عيون العرب - ملتقى العالم العربي

كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة وكان يستخدم في حديثه غريب الألفاظ ،وفي أحد الأيام قال لخادمه : أصقعت العتاريف ؟ فأراد الخادم أن يلّقنه درسا، فقال كلمة ليس لها معنى وهي : زيقيلم ، فتعجب أبو علقمه ، وقال لخادمه : يا غلام ما زيقيلم هذه ؟ فقال الخادم : وأنت ، ما صقعت العتاريف هذه ؟فقال أبو علقمة : معناها : أصاحت الديكة ؟ فقال له خادمه : وزيقيلم معناها : لم تصح .
أنت يا من تكتب مواضيع في المنتديات هل تحاول أن تجتهد وتضع الصعب من الكلمات لأجل تحسين موضوعك أو تجميله؟
أنت يا من تجلس بين الناس في مجالسهم هل تحاول أن تكلم عموم الناس دون تمييز بكلماتك الفصحى أو هل تدخل بين كلماتك عبارات أو كلمات انجليزية ؟
أحذر
إنها ليست ثقافة تنتهجها أو بلاغة أو فصاحة تفتخر بها
انتبه
إنه ليس علم ينتفع به أو دلو تفرغ منه بالموضع المناسب
توقف
إنها من خوارق المروءة
كان لرجل ولد نحوي يتقعر في كلامه، فمرض أبوه مرضا شديدا أشرف فيه على الموت،فاجتمع عليه أولاده وقالوا له ندعو لك أخانا فلانا النحوي؟ قال: لا إن جاءني قتلني، فقالوا: نوصيه أن لا يتكلم. فلما دخل عليه قال: يا أبت والله ما أشغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس واستبزج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمصر ولوزج وافلوزج، فصاح أبوه: غمضوني، فقد سبق الشقي ملك الموت إلى قبض روحي.
هل العناية بالمبنى على حساب المعنى يحول الموضوع المثار لنقاش من مناقشة إلى مساجلة ومناضلة ؟
لا أنكر أننا في حاجة إلى أسلوب بليغ للتعبير عما نريد التعبير عنه للآخرين ولا أنكر أن استخدام لغتنا العربية الجميلة استخداماً راقياً هو شيء مطلوب ويزيد من جمال الطرح الحواري وبهائه فجماليات اللغة والأساليب البلاغية فيها رقي للطرح ولصاحبه بلا شك لكنني أجزم هنا أن استخدام الكاتب أو المتحدث لأبسط الأساليب اللغوية وأيسرها في تقديم الموضوع الذي يطرحه للحوار هو الأهم حتى يستطيع إيصال فكرته للجميع عوام وخواص.
هل المبالغة في اختيار أفخم العبارات وأصح المفردات في المشاركات الحوارية فيه نوع من التعالي ؟
ولكن ذلك في حد ذاته عيب خطير فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة فهم الناس والنزول منازلهم فقال : " عاملوا الناس على قدر عقولهم " و هو صلى الله عليه وسلم ضرب المثل الذي يحتذى في ذلك حيث أوتي جوامع الكلم فكلامه بسيط بليغ يفهمه كل من حوله على اختلاف مستويات تفكيرهم وثقافاتهم
وهناك من يأخذالكلام المنمق للتعالي على خلق الله لنظرتهم إليهم أنهم دونهم في الفهم وأنهم إذا استخدموا غريب الكلمات والمنمق من العبارات فإنهم ذلك يعلوا من قدر أنفسهم أمام غيرهم وهؤلاء بلا شك مرضى نفسيين بمرض الإحساس بالنقص .
إخواني أردت بكلامي هذه الاستفادة أولاً ولكم أنتم الرأي والحوار مفتوح.