رجاءً .. لا تحلف
 

بسم الله الرحمن الرحيم - أطالت النظر في رسالة وصلت الى بريدها الالكتروني من صديقة عزيزة، واعادت قراءتها المرة تلوالاخرى، لعلها تهتدي الى مشكلة صديقتها.. ابتدأت الرسالة ب ''وحياتك ،وحياة عينيك ..وانتهت ب و''حياة أولادي وبشرفي هذا ما حصل '' وبينهما عبارات تصف ما بينها وبين زوجها بانها ''خناقة لرب السماء'' .الفاظ و كلمات خاطئة، شائعة وبنسبة كبيرة،نستخدمها في حياتنا اليومية ، ومراسلاتنا دون ان نعي حقيقة أن فيها مخالفة للعقيدة .واستذكرت وهي تقرأ في الرسالة الالكترونية عبارة تقول لو ''نزل ربنا من السماء ما رجعت له ''و ما في الكلمات من تهاون بقدر الله ذي الجلال والأكرام ..استعادت ما قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: ''و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم''،و: ''إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً''.وكما يؤكد عميد كلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور عبد الناصر ابو البصل ،فان هنالك مصطلحات وعبارات يستخدمها المسلم تخالف العقيدة الاسلامية وحتى اداب التربية ومنها:''فلان لا بيرحم ولا بيخلى رحمة ربنا تنزل،وهي كلمة خبيثة فالله تعالى لا ينازعه فى سلطانه منازع ولا يملك احد ان يمنع شيئا من أمر الله ورحمته.لقوله تعالى''ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم''،فلا مخلوق يستطيع أن يمنع رحمة الله أن تنزل على عباده .و يقول د ابو البصل ،من مثلها زرع شيطانى أو طالع شيطانى،وهذا قول خاطىء لان الشيطان ،عليه لعنه الله ، لا زرع له ولا خلق له ، قال تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ) والصواب أن نقول زرع رباني أو نبت رباني .ويزيد :البقية فى حياتك، ما هذه البقية ؟ لا حول ولا قوه الا بالله ،هل يموت إنسان قبل انقضاء عمره بحيث تكون البقية يرثها أحد أوليائة ، سبحان الله هذا بهتان عظيم .ولن يموت إنسان قبل أن يستكمل آخر لحظة فى عمره، قال تعالى''فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون''.ويشدد د.ابو البصل على عدم جواز التلفظ بمثل ذلك الكلام و يقول:انه لا يجوز إطلاق أي مثل أو لفظ يخالف العقيدة الإسلامية،والأصل أن الألفاظ التي تستخدم في حالات الرضا و الغضب،والفرح و السعادة تكون متوافقة مع العقيدة الإسلامية . و يرى أن مثل هذا الالفاظ وغيرها تنشر سلبية التعامل بين الناس لا الألفة و المحبة،كما أنها تنشر الانتقاص من القدر على أساس لا يرضاه الدين وهو التقوى والعمل الصالح .. ويشير إلى دراسات أجريت على مثل هذه الأمثال والأقوال في كثير من البلاد العربية فوجد انها تخالف العقيدة و التربية،وصدرت توصيات بعدم جواز استخدامها أواستعمالها او التلفظ بما شابهها.ويعزو شيوعها إلى بعد أخر هو البعد التربوي،ويقول :لابد من تقييم لما يقال و يتداول من هذه الألفاظ، لان أصلها تربوي،فالطفل قبل أن يتداولها لا بد و أن يسمعها من بيئته إن كانت أسرة أو مدرسة أو حيا أو غيرها،وتدرج استخدامه لمثل تلك الألفاظ لا بد و أن تكون منبثقة عن بيئته و جزء من ثقافته،لكنها تخالف الدين والعقيدة الإسلامية التي تحث على حسن القول والكلم الطيب .ويشير د.أبو البصل إلى أن إنتقاء أطيب الكلمات والعبارات سلوك إيماني يمتثله الصالحون في أقوالهم كما قال الله تعالى في الاية 24 من سورة الحج :( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) فجعل الكلام الطيب نوعاً من الهداية التي يسعى إليها العبد الصالح ؛ بل وحث إلى الخطاب الحسن مع الناس كما قال تعالى في الاية 83 من سورة البقرة:''وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا'' وهي من الأسس التربوية التي يتربى عليها العبد منذ نعومة أظافره؛ فرقي المؤمن ليس فقط في فكره وتصوراته وقيمه وسلوكه وأخلاقه بل وكذلك في بيانه ومنطقه ، فلا يتلفظ بالقول السوقي و العبارات الرديئة ،بل ينتقي أطيب الكلام و ينطقه ليشيع المحبة بين الناس.ويرى خبراء تربية أن الأباء مطالبون بتربية أبنائهم على اللفظ الكريم ، والتهذيب، ويتحتم على المربي تلقين الابن القيم والضوابط الأساسية التي ينبغي أن يمتثلها في حياته.ويقولون أن عملية توجيه الطفل ينبغي أن تسبقها عملية توجيه على حسن القول وتهذيب الكلام،وينبغي أن تكون ألفاظ المربي كريمة حسنة بعيدة عن فحش الكلام ورذائله، ولا يكتفي بالتلقين بل يجب أن يمارس ذلك عملياً في انتقاء العبارات والألفاظ التي يتلفظ بها خصوصاً أمام الطفل. ريم الرواشدة

رد: رجاءً .. لا تحلف
 

رد: رجاءً .. لا تحلف
 

جزاك الله خير اختي