عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   أهلا بالعزيز على قلوبنا في شهره المبارك ...فداك روحي وحياتي (https://www.3rbseyes.com/t155042.html)

الاستاذة بسمة 02-22-2010 04:40 PM

أهلا بالعزيز على قلوبنا في شهره المبارك ...فداك روحي وحياتي
 
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
إخوتي في الله ,سلام الله ورحمته وبركاته على من إتبع الهدى ولكم مني كل التقدير على مساندتكم لكل ما يطرح من جديد في هذا المنتدى المبارك.
موضوعنا اليوم كان المفروض أن يكون أول موضوع أطرحه ولكن ما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله رب العالمين .
فلم أتمكن من طرحه إلاّ بهذه المناسبة السعيدة وهي ربيع الاوّل الذي سعدنا فيه بطلة حبيبنا وقدوتنا واسوتنا ونحمد الله عز وجل أنه كتب لنا من العمر ما يخول لنا خط هذه الاسطر المتواضعة في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم العطرة ولي كل الشرف أن اكتب هذه الكلمات المتواضعة علّها تشفع لي عنده.
سيرة الحبيب المصطفى عليه افضل صلاة وأزكى سلام تناولها العديد من العلماء والمفسرين .
وأنا انطلاقا من معرفتي المتواضعة ببعض هذه القراءات سعيت إلى وضع بعضها بين صفحات هذا المنتدى المبارك وأسال الله عز و جل أن يجعلها نافعة لكل من يقرؤها ولكم مني كل الشكر على التواصل والمشاركة والإثراء.
من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟.
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل .

ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين أهل مكة . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه تقدمة للنبي الذي أخرجته قريش من مكة . وتعظيما للبلد الحرام .

الاستاذة بسمة 02-22-2010 04:44 PM

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب


[ واسم عبد المطلب : شيبة ] بن هاشم ( واسم هاشم عمرو ) بن عبد مناف


( واسم عبد مناف المغيرة ) بن قصي ( واسم قصي : زيد ) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة [ واسم مدركة : عامر ] بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ابن ( أُد ويقال ) أُدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت ابن إسماعيل بن إبراهيم خليل : الرحمن ابن تارح – وهو آزر – بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ ابن عيبر ابن شالخ بن إرفشخذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ( وهو إدريس النبي صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون ، والله – تعالى – أعلم ، وكان أول بني آدم أُعطي النبوة وخط بالقلم ) بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم ، صلى الله عليه وسلم .


قال أبو محمد عبد الملك بن هشام : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ، بهذا الذي ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام وما فيه من حديث إدريس وغيره .


قال ابن هشام : وحدثني خلاد بن قُرة بن خالد السدوسي ، عن شيبان بن زهير بن شقيق ابن ثور ، عن قتادة بن دعامة أنه قال :


إسماعيل بن إبراهيم – خليل الرحمن – بنا تارح وهو آزر بن ناحور بن أسرغ . ابن أرغو ابن فالخ بن عابر بن شالخ بن إرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قاين بن أنوش بن شيث بن آدم ، صلى الله عليه وسلم





نهج ابن هشام في هذا الكتاب


قال ابن هشام : وأنا إن شاء الله مبتدئٌ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ، ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده وأولادهم لأصلابهم : الأول فالأول ، من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما يعرض من حديثهم ، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة ، للاختصار إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيه ذكر ، ولا نزل فيه من القرآن شيء ، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب ، ولا تفسيراً له ولا شاهداً عليه ، لما ذكرت من الاختصار ، وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها ، وأشياء بعضها يشنع الحديث به ، وبعض يسوء بعض الناس ذكره ، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته ، ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم به .


قال أبو محمد عبد الملك بن هشام ( النحوي ) :


هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم :


محمد بن عبد الله بن عبد المطلب


[ واسم عبد المطلب : شيبة ] بن هاشم ( واسم هاشم عمرو ) بن عبد مناف


( واسم عبد مناف المغيرة ) بن قصي ( واسم قصي : زيد ) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة [ واسم مدركة : عامر ] بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ابن ( أُد ويقال ) أُدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت ابن إسماعيل بن إبراهيم خليل : الرحمن ابن تارح – وهو آزر – بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ ابن عيبر ابن شالخ بن إرفشخذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ( وهو إدريس النبي صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون ، والله – تعالى – أعلم ، وكان أول بني آدم أُعطي النبوة وخط بالقلم ) بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم ، صلى الله عليه وسلم .


قال أبو محمد عبد الملك بن هشام : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ، بهذا الذي ذكرت من نسب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام وما فيه من حديث إدريس وغيره .


قال ابن هشام : وحدثني خلاد بن قُرة بن خالد السدوسي ، عن شيبان بن زهير بن شقيق ابن ثور ، عن قتادة بن دعامة أنه قال :


إسماعيل بن إبراهيم – خليل الرحمن – بنا تارح وهو آزر بن ناحور بن أسرغ . ابن أرغو ابن فالخ بن عابر بن شالخ بن إرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قاين بن أنوش بن شيث بن آدم ، صلى الله عليه وسلم



الاستاذة بسمة 02-22-2010 04:56 PM

نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم عليه السلام أولاد إسماعيل عليه السلام ونسب أمهم


قال ابن هشام : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال :


ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام اثني عشر رجلاً : نابتاً ، وكان أكبرهم ، وقيذر ، وأذبل ، ومبشاً ، ومسمعاً ، وماشي ، ودما ، وأذر ، وطيما ، ويطور ، ونبش ، وقيذما . وأمهم : ( رعلة ) بنت مضاض بن عمرو الجرهمي – قال ابن هشام : ويقال: مضاض ، وجرهم : ابن قحطان ، وقحطان أبو اليمن كلها ، وإليه يجتمع نسبها- ابن عامر بن شالخ . ( ويقطن هو ) قحطان بن عيبر بن شالخ .





عمر إسماعيل عليه السلام ومدفنه


قال ابن إسحاق : وكان عمر إسماعيل – فيما يذكرون – مائة سنة وثلاثين سنة ، ثم مات رحمه الله وبركاته عليه ودفن في الحجر مع أمه هاجر،رحمهم الله تعالى .


قال ابن هشام : تقول العرب: هاجر وآجر ، فيبدلون الألف من الهاء ، كما قالوا: هراق الماء وأراق الماء ، وغيره ، وهاجر : من أهل مصر .





وصاة النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر وسبب ذلك


قال ابن هشام : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن عمر مولى غفرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


" الله الله في أهل الذمة،أهل المدرة السوداء السحم الجعاد، فإن لهم نسباً وصهراً"


قال عمر مولى غفرة : نسبهم أن أم إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وصهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرر فيهم .


قال ابن لهيعة : أم إسماعيل : هاجر من أم العرب قرية كانت أمام الفرما من مصر ، وأم إبراهيم : مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا .


قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ثم السلمي ، حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا افتتحتم مصر ، فاستوصوا بأهلها خيراً ، فإن لهم ذمةً ورحماً " فقلت لمحمد بن مسلم الزهري : ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ؟ فقال : كانت هاجر أم إسماعيل منهم .





أصل العرب


قال ابن هشام : فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان ، وبعض أهل اليمن يقول : قحطان من ولد إسماعيل ، ويقول : إسماعيل أبو العرب كلها .


قال ابن إسحاق : عاد ابن عوض بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس : ابنا


عابر ابن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بنِ نوح . عرب كلُهم .


فولد نابت بن إسماعيل : يشجب بن نابت ، فولد يشجب: يعرب بن يشجب : فولد يعرب : تيرح بن يعرب ، فولد تيرح : ناحور بن تيرح ، فولد ناحور : مقوم بن ناحور، فولد مقوم : أدد بن مقوم ، فولد أدد : عدنان بن اُدد.


قال ابنُ هشامٍ : ويقال : عدنان بن أد .





أولاد عدنان


قال ابن إسحاق : فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - فولد عدنان رجلين : معد بن عدنان ، وعك ابن عدنان.





موطن عك


قال ابن هشام : فصارت عك في دار اليمن ، وذلك أن عكا تزوج في الأشعريين ، فأقام فيهم ؛ فصارت الدار واللغة واحدة . والأشعريون : بنو أشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ويقال :أشعر : ابن نبت بن أدد. ويقال : أشعر : ابن مالك ، ومالك : مذحج بن أدد ابن زيد بن هميسع . ويقال : أشعر : ابن سبأ بن يشجب .


وأنشدنى أبو محرز خلف الأحمر، وأبو عبيدة، لعباس بن مرداس ، أحد بنى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يفخر بعك :


وعك بن عدنان الذين تلقَّبوا بغسان حتى طُرِّدوا كلَّ مَطْرِد


وهذا البيت في قصيدة له . وغسان : ماء بسد مأرب باليمن، كان شرباً لولد مازن بن الأسد بن الغوث ، فسموا به . ويقال : غسان : ماء بالمشلل قريب من الجحفة، والذينشربوا منه فسُموا به قبائل من ولد مازن بن الأسد، بن الغَوْث ، بن نبت ، بن مالك ، بن زيد، بن كهلان ، بن سبأ، بن يشجب ، بن يعرب ، بن قحطان .


قال حسان بن ثابت الأنصاري – والأنصار: بنو الأوس والخزرج ، ابني حارثة، بن ثعلبة، بن عمرو، بن عامر، بن حارثة، بن امرئ القيس ، بن ثعلبة، بن مازن، بن الأسد، بن الغوث :


إمَّا سألْتِ فإنا مَعْشرٌ نُجُبٌ الأسْدُ نسبتُنا والماُء غسانُ


وهذا البيت في أبيات له .


فقالت اليمن ، وبعض عك ، وهم الذين بخراسان منهم : عك بن عدنان بن عبد الله بن الأسد بن الغوث . ويقال : عدثان بن عبد الله بن الأسد بن الغوث.





أولاد معد


قال ابن إسحاق : فولد معد بن عدنان أربعة نفر : نزار بن معد، وقضاعة بن معد، وكان قضاعة بكر معد الذي به يكنى فيما يزعمون وقنص بن معد، وإياد بن معد.


فأما قضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ. وكان اسم سبأ : عبد شمس ، وإنما سمى سبأ ؛ لأنه أول من سبأ في العرب ابن يشجب بن يعرب بن قحطان .





قُضاعة


قال ابن هشام : فقالت اليمن : وقضاعة : قضاعة بن مالك بن حمير. وقال عمرو بن مرة الجهنى وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة :


نحن بنو الشيخ الهِجان الأزْهَر قضاعة بن مـالك بن حِـمْيَرِ
النسب المعروف غير المنْكَـر في الحجر المنقوش تحتَ المِنْبر







قنص بن معد ونسب النعمان بن المنذر :


قال ابنُ إسحاق :وأما قُنُص بن معد فهلكت بقيتهم - فيما يزعم نُسَّاب معد - وكان منهم النعمان بن المنذر ملك الحيرة.





النعمان بن المنذر ملك الحيرة من ولد قنص بن معد


قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبد اللّه بن شهاب الزهري :أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معد قال ابن هشام : ويُقال : قَنَص .


قال ابن إسحاق : وحدثني يعقوب بن عُتْبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن شيخ من الأنصار من بنى زُرَيْق أنه حدثه : أن عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - حين أتي بسيف النعمان ، بن المنذر ، دعا جُبير بن مُطعم بن عدي بن نوفَل بن عبد مناف بن قُصَى - وكان جُبَيْر من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: إنما أخذت النسبَ من أبى بكر الصديق رضي اللّه عنه ، وكان أبو بكر الصديق أنسب العرب - فسلحه إياه ، ثم قال : ممن كان ، يا جُبير النعمان بن المنذر ؟ فقال : كان من أشلاء قُنُص بن معدّ.


قال ابن إسحاق : فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجلا من لَخم ، من ولد ربيعة بن نصر ؛ فاللّه أعلم أيُّ ذلك كان .





نسب لخم بن عدي :

قال ابنُ هشام : لَخْم ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هُميسع بن عمرو بن عرِيب بن يَشْجُب بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال : لَخْم ابن عدي بن عمرو بن سبأ. ويقال : لَخْم : بن عدي بن عمرو بن سبأ. ويقال : ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن .
أولاد إسماعيل عليه السلام ونسب أمهم


قال ابن هشام : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال :


ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام اثني عشر رجلاً : نابتاً ، وكان أكبرهم ، وقيذر ، وأذبل ، ومبشاً ، ومسمعاً ، وماشي ، ودما ، وأذر ، وطيما ، ويطور ، ونبش ، وقيذما . وأمهم : ( رعلة ) بنت مضاض بن عمرو الجرهمي – قال ابن هشام : ويقال: مضاض ، وجرهم : ابن قحطان ، وقحطان أبو اليمن كلها ، وإليه يجتمع نسبها- ابن عامر بن شالخ . ( ويقطن هو ) قحطان بن عيبر بن شالخ .





عمر إسماعيل عليه السلام ومدفنه


قال ابن إسحاق : وكان عمر إسماعيل – فيما يذكرون – مائة سنة وثلاثين سنة ، ثم مات رحمه الله وبركاته عليه ودفن في الحجر مع أمه هاجر،رحمهم الله تعالى .


قال ابن هشام : تقول العرب: هاجر وآجر ، فيبدلون الألف من الهاء ، كما قالوا: هراق الماء وأراق الماء ، وغيره ، وهاجر : من أهل مصر .





وصاة النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر وسبب ذلك


قال ابن هشام : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن عمر مولى غفرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


" الله الله في أهل الذمة،أهل المدرة السوداء السحم الجعاد، فإن لهم نسباً وصهراً"


قال عمر مولى غفرة : نسبهم أن أم إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وصهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرر فيهم .


قال ابن لهيعة : أم إسماعيل : هاجر من أم العرب قرية كانت أمام الفرما من مصر ، وأم إبراهيم : مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا .


قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ثم السلمي ، حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا افتتحتم مصر ، فاستوصوا بأهلها خيراً ، فإن لهم ذمةً ورحماً " فقلت لمحمد بن مسلم الزهري : ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ؟ فقال : كانت هاجر أم إسماعيل منهم .





أصل العرب


قال ابن هشام : فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان ، وبعض أهل اليمن يقول : قحطان من ولد إسماعيل ، ويقول : إسماعيل أبو العرب كلها .


قال ابن إسحاق : عاد ابن عوض بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس : ابنا


عابر ابن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بنِ نوح . عرب كلُهم .


فولد نابت بن إسماعيل : يشجب بن نابت ، فولد يشجب: يعرب بن يشجب : فولد يعرب : تيرح بن يعرب ، فولد تيرح : ناحور بن تيرح ، فولد ناحور : مقوم بن ناحور، فولد مقوم : أدد بن مقوم ، فولد أدد : عدنان بن اُدد.


قال ابنُ هشامٍ : ويقال : عدنان بن أد .





أولاد عدنان


قال ابن إسحاق : فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - فولد عدنان رجلين : معد بن عدنان ، وعك ابن عدنان.





موطن عك


قال ابن هشام : فصارت عك في دار اليمن ، وذلك أن عكا تزوج في الأشعريين ، فأقام فيهم ؛ فصارت الدار واللغة واحدة . والأشعريون : بنو أشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ويقال :أشعر : ابن نبت بن أدد. ويقال : أشعر : ابن مالك ، ومالك : مذحج بن أدد ابن زيد بن هميسع . ويقال : أشعر : ابن سبأ بن يشجب .


وأنشدنى أبو محرز خلف الأحمر، وأبو عبيدة، لعباس بن مرداس ، أحد بنى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يفخر بعك :


وعك بن عدنان الذين تلقَّبوا بغسان حتى طُرِّدوا كلَّ مَطْرِد


وهذا البيت في قصيدة له . وغسان : ماء بسد مأرب باليمن، كان شرباً لولد مازن بن الأسد بن الغوث ، فسموا به . ويقال : غسان : ماء بالمشلل قريب من الجحفة، والذينشربوا منه فسُموا به قبائل من ولد مازن بن الأسد، بن الغَوْث ، بن نبت ، بن مالك ، بن زيد، بن كهلان ، بن سبأ، بن يشجب ، بن يعرب ، بن قحطان .


قال حسان بن ثابت الأنصاري – والأنصار: بنو الأوس والخزرج ، ابني حارثة، بن ثعلبة، بن عمرو، بن عامر، بن حارثة، بن امرئ القيس ، بن ثعلبة، بن مازن، بن الأسد، بن الغوث :


إمَّا سألْتِ فإنا مَعْشرٌ نُجُبٌ الأسْدُ نسبتُنا والماُء غسانُ


وهذا البيت في أبيات له .


فقالت اليمن ، وبعض عك ، وهم الذين بخراسان منهم : عك بن عدنان بن عبد الله بن الأسد بن الغوث . ويقال : عدثان بن عبد الله بن الأسد بن الغوث.





أولاد معد


قال ابن إسحاق : فولد معد بن عدنان أربعة نفر : نزار بن معد، وقضاعة بن معد، وكان قضاعة بكر معد الذي به يكنى فيما يزعمون وقنص بن معد، وإياد بن معد.


فأما قضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ. وكان اسم سبأ : عبد شمس ، وإنما سمى سبأ ؛ لأنه أول من سبأ في العرب ابن يشجب بن يعرب بن قحطان .





قُضاعة


قال ابن هشام : فقالت اليمن : وقضاعة : قضاعة بن مالك بن حمير. وقال عمرو بن مرة الجهنى وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة :


نحن بنو الشيخ الهِجان الأزْهَر قضاعة بن مـالك بن حِـمْيَرِ
النسب المعروف غير المنْكَـر في الحجر المنقوش تحتَ المِنْبر







قنص بن معد ونسب النعمان بن المنذر :


قال ابنُ إسحاق :وأما قُنُص بن معد فهلكت بقيتهم - فيما يزعم نُسَّاب معد - وكان منهم النعمان بن المنذر ملك الحيرة.





النعمان بن المنذر ملك الحيرة من ولد قنص بن معد


قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبد اللّه بن شهاب الزهري :أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معد قال ابن هشام : ويُقال : قَنَص .


قال ابن إسحاق : وحدثني يعقوب بن عُتْبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن شيخ من الأنصار من بنى زُرَيْق أنه حدثه : أن عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - حين أتي بسيف النعمان ، بن المنذر ، دعا جُبير بن مُطعم بن عدي بن نوفَل بن عبد مناف بن قُصَى - وكان جُبَيْر من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: إنما أخذت النسبَ من أبى بكر الصديق رضي اللّه عنه ، وكان أبو بكر الصديق أنسب العرب - فسلحه إياه ، ثم قال : ممن كان ، يا جُبير النعمان بن المنذر ؟ فقال : كان من أشلاء قُنُص بن معدّ.


قال ابن إسحاق : فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجلا من لَخم ، من ولد ربيعة بن نصر ؛ فاللّه أعلم أيُّ ذلك كان .





نسب لخم بن عدي :

قال ابنُ هشام : لَخْم ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هُميسع بن عمرو بن عرِيب بن يَشْجُب بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال : لَخْم ابن عدي بن عمرو بن سبأ. ويقال : لَخْم : بن عدي بن عمرو بن سبأ. ويقال : ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن .

الاستاذة بسمة 02-22-2010 04:57 PM

مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما

قال ابن إسحاق : فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ، وكان الله تبارك وتعالى قد أخذ الميثاق على كل نبي بعثه قبله بالإيمان به والتصديق له والنصر له على من خالفه وأخذ عليهم أن يؤدوا ذلك إلى كل من آمن بهم وصدقهم فأدوا من ذلك ما كان عليهم من الحق فيه . يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري أي ثقل ما حملتكم من عهدي قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فأخذ الله ميثاق النبيين جميعا بالتصديق له والنصر له ممن خالفه وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين .
[ أول ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة ]

قال ابن إسحاق : فذكر الزهري عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته أن أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح قالت وحبب الله تعالى إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده .
[ تسليم الحجارة والشجر عليه صلى الله عليه وسلم ]

قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الملك بن عبيد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي ، وكان واعية عن أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراده الله بكرامته وابتدأه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله .
قال فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله وعن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة . فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ما شاء الله أن يمكث ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان .

الاستاذة بسمة 02-22-2010 05:11 PM

حياته صلى الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته
نَسَبُه صلى الله عليه وسلم:‏
الرسول صلى الله عليه وسلم هو: (محمــد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشــم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك ابن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان) (رواه البخاري) ، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم عليهما السلام.‏
وأبوه: عبد الله بن عبد المطلب، كان أجمل قريش (قبيلة قريش) وأحب شبابها إليها، عاش طاهرًا كريمًا حتى تزوج بآمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم.‏
وأمّه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبوها سيد بني زهرة.‏
وجدّه: عبد المطلب بن هاشم، هو سيد قبيلة قريش، أعطته رياستها لخصاله الوافرة، وقوة إرادته، وعزيمته على فعل الخير لكل الناس، وقد اشتهر بحفر بئر (زمزم) التي تسقي الناس بمكة المكرمة إلى يومنا هذا.‏
مولده صلى الله عليه وسلم:‏
ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، من عــام الفيل، وقصة أصحاب الفيل معروفة ذكرها القرآن الكريم في سورة الفيل(1ـ5)، وذلك أن أبرهة ملك اليمن أراد أن يهدم الكعبة (بيت الله الحرام في مكة) فساق إليها جيشًا عظيمًا ومعهم فيل، فردّ الله كيدهم وحفظ الكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال جنينًا في بطن أمه التي رأت حين وضعته نورًا خرج منها أضاءت منه قصور بُصرى من أرض الشام.‏
ومات أبوه عبد الله، وهو لا يزال جنينًا في بطن أمـــه، فلما ولد كان في حجر جده عبد المطلب يرعاه وينظر حاجته هو وأمه.‏
مرضعاته صلى الله عليه وسلم:‏
جاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم، فكان الرضيع المبارك من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، واسم زوجها أبو كبشة، ودرّت البركات على أهل ذاك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وقد مكث فيهم ما يربو على أربع سنوات.‏
وقد صحّ أن ثويبة -مولاة أبي لهب- أرضعته قبل أن تذهب به حليمة السعدية.‏
معجزة شق صدره صلى الله عليه وسلم:‏
وقعت هذه المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى في بادية بني سعد وهو عند مرضعته حليمة، وكان في الرابعة من عمره.‏
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه -أي جمعه وضم بعضه إلى بعض- ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه -يعني ظِئْره أي مرضعته- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر المخيط في صدره) .‏
وأما المرة الثانية التي وقعت فيها تلك المعجزة فقد كانت في ليلة الإسراء كما روى ذلك البخاري ومسلم .‏
وفاة آمنة أُمّه صلى الله عليه وسلم:‏
خافت حليمة وزوجها على محمد صلى الله عليه وسلم بعد حادثة شق الصدر، فعادا به إلى أُمِّه آمنة، فمكث عندها إلى أن بلغ ست سنين، ثم خرجت به إلى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار، تزورهم به، ومعها أم أيمن تحضنه، فأقامت عندهم شهرًا ثم رجعت به إلى مكة فتوفيت بالأبواء (قرية على يمين الطريق المتجه إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة).‏
رعاية جّده عبد المطلب له صلى الله عليه وسلم:‏
ترك يُتم النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه أبلغ الأثر، إذ وُلد يتيم الأب وماتت أمُّه وهو ابن ست سنين، فلما توفيت ضمّه جدُّه عبد المطلب إليه ورقّ عليه رِقةً لم يرقها على ولده، وقرّبه وأدناه، وإن قومًا من بني مدلج قالوا لعبد المطلب: احتفظ به، فإنّا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه (هي أثر إبراهيم عليه السلام في المقام الإبراهيمي بجوار الكعبة)، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به. فلما حضرت عبدَ المطلب الوفاةُ أوصى أبا طالب بحفظه. ومات عبد المطلب فدفن بالحَجون (جبل بأعلى مكة)، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ولمحمد يومئذ ثماني سنين، ولا شك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أحسَّ بفقدان جده عبد المطلب لما كان يَحْبُوه به من العطف والرعاية.‏
كفالة عمه أبي طالب له صلى الله عليه وسلم:‏
أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعايته، فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكـان معــه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبّ محمدًا صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا لا يحبه ولده، وكـان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعًا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك.‏
ومما يدل على شدة محبة أبي طالب إياه، صحبته له في رحلته إلى الشام، ويبدو أنه في فترة حضانة أبي طالب له ساعده محمد صلى الله عليه وسلم في رعي غنمه، وقد ثبت في البخاري ومسلم أنه عمل على رعيها لأهل مكة، مقابل قراريط. ‏
ولعل ضيق حال أبي طالب هو الذي دفع محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى العمل لمساعدته. ورعـي الغنم فيه دربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على رعاية البشر فيما بعد، فقد أَلِفَ العمـل والكفاح منذ طفولته، واعتاد أن يهتم بما حوله، ويبذل العون للآخرين، وربما يذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوان.‏
زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:‏
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد، وهي من سيدات قريش، ومن فضليات النساء، وكانت أرملة توفي زوجها أبو هالة، وكانت إذ ذاك في الأربعين من عمرها، وقيل في الثامنة والعشرين، وكانت امرأة تاجرة، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم بشيء تجعله لهم.‏
وخديجة رضي الله عنها أول امرأة يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها في حياتها، وولدت له كل ولده إلا إبراهيم، فولدت القاسم وعبد الله (الملقب بالطيب والطاهر)، وثلاث بنات هن: أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية. أما إبراهيم فقد ولدته مارية القبطية التي أهداها له مقوقس مصر.‏
وقد مات القاسم وعبد الله قبل الإسلام، أما البنات فأدركن الإسلام وأسلمن رضي الله عنهن، وتوفيت خديجة رضي الله عنها قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.‏
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويظهر محبتها وتأثره لدى ذكرها بعد وفاتها، فقد كانت لها مواقف عظيمة في الإسلام، وفي نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به.‏
مظاهر من حفظ الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته:‏
‏ 1 - حفظه صغيرًا بداية من إرضاعه واصطفائه من أوسط النسب وأشرفه، وولادته من نكاح صحيح وليس من سفاح باطل.
‏ 2 - كفالة جده عبد المطلب -وهو سيد قريش- له طفلاً إلى أن بلغ الثامنة من عمره وتوفي جدّه، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب -وهو سيد قريش أيضًا- وفـي ذلك ما فيه من المنعة. والتاريخ يحدّث بحب عبد المطلب وأبي طالب الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم.
‏ 3 - حفظه شابًا من أن يقع فيما يقع فيه الشباب من الفحش والخنا، والأدلة على ذلك كثيرة منثورة في كتب السيرة، وقد اشتهر صلى الله عليه وسلم بين قومه وهو شاب بالصدق والأمانة.
‏ 4 - حفظ قلبه طاهرًا فلم يعبد إلهًا غير الله عز وجل، ولم يسجد لصنم، ولم يتمسح بوثن، ولم يحلف بغير الله، هذا مع بغضه الشديد لآلهة قومه (اللات والعُزّى وغيرهما).
‏ 5 - إعداده إعدادًا معصومًا من نزغ الشيطان ونفثه، وحفظ باطنه صحيحًا، وقد تجلى هذا في حادثة شق الصدر الأولى والثانية.
وجملة القول: إن الله تعالى هيأ لرسوله صلى الله عليه وسلم من الحفظ والرعاية ما جعله جديرًا بتلقي الرسالة الخاتمة لهداية البشر.‏
البشارات برسالته صلى الله عليه وسلم:‏
جاءت في القرآن الكريم بشارة عيسى عليه السلام لقومه ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) (الصف:6).‏
وجاءت في إنجيل برنابا عبارات مصرحة باسم النبي صلى الله عليه وسلم، مثل العبارة: (163/7: أجاب التلاميذ: يا معلم! مَن عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه، الذي سيأتي إلى العالم، أجاب يسوع بابتهاجِ قلبٍ: إنه محمد رسول الله).‏
وتكررت مثل هذه العبارات في إنجيل برنابا (حرمت الكنسية تداوله في آخر القرن الخامس الميلادي وهو الآن مطبوع) ، وكذلك في إنجيل لوقا (2/14) بلفظ: (أحمد)، وفي إنجيل يوحنا جاءت البشارة بلفظ: (الفار قليط)، ومعناها الحامد أو الحمّاد أو أحمد.‏
وفي التوراة كان الإخبار والتبشير بنبوته صلى الله عليه وسلم، ولكن يد التحريف طالتها، قال الله عز وجل: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل والقرآن، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (الأعراف:157).‏
قال ابن تيمية (في الجواب الصحيح) : (والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم). هذا عدا ما كانت تحدث به يهود، ورهبان النصارى، والعرب وكثير من الأمم بأن نبيًا قد اقترب زمانه وآن أوانه.‏
والبشارات برسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة، يضيق المقام عن حصرها، وتلتمس في مظانها.‏
أسماؤه صلى الله عليه وسلم: ‏
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم : محمد , أحمد , الماحي . الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على عقبيه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي ، ونبي التوبة ، وسماه الله تعالى رؤوفا رحيماً.‏
صفته صلى الله عليه وسلم:‏
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق (أي ليس شديد البياض) ، ولا الآدم (الأسمر) ، ولا بالجعد القطط (لم يكن ذا شعر ملتو قصير) ، ولا السبط (المسترسل)، رَجَل الشعر (بين البسط والجعد) ، أزهر اللون (أبيض مشرق) ، مشرباً بحمرة في بياض ساطع ، كأن وجهه القمر حسناً ، ضخم الكراديس (المفاصل) ، أوطف الأشفار (طول شعر الجفنين) ، أدعج العينين (شديد سوادها وبياضها مع اتساعها) ، في بياضهما عروق حمر رقاق ، حسن الثغر ، واسع الفم ، حسن الأنف ، إذا مشى كأنه يتكفأ (يندفع إلى الأمام) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الأرض ، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص (باطن القدم)، إذا طوّل شعره فإلى شحمة أذنيه (أسفلها)، وإذا قصّره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبه وكان على نُغض (العظم الرقيق) كتفه الأيسر خاتم النبوة كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (جمع خال وهي الشامة)، ومن فوقه شعرات .‏
شهوده صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة: ‏
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه فيها ، وكانوا قد اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه فاتفقوا على أن يحكم بينهم أول داخل يدخل المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذا الأمين ، فقال: هلموا ثوباً ، فوضع الحجر فيه وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من نواحيه وارفعوه جميعاً ، ثم أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه.


الساعة الآن 07:48 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011