عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-11-2009, 04:20 PM
 
الدبلوماسية


لطالما إستهوتني فكرة قراءة سير الشخصيات البارزة في التاريخ القديم والمعاصر وكذلك التعرف على أهم مواقفهم التي كان لها تأثيرا سواء بالإيجاب أو بالسلب على سير مجرى التاريخ.وكذا ربط كل ذلك بالأحداث الراهنة وببعض المفاهيم والسلوكيات التي قد نجهل معناها.
ومن بين الشخصيات التي طالما شدتني، شخصية جمال الدين الأفغاني الذي عرف بأفكاره الثورية والداعية للتمرد على الظروف المعاشة وعلى فساد الحكام الموالين للقوات الاستعمارية، وكذا مناهضته للاستعمار والاستيطان الأجنبي كما يذكر أنه كان شديد النقد لعلماء الدين الذين تقاعسوا عن أداء مهامهم الدعوية وواجبهم بالآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غير أنه فشل في حركته التحررية وطوردا في كثير من البلدان ونفي في كثير منها، ولعل سبب كل ذلك راجع لطبيعته الحادة و قصر نفسه واستعجاله الأمور.
ومما يروى عن جمال الدين الأفغاني بهذا الخصوص، أنه مثل يوما بين يدي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وكان جمال الدين في أثناء حديث السلطان معه ممسكا سبحة في يده، فلما انتهت المقابلة انتحى مدير التشريفات السلطانية بجمال الدين وراح يعتب عليه ويلومه لأنه لم يرع حق الرعاية للمقام السلطاني قائلا: ليس من اللائق أن لا تعطي السلطان ما يستحقه من التقدير والاحترام ، والإقبال عليه بكل أحاسيسك ووعيك وجوارحك ، لأنك كنت تلعب بالسبحة في حضرته.
و ربما كان مدير التشريفات ينتظر أن يعتذر الأفغاني ولكن رد جمال الدين نزل كالصاعقة على رأس المدير ولعله ندم على إبداء تلك الملاحظة، وكان رد جمال الدين الأفغاني بعدما حدج بنظره المدير: وهل من اللائق أن يلعب السلطان بالأمة؟
ربما لم يكن السلطان عبد الحميد الثاني النموذج الجيد للخليفة الذي يتولى شؤون المسلمين ولكن لا يليق أن يعامل بهذا الفتور من طرف جمال الدين الأفغاني، كما يجب ان لا ينسى انه كان للسلطان مواقف يتشرف بها كل مسلم، إذ يكفيه فخرا انه لم يسل لعابه عندما عرض عليه هرتزل للسماح لكمشه من اليهود بالاستقرار في فلسطين، و كان مصيرا السلطان الخلع.
عودة لشخصية جمال الدين التاريخية فهو كما قال عليه تلميذه : لطالما هدمت حدته ما بنته فطنته، او ربما كان يفتقر في تعامله إلى الدبلوماسية التي تعتبر فن الحوار والمخاطبة في التوصل إلى أكبر قدر من المكاسب الإستراتيجية .
هذه الدبلوماسية التي كانت تميز حبيبنا محمد عليه أزكى الصلوات، في مخاطبته للزعماء والأشراف وإنزالهم منازل تليق بهم ، كخطابه لقيصر روما الذي ابتدأه عليه الصلاة والسلام ب: إلى هرقل عظيم الروم .وكذا بتكريمه للوفد الذي ارسله له النجاشي...
فهو من قال : *وأنزلوا الناس منازلهم*
او ليست هذه دبلوماسية؟
ولنا دوما في رسولنا الحبيب أسوة حسنة.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:37 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011