عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree2Likes
  • 2 Post By Prismy
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2013, 09:19 AM
 
Talking الثلوج مصيرها السيول ~ منقوولة

^~،._.،~^ الثلوج مصيرها السيول ^~،._.،~^ كان ذلك اليوم جميلا .. سماءه صافية .. و طيوره تغرد طربا لاستقبال نهار جديد .. وصل إلى مسامعه خرير جدول أزرق صافي المياه ، يجري أمامه ،و أستلقى على العشب الأخضر ،تنشق عبيره المنعش ، و وجهه معلق بالسماء ،و على شفتيه إرتسمت ابتسامة نطقت بالحزن و الأسى . كان يصغي بانتباه لمحيطه ، أصوات المارة و الباعة ،و بعض السيارات ، تنهد " كمال " بعمق و أطلق زفرة حارة من أعماق قلبه بدت أشبه بالأنين ،رغم انه عاد يرسم تلك الابتسامة العذبة على شفتيه . كان كمال ذو ٣٠عاما ، شديد الوسامة بشعر اسود ناعم تصل أطرافه إلى رقبته ،و عينين عسليتين ، أكثر ما يشد الانتباه فيه ، لما لها من هيبة وقار ، ولكنه مؤخرا كان لا ينزع عنه تلك النظارة الانيقة السوداء اللون . كان كمال في نظر الذاهب و الآيب ممن يقطع الشارع شابا متقاعسا ، بدليل انه يقضي وقته على ضفة هذا النهر ، ولكن هذا النهر كان المكان الوحيد الذي لا يشعر فيه و كأنه انفصل عن العالم الخارجي يوما . تقطع حزنا حين مرت امام عينيه ذكرى قديمة ، ولكنه هب جالسا فجأة و هز رأسه و كأنه ينفض عنه تلك الذكرى ، ثم نهض واقفا ليتابع طريقه .. إلى حيث تقوده قدماه ... ¤ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤ في تلك الشقة المتواضعة : جلس رامي على طاولة الطعام ، يحرك الملعقة بصحنه دون ان ياكل شيئا ، و بعد تردد كبير قرر ان يقطع ذلك الصمت قائلا : _أبي هل ..اقصد ..أنت تعلم ان "زياد " سيعود هذا اليوم للمنزل ،ألن نحضر لاستقباله ؟؟ احتسى والده فنجان قهوته ثم قال : _و ما الداعي لذلك ،اخوك ليس عائدا من سفر أو من مهمة وطنية ، انه خارج من السجن و هذا ليس شيئا يدعو للفخر . طأطأ رامي راسه مغمغما : _و كأنه ليس ابنك . وضع الاب فنجانه على الطاولة و قال : _هل قلت شيئا؟؟ هتف رامي : _ لا و لكني كنت أتساءل ..هل أستطيع الذهاب لإستقبـ.... قاطعه والده : _حسنا ،بامكانك الذهاب ،رغم اني ارى بانه من الأفضل لك ان تذهب إلى مدرستك ، فهو لن يضيع الطريق نحو المنزل . سأل رامي بحزن : _ ألم تشتق اليه ؟؟لقد غاب عاما كاملا . تغيرت ملامح والده وهو يرفع طبقه و ينهض متوجها إلى المطبخ دون ان يرد ، و تابع رامي بالنبرة ذاتها : _أما أنا فقد افتقدته كثيرا !! و أردف بابتسامة : _لقد افتقدت حتى ازعاجه و مضايقته لي ، لقد بلغ العشرين من عمره في الاسبوع الفائت و لا اظنه احتفل بهذه المناسبة هناك حيث هو ! خرج والده من المطبخ وهو يبتسم تقدم بضع خطوات و وضع مبلغا من المال أخرجه من جيبه على الطاولة ، لم يترك له والده فرصة السؤال فقال وهو يرتدي سترته : _ انه ليس مبلغا كبيرا ، بما انك ستتغيب اليوم عن المدرسة فلا تعد سريعا إلى المنزل ،خذ اخاك في جولة عبر المدينة و تمتعا بوقتكما ، هل فهمت ؟ ابتسم رامي في حماس و أجاب : _ أجل بالتأكيد سنفعل . ثم أسرع يغير ثيابه قبل ان يغادر البيت ¤ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤ في مبنى السجن الحكومي: .. كانت سعادة ذلك الشاب و فرحته لا تخفى على أحد ، وهو لا يرفع بصره عن الباب الخارجي ،و يتأمل الاشخاص الداخلين و الخارجين ، كان شاردا حتى انه لم يستمع للموظف الذي كان يحدثه عن الاجراءات الأخيرة لاطلاق سراحه ، شعر الموظف بالغضب فصرخ بصوت مرتفع : _ ســــــــــــيد زيــــــــــــــاد !! انتفض زياد و هتف : _ نعم ! قال الرجل بصرامة : _ آمل ان تجاهلك للإجراءات والقوانين لا يعني انك تنوي العودة الينا بأسرع فرصة . تمتم زياد : _ أنا آسف لم اقصد تجاهلك. ابتسم الرجل وهو يناوله حقيبة ظهر و قال : _لا بأس ، هذه أغراضك ، أنتبه على نفسك و اتمنى ان لا أراك هنا ثانية . بادله زياد الابتسام وهو يأخذ الحقيبة و قال : _شكرا ، أعدك بأنك لن تفعل ، إلى اللقاء . قالها وهو يلوح بيده مودعا . وجرى نحو المخرج بفرحة و حماسة بالغين ، ضحك الموظف من حماسته وعاد للعمل على أوراقه . ما ان خطى زياد خارج المبنى حتى صرخ بأعلى صوته : _أنا حــر !! التفت اليه كل من كان في المكان بدهشة ، و لكنه لم يكن مهتما ، نزل الدرج بسرعة و عيناه تجولان في المكان بحثا عن شخص مألوف ، و حين لم يجد ما يبحث عنه وقف قليلا و غمغم بخيبة امل : _ لم يأتي أحد لاستقبالي ،هذا مؤسف !! ثم إستعاد ابتسامته المرحة وهو يستطرد : _لا بأس ، حتى هذا لن يعكر صفو فرحتي هذا اليوم . _زيـــــاد ..زيـــاد ! إستدار زياد لصاحب الصوت ، إلى ذلك الفتى ذو الشعر و العينين البنيتين الذي يعرفه جيدا ،و هتف : _ رامي ..أنت هنا ؟! تقدم رامي نحوه بابتسامة و دار حوله متفحصا قبل ان يقول : _زياد ، لم يتغير فيك شيء واحد، مازلت محتفظا بهذا الوجه الملل ،لقد ارتحت منه لفترة قصيرة . تنهد زياد بأسى متظاهرا بالحزن ، وهو يستدير بشكل درامي وقال : _هكذا إذا لا أحد يرغب بوجودي هنا ،حسنا أنا راحل . غمغم رامي بدهشة : _ماذا ؟!! تقدم زياد نحو الطريق العام وهو يغني بحزن مصطنع : _ "وحيــــــد"سجين في الظلام .. "وحيــــــد"أعاني الآلام.. "وحيــــــد" بلا شمس ولاهواء .. "وحيــــــد"اسير سجين .. بلا أهل و لا اقربــــــــاء.. صاح رامي مقاطعا : _زياد !! إستدار اليه ليفاجأ به يندفع و يحضنه هاتفا : _لا تقل هذا الكلام أيها الاحمق لقد اشتقت إليك . ضحك زياد قائلا : _وأنا أيضا اشتقت إليك وإلى أبي ،و لكني لم أعلم انك حساس لهذه الدرجة . واردف ساخرا : أيها رقيق. صاح رامي بغضب وهو يدفعه : _يا لك من غبي ،الخطأ خطئي لأني اردت المجيء لرؤيتك . و عقد ذراعيه امام صدره وهو يدير وجهه بعبوس ، ضحك زياد وهو يربت على رأسه قائلا : _لا تغضب لقد كنت امزح ، أنا شاكر لك وجودك هنا، و لكنك لازلت تتصرف كالأطفال . صرخ رامي بثورة : _تقول أطفال ؟؟ لا تزال مصرا على السخرية مني ، أنا أصبحت في الرابعة عشرة فلا تحدثني هكذا !! هز زياد رأسه و قال : _حسنا..حسنا ،أنا آسف ، و لكن دعنا لا نتشاجر، على الأقل في الوقت الحالي ،فأنا سعيد جدا . ابتسم رامي هو يسير إلى جانبه و سأل : _هل ستخبرني عن الحياة داخل السجن ، هل هي كما نراها في الأفلام ،مروعة و مخيفة ؟؟ هز زياد راسه نفيا و أجاب : _ بل هي أسوأ بكثير ،و لكن لا تذكرني بهذا الآن ، دعني استمتع بحريتي . ثم أخذ نفسا عميقا وهو ينظر إلى السماء الصافية و الشمس الساطعة و قال : _لقد اشتقت كثيرا لهذا الشعور ،انه ..رائع !! و فجأة ... اندفع زياد يركض على الرصيف بأقصى سرعته ، لحق به رامي وهو يهتف : _زياد ما الأمر ؟ لما تجري هكذا ؟؟ لم يجب زياد ،و لكن ضحكاته السعيدة ارتفعت تملأ الارجاء . جرى زياد بسرعة كبيرة ، جرى كما لم يجري منذ مدة طويلة ، الناس من حوله ، و البيانات الضخمة ، و مزامير السيارات يطرب أذنيه ، لقد كاد يطير فرحا وهو يركض و الهواء يداعب وجهه الأبيض ، و شعره البني الناعم ، وفجأة ... ظهر أمامه من المنعطف الجانبي ، رجل يضع نظارات سوداء يجري بالسرعة ، استطاع زياد بصعوبة التوقف دون الإصطدام به ، فكان على بعد إنشات فقط ، ولكن رامي الذي كان يندفع من خلفه و فاجأه توقف زياد ،اصطدم بالأخير ،ليسقط فوق الرجل . هتف رامي بأسف وهو ينتصب في وقفته : _أنا لم اقصد !! تأوه زياد بألم و اعتدل جالسا وهو يصيح : _أيها الغبي، ما الذي فعلته ؟؟ صاح رامي : _أنت من ركض كالمجنون ثم توقف فجأة ! أردف وهو يمد يده للرجل ليساعده على النهوض : _هل أنت بخير سيدي ؟! كله بسبب شقيقي المجنون هذا . فوجئ رامي بالرجل يضرب اليد الممدودة له ليبعدها عنه ، و ينهض دون مساعدة احتقن وجه زياد لهذه الوقاحة ، في حين غمغم رامي : _ أنا آسف سيدي ! لم يرد عليه الرجل و هم بالمغادرة حين صاح زياد برامي غاضبا : _لا تعتذر له انه لا يستحق. توقف الرجل بضع لحظات دون ان يستدير و قال بهدوء : _ ألا ترى انك وقح يا هذا ؟ ألستما من اصتطم بي ؟! زفر زياد عاقدا ساعديه و قال : _ولكننا اعتذرنا منك , مع انك كنت مسرعا ايضا ولم تكن تنظر امامك!! احتقن وجه الرجل وصاح: _ انت تريد افتعال مشكلة وانا لست في مزاج يسمح لي , كما واني في عجلة من امري. همس رامي بتوتر : _ زياد ..اهدأ قليلا لا داعي للشجار معه. انتفض الرجل فجأة حين سمع صوت مجموعة من الرجال تهتف وهي تقترب منهم : _ انه هناك ..لقد وجدناه .. وجدنا كمال يا سيدي عثرنا عليه . اراد كمال ان يهرب ولكنه توقف قليلا وتردد . التفت الى زياد و رامي وسأل : _ كم يبعد المنعطف الشارع؟؟ تبادل زياد ورامي النظرات بدهشة و قال رامي ساخرا : _ ولكن ما بك الا تراه امامك ؟؟ صاح الرجل بعصبية وهو يسمع اصوات اولاءك ارجال تقترب : _ كلا انا لا اراه فأنا ضرير هل تفهم .؟؟ والان قل كم خطوة يبعد ؟؟ وفجأة...... اطلق واحد من اولاءك الرجال طلقة من مسدسه عبرت بين زياد وكمال واصابت الحائط !! صاح زياد وهو ينخفض : _ رامي !! انبطح !! صرخ رجل آخر بمطلق النار : _ ايها الغبي نحن لا نريد قتله هل جننت؟؟ انطلق كمال بأقصى سرعته هاربا ، و لحق به أولاءك الرجال بسرعة ، كان كمال يجري مسرعا باتجاه الشارع ، كان لا يرى أمامه ، توقف فجأة حين أدرك من خلال أصوات السيارات انه يقف على الطريق و... ارتفع أزيز بوق شاحنة ضخمة متجهة نحوه مباشرة .. و تسمر أولاءك الرجال بذعر .. و اغلق رامي عينيه ليمنع نفسه من رؤية ذلك المشهد المروع .. و ...... يتبع....
__________________




افتَقِدُني
music4

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطر السيول في منى لحج 1432 خواطر العرب مواضيع عامة 1 10-26-2011 10:24 AM
وصفة رائعة جدا للتخلص من الشحوم... نازك الملائكة حواء ~ 7 07-21-2010 09:18 PM
طريقة للتخلص من الشحوم اسيل. حواء ~ 5 06-26-2010 01:44 AM
مابين السيول والصحه. *مودا* صحة و صيدلة 3 12-30-2009 10:08 PM


الساعة الآن 12:56 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011