عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-30-2009, 04:22 AM
 
وارتحل رمضان ولم نتذوق طعم انتصار

بسم الله الرحمن الرحيم


- كتب الله لي عمرة في رمضان، أسأل الله عز وجل أن يتقبل، لمست فرقا كبيرا بين إزدحامات العام الماضي وهذا العام، ثمة جنسيات اختفت من موسم عمرة هذا العام، أو إن كان ثمة أحد منهم فالعدد لا يقارن، والذين حضروا لأداء العمرة لبسوا كمامات متعددة الأشكال والألوان ليترجموا رعبا سرعان ما يرتسم على الوجوه مع كل عطسة أو سعلة معتمر على الرغم من أن العطس والسعال العادي ليس من أعراض انفلونزا الخنازير!! نحن الآن نعيش أجواء انفلونزا الخنازير ، بعد إنقضاء مهمة انفلونزا الطيور!! لست أريد عمل مقارنة ولكنني أعلم أن كلكم يعلم أن ضحايا حوادث الطرق يفوقون عددا ما تساقط من انفلونزا الخنازير وقبلها الطيور وبعدها ربما انفلونزا الكلاب والقطط ...الخ!! وأن من يموتون بسبب التدخين وأمراضه يفوقون آلاف المرات عدد من سقط من الانفلونزات المصنعة في المصانع البيولوجية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا!! بل إن السمنة وتداعياتها تقتل في كل دقيقة آلاف الناس!! ولكن لا أحد يتكلم عن انفلونزا التدخين، وانفلونزا السمنة!! وانفلونزا قصف العزل في أفغانستان ووادي سوات وقطاع غزة، ولكنهم يضخمون انفلونزا الخنازير ليبيع الذين صنعوا الفايروس الدواء الذي سيكافح المرض!! لم أستخدم الكمامة ولكنني لجأت الى الله خالقى ومولاي أناجيه: يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف ووقفت أتأمل هؤلاء الأقزام الذين ما أن تلوح لهم فرصة لهدم الإسلام إلا واهتبلوها فهاهي إيران تمنع المعتمرين وربما الحجاج!! وهاهي تونس تدعو مواطنيها الى عدم الذهاب للحج هذا العام والحجة انفلونزا الخنازير!! تذكرت الحبيب بورقيبة الذي عمل على سلخ تونس من إسلامها وإيمانها، يوم أن أراد أن يقنع الشعب التونسي بعدم الصيام والحجة أن تونس تعيش مرحلة البناء والنهضة وهي على زعمه بحاجة الى جهد الشعب والصيام سيقلل هذا الجهد الذي بالتالى سيؤثر على النهضة!! بورقيبه جاء بمفتي تونس ليقنع الشعب التونسي بعدم الصيام، ووفق الله المفتي عندما طلب من بورقيبة أن يجمع له الناس في ساحة عامة ووقف ليقول بكل وضوح وشجاعة: بسم الله الرحمن الرحيم القائل: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ثم أنهى المفتي خطبته قائلا صدق الله العظيم وكذب بورقيبه!!! ولكن لا يتبادر الى ذهن أحد أنني لا مبالي، فأنا أذكر حديث المصطفى: فر من المجذوم فرارك من الأسد وقوله إذا كان الطاعون في بلد فلا يدخلها أحد ولا يخرج منها أحد وأذكر موقف عمر في طاعون عمواس حيث ألغى زيارته، فلما عوتب في ذلك بقولهم: أفرارا من قضاء الله؟ قال: نفر من قضاء الله إلى قضائه العجيب الغريب أن عالمنا العربي والإسلامي عجز الى هذه الساعة عن تثقيف الشعوب بأعراض هذا الوباء، والطرق الأنجع للوقاية منه، والشفاء منه إن وقع!! والغريب العجيب أيضا موقف منظمات حقوق الحيوان، فيوم أن كانت انفلونزا الطيور لم تحتج هذه المنظمات على إعدام ملايين الطيور دون تعويض أصحابها، في الحين الذي لم يتم إعدام800 خنزير في الأردن إلا بعد مفاوضات شاقة قامت بها وزارتا الداخلية والبيئة مع هيئة حقوق الحيوان التى كانت تتخذ موقفا متصلبا من قضية التخلص من هذه الخنازير، لتتم عملية الإعدام باشراف مباشر من ممثلين عن مختلف الوزارات المعنية وهي الداخلية والحكام الإداريون وممثلون عن وزارة البيئة والبلديات والصحة وهيئة حقوق الحيوان التى كان لها إعتراض على طريقة التخلص منها من خلال وضع سم أللانيت وتفضيل التخلص المباشر بالرمي بالرصاص والذبح بحيث لا يشعر الحيوان بالألم !! منظمات حقوق الحيوان لم تتحرك يوم كان يقضى على الطيور والدواجن، ربما لأن أصحابها مسلمون، وما حركتهم الحنون على الخنازير إلا لأنها تعود في ملكيتها الى مسيحيون فالمسلمون لا يربون الخنازير ولا يتاجرون بها!! الخاطرة الأخرى التى جالت في خاطري وأنا أتابع الرعب المرتسم على وجوه الناس هو هروب الإنسان من الموت على الرغم من أن الموت ليس ورائك يا إنسان، إنه أمامك ولكن في الإتجاه المعاكس قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكيم فركض الى الأمام وملك الموت في الاتجاه المعاكس ينتظر الأمر من الله الواحد الأحد!! فإن كان ذلك كذلك فما هذا الجبن الذي يتفشى تفشي الطاعون وكل الأنفلونزات السابقة واللاحقة من الموت؟ قالت لي نفسي وهل غير هذا سببا في ما المسلمون فيه من حال؟ عندما كان المسلمون يعتقدون بأن الأعمار بيد الله وأن الإنسان لن يموت قبل يومه المحدد له، كان المسلمون شجعانا يقدمون على الموت إقدام غيرهم على الحياة، وكان يخرج من بينهم من يقول: بخن بخن، إن أنا عشت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة !! وكان الواحد منهم يودع الدنيا والرمح يخترق ظهره ليخرج من صدره وهو يقول: فزت ورب الكعبة وكان الواحد منهم يعيد ذكريات حياته وهو يلفظ أنفاسه على فراشه فيقول: لقد خضت زهاء مئة معركة وما بجسدي موضع إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء لقد تغير الحال فأصبح تغيير ما نحن فيه من بؤس وشقاء وذل وهزيمة من المحال!! لقد قذف في قلوبنا الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله: قال حب الدنيا وكراهية الموت!! لقد جاء رمضان وصام المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وصلوا التراويح والقيام ورفعوا أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى أن يغير حال الأمة وأن يطهر المسجد الأقصى ويحرره من رجس اليهود الأوغاد شذاذ الآفاق وأن ينصرنا عليهم ويرينا فيهم يوما أسودا!! ولكن رمضان ارتحل والمسجد الأقصى الى الإنهيار أقرب من أي وقت مضى فالأنفاق تحت كل أساساته و إسرائيل تجري تفجيرات نووية تحت الأرض بقوة ثلاث درجات ونصف على مقياس رختر، إنها تحضر نفسيات العرب فالتفجير الأقوى قادم والإنهيار قادم معه لا محالة والهيكل جاهز ليكون مكانه!! رمضان ارتحل ومبادرة العرب لا تزال على الطاولة!! والخيار الإستراتيجي هو نفسه لم يتغير منذ أن انسلخ حكام العرب عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم!! رمضان ارتحل ولم نرى بدرا ولا الخندق ولا فتح مكة ولا حطين ولا عين جالوت، والعيب ليس في رمضان فرمضان هو رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولكن الناس هم الذين تغيروا وهم الذين اداروا ظهورهم للقرآن ولسنة خير الأنام ولهدي خير القرون من بعده صلى الله عليه وسلم ، استبدلنا قانون السماء بقانون وضعي بشري وهو من أحلوا قومهم دار البوار عندما رضوا بأن يكونوا عبيد بطن وفرج ودينار وقطيفه، وعندما استمرؤا الذل والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى!! رمضان ارتحل دون أن نجد منا وفينا من يقف في وجه العمالة ليقوم اعوجاجها بالكلمة الطيبة أولا، فإن استعصى الإعوجاج على النصح فبحد السيف فالأمة كل الأمة في خطر، الأمة كل الأمة تباع بأرضها وشعبها ومقدراتها للصليب وللنجمة!! رمضان ارتحل وأمريكيا تطالبنا بالتطبيع مع من احتل واغتصب وسفك الدماء وانتهك الأعراض ومن ركل بكلتا رجليه كل القوانيين الدولية وكل ما صدر عن مجلس الأمن في الحين الذي عجزت فيه أمريكيا عن مجرد إقناع يهود بوقف الإستيطان مراعاة لاء وجوه القادة العرب الذين من المقرر أن يفرشوا بأيديهم السجاد الأحمر لاستقبال اليهود القتلة!! نتنياهو يقول لا لتجميد الإستيطان ولو ليوم واحد بملىء فمه ونحن نصر على أن السلام مع اليهود هو خيارنا الإستراتيجي والوحيد!! رمضان الذي صامه المسلمون هذا العام موحدين يرتحل وكل دولة من دولنا الخمسة والأربعين مهيأة للتجزءة الى دويلات عدة، فهاهم يبدؤن في اليمن حربا تأكل الأخضر واليابس وهاهم أمثال مثيري الفتنة والإنقسام من أمثالهم يتململون انتظارا لصفارة البدء.
رمضان ارتحل على أسوأ ما تركنا عليه العام الماضي، ارتحل ونحن أكثر ضعفا وتبعية وهوانا على أرذل البشر وأحقرهم اليهود الذين قال فيهم مولانا : ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم أن يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعذب رمضان ارتحل وقد ختم أغلبنا القرآن الكريم مرات وليس مرة واحدة ولكن أيا منا لم يتغير ولم يبدأ بتحسس الطريق الذي خطه المصطفى صلى الله عليه وسلم، خط رسول الله صلى الله وسلم خطا مستقيما وقال هذا سبيل الله وخط عن شماله ويمينه خطوطا معوجة وقال وهذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعوا إليه رمضان ارتحل يبكي على أمة القرآن التى غدى حالها من حالة أهل الكتاب الذين قالوا عن قلوبهم: قلوبنا غلف فهم يقرأون القرآن ولا يكادون يستوعبون أن مخافة غير الله شرك، وأن الركون الى الذين كفروا كفر ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، وأن الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه الآخر تمثل باليهود والنصارى وهو انسلاخ عن كلمة التوحيد وكفر بمنزل الكتاب وهازم الأحزاب، وأن الدم المسلم المهراق على أيدي مسلمة في وادي سوات وأفغانستان والعراق واليمن وفلسطين والسودان هو لعنة على سافكيه وعلى الساكتين على سفكه فدم امرىء مسلم أشد حرمة عند الله من حرمة البيت الحرام.
إرتحل رمضان وعيناه مغرورقات بالدمع فهل هؤلاء الذي صاموا نهاره وقاموا ليله مسلمون فضلا عن أن يكونوا مؤمنون!!؟ إن على الأمة أن تعيد إعلان إسلامها، محتسبة أنها اليوم أسلمت وعليها فهم معنى لا إله إلا الله محمدا رسول الله وعليها أن تعي ما سيترتب على هذا الفهم ما وعاه الأنصار يبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا إله إلا الله حرب للعرب والعجم ممن سيناصبون هذه الدعوة العداء فإذا ما فهموا هذا فعليهم التزود بزاد بلال وياسر وسمية وعمار والخباب وعليهم الإنخلاع من حظوظ الدنيا انخلاع صهيب من ماله عندما كان هذا الإنخلاع ثمنا للنجاة بالدين، وعليهم الشعور بمعية الله شعور المصطفى لصاحبه في الغار: إن الله معنا ،وعليهم أن يعلموا أن النصر سيسير في ركابهم إن عاجلا أو آجلا وأنهم هم وليس حثالات البشر والمجرمون المؤهلين ليكونوا أئمة هذا الكون وقادته وجعلنا منهم أئمة لما صبروا ، وعليهم أن يعلموا بعد هذا كله أنهم خلقوا للأبد ولكنهم ينتقلون من دار الى دار حتى يكونوا إما في جنة وملك لا يبلى أو في نار تلظى والعياذ بالله.
إذا حدث هذا التغير فينا فسيقدم رمضان في عامه القادم ومعه عبق بدر وفتح مكة وحطين وعين جالوت وسينادي الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله فهل نغير أنفسنا ليغير الله ما بنا؟يوسف أبو راس


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-30-2009, 04:34 AM
 
رد: وارتحل رمضان ولم نتذوق طعم انتصار

مـشـكور على الموضوع الأكثر من رائع
__________________


سُبحان الله | الحمُدلله | لا إله إلا الله | اللهُ أكبر | أستغفرالله | لا حول ولا قوة إلا بالله
القرآن الكريم | أذكـار الصبـاح | أذكـار المسـاء


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-30-2009, 04:44 AM
 
رد: وارتحل رمضان ولم نتذوق طعم انتصار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *منتوهي* مشاهدة المشاركة
مـشـكور على الموضوع الأكثر من رائع
جزاك الله خير عيوني دمت بود مرورك عسل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا كان صلى الله عليه وسلم في رمضان سيف الإسلام نور الإسلام - 21 08-29-2009 11:29 PM
أى رمضان رمضانك !!؟ (رائع لا يفوتك) fares alsunna أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-30-2007 12:17 AM
الثبات بعد رمضان عيون الطفولة أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 14 10-21-2006 02:31 PM
الموضوع: عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر المشتاق لله أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 8 09-23-2006 10:05 PM
مسجات بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان سنيورة أمواج أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-20-2006 02:46 PM


الساعة الآن 12:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011