآن في هذه الغرفة الكبيرة وحده .. ذلك لأن كين و هيرو قد أستيقضا مبكراً من أجل المدرسة المنزلية هنا .. و جيو أيضاً غادر فراشه قبل قليل ..!
أخذ يتقلب في فراشه حينها و هو لا يزال يفكر في هوية القاتل ..!
قال جيمس أنه شاب أرويي في بداية العشرين .. من هو ؟!..
كان هناك شخص قد طرأ على باله .. إنه الوحيد القادر على هذا الآن كما أن الموصفات تنطبق عليه : كاي !!..
هكذا تمتم ..!
كاي كان صديقه لفترة .. لكنه ليس متأكداً من كون كاي يملك الجرأة لفعل هذا أم لا ..!
رن هاتفه حينها بنغمة أزعجت رأسه الذي غزاه الصداع ..!
أخذه من فوق المنضدة المجاورة للسرير .. و حال ما رأى اسم المتصل فزع جالساً وفوراً على السرير لأن ذلك الاسم كان " كايو " !!..
كايو = كاي !!..
لقد أضاف الواو في الاسم حتى لا يعلم أحد بأن هذا رقم صديقه كاي مرسنلي ..!
أخذ نفساً عميقاً و قد قرر أن يجيب عليه لأنه يشعر بأن هذه المكالمة ستوقف ألم رأسه : مرحباً ..!
هكذا أجاب بهدوء : صباح الخير .. سعيد لأنك لا تزال على قيد الحياة أكيرا ..!
لقد بدت نبرته هادئة و الواضح أنه يبتسم الآن : صباح الخير .. شكراً لك .. أنت أيضاً تبدو على ما يرام ..!
سمع صوت ضحكة مرحة وهو يقول : نعم .. أنا سعيد أكيرا ..!
قطب حاجبيه هنا ليسأل بترقب : لما ؟!.. هل حدث شيء مهم ؟!!..
كان يعلم أن الإجابة ستكون شافيه .. لكن يبدو أنها كانت شافيةً أكبر مما كان يضن فذلك الكاي قال بمنتهى المرح : نعم .. لقد قتلت وليم كروي بالأمس !!.. و ها أنا الآن خارج اليابان في هذا الفندق الفاخر !!..
وقف هنا أكيرا ليقول بغضب : أنت إذاً من فعلها كاي !!..
أجابه صوته الذي هدأ فجأة : نعم .. أنت أيضاً كنت تتمنى موته أكيرا !!..
وضع يده على جبينه بينما كانت يده الأخرى تضغط على الهاتف : لكني لم أكن أريده أن يموت بهذه الطريقة !!.. من سيأخذ حق أخي منه الآن وهو جثة هامدة !!..
احتد صوت كاي حينها وهو يقول : أنا لن أنتظر محاكمات طويلة تنتهي بحكم سجنٍ مؤبد حتى أنتقم !!.. لم أشفي غليلي منه إلا بعدما قتلته بيدي انتقاما لنايس و جولي !!.. أكيرا .. لقد اتصلت بك كي أخبرك بأنني من قتل وليم كروي .. و كي أطلب منك إخبار رئيسك بذالك !!.. شرطة إيطالياً تطاردني و ليس من السيئ أن تطاردني شرطة اليابان أيضاً !!.. هكذا ستكون حياتي القادمة مثيرةً أكثر !!.. و وداعا أكيرا .. كنت سعيداً بمعرفة صديق مثلك ..!
قبل أن ينطق أكيرا شيئاً قطع الطرف الآخر الخط !!..
اتسعت عينا صاحبنا مصدوماً .. أسرع بإعادة الاتصال بكاي ..!
لكن كما توقع ..الهاتف خارج الخدمة ..!
تمتم حينها بألم : لقد ارتكبت خطأً فادحاً للغاية !!.. كاي ..!
.................................................. .............
مضى يومان على الأحداث الأخيرة .. تم كشف الستار عن قاتل وليم كروي و قد بدأت الشرطة الفدرالية بأكلها تستعد للبحث عنه ..!
ذلك لأنه عميل مافيا مهم و لأنه قاتل وليم كروي وقد يتسبب بالمزيد من الجرائم البشعة ..!
لكني أضمن لكم أن كاي ليس من هذا النوع !!..
عائلته النبيلة الفرنسية أعلنت براءتها من أعماله كلها و أنه لا شأن لهم فيه و فيما يفعل !!..
و هو الآن .. في المجهول !!..
لا أحد يعلم أين مكانه !!..
غداً سيعود الأولاد لمدرستهم .. لكن دون ليليان بالطبع !!..
على الأقل في الوقت الراهن ..!
جين سيخرج من المشفى غداً .. لقد غاب عنهم كثيراً .. و هو غاضب لأن المشاجرة في المدرسة قد فاتته !!..
.................................................. ................
في اليوم التالي و في الثالثة عصراً .. في تلك الغرفة في المشفى ..!
ليست غرفة جين بل غرفة .. تيما !!..
هنا حيث تم السماح لصديقتيها برؤيتها بعدما أبدت استجابة حين قابلت أمها و خالتها ..!
لذا قرر الطبيب أنه من الأفضل أن تلتقي ببعض أصحابها القدامى ..!
وقع الاختيار على راي و يوكو .. حيث أنهما صديقتها منذ الطفولة ..!
لقد وصلن منذ عشر دقائق .. و هاهي يوكو تجلس على المقعد قرب السرير بينما جلست راي على طرفه ..!
أبدتا سعادتهما برؤيتها مجدداً : تيما .. لا تعلمين كي اشتقنا لك ..!
هذا ما قالته راي لتردف يوكو حينها : نعم .. لقد كنا نشعر بالحزن حين نتفكر أنك لست بيننا ..!
ابتسمت لهما ابتسامة طفيفة : و أنا كذلك .. أشعر بأني سببت لكما المشاكل .. حقاً آسفة ..!
أومأتا سلباً معاً لتقول راي : لا عزيزتي .. المهم هو أنك بخير الآن ..!
طأطأت رأسها بهدوء : إني حقاً لا أذكر التفاصيل .. و كأنه كابوس مر في ليليه ..!
لم تعلق إحداهما على هذا بل شردت كلن منهن للحظات ..!
بالنسبة لراي و يوكو فهما مرتاحتان لمسألة كون تيما لا تذكر الكثير فذلك أفضل لنفسيتها ..!
أما تلك المريضة فقد شردت بموضوع مختلف تماماً .. لكنها لم تلبث أن قالت بخفوت كي توقضهما من شرودهما : أين هو ؟!
  #2008  
قديم 04-15-2012, 10:23 PM
 
انتبهتا لها فوراً لتقول يوكو باستغراب : من تقصدين ؟!..
ترددت قليلاً قبل أن تقول : أقصد .. كارل !!..هل تعرفانه ؟!!..
حاولت كلن منهما إخفاء ردة فعلها .. فتيما لا تعلم أن من تسأل عنه انتحر بعد إنقاذها : هل تقصدين .. كارلوس أياما ؟!!..
بتوتر سألت راي لتوما تيما إيجاباً : نعم .. كيف تعرفتما إليه ؟!..
سألت باهتمام لتقول يوكو بابتسامة مصطنعه : لقد أخضرته ليلي من إيطاليا ..!
قطبت حاجبيها حينها : تقصدين ليليان ؟!..
أومأت إيجاباً لتردف راي حينها : نعم .. ليلي أخبرتنا بالقصة كاملةً ..!تيما .. ليليان ليست شخصاً سيئاً ..! فور أن اختفيتِ جاءت لطوكيو كي تبحث عنك ..! هي لم تعلم بمخططات سام ..!
تابعت يوكو حينها : نعم .. و حين خدعها سام و أخبرها أنه لا يعلم .. ذهبت لإيطاليا كي تبحث عن كارلوس .. و حين وجدته جلبته إلى هنا مع توم .. و لحق بهما سينجي في وقت لاحق ..!
بهدوء قالت : توم .. أعتقد أنه اسم صديقه ..! و سينجي أخوه الأكبر ..! إلتقيتهما مرتين فقط .. لكني لا أزال أتذكرهما ..!
ربتت راي على كتفها : لقد جاؤوا جميعاً من إيطاليا لإنقاذك ..! ليلي قالت بأن كارلوس هو الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك ..!
بمرح قالت يوكو : صحيح .. لقد قالت أنها لاحظت الإعجاب المتبادل بينكما حين كنتم في نيويورك ..!
سألت راي بلهفه : هيه تيما .. أخبرينا كيف التقيت كارلوس ؟!..
ترددت قليلاً ثم قالت وقد توردت وجنتاها : أول مرة كانت في الطائرة .. لقد كان يجلس بجانبي حين كنا متوجهين لنيويورك ..!
مدت يدها إلى درج المنضدة المجاورة لسريرها و أخرجت منه كيساً .. أخرجت من الكيس شيئاً حينها وهي تقول : لقد أعارني في ذلك اليوم هذه المسجلة ..! لكني نمت و حين إستيقضت كان الناس قد بدئوا بالخروج من الطائرة و كارل بينهم ..! لكني إلتقيته مجدداً من أمام مقهى صغير في نيويورك ..! و حين أردت إعادة مسجلته إليه طلب مني الإحتفاض بها .. و أخبرني أنه سوف يدرس في مدرسة وليم كروي و سينتقل لها خلال يومين ..! و هكذا صرنا في ذات الصف ..!
بدا التشوق على الفتاتين لتقول يوكو حينها : تابعي ..!
إبتسمت حينها و أخذت تتذكر : لم يحدث الكثير .. لكن كنا نخرج سويةً دائماً ..! ليس وحدنا بالطبع !!.. مرةً خرجنا مع ليليان و إليسيا و إليديا بعد المدرسة إلى مدينة الألعاب .. أذكر أننا التقطنا صورة سويةً و قد وضعتها المصورة في قلادة صغيره .. اتفقنا أن يأخذها كارل فكان محرجاً جداً من هذا !!..
أتبعت تلك الكلمات بضحكة غير ملحوظة .. لكن صديقتيها ابتسمتا و قد لاحظتا أن الحديث عن كارلوس يسعدها لذا طلبتا منها المتابعة : أممم .. حسناً .. كارل مرح للغاية ..! لكنه يكذب باستمرار !!.. أنا غاضبة فعلاً منه ..!
قالت الجملة الأخيرة بحزن لذا سألت راي باستغراب : لما ؟!..
تنهدت حينها و هي تقول : لما لم يزرني حتى الآن ؟!..
نظرت الفتاتان لبعضيهما مرتبكتين .. لكنهما لم تعلقا ..!
بدا و كأنها انتبهت لشيء فهتفت بقلق : هل أصيب ؟!.. أهو بخير ؟!.. أخبراني ؟!..
لم تعلم إحداهما ماذا يمكنها أن تقول ..!
خبر انتحار كارلوس سوف يؤثر سلبياً عليها فالواضح أنها كانت تحبه .. كما أنه من أنقذ حياتها ..!
تجرأت راي حينها و ابتسمت بهدوء : في الحقيقة .. إنه بخير !!.. لكن تم إرساله لإيطاليا بسبب اشتراكه مع المافيا ..! اطمئني .. بعض التحقيقات فقط ..!
طأطأت رأسها بحزن حينها : هكذا الأمر إذاً ..!
بدا الارتباك على راي و يوكو .. لكن الأخيرة نظرت لساعتها ثم قالت : حسناً .. سنذهب الآن و نتركك ترتاحين عزيزتي ..!
نظرت لهن بحاجبين مقطبين : ابقيا قليلاً ..!
حملت راي حقيبتها الصغيرة على كتفها ثم قالت : لدينا مدارس غداً .. لذا نحن مضطرتان للذهاب .. ثم عليك أن ترتاحي فصحتك لم تعتدل بعد ..!
بابتسامة قالت يوكو : الآنسة تارا ستأتي بعد قليل .. لن تبقي وحيدة اطمئني ..!
لم ترد أن تلح عليهما فابتسمت و أومأت إيجاباً ..!
عانقتها راي حينها و هي تقول : لنا زيارة أخرى عزيزتي ..!
حين ابتعدت فعلت يوكو الشيء نفسه : أبذلي جهدك كي تخرجي قريباً ..!
ابتسمت لهما : إلى اللقاء ..!
بدالتها الابتسامة و خرجتا من الغرفة ..!
بعد أن أغلقتا الباب و ابتعدتا قليلاً قالت يوكو بخفوت دون النظر لصديقتها : ماذا سنفعل ؟!.. إنها تسأل عن كارلوس بإلحاح !!..
أجابتها راي بذات النبرة : الأفضل أن لا نفعل شيئاً و أن نخبر طبيبها النفسي بالأمر ..!
بالنسبة لصديقتنا المريضة فقد أخذت علبة صغيرة من فوق المنضدة المجاورة .. فتحتها لتجد عقداً جميلاً على شكل صدفة بحر لولبية صغيره .. !
ارتدته و أخذت تنظر إليه بهدوء و تتذكر ..!
[[[
كان الثلاثة يسيرون حتى و صلوا مفترق طرق .. فتى مع فتاتان بذات الزي المدرسي ..!
تقدمت إحدى الفتاتين و التفتت لصاحبيها : أراكما غداً ..!
ثم سلكت الطريق المؤدي لمنزلها بينما سلك الآخران الطريق الآخر ..!
و بينما هما يسيران سأل الفتى بهدوء وهو ينظر لطريقه : هذا العقد الذي ترتدينه .. أهو مهم لك ؟!..
التفتت إليه باستغراب فأردف ليوضح : أرى أنك ترتدينه دائماً .. أهو هدية من شخص ما ؟!..
ابتسمت بمرح حينها : نعم .. لقد أعطاني إياه سام قبل أن آتي إلى أميركا ..!
التفت حينها إليها ليقول ببرود : أنه لا يناسبك !!.. تبدين فضيعة فيه !!..
قطبت حاجبيها باستياء : كم أنت فض !!..
توقف حينها و أشار لأحد المحال قربهم : هنا يبيعون أشياء جميله .. تعالي لندخل ..!
سبقها فلحقت به وهي لا تزال مستاءة : لا تغير الموضوع كارل !!..
لكن حين دخلت سلب نظرها الزينة التي تباع في هذا المحل ..!
لقد كانت ساحرةً للغاية ..!
تقدمت حيث كان كارل يقف قرب طاولة البيع و يحمل في يده شيئاً : سأشتري هذه ..!
كانت تراقب ما يفعل لكنها لم تستطع رؤية ما في يده ..!
لكنه استدار حينها و هو يحمل كيساً صغيراً : لنخرج الآن ..!
خرج فعلاً فلحقت به و هي تنادي غاضبه : هيه كارل توقف .. أنا لم أشتري شيئاً بعد ..!
التفت حينها إليها و أعطاها الكيس وهو يقول بهدوء : هذا لك .. إنه أجمل من ذلك الذي ترتدينه !!..
أخذت الكيس منه وهي مستغربه .. لكنها لم تلبث أن قالت باستنكار : أهكذا يقدم الناس الهدايا ؟!..
هز كتفيه غير مبالي : لا أعلم .. للمرة الأولى أشتري شيئاً لشخص ما !!..
توردت و جنتاها حينها دون أن تدرك .. لقد كانت هي أول شخص يتلقى هدية منه !!..
سمعته حينها وهو يقول : أنا ذاهب .. أراكي غداً تيما !!..
ركض حينها في ذلك الشارع و اختفى عن ناظريها بين الناس !!..
أما هي فقد أخرجت من الكيس علبة صغيرة سوداء اللون فتحتها لتجد عقداً صدفياً في غاية الروعة ..!
اتسعت عيناها حين رأته و تمتمت : إنه جميل بالفعل .. لم أعلم أن لكارل ذوقاً مميزاً كهذا !!..
عادت تنظر إلى الطريق الذي ذهب منه الفتى .. و ابتسمت بهدوء و هي تحدق بتلك الناحية مع وجنتين متوردتين ..!
خلعت عقد سام و وضعته في جيبها و ارتدت العقد الجديد و هي تقول : سأكون فضةً لو لم ألبسه و قد كان أول هدية يقدمها لشخص ..!
هي لا تعلم إن كان هذا السبب الحقيقي لارتدائها عقد كارل عوضاً عن عقد سام ..!
لكنها و بهدوء سارت ناحية منزلها و الابتسامة لم تفارق شفتيها ..!
]]]
تنهدت بهدوء حين تذكرت ذلك اليوم ..!
استلقت على السرير و هي تتمتم : كارل .. لقد إشتقت لك ..!
..................................................
كان على ذلك السرير الصغير في زاوية تلك الغرفة الصغيرة ذات الجدارن الصلبة ..!
لم يكن بإمكانه الخروج أو فعل أي شيء لذا بقي في مكانه يحدق في الفراغ و يفكر ..!
بماذا يفكر ؟!.. بعدة أشياء ..!
أهمها هو رحلته هذه الليلة .. حيث سيعود إلى تلك البلاد التي ولد و نشأ فيها و إن لم تكن موطنه الأصلي ..!
حاول أن يتذكر حياته السابقة .. لم يكن فيها أي شيء مميز ..!
والده كان موظفاً في شركة أمريكية .. و بعد زواجه من والدته بفترة تم إرساله إلى فرع الشركة في إيطاليا ..!
هناك و بعد مرور عامين على سكن الزوجين في روما رزقا بينهما الأول .. به !!..
و بعدها بثلاث سنوات ولدت ابنتهما الثانية و التي أسمياها رونا ..!
كانوا كأي أسرة عادية يعيشون بهناء .. إلى أن أتى ذلك اليوم المشئوم بعد خمس سنوات أخرى حيث سقطت الطفلة الصغيرة من الدرج في منزلهم الصغير .. اتصلت الأم بالأب طالبةً منه القدوم لأخذ الطفلة للمشفى لكنه أجابها بأنه مشغول الآن و أنه يمكنها أن تذهب مع سيارة أجرة ..!
لكن من أين لسيارة أجرة أن تأتي في الثالثة فجراً كي تأخذ الطفلة الصغيرة إلى الطبيب ..!
و حين عاد الأب في الصباح ذهبوا جميعاً بها إلى المشفى حيث نزل عليهم الخبر كالصاعقة ..!
الطفلة تعاني من نزيف داخلي منذ سقطت و يجب أن تقام عملية مستعجلة لإنقاذها ..!
لكن تلك العملية فشلت و أدت لوفاة رونا الصغيرة !!..
هذا ما سبب تفكك الأسرة حيث صرخ الوالدين ببعضهما و رميا الأتهمات ..!
الأم تتهم الأب بالإهمال وأنه لو ترك عمله و أتى لأخذها للمشفى لكانت بخير ..!
و الأب يتهم الأم بالتقصير لأنها لو أخذت الطفلة للمشفى بسيارة الأجرة و قدرت ظروف عمله لكانت ابنتهما حية ..!
لذا لم تمضي سوا أسابيع و أنفصل الوالدان عن بعضيهما بحجة أنهما لم يعودا قادرين على العيش معاً بعدما حدث !!..
هكذا .. عادت الأم إلى بلادها أميركا ..!
بينما بقي الأب و أبنه ذو الثمان سنوات في روما ..!
ذلك الابن كان ذاته توم ..!
الذي تابع حياته بشكل عادي .. رغم إهمال والده له و سهره الدائم في عمله لدرجة أن الابن يقضي أياماً خارج المنزل دون أن يعلم والده بالأمر ..!
تعرف لصديقه الأول كارلوس الذي غير حياته ..!
ذهب لوالده و أخبره بأنه سيستقل عنه رغم أنه كان ابن الرابعة عشر ..!
لم يعطه الأب بالاً نهائياً لذا ترك المنزل و عاش وحده و لم تمضي سوا فترة وجيزة و دخل عالم المافيا ..!
هذا العالم الذي أوصله لهنا الآن !!..
في سجن على حدود طوكيو .. حيث لم يتوقع أن يكون يوماً !!..
انتبه حينها لأحد فتح باب زنزانته ..!
جلس على حافة السرير وهو يقول: أهذا أنت يا كايد ؟!..
كان توقعه صحيحاً فلا أحد غير كايد يأتي إليه : مرحباً توم .. كيف حالك الآن ؟!..
بهدوء قال : لا شيء مختلف عن العادة .. إني فقط أنتظر موعد رحلتي بقلق ..!
لم يعلق القائد على كلامه بل ناوله هاتفه وهو يقول : هناك من يريد التحدث معك ..!
قطب حاجبيه مستغرباً و أخذ الهاتف من كايد .. فور ما وضعه على إذنه حتى قال بترقب : مرحباً ..!
أجابه صوت هاتف متلهف : تومي !!..
وقف حينها منفعلاً : ليلي !!..
نعم .. لقد كانت ليليان : كيف حالك توم ؟!.. أتمنى أن تكون بخير ..!
إبتسم بهدوء وهو يقول : اطمئني .. أنا على خير ما يرام ..! ماذا عنك ؟!..
تنهدت براحة و قالت : أنا بخير ..! لقد أردت رؤيتك قبل أن تذهب لإيطاليا .. لكن السيد أليكس رفض بشده لأنه من الممنوع زيارتك ..! لذا طلبت من كايد أن يسمح لي بمحادثتك ..!من الرائع أنه يستطيع لقائك لأنه شرطي ..!
عاد للجلوس على السرير وهو يقول بابتسامه هادئة : لا عليك ليليان .. سنلتقي حين أعود لطوكيو في المرة القادمة ..!
حل الصمت للحظات قبل أن تقول بنبرة حزينة خافته : هل .. ستعود قريباً ؟!..
اختفت ابتسامته حينها : هذا يعتمد على الحكم الذي سأتلقاه في المحكمة ..!
بدا صوتها مختنقاً : عدني أن تعود فورما تستطيع توم .. أرجوك عدني بذلك ..!
صمت قليلاً ثم قال بجد : أعدك بذلك ليلي .. سأعود حالما تسنح لي الفرصة ..! لا .. بل سأبحث عن تلك الفرصة بنفسي ..!
بدت متأثرةً بالأمر : و أنا أعدك بأني سأنتظرك بفارغ الصبر تومي ..!
عاد للابتسام بهدوء : سيكون ذلك رئعاً ..! و الآن .. إلى اللقاء ..!
هدأ صوتها : إلى اللقاء .. أراك قريباً ..!
أغلق الخط حينها و أعاد الهاتف لكايد : شكراً لك ..!
إبتسم له ذلك الشاب حينها : لا داعي للشكر ..! والآن كن مستعداً .. بعد قليل سيأتي ضابط من إيطاليا لأخذك ..!
..............................................................
فتحت عينيها في تلك الساعة المتأخرة حينما شعرت بالعطش ..!
كان ضوء الغرفة مغلقاَ .. لكنها وقفت و اتجهت إلى الطاولة التي في الزاوية و فتحت باب البراد الصغير الموضوع فوقها .. أخذت زجاجة ماء وشربت حتى ارتوت ثم عادت لفراشها ..!
فور أن أغمضت عينيها شعرت بأحدهم قرب باب الغرفة : كيف حالها الآن ؟!..
كان هذا صوت طبيبها .. ثم صوت آخر : تفقدتها منذ دقائق .. إنها بخير ..!
و هذا صوت الممرضة المسئولة عنها ريبكا ..!
كان الباب قريباً من السرير و الاثنان كانا يتحدثان بصوت مسموع : أخبرتني صديقتاها أنها كانت تسأل عن فتى بإلحاح ..!
هذا ما قاله الطبيب لتسأله الممرضة : أهو رفيقها ؟!..
أجابها حينها بعد تنهيده : ربما .. لكن المشكلة أن ذلك الشاب قد مات منذ أيام !!..
شهقت صاحبتنا مفزوعة و وضعت كلتا يديها على فمها حين سمعت هذا الكلام : يا إلهي .. مسكينة تيما !!..
لم تهتم لما وصفتها الممرضة به بل وضعت يدها على قلبها وهي تحاول أن تستوعب ما سمعته ..!
" ذلك الشاب قد مات منذ أيام " !!..
أخذت تتمتم حينها بصدمه : كارل .. كارل هو من كنت أسأل عنه..!
دمعت عيناها بل سالت دموعها دون أن تشعر و هي تمتم بعدم تصديق : كارل .. مات !!..كارل ماات !!!..
و قفت حالاً و أسرعت ناحية باب الغرفة كي تخرج رغم أن الساعة الآن هي الثالثة و النصف فجراً !!..
لكن حين خرجت كان الطبيب والممرضة قد رحلا..!
الممرات كانت مظلمة إلا من مصابيح إضاءة خافتة متباعدة عن بعضها ..!
تلك الفتاة لم تعد تعي شيئاً بل أخذت تسير في تلك الممرات حافية القدمين و هي تتمتم : لا .. لا.. كارل لم يمت .. كارل لم يمت !!..
كانت عينها تذرفان الدموع بلا توقف : كارل أنقذني .. كارل أنقذني من سام ..!
هكذا بقيت تسير بلا وعي منها ..!
تنزل و تصعد .. تخرج و تدخل ..!
لم يصادفها أي طبيب مناوب .. و المرضى نيام ..!
خرجت من باب المشفى الخلفي المؤدي للحديقة الواسعة ..!
بقيت تسير على ذلك العشب الأخضر الذي غطا الثلج أجزاءً منه ..!
قدماها الحافيتان قد تحول أسفلهما إلى لون وردي بسبب الأرض الباردة ..!
لكنها لم تشعر .. لم تدرك .. لم تعي ..!
و أكتمل الأمر حين غابت عن الوعي بلا سابق إنذار لتسقط فوق ذلك العشب البارد ..!
.................................................. .
ارتدى سترته و خرج من غرفته .. نظر إلى ساعته وهو يقول : إنها الثامنة .. لازال أمامي كثير من الوقت ..!
كان ينوي المرور على منزل خطيبته كي يفاجئها و يشربا الشاي معاً في الصباح .. بما أن موعد عمله لا يبدأ إلا في العاشرة صباحاً ..!
التقى في طريقه بإحدى الشابات التي قالت له : الإفطار على الطاولة في الأسفل ..!
تجاوزها وهو يقول : شكراً يومي .. لكني لست جائعاً ..!
لم تعلق فهو لا يتناول الإفطار عادةً ..!
نزل الدرج بخطوات متسارعة .. و فوق ما حطت قدمه على أرض الدور الأول حتى سمع : صباح الخير .. جيمس ..!
التفت حينها لذلك الصوت الأنثوي : أهلاً ليليان .. صباح الخير ..!
كانت تقف في الأسفل قرب الدرج ..تنظر إليه بنظرات هادئة فيها لمحة توتر : هل أنت مستعجل ؟!..
نبرتها تلك أثبتت له أنها تريد أن تحدثه في موضوع ما : لا نهائياً .. أتريدين شيئاً ؟!!..
ترددت قليلاً قبل أن تومئ إيجاباً ..!
أقترب منها و هو يقول : ليس من الجيد الحديث هنا .. لنخرج إلى الحديقة ..!
سار دون أن يسمع ردها فلحقته ..!
خرجا إلى الحديقة الخلفية من المنزل و اقتربا من تلك الشجرة الكبيرة ليجلس جيمس على المقعد حول الطاولة الدائرية الصغيرة فتأتي هي و تجلس على المقعد الآخر الوحيد و المقابل ..!
بان الجد في نظرته وهو يقول : ابدئي ..!
أخذت نفسها و بدأت كلامها دون أن تنظر إليه بل أخفضت بصرها لا شعورياً : في ذلك اليوم .. حين وصلنا أنا وكايد إلى صالة مسرح الأطفال ..! كان يوري هناك .. و من فوره قام بتخدير كايد ..! حين سألته عن السبب قال أنه لا يريد له أن يتدخل الآن ..!
صمتت قليلاً ثم تابعت : سألته حينها " ما الذي تنوي عليه يا أخي ؟!.. " .. أجابني حينها بنبرة هادئة على غير عادته " أنوي معاقبة نفسي " !!..
قطبت حاجبيها حينها لتعود و تتابع : كنت مصدومة .. ما الذي يقصده بهذا " هل ندمت على كل ما فعلته الآن ؟!" هذا ما قلت له لحظتها بصوت مصدوم للغاية .. لكن إجابته جعلتني أصدم أكثر !!..
صمتت حينها لوقت و طأطأت رأسها حتى لم يعد جيمس قادراً على رؤية وجهها : ما الذي قاله ؟!..
هذا ما سأله جيمس حينها لتجيب هي بعد لحظات : لقد قال .. " أنا لن أعاقب نفسي من أجل الناس الذين قتلتهم أو سرقت أموالهم ..! و لا حتى من أجلك ليليان ..! أنا أفعله من أجلها فقط !!.. "
صمتت قليلاً ثم تابعت : لم أفهم ما قاله في البداية .. لكنه تابع " أنتي تمكنتِ من النجاة ..! لكن هي لم تستطع !!.. لم يكن لها أي ذنب لكنها دفعت ثمناً غالياً !!.. أنا لم أستطع معاقبته !!.. لم استطع معاقبة وليم على قتله لجولي !!.. لذا .. أنا من يستحق العقاب !!.. "
سالت دموع من عينيها و هي تقول : فورما أنهى كلامه أخرج سكيناً من تحت سترته !!.. لم يكن لعقلي أي إمكانية للاستيعاب !!.. لكني رغم ذلك صرخت و ركضت ناحيته طالبةً منه التوقف !!..
بدأت بالبكاء فعلاً و حاولت أن تحافظ على هدوء أعصابها لكن لم تستطع : لم يسعفني الوقت !!.. لقد غرس السكين و بكل قوة في صدره !!.. كنت مرعوبة و أنا أراه يسقط أمامي على الأرض ..! بقيت أنظر إليه بلا حراك .. لقد أغمض عينيه حينها و الدماء كانت تحيط به ..! لكني حين استوعبت ما حدث أكثر جثيتُ بقربه و أخرجت السكين من صدره بصعوبة ..! أخذت أهزه بقوة عله يفتح عينيه ..! كنت اصرخ و أناديه " يوري افتح عينيك !!.. أخي أرجوك أجبني ..!يوري لا تمت أنا أحتاجك ..! "
أمسكت رأسها بيديها حينها و هي تحاول خفض صوتها قدر الإمكان : لكنه لم يجبني !!.. يوري مات ..! لا .. يوري انتحر لأنه لم يستطع حماية جولي من وليم !!.. أنا لا أكاد أصدق هذا ..!
كانت قد أنهت كلامها الآن .. لكنها لا زالت تبكي بصوت خافت ..!
شعر بالتعاطف معها فوقف و اتجه إليه ليربت على كتفيها و يقول بهدوء : شكراً على أخباري بما حدث ليلي ..! إني آسف على ما حدث مع أخيك ..! لكن فلتكوني أقوى ..!
أومأت إيجاباً دون أن ترفع رأسها أو ترد عليه ..!
لذا .. قرر أن يغادر و يتركها وحدها الآن فذلك أفضل لها ..!
.................................................. ...
  #2009  
قديم 04-15-2012, 10:25 PM
 
.................................................. ...
خرج من تلك الغرفة مغلقاً الباب خلفه .. استقبلته فوراً تلك المرأة : كيف حالها أيها الطبيب ؟!..
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بهدوء : اطمئني فلا شيء خطر .. انخفضت حرارتها فقط بسبب البرد ..! ستكون بخير فقد أعطيتها الدواء ..!
تقدم ذلك الشاب وهو يقول : ما الذي حدث لها فجأةً ؟!..
أجاب الطبيب مجدداً : في الحقيقة .. عثر عليها الطبيب المناوب في الحديقة على الأرض مغشياً عليها تمام الساعة الخامسة صباحاً ..! من خلال قياس برودة أطرافها علمنا أنها كانت هناك منذ الرابعة فجراً .. أي ساعة كاملة ..! من الطبيعي أن تصاب بالبرد ..!
صمت للحظات ثم أردف بحيرة : لكني لا أعلم ما السبب الذي جعلها تخرج في تلك الساعة المتأخرة ..!
خرجت الممرضة حينها : حضرة الطبيب .. لقد استيقظت الآن ..!
أومأ إيجاباً فدخل خلف الممرضة و تبعه مايكل و السيدة يوكامي ..!
فور أن دخلوا كانت تلك الفتاة لا تزال على السرير تنظر إلى السقف بشرود و قناع الأكسجين على وجهها و إبرة المغذي متصلة بذراعها : كيف حالك الآن تيما ؟!..
هكذا سأل الطبيب فلم تجبه .. بل بقيت شاردة الذهن ..!
جلس على الكرسي قرب السرير و هو يقول : لقد أصبت بالبرد .. لما خرجت في تلك الساعة المتأخرة ؟!!..
هنا تكلمت بصوت منخفض نسبياً و مبحوح للغاية : لأن .. لأن كارل .. مات ..!
قطب الطبيب حاجبيه بينما شهقت السيدة يوكامي و بدا القلق على مايكل ..!
نظر الطبيب إلى شقيق المريضة : من هو كارل ؟!..
تردد قليلاً قبل أن يجيب : أنه أحد أصدقائها ..!
بدا الفهم على وجه الطبيب رغم أنه كان مستغرباً : لما أخبرتموها أنه مات في ظل هذه الظروف ؟!!..
أومأ مايكل سلباً : نحن لم نخبرها !!.. لا أعلم من أخبرها ..! قد تكون راي أو يوكو ..!
قال هذا لان الفتاتين كانتا عندها البارحة ..!
لكن تيما هنا تكلمت مجدداً دون أن تبعد ناظريها عن السقف : لا ..! هما لم تخبراني ..! أنا سمعت الطبيب النفسي يتحدث مع الآنسة ريكا في الأمر !!..
دمعت عيناها حينها .. وقف الطبيب حينها و قد كان هو طبيبها الآخر وهو يقول : هدئي نفسك تيما .. سيأتي طبيبك النفسي بعد قليل ..! سأذهب لاستدعائه ..!
خرج حينها و تبعته الممرضة فلم يبقى سوا السيدة يوكامي و أبنيها ..!
جلس مايكل على أحد الكرسيين بينما جلست أمه على الآخر ..!
ربت على يد شقيقته و قال بهدوء : كارلوس طلب مني أن أوصل سلامه إليك قبل أن يموت ..!
دمعت عيناها حينها و أختنق صوتها : إذاً .. إذاً هو حقاً مات !!.. كارل مات !!..
ربتت والدتها على رأسها و هي تقول بصوت مخنوق : تيما يا ابنتي .. لا تبكي أرجوك ..! أدعي له فقط ..!
أغمضت عينيها حينها .. حاولت أن لا تبكي استجابة لطلب أمها ..!
لكن واضح أن والدتها كانت تطلب المستحيل !!..
.................................................. ............
مضى أربعة أشهر على الأحداث الأخيرة ..!
الهدوء و السكون كان يغلف الأجواء ..!
تمت محاكمة ليلي بتهمة التستر على أعمال وليم .. لكنها ظهرت براءة بكل سهوله ..!
أولاً لأنها قاصر .. و ثانياً لأنها ساعدت الشرطة على القبض على عمها ..!
بالنسبة لثروة كروي فقد أخذت الحكومة كل الأموال المسروقة و الغير شرعيه .. و قامت بإعادة تطهير لها من خلال أعادة الحقوق لأصحابها ..!
أما الأموال التي لم تدخل في أي شيء من تلك الأعمال المشبوهة فقد ورثتها ليليان ..!
لكنها أخذت منها ما يكفيها فقط و تبرعت بالباقي للجمعيات الخيرية ..!
لقد بدأت العطلة الصيفية مجدداً .. انتهى الشتاء منذ فترة و هاهو فصل الربيع في نهايته ..!
رين أيضاً تمت محاكمته مع تيما .. كلاهما خرجا براءة أيضاً .. والسبب الرئيسي هو أنهما قاصران .. أما السبب الآخر هو أنهما كانا في مثل ما يشابه عدم الوعي بسبب المواد الذي كان جسدهما يحتوي عليها ..!
بالنسبة لأكيرا .. فهو أيضاً تمت محاكمته لمساعدته وليم في وقت من الأوقات ..!
لكن أيضاً خرج براءة بعدما تم اعتباره جاسوساً مرسلاً من قبل الشرطة لوليم كروي ..!
لكن ثروة ماساكي لم تعد للأخوين حتى الآن .. يحتاج الأمر بعض الوقت كي يستعيدا حقهما الضائع ..!
توم كذلك اتصل بليليان .. أخبرها بأنه تمت تبرئته ..!
أولاً .. لأنه ومن حسن حظه أنه كان قد بقي ثلاثة أسابيع فقط و يأتي يوم ميلاده ليدخل السن القانونية !!.. و بهذا عد قاصراً ..!
و قانون جمعية حماية الأطفال يقول " لا يتم محاكمة القاصرين على أفعالهم و معاقبتهم قبل أن يبلغوا السن القانونية " !!..
أخبرها أنه سيبقى قليلاً في إيطاليا ليجمع المال الكافي كي يأتي لطوكيو ..!
اقترحت عليه أن تقرضه بعض المال .. لكنه رفض بحجة أنه يريد الاعتماد على نفسه في هذا ..!
لم ترد أن تحرجه و فضلت انتظاره حتى يتمكن من العودة ..!
و هاهو قد عاد قبل ثلاثة أيام من الآن ..!
.................................................. ...................
كانت تسير في ذلك الممر بخطوات مترددة ..!
وصلت إلى الغرفة التي كانت تقصدها في هذا المشفى الواسع ..!
طرقت الباب طرقتين فسمعت إذناً بالدخول ..!
دخلت و أغلقت الباب خلفها ..!
نظرت إلى الباب لترى تلك الفتاة التي كانت تقف أمام النافذة تنظر للحديقة الواسعة في الخارج : صـ .. صباح الخير تيما ..!
كانت الساعة هي العاشرة صباحاً ..!
ليليان لم ترى تيما طيلة الأشهر الماضية .. لكنها صدمت حين أخبرها مايكل ليلية الأمس أن شقيقته تريد رؤيتها !!..
أجابت دون أن تلتفت : صباح الخير ..!
بدت نبرتها باردة و خالية من أي مشاعر .. و هذا ما أقلق ليلي أكثر ..!
حل الصمت لفترة من الوقت .. لكن ذات الشعر الأحمر قطعته بقولها : لقد طلبتي رؤيتي ..! هل هناك شيء ؟!!..
قالت هذا بنبرة قلقة نوعاً ما ..!
أجابتها دون أن تلتفت نحوها : اسمعي ليليان .. كل ما أردت قوله .. عليك أن تعلمي بأني لم أعد أكرهك !!..
رفعت ليلي رأسها حينها بعدم تصديق : حقاً ؟!!..
قالتها باستغراب لتلتفت ذات الشعر الأشقر ناحيتها ببرود : لكني لا أحبك أيضاً !!.. أنتي الآن لا شيء بالنسبة لي ..!
عادت تنظر للنافذة بعدما قالته ..!
رغم أن كلامها كان مزعجاً إلا أن ليليان ابتسمت حينها بسعادة : أنا راضية بهذا في الفترة الحالية ..!
قالت تلك الكلمات ثم خرجت من الغرفة سعيدة ..!
على الأقل .. لقد سامحتها تيما و إن لم تكن قد قالت هذا بشكل مباشر ..!
.................................................. ................
مضى يومان .. و خرجت تيما من المشفى أخيراً ..!
لقد قضت حوالي أربعة أشهر فيه .. لكنها الآن بصحة نفسية و جسدية ممتازة ..!
في تلك الغرفة الواسعة .. غرفة الجلوس في المقر الذي صار هادئاً بلا مهمات ..!
جلسوا سويةً يتحدثون ..!
كانوا جميعاً هنا .. بلا إست ثناء ..!
راي .. يوكو .. تيما.. سايا .. مايا .. ليليان .. و إياكو ..!
ليوناردو .. كينتو.. جين .. نارو .. توم .. و هيرو ..!
تارا .. ماندي .. أكمي .. كايدي .. ليناكو .. يومينا .. إميليا .. جوانا .. إليديا ... و إليسيا ..!
كايد .. جيمس .. مايكل .. ميشيل .. جيفانيو .. أكيرا .. آرثر .. و رين ..!
العمة كاترين .. و السيد أليكسندر ..!
ميمي .. كايتو .. ماكس ..!
لقد انتهت مشاكلهم .. و هاهم الآن يشعرون كم كان الأمر صعباً و متعباً لهم جميعاً : أظن أنكم خلال السنتين الماضيتين بذلتم مجهوداً غير طبيعي .. أليس كذلك ؟!..
هذا ما قالته العمة كاترين بابتسامة لهم .. أومئوا جميعاً إيجاباً و قرر كلن منهم أن يتحدث قليلاً معبراً عن مشاعره في هذه اللحظات ..!
و هكذا .. بدئوا ..!
ابتسمت راي بهدوء و هي تقول : في الماضي كنت طائشة و غير مسئوله ..! و الآن أشعر أني شخص مختلف ..! حياتي في السابق لم يكن لها معنى ..! لكن .. منذ عرفتكم يا أصدقاء و أنا أشعر بمدى المسؤولية التي على عاتقي و قد علمت أن لدي مهمة علي تأديتها بإخلاص في هذه الحياة ..! إني حقاً .. أحبكم واحداً واحداً .. و لكل واحد منكم مكانة كبيرة في قلبي ..!
تابعت بعدها يوكو بابتسامة مرحه : لا اعلم ما الذي كنت سأفعله لو لم أتعرف إليكم ..! لقد كنت فقط أهتم بالأمور الصغيرة ..!كنت خجولة بشكل مفرط و لا أثق بأحد بسهوله ..! لم يكن لدي أخوة ..! لكن الآن أنا أمتلك أكبر أسرة في هذا العالم ..!
تيما أيضاً تكلمت بابتسامة صغيره : ربما لم أعرفكم جيداً .. لكن خلال الأشهر الماضية و خلال زياراتكم لي شعرت بأني أعرفكم منذ سنوات ..! أعرف كم كنت سيئة حين سمحت لسام بالسيطرة علي ..! لكني أشكركم من كل قلبي على مساعدتي في تخطي أزمتي ..!
هنا حان دور سايا التي وقفت بحماس : لقد حلمت دائماً بهذه الحياة ..! لا أعرف ماذا أقول ؟!.. لكني حقاً أحببتكم جميعاً و قد كانت أحلى لحظات عمري هي التي قضيتها بصحبتكم يا رفاق ..!
أردفت مايا بابتسامة هادئة : أنا كنت أجد دائماً صعوبة في مخالطة الناس ..! حين أخبرتني جدتي بأننا سننتقل لليابان شعرت بالقلق حيال الأمر ..! لكني حقاً أشكرها لأنها أحضرتني إلى هنا ..! و أشكركم جميعاً لأنكم كنتم خير صحبة لي ..!
تكلمت ليلي حينها : حياتي كانت سوداء ..! لكن أنتم من فتحتم لي صفحة جديدة ..! كان يفترض أن تعتبروني عدوة لكم ..! لكنكم تقبلتموني و وثقتم بي ..! إني شاكرةً لكل واحد منكم على ما قدمه لي ..!
ابتسمت إياكو رغم الدموع في عينيها : لا أصدق بأنني هنا الآن ..! لم أعتقد يوماً بأن حياتي ستعود سعيدة كالسابق ..! ظننت أني سأبقى ناناكو طيلة حياتي بلا أسره ..! لكن الآن الوضع مختلف ..! أني حقاً سعيدة لأن لدي رفاق مثلكم ..!
بابتسامة هادئة علق ليوناردو : صحيح أننا واجهنا تجارب صعبة و فقدنا أناس كثيرين ..!لكننا بقينا صامدين لأننا كنا يداً واحده ..! أتمنى حقاً أن لا يحدث أي شيء يفرقنا عن بعضنا ..!
كين تابع حينها بابتسامة صغيره : لا أظن أني كنت سأحظى بحياة سعيدة لو لم أكن بينكم يا رفاق ..! أعتقد أننا يجب أن نظل سويةً دائماً في السراء و الضراء ..!
أردف جين فوراً : بالتأكيد .. لن يستطيع أحد تفريق شملنا ..! أنا واثق أننا سنبقى معاً ..! أتعلمون .. لولا أني تعرفت عليكم لكنت أكبر مجرم في طوكيو !!..
نارو حينها علق بمرح : حين قررت في السابق أن أعيش وحدي في طوكيو .. خشيت فقط من أن لا أجد من أقضي وقت فراغي معه ..! لكن ها أنا الآن ضربت عصفورين بحجر واحد .. أناس رائعون أقضي جل وقتي معهم .. و أخوتي كذلك انضموا إلي !!.. الأمر يبدو كالحلم بالنسبة لي !!..
هنا حان دور توم الذي قال بابتسامة هادئة : لا أعرف كيف يمكنني وصف الأمر ..! لم اعتقد يوماً أن يصل بي الأمر إلى هنا ..! ربما تعرفي عليكم هو الحسنة الوحيدة التي فعلتها في حياتي ..!
أما هيرو فقد كان يبتسم كذلك : لقد بكينا كثيراً و تألمنا كثيراً و فقدنا الكثيرين ..! رغم ذلك هانحن لا نزال محافظين على ابتساماتنا المشرقة ..!إنه لأنمر إعجازي بالفعل ..!
تارا أيضاً قالت بابتسامة مرحه : هل أنا محظوظة لأني خالة مايكل أم خطيبة كايد أم أستاذة هؤلاء الأولاد ؟!!.. أين يكن فهو أفضل حظ في حياتي لأنه جعلني أتعرف على أفضل أشخاص في العالم ..!
وافقتها ماندي على ذلك وهي تقول : صحيح .. لو لم يصب جيمس في فرنسا .. لربما بقيت أعيش حياتي المملة هناك .. و لما كنت هنا في طوكيو ..! أترون حتى المصائب خرجنا منها بفوائد ..!
ضحكت أكمي بخفة وهي تقول : لقد كنت من الأفراد الأوائل في المجموعة .. لا يمكن لأحد أن يعرف مقدار سعادتي حين ينضم شخص جديد إلينا حتى صار عدننا كبيراً بهذا الشكل ..!
علقت لين بدورها كذلك بمرح : اسمعوا يا أصحاب .. أنا لا أبالغ في أي كلمة أقولها ..! لكن مجموعتنا هذه أكبر مثال للروعة في هذا العالم ..!
يومي أردفت بابتسامه : صحيح .. علاقتنا القوية ببعضنا هي ما جعلتنا هكذا ..! إنها الثقة المتبادلة بيننا يا رفاق ..!
بدت ابتسامة مرحة على إيمي و هي تقول : حين ساعدني زيك لأول مره .. لم أعتقد أن هذا الشخص قد يقودني إليكم !!.. و كذلك أنا شاكرة لماثيو لأنه عرفني إليكم أكثر يا أصدقاء ..!
بهدوء مع ابتسامة صغيرة تحدثت جوانا : ربما لو أني تزوجت مورا في السابق لتعرفت عليكم ..! لكن حتى من بعد مورا القدر جمعني بكم مجدداً ..!
أومأت إليديا إيجاباً و هي تقول : ربما لم أشارك معكم في الكثير .. رغم ذلك أعتقد أن وجود كل فرد منكم هنا هو السبب في هذا النجاح الذي وصلتم إليه ..!
ضحكة إليسيا بخفة وهي تقول : حين كنت في نيويورك .. لم أعتقد أن رين الذي كان يجلس بجانبي طيلة الوقت متورط في مثل تلك الأمور !!.. بل أكثر ما صدمني هو ليليان و جولي و من ثم كارل !!!.. حقاً العالم مليء بالعجائب .. لكن أنتم أكثر أعجوبة مدهشة في حياتي !!..
بانت ابتسامة متأثرة على وجه كايد وهو يقول : كيف أصف الأمر ؟!!.. إني بالفعل أشعر بالفخر لمجرد التفكير أني حصلت على شرف قيادة مجموعة مثالية كهذه .. تربطها علاقات الصداقة قبل علاقات العمل !!..
جيمس أردف أيضاً : بالفعل .. عشت فترة طويلة من حياتي في أوساكا .. لكني لم أحضى بصديق حقيقي واحد ..! و بعد أن عدت لطوكيو و في أقل من شهر حصلت على كم هائل من الأصدقاء الحقيقيين !!..
إبتسم مايكل بمرح وهو يقول : صحيح ..! لاحظوا أننا في مختلف الأعمار ..! و كذلك هناك اليابانيون و الفرنسيون و الأمريكيون .. رغم ذلك فلا أعتقد أن هذا شكل فرقاً فها نحن أقرب لأن نكون أخوة من أن نكون أصدقاء و حسب ..!
ميشيل وافقه على ذلك الكلام وهو يقول : زرت معظم بلدان العالم .. و تعرفت إلا عشرات الناس من مختلف الأنحاء ..! لكني بالفعل لم أتعرف إلى أشخاص أفضل منكم على الإطلاق !!..
بمرح قال جيو : لم أعتقد بأن تعرفي ليومي و لين حين كنا في الإعدادية كان سيجمعني بأشخاص مثلكم ..! صحيح أني أحب فرنسا .. لكني أيضاً أعشق اليابان لأنها موطن أفضل رفاق في العالم !!..
أكيرا أيضاً علق بدوره : لقد قلتها في السابق .. صحيح أني شخص لا يحتمل !!.. لكني أستطيع انتقاء أشخاصٍ مثلكم يمكنهم تحملي بسهولة !!..
كتم آرثر ضحكته وهو يقول : أتعلمون يا أصحاب ؟!.. لقد كانوا ينادونني في الجامعة بدودة الكتب !!.. ذلك لأني كنت غير اجتماعي و أقضي جل وقتي في القراءة !!.. لكني الآن أمتلك كماً كبيراً من الأصدقاء الذين يمكنني القول أنهم أكثر فائدةً من تلك الكتب !!..
رين أيضاً قال بابتسامة هادئة : لا يمكنني وصف شعوري !!.. لقد وقفت ضدكم عدة مرات ..! و كنت أبغضكم كذلك !!.. لكن الآن .. الأمر أختلف تماماً ..! في بداية انضمامي إليكم لم أثق بأحد رغم أنكم جميعاً وثقتم بي ..! لكن بعد وقت علمت بأني كنت مخطأً في كل شيء ..! وجودي هنا الآن في هذه الأجواء أمرٌ يصعب علي تصديقه !!..
دمعت عينا العمة كات و هي تستمع إليهم و إلى مشاعرهم الصادقة : هل أنا أحلم الآن ؟!.. أنتم حقاً شيء رائع في هذا الكون ..!
رغم صرامة السيد أليكس الدائمة إلا أنه إبتسم الآن بهدوء : إني حقاً فخور بكل واحد منكم ..! لكن عليكم جميعاً أن تعلموا بأن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد .. لا زال أمامكم حرب أصعب ..! عليكم أن تقاتلوا جميعاً بكل أخلاص من أجل أن تحققوا أحلامكم ..! فهي أكبر أمل لكم في هذه الحياة ..!
ضحكة ميمي بخفة حينها : الجميع هنا يشعرون بالسعادة و التفاؤل .. إنه أمر جميل للغاية ..!
أردف كايتو بابتسامة : من الرائع أن يكون للإنسان أسرة كبيرة كهذه فيها أشخاص مختفون في الطباع و اللغات .. لكن تجمعهم روابط الصداقة الحقيقية ..!
أومأ ماكس إيجاباً : أنت محق .. إني أشعر بالسعادة حين أفكر في أني أعيش ضمن أسرة كبيرة و مترابطة كهذه ..!
و قفت هنا راي بحماس لتقول و هي تنظر إليهم واحداً واحداً : مهما فرقتنا الظروف .. مهما طالت بيننا المسافات .. مهما حدث معنا من أمور .. عدوني أن نبقى دائماً معاً بقلوبنا .. أن يكون بيننا لقاءات غير منقطعة ..!
هذا وعد .. نعدك بذلك .. بالتأكيد .. إنه وعدنا سويةً .. هذا عهد بيننا ..!
كانت عبارات أطلقها الجميع في تلك اللحظات بابتسامات واسعة تخللها دموع الفرح ..!
.................................................. .........
أيلين and cat eye like this.
  #2010  
قديم 04-15-2012, 10:27 PM
 
ثواني .. دقائق .. ساعات .. أيام .. أسابيع .. شهور .. سنوات .. بل عقد كامل !!!..
عقد مر بسرعة الضوء و كأنه ثوان ..!
عشر سنوات مرت و كأنها عشر ثواني !!..
حياتهم اختلفت .. فكل واحد تمكن من أن يستقر ..!
لدى كلن منهم أسرة مستقلة ..!
الضحكات و البسمات صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم و إن تخللتها بعض العبرات ..!
أصدقاءنا اللذين كانوا في سن المراهقة .. صاروا الآن أباء و أمهات ..!
صارت لديهم مسؤولية أكبر و أكثر تعقيداً ..!
أوقات فراغهم صارت ضيقة .. لأن لكلن منهم الآن ..!
عمل .. منزل .. أطفال ..!
رغم ذلك .. لم تنقطع علاقتهم ببعض ..!
الزيارات و التجمعات لا تنتهي نهائياً ..!
حتى من أطر منهم للعيش خارج الوطن .. لم يشغله بعده عن أصدقائه ..!
لقد كبروا .. و كبرت أحلامهم أيضاً ..!
حققوا جزءاً كبيراً منها .. لكن أحلام الإنسان تستمر في النمو طالما لديه قلبٌ ينبض في صدره ..!
ماثيو .. ليون ... مورا .. نايس .. جولي .. يوري .. لاري .. سام .. كارل و سينجي ..!
جميعهم بقوا في ذكرياتهم ..!
لم ينسوهم أبداً بل على العكس .. كانت ذكراهم دائمةً الحضور ..!
و الآن .. و قبل أن ننهي كل شيء و نغلق الستار عن قصتنا هذه .. دعونا نطمئن على أبطالها بعدما مرت عليهم كل تلك السنوات !!!..
.................................................. ............
شعرها الأشقر الذي يصل لما تحت كتفيها بقليل كان يواجه التيار العكسي للهواء بسبب انطلاقها بسرعة في ذلك الطريق متجهةً إلى أحد المقاهي الصغيرة ..!
كانت تلك الشابة التي تعيش الآن عامها العشرين بالغة الجمال لدرجة تلفت نظر كل من يراها خاصةً مع فستانها الوردي الذي يصل لما تحت ركبتها و حذائها العالي الرمادي الذي يطابق لون السترة القصيرة التي ارتدها فوق الفستان ..!
و صلت إلى المقهى و ما إن دخلت حتى أخذت تنظر بعينيها حولها علها تراه .. و فعلاً كان يجلس على إحدى الطاولات قرب النافذة ينظر من خلالها .. بشعره البني الذي ينزل على رقبته و خصل منه تحيط بعيني ذلك الشاب العسليتين الشاردتين ذو العشرين عاماً.. وقد كان يرتدي قميص بلون السماء مع بنطال جينز أسود .. بدا وسيماً للغاية كعادته ..!
ابتسمت بمرح حين رأته .. و تقدمت ناحيته : صباح الخير ..!
جلست أمامه بعد أن تركت حقيبتها الرمادية الصغيرة على الطاولة : صباح الخير .. لقد تأخرتِ ..!
ابتسمت لوجهه العابس : ليس كثيراً .. لقد كسر كعب حذائي حين كنت أنزل الدرج .. لذا أطررت إلى تغير ملابسي كلها لأنها لا تناسب أي حذاء آخر ..!
تنهد حينها بتعب : هل أنت مهتمة لهذه الأمور ؟!.. أظن أن لون الحذاء لن يغير شيئاً ..!
قطبت حاجبيها باستياء : أنا طالبة جامعية كايتو .. علي أن أكون أنيقة !!..
بدا عليه الاستنكار : حقاً ؟!.. أرى أن هذا لن يجلب لك سوى المشاكل و الشباب المزعجين ميمي !!..
ابتسمت حينها بمكر : اها .. قلها من البداية .. أنت تغار صحيح ؟!.. أعترف بهذا ..!
إبتسم بهدوء : حسناً .. لست الوحيد كذلك ..! من التي كادت تقتل كيندا حين أرادت دعوتي للعشاء ؟!..
شهقت حينها مصدومة : و تعرف اسمها أيضاً !!.. أنت لعوب كايتو !!..
قطب حاجبيه و هو يقول مستنكراً : أنتي مجنونة بالتأكيد ميمي !!.. أتدعينني باللعوب لأني أعرف اسم فتاة من ذات مجموعتي الدراسية !!..
بسبب أصواتهما المرتفعة انتبه الجميع لهما و الابتسامات و الهمسات تعالت مع الموقف ..!
بدا الإحراج على كايتو وهو يقول : أترين لقد جذبنا انتباه الجميع ..!
ابتسمت بمرح : ليست مشكله .. صديقان يتناقشان فحسب !!.. لقد دعوتني للإفطار في هذا المقهى .. الساعة صارت السابعة و يفترض أن لدي تطبيق عملي في المشفى العام تمام الثامنة ..! الأفضل أن لا أتأخر حتى لا توبخني رئيسة الممرضات ..!
بادلها الابتسامة بابتسامة هادئة : حسناً .. أنا أيضاً لدي محاضرة تمام الثامنة و عشر دقائق ..!
بدا الهدوء على ملامحها : أنتظر اليوم الذي سأراك فيه أوسم مضيف طيران كايتو ..! حسناً .. بما أني أشعر بالنشاط فأنا سأطلب ..!
قاطعها بمرح : كعكة الكراميل !!..
بدت الدهشة عليها : كيف عرفت رغم أنني أفضل أنواع كثير ..!
ضحك بخفة قبل أن يقول : من خبرتي السنوات السابقة اكتشفت أنك تطلبين كعكة الكراميل حين تكونين نشيطه ..!
ابتسمت له بمرح مع وجنتيها المتوردتين : أنت دقيق الملاحظة كايتو ..!
بادلها تلك الابتسامة : بالتأكيد ميمي .. نحن صديقان منذ أكثر من عشر سنوات ..! حسناً الأفضل أن لا نتأخر أكثر ..!
أومأت له إيجاباً ..!
ليست المرة الأولى التي يتناولان فيها الإفطار سوية بل هذا شبه يومي .. و في كل يوم تكون علاقتهما سوية أكثر ارتباطا ..!
.................................................. .........
كان مستغرقاً في النوم تماماً .. ذلك لأنه لم ينم إلا في وقت متأخر الليلة الماضية ..!
الساعة الآن هي التاسعة صباحاً ..!
فتح أحدهم باب الغرفة حينها : ألم تستيقض بعد ؟!..
سحب الغطاء على وجهه : لم أشبع بعد ..!
تنهدت تلك الشابة بتعب و تقدمت ناحية السرير و جلست على طرفه و أخذت تهز ذلك الشاب النائم : هيا عزيزي كين .. علي أن أذهب الآن فعملي سيبدأ قريباً ..!
أبعد الغطاء و فتح عينيه الناعستين : يوكو .. ألا تفكرين بترك العمل مع الاستخبارات .. إنهم يشغلون نصف وقتك !!..
تنهدت حينها وهي تقول : أرجوك لا تفتح هذا الموضوع مجدداً كينتو .. لقد أخبرتك أني سأبقى معهم خمس سنوات على الأقل ثم أنتقل للشرطة العادية ..!
أعاد الغطاء على رأسه و بصوت اتضح فيه الخمول : كما تشائين ..! حسناً .. دعيني أنام الآن ..!
باستياء قالت : أرجوك عزيزي .. راي استيقضت قبل قليل لا يمكنني تركها وحدها الآن ..! أرجوك إستيقض .. ثم أن لديك زبون سيصل إلى هنا بعد ساعة ..! هل نسيت صاحب قضية التهديدات ..!
رفع جسده على الوسادة و جلس على حافة السرير بجانبها : لا لم أنسه ..! هنا أنا إستيقضت ..!
ابتسمت و وقفت حينها : لقد أعددت الإفطار .. ستجده على الطاولة في الأسفل .. أنا ذاهبة الآن ..!
إبتسم لها : بالسلامة ..!
خرجت هي من الغرفة .. بينما اتجه هو لدورة المياه .. خرج بعد دقائق وقد غسل وجهه و رأسه .. وقف أمام النافذة و أبعد الستارة : إنها تعمل بجد كالعادة ..! حسناً .. أظن أن أخياري للتحقيق المستقل كان أفضل ..!
سمع صوتاً من خلفه : بابا ..!
التفت حينها و أبتسم حين رأى ابنته التي تبلغ عامها الثاني تقف عند باب الغرفة و في يديها لعبة الدب المفضلة .. بشعر أبيها البني و عينان أمها الزرقاوتان القاتمتان ..! كانت بالغة في اللطافة و الجمال ..!
اتجه ناحيتها : رايان .. هل تناولتِ الإفطار ؟!..
أومأت سلباً بمرح : لا .. ماما كانت تريد مني أن أكل .. لكني كنت أريد أن آكل معك ..!
ضحك بخفة على طريقة كلامها الطفوليه و أتجه حينها إليها ليحملها و هو يقول : إذاً .. لنذهب لتناول الإفطار ..!
..............................................
في مكان مختلف تماماً بل في بلاد أخرى ..!
كان يسير بخطواته الصغيرة و ينادي : أنجي .. أنجي تعالي هنا ..!
لحظات حتى رأى تلك الفتاة التي تكبره بعام فقط فهي في عامها الرابع الآخر : ماذا هناك لوسيان ؟!..
بطفولته البريئة قال : السيدة بيلا تريد الماء .. لكن لا يوجد ماء في البراد ..!
أمسكت بيده وهي تقول : تعال معي ..!
سارت من بين الناس الذين كانوا يجلسون حول تلك الطاولات في ذلك المطعم الإيطالي الصغير في إحدى ضواحي مدينة واشنطن ..!
وصلت إلى مكان الفرن حيث كان ذلك الرجل يقف هناك أمامه وهو يرتدي إزار الطهي الأبيض مع القبعة و هناك صوت امرأة ينادي : طبقان من المعكرونة الإيطالية تومي ..!
أجاب حينها و هو يقوم بإضافة البهارات إلى تلك المعكرونة : في الحال ..!
لكن استوقفه صوت خلفه : بابا .. لقد نفذ الماء من البراد ..!
التفت حينها : أنجيل .. ستجدين محفظتي في جيب السترة .. اذهبي إلى المتجر المجاور مع لوسيان ..!
ابتسمت بمرح : حالاً ..!
أمسكت بيد أخيها الصغير و سارت بسرعة إلى تلك الغرفة الصغيرة التي يضعون فيها بعض الملابس و الحاجيات .. أخذت المحفظة من جيب السترة التي كانت على الأريكة و خرجت من مطعم والديها إلى المتجر المجاور لهما و حال ما دخلت : سيد ديرك .. نريد صندوقين من علب الماء ..!
إبتسم ذلك الرجل لها : أنتي نشيطة كالعادة أنجيل ..! كيفين .. هاتي صندوقي ماء و خذهما إلى المطعم المجاور ..!
لحظات حتى ظهر ذلك الشاب وهو يحمل الصندوقين فوق بعضهما .. و الواضح أنه مفتول العضلات رغم أنه صغير في السن : هيا بنا .. لوسيان و أنجيل ..!
أومأ موافقين : شكراً لك ..!
دفعت الطفلة الحساب و خرجوا سويةً و ما هي إلا خطوات حتى دخلوا من باب المطعم حيث صاح ذلك الكيفين : الماء سيدة رونالد ..!
تقدمت تلك المرأة ذات الشعر الأحمر الطويل و حملت أحد الصندوقين فيما أسرع زوجها كي يحمل الآخر : خذيه للبراد ليليان ..! تعال لوسيان أعطي السيدة بيلا هذه ..!
أعطاه إحدى الزجاجات الباردة فأسرع ذلك الصغير إلى المرأة ليعطيها الماء ..!
بينما سار الأب و الأم إلى المطبخ و بينما كانت ليليان ترتب البراد كي تجد مساحةً للصندوقين : لدينا الكثير من العمل اليوم ..!
إبتسم لها بينما كان يقوم بتكسير أعواد المعكرونة الطويلة على المقلاة كي يعد الطبق الرئيسي في هذا المطعم .. المعكرونة الإيطالية : حسناً .. أعتقد أن حياتنا هكذا أفضل ليلي ..! لدينا طفلان و نعيش بسعادة ..!
ابتسمت له بمرح : بالتأكيد عزيزي تومي ..! هذه هي الحياة التي كنت أبحث عنها ..! الحياة العائلية الدافئة ..!
لم يعلق هو .. و هي الأخرى عادت لعملها كنادلة في هذا المطعم الذي تمتلكه مع توم ..!
بينما كان طفلاها يقومان بأي شيء في سبيل مساعدة والديهما ..!
.................................................. ..................
بتلك المطرقة ضرب على الطاولة أمامه : رفعت الجلسة ..!
وقف أعضاء هيئة المحلفين و غادروا المكان بينما نظر المدعي العام لذلك المحامي بغيض بعدما تمكن من كسب القضية ضده ..!
في الوقت الذي كان ذلك المحامي يبتسم بمكر و قد كانت هذه إحدى القضايا التي كسبها و التي رفعت سمعته كمحامي صغير بارع ..!
خرج من المحكمة هو بدوره بعدما شكرته أسرة المتهم ..!
في الخارج كان هناك بعض الصحفيين الذين أخذوا يسألون عن القضية : سيد أندرسو .. أخبرنا عن المتهم الحقيقي إذا كان السيد يوشيدا غير مذنب ..!
أجاب بنبرة هادئه : ليس هناك متهم حقيقي .. لقد انتحر المجني عليه و لكن بسبب بعض الملابسات تم اتهام السيد يوشيدا بأنه هو القاتل ..! كان علي أن أثبت فقط أنه لم يكن كذلك ..!
سألته إحدى الصحفيات : هل لديك تعليق حول القضية ..!
أومأ سلباً : لا .. لم تكن قضية بالغة الصعوبة لذا لا تعليق ..!
و ما إن ظهر بعض من أعضاء هيئة المحلفين حتى أسرع الصحفيون إليهم بينما تمكن صاحبنا المحامي من الهرب أخيراً ..!
اتجه ناحية سيارته السوداء الفاخرة .. و ما إن أغلق الباب حتى رن هاتفه : مرحباً ..!
هكذا أجاب بابتسامه : كسبت القضية ؟!..
كان هذا السؤال الذي قابله : بالتأكيد .. و غداً سيتصدر اسمي الصحف !!..
ضحكت بخفة على نبرته المغرورة : هذا رائع .. حسناً بما أنك كسبت فأنا أدعوك إلى تناول الطعام في الخارج ..!
إبتسم بهدوء : جيد .. اسبقيني مع لورا .. و أنا سآتي إليكم هناك ..!
وافقت على اقتراحه و أخبرته عن أحد المطاعم الفاخرة حيث تريد تناول الغداء هناك ..!
الساعة الآن هي الواحدة ظهراً ..!
انطلق بسيارته إلى المكان المحدد .. و ما هي سوى عشرين دقيقة حتى وصل إلى هناك ..!
أوقف سيارته في المكان المخصص و نزل منها .. سار بهدوء و دخل من الباب الزجاجي الكبير حيث تقدم نادل إليه : سيدي .. أتريد مني أن أحجز لك طاوله ؟!..
أومأ سلباً بابتسامه : لا .. زوجتي و أبنتي هنا بانتظاري ..!
ابتعد النادل عن طريق المحامي الشاب : تفضل ..!
بدأ يسير بين الطاولات دون أن ينظر حوله و صعد إلى الدور الثاني ..!
هو يعلم أن ابنته الصغيرة ستجبر والدتها على الصعود إلى الأعلى لأنه أفضل كما تضن ..!
حين صعد أخذ ينظر حوله حتى شعر بشخص أمسك ببنطاله : بابا .. أنا هنا ..!
نظر إلى الأسفل حيث كانت الطفلة ذات الشعر الأشقر المطابق للون شعر والدها و قد قسمته إلى جزأين و ربطته بطريقة طفوليه : لورا .. أين ماما ؟!..
هذا ما قاله بابتسامة فسارت هي تركض ناحية إحدى الطاولات : تعال .. إنها هنا ..!
سار خلفها و هو ينظر إليها بابتسامه .. قريباً جداً ستبلغ عامها الثالث ..!
وصل إلى طاولة قرب الجدار الزجاجي حيث يمكنك النظر إلى الشارع الواسع من هنا : آسف هل تأخرت ؟!..
نظرت إليه و قد جلس أمامها و ابتسمت : لا .. لقد وصلنا منذ دقيقتين فقط ..!
جلست الصغيرة بجانب أبيها لكن والدتها قالت : لورا تعالي بجانبي حتى أنتبه إليك حين تأكلين ..!
أبدت الطفلة رفضها : لا بأس مايا .. أنا سأهتم بها ..!
قطبت الأم حاجبيها : لكنها تقوم بأشياء كثيرة بينما تأكل .. ستتعبك بالتأكيد عزيزي نارو ..!
أومأ سلباً و قد إبتسم بلطف : لا .. لورا ستكون مطيعة ..! صحيح ؟!..
أومأت تلك الصغيرة بمرح : صحيح ..!
ابتسمت الأم حينها : لا خيار لدي إذاً .. هيا أطلبوا ما تشاءون ..! على حسابي ..!
ضحك نارو حينها بخفه : سواء على حسابك أم لا .. إنها نقودي في النهاية ..!
قطبت مايا حاجبيها : أنت من طلب مني أن لا أتعب رأسي بالعمل ..!
أومأ حينها إيجاباً : لسنا بحاجة لأن تعلمي فحالتنا الاجتماعية و المادية ممتازة .. ثم أني لا أريد للورا أن تبقى وحدها ..!
نظر الاثنان لابنتهما الصغيرة حينها و ابتسما في الوقت ذاته .. إنها الآن تشكل حياتهما بحد ذاتها ..!
..................................................
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور روعععععععه أنمي أنمي أنمي رومنسي. مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 89 04-05-2012 04:36 PM
آنمي × آنمي ... &&تهبل&&برعايه ن.ب.ع.ع^^last love °•فتاة الأنمي•° أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 08-06-2011 10:43 PM
روااااية أنمي ..( مدرسة المراااهقين ) ... <<< من تأليفي .. كيلوا# أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-22-2011 06:46 PM
مدرسة حبك باندورا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 05-04-2010 05:58 PM
صور أنمي صور أنمي صور أنمي صور أنميscorpionking SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 10-14-2009 11:00 AM


الساعة الآن 02:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011