عيون العرب - ملتقى العالم العربي - أنت أغنى الناس واعبد الناس وخير الناس وأقوى الناس

لعلك بالامس سالت المولى ان يرزقك الشهادة لتصنع حياة الناس وتؤمن مستقبلك فايقن في وعده وداوم على سؤاله سبحانه ولكن الشهيد الصانع للحياة الرافض للموت بحاجة الى ان يكون اقوى الناس واعبد الناس وخير الناس واغنى الناس اذ هو يجود باغنى ما يملك فلا زهد لفقير ولا لضعيف ولا لبطال انما الزهد عن ملك وقدرة وشهوة وحاجة ..

قال عليه السلام :" اتق المحارم تكن اعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس واحسن الى جارك تكن مؤمنا واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ..."
وقال عليه السلام :" الغنى غنى القلب والطمع هو الفقر الحاضر .."
وقال عليه السلام :" خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي .."

وقال عليه السلام :" ليس القوي بالصرعة انما القوي من يملك نفسه عند الغضب .."

الا ترى انك اقوى الناس نفسا وانت بالنفس انسان قبل ان تكون بالجسد كذلك لو ملكت نفسك عند الغضب واقوى الناس المحسنون الذين يتجرعون مع المقدرة مذقات لبن صافية وقطرات ماء رقراقة وحبات عسل شهدية من كظم الغيظ والعفو عن الناس ابتغاء مرضاة الله ..

الاترى انك اغنى الناس نفسا لو رضيت بقسمة الله لك بعد العمل والتوكل واستيفاء ما تيسر لك من اسباب الغنى وسد الخلة اما قبلها فلا وللشافعي عليه رحمة الله كلمة من نور يقول فيها ان الغنى عن الشئ لا به والرضى لو تعلم سكينة تعمر القلب وطمانينة تستبد بالفؤاد ورحمة يجد الراضي برد ثراها فيظل بها سعيدا دوما في كل حال والناس من حوله يسبحون بحمد الشهوة وهم لا يشعرون فلا تطفا فيهم ظماة حتى يهلكوا ولو رضوا لارضاهم ولاغناهم ولشغلهم بما عنده ولكن سخطوا فاسخطهم ..

الا ترى انك اعبد الناس لو تجنبت ما حرم الله وما حرم الله قليل قليل وكبره ما كان في حق الناس لانهم مكرمون منه تعالى أي ما داس فيهم الاعراض والانفس والاموال لانه يجر الى الافلاس اما بينك وبينه فهو غفار رحمان يكفيك الاستغفار والندم والبكاء والتضرع والسجود والاوبة ولا يضرك ما فعلت بعدها شريطة ان تكون اخر اوبة منك اوبة .

الا ترى انك خير الناس طرا لو كنت خيرهم لاهلك من نساء وذرية واهل بيت فالخيرية تبدا من البيت واليه تفئ والاصلاح دوما مبدؤه انت فمن يليك ويليك في دوائرعجيبة لا تنتهي فاذا بليت عاد عليها الاصلاح ..

بيسر وسهولة تكون اذن انت بالذات وليس غيرك اعبد الناس واقوى الناس واغنى الناس وخير الناس فاذا فعلت ذلك في رمضان والعشر الاواخر فان الله يباهي بك ملائكته الكرام فابشر واذكرني عند ربك ..