عيون العرب - ملتقى العالم العربي

المؤمن مرآة المؤمن

المؤمن مرآة المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم " المؤمن مرآة المؤمن "
وفي هذا بيان واضح من ان المرآة التي ينظر فيها الإنسان
ليصلح فيها من شأنه في مظهره وثيابه، هي مرآة حسية لظاهر
خلقه، يرى فيها عيوبه الظاهرية فيصلحها امام المرآة ،
وذلك لصدق ما وقع نظره عليه من العيوب التي عكستها له المرآة، ,
وكلما كانت المرآة اكثر صفاء واكثر نقاءا كان انعكاسها للصورة اكثر وضوحا وتفصيلا ،
والمؤمن في حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم
انما صار مرآة حسية ظاهرة وباطنة لاخيه المؤمن لأنه يبصر به،
فظاهرة هو عندما يرى شائبة في وجه اخيه المؤمن او هندامه
يسرع الى اصلاحها بتنبيهه عليها، فيكون مرآته التي نظر بها ،
وباطنة هو عندما يبصر به أخلاقه ، ويبصر به أعماله، ويبصر به عيوبه ،
فيكون أخوه اهدى إليه بتقديم النصيحة ،
وتقديم النصيحة يختلف وقعها في قلب المؤمن من شخص الى اخر ،
فكما لو وجد نفسه امام مرايا عديدة ، فينظر الى اصفاها وانقاها ،
ومن جهة اخرى انه كلما رأى عيب اخيه المؤمن اتقاه في نفسه ،
لانه مرآته العاكسة الباطنة . وفي هذا صلاح كبير ونصح جميل .
ولهذا كان في الاثر ماورد عن امير المؤمنين سلام الله عليه حيث قال:
" رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي " اي يهدي إليه عيوبه ويدله عليها،
بمعنى يهدي اليه النصيحة في اصلاح ذلك العيب، لكن ينصحه بينه وبينه،
كما لو انه وقف امام المرآة ، ويتحرى الوقت المناسب والعبارات المناسبة
الغير جارحة بما ينتقص بها من انسانيته، وهذا يختلف بحسب الأشخاص
والأحوال فقد تجد مؤمنا نصوحا خفيا تأمن لنصيحته غير شاهرا بها كالسيف في وجه اخيه ،
وقد تجد من ينعى عيوبك في كل محفل ولا يأبه لما كان من تشنيع وتجريح .
فما يكون ذلك بمرآة للمؤمن .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
اللهم لا تدع خصلة تعاب مني الا اصلحتها ،
ولا عائبة اؤنب بها الا حسنتها ،
ولا اكرومة في ناقصة الا اتممتها .