عيون العرب - ملتقى العالم العربي

إن أكبر دليل تقيمه على نفسك فى مسألة الأيمان بالله هى الأخلاص فى العمل والأحسان...........................
ففى حديث الرسول الطويل الذى رواه سيدنا عمر بن الخطاب من حديث جبريل حينما سأل الرسول (وما الأحسان قال تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك) وبالفعل لو أن النفس أدركت أنها ترى الله وهو يراها لأصبحت اقوى على المعاصى من قبل هذا .....
ومن الغريب أنك تقول للمرء ايا يكن حينما يفعل معصيه أتقى الله الا تعلم ان الله يراك فلا يستطيع ان يقول لا لأنه يعرف ذلك بل يقول ذلك ويصر على فعلته الحمقاء وانه لو فكر قليلا وهو يفعل المعصيه لعرف أنه لا يعلم أساسا كيف أن الله يراه.......................
وأوضح ذلك بشئ من اليسير إن الشاب أو الرجل حينما يفعل معصية ما يخشى بها من احد ان يراه كأبيه مثلا او الفتاة من امها فالولد مثلا يشرب الخمر ولكن فى البيت امام ابيه لا يسطيع ابدا ان طلبه لشرب الخمر اصلا يضمحل وان حتى ترأى له ان يشرب فأنه لا يجعل للفكرة بالاً او حماس ولكن ينفض الفكرة بسرعه فهو يعلم تمام العلم ان ابيه يراه وان حدث سينزل عليه العقاب ...................
الموقفان الأن متعادلان ومتفقان تماما ومع ابيه لم يشرب اما وهو منفردا شرب والفارق هو فى موعد العقاب مع ابيه العقاب وقتى ام الله فعذابه بعد يوم القيامه وشتّان بين عقاب الأب وعقاب الله ولله المثل الأعلى ونجد الله الرحيم بعباده يحث على هذه الافته فى الحديث القدسى (عبدى إن كنت تعتقد أنى لا أراك فالخلل فى إيمانك وإن كنت تعتقد أنى أراك فلما تجعلنى أهون الناظرين إليك)