عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات و قصص بالعاميه

روايات و قصص بالعاميه قصص و روايات باللهجه العاميه

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-15-2010, 05:09 AM
 
بنتظرك اختي بفارغ الصبر ..

فـــ لا تتأخري ..
__________________
  #12  
قديم 09-16-2010, 12:08 AM
 
التكمله


@،،النــزف الثـاني عشــر،،@
*يوم السبت*

في بيت أم عمر=الصبح/

طلع عمر من البيت رايح للمصنع..لكن وهو يسكر الباب شاف باب بيتها ينفتح..و تطلع منه..مساهير..ما تخيل إنها واقفه قدامه بعد كل هالسنين..لكنه طالعها بقهر..و راح ركب سيارته اللي سكر بابها بكل قوته..قبل ينطلق بسرعه بعيد عنها..
مساهير كانت للحين واقفه مكانها..مو مصدقه إن من ثواني بس كان عمر قدامها..قلبها بدأ يدق بقوه أول ما شافته..ركبت السياره رايحه لجامعتها و هي تفكر مبتسمه..(تغيرت كثير يا عمر! صارت ملامحك عصبيه....عرفني؟ وش شعوره يوم شافني؟......مادري ليه اسأل هالأسئله..و أنا متأكده إنك نسيتني)
ماتدري ليه أول ما شافته تذكرت آخر أيامها هنا..أيام طلاق أبوها و أمها..كانت علاقة أبوها مع أهله مقطوعه من سنين..ما كانوا راضين على زواجه من أمها..لكن بعد سنين رجعت علاقته مع أخوانه..اللي طلبوا منه يشتغل معهم..ترك وظيفته..و اشتغل في شركاتهم..لكن من يومها..و الخلافات بينه و بين أمها كل يوم تزيد..أهله كانوا للحين رافضينها..لحد ماوصلوا طريق مسدود..انتهى بالطلاق..راشد كان دائما على خلاف مع أبوه..عشان كذا اختار يجلس مع أمه..و هي كانت بين نارين..نار أبوها..و نار أمها..لكنها ما قدرت تترك أبوها يروح لحاله..لأنه كان متأثر من طلاق أمها..بس باين إن أهله هم اللي ضغطوا عليه..حست لو تركته يروح لحاله..بتنقطع علاقتهم فيه نهائيا..لكن لو راحت معه..أمها تقدر تشوفها بأي وقت..وبتكون نقطة وصل بينهم..يمكن تقدر في يوم ترجعهم لبعض..
لكن الأيام مرت..و السنين مرت..و أبوها كل يوم يبتعد عن أمها أكثر..لكنه مع كذا ما تزوج..و هالشي خلى عندها أمل انه للحين يفكر بأمها..كانت تحاول تكلمه عنها..و عن راشد..عشان ما ينساهم..و تطيعه في كل شي..حتى يوم طلب منها تقبل بولد عمها..مارفضت..كله عشان تقرب بين أمها و أهل أبوها..لكن هالشي كان مستحيل..و اكتشفت بعدين ان أبوها ما عاد يفكر بالرجعه لأمها..و لا الزواج من ثانيه..و التهى بعالم الأعمال..حتى عنها..
السواق: وصلنا جامعه مايبي ينزل؟

انتبهت مساهير لنفسها..و نزلت بسرعه..لكن وهي في طريقها رجعت تسرح مره ثانيه في عمر..تذكرت نظرته لها يوم كانت خلاص رايحه مع أبوها..كانت نظرته تجمع كره العالم لها..نزلت عيونها و ركبت مع أبوها السياره..لكن أبوها نسى شي و نزل يجيبه من البيت..و هي لاهيه بحزنها..و دموعها..على فراق أمها..لكنها تفاجأت بعمر..يضرب عليها الشباك..خافت أبوها يطلع و يشوفه..لكن باين انه ما كان ناوي يروح قبل يقولها اللي في باله..فتحت الشباك و قلبها يدق بخوف..
عمر بقهر خلى صوته يرتجف:وين بتروحين يا مساهير؟؟ بتتركيني!!
مساهير: .....
عمر يضرب الباب بقوه: تكلمي..كيف تروحين و تتركين أمك..و تتركيننا.....ارجعي يا مساهير..ارجعي لا تخليني أكرهك كل عمري

تركها و راح..و هي ارتفعت صوت شهقاتها..بس ما كان وقت تفكر فيه بنفسها..كل اللي كانت تفكر فيه..كيف تحاول ترجع تلم شمل عائلتها اللي تبعثر..
دخلت الجامعه و هي تكلم نفسها..(هذا أنا رجعت يا عمر..لكن بعد ايش؟؟ مرت سنين و أنا احلم بشي ما تحقق..حتى ابوي اللي ترك عائلته و راح يشتغل لحساب عماني آخرتها ما طلع بأي شي)



في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري و ساره في المحاضره..و جوري تطالع ساره و تفكر..كيف صاروا قراب من بعض بفتره قصيره..صح هي كانت تحب باقي البنات بس ساره كانت أقرب وحده لها..يمكن لأنها يتيمة أب حست بمعاناة جوري..لكن ساره كان عندها الأخو اللي عوضها هي و خواتها عن فقدان الأب..كانت كل ما تتكلم عنه ساره..تحس جوري إنه صوره من ناصر..بإهتمامه..و طيبته..
ساره: جوري
جوري تنتبه: نعم
ساره: باقي ربع ساعه على المحاضره الثانيه قومي نتمشى

قامت جوري و صاروا يتمشون و يسولفون..
ساره: تدرين طلعت أمي تعرف خالتك أم عمر
جوري: و الله؟
ساره: إيه تقول قد شافتها بزواج و تعرفوا على بعض و تقولك سلمي لها عليها
جوري: يبلغ إن شاء الله..وش أخبار هديل؟
ساره: ميته عليك..أول مره وحده من صديقاتي تعطيها وجه إذا ردت عليهم و تسولف معها
جوري: بالعكس سوالفها حلوه
ساره: تكفين عاد كلها نصبات بنات ابتدائي
جوري تضحك: هي بأي سنه؟
ساره: ثاني
جوري: يا حليلها و الله حبيتها
ساره: ابشرك الشعور متبادل من أمس و هي بس تتكلم عنك جوري قالت و جوري مدحتني حتى مازن كان يحسبك صديقتها
جوري تضحك: يااه مين يرجعني لعمرها

و انتهت ابتسامتها بتكشيره..و هي تتذكر نفسها بذاك العمر مع أمها..و تردد أمنيتها للمره الألف..لو بس كان ناصر أبوها..

من بعيد-شافوهم ياسمين و عبير..
عبير: ياحليلها جوري صارت ما تجلس معنا كثير من تعرفت على البنات
ياسمين: احسن خليها تكون لها صداقات و حنا موجودات متى ما بغت جت عندنا
عبير: شكلها طيبه ساره
ياسمين: و لا يهمك سألت عنها البنات و مدحوا لي فيها
عبير: و الله انك مو سهله
ياسمين: طبعا لأني عارفه ان جوري تتأثر بسرعه باللي معها و تصدق كل شي
عبير: سبحان الله أحيانا يصير عندك عقل
ياسمين تطالعها بقهر: وش قصدك؟
عبير: سالفة شغلك هاذي متى ناويه تخلينها؟
ياسمين: و ليه اخليه توي بأول التحدي
عبير تتنهد: أنا أبي افهم مين تتحدين أنت؟
ياسمين: اتحدى نفسي..عبير أنت مو راضيه تفهميني
عبير: أنت دائما تقولين لي مو راضيه أفهمك زين فهميني وجهة نظرك
ياسمين تجلس: أبي ما أحس بالخوف أبدا..أبي اعرف اني أقدر أواجه أي أحد و كل شي لحالي
عبير: و ليه لحالك؟ يعني وش فيها إذا اعتمدتي على أهلك بشي؟ كلنا مالنا غنى عن أهلنا
ياسمين: ما أحد يضمن بكره وش يصير فيه؟ وش يتغير؟ هذا أنا كنت متهنيه مع أمي و أبوي و لا فكرت في يوم اني بأصحى ما راح ألقاهم....من يومها و أنا قررت اني اعتمد على نفسي و لا أخلي أحد يشيل همي و مسئوليتي..يله تأخرنا على محاضرتنا

مشت معها عبير و هي مستغربه من هالإعتراف اللي طلع من ياسمين..(كنت احس انك قويه يا ياسمين..بس أنت داخلك طفله مصدومه للحين من فقدان أهلها و فاقده ثقتها بالكل مهما بينوا لها حبهم..كل هاللي تسوينه تبين تبينين لنفسك انك مو محتاجه لأحد..بس أنا متأكده انك خايفه تفقدين احد منهم)




في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين تدخل البيانات في الكمبيوتر..و سمعت صوت تكرهه..
ماجد: مساء الخير يا حلوتي

التفتت عليه ياسمين و طالعته بإستحقار و هي تتأفف..و قامت بتدخل لكن سمعته..
ماجد: ما سألتيني وش أبي..مو هاذي وظيفتك؟
ياسمين بقرف: بما إنه معروف أنت ليه تجي هنا بأروح أنادي اللي بمستواك

تركته و هي تسمعه يتكلم بس ما هتمت باللي يقوله..دخلت الغرفه..و قالت لحنان إنه برى..عشان تشوف وش يبي و يروح قبل تطلع..(يا الله يا هالإنسان! كل السخيفين اللي قابلتهم من اشتغلت بجهه وهو لحاله..واثق من نفسه على باله كل البنات بتموت عليه)
وصلت حنان عند ماجد اللي كان مقهور من سفهة ياسمين..
حنان: هلا ماجد
ماجد: أهلين حنو
حنان: وش فيك كأنك معصب؟
ماجد: ياسمين هاذي لازم أجيب راسها..وش تعرفين عنها؟
حنان: ما أعرف شي اقولك شايفه نفسها و ما تكلمنا
ماجد: أنت متأكده إنها تكلم شباب؟
حنان: أكيد..كل ما يدق جوالها تروح تكلم في الغرفه عمرها ما كلمت عندنا

ماجد زاد قهره عليها..و شده غموضها و قوتها..(حلو ملينا من السهل..خلينا نلعب معك لعبة الثقل اللي تمثلينها..و في الأخير تأكدي إن ماجد دائما يكسب)



في بيت أم العنود/

كانت جوري في غرفتها..و دخلت عليها و حده من الخدامات..تقولها ان واحد من العيال جاء عند أم العنود..و تبيها تسوي قهوه..لأنها ما كانت تقتنع بقهوة الخدامات..و بما إن ياسمين في دوامها نزلت..و هي تحسبه سيف لأنه هو اللي دائما يزور أم العنود..لكن الصوت اللي سمعته و هي ماره من عند المجلس..خلاها تتجمد مكانها..كان صوته..صوت فارس..ابتسمت..و هي تتذكر مكالمته لها آخر مره..
و راحت للمطبخ تسوي القهوة و هي متحمسه..دخلت و شافت سلة حلاو كبيره و فخمه على الطاوله..
جوري: نينا مين جاب هاذي؟
نينا: اللي يجي تو هو اللي يجيب هذا
جوري بهمس: من فارس!

راحت تتأملها بحب..و كأنه جايبها لها..لفت انتباهها شي..خلى أنفاسها توقف..ألوان السله..كانت ليموني بسماوي..نفس بدلتها اللي كانت لابستها آخر مره شافها..(معقوله فارس يقصد هالحركه؟ أو صدفه و بس...لااا أكيد صدفه ما أصدق ان فارس يفكر كذا! مستحيل أكون في باله لهالدرجه..الظاهر اني بديت احلم فيه أكثر من اللازم)

في المجلس-كان فارس جالس عند أم العنود اللي فرحت بجيته..وهو يفكر باللي سواه..كان رايح لشركته..ما يدري ليه خطرت في باله جوري..و كيف غير طريقه لبيتها و جاء يزور أم العنود بس عشانها بنفس البيت مع إن عنده رحله بعد ثلاث ساعات الا انه ماراح قبل يمر عليهم..والأكثر من هذا سلة الحلاو اللي جابها على نفس لون لبسها..(معقول تنتبه؟ لا يارب ما تنتبه..الظاهر اني بديت أخرف..مو ناقص الا جوري تلعب في راسي و أنا بهالعمر!)
دائما يحاول ينساها..لكنه اذا تذكر ملامحها..و عيونها الدامعه يسرح فيها أكثر..لين بدأ يقنع نفسه انها بس تكسر خاطره بحزنها..و برائتها..
أم العنود: فارس..وين سرحت؟

فارس انتبه ليد أم العنود اللي تمد له القهوه..و يفكر انها هي اللي سوت هالقهوه..لأنه سمع أم العنود و هي تقول للخدامه تناديها..ضحك على نفسه و تفكيره السخيف..مع هذا أول ما شرب قهوته كان يحس انها غير أي قهوه قد شربها..ليه ما يدري..
أم العنود: وش فيك يمه؟ لا يكون سرحان في شغلك؟
فارس: ايه يمه صفقه ما ربحتها مع ان فيه غيرها أحسن..لكن عجزت انساها
أم العنود: لا تضايق نفسك يمه يمكن ما فيها خير لك الله يعوضك بغيرها
فارس: صح ما يسوى علي اللي اسويه بنفسي عشانها بعد ما تركتني
أم العنود بإستغراب: مين اللي تركتك؟
فارس ينتبه لنفسه: هاه..لا يمه أنا اقول يعني ان المسئولين فيها تركوني

حس انه غبي..كيف صار يتكلم عنها وهو مو حاس في نفسه..(لازم اطلعك من بالي يا جوري..و انتبه لشغلي احسن..بس كيف انسى و هالشغل أنت كنت السبب في بدايته..نفعتيني من غير ما تدرين ياجوري)
أم العنود: وش فيها؟
فارس ينتبه: نعم يمه؟
أم العنود: أنت تقول جوري! وش فيها؟
فارس انصدم: آآ..لا..بس كنت أقول..وش أخبارها معكم؟
أم العنود: بسم الله عليها و الله تنحب هالبنت بسرعه مع انها هاديه الا إني افقدها اذا راحت لكليتها عشانها من تجي و هي بس جالسه عندي

فارس حس انه اليوم فضح نفسه بما فيه الكفايه..و قرر ينهي هالغباء..و لا يرجع يزورهم مره ثانيه أحسن..و لا يفكر فيها بعد اليوم أبدا..
فارس: يله يمه أنا لازم أروح اللحين
أم العنود: وين يمه ما تقهويت؟
فارس: (الظاهر انها حاطه في قهوتها شي) لا بس لازم أمر الشركه قبل أسافر..أنا بس قلت أمر اسلم عليك
أم العنود: زين يمه تروح و تجي بالسلامه..و خلنا نشوفك
فارس بتهور: ما أظن
أم العنود: ليه؟؟
فارس ارتبك: لا بس مشغول كثير الفتره الجايه
أم العنود: الله يساعدك ياولدي بس انتبه لنفسك العمر يخلص و الشغل ما يخلص
فارس: ان شاء الله..مع السلامه
أم العنود: الله يسلمك

طلع فارس..و دخلت أم العنود للصاله الداخليه و شافت جوري..
أم العنود: الله يهدي هالولد كانه مثل ناصر ما براسه غير الشغل! الله يرجعه بالسلامه
جوري: بيسافر؟
أم العنود: ايه
جوري: وين؟
أم العنود: و الله مادري يابنتي..دقيلي يمه على أم خلود نشوف أخبارها

دقت لها جوري..و هي تفكر..(شغل..شغل..الظاهر صدق ما يفكر الا في هالشغل..و أنا من غبائي على بالي قاصد حركة السله..يا الله ليه أحبه؟ وهومستحيل يفكر فيني)



في بيت نجود/

وصل سيف وهو من أمس يسأل نفسه عن هالكلام اللي تبي تقوله..خاف انها لقت حل لمشكلة البيت و تطلب منه يطلقها..خاف من هالشي..و لا عرف كيف يرد عليها لو قالت له يطلقها..دق عليها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود أنا عند البيت اللحين..عندك أحد؟
نجود: لا..أنا جايه افتح لك
سيف: زين

نزل من سيارته..و وقف عند الباب لين فتحته..دخل و شافها و ابتسم لها..و هي تطالعه بنظراتها اللي تذبحه..ما مسك نفسه..و ضمها بقوه..كان يحس انها كانت حلم..لكن شوفتها مره ثانيه أكدت له انها حقيقه..و هالشي خلاه يرتاح..و عرف انه مستحيل يتخلى عنها..
سيف يهمس باذنها: تصدقين لو قلتلك اني اشتقتلك؟
نجود تبعده و تطالع فيه: سيف الى متى؟
سيف ما فهم: وش تقصدين؟!
نجود تبعد عنه: سيف ليه كنت تلحقني قبل؟
سيف ارتبك: ليه تسألين؟
نجود: أبي اعرف ليه كنت تلحقني من بين كل هالبنات؟ و ليه وافقت تتزوجني؟ و ليه أنت طيب معي كذا؟

سيف تأكد انها ناسيته و لا تذكره..و خاف يذكرها بنفسه ..يصير هالشي حاجز بينهم..كان يبيها تحس انه مثلها و تفتح له قلبها..و لا تنحرج من حالها..
مسكها مع يدها و سحبها و جلسها على درج المدخل مثل آخر مره..
سيف: ليه تسألين كل هالأسئله فجأه..ممكن اعرف؟
نجود: أنت تعرف خالي صح؟
سيف: لا
نجود بشك: يعني مو هو اللي ارسلك لي؟
سيف استغرب: و كيف تبين خالك يرسل عليك واحد يلحقك؟!!
نجود: على بالكم بتخلوني احبك و يأخذ البيت عن طريقك
سيف يتنهد: خالك سافل لهالدرجه؟!
نجود: يعني ما تعرفه؟
سيف بقهر: لا..بس لازم اشوفه و اوقفه عند حده
نجود توقف: اجل ليه هالطيبه و الاهتمام اللي تعاملني فيهن؟
سيف: لازم يكون فيه سبب
نجود: ايه..بنت جيراننا متزوجه مسيار و أنا اعرف كيف هالزواج يكون..و اعرف زوجها كيف يعاملها..ليه أنت غير؟
سيف يوقف جنبها: و كيف تبيني اعاملك؟
نجود: مادري! بس مو كذا..أنت ليه طيب معي أبي افهم..و متى بيطلع وجهك الثاني؟ متى بتمل مني؟

سيف انصدم من كلامها و مسكها مع اكتافها و رفع راسها عشان تطالعه..
سيف: نجود أنا كذا و ما عندي وجه ثاني تخافين انه يطلع لك بعدين..و وافقت على الزواج لأني حسيت انك مضظره لهالشي و حبيت اساعدك..و راح أوقف معك بأي شي تبينه
نجود: و ليه اصدق؟
سيف: كيف تبين اثبتلك؟
نجود: يعني أنت ما تبي شي مني؟
سيف: الا أبي شي واحد
نجود بخوف: وشو؟
سيف: تهتمين بنفسك و أي شي تحتاجينه تطلبينه مني مهما كان و بأي وقت

نجود بعدت عنه..و هي تفكر بكلامه اللي ما قدرت تصدقه..ما تخيلت ان فيه أحد طيب كذا بدون سبب..خاصه مع أحد ما يعرفه..لكن باين انه ماراح يعترف بنواياه..
نجود تلتفت عليه: اشوف
سيف يبتسم: وش تشوفين؟
نجود: هالكلام بيكون صدق أو يتغير
سيف: نجود تبين اكلم خالك عشان ترتاحين؟
نجود: وش تقول له؟
سيف: اقوله يترككم في حالكم و اني أنا اللي اللحين مسئول عنكم
نجود: ليه تبي تبعده عننا؟
سيف: يعني هو اللحين قريب منكم؟
نجود: لا بس اخاف انك تسوي كذا عشان تضمن ان مالنا أحد يوقف بوجهك لو سويت شي
سيف يبتسم: للحين تشكين فيني؟ ما صدقتي اللي قلتلك؟
نجود: اللحين ما بيدي غير أصدقه..بس صدقني يا سيف أي شي ملكي ما راح تأخذه مني أبدا..أنت ما تعرف كيف عشت بهالدنيا و كيف ادافع عن اللي لي

سيف كان يطالعها..و يفكر بخوفها على اللي تملكه..و اللي كان ما يسوى كل هالخوف عليه..البيت كان خراب..بس هذا كل اللي لها..و هو كان كل اللي يبيه منها قلبها و بس..لكنه ما قدر يقول لها هالشي..ان كان هو مو مصدق كيف حبها بهالسرعه..كيف هي بتصدق..و هي تشك بنواياه بهالشكل..
سيف يغير الموضوع: خالتي صاحيه أبي اسلم عليها
نجود: انتظر اقول لها

راحت نجود و ترجت أمها تطلع تسلم عليه..و أخيرا وافقت ودخل سيف سلم عليها..و هي كانت تراقب سيف كيف يطالع أمها بحنان و يكلمها..و يطمنها..حست انه صادق..و ما قدرت تتخيله الا إنه كذا..و ما تخيلت ان له وجه ثاني..حتى أمها باين عليها انها ارتاحت له..
دق جواله و اعتذر منهم و طلع..و بعد لحظات دخل و سلم على أمها و اعتذر انه بيروح..طلعت معه نجود..
سيف: هذا أبوي يبي اروح له اللحين
نجود: على راحتك
سيف: تبين شي؟
نجود: لا
سيف: انتبهي لنفسك
نجود: ان شاء الله

وقف يطالعها بتأمل للحظات..قبل يبتسم لها و يروح..

و هي أول ما طلع راحت بسرعه لبشاير..و أول ما دخلت..قالت لها كل اللي صار..
نجود: قوليلي وش رأيك يا بشاير..أنا بصراحه محتاره فيه أول مره اتعامل مع أحد كذا
بشاير: مادري..بس أنا اتوقع انه من الشباب اللي ما تهمه الفلوس و يمكن صدق مو حاط عينه على البيت...شكله حاط عينه عليك أنت
نجود: أناااا!!!
بشاير: ايه هو مو كان يلحقك من قبل أكثر من مره..شكله شايفك من قبل يمكن عند الناس اللي كنت تساعدينهم و طار عقله فيك..و أنت جبتيها له على صحن من ذهب..طلبتي منه زواج مسيار..خلاه يشوفك كل يوم و يجلس عندك بدون ارتباط رسمي و مسئوليه...و يمكن لو ما تسرعتي و طلبتي منه يتزوجك كان رقمك
نجود: يعني قصدك انه راعي بنات مو فلوس!
بشاير: من هالطيبه و الرومانسيه اللي يعاملك فيها اتوقع انه كذا..وين يلقى وحده حلوه مثلك جايته على المستريح
نجود تضحك: يعني معجب فيني؟ و مايبي البيت..حلو كذا أقدر استفيد منه أكثر..صح؟
بشاير: أنت كل شي تبين تستفيدين منه؟
نجود: طبعا قبل بكره يشوف و حده أحلى مني و يتركني..لازم أكون طلعت منه بشي

طالعتها بشاير ما تدري تضحك على أفكارها..أو ترحمها..من عرفت نجود و هي تشوفها كل يوم تقاسي بهالحياة..بدون خوف..أو شكوى..دائما كان عندها حل لكل مشاكلها..و ان شاء الله تقدر تحل هالمشكله بعد..



*يوم الأحد*

في كلية اللغه الانجليزيه/

كانوا البنات طالعين من محاضرتهم..
رغد: حلا أمس كسرت جوالك و أنا أدق ليه ما رديتي؟
حلا: كنت أشوف التلفزيون تحت و جوالي في غرفتي
رغد: و ما شفتي رقمي يوم طلعتي لغرفتك؟
حلا: طبعا شفته
رغد بقهر: و ليه ما دقيتي؟
حلا: كان فيني نوم و مالي خلق لك
رغد: تسمعين عن شي اسمه الذوق؟
حلا تضحك: يمر من عندي أحيانا بس ما عمري كلمته
بسمه: يعني يوم أدق عليك تسفهيني و ما تردين؟
حلا: مو أنتم ما تعرفون تدقون بوقت الوحده تقدر تكلمكم فيه
بسمه: وش هالوقت ان شاء الله؟
حلا: الظهر أو العصر
بسمه: ليه حمارة قايله ندق عليك هالوقت

ضحكوا كل البنات على حلا..الا أسيل اللي كانت تمشي معهم و هي سرحانه و مو يمهم..
حلا: أسيل شوفي وش يقولون عني؟
أسيل تنتبه: هاه
حلا: هوااه وينك أنت مو معنا؟
طيف: خلاص حفظناها أسيل من يوم تسرح تلقينها وصلت عند فيصل
أسيل تبتسم: لا مو فيصل
حلا: يا سلام فيه واحد غيره
أسيل بقهر: وجع..بسم الله على قلبي يآخذه غيره
رغد: أجل وش فيك؟
أسيل تتنهد: أسماء بتنتقل الشرقيه
رغد: لييييه؟
أسيل: تركي بيمسك فرع شركتهم في الشرقيه
رغد: بس هناك بتجلس لحالها
أسيل: و الله بأفقدها
حلا: من بعدها الشرقيه قريبه تراها
أسيل: أنت مثل سيف بس بكره لو قلنا نبي نروح لها طلعوا بألف حجه



في كلية الحاسب الآلي/

جلست مرام و سهى بعد محاضرتهم..
مرام: أووف طفشانه
سهى: ليه؟
مرام: مادري من رجعنا للرياض و أنا مو مرتاحه..وين أيام الشرقيه
سهى: المفروض تفرحين انك قربتي من نادر
مرام: بالعكس في الشرقيه احس كنت أقرب..على الأقل اشوفه عند خواله و بدون منة رغد..احس لو ما نتقلنا كان أنا اللحين مخطوبه له
سهى: لا تخافين دام جدته قد كلمتك أكيد ماراح تنسى
مرام: المهم أنت و فيصل وين وصلتي؟
سهى: مادري يا مرام أخاف يقول اني أتلزق فيه و أطيح من عينه
مرام تعصب: أجل خليه لأسيل تتهنى فيه
سهى بخوف: لا مستحيل هالشي
مرام: خلاص لازم تحاولين تدخلين لتفكيره و قلبه بالغصب لين ما تبقين مكان لأسيل
سهى: بس هو يحبها و من سنين..كيف تبينه ينسى هالحب؟ اذا فكرت بهالشي احس ما عندي أي فرصه معه
مرام:اسمعي يا سهى مو نتقدم خطوه و ترجعينا عشر..كانك مو قد التحدي لا تتحدين أسيل من اللحين..لازم تخلينه ينسى هالأسيل بأي طريقه..تفهمين؟
سهى خافت: خلاص مرام أنا معك بكل شي بس لا تتركيني أنا ما أعرف اتصرف لحالي
مرام: ايه كذا خليك معي و أنتي تكسبين



في بيت أم مازن=المغرب/

كانت أم مازن و هديل جالسين في الصاله..و مازن جالس يطالع الأخبار عندهم..نزلت ساره من غرفتها و جت عندهم..
ساره: مساء الخير
الكل: مساء النور

ساره تعطي هديل كيس هدايا فيه تويتي..
هديل: الله حلو ساره
ساره: مو مني هذا من جوري
هديل بفرحه: والله..يا بختي
أم مازن: مين جوري؟
ساره: يمه البنت اللي كلمتك عنها..قريبة أم عمر
أم مازن: ايه..قلتي لها تسلم لي عليها
ساره: ايه

قامت أم مازن من عندهم..و التفتت ساره لمازن..
ساره: مازن وش فيك ساكت؟
مازن و عيونه على التلفزيون: لأني أشوف الأخبار
ساره: يعني أخبار العالم أهم من أخبارنا؟
مازن يلتفت عليها: و أنت وش عندك أخبار جديده؟
ساره: أبي السوق
مازن: أنا عارف ان هاذي أخبارك
هديل: و أنا بعد أبي السوق
مازن: و أنت وش عندك بعد؟
هديل: أبي اشري هديه لجوري..شوف هي وش جابت لي

عطته التويتي..و قلبها بيدينه بدون اهتمام..
مازن بجامله: الله حلوه
هديل: اجل أروح معكم اجيب لها هديه
مازن: أمري لله يله قوموا البسوا

قاموا من عنده بسرعه متحمسين للروحه..و ضحك وهو يشوفهم فرحانين بس عشان روحة سوق..(يا حبهم البنات للسوق)



في بيت أبونادر/

كانت رغد و أمها و أخوانها جالسين في الصاله يتقهوون..و فيصل حاط عينه على جوال رغد نفسه يفتش فيه..بس يخاف تنتبه..دائما كل ما يحاول ياخذه..قالت له فيه أشياء خاصه ما يحقلك تشوفها..(اللي يسمعها يقول بافتش في هالمسجات السريه..أنا كل اللي أبي اشوفه مسجات أسيل)
رغد: يمه تدرين ان أسماء بتنتقل للشرقيه
أم طلال: صدق؟ ليه؟
رغد: تركي بيمسك فرع شركتهم هناك
أم طلال: و أنتي كيف عرفتي؟
رغد: أسيل اليوم مسويه مناحه عشان أسماء بتبعد عنهم
فيصل: من بعدها الشرقيه أنا مستعد أوديكم لها كل أسبوع

التفتوا كلهم عليه يطالعونه بنظرات سخريه..
فيصل: حرام أسماء متعلقه في أهلها ما يصير ما تشوفهم
طلال باستهزاء: و أنت وش دخلك؟
فيصل: أحب اسوي الخير
أم طلال: مدامك راعي خير على قولتك..روح جيب خالتك عازمتهم على العشاء
فيصل: ان شاء الله كم أم طلال عندنا..تجين معي يا رغد
رغد: لا بأرتب غرفتي
رنا: أنا أروح
فيصل: يله مشينا

راح فيصل و رغد تطالع بإستغراب..طول عمرها خالتها تجي و تروح بالسواق..ليه اللحين بس يطلبون فيصل..
رغد: وينه سواق خالتي؟ غريبه؟
أم طلال: سفروه
رغد: ليه؟
أم طلال: تقول خالتك سهى مو مرتاحه له
طلال يضحك: بدري! بعد سنه توها حست انها مو مرتاحه له
رغد: اجل كيف تروح لكليتها؟
أم طلال: مرام تمرها و يروحون مع بعض
نادر لأول مره من جلس يتكلم: مرام بأي قسم سجلت؟
رغد تطالعه مستغربه سؤاله: اقتصاد و إدارة أعمال
نادر: اقتنعت تسكن في الرياض أخيرا..أذكرها سوت مأساة يوم قالوا انها بتروح عن الشرقيه
طلال: أنت كنت تروح لهم هناك؟
نادر: ايه أحيانا أودي جدتي عندهم و أسلم على عمتي

سرحت رغد في اللي قاله نادر..(أول مره يسأل عن أحد! لا يكون مهتم في مرام!! لاااا ما تستاهله مرام..ان أخذها بيبعد عننا أكثر)

قامت عنهم و راحت تدق لأسيل..
أسيل: هلا رغودتي
رغد: أسيل الحقيني
أسيل بخوف: وش فيك؟
رغد: قبل شوي جالسين نسولف و مادري كيف جاء طاري مرام و نادر صار يسأل عنها و عن دراستها و هي مرتاحه في الرياض أو لا
أسيل بقرف: وش يبي فيها عساها ما ترتاح أبدا!!
رغد: مادري بس هو يقول انه كان يروح لهم كثير في الشرقيه..حتى جدته دائما تروح معه
أسيل: تتوقعين يحبها؟!
رغد: مادري
أسيل: لو كان صدق فأخوك هذا أعمى..أحد يحب مرام؟؟
رغد: كيف أتأكد؟
أسيل: وش صار على موضوعه مع ياسمين
رغد: ما صرت اشوفه كثير ما أقدر افتح له السالفه كذا بدون مقدمات
أسيل: و مرام العله تحسينها مهتمه فيه؟
رغد تتذكر: ايه تصدقين أذكر يوم يجون عندنا تكلمت عن خواله كثير و انها ندمت انها تركت الشرقيه عشانهم
أسيل: شكلهم يحبون بعض الله يعينك..بس والله خساره فيها نادر
رغد: أسيل لا مستحيل تأخذه مرام..أنا أبي له وحده تحس فيه و طيبه..وحده تقربه مننا
أسيل: ان أخذ مرام رجعت فيه الشرقيه بأول سياره..تدرين مالك الا خطتنا الأولى انه يحب ياسمين..قبل يفكر يخطب مرام وقتها ما فيه أحد بيسألك عن رأيك
رغد: بس كيف و أنا ما صرت اشوفه كثير..أبوي الله يهديه رامي كل الشغل عليه..بس لازم ألقى طريقه قبل هالشي يصير..مع السلامه
أسيل: بأفكر لك و إن لقيت حل دقيت عليك..مع السلامه

سكرت أسيل و كالعاده بدت تدور في البيت بملل..كانت دائما تحسد رغد و حلا ان لهم خوات أصغر منهم..كان نفسها بأخت صغيره تهتم فيها..و تجلس معها..و إذا قالت هالكلام لرغد أو حلا ضحكوا عليها..و قالوا تأخذ خواتهم الصغار و تفكهم منهم..(و الله ملل..فيه أحد يجلس في البيت لحاله كذا! يا بختك يا ياسمين حتى أنت جتك أخت فجأه..لو فارس تزوجها كان هي اللحين عندي..أمي كانت تبيهم يسكنون عندنا لحد ما تتعلم جوري تكون مسئوله عن بيت)
كانت تحس بالوحده تتمنى أحد يأكل معها..يسولف معها..يسهر معها..عشان كذا تعلقت بسيف..مع انه أغلب وقته يطلع بس ما كان لها غيره..يعبرها و يجلس معها..
طلعت لغرفته..و فرحت و هي تشوف غرفته منوره..(ياسلام سيف للحين ما طلع)
طقت الباب و دخلت..
أسيل: مساء الخير
سيف: مساء الورد
أسيل بترجي: سيف زهقانه
سيف يضحك: وش تبين أسوي لك
أسيل: مالي دخل قدامك حل من ثلاثه
سيف: وش الحلول اللي عندك؟
أسيل: يا إنك ما تطلع و تجلس عندي..أو تاخذني معك..أو تتزوج و تجيب وحده تجلس معي

سيف أول ما سمع طاري الزواج خاف..ما يدري ليه..
سيف: إلا الزواج الله يخليك اسكتي لا تسمعك أمي ما صدقنا تنسى
أسيل: أمي ما تنسى يا سيف قريب تلقاها خاطبه لك
سيف بخوف: ليه أنت سامعه شي؟!
أسيل تضحك: لا بس أخوفك
سيف: كذا..هونت ما راح آخذك معي
أسيل: لا سيف الله يخليك و الله قربت أكلم الجدران من الزهق
سيف: خلاص روحي البسي نطلع نتعشى برى
أسيل بفرح: واااو يا عمري أنت..أنا أقول مالي غير سيف يحس فيني

راحت لغرفتها..وهو يطالعها و يتنهد..كان مصرف شلته يبي يروح لنجود..لكن ما هانت عليه أسيل باين عليها الملل..قرر يدق يكلمها و بكره يروح لها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود وش أخبارك
نجود: الحمدلله و أنت؟
سيف: الحمدلله..وش تسوين؟
نجود: كنت بأروح عند بشاير أنا و أمي
سيف: مين بشاير؟
نجود: جارتنا اللي بيتها قدام بيتنا
سيف: وش أخبار دراستك؟
نجود: ماشي حالها
سيف: أنا جاي بكره..عندك شي؟
نجود: لا
سيف: خلاص أنا ادق عليك أقولك متى بأجي
نجود: زين مع السلامه

سكرت قبل تسمع رده..(احسها للحين مو مرتاحه لي..و لا مصدقه متى تفتك مني..و كيف أبيها ترتاح لي و هي ما شافتني الا كم مره و ما تعرف عني أي شي..بس أنا مابي أكون بعيد عنها..أبي أكون معها في كل شي..لازم أخليك توثقين فيني يا نجود و تحبيني بعد)



*من بكره*

في بيت أم عمر=الصبح/

كانت لينا جالسه في الصاله بعد ما راحوا خواتها لدراستهم..و عمر للمصنع..و أمها كانت نايمه ما تصحى الا الساعه عشر..حست بالملل اللي تحسه كل يوم أول ما يفضى عليها البيت..
سمعت الجرس يدق..و استغربت مين اللي جاي هالوقت..شافت ساعتها توها ثمان و نص..ثواني و دخلت عليها مساهير مبتسمه..
مساهير: صباحك عسل
لينا بإستغراب: مساهير؟!
مساهير: ايه عازمه نفسي على الفطور عندك..فيه مانع؟
لينا بفرح: لا جيتي في وقتك كنت زهقانه حيل
مساهير: أفا عليك ما عاش الزهق و أنا فيه
لينا: ليه ما رحتي للجامعه
مساهير: تذكرت أيام زمان كيف نتميرض عشان نغيب عن المدرسه و إذا ناموا أمهاتنا جينا عند بعض
لينا تضحك: و أنت متميرضه اليوم؟
مساهير: لا اللحين صرت قويه يكفي أقول مالي خلق أروح..مع اني سمعت محاضره من أمي للحين ما تغيرت على الدراسه
لينا: و هي صادقه انتبهي لدراستك
مساهير: فداك الدراسه كلها
لينا: تعالي نسوي لنا فطور

راحت مساهير معها..و هم يجهزون فطورهم..و هي تسولف على لينا ما سكتت و تضحكها..ما كانت أبدا راضيه على الحال اللي لقتها عليه..و أصرت ترجعها لينا اللي تعرف..و لا تخليها تستسلم لهالحزن اللي دافنه نفسها فيه..
مساهير: عندي اقتراح خطير
لينا: وش هالاقتراح؟
مساهير: تكملين دراستك معي
لينا: لا يا مساهير مالي خلق للدراسه
مساهير: أجل لك خلق على جلسة البيت هاذي..بعدين أنا أبي صديقه لي و مابي أحد غيرك
لينا: كيف صديقتك؟ و أنت اللحين بثالث و أنا لو بأسجل بأصير بأولى
مساهير: اممم بصراحه أنا تأخرت سنه ما دخلت الجامعه و رسبت سنه حملت فيها كل المواد ما عدا ماده وحده مادري كيف نجحت فيها..و بأجل هالترم و نسجل أنا و أنت الترم الثاني وش رايك؟
لينا منصدمه: و ليش رسبتي بكل هالمواد؟
مساهير: أول ما دخلت الجامعه تعرفت على شلة بنات رايحين فيها كنا نجي الجامعه نلعب و نستهبل و لا ندخل محاضراتنا و انحرمت بأكثر المواد
لينا: مساهير حرام عليك!!
مساهير: شفتي كيف ما أعرف ادرس لحالي لازم تكونين معي توجهيني
لينا تبتسم: لك طريقه غريبه بطلب الأشياء!
مساهير: ما قلتي لي موافقه أو لا؟
لينا: و أنا اقدر أقول لك لا..بس ما يحتاج تأجلين هالترم حرام أهم شي بنكون مع بعض بالجامعه
مساهير: لاااا أنا أبي الزق فيك ما يكفي عندي ماده ناجحه فيها ماراح أكون معك بمحاضرتها
لينا: على راحتك..بس أخاف أهون
مساهير: مو على كيفك..بعد ما خربتي مستقبلي
لينا تضحك: يصير خير



في بيت نجود=المغرب/

كانت توها راجعه من عند جارتها..و دق جوالها..و شافت رقم سيف..(هذا أنت يالعاشق المغرم..زين أنا بأشوف لأي درجه معجب فيني..بأتسلى فيك يا سيف و استفيد)
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمد لله و أنت؟
سيف: تمام..بأجي بعد شوي عندك شي؟
نجود: لا
سيف: زين مو محتاجه شي؟
نجود: يعني لو محتاجه شي و قلته لك بتجيبه؟
سيف: أكيد
نجود: زين أبي أوصيك على شوية أغراض للبيت..و..و بعد فيه أشياء خاطره في بالي أبيها لو تقدر

عطته نجود لستة طلبات..و طلبت كل شي في خاطرها..و سكرت..(خليني اشوف يجيبها أو يطلع لي بألف حجه و حجه)
خطر في بالها شي يفيد خطتها..و طلعت لبشاير..
بشاير: نجود! غريبه جايه هالوقت؟!
نجود: أبي منك خدمه
بشاير: آمري
نجود: تسلمين..كنت أبي مكياجك
بشاير بإستغراب: غريب عمرك ما فكرتي تتزينين
نجود: سيف بيجي
بشاير: و من متى تهتمين تكشخين له؟
نجود: عشان اللي أطلبه و أنا حلوه بعينه يعطيه لي وهو مو مستخسره
بشاير: نجود! ما أصدق انك تفكرين كذا؟
نجود: وش اللي ما تصدقينه؟ هو مستفيد عنده زوجه ببلاش..أنا بعد لازم استفيد..ليه اتحمل جياته عندي على الفاضي..لا لازم يدفع ثمنها
بشاير: مادري بس مو مرتاحه للي تسوينه
نجود: بس أنا مرتاحه..يله عاد بتعطيني أو لا

راحت بشاير و جابت لها المكياجات..و اخذتهن و طلعت..راحت لبيتها و دخلت غرفتها..لبست احسن لبس عندها..بنطلون أسود..و بلوزه سوداء ضيقه..كانت شيفون و ناعمه..حست انها أنيقه فيها..فكت شعرها لأول مره..و سيحته..كان ناعم و خفيف يوصل لحد وسطها..بدت تحط مكياجها..لكنها خلته خفيف و ناعم..طالعت نفسها بالمرايا بإستغراب..ما تذكر متى آخر مره اهتمت في نفسها و لبست و تزينت..تذكرت كلام بشاير..اللي استغربت من اللي هي بتسويه..(ليه يا بشاير الاستغراب أنا من عرفت نفسي و أنا دائما أفكر بكره كيف بأعيش؟ كيف بآكل؟ و من وين؟ ما شفت أحد بهالحياة اعتمد عليه غير نفسي..صح إن الطريقه هالمره اختلفت..بس مهما كان مو من حقي أفكر اللي اسويه صح أو لا؟ كل اللي لازم أفكر فيه أمي و حياتنا اللي لازم اعدلها)
تذكرت أمس خالها يوم جاء..كيف انقهر و عصب يوم عرف انهم ماراح يبيعون البيت..و كيف انقهر أكثر يوم عرف بزواجها..هددته بزوجها و انه لو ما بعد عنهم بتكتب أمها البيت بإسمه..لكنه قال اللي في خاطره و راح..قال انه ما يبي يشوفهم بعد هاليوم..و ينسون إن لهم قريب في هالدنيا..و كأنهم كانوا يعتبرونه قريب من الأساس..كانت تبي تتأكد إن خالها بيتركهم أخيرا في حالهم..و بعدها تطلب الطلاق من سيف..و ترتاح من الاثنين..لكن بهالوقت لازم تستفيد منه شوي..
دق جوالها و كان سيف..قال لها انه عند الباب اللحين و نزلت تفتح له..فتحت الباب و بعد لحظات دخل سيف مبتسم..لكن هالابتسامه صارت شرود وهو يطالعها..حبست أنفاسه لين بغى يختنق..كانت صوره كامله للحسن و لا أروع من كذا..قرب منها..حط يدينه على أكتافها..و بعدها شوي عشان يطالع وجهها..و رفعت له راسها تطالع تأثير اللي سوته في نفسها عليه..كانت و لازالت نظراته غريبه..ما كانت تحسه يشوف ملامحها..قد ما تحس ان نظرته تدخل لداخلها..و كأنها يدور على روحها..مو بس شكل خارجي..
سيف يتنهد وهو يتأملها: نفسي أعرف مين أنتي؟
نجود ببلاهه: أنا نجود
سيف: ومين تطلع نجود؟
نجود: زوجتك
سيف: و أنا أبي أعرف زوجتي..أعرف حزنها..أعرف جرحها..أعرف قوتها و ضعفها
نجود ماتدري ليه سألت: سيف أنت تحبني؟
سيف: ماراح أقولك اللحين
نجود: ليه؟
سيف: أنتي إذا حسيتي في يوم اني أحبك قولي لي

نجود كانت مسويه كل هذا تبي تلف راسه..بس هو اللي لف راسه بكلامه..كانت تحس ان سيف حاله غريبه..بحياتها ما قابلت أحد مثله..و لأول مره تقابل أحد ما تعرف كيف تتصرف معه..
سيف: بأروح ادخل الأغراض

طلع سيف و وقف عند سيارته يأخذ نفس قوي..كانت للحين ملامحها ماليه نظرته..(حرام عليك يا نجود اللي تسوينه فيني..احس إن أي شي تسوينه..أي نظره..أو كلمه..تأثر فيني..كيف تطلعين لي فجأه بهالجمال كله..ما بيدي غير أحبك زياده..و اتعلق فيك أكثر و أكثر)

بدأ يدخل كل الأغراض اللي قالتها..و اللي زاد عليها..فرح انها طلبت منه..كان شايف ان حالتها صعبه..لكنه ما قدر يقول لها شي..يخاف يحرجها..لكنه ما صدق طلبت و جاب لها كل شي..
نجود كانت واقفه و تشوف الأغراض اللي يدخلها سيف و مو مصدقه..أول مره بيتهم يكمل بكل شي..(شكل حالته ما عليها و لا كان ما جاب كل هالأشياء..حلو يا نجود بتعيشين براحه كم يوم)

دخلوا الأغراض للمطبخ..و بدت ترتبهن نجود..و سيف يراقبها بإعجاب..
نجود: ليه تطالعني؟
سيف: و ليه ما أطالعك؟
نجود: لهالدرجه عاجبتك!
سيف: عندك شك؟
نجود: يعني تشوفني حلوه؟
سيف: لا أشوفك الحسن كله
نجود: يمكن
سيف: ليه ما أحد قال انك حلوه قبل؟
نجود: لا بالعكس البنات في المدرسه يقولون كل ما نشوف عيونك يجينا النوم..بس بشاير اللي قالت لي اني حلوه قلت يمكن عشانها تحبني تشوفني حلوه
سيف: ما عليك منهم غيرة بنات أنت قمر

نجود تفكر..(شكله راعي بنات صدق على وصلة الغزل هاذي..كم بنت قال لها هالكلام قبلي؟..زين على الأقل لقينا أحد يتغزل فيك يا نجود)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: لا و لا شي
سيف: نجود باسألك سؤال؟
نجود: اسأل
سيف: خالتي كل مره أجي ألقاها في غرفتها..ليه هي ما تبي تشوفني؟
نجود تتنهد: لا بس أمي تحب تجلس لحالها تلقاها تصلي أو تتسمع على الأحاديث و القرآن في المسجل..حتى أنا ما تجلس معي كثير...(همست بحزن)أحيانا اشتاق اسمع صوتها

لمح الدمع اللي تجمع في عيونها..لكنها صدت عنه تمسحه..
سيف: و هذا له سبب؟
نجود: سيف مابي أتكلم في هالموضوع

سيف يقوم و يضمها..
سيف: على راحتك و آسف لو كنت ضايقتك

نجود تبعد عنه..و تطلع من المطبخ..لحقها سيف و شافها و اقفه عند باب المدخل..
سيف: نجود وش فيك؟
نجود: ما تعودت أحد يواسيني اذا تضايقت و لا أبي اتعود
سيف: بس أنا أبي اوقف معك
نجود: سيف لا تعودني على شي ماراح يدوم

سكت سيف و لأول مره يفكر بهالشي..هو يحبها متأكد من هذا..لكن الى متى بيكون معها..
أما نجود..فمع انها تعرف ان كل هذا حركات منه الا انها خافت تتأثر فيه و تتعود تعتمد على أحد..مو عارفه بأي لحظه يطلع من حياتها..حبت تغير الموضوع و لا تفكر فيه..
نجود: سيف تدري اني ما أعرف عنك أي شي غير اسمك
سيف ارتبك: وش تبين تعرفين؟
نجود: و الا أقولك مو مهم

فكرت نجود بسخافة الفكره..يعني ليه تسأل عن أهله..و كأنها بتقابلهم في يوم..أو تسأل عن حياته..و دراسته..و هي مو عارفه اللي يقول لها بيكون صدق أو كذب..غيرت السالفه..و صارت تكلمه بأشياء تافهه عنها..و عن المدرسه..و أحداث عند الجيران..ما تدري ليه جاء لها احساس فجأه انها تبي تملله منها..و يتركها بأسرع وقت..ما رتاحت لشعورها ناحيته..و لا كيف تأثرت بكلامه..و قربه منها..أول مره ما تعرف كيف تتصرف بالموقف اللي هي فيه..
سيف..من أول ما جاء حس انها اليوم غريبه..مو عارفه وش تسوي أو وش تقول..حس انها تدخل في موضوع و لاتكمله..عرف ان وجوده فجأه بحياتها مربكها..لكنه بيخليها تتعود عليه..يبي يعرفها..و يفهمها.


يتبع






في المستشفى/

كانت ياسمين تدخل بيانات المراجعه اللي جايه..و شافت أكره انسان تشوفه بهالمستشفى..ماجد وصل عندهم و بعد ما عطاها نظرة التفت يكلم حنان..
ماجد: مساء الخير على أحلى عيون بنيه

التفتت عليه ياسمين بقهر..هي تعرف انه يقصدها..لأن عيون حنان سوداء..
ماجد: خير فيه شي! أنا شايف إن عيون حنو بنيه فيه مانع؟

سفهته و كملت تدخيل بيانات البنت اللي قدامها..
ياسمين: أي قسم تبين؟

لكنها ما كانت يمها و نظرتها مبهوره في ماجد..
ياسمين بقهر: لو سمحتي أختي أنا أسألك أي قسم تبين؟
البنت: هاه..قسم عظام
ماجد يتنهد: حنو ليه طبعك نار كذا هدي شوي..الا ان كنتي تغارين علي من عيونهم

انحرجت البنت ان ماجد شافها تطالعه..أما ياسمين فكانت تعد للعشره عشان تهدي نفسها ما تثور فيه..كملت بيانات البنت و عطتها ملفها و راحت..ما صدقت ياسمين تبي تروح للغرفه لين يروح..لكن مراجعه ثانيه جت..و فاتن كانت مشغوله مع مراجع ثاني..أما حنان فكانت تسولف مع ماجد..و يطالعونها..حست انهم يتكلمون عنها..و تمنت تمسح هالاثنين من هالدنيا..صارت تدخل بيانات المره الكبيره اللي كان فهمها على قدها..و ياسمين تحاول تفهمها و تشرح لها كل شي..و هي مقهوره و هي تشوفه..كيف متسند و يطالعها بفرح..
ماجد: هاه يا خاله وش رأيك بموظفتنا الحلو..آآ أقصد الجديده ان شاء الله تعاملها أعجبك
العجوز صدقت: ماشاء الله عليها يا ولدي تهبل
ماجد: و أنا أقول كذا بعد

ياسمين حست انها وصلت حدها منه..و كانت تبي تبعد عنه بأي شكل..
ياسمين: تعالي يمه أنا بأوصلك القسم اللي تبينه

تركتهم و راحت و هي تأخذ أنفاسها بعصبيه..و تتمنى انها ترجع ما تلقاه..
أما ماجد فما صدق انها راحت..
ماجد: حنو عطيني جوالها بسرعه

راحت حنان و بدون أي اعتراض و أخذت جوال ياسمين اللي كان عند شنطتها..و عطته لماجد..اللي دق من جوالها عليه..لين طلع رقمها عنده..و ابتسم بإنتصار..
ماجد: يمكن نحتاجه في يوم

فاتن كانت تطالع بخوف..ما أعجبها اللي يصير..بس هذا ماجد..ما تقدر تتكلم أو تعترض على أي شي قدامه..مو هو اللي خلى أبوطارق يزيد راتبها و يثبتها في شغلها..كيف وحده بوضعها تحكم على تصرفاته..أو تقدر تناقشه باللي يسويه..كل اللي كانت تتمناه انه ما يضرها..لأن ياسمين باين انها ما تستاهل هالمصير..اللي هي بنفسها مو راضيته..
رجعت ياسمين..و دخلت في الغرفه و ما هتمت فيه مراجعين أو لا..بس ما كانت تبي تشوفه..(تافه و سخيف..هذا ما يستحي على وجهه كأنه مراهق بهالحركات اللي يسويها..أنا أبي افهم هو بس يجي لهالمستشفى عشان يرز وجهه عندنا و يروح!)



*يوم الخميس*

كان فيه إجتماع في المزرعه..سوته أم فارس لأسماء..عشان تسلم على الكل قبل تسافر يوم السبت للشرقيه..

في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت..و سمع أصوات البنات كلهم في المطبخ..و راح لهم..
عمر: مساء الخير
الكل: مساء النور
عمر: ما خلصتوا للحين؟
حلا: الله أعلم مين اللي تأخر..حتى أمي ملت و هي تنتظرك و راحت
عمر بإستغراب: وين راحت؟
لينا: تلعب عليك..أمي كانت تبي تعطي شي لأمي حصه و راحت لها بدري و بتروح معهم للمزرعه من هناك
عمر: زين أنا رايح أبدل ملابسي و نمشي
حلا تكلم لينا: و أنا بأروح أدق على مساهير تطلع
عمر انصدم: هيه هيه وش دخلها تدقين عليها؟!!
حلا: ماتدري؟ خالتي ام فارس عازمتهم..أم راشد راحت مع امي و مساهير بتروح معنا
عمر بعصبيه: معنا؟؟ في سيارتي!!
حلا تتريق: لا في سيارتي..ايه شايف غيرك موجود و بيودينا
عمر: وش المناسبه تجي معنا؟؟
لينا: عمر وش هالكلام؟
حلا: الله يرحم أيام اول تنقلها معك في كل مكان

عمر التفت عليها..و عطاها نظره خلتها تبلع لسانها..و طلع عنهم..
حلا: أبي افهم اخوك هذا وش فيه؟
لينا: مادري؟؟
شوق: يمكن مستحي منها
حلا تضحك: ما تخيل شكل عمر يستحي من أحد..حنا كل عائلتنا مغسول وجهها بمرق حتى أمي
لينا: حلا!!
حلا: و أنا صادقه حتى أنت بس كأنك عقلتي شوي

تنهدت لينا و سكتت و هي تتذكر وش اللي غيرها....

في غرفة عمر-بدل ملابسه و جلس على سريره..(هذا اللي كان ناقص..تركب معي في سياره وحده! ليه وافقت؟ كان المفروض ما ترضى..و الا صرت عندها عادي مثلي مثل أي واحد..و نست اللي سوته فيني....بس أنا مانسيت يا مساهير...زين خلينا نشوف كيف بتتصرفين)

نزل تحت و شاف خواته جاهزات..و طلعوا..راحت حلا أول ما شافت مساهير واقفه عند بابهم..أما عمر فسوى نفسه مو مهتم و دخل سيارته بدون ما يلتفت عليها..
كانت مساهير تطالعه و قلبها يدق بقوه..بس لاحظت انه ماهتم فيها..و تأكدت انه فعلا تغير..و أكيد نساها..
راحت مع حلا..و وقفت تسلم على لينا و شوق..و عمر عصب عليهم و هم جالسين يسولفون و للحين ما ركبوا..فتحه شباكه..
عمر بعصبيه: مو ناوين تركبون؟؟

فزوا كلهم و بسرعه دخلوا..ركبت لينا جنبه..و حلا وراها..و انحرجت مساهير و هي تركب وراه و شوق في الوسط..أول ما ركبت جت عينها في عينه بالمرايا..لكنه طالعها بإستخفاف و صد عنها يكلم لينا..و هالشي قهر مساهير..(ليه يطالعني كذا؟! زين يا عمر مو مهتم فيني..أنت بعد ما هميتني)
و عشان تنسي نفسها انه قدامها..و لا تفكر فيه..صارت تسولف على شوق بصوت واطي..و تفرجها على مقاطع مضحكه بجوالها..و تضحك هي و ياها و حلا..و لا كأنه موجود..
عصب عليها عمر..هو مرتبك و منفعل ان ما بينهم الا هالمسافه القصيره بس..و هي و لا على بالها..فكر انها أكيد نسته..و الا ما كانت تتصرف بهالبرود..و مو بعيد تكون للحين تحب ولد عمها اللي تركها..و هالشي خلاه يطق من قهره..و ضحكتها اللي وصلت له هالمره..قهرته زياده..رفع عيونه يطالعها بالمرايه..و شافها مو متعدله بجلستها..و متقدمه عشان حلا تشوف معهم المقطع..و خطرت على باله فكره شيطانيه..
سحب فرامل فجأه..خلاها تطيح على قدام..و تضرب في كرسيه..كان مبتسم على انتقامه..لكنه حس بشعر جلده يوقف يوم مسكت كتفه من غير ماتدري..قبل تسحب يدها بسرعه..
لينا: عمر وش صار؟؟
عمر: آآ كأني شفت شي في الطريق
حلا بخوف: هيه حرام عليك بغينا نموت ما تهنينا في شبابنا
لينا: شوق حبيبتي فيك شي؟

عمر توه يتذكر شوق اللي للحين يدها ما شفت..حس انه غبي بالحركه اللي سواها..و التفت عليها بسرعه..كانت ماسكه يدها اللي انكسرت..و بسرعه مد يده..لكنه انتبه انه ماسك يد مساهير اللي كانت تشوف يد شوق..انتفض و رجع يده..و جلس ساكن لحظه قبل يسأل..
عمر يتنحنح يرجع صوته اللي راح: فيها شي شوق؟
حلا: لا تتدلع هذاها مثل القرده..بس رجيت عقولنا
عمر بقهر: انتم كلكم ياللي وراء ما فيكم عقل يعني مو توه بيروح

كان يتكلم عن خواته..بس مساهير حست انه شاملها معهم..هذا اذا ما كان يقصدها هي بالذات..رفعت عيونها تطالعه بالمرايه بقهر و هو طالعها بسخريه..حست من ضحكته انه قاصد اللي سواه..هاذي حركات عمر ما تغيرت..
كملوا طريقهم ساكتين..بس حلا و شوق اللي كانوا يتكلمون و يعاندون بعض..
وصلوا للمزرعه..و نزلوا البنات..لكن مساهير كان للحين فيها قهر عليه..و قبل تنزل رفست كرسيه بكل قوتها..و نزلت بسرعه..عصب عليها عمر..و نزل وراها..
عمر بقهر: يا...

لكنه وقف و هو يشوف فيصل يطلع من سيارته..و مساهير ما صدقت مشت بسرعه داخل..
فيصل يضحك: عمر وش فيك ناوي تذبح البنت!
عمر بعصبيه: أنت وش دخلك؟

دخل عنه عمر و هو للحين مقهور منها..لدرجة انه مر من عند خاله ناصر و لا شافه..
ناصر: عمر مو ناوي تسلم؟
التفت عمر: آسف خالي والله مانتبهت

عند مدخل الحريم-
لينا: مساهير وش فيه عمر عصب؟
مساهير: رفست الكرسي اللي جالس عليه
لينا تشهق: ليه؟!!
مساهير: يعني ما عرفتي انه سحب الفرامل عن قصد
حلا بقهر: معقول؟
مساهير: ايه هاذي حركات اخوك ما تتغير..نرفزناه و حنا نضحك حب يسكتنا بطريقته
حلا: زين يا عمر تستاهل اللي جاك..و الله و لقيت أحد يوقف بوجهك و ينتقم لنا منك
لينا تضحك: والله قويه يا مساهير..اتخيل شكل عمر اللحين
حلا: تلقين أذانيه تطلع دخان
مساهير: خليه يتذكر كانه نسى ان مساهير ما أحد يآطى لها على طرف و يسلم


في قسم الحريم_
دخلوا البنات و شافوا الكل جاء..سلموا عليهم و عرفوهم على مساهير..لكن اللي كانوا يتذكرونها هم أسماء و ياسمين..
أسماء: يالله ما أصدق! تغيرتي كثير يا مساهير
مساهير: هاذي خمس سنين
ياسمين: مين قدها لينا اللحين أكيد بتطير من الفرحه
لينا: صح..مع اني أول ما شفتها كان ودي اذبحها
أسماء: حرام عليك..المهم رجعتها لأمها و لكم..يعني ما تسوى؟
لينا: أكيد تسوى

جوري كانت تراقبهم مبتسمه..(يالله على هالعائله كيف بسرعه تحب الناس و تتقبلها..عكس بيت عمي اللي ما يحبون غير بعض)
بس كانت تتمنى انها جزء من هالعائله بجد..بنت لناصر..أو زوجه لفارس..(يا الله على طمعي! مو أحمد ربي اني بينهم و بس)
لكنها تذكرت كلامها هي و ساره يوم الأربعاء..كانوا يتكلمون عن الأقارب..الأقارب اللي من لحم و دم..قالت ساره ان ما أحد يقدر يستغني عن أهله..و هذا اللي كانت تحسه جوري..كانت تتمنى انها تكلم بنات عمهاو تزورهم..لأنهم مهما كان هم أهلها..هم أقرب الناس لها..بس هالشي كان مستحيل..لانهم رافضينها..
في مكان قريب-
أم راكان: مين هاذي اللي جايبتها أم عمر؟
ريهام: يقولون جارتهم مطلقه و هاذي بنتها اللي راحت مادري وين و رجعت..و الله مادري وش سالفتها!
أم راكان: يا حبهم يضفون اللي يسوى و اللي ما يسوى..مو المفروض يعزمون أحد مستوى نستفيد اننا تعرفنا عليه مو ناس مادري من وين مطلعينهم
ريهام: صح عكس اذا رحنا لأم سامي كل يوم عندها ناس هاي
أم راكان: يا الله الله يعين..قومي خلينا نجلس معهم نشوف هاذي هي و بنتها وش عندهم
و جلس الكل يتقهوى و يسولف..

بعد ساعه-شاف راكان جوري و راح يركض لها..و أول ما شافته ابتسمت..
جوري: هلا راكان وش أخبارك؟
راكان: الحمدلله..(كمل بشك)تلعبين معي اليوم؟
جوري: إيه بس مو كوره
راكان: أجل وش نلعب؟
جوري: امم انتظر بأروح اجمع البنات و ندور لعبه
راكان بإحباط: ما راح يرضون
جوري: لا بيوافقون انتظرني هنا

راحت جوري تركض..و ريهام كانت تشوف راكان و هو يكلمها و راحت له..
ريهام: وش عندك مع هاذي؟
راكان بقهر: اسمها جوري
ريهام: لا تجلس معها أنت خلقه أخلاقك مثل وجهك اللحين تجلس بعد مع وحده مو عارفين وش أصلها
راكان: ليتكم مو عارفين أصلكم لو بتصيرون مثلها
ريهام بقرف: وش هالكلام! زين يا راكان أنا اقول لأمي
راكان: هذا اللي أنت فالحه فيه(و كمل بهمس) أنت و أمك

تركته ريهام و راحت..وهو يطالعها بحزن غطاه القهر..(ليه مو جوري أختي احسن من هالخوات)

عند البنات_جت جوري تركض..
أسيل: وش فيك تركضين؟
جوري: مين بيلعب معي أنا و راكان؟
مرام بإستهزاء: وش رايك تتبنين هالراكان اللي أنت فرحانه فيه و تفكيننا منه

جوري حز في خاطرها كلام مرام عن أخوها..و تمنت تقولها إن عندها نعمه مو مقدرتها..
حلا: وش بتلعبون؟
جوري: مادري
رغد: يا الله وش رأيكم نلعب غمايه
أسيل: و الله حلوه
مرام بدلع: تعالي سهى نتمشى
رغد: ما راح تلعبون؟
مرام تكذب عشان ما تخسر رغد: لا أنا احس بصداع و مو قادره اركض..بنروح نتمشى و إذا خلصتوا تعالوا عندنا

تركوهم و راحوا..
أسيل: أحسن فكه
حلا بحماس تصارخ: شوق رنا تلعبون

ركضوا لها من بعيد متحمسين..و كانوا هالوقت مساهير و لينا و ياسمين جايات..مساهير سمعت طاري لعب..و هي تموت على الخبال..
مساهير: وش بتلعبون؟
حلا: غمايه
مساهير: وناااااسه بنلعب

طالعتها لينا و ياسمين بإستغراب..
لينا: بتلعبين معهم؟
مساهير: كلنا بنلعب..و لا على بالكم كبار

و مع إصرار مساهير وافقوا..و هم جايين عند راكان انصدم يوم شافهم..لكنه فرح..حس إن جوري خلت الكل يحبه..و بدأوا يلعبون..


في مكان بعيد عن قسم الرجال..كان نادر يتمشى لحاله..يحب يأخذ فترة سكون و هدؤ..يفكر فيها..و يحزن فيها..تعود على هالشي من سنين..و كأن الفرحه الدائمه ما تناسبه..طالع المزرعه اللي كان من صغره يكرهها..يتذكر كيف كان يجلس لحاله..و يشوفهم من بعيد يلعبون مع بعض و فرحانين..إلا هو ما كان مثلهم..ما كان يحس إنه منهم..أو بالأصح كان يلومهم على وفاة أمه..كبر و عرف إن هالشي خطأ..لكنه للحين يحس إنه غريب عنهم..يوم كان صغير حس إنه أناني يوم أصر إنه يجلس عند جدته..و ترك أبوه لحاله..بحالة الحزن اللي كان يعيشها..عشان كذا اللحين يحس بالتقصير اتجاه أبوه..و مستحيل يرفض له طلب..وهو الوحيد اللي جالس هنا عشانه..و لا كان عاش عند خواله اللي تربى معهم..و اللي بقوا له من أمه..
دق عليه أبوه و قال له إن المشروع اللي مسوينه في جده فيه مشاكل و طلب منه يروح يحل المشكله..و قرر يطلع من المزرعه..عشان بكره الصبح يكون في المشروع..

عند الشجر..كانت جوري تمشي بخوف..من أول مالعبت و هم بس يمسكونها..عشانها تتخبى قريب..لكن هالمره قررت تروح لمكان بعيد..بس خافت و هي بعيده عنهم..
بمكان قريب سمع فارس صوت خطوات تقترب منه..راح من بين الشجر بيشوف مين هناك..و لمحها..كان بيرجع لكن شي في داخله اجبره يوقف مكانه يطالعها بدون لاتنتبه له..حس إنها متخبيه عن أحد لأنها كانت بس تتلفت..شاف نادر يمشي قريب و خاف إنه يشوفها..طلع له فارس..و تكلم بصوت عالي عشان ينبهها تبعد عن هالمكان..
فارس: نادر وش تسوي هنا؟

سمع صوت خطواتها..على الأوراق اليابسه..و ارتاح..لكنه سمع صوت ضربه و صرختها..كان بيطل عليها يتطمن وش صار لها..بس في هالوقت نادر كان قرب منه..
نادر: فارس وش فيك؟
فارس: هاه لا ما فيني شي
نادر: زين اسلم عليك أجل
فارس: على وين؟
نادر: بأروح اشوف المشروع اللي في جده
فارس: هالوقت؟
نادر: فيه مشاكل لازم اشوفها بكره
فارس: زين تروح و تجي بالسلامه
نادر: الله يسلمك

راح نادر..و فارس رجع للمكان اللي كانت فيه جوري..مشى و شاف الغصن الكبير اللي طايح على الأرض و عصب..(شكلي خوفتها و ما نتبهت لطريقها..بس هي وش جايبها هنا؟ وبعدين هالعمال ليش ما نظفوا المكان)


راح عمر لسيارته..كان يبي يأخذ ملابس الرياضه منها..عشان يلعبون كوره..و قبل يطلع سمع موسيقى رومانسيه..كانت طالعه من سيارته..التفت ورى للمكان اللي جاي منه الصوت..و لا شاف شي..طلع و دخل مع الباب اللي ورى..و تحت كرسي السواق..شاف الجوال يدق..و تذكر مساهير..(أكيد جوالها)
أخذه وهو يبتسم على خباله اللي سواه..و يتذكر رفستها للكرسي..(نفس خبالك للحين يا مساهير..معقول خمس سنين ما غيرت فيك شي..وش شعورك بعد ما رجعتي؟ نادمه على اللي تركتيه هناك..أو فرحانه برجعتك)
كان يتمنى يعرف إحساسها اللحين اتجاهه..حس نظراتها فيها شي أو هو يتخيل..طرت في باله فكره..مع إنه ما ارتاح يسويها..لكن فضوله غلبه..
فتح جوالها..و راح للرسائل..فتح كم رساله باين إنهن من صديقاتها..لكن اللي قهره..و خلى الدم يغلي بعروقه..رسالة كانت بإسم<غلا الروح>..مكتوب فيها..
[حرام ينتهي كل اللي بيننا..يمكن أنت اشتقت لأمك..ارجعي لها و فكري بعلاقتنا زين أنا بعد خمس شهور بأرجع و لو لقيتك للحين تنتظريني بنتفق و بأخطبك مره ثانيه]
راح بسرعه للرسائل المرسله..يدور على نفس تاريخ الرساله..و فتحها..
[مادري وش أقولك..أكيد صعب انساك و لا أعرف إن كنت بأنتظر رجعتك اللي مو متأكده منها..بس لو كان مكتوب لنا نكون لبعض بنجتمع أكيد]
رمى الجوال بكل قهر جنبه..كان في قلبه شعور بسيط فرحان برجعتها..لكن اللحين امتلأ قلبه قهر..و حقد عليها..
(للحين تحبه! و أكيد تنتظر رجعته..و أنا مثل الغبي انقلب حالي من يوم رجعت..أنا كنت متأكد إن مساهير راحت ذيك الأيام و ماراح ترجع أبدا)
شاف رنا من بعيد..و نادها..
عمر: رنااااا
رنا تركض يمه: نعم
عمر: اخذي الجوال هذا و عطيه لينا قولي عمر لقاه في سيارته

اخذته رنا و راحت..و عمر قرر إنه من اليوم ما يفكر فيها..و لا يسمح لها تدخل في حياته من ثاني..

في قسم الحريم_شافت رنا مساهير..
رنا: مساهير شفتي لينا؟

مساهير شافت جوالها معها..
مساهير: وين لقيتي جوالي؟
رنا تعطيه لها: لك! عمر عطاه لي و قال أقول للينا إنه لقاه في سيارته

تذكرت مساهير إنه طاح منها و نست تأخذه..اخذته من رنا.. و راحت للبنات و هي تفكر..(مادري كيف كان يطالعني..احس نظرته كانت تقولي شي بس ما فهمته! دامه نساني ليه نظرة الإستخفاف اللي بعيونه؟ ليه ما يعاملني عادي؟ أو للحين حاقد علي إني رحت مع أبوي......لازم اعرف وش قال يوم رجعت)
راحت تدور لينا..و شافتها تتمشى مع إياد..
مساهير: لينا
لينا: نعم
مساهير: باسألك سؤال لكن جاوبيني بصراحه و لا تسأليني ليه سألت و انسي اللي قلت
لينا بإستغراب: مساهير وش فيك؟
مساهير: عمر وش قال أول ما عرف برجعتي؟
لينا تطالعها بشك: ليه تسألين؟
مساهير: لينا أنا وش قلت!
لينا: مساهير ما أحد يعرف اللي بالقلب إلا صاحبه
مساهير بعصبيه: يعني تبيني أروح اسأله هو!
لينا بإستغراب: و ليه تهتمين؟!
مساهير: مادري أنت بس جاوبيني
لينا: مساهير أنت للحين تفكرين بعمر؟

مساهير انصدمت بهالسؤال..صح هي من رجعت و عمر يطري على بالها كثير..لكن إنها تكون تحبه..مثل أول..خافت من هالشي..ما تدري ليه..
لينا: مساهير جاوبيني؟
مساهير: لا..بس أنا احس بالحنين لكل شي تركته هنا..و أبي اعرف ليه عمر يطالعني بنظرات الحقد هاذي
لينا: يمكن لأنه ما أعجبه اختيارك و ترك أمك..لأنها ذيك الأيام تأثرت كثير و كانت تفضفض لأمي..و أمي تتكلم كثير لعمر عن حالتها و تعرفين إن عمر يعزها كثير و يعتبرها مثل خالته..لامك على حزنها..و على وحدة راشد و تركك لهم..يمكن عندنا رجعتك تمسح كل هذا..بس عمر ما ظنيت يقتنع بهالرجعه المتأخره

تأثرت مساهير بكلام لينا..و نزلت دموعها..
إياد يبرطم: مثاهير لا تثيحين أنا ما أحب عمر ليه يذعلك
مساهير تبتسم و تشيله: لا حبيبي أنا مو زعلانه
لينا: ضايقتك؟
مساهير: لا أنا دائما اتذكر اللي سويته و اندم عليه و لا راح أنسى
لينا: انسي يا مساهير و أهم شي إنك رجعتي لنا..ما تدرين وش كثر أنا فرحانه برجعتك

بعد مالتوت رجل جوري من طيحتها وقفوا لعبهم..و راحوا البنات يجلسون و جت لهم مرام و سهى و صاروا يسولفون..و مامرت ربع ساعه إلا و كانت أسيل بتنفجر من سهى..اللي اليوم كانت مزودتها بالحيل..و هي تتكلم عن فيصل و تمدح فيه..شوي و تبدأ تتغزل فيه..كانت كل شوي بترد عليها لكنها بالغصب تمسك نفسها..لكن اللي خلاها تفقد أعصابها..يوم تكلمت سهى عن توصيل فيصل لهم قبل أيام..و إنقهرت إن رغد ما قالت لها..
أسيل: سهى وش رأيك تلمين نفسك و تسكتين أحسن

الكل التفت على أسيل مصدوم باللي قالته..لكن سهى ما تفاجأت و كأن هذا اللي تبيه..
سهى: خير أسيل أحد داس لك على طرف؟!
أسيل: أنت تعرفين وش عنه اتكلم ماله داعي افشلك أكثر ما أنتي مفشله نفسك
سهى بغرور: والله مادري مين اللي مفشل نفسه!
رغد: خلاص بنات وش فيكم؟؟
سهى: أنا ما تكلمت أنا أرد على اللي تقوله بنت عمك
رغد: أسيل خلاص وش صار لك؟
أسيل تعصب: رغد خليني ساكته احسن..و خلي بنت خالتك تحترم نفسها و بلى حركات التلزق اللي تسويها
سهى: أنا اتلزق! أجل اللي تسوينه وش يسمى..حبيبتي فيصل ولد خالتي و اتكلم عنه مثل ما أبي و مو أنت اللي بتسكتيني
رغد: سهى وش هالكلام؟؟
سهى: يعني مو عارفه هي ليه عصبت؟ عشان تكلمت عن فيصل و عشان وصلنا ذاك اليوم..ليه حبيبتي أنت عندك نيه انه بيقاطعنا عشانك..بعدين اللي يعصب كذا و يدافع..يكون يتكلم عن شي يخصه..و لحد ذاك الوقت أنا حره باللي اقوله..فهمتي؟

تركتهم و راحت..و قامت وراها مرام بعد ما عطت أسيل نظرة سخريه..و أسيل غطت وجهها بيدينها و بدت تصيح..البنات كانوا مصدومين للحين من هالحوار الصريح بينهم عن فيصل..
رغد: أسيل
أسيل تبعد يدينها عن وجهها: كذا يا رغد! أنا تخبين علي اللي صار..وش صاير بينهم بعد يخلي عندها ثقه و هي تكلمني بهالوقاحه
رغد: أنا عشان كذا ما قلتلك خفت أضايقك
أسيل بعصبيه: لا مشكوره..اللحين و أنا مثل الغبيه متفاجأه و ماعرف شي عن اللي يصير كذا ماتضايقت
حلا: أسيل وش فيك؟ خليها تتكلم مثل ما تبي يعني كل من تكلم عن شي حصله..هي تسوي كل هذا عشان تقهرك

قامت عنهم أسيل..و راحت تركض..و هي ما تدري ليه هالمره قهرها كلام سهى..يمكن لانها لاحظت ان هالمره كلامها فيه ثقه..مو غيره مثل كل مره..و اللي قهرها أكثر نظرات مرام و ابتسامتها الشامته..(مو راضيه تصدقيني يا رغد بس أنا متأكده ان سهى في بالها شي..و مو بعيد كل هذا بمساعده من مرام..لانها ما كانت متفاجأه باللي تقوله سهى و كأنها عارفته من قبل...يا الله مادري من وين طلعت لي هالسهى و المرام)
كانت تتمشى و دموعها على خدها..و تفكر لو تقول لرغد تسأل فيصل عن سهى..بس خافت يكون كل هذا كلام من سهى..و تصير نبهت فيصل لشي غافل عنه..سمعت صوت وراها و خافت لأنها طلعت من قسم الحريم..التفتت و ارتاحت و هي تشوف سيف اللي جاي عندها..
سيف بإستغراب: آسي وش جايبك هنا؟
أسيل تلف عنه: اتمشى
سيف يلف وجهها له: تصيحين؟!
أسيل تمسح دموعها: متضايقه شوي
سيف: ليه أحد قال لك شي
أسيل: لا تهتم أنت هوشة بنات
سيف: أكيد مرام
أسيل: يعني..أنا متأكده انها هي ورى كل هذا
سيف: ماراح تقولين لي وش صار
أسيل: ما تسوى السالفه
سيف: كل هالدموع و ما تسوى
أسيل: أنا فيني غصه عشان أسماء بتسافر عشان كذا ما ستحمل أي شي
سيف: و لا يهمك من بعد الشرقيه متى ما بغيتي تروحين لها قولي لي و أنا أوديك
أسيل: وعد
سيف: وعد..كم أسيل عندي أنا بس أنت لا تضايقين نفسك
أسيل: ليش جاي هنا؟
سيف: متخبي عن فيصل

أسيل أول ما سمعت اسم فيصل..بغى قلبها ينط من صدرها..
سيف: سرقت جواله تعالي خلينا نتفرج وش عنده

فرحت أسيل و ما صدقت ان جوال فيصل بين يدينها..عرفت ان سيف خلاها تشوفه عشان تنسى اللي مضايقها..و فعلا أسيل نست الدنيا أول ما شافت صور قديمه في جواله..كانت ذكريات طلعاتهم..و أماكن تربطه فيها هي بالذات..حتى الأشعار اللي كانت فيه..كانت كلها عن حب الطفوله..
سيف: يا ساتر عليكم من بنات مابقى شي في الجوال ما شفتيه
أسيل بإحراج: أنت اللي عطيته لي



يتبع



في قسم الحريم-كانوا البنات يدورون أسيل..
رغد: وين راحت هالبنت؟
جوري: شكلها مو في قسم الحريم
حلا: لا يكون انتحرت؟!
رغد: حلا والله انك رايقه!
حلا: وش تبيني اسوي لها والله تقهرني أسيل يعني و اذا تكلمت عنه خليها من حرتها تبي تحر أسيل

مشت جوري معهم و أسيل كاسره خاطرها..و تخيلت لو يوم فارس يخطب وحده..كيف بيكون شعورها..خافت من الألم اللي حست فيه..و هو للحين ما صار شي..تدري انه مو لها..لكنها ما تقدر الا انها تحبه..
شافوا أسيل جايه من بعيد..و الابتسامه ماليه وجهها..و كلهم يطالعونها بإستغراب..
أسيل: مرحبا بنوتات
حلا: كنا خايفين انك انتحرت بس الحمدلله شكلك انجنيتي بس
أسيل تتنهد و تدور حول نفسها: فرحانه احس اني بأطير

كلهم ضحكوا عليها..و راحوا معها داخل يطلعون منها سبب هالفرحه المفاجأه..

و من بعيد-كانت مرام و سهى يطالعونها بقهر و صدمه..
سهى: ليه فرحانه كذا؟ قبل شوي كانت معصبه!
مرام: مادري
سهى: تتوقعين الموضوع يتعلق بفيصل..اخاف انها تكلمه و قالت له
مرام: لا مستحيل تسوي أسيل هالشي
سهى بقهر: اجل وش قلب حالها كذا؟
مرام: تلقينهم سكتوها بكلمتين و هي كالعاده صدقت
سهى: والله مادري؟
مرام: خلي عندك ثقه بنفسك و دافعي عن اللي تبين لآخر لحظه مو من أولها تهزمك


عند الرجال_كان عمر طالع من المجلس و شاف طلال جالس بعيد لحاله..كان يلعب مع مؤيد بالكوره..
راح له و ابتسم لهم..
عمر: هاه مين اللي غلب أنت أو إياد؟
إياد يصد عنه: أنا مابي اكلمك
عمر بإستغراب: ليه أيود زعلان علي؟
إياد: ليه تخلي مثاهير تثيح!

عمر دق قلبه بقوه..التفت على طلال و شافه يطالعه بتساؤل..ما حب يبين إنه مهتم قدامه..(و أصلا أنا مو مهتم..خلها تصيح من هنا لسنه قدام)
تركهم و راح..
و طلال يطالعه بإستغراب..حس إن بينهم شي ما قاله له عمر..
طلال: أيود ليه مساهير كانت تصيح؟
إياد: لينا قالت لها ان عمر ما يبيها

تنهد طلال أول ما سمع اسم لينا..و نسى عمر و سالفته..
طلال: أنت تحب لينا؟
إياد: ايه احبها مره دائما تلعب معي و تضحك معي بث أنا

طلال ابتسم..وهو يتخيلها لو لحظات تنسى هالهم اللي ساكنها..و تضحك..

بعد ساعات-
طلعت أم العنود و ياسمين و جوري..لكنهم ما شافوا سيارة ناصر..لمحت جوري فارس ينزل من سيارته و يجي عندهم..
فارس: يمه
أم العنود: هلا يمه
فارس: خالي ناصر انشغل و راح..أنا بأوديكم
أم العنود: زين يا ولدي يله
فارس يلتفت لهم: وش أخباركم يا بنات؟
ياسمين: الحمدلله

ما سمع صوت جوري و انقهر إنها ماردت عليه..حب يحرجها..
فارس: وش أخبارك جوري سمعت إنك طحتي؟

جوري رفعت عيونها..و شافته يطالعها..و نظرته لها عقدت لسانها..
أم العنود تمشي: يا عمري عليها بنتي التوت رجلها

التفت عليها فارس و شافها تعرج..ركبوا السياره..
فارس: نروح المستشفى؟
أم العنود: ليه يمه؟
فارس: عشان جوري
أم العنود: لا صارت أحسن اللحين
فارس يطالعها بالمرايا: أكيد؟ طيحتك كانت قويه

انتبه فارس للي قاله..و انصدم..
ياسمين: و أنت وش دراك كيف طاحت؟
فارس ارتبك: آآ سمعتهم يقولون
أم العنود: لا يا ولدي لا تخاف ما عليها

فارس حس إن الكل انتبه لإهتمامه..لكنه رفض هالإهتمام بها..ماراح يخلي نفسه تحت تحليلات ياسمين اللي أكيد انتبهت لكلامه..عشان كذا كذب حتى يغطي اللي قاله..
فارس: لا أنا بس عشان خالي ناصر وصاني لو كانت توجعها أوديها المستشفى

سكتوا بعد كذا..و جوري حست بخيبة أمل قويه..فرحت يوم شافت نظرته المهتمه..و خوفه عليها..لكن هالفرحه كانت ثواني..(تعبتني يا فارس أنا أهمك أو لا؟ أحيانا احس إنك تهتم فيني و أحيانا احس إنك مو داري عني..أنت أي واحد فيهم؟)



في سيارة عمر/

كان في سيارته جالس ينتظر أهله يطلعون..و طبعا مساهير و أمها معهم..و هالشي اللي مو متحمله..كان فيه قهر كبير عليها..و مو طايق يشوفها..كيف بيتحملها طول الطريق..(ما يكفي قلبت هاليوم نكد..اللحين مجبور اتحملها في سيارتي)
شافهم جايين يمه..وهو يحاول يهدي نفسه..عشان ما يتهور يقول لها شي..
ركبوا معه..وهو بيحترق من قهره..أمه و أم راشد كانوا يسولفون..و البنات ما كان يوصله منهم الا همس..بس حس انه يميز حتى أنفاسها من بينهم..دق جواله..و شاف رقم صديقه خالد..و هم سكتوا عشان يكلم..
عمر بصوت مقهور: نعم
خالد: بسم الله وش فيه صوتك؟ تعبان؟
عمر: لا
خالد: عبد العزيز كان يدورك اليوم شفته؟
عمر لقاها فرصه: قله اللي راح ما يرجع و لا يفكر ان اللي جالس يسويه اللحين مصدقينه عرفنا انه كذاب من سنين و عيب عليه يجي يمثل انه واحد مننا وهو كل تفكيره في مكان ثاني..حتى أهله جاي يكذب عليهم وهو بس محتاج مكان يلمه لين ما يتحقق اللي يبيه و يرجع مكان ما جاء
خالد مصدوم: عمر أنت وش تقول؟ عبد العزيز سوى شي..بينكم شي!!تبيني اكلمه؟
عمر: لا لاتتعب نفسك و تقول له هو أكيد عرف نفسه..أنا اللحين في السياره أكلمك اذا وصلت
خالد بإستغراب: و الكلام اللي قلته؟
عمر: انساه..مع السلامه
خالد: مع السلامه

مساهير حست برجفه في كل جسمها من كلام عمر..و صوته..كانت بين مصدقه ان هالكلام لها..و في نفس الوقت مو مصدقه..لكن كل كلمه كان يقولها حستها موجهه لها..صارت تعيد الكلام اللي قاله و دموعها تنزل..عرفت انه مو بس مو راضي على اللي سوته..تأكدت انه للحين حاقد عليها و مو مصدق انها تحبهم..و مو مقتنع برجعتها..وصلوا للبيت و مساهير نزلت بسرعه و سبقت أمها..بدون حتى تسلم على البنات..و نزلوا أهل عمر..
أم عمر: عمر ماراح تنزل؟
عمر: بأروح مشوار
أم عمر: هالوقت؟
عمر: قريب يمه و بأرجع
دخلوا أهله لكنه جلس في سيارته ما تحرك..كان مقهور من اللي عرفه عنها..جلس سرحان يفكر..و يفكر..يبي يطلعها من باله لكن القهر اللي في قلبه أكبر من انه يتجاهله..دق جواله و لارد عليه..لكنه دق مره ثانيه..تأفف و هو يرد..
عمر: نعم
عبد العزيز: عمر وش فيك زعلان مني؟
عمر يتذكر: الله يهديه خالد قلت له ينسى الكلام اللي قلته
عبد العزيز: هذا كلام ينسى يا عمر؟ أنت متضايق مني في شي؟
عمر تفشل: لا الكلام ما كان عنك..أنا كنت أبي اوصله لأحد معي و مالقيت غيرك احطه عليه
عبد العزيز: يا ساتر الله يعينه هاللي ناوي عليه
عمر: اسمحلي يا عبد العزيز و الله نسيت السالفه و لا كنت ناوي أكلم خالد ما يقول لك
عبد العزيز: لا و لا يهمك مع اني انصدمت أول ما قال لي..يله اخليك اللحين و أنت ترفق بالمسكين لا تذبحه أعرفك اذا عصبت
عمر: يصير خير مع السلامه
عبد العزيز: مع السلامه



*بعد أيام*

في بيت أم عمر/

كانت حلا و شوق جالسين يطالعون التلفزيون و متحمسين صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت..نزلت لينا من غرفتها و ابتسمت و هي تسمع أصواتهم العاليه..(آخذين راحتهم عشان أمي و عمر مو في البيت)
دخلت عليهم و جلست..و لا وحده حست فيها أو سمعت سلامها..طالعت الفيلم الكوميدي اللي يشوفونه..أول لحظه ضحكت معهم..بعدها صارت تبتسم..لين سرحت بخيالها و ما صارت يمهم..
وقف عمر عند الباب معصب من هالإزعاج اللي هم مسوينه..
عمر يصارخ: حلاااااا
حلا تفز: نعم
عمر يتريق: جيراننا في آخر الحاره يقولون ما نسمع زين ياليت تزيدين الصوت
حلا تستهبل: بس! ما طلبوا

و زادت أكثر على الصوت..وهو انقهر منها..و أخذ الريموت و قصر عليه..
شوق: لا عمر مو مره كذا! ما أسمع
عمر: اسكتي و أنتي تسمعين...لينا وين أمي؟
لينا: عند جارتنا
حلا تتأفف: تقصر للصوت و تجلس تسولف فوق روسنا....أقول شوكه خلينا نتابع بالصاله اللي فوق أحسن

قامت شوق معها و طلعوا عنهم..
عمر: وش الأخبار؟
لينا: ما فيه جديد

ضحك عمر على نفسه بإستهزاء..وش كان يبي يسمع عنها..من أول ما رجعت وهو مو قادر يرتاح..و لازم هي تحس بنفس القهر اللي هي تحسه..لازم يطلع عليها كل اللي يحسه..
دخلت أمه عليهم و هي فرحانه و متحمسه..
أم عمر: السلام عليكم
لينا و عمر: و عليكم السلام و الرحمه
أم عمر: زين لقيتكم لحالكم..بغيتكم بسالفه
لينا: خير يمه
أم عمر: أم حمد خطبتك لولدها

جمدت ملامح لينا..و عمر يطالعاها بخوف..وهو يلوم أمه كيف تقولها الخبر بهالبساطه..و كأنها مو عارفه حالتها..
لينا بهدؤ: بس أنا...
أم عمر: لا بس و لا شي..ما راح تلقين احسن من حمد..ولد جيراننا و من سنين نعرف أهله..و دكتور و الكل يمدح في أخلاقه..وش تبين أكثر من كذا

لينا دمعت عيونها..و طالعت بعمر..كأنها تبيه يتكلم و يساعدها..لأن أمها باين انها مقتنعه فيه..
عمر: يصير خير يمه عطيها فرصه تفكر..و اسأل عنه
أم عمر بإصرار: وش تسأل عليه؟ كلنا نعرف كل صغيره و كبيره عنه و ماراح نلقى احسن منه

لينا خافت من اصرار أمها..و فكرت ان حمد ما فيه أي عيب ممكن ترفضه عشانه..وقف عقلها عن التفكير..و فقدت أعصابها..
لينا تصيح: بس أنا ما أبيه
أم عمر: ليه ما تبينه؟ و ليه تصيحين؟
لينا تمسح دموعها اللي صارن ينزلن أكثر: يمه مابي اتزوج اللحين
أم عمر بعصبيه: أنت ما تبين تتزوجين لا اللحين و لا بعدين..أنت بس تبين تجلسين مع ذكريات يوسف لين تنجنين و تحرقين قلبي عليك
عمر انصدم من كلام أمه: يمه هدي نفسك مو...
أم عمر تقاطعه و تصيح: وين اهدأ و هي دافنه روحها بيدينها و أنا اشوفها وساكته..بس لا اسمعيني يا لينا ان ما وافقتي على حمد بأنسى انك بنتي
عمر انصدم: يمه وش هالكلام؟ مو كذا نتفاهم
أم عمر بإصرار: الموضوع ما يبي له تفاهم..كم لها ترفض ما قلنا شي..لكن اللحين لا..ان ما وافقت عليه تنسى اني أمها
لينا تصيح: ما أقدر يمه والله ما أقدر..

ما ستحملت لينا أكثر..و ركضت تصيح لغرفتها و هي تصارخ..
لينا: ما أقدر..ما أقدر

مرت لينا من عند حلا و شوق اللي كانوا منسجمين و مو دارين عن شي..و انصدموا يوم شافوا لينا بهالحاله..نادتها حلا و ما ردت عليها..دخلت غرفتها و سكرت الباب..و جلست على الأرض تصيح..و تصيح..
ركضت حلا لتحت..بتشوف وش صار..و لحقتها شوق..و هناك شافت أمها طايحه على الأرض و عمر عندها..
حلا بخوف: وش فيها؟
عمر يصارخ: ارتفع عليها الضغط جيبي عبايتها بسرعه أوديها المستشفى
أم عمر بعناد: مابي اروح لمكان خلني أموت وارتاح منكم

حلا وقفت مصدومه من كلام أمها و حالتها..و حالة لينا قبل شوي..لكن عمر صرخ عليها..
عمر بعصبيه: أنت للحين واقفه! يله روحي

ركضت حلا لغرفة أمها..و شوق كانت واقفه و دموعها تنزل على شكل أمها اللي مو قادره تتكلم من التعب..راحت بسرعه للينا..لأنها دائما تكون معها اذا تعبت..و من ورى الباب..
شوق: لينا أمي تعبانه بيوديها عمر المستشفى

لينا أول ما سمعتها خافت على أمها يصير فيها شي بسببها..و طلعت من الغرفه تركض..وصلت عندها كانت بتمسك يدها..لكن أمها بعدت يدها عنها..و هالشي خلى لينا تتجمد من الصدمه..
أم عمر بتعب: مابي اشوفك بعدي عني

عمر انصدم من كلام أمه و تأثيره على لينا اللي مو ناقصه..بس ما كان يقدر يقول لها شي و هي في هالحاله..كان خايف عليها..يدري انها تعصب بسرعه..و خاف يجيها شي..و بنفس الوقت مو هاينه عليه لينا..
عمر: خلاص روحي أنتي اللحين يا لينا..لين ما تهدأ
أم عمر بأنفاس متقطعه: مابي اشوفك مو هذا اللي تبينه..تبين تذبحيني عليك

لينا ما ستحملت حالة أمها..و لا الكلام اللي تقوله..أمها اللي كانت دائما قريبه منها..ترفضها و هي بهالحال..عرفت ان الكلام اللي قالته قبل شوي من قلبها..مو بس تهديد..و تخيلت لو يصير لها شي..كيف بتعيش بعدها..بهاللحظه نست نفسها..و نست يوسف..كان المهم أمها..أمها و بس..
لينا تصيح: خلاص يمه موافقه والله موافقه بأسوي اللي تبين بس ارتاحي أنتي

نزلت حلا اللي كانت جايبه عبايتها بعد..و لبسوا أمها عبايتها و راحوا..و لينا تطالعهم بخوف على أمها..و خوف أكثر من المصير اللي انجبرت عليه..
شوق تصيح: لينا وش فيك؟ أمي ليه تعبت؟
لينا تصيح معها: لا تخافين ان شاء الله تصير بخير

رمت نفسها على الكنب..(يارب أنا اللي أموت و ارتاح..ليه يا يمه ما تخليني في حالي..مو كافي خسرته..اللحين تبوني أخونه و اتزوج غيره..ما أقدر..وش اعطي هاللي اتزوجه..و أنا كلي راح مع يوسف..ليتك أخذتني معك يا يوسف)
جلست جنبها شوق تطالع الدموع اللي تنزل..
شوق: لينا الله يخليك لا تصيحين
لينا تمسح دموعها عشان ما تخوف شوق على أمها..لكن في داخلها كانت جروح تنزف..حست ان نهايتها قربت..


@،،النــزف الثـالث عشــر،،@



في الكوفي شوب/

دخل طلال و شاف عمر جالس لحاله..جلس عنده..التفت عليه عمر لكنه ما تكلم..
طلال: وش فيك يا عمر؟
عمر يتنهد: تعبان يا طلال تعبان بالحيل..و ما عدت أقدر اتحمل المسئوليه لحالي
طلال بقلق: عمر خوفتني وش صاير؟
عمر: اليوم صارت هوشه كبيره و أمي تعبت و دخلناها المستشفى و لينا منهاره
طلال بخوف: ليه وش صار؟
عمر: جارتنا خطبت لينا و أمي اصرت عليها توافق و فتحت معها سالفة يوسف و تعلقها فيه للحين..و قالت إنها لو رفضت ماراح ترضى عليها أبدا
طلال يشهق: و لينا بتوافق؟
عمر: لينا وافقت خلاص..أمي ارتفع عليها الضغط و دخلت المستشفى و مارضت تكلم لينا لحد ماقالت إنها بتوافق

طلال ما قدر يتكلم حس إن فيه يد تعصر قلبه بكل قوتها..ما قدر حتى ياخذ نفسه..
عمر يكمل: أمي تنومت بالمستشفى لحد الصبح و حلا معها رجعت البيت اطمن لينا عليها..لكنها ما رضت تتطمن لحد ما كلمتها و أكدت لها موافقتها..بعدها لينا سكرت على نفسها في الغرفه و ماقدرت أكلمها خليتها ترتاح بس خايف عليها و خايف على أمي مو عاجبني اللي صار و ما أعرف مع مين اوقف.....اتخيل لو هالزواج تم بالغصب وش بيكون شعور لينا؟ وش بتكون ردة فعل زوجها إذا شافها مو يمه؟ ما أقدر أقنع أمي ترجع عن قرارها و خايف من اللي بيصير و خايف أكثر على لينا إلى متى بتتحمل

سكت عمر و سرح يفكر..و طلال كان يحاول يجمع شتاته..و يستوعب اللي يقوله عمر..حتى لو ما كانت له في يوم..بس اللحين حس إنها بتروح منه..بتروح حتى من أحلامه..طرى في باله شي و بدون لا يفكر قاله لعمر..
طلال: عمر
عمر يرفع راسه: نعم
طلال: أنتم بلغتم اللي تقدم للينا بموافقتكم؟
عمر: لا كان كلام حريم للحين ما خطبوا رسمي..ليه تسأل؟
طلال: أنا بأخطب لينا
عمر انصدم: تخطب لينا!
طلال: إيه
عمر ماستوعب: ليه؟
طلال: أنا أولى من الغريب
عمر: بس أنت أكثر واحد عارف حالتها
طلال: و لأني أكثر واحد عارف حالتها أنا اللي بأفهمها لأني حاس فيها
عمر: لا يا طلال أنت تسوي كل هذا عشان تريحني بس أنا ماراح أرضى بهالشي ما أحد يرضى بالوضع اللي بتحطه لينا فيه و أنا مارضاه لك أنت بالذات
طلال: يعني بتردني يا عمر؟
عمر بدون شعور: طلال لا تتكلم و كأنك كنت تبيها من قبل....بعدين أنت بالذات ماراح توافق عليك
طلال يتنهد: عمر..يوسف قبل يتوفى وصاني عليها يمكن إذا عرفت بهالشي توافق..بعدين فكر في لينا و حالتها..ماراح تستحمل هالشي..لكن أنا بأصبر عليها
عمر بحيره: مادري وش أقولك يا طلال أنا صح خايف على لينا بس مستحيل أظلمك و أرضى لك هالوضع أنت المفروض تفكر في حياتك و مستقبلك مو تضحي بنفسك عشان وعد ماكان المفروض توافق عليه
طلال: عمر لا تفكر إني ناسي اللي صار أو إني عايش براحه و صدقني أنا بأكون مرتاح لو هالشي صار لأني بأوفي بوصية يوسف و بأشيل معك حملها وبأحس إني عوضتها عن اللي كنت سبب فيه....مابيك ترد علي اللحين فكر زين باللي ممكن يصير فيها لو انخطبت لجاركم و ما قدرت تتقبل الواقع..و انتظر ردك

قام عنه طلال و هو يفكر في الكلام اللي قاله له عمر..(لينا تتزوج! هالشي ما خطر في بالي أبدا..كيف بأستحمل هالشي لو صار..الموت أهون عندي..من اني اشوفها صارت لواحد ثاني..يوسف الوحيد اللي سمحت له بهالشي و مع كذا كان قلبي يتقطع عليها..لكن انها تكون لواحد ثاني و مغصوبه عليه..هالشي مستحيل يصير..ماراح أرضى لك العذاب يا لينا..تهون علي نفسي و لا اشوف دموعك و جروحك تزيد)
لكنه كان خايف..لانه متأكد ان لينا بترفضه..هو بالذات..فيه أمل واحد من ألف انها توافق..اذا عرفت ان يوسف كان يبي هالشي..لكنه ماعتمد على هالامل..حس بخوف و حزن..يوازي الحزن اللي مر فيه كل هالسنين..كانت النهايه لقلبه..يا تروح لغيره و ينتهي هو..يا توافق ولا يدري كيف تكون الحياه بينهم..كان بين انه يضحي فيها..أو يضحي بحياته و سعادته..و اختار انه يضحي بنفسه..و مهما كانت الحياه معها و هي تكرهه صعبه عليه..فهو بيحاول على قد ما يقدر يهونها عليها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر..و هو طول الطريق يفكر بكلام طلال..خاف من ردة فعل لينا لو قال لها..و خاف ما يقول لها و يزعل طلال..(أنا بعد بأكون متطمن عليها مع طلال أكثر من أي واحد..بس طلال وش ذنبه يعيش مع وحده ما تبيه و كل تفكيرها مع واحد ثاني..و لينا مستحيل توافق.....أنا بأقول لها عشان ما يزعل طلال و هي من نفسها بترفض..و كذا بأكون سويت اللي علي)
شجع نفسه و راح لغرفتها..أخذ نفس قوي و طق الباب..و سمع صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
لينا: ادخل

دخل عمر و شافها..كانت واقفه عند شباكها..و الهواء يلعب في شعرها البني الطويل..طالعها بحزن على حالها..و خاف يزيد عليها باللي يبي يقوله..يدفع نص عمره بس يشيل هالحزن اللي فيها..
لينا: عمر وش فيك واقف؟ ادخل
عمر يدخل و يوقف جنبها: ما نمتي؟
لينا: ما راح أنام لين ما تطمن على أمي
عمر: بيطلعونها الساعه عشر و اللحين ثلاث يمديك ترتاحين
لينا بسخريه: ارتاح!
عمر: لينا تبين أكلم أمي يمكن أقدر اقنعها
لينا: يعني مو عارف أمي يا عمر ماراح ترضى
عمر بتردد: لينا عندي شي مادري أقوله لك أو لا
لينا: وش فيه يا عمر؟
عمر: فيه أحد خطبك مني غير حمد ولد جيراننا
لينا تتنهد: حمد و لا غيره ما تفرق
عمر: ما تبين تعرفينه؟
لينا: لا
عمر: حتى لو كان يقرب لنا
لينا بإستغراب: يقرب لنا!
عمر بخوف: إيه....طلال خطبك مني اليوم

جمدت ملامح لينا..و حس عمر إنه الهدؤ اللي يسبق العاصفه..و فعلا لينا كانت على وشك إنها تنفجر..أول ما سمعت اسم طلال..لكن شي في تفكيرها خلاها تهدأ..(صح ليه اتزوج واحد ما أبيه و اظلمه و أزيد همومي هموم..طلال هو السبب في كل اللي أنا فيه..و هو المفروض يستحمل كل شي..ماراح يكون له وجه يطلب أو يعترض على أي شي..خليه بنفسه يشوف وش سوى فيني..عشان يعيش ذنبه اللي نساه)
عمر بإستغراب: لينا ليه ساكته؟
لينا: أنا موافقه يا عمر؟
عمر انصدم: موافقه على ايش؟
لينا: على طلال
عمر ما صدق: لينا أنت متأكده..ما تبين وقت تفكرين؟
لينا: أمي ماراح تعطيني هالوقت يا عمر..خلاص قلتلك أنا موافقه
عمر بشك: على راحتك..يعني نقول لأمي
لينا: إيه..و هي أكيد بتفرح أكثر إذا عرفت إني وافقت على طلال
عمر: عشان كذا وافقتي؟
لينا تكذب: إيه
عمر: لينا أنا خايف عليك..لو تبيني اسوي أي شي قولي أنا بأحاول
لينا تبتسم: تطمن يا عمر أنا بخير

تركها عمر و راح لغرفته..(ليه لينا وافقت على طلال؟ كانها ما نست يوسف كيف بتنسى لومها لطلال؟ معقول تكون سامحته و اقتنعت إن اللي صار قدر ماله دخل فيه..مادري ليه مو مرتاح من هالهدؤ اللي أنت فيه..الله يهديك يا لينا)



*من بكره*

في بيت أبونادر/

في غرفة طلال-كان جالس فيها من أمس..من يوم رجع من عمر..على نفس الجلسه ما تحرك..و هو يحس إن حياته واقفه على هاللحظه..على قرار لينا..إما إنها توافق..مهما كانت الحياه اللي بتصير بينهم..أو ترفض و تتزوج غيره..و تضيع منه للأبد..و تضيع معها حياته..ما كان له خلق يشوف أو يكلم أي أحد..أصلا ما كان قادر يسوي أي شي..حتى النفس كان صعب انه يأخذه..
و أول ما دق جواله فز..و يوم شاف رقم عمر..بدأ قلبه يدق بقوه..و خاف يرد..لكنه خلاص ما يقدر يصبر أكثر..
طلال: هلا
عمر: أهلين طلال وش أخبارك؟
طلال: (بأموت) تمام
عمر: طلال أنا كلمت لينا...
طلالحرام عليك يا عمر قول و خلصني)....
عمر يكمل: و وافقت هي و أمي بعد

طلال حس برجفه تمشي في كل جسمه..كان فاقذ الأمل إنها توافق..و ما صدق اللي يسمعه..كيف توافق و بهالسرعه..
عمر: طلال وين رحت؟
طلال ينتبه: معك
عمر: طلال أنت رجعت عن كلامك؟
طلال: طبعا لا..و بكره إن شاءالله بأتقدملها رسمي
عمر بعدم اقتناع: زين أجل مبروك
طلال: الله يبارك فيك

سكر طلال..وهو مو عارف إن كان فرحان أو لا..بس حس إنه ارتاح..لكن فيه جرح بقلبه للحين مفتوح..على حالهم اللي هم فيه..(أكيد وافقت عشان وصية يوسف؟)
لكنه ما عرف إن لينا وافقت..من قبل تعرف عن هالوصيه شي..طلع من غرفته..عشان يكلم أمه و أبوه..

في غرفة رغد- كانت جالسه مندمجه بالروايه اللي تقراها من أربع ساعات..و يوم صارت بالجزء الأخير و داخله جو..سمعت أحد يطق الباب عليها..تأففت و طنشته..تبيهم يفكرون إنها نايمه..لكن الطق زاد..و سمعت صوت أمها..قامت و افتحت الباب..
أم طلال: نايمه؟
رغد: لا بس على بالي إنك رنا مابي افتح لها
أم طلال تدخل: دامك صاحيه ليه حابسه نفسك في الغرفه ما شفناك؟
رغد تأشر على الروايه اللي بيدها: كنت بأخلصها و أنزل
أم طلال: أنت ما تملين من هالخرابيط اللي تقرينها؟
رغد تتنهد و بهمس: أحد يمل من الحب
أم طلال: وش تقولين؟
رغد: لا يمه و لا شي
أم طلال: تعالي اجلسي بأقولك شي
رغد تجلس: تفضلي كلي أذان صاغيه
أم طلال: بكره رايحين نخطب لأخوك
رغد تشهق: فيصل!
أم طلال: لا طلال
رغد بإستغراب: طلال! ليه؟
أم طلال: وش اللي ليه؟
رغد: مادري بس ما عمره لمح إنه ناوي يتزوج قريب
أم طلال: عاد هو اللي طلب
رغد: طلال!...يعني مو أنتم اللي قلتوا له
أم طلال: لا هو اللي طلب
رغد: غريبه..زين مين اللي بتخطبونها له
أم طلال: يبي لينا
رغد تشهق: ليناااا!!
أم طلال: بسم الله وش فيك؟!
رغد: لا و لا شي بس أخاف ما توافق
أم طلال: الله يكتب اللي فيه خير

جلست أمها تتكلم عن الخطبه..لكن رغد ما قدرت تركز معها..كانت محتاره كيف يخطب طلال لينا..وهو يعرف إحساسها إتجاهه..وأكيد إنها بترفض..
و أول ماطلعت من عندها أمها..راحت بسرعه لغرفته..دخلت و شافته جالس على سريره و سرحان..
رغد: مساء الخير
طلال: مساء النور
رغد: ما توقعت ألقاك في البيت هالوقت
طلال: مالي خلق اطلع
رغد: أقول مبروك و إلا أخليها بكره؟
طلال: أمي قالت لك؟
رغد: إيه..بس وش معنى لينا؟
طلال: و ليه مو لينا؟
رغد بتردد: أخاف ما توافق
طلال يتنهد: تطمني أنا كلمت عمر و سألها و هي موافقه

سكتت رغد مستغربه..كيف وافقت لينا على طلال..(معقول تكون نست؟ بس حلا تقول ما نست..و نظرتها لطلال ذاك اليوم في المستشفى و تأثر طلال يقول إن كلهم ما نسوا اللي صار..أجل كيف توافق؟ معقوله يكون عمر غصبها)
طلال: رغد وين رحتي؟
رغد: هاه..أجل خلنا نقولك مبروك من اللحين
طلال بإبتسامه باهته: الله يبارك فيك
رغد: عسى الله يهنيكم

تركته رغد و رجعت لغرفتها..و هي للحين مو مقتنعه بسالفة هالخطبه اللي طلعت فجأه..و متأكده إن الموضوع فيه إن..بس أكيد ماراح تسأل طلال..
دقت على أسيل تقول لها..و عرفت بسالفة تعب أم عمر و السبب فيه..
رغد: يعني طلال خطبها عشان كذا؟
أسيل: ليه هو ما يبيها؟
رغد: مادري..بس فيه شي محيرني
أسيل: وشو؟
رغد: استغرب إن لينا توافق على طلال بالذات
أسيل: ليه عشان وفاة يوسف؟
رغد: إيه
أسيل: بس اللي صار قدر طلال ماله دخل فيه
رغد: ياليت تكون لينا فعلا مقتنعه بهالشي
أسيل: أكيد مقتنعه و إلا كان ما وافقت..حتى لو كانت خالتي ضاغطه عليها كان وافقت على ولد جيرانهم ليه تركته و وافقت على طلال
رغد: إن شاءالله

سكرت رغد و هي تفكر في طلال..(شكله خطبها عشان إحساسه بالذنب إتجاهها..لأنه متأكد إنها ما نست يوسف..مادري ليه مو مرتاحه لهالزواج..الله يستر)



في بيت نجود/

مر أسبوع..جاء فيه سيف مرتين عندها..حاول سيف فيهن يقرب من نجود و يعرفها أكثر..لكن هي بالعكس..كانت تحاول تبعد عنه..و تتهرب من أي كلام عن نفسها..أو مشاعرها..خلت كلامهم كله عن غيرهم..كالعاده..و كل ما يطلع من عندها سيف كانت تراجع كل اللي صار بينهم..تدور شي يخليها تخاف منه..أو تكرهه..لكنها ما تلقى..كانت تصرفاته معها..و كلامه..مثالي أكثر من اللازم..مع كل هذا ما كانت مرتاحه له..و لا تتقبل هالطيبه منه..
أما سيف فكان يحاول يخليها تتعود عليه..تتطمن له..و مع الأيام أكيد بتفتح قلبها له..ما كان يبي يفرض عليها حبه..أو قربه..مع انه كان يتمنى كل يوم يكون عندها..
و اليوم كان جاي عندها..و لأول مره جلست معهم أمها شوي..كانت هاديه و أغلب وقتها ساكته..يطالعها سيف يحاول يفهم ليه هالعزله اللي هي فيها..لكنه ما قدر يعرف..حس انها مو مهتمه لشي..و تاركه كل المسئوليه على نجود..صح هي كانت عمياء..بس ولو حس انها ماتقوم بأي دور في حياة نجود..
دخلتها نجود لغرفتها..أول ما سمعت الأذان..و رجعت تجلس عنده..
نجود: سيف معليش أعطي رقم جوالي لوحده
سيف: مين؟ بشاير؟
نجود: لا وحده بيني و بينها شغل
سيف: وش هالشغل؟
نجود: أساعدها..هي تسوي معجنات و تجمدها عشان تبيعها تعرف رمضان قرب
سيف بقهر: وليه هالشغل؟ أنت عندك ثانويه لازم تهتمين بدراستك
نجود: الدراسه مو جايبه همها زين مني ماتركتها للحين..لكن هذا شغل اكسب منه
سيف: يعني كم بتكسبين؟
نجود بفخر: ثلاثمائة ريال
سيف: بس! أنا أعطيها لك و ريحي نفسك
نجود بفرح: والله؟

سيف يطلع بوكه..و يعطيها الفلوس..اخذتهن نجود بفرح و هي مو مصدقه..
نجود بتحسر: خساره لو اعرف إنك بتدفع لي كنت قلت إنهن بأكثر

سيف يضحك عليها..و بنفس الوقت عوره قلبها على حالها..و حاجتها..و طلع كل الفلوس اللي كانت معه و عطاها لها..
سيف: و لا يهمك اعتبري إنك ما قلتي شي

نجود اخذت الفلوس و هي فرحانه..
نجود تشهق: سيف..ثمانمئة ريال طلعوا..ترى ما راح ارجعهم
سيف يبتسم لفرحتها: مين قال لك رجعيهم
نجود تدور: ياي احس إني غنيه

سيف يوقف قدامها و يوقفها..طالعها بحب..
سيف: إذا احتجتي أي شي قولي لي
نجود تضحك: بتتعب كثير أنا دائما محتاجه
سيف: كلي فداك

نجود تضمه و هي تضحك..
نجود: سيف شكلي بأبدأ أحبك بأروح اخبيهم قبل تغير رأيك

راحت نجود و سيف يطالعها بإستغراب..كيف تغيرت بثواني أول ما عطاها الفلوس..و هالشي كان يضايقه..كان يبيها تهتم فيه هو..و تقدر مشاعره و تحس فيه..لكن هالبنت ما فيه ببالها الا الفلوس..(ما يحق لي ألومها و أنا شايف حاجتها لأضعاف هالمبلغ..بس ياليتك تفهمين يا نجود ان الفلوس مو كل شي في الدنيا)
رجعت له..و جلست..كانت تطالعه و تلاحظ انه تغير..(وش فيه انقلب وجهه؟ هههه شكله تحسف..أو يمكن توقع اني استحي و لا آخذهن)
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: خالك متى يزوركم؟
نجود بإستغرب: ليه؟
سيف: استغرب انه ما طلب يشوفني! يعني ما يبي يشوف بنت اخته مين متزوجه
نجود: من زمان ما زارنا يمكن مسافر

ما كانت تبي تقوله ان خالها قطع كل علاقته فيهم بعد ما رفضوا بيع البيت..مع انه للحين طيب معها..بس ما كانت تبي يعرف ان مالها في هالدنيا أحد..
سيف كان يطالعها و يفكر..كل يوم يحبها أكثر..كل يوم تزيد أهميتها في حياته..لكن هي شكلها مو منتبهه لكل هذا..يحس ان بينه و بينها مسافات كبيره..و أسرار كثيره..و مو عارف كيف يتعداهن لحد ما يوصل لها..استغرب كيف صدفه شافها فيها..غيرت حياته..
نجود: وين سرحت؟
سيف: نجود فيه أشياء كثيره ما أعرفها عنك
نجود: بالعكس أنت تعرف عني كثير
سيف: و أنتي وش تعرفين عني؟
نجود: امم اسمك سيف
سيف: ايه
نجود: سيف عبدالله الـ...
سيف: ايه
نجود: زوجي من ثلاث أسابيع تقريبا...ايه و طالب
سيف: بس..ما تبين تعرفين أكثر؟
نجود: ما يهم..ليه أعرف عن أهلك و أنا ماراح اشوفهم و ليه أعرف مين سيف برى هالبيت و أنا ماراح اشوفك غير في هالبيت

حس ان كلامها سكته..و ما عرف وش يقول..بس مهما كان..احساسه انه مو مهم عندها كان يضايقه..
سيف: على راحتك لو ماتبين تعرفيني..بس لو في يوم اهتميتي اسأليني و أنا بأجاوبك
نجود: تعال نطلع السطح الجو هنا يزهق

طلع معها سيف..و راحت عند جدارها المفضل..و وقفت فوق الصناديق..
سيف: بتحللين الشارع و السيارات مره ثانيه؟
نجود تضحك: لا لا تخاف بس أنا احب اجلس هنا
سيف وقف جنبها:نجود تدرين انك انسانه غريبه
نجود تلتفت عليه: أنا؟!
سيف: ايه..أول ما عرفتك حسيت انك عايشه حياتك على الهامش ما يهمك شي و مو متأثره بأحد...لكن اللحين احس ان في داخلك أشياء كثيره ترفضين تطلعينها لأحد
نجود رجعت تشوف الشارع: ما فيه بحياتي شي يسوى يا سيف..قد قلت لك حياتي كلها كانت كيف أعيش اليوم..و كيف بأعيش بكره..ما كان عندي وقت أهتم لنفسي..أو أفكر بأي شي..غيركيف اعيش
سيف: يعني ما عندك أحلام تتمنين تحققينها؟ ما صار لك بالماضي جرح تبين تنسينه؟
نجود: ليه تسأل هالأسئله كلها يا سيف؟ لهالدرجه شايفني انسانه غريبه!
سيف: لا بس أبي اعرفك..و أبي تعرفين انك تقدرين تفتحين لي قلبك و تعتمدين علي

كان صوته مهتم فعلا و حنون..أول مره أحد يكلمها بهالإهتمام..رجع لها إحساسها الغريب فيه..اللي تحاول تتناساه كل ما تشوفه..مستحيل تصدقه..طول عمرها عايشه لحالها..و بعد فتره بترجع تعيش لحالها..ما تبي تتعود تتكلم معه عن نفسها..تشاركه جروحها..و خوفها..بعد كذا تنصدم فيه..أو يجي يوم ما تشوفه فيه..
سيف كان يطالعها و لاحظ كيف تغيرت ملامحها..لكنها فجأه رجعت لطبيعتها..
نجود تضحك: خلاص اترك عندنا رقمك و اذا احتجناك كلمناك
سيف يبتسم: أنت الخسرانه

دق جواله و شاف رقم أسيل..ما رد..لأنه ما كان يبي يكذب عليها اذا سألته هو وين..خاصه قدام نجود..لأنه حس ان هالشي أكيد يجرحها..
نجود: ليش ما ترد؟ ماراح اتكلم
سيف: لا الاتصال مو مهم

نجود لمحت شاشة جواله..و شافت لقب..<غلاي>..(شكلها وحده من صديقاته و خاف يرد عليها قدامي..أو يمكن متزوجها مسيار بعد..عشان كذا صار عنده عادي و وافق بسرعه..يمكن بعد تكون غنيه و هي اللي يجيب منها هالفلوس..و الا كيف طالب و يصرف كل هالصرف!!)
لحظات و جاه مسج من نفس الرقم..قراه..
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: أنا لازم أروح اللحين تبين شي
نجود: لا
سيف: مع السلامه
نجود: أنا نازله معك

نزلت نجود و هي تطالعه بشك..وصلوا عند الباب..
سيف: اذا احتجتي شي دقي علي
نجود: ان شاء الله
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه

باسها سيف على جبينها..و طلع..سكرت الباب و هي تفكر..(أكيد راح لها ..خليني أدق عليه بعد ساعه و أشوف اذا يرد أو لا)



في المستشفى/

كانت ياسمين رايحه لدوامها..لكنها أول ما وصلت للقسم اللي تشتغل فيه..شافت ماجد جالس على كرسيها..رجعت بسرعه..و وقفت في أحد الممرات..(لو شافني ماراح يتحرك..خليني كأني ماراح أجي اليوم احسن..يمكن يروح..كل يوم تزيد وقاحته أكثر الله يستر من آخرها..بس هذا تحدي لازم أكون قده..لازم أعرف كيف اتصرف بكل الأحوال)
ماجد: الى متى ناويه توقفين هنا؟

ياسمين تفز و تطالع فيه بخوف..ما عرفت كيف شافها..مع انها راحت بسرعه قبل لاينتبه لها..أو هي اعتقدت انه ما انتبه..
ماجد: وش فيك لهالدرجه مصدومه بشوفتي؟!

انتبهت ياسمين لنفسها..و لعيونها اللي مطيرتها فيه..صدت عنه..لكنها ما تحركت..
ياسمين: أنت وش تبي مني؟
ماجد: أبي اعرف وش معنى أنا اللي مو عاجبك؟
ياسمين: نعم!!
ماجد: يله يا ياسمين ترى مليت هالثقل اللي تمثلينه علي..خلينا حبايب احسن
ياسمين انصدمت: ما استغرب هالتفكير من واحد مثلك..كلن يرى الناس بعين طبعه..اللي تفكر فيهم كثير روح دور لك على وحده غيري ..و لا يكون تكلمني بهالاسلوب مره ثانيه

تركته و راحت..و هو واقف يطالعها بإستغراب..(نفسي اعرف وش لهجة هالتهديد و القوه اللي تتكلم فيها..لهالدرجه واثقه من نفسها! أو واثقه من اللي وراها؟ على هالغرور و الثقه بديت أشك انها تعرف خالي بنفسه..عشان كذا مو هامها مركزي هنا و مو خايفه على شغلها اطردها منه...معقول ليه لا)

ياسمين كانت في احدى دورات المياه..تحاول تهدي نفسها..(اهدي يا ياسمين اهدي..واحد حقير مثله أكيد بيتكلم كذا..بس أنت لازم توقفينه عند حده..مو هذا اللي بيخوفك..هذا اسخف من إنك تفكرين فيه حتى)

طلعت و راحت لقسمها..توقعت تشوفه..لكنها تنفست بارتياح يوم ما شافت الا فاتن..
ياسمين: مساء الخير
فاتن: مساء النور
ياسمين: لحالنا اليوم؟
فاتن: ايه حنان طلعت مع ما...استأذنت

لكن ياسمين انتبهت للي كانت بتقوله..(زين سمع النصيحه و راح للي بمستواه..و الله مادري كيف هالبنات تفكر؟ معقول بسبب الحاجه)
ياسمين بدت تشتغل..و كل شوي تطالع فاتن..تحس إن فيها خير..و إن اللي تسويه مو راضيه عنه..عكس حنان..
ياسمين: فاتن أنت تدرسين؟
فاتن: لا ما كملت بعد الثانويه
ياسمين: متى تخرجتي؟
فاتن: من سنتين
ياسمين: ليه ما كملتي؟
فاتن: الظروف ما سمحت دخلت دورة حاسب و اشتغلت
ياسمين: و حنان تعرفينها من قبل؟
فاتن: لا يوم اشتغلت تعرفت عليها

كانت ياسمين نفسها تسأل هي كانت كذا قبل تشتغل..أو تأثرت من حنان و صارت مثلها..
ياسمين: فاتن ممكن اسألك سؤال؟
فاتن: اسألي
ياسمين: أنتي ما كنتي جريئه بهالشكل قبل تشتغلين صح؟..اتأثرتي بحنان؟
فاتن فهمت قصدها: مو كل شي نسويه نكون دائما مقتنعين فيه
ياسمين بقهر: وش اللي يجبرك؟
فاتن: ظروف أتمنى ما تجربينها في يوم

كانت ياسمين بتكمل كلامها معها..لكن جاء مراجع و قامت فاتن تشوفه و كأنها ما صدقت تتخلص من هالمناقشه..(معقول أكون غلطانه في احساسي و تكونين يا فاتن راضيه بهالوضع اللي أنت فيه..أو يمكن ما عندك الثقه تفتحين قلبك لوحده غريبه عنك..لكن لازم اتأكد من هالشي و كان فيك خير اساعدك تطلعين من هاللي أنتي فيه)
بعد ماراح المراجع..
ياسمين: فاتن ممكن تعطيني رقمك؟
فاتن بإستغراب: ليه؟
ياسمين: أبي نتعرف على بعض أكثر
فاتن بإحراج: معليش يا ياسمين صدقيني الأحسن لا
ياسمين بإستغراب: ليه؟؟
فاتن: اعرف اني ماراح أكسب صداقتك أبدا عشان كذا مابي اخسر احترامك و نظرتك لي
ياسمين احتارت: ليه؟
فاتن بتردد: أخاف يصير شي بعدين..و تلومينني أنا
ياسمين بدت تشك: وهو وش اللي بيصير
فاتن خافت: لا أنا اقول يعني...
ياسمين: فاتن أنتي عندك شي خايفه منه..تعرفين شي و ما تبين تقولينه لي؟
فاتن بتهور: بصراحه ماجد اخذ رقمك
ياسمين بقهر: كيف؟؟

قالت لها فاتن متى أخذه..و ياسمين حست بالقهر عليه و على حنان..بس رفضت ان هالشي يخوفها..و زين انها عرفت..
فاتن بترجي: ياسمين الله يخليك لا تقولين له اني قلتلك أخاف...
ياسمين قاطعتها: و لا يهمك ماراح أقول...و مشكوره انك قلتي لي أنا بأتصرف...و اللحين ممكن تعطيني رقمك؟

عطتها رقمها فاتن..و هي تستغرب من وين تجيب ياسمين هالقوه..لكن ياسمين كانت ناويه المره الجايه اللي تشوف فيها ماجد..توقفه عند حده..



..

يتبع
  #13  
قديم 09-16-2010, 12:10 AM
 
التكمله


@،،النــزف الثـاني عشــر،،@
*يوم السبت*

في بيت أم عمر=الصبح/

طلع عمر من البيت رايح للمصنع..لكن وهو يسكر الباب شاف باب بيتها ينفتح..و تطلع منه..مساهير..ما تخيل إنها واقفه قدامه بعد كل هالسنين..لكنه طالعها بقهر..و راح ركب سيارته اللي سكر بابها بكل قوته..قبل ينطلق بسرعه بعيد عنها..
مساهير كانت للحين واقفه مكانها..مو مصدقه إن من ثواني بس كان عمر قدامها..قلبها بدأ يدق بقوه أول ما شافته..ركبت السياره رايحه لجامعتها و هي تفكر مبتسمه..(تغيرت كثير يا عمر! صارت ملامحك عصبيه....عرفني؟ وش شعوره يوم شافني؟......مادري ليه اسأل هالأسئله..و أنا متأكده إنك نسيتني)
ماتدري ليه أول ما شافته تذكرت آخر أيامها هنا..أيام طلاق أبوها و أمها..كانت علاقة أبوها مع أهله مقطوعه من سنين..ما كانوا راضين على زواجه من أمها..لكن بعد سنين رجعت علاقته مع أخوانه..اللي طلبوا منه يشتغل معهم..ترك وظيفته..و اشتغل في شركاتهم..لكن من يومها..و الخلافات بينه و بين أمها كل يوم تزيد..أهله كانوا للحين رافضينها..لحد ماوصلوا طريق مسدود..انتهى بالطلاق..راشد كان دائما على خلاف مع أبوه..عشان كذا اختار يجلس مع أمه..و هي كانت بين نارين..نار أبوها..و نار أمها..لكنها ما قدرت تترك أبوها يروح لحاله..لأنه كان متأثر من طلاق أمها..بس باين إن أهله هم اللي ضغطوا عليه..حست لو تركته يروح لحاله..بتنقطع علاقتهم فيه نهائيا..لكن لو راحت معه..أمها تقدر تشوفها بأي وقت..وبتكون نقطة وصل بينهم..يمكن تقدر في يوم ترجعهم لبعض..
لكن الأيام مرت..و السنين مرت..و أبوها كل يوم يبتعد عن أمها أكثر..لكنه مع كذا ما تزوج..و هالشي خلى عندها أمل انه للحين يفكر بأمها..كانت تحاول تكلمه عنها..و عن راشد..عشان ما ينساهم..و تطيعه في كل شي..حتى يوم طلب منها تقبل بولد عمها..مارفضت..كله عشان تقرب بين أمها و أهل أبوها..لكن هالشي كان مستحيل..و اكتشفت بعدين ان أبوها ما عاد يفكر بالرجعه لأمها..و لا الزواج من ثانيه..و التهى بعالم الأعمال..حتى عنها..
السواق: وصلنا جامعه مايبي ينزل؟

انتبهت مساهير لنفسها..و نزلت بسرعه..لكن وهي في طريقها رجعت تسرح مره ثانيه في عمر..تذكرت نظرته لها يوم كانت خلاص رايحه مع أبوها..كانت نظرته تجمع كره العالم لها..نزلت عيونها و ركبت مع أبوها السياره..لكن أبوها نسى شي و نزل يجيبه من البيت..و هي لاهيه بحزنها..و دموعها..على فراق أمها..لكنها تفاجأت بعمر..يضرب عليها الشباك..خافت أبوها يطلع و يشوفه..لكن باين انه ما كان ناوي يروح قبل يقولها اللي في باله..فتحت الشباك و قلبها يدق بخوف..
عمر بقهر خلى صوته يرتجف:وين بتروحين يا مساهير؟؟ بتتركيني!!
مساهير: .....
عمر يضرب الباب بقوه: تكلمي..كيف تروحين و تتركين أمك..و تتركيننا.....ارجعي يا مساهير..ارجعي لا تخليني أكرهك كل عمري

تركها و راح..و هي ارتفعت صوت شهقاتها..بس ما كان وقت تفكر فيه بنفسها..كل اللي كانت تفكر فيه..كيف تحاول ترجع تلم شمل عائلتها اللي تبعثر..
دخلت الجامعه و هي تكلم نفسها..(هذا أنا رجعت يا عمر..لكن بعد ايش؟؟ مرت سنين و أنا احلم بشي ما تحقق..حتى ابوي اللي ترك عائلته و راح يشتغل لحساب عماني آخرتها ما طلع بأي شي)



في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري و ساره في المحاضره..و جوري تطالع ساره و تفكر..كيف صاروا قراب من بعض بفتره قصيره..صح هي كانت تحب باقي البنات بس ساره كانت أقرب وحده لها..يمكن لأنها يتيمة أب حست بمعاناة جوري..لكن ساره كان عندها الأخو اللي عوضها هي و خواتها عن فقدان الأب..كانت كل ما تتكلم عنه ساره..تحس جوري إنه صوره من ناصر..بإهتمامه..و طيبته..
ساره: جوري
جوري تنتبه: نعم
ساره: باقي ربع ساعه على المحاضره الثانيه قومي نتمشى

قامت جوري و صاروا يتمشون و يسولفون..
ساره: تدرين طلعت أمي تعرف خالتك أم عمر
جوري: و الله؟
ساره: إيه تقول قد شافتها بزواج و تعرفوا على بعض و تقولك سلمي لها عليها
جوري: يبلغ إن شاء الله..وش أخبار هديل؟
ساره: ميته عليك..أول مره وحده من صديقاتي تعطيها وجه إذا ردت عليهم و تسولف معها
جوري: بالعكس سوالفها حلوه
ساره: تكفين عاد كلها نصبات بنات ابتدائي
جوري تضحك: هي بأي سنه؟
ساره: ثاني
جوري: يا حليلها و الله حبيتها
ساره: ابشرك الشعور متبادل من أمس و هي بس تتكلم عنك جوري قالت و جوري مدحتني حتى مازن كان يحسبك صديقتها
جوري تضحك: يااه مين يرجعني لعمرها

و انتهت ابتسامتها بتكشيره..و هي تتذكر نفسها بذاك العمر مع أمها..و تردد أمنيتها للمره الألف..لو بس كان ناصر أبوها..

من بعيد-شافوهم ياسمين و عبير..
عبير: ياحليلها جوري صارت ما تجلس معنا كثير من تعرفت على البنات
ياسمين: احسن خليها تكون لها صداقات و حنا موجودات متى ما بغت جت عندنا
عبير: شكلها طيبه ساره
ياسمين: و لا يهمك سألت عنها البنات و مدحوا لي فيها
عبير: و الله انك مو سهله
ياسمين: طبعا لأني عارفه ان جوري تتأثر بسرعه باللي معها و تصدق كل شي
عبير: سبحان الله أحيانا يصير عندك عقل
ياسمين تطالعها بقهر: وش قصدك؟
عبير: سالفة شغلك هاذي متى ناويه تخلينها؟
ياسمين: و ليه اخليه توي بأول التحدي
عبير تتنهد: أنا أبي افهم مين تتحدين أنت؟
ياسمين: اتحدى نفسي..عبير أنت مو راضيه تفهميني
عبير: أنت دائما تقولين لي مو راضيه أفهمك زين فهميني وجهة نظرك
ياسمين تجلس: أبي ما أحس بالخوف أبدا..أبي اعرف اني أقدر أواجه أي أحد و كل شي لحالي
عبير: و ليه لحالك؟ يعني وش فيها إذا اعتمدتي على أهلك بشي؟ كلنا مالنا غنى عن أهلنا
ياسمين: ما أحد يضمن بكره وش يصير فيه؟ وش يتغير؟ هذا أنا كنت متهنيه مع أمي و أبوي و لا فكرت في يوم اني بأصحى ما راح ألقاهم....من يومها و أنا قررت اني اعتمد على نفسي و لا أخلي أحد يشيل همي و مسئوليتي..يله تأخرنا على محاضرتنا

مشت معها عبير و هي مستغربه من هالإعتراف اللي طلع من ياسمين..(كنت احس انك قويه يا ياسمين..بس أنت داخلك طفله مصدومه للحين من فقدان أهلها و فاقده ثقتها بالكل مهما بينوا لها حبهم..كل هاللي تسوينه تبين تبينين لنفسك انك مو محتاجه لأحد..بس أنا متأكده انك خايفه تفقدين احد منهم)




في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين تدخل البيانات في الكمبيوتر..و سمعت صوت تكرهه..
ماجد: مساء الخير يا حلوتي

التفتت عليه ياسمين و طالعته بإستحقار و هي تتأفف..و قامت بتدخل لكن سمعته..
ماجد: ما سألتيني وش أبي..مو هاذي وظيفتك؟
ياسمين بقرف: بما إنه معروف أنت ليه تجي هنا بأروح أنادي اللي بمستواك

تركته و هي تسمعه يتكلم بس ما هتمت باللي يقوله..دخلت الغرفه..و قالت لحنان إنه برى..عشان تشوف وش يبي و يروح قبل تطلع..(يا الله يا هالإنسان! كل السخيفين اللي قابلتهم من اشتغلت بجهه وهو لحاله..واثق من نفسه على باله كل البنات بتموت عليه)
وصلت حنان عند ماجد اللي كان مقهور من سفهة ياسمين..
حنان: هلا ماجد
ماجد: أهلين حنو
حنان: وش فيك كأنك معصب؟
ماجد: ياسمين هاذي لازم أجيب راسها..وش تعرفين عنها؟
حنان: ما أعرف شي اقولك شايفه نفسها و ما تكلمنا
ماجد: أنت متأكده إنها تكلم شباب؟
حنان: أكيد..كل ما يدق جوالها تروح تكلم في الغرفه عمرها ما كلمت عندنا

ماجد زاد قهره عليها..و شده غموضها و قوتها..(حلو ملينا من السهل..خلينا نلعب معك لعبة الثقل اللي تمثلينها..و في الأخير تأكدي إن ماجد دائما يكسب)



في بيت أم العنود/

كانت جوري في غرفتها..و دخلت عليها و حده من الخدامات..تقولها ان واحد من العيال جاء عند أم العنود..و تبيها تسوي قهوه..لأنها ما كانت تقتنع بقهوة الخدامات..و بما إن ياسمين في دوامها نزلت..و هي تحسبه سيف لأنه هو اللي دائما يزور أم العنود..لكن الصوت اللي سمعته و هي ماره من عند المجلس..خلاها تتجمد مكانها..كان صوته..صوت فارس..ابتسمت..و هي تتذكر مكالمته لها آخر مره..
و راحت للمطبخ تسوي القهوة و هي متحمسه..دخلت و شافت سلة حلاو كبيره و فخمه على الطاوله..
جوري: نينا مين جاب هاذي؟
نينا: اللي يجي تو هو اللي يجيب هذا
جوري بهمس: من فارس!

راحت تتأملها بحب..و كأنه جايبها لها..لفت انتباهها شي..خلى أنفاسها توقف..ألوان السله..كانت ليموني بسماوي..نفس بدلتها اللي كانت لابستها آخر مره شافها..(معقوله فارس يقصد هالحركه؟ أو صدفه و بس...لااا أكيد صدفه ما أصدق ان فارس يفكر كذا! مستحيل أكون في باله لهالدرجه..الظاهر اني بديت احلم فيه أكثر من اللازم)

في المجلس-كان فارس جالس عند أم العنود اللي فرحت بجيته..وهو يفكر باللي سواه..كان رايح لشركته..ما يدري ليه خطرت في باله جوري..و كيف غير طريقه لبيتها و جاء يزور أم العنود بس عشانها بنفس البيت مع إن عنده رحله بعد ثلاث ساعات الا انه ماراح قبل يمر عليهم..والأكثر من هذا سلة الحلاو اللي جابها على نفس لون لبسها..(معقول تنتبه؟ لا يارب ما تنتبه..الظاهر اني بديت أخرف..مو ناقص الا جوري تلعب في راسي و أنا بهالعمر!)
دائما يحاول ينساها..لكنه اذا تذكر ملامحها..و عيونها الدامعه يسرح فيها أكثر..لين بدأ يقنع نفسه انها بس تكسر خاطره بحزنها..و برائتها..
أم العنود: فارس..وين سرحت؟

فارس انتبه ليد أم العنود اللي تمد له القهوه..و يفكر انها هي اللي سوت هالقهوه..لأنه سمع أم العنود و هي تقول للخدامه تناديها..ضحك على نفسه و تفكيره السخيف..مع هذا أول ما شرب قهوته كان يحس انها غير أي قهوه قد شربها..ليه ما يدري..
أم العنود: وش فيك يمه؟ لا يكون سرحان في شغلك؟
فارس: ايه يمه صفقه ما ربحتها مع ان فيه غيرها أحسن..لكن عجزت انساها
أم العنود: لا تضايق نفسك يمه يمكن ما فيها خير لك الله يعوضك بغيرها
فارس: صح ما يسوى علي اللي اسويه بنفسي عشانها بعد ما تركتني
أم العنود بإستغراب: مين اللي تركتك؟
فارس ينتبه لنفسه: هاه..لا يمه أنا اقول يعني ان المسئولين فيها تركوني

حس انه غبي..كيف صار يتكلم عنها وهو مو حاس في نفسه..(لازم اطلعك من بالي يا جوري..و انتبه لشغلي احسن..بس كيف انسى و هالشغل أنت كنت السبب في بدايته..نفعتيني من غير ما تدرين ياجوري)
أم العنود: وش فيها؟
فارس ينتبه: نعم يمه؟
أم العنود: أنت تقول جوري! وش فيها؟
فارس انصدم: آآ..لا..بس كنت أقول..وش أخبارها معكم؟
أم العنود: بسم الله عليها و الله تنحب هالبنت بسرعه مع انها هاديه الا إني افقدها اذا راحت لكليتها عشانها من تجي و هي بس جالسه عندي

فارس حس انه اليوم فضح نفسه بما فيه الكفايه..و قرر ينهي هالغباء..و لا يرجع يزورهم مره ثانيه أحسن..و لا يفكر فيها بعد اليوم أبدا..
فارس: يله يمه أنا لازم أروح اللحين
أم العنود: وين يمه ما تقهويت؟
فارس: (الظاهر انها حاطه في قهوتها شي) لا بس لازم أمر الشركه قبل أسافر..أنا بس قلت أمر اسلم عليك
أم العنود: زين يمه تروح و تجي بالسلامه..و خلنا نشوفك
فارس بتهور: ما أظن
أم العنود: ليه؟؟
فارس ارتبك: لا بس مشغول كثير الفتره الجايه
أم العنود: الله يساعدك ياولدي بس انتبه لنفسك العمر يخلص و الشغل ما يخلص
فارس: ان شاء الله..مع السلامه
أم العنود: الله يسلمك

طلع فارس..و دخلت أم العنود للصاله الداخليه و شافت جوري..
أم العنود: الله يهدي هالولد كانه مثل ناصر ما براسه غير الشغل! الله يرجعه بالسلامه
جوري: بيسافر؟
أم العنود: ايه
جوري: وين؟
أم العنود: و الله مادري يابنتي..دقيلي يمه على أم خلود نشوف أخبارها

دقت لها جوري..و هي تفكر..(شغل..شغل..الظاهر صدق ما يفكر الا في هالشغل..و أنا من غبائي على بالي قاصد حركة السله..يا الله ليه أحبه؟ وهومستحيل يفكر فيني)



في بيت نجود/

وصل سيف وهو من أمس يسأل نفسه عن هالكلام اللي تبي تقوله..خاف انها لقت حل لمشكلة البيت و تطلب منه يطلقها..خاف من هالشي..و لا عرف كيف يرد عليها لو قالت له يطلقها..دق عليها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود أنا عند البيت اللحين..عندك أحد؟
نجود: لا..أنا جايه افتح لك
سيف: زين

نزل من سيارته..و وقف عند الباب لين فتحته..دخل و شافها و ابتسم لها..و هي تطالعه بنظراتها اللي تذبحه..ما مسك نفسه..و ضمها بقوه..كان يحس انها كانت حلم..لكن شوفتها مره ثانيه أكدت له انها حقيقه..و هالشي خلاه يرتاح..و عرف انه مستحيل يتخلى عنها..
سيف يهمس باذنها: تصدقين لو قلتلك اني اشتقتلك؟
نجود تبعده و تطالع فيه: سيف الى متى؟
سيف ما فهم: وش تقصدين؟!
نجود تبعد عنه: سيف ليه كنت تلحقني قبل؟
سيف ارتبك: ليه تسألين؟
نجود: أبي اعرف ليه كنت تلحقني من بين كل هالبنات؟ و ليه وافقت تتزوجني؟ و ليه أنت طيب معي كذا؟

سيف تأكد انها ناسيته و لا تذكره..و خاف يذكرها بنفسه ..يصير هالشي حاجز بينهم..كان يبيها تحس انه مثلها و تفتح له قلبها..و لا تنحرج من حالها..
مسكها مع يدها و سحبها و جلسها على درج المدخل مثل آخر مره..
سيف: ليه تسألين كل هالأسئله فجأه..ممكن اعرف؟
نجود: أنت تعرف خالي صح؟
سيف: لا
نجود بشك: يعني مو هو اللي ارسلك لي؟
سيف استغرب: و كيف تبين خالك يرسل عليك واحد يلحقك؟!!
نجود: على بالكم بتخلوني احبك و يأخذ البيت عن طريقك
سيف يتنهد: خالك سافل لهالدرجه؟!
نجود: يعني ما تعرفه؟
سيف بقهر: لا..بس لازم اشوفه و اوقفه عند حده
نجود توقف: اجل ليه هالطيبه و الاهتمام اللي تعاملني فيهن؟
سيف: لازم يكون فيه سبب
نجود: ايه..بنت جيراننا متزوجه مسيار و أنا اعرف كيف هالزواج يكون..و اعرف زوجها كيف يعاملها..ليه أنت غير؟
سيف يوقف جنبها: و كيف تبيني اعاملك؟
نجود: مادري! بس مو كذا..أنت ليه طيب معي أبي افهم..و متى بيطلع وجهك الثاني؟ متى بتمل مني؟

سيف انصدم من كلامها و مسكها مع اكتافها و رفع راسها عشان تطالعه..
سيف: نجود أنا كذا و ما عندي وجه ثاني تخافين انه يطلع لك بعدين..و وافقت على الزواج لأني حسيت انك مضظره لهالشي و حبيت اساعدك..و راح أوقف معك بأي شي تبينه
نجود: و ليه اصدق؟
سيف: كيف تبين اثبتلك؟
نجود: يعني أنت ما تبي شي مني؟
سيف: الا أبي شي واحد
نجود بخوف: وشو؟
سيف: تهتمين بنفسك و أي شي تحتاجينه تطلبينه مني مهما كان و بأي وقت

نجود بعدت عنه..و هي تفكر بكلامه اللي ما قدرت تصدقه..ما تخيلت ان فيه أحد طيب كذا بدون سبب..خاصه مع أحد ما يعرفه..لكن باين انه ماراح يعترف بنواياه..
نجود تلتفت عليه: اشوف
سيف يبتسم: وش تشوفين؟
نجود: هالكلام بيكون صدق أو يتغير
سيف: نجود تبين اكلم خالك عشان ترتاحين؟
نجود: وش تقول له؟
سيف: اقوله يترككم في حالكم و اني أنا اللي اللحين مسئول عنكم
نجود: ليه تبي تبعده عننا؟
سيف: يعني هو اللحين قريب منكم؟
نجود: لا بس اخاف انك تسوي كذا عشان تضمن ان مالنا أحد يوقف بوجهك لو سويت شي
سيف يبتسم: للحين تشكين فيني؟ ما صدقتي اللي قلتلك؟
نجود: اللحين ما بيدي غير أصدقه..بس صدقني يا سيف أي شي ملكي ما راح تأخذه مني أبدا..أنت ما تعرف كيف عشت بهالدنيا و كيف ادافع عن اللي لي

سيف كان يطالعها..و يفكر بخوفها على اللي تملكه..و اللي كان ما يسوى كل هالخوف عليه..البيت كان خراب..بس هذا كل اللي لها..و هو كان كل اللي يبيه منها قلبها و بس..لكنه ما قدر يقول لها هالشي..ان كان هو مو مصدق كيف حبها بهالسرعه..كيف هي بتصدق..و هي تشك بنواياه بهالشكل..
سيف يغير الموضوع: خالتي صاحيه أبي اسلم عليها
نجود: انتظر اقول لها

راحت نجود و ترجت أمها تطلع تسلم عليه..و أخيرا وافقت ودخل سيف سلم عليها..و هي كانت تراقب سيف كيف يطالع أمها بحنان و يكلمها..و يطمنها..حست انه صادق..و ما قدرت تتخيله الا إنه كذا..و ما تخيلت ان له وجه ثاني..حتى أمها باين عليها انها ارتاحت له..
دق جواله و اعتذر منهم و طلع..و بعد لحظات دخل و سلم على أمها و اعتذر انه بيروح..طلعت معه نجود..
سيف: هذا أبوي يبي اروح له اللحين
نجود: على راحتك
سيف: تبين شي؟
نجود: لا
سيف: انتبهي لنفسك
نجود: ان شاء الله

وقف يطالعها بتأمل للحظات..قبل يبتسم لها و يروح..

و هي أول ما طلع راحت بسرعه لبشاير..و أول ما دخلت..قالت لها كل اللي صار..
نجود: قوليلي وش رأيك يا بشاير..أنا بصراحه محتاره فيه أول مره اتعامل مع أحد كذا
بشاير: مادري..بس أنا اتوقع انه من الشباب اللي ما تهمه الفلوس و يمكن صدق مو حاط عينه على البيت...شكله حاط عينه عليك أنت
نجود: أناااا!!!
بشاير: ايه هو مو كان يلحقك من قبل أكثر من مره..شكله شايفك من قبل يمكن عند الناس اللي كنت تساعدينهم و طار عقله فيك..و أنت جبتيها له على صحن من ذهب..طلبتي منه زواج مسيار..خلاه يشوفك كل يوم و يجلس عندك بدون ارتباط رسمي و مسئوليه...و يمكن لو ما تسرعتي و طلبتي منه يتزوجك كان رقمك
نجود: يعني قصدك انه راعي بنات مو فلوس!
بشاير: من هالطيبه و الرومانسيه اللي يعاملك فيها اتوقع انه كذا..وين يلقى وحده حلوه مثلك جايته على المستريح
نجود تضحك: يعني معجب فيني؟ و مايبي البيت..حلو كذا أقدر استفيد منه أكثر..صح؟
بشاير: أنت كل شي تبين تستفيدين منه؟
نجود: طبعا قبل بكره يشوف و حده أحلى مني و يتركني..لازم أكون طلعت منه بشي

طالعتها بشاير ما تدري تضحك على أفكارها..أو ترحمها..من عرفت نجود و هي تشوفها كل يوم تقاسي بهالحياة..بدون خوف..أو شكوى..دائما كان عندها حل لكل مشاكلها..و ان شاء الله تقدر تحل هالمشكله بعد..



*يوم الأحد*

في كلية اللغه الانجليزيه/

كانوا البنات طالعين من محاضرتهم..
رغد: حلا أمس كسرت جوالك و أنا أدق ليه ما رديتي؟
حلا: كنت أشوف التلفزيون تحت و جوالي في غرفتي
رغد: و ما شفتي رقمي يوم طلعتي لغرفتك؟
حلا: طبعا شفته
رغد بقهر: و ليه ما دقيتي؟
حلا: كان فيني نوم و مالي خلق لك
رغد: تسمعين عن شي اسمه الذوق؟
حلا تضحك: يمر من عندي أحيانا بس ما عمري كلمته
بسمه: يعني يوم أدق عليك تسفهيني و ما تردين؟
حلا: مو أنتم ما تعرفون تدقون بوقت الوحده تقدر تكلمكم فيه
بسمه: وش هالوقت ان شاء الله؟
حلا: الظهر أو العصر
بسمه: ليه حمارة قايله ندق عليك هالوقت

ضحكوا كل البنات على حلا..الا أسيل اللي كانت تمشي معهم و هي سرحانه و مو يمهم..
حلا: أسيل شوفي وش يقولون عني؟
أسيل تنتبه: هاه
حلا: هوااه وينك أنت مو معنا؟
طيف: خلاص حفظناها أسيل من يوم تسرح تلقينها وصلت عند فيصل
أسيل تبتسم: لا مو فيصل
حلا: يا سلام فيه واحد غيره
أسيل بقهر: وجع..بسم الله على قلبي يآخذه غيره
رغد: أجل وش فيك؟
أسيل تتنهد: أسماء بتنتقل الشرقيه
رغد: لييييه؟
أسيل: تركي بيمسك فرع شركتهم في الشرقيه
رغد: بس هناك بتجلس لحالها
أسيل: و الله بأفقدها
حلا: من بعدها الشرقيه قريبه تراها
أسيل: أنت مثل سيف بس بكره لو قلنا نبي نروح لها طلعوا بألف حجه



في كلية الحاسب الآلي/

جلست مرام و سهى بعد محاضرتهم..
مرام: أووف طفشانه
سهى: ليه؟
مرام: مادري من رجعنا للرياض و أنا مو مرتاحه..وين أيام الشرقيه
سهى: المفروض تفرحين انك قربتي من نادر
مرام: بالعكس في الشرقيه احس كنت أقرب..على الأقل اشوفه عند خواله و بدون منة رغد..احس لو ما نتقلنا كان أنا اللحين مخطوبه له
سهى: لا تخافين دام جدته قد كلمتك أكيد ماراح تنسى
مرام: المهم أنت و فيصل وين وصلتي؟
سهى: مادري يا مرام أخاف يقول اني أتلزق فيه و أطيح من عينه
مرام تعصب: أجل خليه لأسيل تتهنى فيه
سهى بخوف: لا مستحيل هالشي
مرام: خلاص لازم تحاولين تدخلين لتفكيره و قلبه بالغصب لين ما تبقين مكان لأسيل
سهى: بس هو يحبها و من سنين..كيف تبينه ينسى هالحب؟ اذا فكرت بهالشي احس ما عندي أي فرصه معه
مرام:اسمعي يا سهى مو نتقدم خطوه و ترجعينا عشر..كانك مو قد التحدي لا تتحدين أسيل من اللحين..لازم تخلينه ينسى هالأسيل بأي طريقه..تفهمين؟
سهى خافت: خلاص مرام أنا معك بكل شي بس لا تتركيني أنا ما أعرف اتصرف لحالي
مرام: ايه كذا خليك معي و أنتي تكسبين



في بيت أم مازن=المغرب/

كانت أم مازن و هديل جالسين في الصاله..و مازن جالس يطالع الأخبار عندهم..نزلت ساره من غرفتها و جت عندهم..
ساره: مساء الخير
الكل: مساء النور

ساره تعطي هديل كيس هدايا فيه تويتي..
هديل: الله حلو ساره
ساره: مو مني هذا من جوري
هديل بفرحه: والله..يا بختي
أم مازن: مين جوري؟
ساره: يمه البنت اللي كلمتك عنها..قريبة أم عمر
أم مازن: ايه..قلتي لها تسلم لي عليها
ساره: ايه

قامت أم مازن من عندهم..و التفتت ساره لمازن..
ساره: مازن وش فيك ساكت؟
مازن و عيونه على التلفزيون: لأني أشوف الأخبار
ساره: يعني أخبار العالم أهم من أخبارنا؟
مازن يلتفت عليها: و أنت وش عندك أخبار جديده؟
ساره: أبي السوق
مازن: أنا عارف ان هاذي أخبارك
هديل: و أنا بعد أبي السوق
مازن: و أنت وش عندك بعد؟
هديل: أبي اشري هديه لجوري..شوف هي وش جابت لي

عطته التويتي..و قلبها بيدينه بدون اهتمام..
مازن بجامله: الله حلوه
هديل: اجل أروح معكم اجيب لها هديه
مازن: أمري لله يله قوموا البسوا

قاموا من عنده بسرعه متحمسين للروحه..و ضحك وهو يشوفهم فرحانين بس عشان روحة سوق..(يا حبهم البنات للسوق)



في بيت أبونادر/

كانت رغد و أمها و أخوانها جالسين في الصاله يتقهوون..و فيصل حاط عينه على جوال رغد نفسه يفتش فيه..بس يخاف تنتبه..دائما كل ما يحاول ياخذه..قالت له فيه أشياء خاصه ما يحقلك تشوفها..(اللي يسمعها يقول بافتش في هالمسجات السريه..أنا كل اللي أبي اشوفه مسجات أسيل)
رغد: يمه تدرين ان أسماء بتنتقل للشرقيه
أم طلال: صدق؟ ليه؟
رغد: تركي بيمسك فرع شركتهم هناك
أم طلال: و أنتي كيف عرفتي؟
رغد: أسيل اليوم مسويه مناحه عشان أسماء بتبعد عنهم
فيصل: من بعدها الشرقيه أنا مستعد أوديكم لها كل أسبوع

التفتوا كلهم عليه يطالعونه بنظرات سخريه..
فيصل: حرام أسماء متعلقه في أهلها ما يصير ما تشوفهم
طلال باستهزاء: و أنت وش دخلك؟
فيصل: أحب اسوي الخير
أم طلال: مدامك راعي خير على قولتك..روح جيب خالتك عازمتهم على العشاء
فيصل: ان شاء الله كم أم طلال عندنا..تجين معي يا رغد
رغد: لا بأرتب غرفتي
رنا: أنا أروح
فيصل: يله مشينا

راح فيصل و رغد تطالع بإستغراب..طول عمرها خالتها تجي و تروح بالسواق..ليه اللحين بس يطلبون فيصل..
رغد: وينه سواق خالتي؟ غريبه؟
أم طلال: سفروه
رغد: ليه؟
أم طلال: تقول خالتك سهى مو مرتاحه له
طلال يضحك: بدري! بعد سنه توها حست انها مو مرتاحه له
رغد: اجل كيف تروح لكليتها؟
أم طلال: مرام تمرها و يروحون مع بعض
نادر لأول مره من جلس يتكلم: مرام بأي قسم سجلت؟
رغد تطالعه مستغربه سؤاله: اقتصاد و إدارة أعمال
نادر: اقتنعت تسكن في الرياض أخيرا..أذكرها سوت مأساة يوم قالوا انها بتروح عن الشرقيه
طلال: أنت كنت تروح لهم هناك؟
نادر: ايه أحيانا أودي جدتي عندهم و أسلم على عمتي

سرحت رغد في اللي قاله نادر..(أول مره يسأل عن أحد! لا يكون مهتم في مرام!! لاااا ما تستاهله مرام..ان أخذها بيبعد عننا أكثر)

قامت عنهم و راحت تدق لأسيل..
أسيل: هلا رغودتي
رغد: أسيل الحقيني
أسيل بخوف: وش فيك؟
رغد: قبل شوي جالسين نسولف و مادري كيف جاء طاري مرام و نادر صار يسأل عنها و عن دراستها و هي مرتاحه في الرياض أو لا
أسيل بقرف: وش يبي فيها عساها ما ترتاح أبدا!!
رغد: مادري بس هو يقول انه كان يروح لهم كثير في الشرقيه..حتى جدته دائما تروح معه
أسيل: تتوقعين يحبها؟!
رغد: مادري
أسيل: لو كان صدق فأخوك هذا أعمى..أحد يحب مرام؟؟
رغد: كيف أتأكد؟
أسيل: وش صار على موضوعه مع ياسمين
رغد: ما صرت اشوفه كثير ما أقدر افتح له السالفه كذا بدون مقدمات
أسيل: و مرام العله تحسينها مهتمه فيه؟
رغد تتذكر: ايه تصدقين أذكر يوم يجون عندنا تكلمت عن خواله كثير و انها ندمت انها تركت الشرقيه عشانهم
أسيل: شكلهم يحبون بعض الله يعينك..بس والله خساره فيها نادر
رغد: أسيل لا مستحيل تأخذه مرام..أنا أبي له وحده تحس فيه و طيبه..وحده تقربه مننا
أسيل: ان أخذ مرام رجعت فيه الشرقيه بأول سياره..تدرين مالك الا خطتنا الأولى انه يحب ياسمين..قبل يفكر يخطب مرام وقتها ما فيه أحد بيسألك عن رأيك
رغد: بس كيف و أنا ما صرت اشوفه كثير..أبوي الله يهديه رامي كل الشغل عليه..بس لازم ألقى طريقه قبل هالشي يصير..مع السلامه
أسيل: بأفكر لك و إن لقيت حل دقيت عليك..مع السلامه

سكرت أسيل و كالعاده بدت تدور في البيت بملل..كانت دائما تحسد رغد و حلا ان لهم خوات أصغر منهم..كان نفسها بأخت صغيره تهتم فيها..و تجلس معها..و إذا قالت هالكلام لرغد أو حلا ضحكوا عليها..و قالوا تأخذ خواتهم الصغار و تفكهم منهم..(و الله ملل..فيه أحد يجلس في البيت لحاله كذا! يا بختك يا ياسمين حتى أنت جتك أخت فجأه..لو فارس تزوجها كان هي اللحين عندي..أمي كانت تبيهم يسكنون عندنا لحد ما تتعلم جوري تكون مسئوله عن بيت)
كانت تحس بالوحده تتمنى أحد يأكل معها..يسولف معها..يسهر معها..عشان كذا تعلقت بسيف..مع انه أغلب وقته يطلع بس ما كان لها غيره..يعبرها و يجلس معها..
طلعت لغرفته..و فرحت و هي تشوف غرفته منوره..(ياسلام سيف للحين ما طلع)
طقت الباب و دخلت..
أسيل: مساء الخير
سيف: مساء الورد
أسيل بترجي: سيف زهقانه
سيف يضحك: وش تبين أسوي لك
أسيل: مالي دخل قدامك حل من ثلاثه
سيف: وش الحلول اللي عندك؟
أسيل: يا إنك ما تطلع و تجلس عندي..أو تاخذني معك..أو تتزوج و تجيب وحده تجلس معي

سيف أول ما سمع طاري الزواج خاف..ما يدري ليه..
سيف: إلا الزواج الله يخليك اسكتي لا تسمعك أمي ما صدقنا تنسى
أسيل: أمي ما تنسى يا سيف قريب تلقاها خاطبه لك
سيف بخوف: ليه أنت سامعه شي؟!
أسيل تضحك: لا بس أخوفك
سيف: كذا..هونت ما راح آخذك معي
أسيل: لا سيف الله يخليك و الله قربت أكلم الجدران من الزهق
سيف: خلاص روحي البسي نطلع نتعشى برى
أسيل بفرح: واااو يا عمري أنت..أنا أقول مالي غير سيف يحس فيني

راحت لغرفتها..وهو يطالعها و يتنهد..كان مصرف شلته يبي يروح لنجود..لكن ما هانت عليه أسيل باين عليها الملل..قرر يدق يكلمها و بكره يروح لها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود وش أخبارك
نجود: الحمدلله و أنت؟
سيف: الحمدلله..وش تسوين؟
نجود: كنت بأروح عند بشاير أنا و أمي
سيف: مين بشاير؟
نجود: جارتنا اللي بيتها قدام بيتنا
سيف: وش أخبار دراستك؟
نجود: ماشي حالها
سيف: أنا جاي بكره..عندك شي؟
نجود: لا
سيف: خلاص أنا ادق عليك أقولك متى بأجي
نجود: زين مع السلامه

سكرت قبل تسمع رده..(احسها للحين مو مرتاحه لي..و لا مصدقه متى تفتك مني..و كيف أبيها ترتاح لي و هي ما شافتني الا كم مره و ما تعرف عني أي شي..بس أنا مابي أكون بعيد عنها..أبي أكون معها في كل شي..لازم أخليك توثقين فيني يا نجود و تحبيني بعد)



*من بكره*

في بيت أم عمر=الصبح/

كانت لينا جالسه في الصاله بعد ما راحوا خواتها لدراستهم..و عمر للمصنع..و أمها كانت نايمه ما تصحى الا الساعه عشر..حست بالملل اللي تحسه كل يوم أول ما يفضى عليها البيت..
سمعت الجرس يدق..و استغربت مين اللي جاي هالوقت..شافت ساعتها توها ثمان و نص..ثواني و دخلت عليها مساهير مبتسمه..
مساهير: صباحك عسل
لينا بإستغراب: مساهير؟!
مساهير: ايه عازمه نفسي على الفطور عندك..فيه مانع؟
لينا بفرح: لا جيتي في وقتك كنت زهقانه حيل
مساهير: أفا عليك ما عاش الزهق و أنا فيه
لينا: ليه ما رحتي للجامعه
مساهير: تذكرت أيام زمان كيف نتميرض عشان نغيب عن المدرسه و إذا ناموا أمهاتنا جينا عند بعض
لينا تضحك: و أنت متميرضه اليوم؟
مساهير: لا اللحين صرت قويه يكفي أقول مالي خلق أروح..مع اني سمعت محاضره من أمي للحين ما تغيرت على الدراسه
لينا: و هي صادقه انتبهي لدراستك
مساهير: فداك الدراسه كلها
لينا: تعالي نسوي لنا فطور

راحت مساهير معها..و هم يجهزون فطورهم..و هي تسولف على لينا ما سكتت و تضحكها..ما كانت أبدا راضيه على الحال اللي لقتها عليه..و أصرت ترجعها لينا اللي تعرف..و لا تخليها تستسلم لهالحزن اللي دافنه نفسها فيه..
مساهير: عندي اقتراح خطير
لينا: وش هالاقتراح؟
مساهير: تكملين دراستك معي
لينا: لا يا مساهير مالي خلق للدراسه
مساهير: أجل لك خلق على جلسة البيت هاذي..بعدين أنا أبي صديقه لي و مابي أحد غيرك
لينا: كيف صديقتك؟ و أنت اللحين بثالث و أنا لو بأسجل بأصير بأولى
مساهير: اممم بصراحه أنا تأخرت سنه ما دخلت الجامعه و رسبت سنه حملت فيها كل المواد ما عدا ماده وحده مادري كيف نجحت فيها..و بأجل هالترم و نسجل أنا و أنت الترم الثاني وش رايك؟
لينا منصدمه: و ليش رسبتي بكل هالمواد؟
مساهير: أول ما دخلت الجامعه تعرفت على شلة بنات رايحين فيها كنا نجي الجامعه نلعب و نستهبل و لا ندخل محاضراتنا و انحرمت بأكثر المواد
لينا: مساهير حرام عليك!!
مساهير: شفتي كيف ما أعرف ادرس لحالي لازم تكونين معي توجهيني
لينا تبتسم: لك طريقه غريبه بطلب الأشياء!
مساهير: ما قلتي لي موافقه أو لا؟
لينا: و أنا اقدر أقول لك لا..بس ما يحتاج تأجلين هالترم حرام أهم شي بنكون مع بعض بالجامعه
مساهير: لاااا أنا أبي الزق فيك ما يكفي عندي ماده ناجحه فيها ماراح أكون معك بمحاضرتها
لينا: على راحتك..بس أخاف أهون
مساهير: مو على كيفك..بعد ما خربتي مستقبلي
لينا تضحك: يصير خير



في بيت نجود=المغرب/

كانت توها راجعه من عند جارتها..و دق جوالها..و شافت رقم سيف..(هذا أنت يالعاشق المغرم..زين أنا بأشوف لأي درجه معجب فيني..بأتسلى فيك يا سيف و استفيد)
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمد لله و أنت؟
سيف: تمام..بأجي بعد شوي عندك شي؟
نجود: لا
سيف: زين مو محتاجه شي؟
نجود: يعني لو محتاجه شي و قلته لك بتجيبه؟
سيف: أكيد
نجود: زين أبي أوصيك على شوية أغراض للبيت..و..و بعد فيه أشياء خاطره في بالي أبيها لو تقدر

عطته نجود لستة طلبات..و طلبت كل شي في خاطرها..و سكرت..(خليني اشوف يجيبها أو يطلع لي بألف حجه و حجه)
خطر في بالها شي يفيد خطتها..و طلعت لبشاير..
بشاير: نجود! غريبه جايه هالوقت؟!
نجود: أبي منك خدمه
بشاير: آمري
نجود: تسلمين..كنت أبي مكياجك
بشاير بإستغراب: غريب عمرك ما فكرتي تتزينين
نجود: سيف بيجي
بشاير: و من متى تهتمين تكشخين له؟
نجود: عشان اللي أطلبه و أنا حلوه بعينه يعطيه لي وهو مو مستخسره
بشاير: نجود! ما أصدق انك تفكرين كذا؟
نجود: وش اللي ما تصدقينه؟ هو مستفيد عنده زوجه ببلاش..أنا بعد لازم استفيد..ليه اتحمل جياته عندي على الفاضي..لا لازم يدفع ثمنها
بشاير: مادري بس مو مرتاحه للي تسوينه
نجود: بس أنا مرتاحه..يله عاد بتعطيني أو لا

راحت بشاير و جابت لها المكياجات..و اخذتهن و طلعت..راحت لبيتها و دخلت غرفتها..لبست احسن لبس عندها..بنطلون أسود..و بلوزه سوداء ضيقه..كانت شيفون و ناعمه..حست انها أنيقه فيها..فكت شعرها لأول مره..و سيحته..كان ناعم و خفيف يوصل لحد وسطها..بدت تحط مكياجها..لكنها خلته خفيف و ناعم..طالعت نفسها بالمرايا بإستغراب..ما تذكر متى آخر مره اهتمت في نفسها و لبست و تزينت..تذكرت كلام بشاير..اللي استغربت من اللي هي بتسويه..(ليه يا بشاير الاستغراب أنا من عرفت نفسي و أنا دائما أفكر بكره كيف بأعيش؟ كيف بآكل؟ و من وين؟ ما شفت أحد بهالحياة اعتمد عليه غير نفسي..صح إن الطريقه هالمره اختلفت..بس مهما كان مو من حقي أفكر اللي اسويه صح أو لا؟ كل اللي لازم أفكر فيه أمي و حياتنا اللي لازم اعدلها)
تذكرت أمس خالها يوم جاء..كيف انقهر و عصب يوم عرف انهم ماراح يبيعون البيت..و كيف انقهر أكثر يوم عرف بزواجها..هددته بزوجها و انه لو ما بعد عنهم بتكتب أمها البيت بإسمه..لكنه قال اللي في خاطره و راح..قال انه ما يبي يشوفهم بعد هاليوم..و ينسون إن لهم قريب في هالدنيا..و كأنهم كانوا يعتبرونه قريب من الأساس..كانت تبي تتأكد إن خالها بيتركهم أخيرا في حالهم..و بعدها تطلب الطلاق من سيف..و ترتاح من الاثنين..لكن بهالوقت لازم تستفيد منه شوي..
دق جوالها و كان سيف..قال لها انه عند الباب اللحين و نزلت تفتح له..فتحت الباب و بعد لحظات دخل سيف مبتسم..لكن هالابتسامه صارت شرود وهو يطالعها..حبست أنفاسه لين بغى يختنق..كانت صوره كامله للحسن و لا أروع من كذا..قرب منها..حط يدينه على أكتافها..و بعدها شوي عشان يطالع وجهها..و رفعت له راسها تطالع تأثير اللي سوته في نفسها عليه..كانت و لازالت نظراته غريبه..ما كانت تحسه يشوف ملامحها..قد ما تحس ان نظرته تدخل لداخلها..و كأنها يدور على روحها..مو بس شكل خارجي..
سيف يتنهد وهو يتأملها: نفسي أعرف مين أنتي؟
نجود ببلاهه: أنا نجود
سيف: ومين تطلع نجود؟
نجود: زوجتك
سيف: و أنا أبي أعرف زوجتي..أعرف حزنها..أعرف جرحها..أعرف قوتها و ضعفها
نجود ماتدري ليه سألت: سيف أنت تحبني؟
سيف: ماراح أقولك اللحين
نجود: ليه؟
سيف: أنتي إذا حسيتي في يوم اني أحبك قولي لي

نجود كانت مسويه كل هذا تبي تلف راسه..بس هو اللي لف راسه بكلامه..كانت تحس ان سيف حاله غريبه..بحياتها ما قابلت أحد مثله..و لأول مره تقابل أحد ما تعرف كيف تتصرف معه..
سيف: بأروح ادخل الأغراض

طلع سيف و وقف عند سيارته يأخذ نفس قوي..كانت للحين ملامحها ماليه نظرته..(حرام عليك يا نجود اللي تسوينه فيني..احس إن أي شي تسوينه..أي نظره..أو كلمه..تأثر فيني..كيف تطلعين لي فجأه بهالجمال كله..ما بيدي غير أحبك زياده..و اتعلق فيك أكثر و أكثر)

بدأ يدخل كل الأغراض اللي قالتها..و اللي زاد عليها..فرح انها طلبت منه..كان شايف ان حالتها صعبه..لكنه ما قدر يقول لها شي..يخاف يحرجها..لكنه ما صدق طلبت و جاب لها كل شي..
نجود كانت واقفه و تشوف الأغراض اللي يدخلها سيف و مو مصدقه..أول مره بيتهم يكمل بكل شي..(شكل حالته ما عليها و لا كان ما جاب كل هالأشياء..حلو يا نجود بتعيشين براحه كم يوم)

دخلوا الأغراض للمطبخ..و بدت ترتبهن نجود..و سيف يراقبها بإعجاب..
نجود: ليه تطالعني؟
سيف: و ليه ما أطالعك؟
نجود: لهالدرجه عاجبتك!
سيف: عندك شك؟
نجود: يعني تشوفني حلوه؟
سيف: لا أشوفك الحسن كله
نجود: يمكن
سيف: ليه ما أحد قال انك حلوه قبل؟
نجود: لا بالعكس البنات في المدرسه يقولون كل ما نشوف عيونك يجينا النوم..بس بشاير اللي قالت لي اني حلوه قلت يمكن عشانها تحبني تشوفني حلوه
سيف: ما عليك منهم غيرة بنات أنت قمر

نجود تفكر..(شكله راعي بنات صدق على وصلة الغزل هاذي..كم بنت قال لها هالكلام قبلي؟..زين على الأقل لقينا أحد يتغزل فيك يا نجود)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: لا و لا شي
سيف: نجود باسألك سؤال؟
نجود: اسأل
سيف: خالتي كل مره أجي ألقاها في غرفتها..ليه هي ما تبي تشوفني؟
نجود تتنهد: لا بس أمي تحب تجلس لحالها تلقاها تصلي أو تتسمع على الأحاديث و القرآن في المسجل..حتى أنا ما تجلس معي كثير...(همست بحزن)أحيانا اشتاق اسمع صوتها

لمح الدمع اللي تجمع في عيونها..لكنها صدت عنه تمسحه..
سيف: و هذا له سبب؟
نجود: سيف مابي أتكلم في هالموضوع

سيف يقوم و يضمها..
سيف: على راحتك و آسف لو كنت ضايقتك

نجود تبعد عنه..و تطلع من المطبخ..لحقها سيف و شافها و اقفه عند باب المدخل..
سيف: نجود وش فيك؟
نجود: ما تعودت أحد يواسيني اذا تضايقت و لا أبي اتعود
سيف: بس أنا أبي اوقف معك
نجود: سيف لا تعودني على شي ماراح يدوم

سكت سيف و لأول مره يفكر بهالشي..هو يحبها متأكد من هذا..لكن الى متى بيكون معها..
أما نجود..فمع انها تعرف ان كل هذا حركات منه الا انها خافت تتأثر فيه و تتعود تعتمد على أحد..مو عارفه بأي لحظه يطلع من حياتها..حبت تغير الموضوع و لا تفكر فيه..
نجود: سيف تدري اني ما أعرف عنك أي شي غير اسمك
سيف ارتبك: وش تبين تعرفين؟
نجود: و الا أقولك مو مهم

فكرت نجود بسخافة الفكره..يعني ليه تسأل عن أهله..و كأنها بتقابلهم في يوم..أو تسأل عن حياته..و دراسته..و هي مو عارفه اللي يقول لها بيكون صدق أو كذب..غيرت السالفه..و صارت تكلمه بأشياء تافهه عنها..و عن المدرسه..و أحداث عند الجيران..ما تدري ليه جاء لها احساس فجأه انها تبي تملله منها..و يتركها بأسرع وقت..ما رتاحت لشعورها ناحيته..و لا كيف تأثرت بكلامه..و قربه منها..أول مره ما تعرف كيف تتصرف بالموقف اللي هي فيه..
سيف..من أول ما جاء حس انها اليوم غريبه..مو عارفه وش تسوي أو وش تقول..حس انها تدخل في موضوع و لاتكمله..عرف ان وجوده فجأه بحياتها مربكها..لكنه بيخليها تتعود عليه..يبي يعرفها..و يفهمها.


يتبع






في المستشفى/

كانت ياسمين تدخل بيانات المراجعه اللي جايه..و شافت أكره انسان تشوفه بهالمستشفى..ماجد وصل عندهم و بعد ما عطاها نظرة التفت يكلم حنان..
ماجد: مساء الخير على أحلى عيون بنيه

التفتت عليه ياسمين بقهر..هي تعرف انه يقصدها..لأن عيون حنان سوداء..
ماجد: خير فيه شي! أنا شايف إن عيون حنو بنيه فيه مانع؟

سفهته و كملت تدخيل بيانات البنت اللي قدامها..
ياسمين: أي قسم تبين؟

لكنها ما كانت يمها و نظرتها مبهوره في ماجد..
ياسمين بقهر: لو سمحتي أختي أنا أسألك أي قسم تبين؟
البنت: هاه..قسم عظام
ماجد يتنهد: حنو ليه طبعك نار كذا هدي شوي..الا ان كنتي تغارين علي من عيونهم

انحرجت البنت ان ماجد شافها تطالعه..أما ياسمين فكانت تعد للعشره عشان تهدي نفسها ما تثور فيه..كملت بيانات البنت و عطتها ملفها و راحت..ما صدقت ياسمين تبي تروح للغرفه لين يروح..لكن مراجعه ثانيه جت..و فاتن كانت مشغوله مع مراجع ثاني..أما حنان فكانت تسولف مع ماجد..و يطالعونها..حست انهم يتكلمون عنها..و تمنت تمسح هالاثنين من هالدنيا..صارت تدخل بيانات المره الكبيره اللي كان فهمها على قدها..و ياسمين تحاول تفهمها و تشرح لها كل شي..و هي مقهوره و هي تشوفه..كيف متسند و يطالعها بفرح..
ماجد: هاه يا خاله وش رأيك بموظفتنا الحلو..آآ أقصد الجديده ان شاء الله تعاملها أعجبك
العجوز صدقت: ماشاء الله عليها يا ولدي تهبل
ماجد: و أنا أقول كذا بعد

ياسمين حست انها وصلت حدها منه..و كانت تبي تبعد عنه بأي شكل..
ياسمين: تعالي يمه أنا بأوصلك القسم اللي تبينه

تركتهم و راحت و هي تأخذ أنفاسها بعصبيه..و تتمنى انها ترجع ما تلقاه..
أما ماجد فما صدق انها راحت..
ماجد: حنو عطيني جوالها بسرعه

راحت حنان و بدون أي اعتراض و أخذت جوال ياسمين اللي كان عند شنطتها..و عطته لماجد..اللي دق من جوالها عليه..لين طلع رقمها عنده..و ابتسم بإنتصار..
ماجد: يمكن نحتاجه في يوم

فاتن كانت تطالع بخوف..ما أعجبها اللي يصير..بس هذا ماجد..ما تقدر تتكلم أو تعترض على أي شي قدامه..مو هو اللي خلى أبوطارق يزيد راتبها و يثبتها في شغلها..كيف وحده بوضعها تحكم على تصرفاته..أو تقدر تناقشه باللي يسويه..كل اللي كانت تتمناه انه ما يضرها..لأن ياسمين باين انها ما تستاهل هالمصير..اللي هي بنفسها مو راضيته..
رجعت ياسمين..و دخلت في الغرفه و ما هتمت فيه مراجعين أو لا..بس ما كانت تبي تشوفه..(تافه و سخيف..هذا ما يستحي على وجهه كأنه مراهق بهالحركات اللي يسويها..أنا أبي افهم هو بس يجي لهالمستشفى عشان يرز وجهه عندنا و يروح!)



*يوم الخميس*

كان فيه إجتماع في المزرعه..سوته أم فارس لأسماء..عشان تسلم على الكل قبل تسافر يوم السبت للشرقيه..

في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت..و سمع أصوات البنات كلهم في المطبخ..و راح لهم..
عمر: مساء الخير
الكل: مساء النور
عمر: ما خلصتوا للحين؟
حلا: الله أعلم مين اللي تأخر..حتى أمي ملت و هي تنتظرك و راحت
عمر بإستغراب: وين راحت؟
لينا: تلعب عليك..أمي كانت تبي تعطي شي لأمي حصه و راحت لها بدري و بتروح معهم للمزرعه من هناك
عمر: زين أنا رايح أبدل ملابسي و نمشي
حلا تكلم لينا: و أنا بأروح أدق على مساهير تطلع
عمر انصدم: هيه هيه وش دخلها تدقين عليها؟!!
حلا: ماتدري؟ خالتي ام فارس عازمتهم..أم راشد راحت مع امي و مساهير بتروح معنا
عمر بعصبيه: معنا؟؟ في سيارتي!!
حلا تتريق: لا في سيارتي..ايه شايف غيرك موجود و بيودينا
عمر: وش المناسبه تجي معنا؟؟
لينا: عمر وش هالكلام؟
حلا: الله يرحم أيام اول تنقلها معك في كل مكان

عمر التفت عليها..و عطاها نظره خلتها تبلع لسانها..و طلع عنهم..
حلا: أبي افهم اخوك هذا وش فيه؟
لينا: مادري؟؟
شوق: يمكن مستحي منها
حلا تضحك: ما تخيل شكل عمر يستحي من أحد..حنا كل عائلتنا مغسول وجهها بمرق حتى أمي
لينا: حلا!!
حلا: و أنا صادقه حتى أنت بس كأنك عقلتي شوي

تنهدت لينا و سكتت و هي تتذكر وش اللي غيرها....

في غرفة عمر-بدل ملابسه و جلس على سريره..(هذا اللي كان ناقص..تركب معي في سياره وحده! ليه وافقت؟ كان المفروض ما ترضى..و الا صرت عندها عادي مثلي مثل أي واحد..و نست اللي سوته فيني....بس أنا مانسيت يا مساهير...زين خلينا نشوف كيف بتتصرفين)

نزل تحت و شاف خواته جاهزات..و طلعوا..راحت حلا أول ما شافت مساهير واقفه عند بابهم..أما عمر فسوى نفسه مو مهتم و دخل سيارته بدون ما يلتفت عليها..
كانت مساهير تطالعه و قلبها يدق بقوه..بس لاحظت انه ماهتم فيها..و تأكدت انه فعلا تغير..و أكيد نساها..
راحت مع حلا..و وقفت تسلم على لينا و شوق..و عمر عصب عليهم و هم جالسين يسولفون و للحين ما ركبوا..فتحه شباكه..
عمر بعصبيه: مو ناوين تركبون؟؟

فزوا كلهم و بسرعه دخلوا..ركبت لينا جنبه..و حلا وراها..و انحرجت مساهير و هي تركب وراه و شوق في الوسط..أول ما ركبت جت عينها في عينه بالمرايا..لكنه طالعها بإستخفاف و صد عنها يكلم لينا..و هالشي قهر مساهير..(ليه يطالعني كذا؟! زين يا عمر مو مهتم فيني..أنت بعد ما هميتني)
و عشان تنسي نفسها انه قدامها..و لا تفكر فيه..صارت تسولف على شوق بصوت واطي..و تفرجها على مقاطع مضحكه بجوالها..و تضحك هي و ياها و حلا..و لا كأنه موجود..
عصب عليها عمر..هو مرتبك و منفعل ان ما بينهم الا هالمسافه القصيره بس..و هي و لا على بالها..فكر انها أكيد نسته..و الا ما كانت تتصرف بهالبرود..و مو بعيد تكون للحين تحب ولد عمها اللي تركها..و هالشي خلاه يطق من قهره..و ضحكتها اللي وصلت له هالمره..قهرته زياده..رفع عيونه يطالعها بالمرايه..و شافها مو متعدله بجلستها..و متقدمه عشان حلا تشوف معهم المقطع..و خطرت على باله فكره شيطانيه..
سحب فرامل فجأه..خلاها تطيح على قدام..و تضرب في كرسيه..كان مبتسم على انتقامه..لكنه حس بشعر جلده يوقف يوم مسكت كتفه من غير ماتدري..قبل تسحب يدها بسرعه..
لينا: عمر وش صار؟؟
عمر: آآ كأني شفت شي في الطريق
حلا بخوف: هيه حرام عليك بغينا نموت ما تهنينا في شبابنا
لينا: شوق حبيبتي فيك شي؟

عمر توه يتذكر شوق اللي للحين يدها ما شفت..حس انه غبي بالحركه اللي سواها..و التفت عليها بسرعه..كانت ماسكه يدها اللي انكسرت..و بسرعه مد يده..لكنه انتبه انه ماسك يد مساهير اللي كانت تشوف يد شوق..انتفض و رجع يده..و جلس ساكن لحظه قبل يسأل..
عمر يتنحنح يرجع صوته اللي راح: فيها شي شوق؟
حلا: لا تتدلع هذاها مثل القرده..بس رجيت عقولنا
عمر بقهر: انتم كلكم ياللي وراء ما فيكم عقل يعني مو توه بيروح

كان يتكلم عن خواته..بس مساهير حست انه شاملها معهم..هذا اذا ما كان يقصدها هي بالذات..رفعت عيونها تطالعه بالمرايه بقهر و هو طالعها بسخريه..حست من ضحكته انه قاصد اللي سواه..هاذي حركات عمر ما تغيرت..
كملوا طريقهم ساكتين..بس حلا و شوق اللي كانوا يتكلمون و يعاندون بعض..
وصلوا للمزرعه..و نزلوا البنات..لكن مساهير كان للحين فيها قهر عليه..و قبل تنزل رفست كرسيه بكل قوتها..و نزلت بسرعه..عصب عليها عمر..و نزل وراها..
عمر بقهر: يا...

لكنه وقف و هو يشوف فيصل يطلع من سيارته..و مساهير ما صدقت مشت بسرعه داخل..
فيصل يضحك: عمر وش فيك ناوي تذبح البنت!
عمر بعصبيه: أنت وش دخلك؟

دخل عنه عمر و هو للحين مقهور منها..لدرجة انه مر من عند خاله ناصر و لا شافه..
ناصر: عمر مو ناوي تسلم؟
التفت عمر: آسف خالي والله مانتبهت

عند مدخل الحريم-
لينا: مساهير وش فيه عمر عصب؟
مساهير: رفست الكرسي اللي جالس عليه
لينا تشهق: ليه؟!!
مساهير: يعني ما عرفتي انه سحب الفرامل عن قصد
حلا بقهر: معقول؟
مساهير: ايه هاذي حركات اخوك ما تتغير..نرفزناه و حنا نضحك حب يسكتنا بطريقته
حلا: زين يا عمر تستاهل اللي جاك..و الله و لقيت أحد يوقف بوجهك و ينتقم لنا منك
لينا تضحك: والله قويه يا مساهير..اتخيل شكل عمر اللحين
حلا: تلقين أذانيه تطلع دخان
مساهير: خليه يتذكر كانه نسى ان مساهير ما أحد يآطى لها على طرف و يسلم


في قسم الحريم_
دخلوا البنات و شافوا الكل جاء..سلموا عليهم و عرفوهم على مساهير..لكن اللي كانوا يتذكرونها هم أسماء و ياسمين..
أسماء: يالله ما أصدق! تغيرتي كثير يا مساهير
مساهير: هاذي خمس سنين
ياسمين: مين قدها لينا اللحين أكيد بتطير من الفرحه
لينا: صح..مع اني أول ما شفتها كان ودي اذبحها
أسماء: حرام عليك..المهم رجعتها لأمها و لكم..يعني ما تسوى؟
لينا: أكيد تسوى

جوري كانت تراقبهم مبتسمه..(يالله على هالعائله كيف بسرعه تحب الناس و تتقبلها..عكس بيت عمي اللي ما يحبون غير بعض)
بس كانت تتمنى انها جزء من هالعائله بجد..بنت لناصر..أو زوجه لفارس..(يا الله على طمعي! مو أحمد ربي اني بينهم و بس)
لكنها تذكرت كلامها هي و ساره يوم الأربعاء..كانوا يتكلمون عن الأقارب..الأقارب اللي من لحم و دم..قالت ساره ان ما أحد يقدر يستغني عن أهله..و هذا اللي كانت تحسه جوري..كانت تتمنى انها تكلم بنات عمهاو تزورهم..لأنهم مهما كان هم أهلها..هم أقرب الناس لها..بس هالشي كان مستحيل..لانهم رافضينها..
في مكان قريب-
أم راكان: مين هاذي اللي جايبتها أم عمر؟
ريهام: يقولون جارتهم مطلقه و هاذي بنتها اللي راحت مادري وين و رجعت..و الله مادري وش سالفتها!
أم راكان: يا حبهم يضفون اللي يسوى و اللي ما يسوى..مو المفروض يعزمون أحد مستوى نستفيد اننا تعرفنا عليه مو ناس مادري من وين مطلعينهم
ريهام: صح عكس اذا رحنا لأم سامي كل يوم عندها ناس هاي
أم راكان: يا الله الله يعين..قومي خلينا نجلس معهم نشوف هاذي هي و بنتها وش عندهم
و جلس الكل يتقهوى و يسولف..

بعد ساعه-شاف راكان جوري و راح يركض لها..و أول ما شافته ابتسمت..
جوري: هلا راكان وش أخبارك؟
راكان: الحمدلله..(كمل بشك)تلعبين معي اليوم؟
جوري: إيه بس مو كوره
راكان: أجل وش نلعب؟
جوري: امم انتظر بأروح اجمع البنات و ندور لعبه
راكان بإحباط: ما راح يرضون
جوري: لا بيوافقون انتظرني هنا

راحت جوري تركض..و ريهام كانت تشوف راكان و هو يكلمها و راحت له..
ريهام: وش عندك مع هاذي؟
راكان بقهر: اسمها جوري
ريهام: لا تجلس معها أنت خلقه أخلاقك مثل وجهك اللحين تجلس بعد مع وحده مو عارفين وش أصلها
راكان: ليتكم مو عارفين أصلكم لو بتصيرون مثلها
ريهام بقرف: وش هالكلام! زين يا راكان أنا اقول لأمي
راكان: هذا اللي أنت فالحه فيه(و كمل بهمس) أنت و أمك

تركته ريهام و راحت..وهو يطالعها بحزن غطاه القهر..(ليه مو جوري أختي احسن من هالخوات)

عند البنات_جت جوري تركض..
أسيل: وش فيك تركضين؟
جوري: مين بيلعب معي أنا و راكان؟
مرام بإستهزاء: وش رايك تتبنين هالراكان اللي أنت فرحانه فيه و تفكيننا منه

جوري حز في خاطرها كلام مرام عن أخوها..و تمنت تقولها إن عندها نعمه مو مقدرتها..
حلا: وش بتلعبون؟
جوري: مادري
رغد: يا الله وش رأيكم نلعب غمايه
أسيل: و الله حلوه
مرام بدلع: تعالي سهى نتمشى
رغد: ما راح تلعبون؟
مرام تكذب عشان ما تخسر رغد: لا أنا احس بصداع و مو قادره اركض..بنروح نتمشى و إذا خلصتوا تعالوا عندنا

تركوهم و راحوا..
أسيل: أحسن فكه
حلا بحماس تصارخ: شوق رنا تلعبون

ركضوا لها من بعيد متحمسين..و كانوا هالوقت مساهير و لينا و ياسمين جايات..مساهير سمعت طاري لعب..و هي تموت على الخبال..
مساهير: وش بتلعبون؟
حلا: غمايه
مساهير: وناااااسه بنلعب

طالعتها لينا و ياسمين بإستغراب..
لينا: بتلعبين معهم؟
مساهير: كلنا بنلعب..و لا على بالكم كبار

و مع إصرار مساهير وافقوا..و هم جايين عند راكان انصدم يوم شافهم..لكنه فرح..حس إن جوري خلت الكل يحبه..و بدأوا يلعبون..


في مكان بعيد عن قسم الرجال..كان نادر يتمشى لحاله..يحب يأخذ فترة سكون و هدؤ..يفكر فيها..و يحزن فيها..تعود على هالشي من سنين..و كأن الفرحه الدائمه ما تناسبه..طالع المزرعه اللي كان من صغره يكرهها..يتذكر كيف كان يجلس لحاله..و يشوفهم من بعيد يلعبون مع بعض و فرحانين..إلا هو ما كان مثلهم..ما كان يحس إنه منهم..أو بالأصح كان يلومهم على وفاة أمه..كبر و عرف إن هالشي خطأ..لكنه للحين يحس إنه غريب عنهم..يوم كان صغير حس إنه أناني يوم أصر إنه يجلس عند جدته..و ترك أبوه لحاله..بحالة الحزن اللي كان يعيشها..عشان كذا اللحين يحس بالتقصير اتجاه أبوه..و مستحيل يرفض له طلب..وهو الوحيد اللي جالس هنا عشانه..و لا كان عاش عند خواله اللي تربى معهم..و اللي بقوا له من أمه..
دق عليه أبوه و قال له إن المشروع اللي مسوينه في جده فيه مشاكل و طلب منه يروح يحل المشكله..و قرر يطلع من المزرعه..عشان بكره الصبح يكون في المشروع..

عند الشجر..كانت جوري تمشي بخوف..من أول مالعبت و هم بس يمسكونها..عشانها تتخبى قريب..لكن هالمره قررت تروح لمكان بعيد..بس خافت و هي بعيده عنهم..
بمكان قريب سمع فارس صوت خطوات تقترب منه..راح من بين الشجر بيشوف مين هناك..و لمحها..كان بيرجع لكن شي في داخله اجبره يوقف مكانه يطالعها بدون لاتنتبه له..حس إنها متخبيه عن أحد لأنها كانت بس تتلفت..شاف نادر يمشي قريب و خاف إنه يشوفها..طلع له فارس..و تكلم بصوت عالي عشان ينبهها تبعد عن هالمكان..
فارس: نادر وش تسوي هنا؟

سمع صوت خطواتها..على الأوراق اليابسه..و ارتاح..لكنه سمع صوت ضربه و صرختها..كان بيطل عليها يتطمن وش صار لها..بس في هالوقت نادر كان قرب منه..
نادر: فارس وش فيك؟
فارس: هاه لا ما فيني شي
نادر: زين اسلم عليك أجل
فارس: على وين؟
نادر: بأروح اشوف المشروع اللي في جده
فارس: هالوقت؟
نادر: فيه مشاكل لازم اشوفها بكره
فارس: زين تروح و تجي بالسلامه
نادر: الله يسلمك

راح نادر..و فارس رجع للمكان اللي كانت فيه جوري..مشى و شاف الغصن الكبير اللي طايح على الأرض و عصب..(شكلي خوفتها و ما نتبهت لطريقها..بس هي وش جايبها هنا؟ وبعدين هالعمال ليش ما نظفوا المكان)


راح عمر لسيارته..كان يبي يأخذ ملابس الرياضه منها..عشان يلعبون كوره..و قبل يطلع سمع موسيقى رومانسيه..كانت طالعه من سيارته..التفت ورى للمكان اللي جاي منه الصوت..و لا شاف شي..طلع و دخل مع الباب اللي ورى..و تحت كرسي السواق..شاف الجوال يدق..و تذكر مساهير..(أكيد جوالها)
أخذه وهو يبتسم على خباله اللي سواه..و يتذكر رفستها للكرسي..(نفس خبالك للحين يا مساهير..معقول خمس سنين ما غيرت فيك شي..وش شعورك بعد ما رجعتي؟ نادمه على اللي تركتيه هناك..أو فرحانه برجعتك)
كان يتمنى يعرف إحساسها اللحين اتجاهه..حس نظراتها فيها شي أو هو يتخيل..طرت في باله فكره..مع إنه ما ارتاح يسويها..لكن فضوله غلبه..
فتح جوالها..و راح للرسائل..فتح كم رساله باين إنهن من صديقاتها..لكن اللي قهره..و خلى الدم يغلي بعروقه..رسالة كانت بإسم<غلا الروح>..مكتوب فيها..
[حرام ينتهي كل اللي بيننا..يمكن أنت اشتقت لأمك..ارجعي لها و فكري بعلاقتنا زين أنا بعد خمس شهور بأرجع و لو لقيتك للحين تنتظريني بنتفق و بأخطبك مره ثانيه]
راح بسرعه للرسائل المرسله..يدور على نفس تاريخ الرساله..و فتحها..
[مادري وش أقولك..أكيد صعب انساك و لا أعرف إن كنت بأنتظر رجعتك اللي مو متأكده منها..بس لو كان مكتوب لنا نكون لبعض بنجتمع أكيد]
رمى الجوال بكل قهر جنبه..كان في قلبه شعور بسيط فرحان برجعتها..لكن اللحين امتلأ قلبه قهر..و حقد عليها..
(للحين تحبه! و أكيد تنتظر رجعته..و أنا مثل الغبي انقلب حالي من يوم رجعت..أنا كنت متأكد إن مساهير راحت ذيك الأيام و ماراح ترجع أبدا)
شاف رنا من بعيد..و نادها..
عمر: رنااااا
رنا تركض يمه: نعم
عمر: اخذي الجوال هذا و عطيه لينا قولي عمر لقاه في سيارته

اخذته رنا و راحت..و عمر قرر إنه من اليوم ما يفكر فيها..و لا يسمح لها تدخل في حياته من ثاني..

في قسم الحريم_شافت رنا مساهير..
رنا: مساهير شفتي لينا؟

مساهير شافت جوالها معها..
مساهير: وين لقيتي جوالي؟
رنا تعطيه لها: لك! عمر عطاه لي و قال أقول للينا إنه لقاه في سيارته

تذكرت مساهير إنه طاح منها و نست تأخذه..اخذته من رنا.. و راحت للبنات و هي تفكر..(مادري كيف كان يطالعني..احس نظرته كانت تقولي شي بس ما فهمته! دامه نساني ليه نظرة الإستخفاف اللي بعيونه؟ ليه ما يعاملني عادي؟ أو للحين حاقد علي إني رحت مع أبوي......لازم اعرف وش قال يوم رجعت)
راحت تدور لينا..و شافتها تتمشى مع إياد..
مساهير: لينا
لينا: نعم
مساهير: باسألك سؤال لكن جاوبيني بصراحه و لا تسأليني ليه سألت و انسي اللي قلت
لينا بإستغراب: مساهير وش فيك؟
مساهير: عمر وش قال أول ما عرف برجعتي؟
لينا تطالعها بشك: ليه تسألين؟
مساهير: لينا أنا وش قلت!
لينا: مساهير ما أحد يعرف اللي بالقلب إلا صاحبه
مساهير بعصبيه: يعني تبيني أروح اسأله هو!
لينا بإستغراب: و ليه تهتمين؟!
مساهير: مادري أنت بس جاوبيني
لينا: مساهير أنت للحين تفكرين بعمر؟

مساهير انصدمت بهالسؤال..صح هي من رجعت و عمر يطري على بالها كثير..لكن إنها تكون تحبه..مثل أول..خافت من هالشي..ما تدري ليه..
لينا: مساهير جاوبيني؟
مساهير: لا..بس أنا احس بالحنين لكل شي تركته هنا..و أبي اعرف ليه عمر يطالعني بنظرات الحقد هاذي
لينا: يمكن لأنه ما أعجبه اختيارك و ترك أمك..لأنها ذيك الأيام تأثرت كثير و كانت تفضفض لأمي..و أمي تتكلم كثير لعمر عن حالتها و تعرفين إن عمر يعزها كثير و يعتبرها مثل خالته..لامك على حزنها..و على وحدة راشد و تركك لهم..يمكن عندنا رجعتك تمسح كل هذا..بس عمر ما ظنيت يقتنع بهالرجعه المتأخره

تأثرت مساهير بكلام لينا..و نزلت دموعها..
إياد يبرطم: مثاهير لا تثيحين أنا ما أحب عمر ليه يذعلك
مساهير تبتسم و تشيله: لا حبيبي أنا مو زعلانه
لينا: ضايقتك؟
مساهير: لا أنا دائما اتذكر اللي سويته و اندم عليه و لا راح أنسى
لينا: انسي يا مساهير و أهم شي إنك رجعتي لنا..ما تدرين وش كثر أنا فرحانه برجعتك

بعد مالتوت رجل جوري من طيحتها وقفوا لعبهم..و راحوا البنات يجلسون و جت لهم مرام و سهى و صاروا يسولفون..و مامرت ربع ساعه إلا و كانت أسيل بتنفجر من سهى..اللي اليوم كانت مزودتها بالحيل..و هي تتكلم عن فيصل و تمدح فيه..شوي و تبدأ تتغزل فيه..كانت كل شوي بترد عليها لكنها بالغصب تمسك نفسها..لكن اللي خلاها تفقد أعصابها..يوم تكلمت سهى عن توصيل فيصل لهم قبل أيام..و إنقهرت إن رغد ما قالت لها..
أسيل: سهى وش رأيك تلمين نفسك و تسكتين أحسن

الكل التفت على أسيل مصدوم باللي قالته..لكن سهى ما تفاجأت و كأن هذا اللي تبيه..
سهى: خير أسيل أحد داس لك على طرف؟!
أسيل: أنت تعرفين وش عنه اتكلم ماله داعي افشلك أكثر ما أنتي مفشله نفسك
سهى بغرور: والله مادري مين اللي مفشل نفسه!
رغد: خلاص بنات وش فيكم؟؟
سهى: أنا ما تكلمت أنا أرد على اللي تقوله بنت عمك
رغد: أسيل خلاص وش صار لك؟
أسيل تعصب: رغد خليني ساكته احسن..و خلي بنت خالتك تحترم نفسها و بلى حركات التلزق اللي تسويها
سهى: أنا اتلزق! أجل اللي تسوينه وش يسمى..حبيبتي فيصل ولد خالتي و اتكلم عنه مثل ما أبي و مو أنت اللي بتسكتيني
رغد: سهى وش هالكلام؟؟
سهى: يعني مو عارفه هي ليه عصبت؟ عشان تكلمت عن فيصل و عشان وصلنا ذاك اليوم..ليه حبيبتي أنت عندك نيه انه بيقاطعنا عشانك..بعدين اللي يعصب كذا و يدافع..يكون يتكلم عن شي يخصه..و لحد ذاك الوقت أنا حره باللي اقوله..فهمتي؟

تركتهم و راحت..و قامت وراها مرام بعد ما عطت أسيل نظرة سخريه..و أسيل غطت وجهها بيدينها و بدت تصيح..البنات كانوا مصدومين للحين من هالحوار الصريح بينهم عن فيصل..
رغد: أسيل
أسيل تبعد يدينها عن وجهها: كذا يا رغد! أنا تخبين علي اللي صار..وش صاير بينهم بعد يخلي عندها ثقه و هي تكلمني بهالوقاحه
رغد: أنا عشان كذا ما قلتلك خفت أضايقك
أسيل بعصبيه: لا مشكوره..اللحين و أنا مثل الغبيه متفاجأه و ماعرف شي عن اللي يصير كذا ماتضايقت
حلا: أسيل وش فيك؟ خليها تتكلم مثل ما تبي يعني كل من تكلم عن شي حصله..هي تسوي كل هذا عشان تقهرك

قامت عنهم أسيل..و راحت تركض..و هي ما تدري ليه هالمره قهرها كلام سهى..يمكن لانها لاحظت ان هالمره كلامها فيه ثقه..مو غيره مثل كل مره..و اللي قهرها أكثر نظرات مرام و ابتسامتها الشامته..(مو راضيه تصدقيني يا رغد بس أنا متأكده ان سهى في بالها شي..و مو بعيد كل هذا بمساعده من مرام..لانها ما كانت متفاجأه باللي تقوله سهى و كأنها عارفته من قبل...يا الله مادري من وين طلعت لي هالسهى و المرام)
كانت تتمشى و دموعها على خدها..و تفكر لو تقول لرغد تسأل فيصل عن سهى..بس خافت يكون كل هذا كلام من سهى..و تصير نبهت فيصل لشي غافل عنه..سمعت صوت وراها و خافت لأنها طلعت من قسم الحريم..التفتت و ارتاحت و هي تشوف سيف اللي جاي عندها..
سيف بإستغراب: آسي وش جايبك هنا؟
أسيل تلف عنه: اتمشى
سيف يلف وجهها له: تصيحين؟!
أسيل تمسح دموعها: متضايقه شوي
سيف: ليه أحد قال لك شي
أسيل: لا تهتم أنت هوشة بنات
سيف: أكيد مرام
أسيل: يعني..أنا متأكده انها هي ورى كل هذا
سيف: ماراح تقولين لي وش صار
أسيل: ما تسوى السالفه
سيف: كل هالدموع و ما تسوى
أسيل: أنا فيني غصه عشان أسماء بتسافر عشان كذا ما ستحمل أي شي
سيف: و لا يهمك من بعد الشرقيه متى ما بغيتي تروحين لها قولي لي و أنا أوديك
أسيل: وعد
سيف: وعد..كم أسيل عندي أنا بس أنت لا تضايقين نفسك
أسيل: ليش جاي هنا؟
سيف: متخبي عن فيصل

أسيل أول ما سمعت اسم فيصل..بغى قلبها ينط من صدرها..
سيف: سرقت جواله تعالي خلينا نتفرج وش عنده

فرحت أسيل و ما صدقت ان جوال فيصل بين يدينها..عرفت ان سيف خلاها تشوفه عشان تنسى اللي مضايقها..و فعلا أسيل نست الدنيا أول ما شافت صور قديمه في جواله..كانت ذكريات طلعاتهم..و أماكن تربطه فيها هي بالذات..حتى الأشعار اللي كانت فيه..كانت كلها عن حب الطفوله..
سيف: يا ساتر عليكم من بنات مابقى شي في الجوال ما شفتيه
أسيل بإحراج: أنت اللي عطيته لي



يتبع



في قسم الحريم-كانوا البنات يدورون أسيل..
رغد: وين راحت هالبنت؟
جوري: شكلها مو في قسم الحريم
حلا: لا يكون انتحرت؟!
رغد: حلا والله انك رايقه!
حلا: وش تبيني اسوي لها والله تقهرني أسيل يعني و اذا تكلمت عنه خليها من حرتها تبي تحر أسيل

مشت جوري معهم و أسيل كاسره خاطرها..و تخيلت لو يوم فارس يخطب وحده..كيف بيكون شعورها..خافت من الألم اللي حست فيه..و هو للحين ما صار شي..تدري انه مو لها..لكنها ما تقدر الا انها تحبه..
شافوا أسيل جايه من بعيد..و الابتسامه ماليه وجهها..و كلهم يطالعونها بإستغراب..
أسيل: مرحبا بنوتات
حلا: كنا خايفين انك انتحرت بس الحمدلله شكلك انجنيتي بس
أسيل تتنهد و تدور حول نفسها: فرحانه احس اني بأطير

كلهم ضحكوا عليها..و راحوا معها داخل يطلعون منها سبب هالفرحه المفاجأه..

و من بعيد-كانت مرام و سهى يطالعونها بقهر و صدمه..
سهى: ليه فرحانه كذا؟ قبل شوي كانت معصبه!
مرام: مادري
سهى: تتوقعين الموضوع يتعلق بفيصل..اخاف انها تكلمه و قالت له
مرام: لا مستحيل تسوي أسيل هالشي
سهى بقهر: اجل وش قلب حالها كذا؟
مرام: تلقينهم سكتوها بكلمتين و هي كالعاده صدقت
سهى: والله مادري؟
مرام: خلي عندك ثقه بنفسك و دافعي عن اللي تبين لآخر لحظه مو من أولها تهزمك


عند الرجال_كان عمر طالع من المجلس و شاف طلال جالس بعيد لحاله..كان يلعب مع مؤيد بالكوره..
راح له و ابتسم لهم..
عمر: هاه مين اللي غلب أنت أو إياد؟
إياد يصد عنه: أنا مابي اكلمك
عمر بإستغراب: ليه أيود زعلان علي؟
إياد: ليه تخلي مثاهير تثيح!

عمر دق قلبه بقوه..التفت على طلال و شافه يطالعه بتساؤل..ما حب يبين إنه مهتم قدامه..(و أصلا أنا مو مهتم..خلها تصيح من هنا لسنه قدام)
تركهم و راح..
و طلال يطالعه بإستغراب..حس إن بينهم شي ما قاله له عمر..
طلال: أيود ليه مساهير كانت تصيح؟
إياد: لينا قالت لها ان عمر ما يبيها

تنهد طلال أول ما سمع اسم لينا..و نسى عمر و سالفته..
طلال: أنت تحب لينا؟
إياد: ايه احبها مره دائما تلعب معي و تضحك معي بث أنا

طلال ابتسم..وهو يتخيلها لو لحظات تنسى هالهم اللي ساكنها..و تضحك..

بعد ساعات-
طلعت أم العنود و ياسمين و جوري..لكنهم ما شافوا سيارة ناصر..لمحت جوري فارس ينزل من سيارته و يجي عندهم..
فارس: يمه
أم العنود: هلا يمه
فارس: خالي ناصر انشغل و راح..أنا بأوديكم
أم العنود: زين يا ولدي يله
فارس يلتفت لهم: وش أخباركم يا بنات؟
ياسمين: الحمدلله

ما سمع صوت جوري و انقهر إنها ماردت عليه..حب يحرجها..
فارس: وش أخبارك جوري سمعت إنك طحتي؟

جوري رفعت عيونها..و شافته يطالعها..و نظرته لها عقدت لسانها..
أم العنود تمشي: يا عمري عليها بنتي التوت رجلها

التفت عليها فارس و شافها تعرج..ركبوا السياره..
فارس: نروح المستشفى؟
أم العنود: ليه يمه؟
فارس: عشان جوري
أم العنود: لا صارت أحسن اللحين
فارس يطالعها بالمرايا: أكيد؟ طيحتك كانت قويه

انتبه فارس للي قاله..و انصدم..
ياسمين: و أنت وش دراك كيف طاحت؟
فارس ارتبك: آآ سمعتهم يقولون
أم العنود: لا يا ولدي لا تخاف ما عليها

فارس حس إن الكل انتبه لإهتمامه..لكنه رفض هالإهتمام بها..ماراح يخلي نفسه تحت تحليلات ياسمين اللي أكيد انتبهت لكلامه..عشان كذا كذب حتى يغطي اللي قاله..
فارس: لا أنا بس عشان خالي ناصر وصاني لو كانت توجعها أوديها المستشفى

سكتوا بعد كذا..و جوري حست بخيبة أمل قويه..فرحت يوم شافت نظرته المهتمه..و خوفه عليها..لكن هالفرحه كانت ثواني..(تعبتني يا فارس أنا أهمك أو لا؟ أحيانا احس إنك تهتم فيني و أحيانا احس إنك مو داري عني..أنت أي واحد فيهم؟)



في سيارة عمر/

كان في سيارته جالس ينتظر أهله يطلعون..و طبعا مساهير و أمها معهم..و هالشي اللي مو متحمله..كان فيه قهر كبير عليها..و مو طايق يشوفها..كيف بيتحملها طول الطريق..(ما يكفي قلبت هاليوم نكد..اللحين مجبور اتحملها في سيارتي)
شافهم جايين يمه..وهو يحاول يهدي نفسه..عشان ما يتهور يقول لها شي..
ركبوا معه..وهو بيحترق من قهره..أمه و أم راشد كانوا يسولفون..و البنات ما كان يوصله منهم الا همس..بس حس انه يميز حتى أنفاسها من بينهم..دق جواله..و شاف رقم صديقه خالد..و هم سكتوا عشان يكلم..
عمر بصوت مقهور: نعم
خالد: بسم الله وش فيه صوتك؟ تعبان؟
عمر: لا
خالد: عبد العزيز كان يدورك اليوم شفته؟
عمر لقاها فرصه: قله اللي راح ما يرجع و لا يفكر ان اللي جالس يسويه اللحين مصدقينه عرفنا انه كذاب من سنين و عيب عليه يجي يمثل انه واحد مننا وهو كل تفكيره في مكان ثاني..حتى أهله جاي يكذب عليهم وهو بس محتاج مكان يلمه لين ما يتحقق اللي يبيه و يرجع مكان ما جاء
خالد مصدوم: عمر أنت وش تقول؟ عبد العزيز سوى شي..بينكم شي!!تبيني اكلمه؟
عمر: لا لاتتعب نفسك و تقول له هو أكيد عرف نفسه..أنا اللحين في السياره أكلمك اذا وصلت
خالد بإستغراب: و الكلام اللي قلته؟
عمر: انساه..مع السلامه
خالد: مع السلامه

مساهير حست برجفه في كل جسمها من كلام عمر..و صوته..كانت بين مصدقه ان هالكلام لها..و في نفس الوقت مو مصدقه..لكن كل كلمه كان يقولها حستها موجهه لها..صارت تعيد الكلام اللي قاله و دموعها تنزل..عرفت انه مو بس مو راضي على اللي سوته..تأكدت انه للحين حاقد عليها و مو مصدق انها تحبهم..و مو مقتنع برجعتها..وصلوا للبيت و مساهير نزلت بسرعه و سبقت أمها..بدون حتى تسلم على البنات..و نزلوا أهل عمر..
أم عمر: عمر ماراح تنزل؟
عمر: بأروح مشوار
أم عمر: هالوقت؟
عمر: قريب يمه و بأرجع
دخلوا أهله لكنه جلس في سيارته ما تحرك..كان مقهور من اللي عرفه عنها..جلس سرحان يفكر..و يفكر..يبي يطلعها من باله لكن القهر اللي في قلبه أكبر من انه يتجاهله..دق جواله و لارد عليه..لكنه دق مره ثانيه..تأفف و هو يرد..
عمر: نعم
عبد العزيز: عمر وش فيك زعلان مني؟
عمر يتذكر: الله يهديه خالد قلت له ينسى الكلام اللي قلته
عبد العزيز: هذا كلام ينسى يا عمر؟ أنت متضايق مني في شي؟
عمر تفشل: لا الكلام ما كان عنك..أنا كنت أبي اوصله لأحد معي و مالقيت غيرك احطه عليه
عبد العزيز: يا ساتر الله يعينه هاللي ناوي عليه
عمر: اسمحلي يا عبد العزيز و الله نسيت السالفه و لا كنت ناوي أكلم خالد ما يقول لك
عبد العزيز: لا و لا يهمك مع اني انصدمت أول ما قال لي..يله اخليك اللحين و أنت ترفق بالمسكين لا تذبحه أعرفك اذا عصبت
عمر: يصير خير مع السلامه
عبد العزيز: مع السلامه



*بعد أيام*

في بيت أم عمر/

كانت حلا و شوق جالسين يطالعون التلفزيون و متحمسين صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت..نزلت لينا من غرفتها و ابتسمت و هي تسمع أصواتهم العاليه..(آخذين راحتهم عشان أمي و عمر مو في البيت)
دخلت عليهم و جلست..و لا وحده حست فيها أو سمعت سلامها..طالعت الفيلم الكوميدي اللي يشوفونه..أول لحظه ضحكت معهم..بعدها صارت تبتسم..لين سرحت بخيالها و ما صارت يمهم..
وقف عمر عند الباب معصب من هالإزعاج اللي هم مسوينه..
عمر يصارخ: حلاااااا
حلا تفز: نعم
عمر يتريق: جيراننا في آخر الحاره يقولون ما نسمع زين ياليت تزيدين الصوت
حلا تستهبل: بس! ما طلبوا

و زادت أكثر على الصوت..وهو انقهر منها..و أخذ الريموت و قصر عليه..
شوق: لا عمر مو مره كذا! ما أسمع
عمر: اسكتي و أنتي تسمعين...لينا وين أمي؟
لينا: عند جارتنا
حلا تتأفف: تقصر للصوت و تجلس تسولف فوق روسنا....أقول شوكه خلينا نتابع بالصاله اللي فوق أحسن

قامت شوق معها و طلعوا عنهم..
عمر: وش الأخبار؟
لينا: ما فيه جديد

ضحك عمر على نفسه بإستهزاء..وش كان يبي يسمع عنها..من أول ما رجعت وهو مو قادر يرتاح..و لازم هي تحس بنفس القهر اللي هي تحسه..لازم يطلع عليها كل اللي يحسه..
دخلت أمه عليهم و هي فرحانه و متحمسه..
أم عمر: السلام عليكم
لينا و عمر: و عليكم السلام و الرحمه
أم عمر: زين لقيتكم لحالكم..بغيتكم بسالفه
لينا: خير يمه
أم عمر: أم حمد خطبتك لولدها

جمدت ملامح لينا..و عمر يطالعاها بخوف..وهو يلوم أمه كيف تقولها الخبر بهالبساطه..و كأنها مو عارفه حالتها..
لينا بهدؤ: بس أنا...
أم عمر: لا بس و لا شي..ما راح تلقين احسن من حمد..ولد جيراننا و من سنين نعرف أهله..و دكتور و الكل يمدح في أخلاقه..وش تبين أكثر من كذا

لينا دمعت عيونها..و طالعت بعمر..كأنها تبيه يتكلم و يساعدها..لأن أمها باين انها مقتنعه فيه..
عمر: يصير خير يمه عطيها فرصه تفكر..و اسأل عنه
أم عمر بإصرار: وش تسأل عليه؟ كلنا نعرف كل صغيره و كبيره عنه و ماراح نلقى احسن منه

لينا خافت من اصرار أمها..و فكرت ان حمد ما فيه أي عيب ممكن ترفضه عشانه..وقف عقلها عن التفكير..و فقدت أعصابها..
لينا تصيح: بس أنا ما أبيه
أم عمر: ليه ما تبينه؟ و ليه تصيحين؟
لينا تمسح دموعها اللي صارن ينزلن أكثر: يمه مابي اتزوج اللحين
أم عمر بعصبيه: أنت ما تبين تتزوجين لا اللحين و لا بعدين..أنت بس تبين تجلسين مع ذكريات يوسف لين تنجنين و تحرقين قلبي عليك
عمر انصدم من كلام أمه: يمه هدي نفسك مو...
أم عمر تقاطعه و تصيح: وين اهدأ و هي دافنه روحها بيدينها و أنا اشوفها وساكته..بس لا اسمعيني يا لينا ان ما وافقتي على حمد بأنسى انك بنتي
عمر انصدم: يمه وش هالكلام؟ مو كذا نتفاهم
أم عمر بإصرار: الموضوع ما يبي له تفاهم..كم لها ترفض ما قلنا شي..لكن اللحين لا..ان ما وافقت عليه تنسى اني أمها
لينا تصيح: ما أقدر يمه والله ما أقدر..

ما ستحملت لينا أكثر..و ركضت تصيح لغرفتها و هي تصارخ..
لينا: ما أقدر..ما أقدر

مرت لينا من عند حلا و شوق اللي كانوا منسجمين و مو دارين عن شي..و انصدموا يوم شافوا لينا بهالحاله..نادتها حلا و ما ردت عليها..دخلت غرفتها و سكرت الباب..و جلست على الأرض تصيح..و تصيح..
ركضت حلا لتحت..بتشوف وش صار..و لحقتها شوق..و هناك شافت أمها طايحه على الأرض و عمر عندها..
حلا بخوف: وش فيها؟
عمر يصارخ: ارتفع عليها الضغط جيبي عبايتها بسرعه أوديها المستشفى
أم عمر بعناد: مابي اروح لمكان خلني أموت وارتاح منكم

حلا وقفت مصدومه من كلام أمها و حالتها..و حالة لينا قبل شوي..لكن عمر صرخ عليها..
عمر بعصبيه: أنت للحين واقفه! يله روحي

ركضت حلا لغرفة أمها..و شوق كانت واقفه و دموعها تنزل على شكل أمها اللي مو قادره تتكلم من التعب..راحت بسرعه للينا..لأنها دائما تكون معها اذا تعبت..و من ورى الباب..
شوق: لينا أمي تعبانه بيوديها عمر المستشفى

لينا أول ما سمعتها خافت على أمها يصير فيها شي بسببها..و طلعت من الغرفه تركض..وصلت عندها كانت بتمسك يدها..لكن أمها بعدت يدها عنها..و هالشي خلى لينا تتجمد من الصدمه..
أم عمر بتعب: مابي اشوفك بعدي عني

عمر انصدم من كلام أمه و تأثيره على لينا اللي مو ناقصه..بس ما كان يقدر يقول لها شي و هي في هالحاله..كان خايف عليها..يدري انها تعصب بسرعه..و خاف يجيها شي..و بنفس الوقت مو هاينه عليه لينا..
عمر: خلاص روحي أنتي اللحين يا لينا..لين ما تهدأ
أم عمر بأنفاس متقطعه: مابي اشوفك مو هذا اللي تبينه..تبين تذبحيني عليك

لينا ما ستحملت حالة أمها..و لا الكلام اللي تقوله..أمها اللي كانت دائما قريبه منها..ترفضها و هي بهالحال..عرفت ان الكلام اللي قالته قبل شوي من قلبها..مو بس تهديد..و تخيلت لو يصير لها شي..كيف بتعيش بعدها..بهاللحظه نست نفسها..و نست يوسف..كان المهم أمها..أمها و بس..
لينا تصيح: خلاص يمه موافقه والله موافقه بأسوي اللي تبين بس ارتاحي أنتي

نزلت حلا اللي كانت جايبه عبايتها بعد..و لبسوا أمها عبايتها و راحوا..و لينا تطالعهم بخوف على أمها..و خوف أكثر من المصير اللي انجبرت عليه..
شوق تصيح: لينا وش فيك؟ أمي ليه تعبت؟
لينا تصيح معها: لا تخافين ان شاء الله تصير بخير

رمت نفسها على الكنب..(يارب أنا اللي أموت و ارتاح..ليه يا يمه ما تخليني في حالي..مو كافي خسرته..اللحين تبوني أخونه و اتزوج غيره..ما أقدر..وش اعطي هاللي اتزوجه..و أنا كلي راح مع يوسف..ليتك أخذتني معك يا يوسف)
جلست جنبها شوق تطالع الدموع اللي تنزل..
شوق: لينا الله يخليك لا تصيحين
لينا تمسح دموعها عشان ما تخوف شوق على أمها..لكن في داخلها كانت جروح تنزف..حست ان نهايتها قربت..


@،،النــزف الثـالث عشــر،،@



في الكوفي شوب/

دخل طلال و شاف عمر جالس لحاله..جلس عنده..التفت عليه عمر لكنه ما تكلم..
طلال: وش فيك يا عمر؟
عمر يتنهد: تعبان يا طلال تعبان بالحيل..و ما عدت أقدر اتحمل المسئوليه لحالي
طلال بقلق: عمر خوفتني وش صاير؟
عمر: اليوم صارت هوشه كبيره و أمي تعبت و دخلناها المستشفى و لينا منهاره
طلال بخوف: ليه وش صار؟
عمر: جارتنا خطبت لينا و أمي اصرت عليها توافق و فتحت معها سالفة يوسف و تعلقها فيه للحين..و قالت إنها لو رفضت ماراح ترضى عليها أبدا
طلال يشهق: و لينا بتوافق؟
عمر: لينا وافقت خلاص..أمي ارتفع عليها الضغط و دخلت المستشفى و مارضت تكلم لينا لحد ماقالت إنها بتوافق

طلال ما قدر يتكلم حس إن فيه يد تعصر قلبه بكل قوتها..ما قدر حتى ياخذ نفسه..
عمر يكمل: أمي تنومت بالمستشفى لحد الصبح و حلا معها رجعت البيت اطمن لينا عليها..لكنها ما رضت تتطمن لحد ما كلمتها و أكدت لها موافقتها..بعدها لينا سكرت على نفسها في الغرفه و ماقدرت أكلمها خليتها ترتاح بس خايف عليها و خايف على أمي مو عاجبني اللي صار و ما أعرف مع مين اوقف.....اتخيل لو هالزواج تم بالغصب وش بيكون شعور لينا؟ وش بتكون ردة فعل زوجها إذا شافها مو يمه؟ ما أقدر أقنع أمي ترجع عن قرارها و خايف من اللي بيصير و خايف أكثر على لينا إلى متى بتتحمل

سكت عمر و سرح يفكر..و طلال كان يحاول يجمع شتاته..و يستوعب اللي يقوله عمر..حتى لو ما كانت له في يوم..بس اللحين حس إنها بتروح منه..بتروح حتى من أحلامه..طرى في باله شي و بدون لا يفكر قاله لعمر..
طلال: عمر
عمر يرفع راسه: نعم
طلال: أنتم بلغتم اللي تقدم للينا بموافقتكم؟
عمر: لا كان كلام حريم للحين ما خطبوا رسمي..ليه تسأل؟
طلال: أنا بأخطب لينا
عمر انصدم: تخطب لينا!
طلال: إيه
عمر ماستوعب: ليه؟
طلال: أنا أولى من الغريب
عمر: بس أنت أكثر واحد عارف حالتها
طلال: و لأني أكثر واحد عارف حالتها أنا اللي بأفهمها لأني حاس فيها
عمر: لا يا طلال أنت تسوي كل هذا عشان تريحني بس أنا ماراح أرضى بهالشي ما أحد يرضى بالوضع اللي بتحطه لينا فيه و أنا مارضاه لك أنت بالذات
طلال: يعني بتردني يا عمر؟
عمر بدون شعور: طلال لا تتكلم و كأنك كنت تبيها من قبل....بعدين أنت بالذات ماراح توافق عليك
طلال يتنهد: عمر..يوسف قبل يتوفى وصاني عليها يمكن إذا عرفت بهالشي توافق..بعدين فكر في لينا و حالتها..ماراح تستحمل هالشي..لكن أنا بأصبر عليها
عمر بحيره: مادري وش أقولك يا طلال أنا صح خايف على لينا بس مستحيل أظلمك و أرضى لك هالوضع أنت المفروض تفكر في حياتك و مستقبلك مو تضحي بنفسك عشان وعد ماكان المفروض توافق عليه
طلال: عمر لا تفكر إني ناسي اللي صار أو إني عايش براحه و صدقني أنا بأكون مرتاح لو هالشي صار لأني بأوفي بوصية يوسف و بأشيل معك حملها وبأحس إني عوضتها عن اللي كنت سبب فيه....مابيك ترد علي اللحين فكر زين باللي ممكن يصير فيها لو انخطبت لجاركم و ما قدرت تتقبل الواقع..و انتظر ردك

قام عنه طلال و هو يفكر في الكلام اللي قاله له عمر..(لينا تتزوج! هالشي ما خطر في بالي أبدا..كيف بأستحمل هالشي لو صار..الموت أهون عندي..من اني اشوفها صارت لواحد ثاني..يوسف الوحيد اللي سمحت له بهالشي و مع كذا كان قلبي يتقطع عليها..لكن انها تكون لواحد ثاني و مغصوبه عليه..هالشي مستحيل يصير..ماراح أرضى لك العذاب يا لينا..تهون علي نفسي و لا اشوف دموعك و جروحك تزيد)
لكنه كان خايف..لانه متأكد ان لينا بترفضه..هو بالذات..فيه أمل واحد من ألف انها توافق..اذا عرفت ان يوسف كان يبي هالشي..لكنه ماعتمد على هالامل..حس بخوف و حزن..يوازي الحزن اللي مر فيه كل هالسنين..كانت النهايه لقلبه..يا تروح لغيره و ينتهي هو..يا توافق ولا يدري كيف تكون الحياه بينهم..كان بين انه يضحي فيها..أو يضحي بحياته و سعادته..و اختار انه يضحي بنفسه..و مهما كانت الحياه معها و هي تكرهه صعبه عليه..فهو بيحاول على قد ما يقدر يهونها عليها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر..و هو طول الطريق يفكر بكلام طلال..خاف من ردة فعل لينا لو قال لها..و خاف ما يقول لها و يزعل طلال..(أنا بعد بأكون متطمن عليها مع طلال أكثر من أي واحد..بس طلال وش ذنبه يعيش مع وحده ما تبيه و كل تفكيرها مع واحد ثاني..و لينا مستحيل توافق.....أنا بأقول لها عشان ما يزعل طلال و هي من نفسها بترفض..و كذا بأكون سويت اللي علي)
شجع نفسه و راح لغرفتها..أخذ نفس قوي و طق الباب..و سمع صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
لينا: ادخل

دخل عمر و شافها..كانت واقفه عند شباكها..و الهواء يلعب في شعرها البني الطويل..طالعها بحزن على حالها..و خاف يزيد عليها باللي يبي يقوله..يدفع نص عمره بس يشيل هالحزن اللي فيها..
لينا: عمر وش فيك واقف؟ ادخل
عمر يدخل و يوقف جنبها: ما نمتي؟
لينا: ما راح أنام لين ما تطمن على أمي
عمر: بيطلعونها الساعه عشر و اللحين ثلاث يمديك ترتاحين
لينا بسخريه: ارتاح!
عمر: لينا تبين أكلم أمي يمكن أقدر اقنعها
لينا: يعني مو عارف أمي يا عمر ماراح ترضى
عمر بتردد: لينا عندي شي مادري أقوله لك أو لا
لينا: وش فيه يا عمر؟
عمر: فيه أحد خطبك مني غير حمد ولد جيراننا
لينا تتنهد: حمد و لا غيره ما تفرق
عمر: ما تبين تعرفينه؟
لينا: لا
عمر: حتى لو كان يقرب لنا
لينا بإستغراب: يقرب لنا!
عمر بخوف: إيه....طلال خطبك مني اليوم

جمدت ملامح لينا..و حس عمر إنه الهدؤ اللي يسبق العاصفه..و فعلا لينا كانت على وشك إنها تنفجر..أول ما سمعت اسم طلال..لكن شي في تفكيرها خلاها تهدأ..(صح ليه اتزوج واحد ما أبيه و اظلمه و أزيد همومي هموم..طلال هو السبب في كل اللي أنا فيه..و هو المفروض يستحمل كل شي..ماراح يكون له وجه يطلب أو يعترض على أي شي..خليه بنفسه يشوف وش سوى فيني..عشان يعيش ذنبه اللي نساه)
عمر بإستغراب: لينا ليه ساكته؟
لينا: أنا موافقه يا عمر؟
عمر انصدم: موافقه على ايش؟
لينا: على طلال
عمر ما صدق: لينا أنت متأكده..ما تبين وقت تفكرين؟
لينا: أمي ماراح تعطيني هالوقت يا عمر..خلاص قلتلك أنا موافقه
عمر بشك: على راحتك..يعني نقول لأمي
لينا: إيه..و هي أكيد بتفرح أكثر إذا عرفت إني وافقت على طلال
عمر: عشان كذا وافقتي؟
لينا تكذب: إيه
عمر: لينا أنا خايف عليك..لو تبيني اسوي أي شي قولي أنا بأحاول
لينا تبتسم: تطمن يا عمر أنا بخير

تركها عمر و راح لغرفته..(ليه لينا وافقت على طلال؟ كانها ما نست يوسف كيف بتنسى لومها لطلال؟ معقول تكون سامحته و اقتنعت إن اللي صار قدر ماله دخل فيه..مادري ليه مو مرتاح من هالهدؤ اللي أنت فيه..الله يهديك يا لينا)



*من بكره*

في بيت أبونادر/

في غرفة طلال-كان جالس فيها من أمس..من يوم رجع من عمر..على نفس الجلسه ما تحرك..و هو يحس إن حياته واقفه على هاللحظه..على قرار لينا..إما إنها توافق..مهما كانت الحياه اللي بتصير بينهم..أو ترفض و تتزوج غيره..و تضيع منه للأبد..و تضيع معها حياته..ما كان له خلق يشوف أو يكلم أي أحد..أصلا ما كان قادر يسوي أي شي..حتى النفس كان صعب انه يأخذه..
و أول ما دق جواله فز..و يوم شاف رقم عمر..بدأ قلبه يدق بقوه..و خاف يرد..لكنه خلاص ما يقدر يصبر أكثر..
طلال: هلا
عمر: أهلين طلال وش أخبارك؟
طلال: (بأموت) تمام
عمر: طلال أنا كلمت لينا...
طلالحرام عليك يا عمر قول و خلصني)....
عمر يكمل: و وافقت هي و أمي بعد

طلال حس برجفه تمشي في كل جسمه..كان فاقذ الأمل إنها توافق..و ما صدق اللي يسمعه..كيف توافق و بهالسرعه..
عمر: طلال وين رحت؟
طلال ينتبه: معك
عمر: طلال أنت رجعت عن كلامك؟
طلال: طبعا لا..و بكره إن شاءالله بأتقدملها رسمي
عمر بعدم اقتناع: زين أجل مبروك
طلال: الله يبارك فيك

سكر طلال..وهو مو عارف إن كان فرحان أو لا..بس حس إنه ارتاح..لكن فيه جرح بقلبه للحين مفتوح..على حالهم اللي هم فيه..(أكيد وافقت عشان وصية يوسف؟)
لكنه ما عرف إن لينا وافقت..من قبل تعرف عن هالوصيه شي..طلع من غرفته..عشان يكلم أمه و أبوه..

في غرفة رغد- كانت جالسه مندمجه بالروايه اللي تقراها من أربع ساعات..و يوم صارت بالجزء الأخير و داخله جو..سمعت أحد يطق الباب عليها..تأففت و طنشته..تبيهم يفكرون إنها نايمه..لكن الطق زاد..و سمعت صوت أمها..قامت و افتحت الباب..
أم طلال: نايمه؟
رغد: لا بس على بالي إنك رنا مابي افتح لها
أم طلال تدخل: دامك صاحيه ليه حابسه نفسك في الغرفه ما شفناك؟
رغد تأشر على الروايه اللي بيدها: كنت بأخلصها و أنزل
أم طلال: أنت ما تملين من هالخرابيط اللي تقرينها؟
رغد تتنهد و بهمس: أحد يمل من الحب
أم طلال: وش تقولين؟
رغد: لا يمه و لا شي
أم طلال: تعالي اجلسي بأقولك شي
رغد تجلس: تفضلي كلي أذان صاغيه
أم طلال: بكره رايحين نخطب لأخوك
رغد تشهق: فيصل!
أم طلال: لا طلال
رغد بإستغراب: طلال! ليه؟
أم طلال: وش اللي ليه؟
رغد: مادري بس ما عمره لمح إنه ناوي يتزوج قريب
أم طلال: عاد هو اللي طلب
رغد: طلال!...يعني مو أنتم اللي قلتوا له
أم طلال: لا هو اللي طلب
رغد: غريبه..زين مين اللي بتخطبونها له
أم طلال: يبي لينا
رغد تشهق: ليناااا!!
أم طلال: بسم الله وش فيك؟!
رغد: لا و لا شي بس أخاف ما توافق
أم طلال: الله يكتب اللي فيه خير

جلست أمها تتكلم عن الخطبه..لكن رغد ما قدرت تركز معها..كانت محتاره كيف يخطب طلال لينا..وهو يعرف إحساسها إتجاهه..وأكيد إنها بترفض..
و أول ماطلعت من عندها أمها..راحت بسرعه لغرفته..دخلت و شافته جالس على سريره و سرحان..
رغد: مساء الخير
طلال: مساء النور
رغد: ما توقعت ألقاك في البيت هالوقت
طلال: مالي خلق اطلع
رغد: أقول مبروك و إلا أخليها بكره؟
طلال: أمي قالت لك؟
رغد: إيه..بس وش معنى لينا؟
طلال: و ليه مو لينا؟
رغد بتردد: أخاف ما توافق
طلال يتنهد: تطمني أنا كلمت عمر و سألها و هي موافقه

سكتت رغد مستغربه..كيف وافقت لينا على طلال..(معقول تكون نست؟ بس حلا تقول ما نست..و نظرتها لطلال ذاك اليوم في المستشفى و تأثر طلال يقول إن كلهم ما نسوا اللي صار..أجل كيف توافق؟ معقوله يكون عمر غصبها)
طلال: رغد وين رحتي؟
رغد: هاه..أجل خلنا نقولك مبروك من اللحين
طلال بإبتسامه باهته: الله يبارك فيك
رغد: عسى الله يهنيكم

تركته رغد و رجعت لغرفتها..و هي للحين مو مقتنعه بسالفة هالخطبه اللي طلعت فجأه..و متأكده إن الموضوع فيه إن..بس أكيد ماراح تسأل طلال..
دقت على أسيل تقول لها..و عرفت بسالفة تعب أم عمر و السبب فيه..
رغد: يعني طلال خطبها عشان كذا؟
أسيل: ليه هو ما يبيها؟
رغد: مادري..بس فيه شي محيرني
أسيل: وشو؟
رغد: استغرب إن لينا توافق على طلال بالذات
أسيل: ليه عشان وفاة يوسف؟
رغد: إيه
أسيل: بس اللي صار قدر طلال ماله دخل فيه
رغد: ياليت تكون لينا فعلا مقتنعه بهالشي
أسيل: أكيد مقتنعه و إلا كان ما وافقت..حتى لو كانت خالتي ضاغطه عليها كان وافقت على ولد جيرانهم ليه تركته و وافقت على طلال
رغد: إن شاءالله

سكرت رغد و هي تفكر في طلال..(شكله خطبها عشان إحساسه بالذنب إتجاهها..لأنه متأكد إنها ما نست يوسف..مادري ليه مو مرتاحه لهالزواج..الله يستر)



في بيت نجود/

مر أسبوع..جاء فيه سيف مرتين عندها..حاول سيف فيهن يقرب من نجود و يعرفها أكثر..لكن هي بالعكس..كانت تحاول تبعد عنه..و تتهرب من أي كلام عن نفسها..أو مشاعرها..خلت كلامهم كله عن غيرهم..كالعاده..و كل ما يطلع من عندها سيف كانت تراجع كل اللي صار بينهم..تدور شي يخليها تخاف منه..أو تكرهه..لكنها ما تلقى..كانت تصرفاته معها..و كلامه..مثالي أكثر من اللازم..مع كل هذا ما كانت مرتاحه له..و لا تتقبل هالطيبه منه..
أما سيف فكان يحاول يخليها تتعود عليه..تتطمن له..و مع الأيام أكيد بتفتح قلبها له..ما كان يبي يفرض عليها حبه..أو قربه..مع انه كان يتمنى كل يوم يكون عندها..
و اليوم كان جاي عندها..و لأول مره جلست معهم أمها شوي..كانت هاديه و أغلب وقتها ساكته..يطالعها سيف يحاول يفهم ليه هالعزله اللي هي فيها..لكنه ما قدر يعرف..حس انها مو مهتمه لشي..و تاركه كل المسئوليه على نجود..صح هي كانت عمياء..بس ولو حس انها ماتقوم بأي دور في حياة نجود..
دخلتها نجود لغرفتها..أول ما سمعت الأذان..و رجعت تجلس عنده..
نجود: سيف معليش أعطي رقم جوالي لوحده
سيف: مين؟ بشاير؟
نجود: لا وحده بيني و بينها شغل
سيف: وش هالشغل؟
نجود: أساعدها..هي تسوي معجنات و تجمدها عشان تبيعها تعرف رمضان قرب
سيف بقهر: وليه هالشغل؟ أنت عندك ثانويه لازم تهتمين بدراستك
نجود: الدراسه مو جايبه همها زين مني ماتركتها للحين..لكن هذا شغل اكسب منه
سيف: يعني كم بتكسبين؟
نجود بفخر: ثلاثمائة ريال
سيف: بس! أنا أعطيها لك و ريحي نفسك
نجود بفرح: والله؟

سيف يطلع بوكه..و يعطيها الفلوس..اخذتهن نجود بفرح و هي مو مصدقه..
نجود بتحسر: خساره لو اعرف إنك بتدفع لي كنت قلت إنهن بأكثر

سيف يضحك عليها..و بنفس الوقت عوره قلبها على حالها..و حاجتها..و طلع كل الفلوس اللي كانت معه و عطاها لها..
سيف: و لا يهمك اعتبري إنك ما قلتي شي

نجود اخذت الفلوس و هي فرحانه..
نجود تشهق: سيف..ثمانمئة ريال طلعوا..ترى ما راح ارجعهم
سيف يبتسم لفرحتها: مين قال لك رجعيهم
نجود تدور: ياي احس إني غنيه

سيف يوقف قدامها و يوقفها..طالعها بحب..
سيف: إذا احتجتي أي شي قولي لي
نجود تضحك: بتتعب كثير أنا دائما محتاجه
سيف: كلي فداك

نجود تضمه و هي تضحك..
نجود: سيف شكلي بأبدأ أحبك بأروح اخبيهم قبل تغير رأيك

راحت نجود و سيف يطالعها بإستغراب..كيف تغيرت بثواني أول ما عطاها الفلوس..و هالشي كان يضايقه..كان يبيها تهتم فيه هو..و تقدر مشاعره و تحس فيه..لكن هالبنت ما فيه ببالها الا الفلوس..(ما يحق لي ألومها و أنا شايف حاجتها لأضعاف هالمبلغ..بس ياليتك تفهمين يا نجود ان الفلوس مو كل شي في الدنيا)
رجعت له..و جلست..كانت تطالعه و تلاحظ انه تغير..(وش فيه انقلب وجهه؟ هههه شكله تحسف..أو يمكن توقع اني استحي و لا آخذهن)
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: خالك متى يزوركم؟
نجود بإستغرب: ليه؟
سيف: استغرب انه ما طلب يشوفني! يعني ما يبي يشوف بنت اخته مين متزوجه
نجود: من زمان ما زارنا يمكن مسافر

ما كانت تبي تقوله ان خالها قطع كل علاقته فيهم بعد ما رفضوا بيع البيت..مع انه للحين طيب معها..بس ما كانت تبي يعرف ان مالها في هالدنيا أحد..
سيف كان يطالعها و يفكر..كل يوم يحبها أكثر..كل يوم تزيد أهميتها في حياته..لكن هي شكلها مو منتبهه لكل هذا..يحس ان بينه و بينها مسافات كبيره..و أسرار كثيره..و مو عارف كيف يتعداهن لحد ما يوصل لها..استغرب كيف صدفه شافها فيها..غيرت حياته..
نجود: وين سرحت؟
سيف: نجود فيه أشياء كثيره ما أعرفها عنك
نجود: بالعكس أنت تعرف عني كثير
سيف: و أنتي وش تعرفين عني؟
نجود: امم اسمك سيف
سيف: ايه
نجود: سيف عبدالله الـ...
سيف: ايه
نجود: زوجي من ثلاث أسابيع تقريبا...ايه و طالب
سيف: بس..ما تبين تعرفين أكثر؟
نجود: ما يهم..ليه أعرف عن أهلك و أنا ماراح اشوفهم و ليه أعرف مين سيف برى هالبيت و أنا ماراح اشوفك غير في هالبيت

حس ان كلامها سكته..و ما عرف وش يقول..بس مهما كان..احساسه انه مو مهم عندها كان يضايقه..
سيف: على راحتك لو ماتبين تعرفيني..بس لو في يوم اهتميتي اسأليني و أنا بأجاوبك
نجود: تعال نطلع السطح الجو هنا يزهق

طلع معها سيف..و راحت عند جدارها المفضل..و وقفت فوق الصناديق..
سيف: بتحللين الشارع و السيارات مره ثانيه؟
نجود تضحك: لا لا تخاف بس أنا احب اجلس هنا
سيف وقف جنبها:نجود تدرين انك انسانه غريبه
نجود تلتفت عليه: أنا؟!
سيف: ايه..أول ما عرفتك حسيت انك عايشه حياتك على الهامش ما يهمك شي و مو متأثره بأحد...لكن اللحين احس ان في داخلك أشياء كثيره ترفضين تطلعينها لأحد
نجود رجعت تشوف الشارع: ما فيه بحياتي شي يسوى يا سيف..قد قلت لك حياتي كلها كانت كيف أعيش اليوم..و كيف بأعيش بكره..ما كان عندي وقت أهتم لنفسي..أو أفكر بأي شي..غيركيف اعيش
سيف: يعني ما عندك أحلام تتمنين تحققينها؟ ما صار لك بالماضي جرح تبين تنسينه؟
نجود: ليه تسأل هالأسئله كلها يا سيف؟ لهالدرجه شايفني انسانه غريبه!
سيف: لا بس أبي اعرفك..و أبي تعرفين انك تقدرين تفتحين لي قلبك و تعتمدين علي

كان صوته مهتم فعلا و حنون..أول مره أحد يكلمها بهالإهتمام..رجع لها إحساسها الغريب فيه..اللي تحاول تتناساه كل ما تشوفه..مستحيل تصدقه..طول عمرها عايشه لحالها..و بعد فتره بترجع تعيش لحالها..ما تبي تتعود تتكلم معه عن نفسها..تشاركه جروحها..و خوفها..بعد كذا تنصدم فيه..أو يجي يوم ما تشوفه فيه..
سيف كان يطالعها و لاحظ كيف تغيرت ملامحها..لكنها فجأه رجعت لطبيعتها..
نجود تضحك: خلاص اترك عندنا رقمك و اذا احتجناك كلمناك
سيف يبتسم: أنت الخسرانه

دق جواله و شاف رقم أسيل..ما رد..لأنه ما كان يبي يكذب عليها اذا سألته هو وين..خاصه قدام نجود..لأنه حس ان هالشي أكيد يجرحها..
نجود: ليش ما ترد؟ ماراح اتكلم
سيف: لا الاتصال مو مهم

نجود لمحت شاشة جواله..و شافت لقب..<غلاي>..(شكلها وحده من صديقاته و خاف يرد عليها قدامي..أو يمكن متزوجها مسيار بعد..عشان كذا صار عنده عادي و وافق بسرعه..يمكن بعد تكون غنيه و هي اللي يجيب منها هالفلوس..و الا كيف طالب و يصرف كل هالصرف!!)
لحظات و جاه مسج من نفس الرقم..قراه..
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: أنا لازم أروح اللحين تبين شي
نجود: لا
سيف: مع السلامه
نجود: أنا نازله معك

نزلت نجود و هي تطالعه بشك..وصلوا عند الباب..
سيف: اذا احتجتي شي دقي علي
نجود: ان شاء الله
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه

باسها سيف على جبينها..و طلع..سكرت الباب و هي تفكر..(أكيد راح لها ..خليني أدق عليه بعد ساعه و أشوف اذا يرد أو لا)



في المستشفى/

كانت ياسمين رايحه لدوامها..لكنها أول ما وصلت للقسم اللي تشتغل فيه..شافت ماجد جالس على كرسيها..رجعت بسرعه..و وقفت في أحد الممرات..(لو شافني ماراح يتحرك..خليني كأني ماراح أجي اليوم احسن..يمكن يروح..كل يوم تزيد وقاحته أكثر الله يستر من آخرها..بس هذا تحدي لازم أكون قده..لازم أعرف كيف اتصرف بكل الأحوال)
ماجد: الى متى ناويه توقفين هنا؟

ياسمين تفز و تطالع فيه بخوف..ما عرفت كيف شافها..مع انها راحت بسرعه قبل لاينتبه لها..أو هي اعتقدت انه ما انتبه..
ماجد: وش فيك لهالدرجه مصدومه بشوفتي؟!

انتبهت ياسمين لنفسها..و لعيونها اللي مطيرتها فيه..صدت عنه..لكنها ما تحركت..
ياسمين: أنت وش تبي مني؟
ماجد: أبي اعرف وش معنى أنا اللي مو عاجبك؟
ياسمين: نعم!!
ماجد: يله يا ياسمين ترى مليت هالثقل اللي تمثلينه علي..خلينا حبايب احسن
ياسمين انصدمت: ما استغرب هالتفكير من واحد مثلك..كلن يرى الناس بعين طبعه..اللي تفكر فيهم كثير روح دور لك على وحده غيري ..و لا يكون تكلمني بهالاسلوب مره ثانيه

تركته و راحت..و هو واقف يطالعها بإستغراب..(نفسي اعرف وش لهجة هالتهديد و القوه اللي تتكلم فيها..لهالدرجه واثقه من نفسها! أو واثقه من اللي وراها؟ على هالغرور و الثقه بديت أشك انها تعرف خالي بنفسه..عشان كذا مو هامها مركزي هنا و مو خايفه على شغلها اطردها منه...معقول ليه لا)

ياسمين كانت في احدى دورات المياه..تحاول تهدي نفسها..(اهدي يا ياسمين اهدي..واحد حقير مثله أكيد بيتكلم كذا..بس أنت لازم توقفينه عند حده..مو هذا اللي بيخوفك..هذا اسخف من إنك تفكرين فيه حتى)

طلعت و راحت لقسمها..توقعت تشوفه..لكنها تنفست بارتياح يوم ما شافت الا فاتن..
ياسمين: مساء الخير
فاتن: مساء النور
ياسمين: لحالنا اليوم؟
فاتن: ايه حنان طلعت مع ما...استأذنت

لكن ياسمين انتبهت للي كانت بتقوله..(زين سمع النصيحه و راح للي بمستواه..و الله مادري كيف هالبنات تفكر؟ معقول بسبب الحاجه)
ياسمين بدت تشتغل..و كل شوي تطالع فاتن..تحس إن فيها خير..و إن اللي تسويه مو راضيه عنه..عكس حنان..
ياسمين: فاتن أنت تدرسين؟
فاتن: لا ما كملت بعد الثانويه
ياسمين: متى تخرجتي؟
فاتن: من سنتين
ياسمين: ليه ما كملتي؟
فاتن: الظروف ما سمحت دخلت دورة حاسب و اشتغلت
ياسمين: و حنان تعرفينها من قبل؟
فاتن: لا يوم اشتغلت تعرفت عليها

كانت ياسمين نفسها تسأل هي كانت كذا قبل تشتغل..أو تأثرت من حنان و صارت مثلها..
ياسمين: فاتن ممكن اسألك سؤال؟
فاتن: اسألي
ياسمين: أنتي ما كنتي جريئه بهالشكل قبل تشتغلين صح؟..اتأثرتي بحنان؟
فاتن فهمت قصدها: مو كل شي نسويه نكون دائما مقتنعين فيه
ياسمين بقهر: وش اللي يجبرك؟
فاتن: ظروف أتمنى ما تجربينها في يوم

كانت ياسمين بتكمل كلامها معها..لكن جاء مراجع و قامت فاتن تشوفه و كأنها ما صدقت تتخلص من هالمناقشه..(معقول أكون غلطانه في احساسي و تكونين يا فاتن راضيه بهالوضع اللي أنت فيه..أو يمكن ما عندك الثقه تفتحين قلبك لوحده غريبه عنك..لكن لازم اتأكد من هالشي و كان فيك خير اساعدك تطلعين من هاللي أنتي فيه)
بعد ماراح المراجع..
ياسمين: فاتن ممكن تعطيني رقمك؟
فاتن بإستغراب: ليه؟
ياسمين: أبي نتعرف على بعض أكثر
فاتن بإحراج: معليش يا ياسمين صدقيني الأحسن لا
ياسمين بإستغراب: ليه؟؟
فاتن: اعرف اني ماراح أكسب صداقتك أبدا عشان كذا مابي اخسر احترامك و نظرتك لي
ياسمين احتارت: ليه؟
فاتن بتردد: أخاف يصير شي بعدين..و تلومينني أنا
ياسمين بدت تشك: وهو وش اللي بيصير
فاتن خافت: لا أنا اقول يعني...
ياسمين: فاتن أنتي عندك شي خايفه منه..تعرفين شي و ما تبين تقولينه لي؟
فاتن بتهور: بصراحه ماجد اخذ رقمك
ياسمين بقهر: كيف؟؟

قالت لها فاتن متى أخذه..و ياسمين حست بالقهر عليه و على حنان..بس رفضت ان هالشي يخوفها..و زين انها عرفت..
فاتن بترجي: ياسمين الله يخليك لا تقولين له اني قلتلك أخاف...
ياسمين قاطعتها: و لا يهمك ماراح أقول...و مشكوره انك قلتي لي أنا بأتصرف...و اللحين ممكن تعطيني رقمك؟

عطتها رقمها فاتن..و هي تستغرب من وين تجيب ياسمين هالقوه..لكن ياسمين كانت ناويه المره الجايه اللي تشوف فيها ماجد..توقفه عند حده..



..

يتبع

في سيارة سيف/

كان مع أمه و أسيل رايح يوديهم لخالته..أمه أصرت تشوفها بعد ما عرفت بتعبها..و السواق أرسله أبوه للمزرعه..دق جوال سيف..و شاف رقم نجود..استغرب انها تدق وهو توه طالع منها..و خاف تكون محتاجه شي..بس ما قدر يرد..
أسيل: ليه ما ترد؟
سيف: آآ مالي خلق أكلمه هذا واحد من الجامعه
أم فارس: حرام عليك تخليه يدق كذا يمكن يبي شي
سيف: ما عليك منه يمه هذا بس يحب يسولف

كمل الطريق وهو يفكر بسبب اتصالها..و أول ما وصلوا بيت خالته ارتاح..
أم فارس: ماراح تنزل تتطمن على خالتك؟
سيف: و أنا جاي آخذكم انزل اسلم عليها

دخلوا أهله..وهو دق على نجود..
سيف بخوف: هلا نجود فيك شي
نجود: ليه ما رديت؟

سيف استغرب سؤالها..مره دقت عليه و لا رد عليها الا بعد خمس ساعات و لا سألت..
سيف: ما كنت عند الجوال
نجود: اها وينك؟
سيف: في سيارتي..ليه؟
نجود: مو سامعه صوت طريق!
سيف: للحين ما مشيت..نجود وش كنتي تبين؟
نجود: لا بس كنت باسأل ان كنت بتجي بكره
سيف: ليه؟
نجود: لو ما كنت بتجي أبي اعزم بشاير و أمها عندنا
سيف: خلاص اعزميهم ماراح أجي..محتاجه شي أجيبه لك
نجود: لا مشكور..مع السلامه
سيف: مع السلامه

سكرت نجود..(أكيد ما قدر يكلم عندها و طلع يكلمني برى..دائما يسويها عندي..أكيد كان يكلمها..بس أنا و هي والا فيه غيرنا؟ و الله طلعت مو سهل يا سيف..و أنا الغبيه اللي تأثرت بكلامه و اهتمامه و كنت بأصدقه)



*يوم الأربعاء*

في بيت أم عمر/

في غرفة لينا_كانت اليوم خطبتها بشكل رسمي لطلال..لبست و طلعت..و استقبلت التباريك بوجه جامد..الكل تخيله حياء..لكن مساهير اللي أصرت لينا تكون معها في هاليوم..كانت تراقب لينا طول الوقت و مو مقتنعه بهالهدؤ..
بعد ماراحوا أهل طلال..وقفت لينا عند شباكها تآخذ أنفاسها بعصبيه..دخلت عليها مساهير و هي لابسه عبايتها كانت بتروح..لكنها ما قدرت تروح قبل تشوف لينا اللي كانت حالتها اليوم غريبه..
مساهير: لينا
لينا: ........
مساهير: ليه وافقت على طلال؟
لينا تلتفت لها: مو هذا اللي يبونه؟
مساهير: لو كنتي بس بترضينهم ليه ما وافقتي على حمد؟ وش معنى طلال؟
لينا: .......
مساهير بقهر: لينا أنت للحين ما نسيتي يوسف..و عارفه إنك تكرهين طلال و للحين تلومينه على وفاة يوسف..أجل ليه وافقتي؟ ليه تبين تعذبين نفسك؟

عمر كان جاي يشوف لينا..و انصدم بوجود مساهير..و انصدم أكثر من اللي تقوله..
عمر بعصبيه: أنت وش جالسه تقولين؟

مساهير تفز هي و لينا..و مساهير طالعته بقهر..
مساهير تكلم لينا: فكري زين يا لينا..بعدين أكلمك مع السلامه

مرت من عند عمر بسرعه..و طلعت من الغرفه..و لينا غطت وجهها بيدينها و بدت تصيح..عصب عمر على مساهير و راح وراها..ما كان مصدق إن لينا هدت..تجي و تثورها بهالكلام..نزل وراها..شافها بتطلع من الصاله..
عمر يصارخ: مسااااهير

التفتت له مساهير تطالعه..
عمر يكمل بعصبيه: ليه قلتي لها هالكلام؟ أنت ما تحسين! ما شفتي كيف قلبتي حالها؟ لكن أنا الغلطان اللي فكرت إن وحده مثلك ممكن توقف معها في هاليوم!
مساهير انقهرت: قلبت حالها! أنا! ليه كيف كان حالها؟ أنت شايفها اليوم وحده فرحانه بخطبتها؟ و إلا كل همك تزوجها و خلاص..أنت ناسي أو تتناسى وش شعور لينا اتجاه طلال بالذات..ما كلفت نفسك تفكر كيف وافقت عليه و هي تلومه على وفاة يوسف..و إن كانت مستحمله هالشي بس عشانكم ما فكرت وش تأثيره عليها؟ وش بيكون تأثيره على طلال؟ بس ليه استغرب و أنت تاركها كل هالسنين دافنه نفسها بهالحزن و تسوي نفسك مو داري عن شي(ترفع صوتها)طالع فيها هاذي لينا اللي عرفتها من سنين؟ و إلا أنت تعودت تشوفها كذا لين ما صارت تفرق معك..غلطان يا عمر لينا لازم أحد يواجهها باللي هي تفكر فيه.....
عمر يقاطعها بعصبيه: اطلعي برا..برااا

طلعت مساهير تركض..و هي ما تشوف من الدمع اللي ملأ عيونها..دخلت بيتهم و هي تحمد ربها إن أمها و راشد مو في البيت..لأن صوت شهقاتها كانت عاليه..و الكل بيسمعها..دخلت غرفتها و رمت نفسها على السرير..و نظرته الكارهه المستحقره للحين قدامها..و كلمة_وحده مثلك_تترد في أذانيها..حست إنه يكرهها من كل قلبه..مو بس حاقد عليها مثل ما قالت لينا..صارت تكلم نفسها و هي تصارخ..(زين غلطت أنا عارفه إني غلطت يوم تركتكم..بس لا تكهرني كذا يا عمر..ما طلبت إنك ترجع تحبني لأني اعرف إن هالحب بنفسي خسرته..بس الله يخليك لا تكرهني..ما أقدر اتحمل هالشي)

أما عمر..فكان للحين واقف مكانه..يتنفس بقهر..(أنت آخر وحده يحق لها تلومني يا مساهير)
حلا تنزل من فوق: عمر
عمر: حلا تعالي أبيك
حلا: نعمين
عمر: باسألك سؤال و جاوبيني بصراحه
حلا بإستغراب: اسأل
عمر: لينا كيف كانت اليوم؟
حلا تتنهد: أنت تعرف يا عمر إن لينا مو من خاطرها هالزواج و هي وافقت عليه بس عشان أمي يعني يبي لها وقت تتعود..و أنا مرتاحه إنها أخذت طلال مو حمد لأن طلال طيب و بيصبر عليها و يراعيها
عمر بهمس: و هذا اللي خلاني أوافق
حلا: لا تخاف يا عمر إن شاء الله طلال يقدر يطلع لينا من الحزن اللي هي فيه
عمر يبتسم: إن شاء الله..روحي اجلسي معها لا تتركينها لحالها

راحت حلا و عمر يفكر بكلام مساهير..(مالك أي حق تتدخلين في حياتنا يا مساهير..ولو مو عشان لينا كان ما خليتك تدخلين هالبيت أبدا)

في غرفة لينا_كانت تفكر بكلام مساهير اللي سمعه عمر..(عندي احساس إنك عارفه أنا وش ناويه عليه يا مساهير بس يمكن مو مصدقه..أنا نفسي مو مصدقه اللي أنا أسويه بس لازم أحد يدفع الثمن..و طلال الوحيد اللي يستاهل يدفع هالثمن لأنه السبب بكل هذا..بس أنا ما كنت أبي عمر يسمع هالكلام مابيه يشيل همي)



*من بكره*

في بيت أم العنود/

الكل عرف بخبر خطبة لينا و طلال..و الكل فرح انها أخيرا وافقت..قالت الخبر أم العنود لجوري اللي فرحت للينا و راحت تقول لياسمين..
جوري: ياسمين عندي خبر حلو
ياسمين: وشو؟
جوري: لينا انخطبت
ياسمين انصدمت: صدق! و هي وافقت؟
جوري: ايه بس ما سألتيني مين؟
ياسمين: مين؟
جوري: طلال
ياسمين تشهق: طلال! ولد عم أسيل
جوري بإستغراب: ايه
ياسمين: مو معقول!
جوري: ليه مستغربه؟

قالت لها ياسمين قصة لينا..مع يوسف..و كيف توفى..و مين اللي كان السبب..و جوري كانت تسمع..و دموعها تنزل على خدها..تأثرت بالحيل من قصة لينا..و عرفت سبب هالهدؤ و الحزن اللي دائما تشوفها فيه..
ياسمين: كانت ما تطيق طاري طلال استغرب كيف وافقت؟
جوري: بس حرام طلال ماله ذنب باللي صار
ياسمين: صح..اللي صار قضاء و قدر بس أكيد خالتي اجبرتها و ما اتخيل حال لينا اللحين
جوري: ان شاء الله تقدر تنسى..و يعوضها الله بطلال..و الله من اللي سمعته عنه احسه طيب و ينحب
ياسمين: تصدقين يمكن يكون هو الشخص الوحيد اللي يقدر يصبر على لينا و يقدر اللي مرت فيه



في بيت أم راكان/

نزلت مرام عند أمها و ريهام..و سمعتهم يتناقشون في سالفه خطبه..
مرام بلا مبالاه: مين اللي خطب؟
أم راكان: ولد عمك

مرام كان قلبها بيوقف خافت انه نادر..و خافت بعد انه فيصل خطب أسيل..
مرام بخوف: مين؟
ريهام: طلال

مرام تنفست بارتياح..خافت ان خطتها فشلت..و بعد كل هذا فيصل يخطب أسيل فجأه..
ريهام: ما سألتي مين اللي خطبها؟
مرام: نعرفها؟
ريهام: ايه..لينا
مرام: وااع مالقى غير هالميته و هي حيه
ريهام: من علاقته القويه مع عمر ما ستغربت يخطبها
مرام: كيف وافقت؟ مو كانت تحب ذاك اللي مادري وش اسمه و اللي ذبحه طلال في ملكتها!!
أم راكان: السالفه قديمه تلقينها نست..بعدين تحمد ربها وين تلقى مثل طلال و هي حتى تعليمها ما كملته

مرام سكتت مقهوره و هي تفكر..(اللحين احاول افتك من أسيل تطلع لي بنت خالتها! و كأن ما فيه بهالدنيا غير خوال أسيل نناسبهم..أووف والله حاله..بعدين طلال مرح كيف يأخذ وحده كئيبه؟)
ريهام: وين سرحتي كأنها ما اعجبتك السالفه؟
مرام: أكيد ما أعجبتني مالقى غير لينا ياخذها ما أحبها..و الله طلال ما عنده ذوق

دخل راكان البيت..و جلس يسمعهم يتناقشون في خطبة طلال..
راكان: خساره ليته يتزوج جوري كان اشوفها دائما
أم راكان: أنت وش عندك على هالجوري ميت عليها! و من تشوفها لزقت فيها! ان شفتك مره ثانيه جالس معها ماراح آخذك معي عندهم تفهم؟
راكان بخوف: ليه؟ وش فيها؟
أم راكان: فيها اللي فيها أنت مالك دخل..مو كافي متحملين نشوفها كل ما طلعنا معهم..لا و حاطه راسها براسنا جالسه معنا تقول من أهلنا
مرام: كلهم معتبرينها كأنها قريبتهم
ريهام: أنا على بالي انهم مخلينها عندهم رحمه يعني تساعدهم تخدمهم كثير من صديقاتي كذا عندهم مرافقات سعوديات

انقهر منهم راكان..و من كلامهم و طلع من البيت..اللي ما كان يحب يجلس فيه كثير..



في بيت أم عمر/

كان عمر جالس في الصاله..و دق التليفون..
عمر: مرحبا
مساهير: السلام عليكم
عمر عرفها..و من غير نفس: نعم
مساهير بقهر: ترى السلام لله
عمر عصب: أنت وش الوجه اللي لك! لها عين ترد..أنت لو عندك دم كان ما تصلتي أبدا
مساهير بغيض: اسمع يا عمر أنا رجعت اعجبك أو لا هاذي مشكلتك..و أنت مو مضطر تتقبلني و لا يهمني مقتنع بهالرجعه و بصدقي أو لا..بس ماراح اسمحلك تكلمني بهالطريقه..أو تحاول تتدخل بيني و بين لينا...
عمر يقاطعها بقهر: لا مو عاجبتني رجعتك يا مساهير و ماراح اتركك في حالك دامك تتدخلين في حياة لينا...

لينا كانت واقفه عند الباب..و تسمعه يصارخ على اللي يكلمه..لكنها أول ما سمعت اسم مساهير دخلت بسرعه..
لينا: عمر!!

عمر طالعها بقهر و رمى سماعة التليفون و طلع..راحت لينا بسرعه تكلم مساهير..
لينا: مساهير وش صار؟
مساهير بقهر: مادري عن أخوك! تغير عمر كثير..بحياتي ما تخيلت إنه بيجني يوم أبدأ اكرهه فيه
لينا: مساهير وش هالكلام؟
مساهير: اخوك يكرهني يا لينا يكرهني لدرجة ما يقدر يخبي هالكره بقلبه و كل ما شفته يبينه لي..تبيني بعد كل هذا ما أكرهه؟ بس هو ما يهمني اللي يهمني أنتي و حالتك
لينا تتنهد: وش فيها حالتي؟
مساهير: لينا لو كذبتي عليهم ماراح تكذبين علي..قولي ليه وافقتي على طلال مو حمد
لينا: عشان أمي تقتنع بطلال أكثر و أنا أبي اريحها
مساهير: خالتي كان كل همها انك تتزوجين و بس
لينا: مساهير أنت وش تبين بهالسالفه خليني انساها و ارتاح
مساهير: تنسين! تنسين واحد بعد كم شهر بيكون زوجك و تعيشين معه

لينا حست برجفه في جسمها..من كلام مساهير..و فكرت هي كيف بتتحمل تشوف طلال..و تعيش معه بعد..بس ما كان قدامها حل ثاني..هو الوحيد اللي تقدر تصارحه برفضها لهالزواج..و حبها ليوسف..هو الوحيد اللي ما يحق له يلومها أو يطلب منها شي..
لينا ببرود: هو أو غيره ما يهم
مساهير: أتمنى انك تقولين الصدق



*يوم السبت*

في بيت أبونادر/

طلعت رغد من غرفتها بعد ما دقت علها أسيل و قالت لها ان بكره أول أيام رمضان..و هي كانت مندمجه مع الفلم و نست الخبر كله..طلعت تسلم على أهلها و تبارك لهم بقدوم الشهر..باركت للكل و ما بقى غير نادر..راحت تبارك له..و بالمره تفتح معه الموضوع اللي تكلمت فيه مع أمها و أبوها اليوم..دخلت لغرفته..
رغد: كل عام و أنت بخير
نادر يبتسم: و أنتي بخير

رغد تطالع شنطة ثيابه اللي يرتبها..
رغد: بتسافر؟
نادر: إيه
رغد: أكيد الشرقيه
نادر بفرح: إيه طلبت من أبوي إجازه رمضان كله و العيد
رغد بصدمه: ما راح ترجع إلا بعد العيد
نادر: إيه

رفع راسه يطالعها..و استغرب الحزن اللي انرسم على ملامحها..
نادر: رغد وش فيك؟
رغد: فيه موضوع كنت أبي أكلمك فيه
نادر يجلس: قولي أنا مو مستعجل
رغد: أبوي كان بيكلمك لكن أنا طلبت منه إني بنفسي أقول لك
نادر: وش فيه؟
رغد: أبوي يبيك تتزوج يقول ما يصير يتزوج طلال و فيصل بعد قبلك
نادر: يصير خير
رغد بفرح: يعني موافق؟
نادر: أفكر
رغد: زين أنا بأخطب لك وش رأيك؟
نادر: لا يا رغد أنا بأخطب من بنات خالي لأني أفكر إني أستقر بالشرقيه
رغد بتهور: نادر أنت ليه ما تحبنا؟
نادر انصدم و ما ستوعب كلامها: هاه!
رغد تكمل: كنت أقول يمكن لأنك كنت بعيد عننا..لكن أنت ما عندك إستعداد تقرب مننا..أو تحبنا..لأنك مكتفي بخوالك و عمرك ماراح تعتبرنا أهلك..أنا ما أقولك لا تحبهم بس حنا إخوانك و هنا أبوك حنا أقرب لك منهم
نادر مصدوم_ رغد....
رغد تقاطعه و تكمل و هي تصيح: ماله داعي تتكلم يا نادر كنت أدور على أخوي الكبير و حبه و إهتمامه بس اللحين عرفت إننا مو في تفكيره أبدا

ما ستحملت القهر اللي تحس فيه..منه..و عليه..طلعت تركض لغرفتها..و قفلت الباب..سمعته يطق الباب و يناديها..لكنها ما ردت..
وقف نادر عند بابها دقايق..لكنه حس إنها ماراح تفتح..رجع لغرفته و سكر شنطته و راح..لكن فرحته بالروحه قلت..(ليه تصعبينها علي يا رغد؟ ما أبيك تهتمين فيني..عندك فيصل و طلال..ليه تدورين علي؟)
كان يحس إن إهتمامها فيه بس من طيبتها..و كان يعاملها بحنان يرد لها اللي تسويه..لكنه ما توقع أبدا إنها تشوفه الأخ الكبير لها..و تتأثر لهالدرجه بفراقه..



في بيت أم العنود/

ياسمين: جوري
جوري: نعم
ياسمين: دوامي في رمضان يتغير
جوري: صدق متى صار؟
ياسمين: أروح ثمان و ارجع الساعه وحده بالليل
جوري تشهق: متأخر!
ياسمين: عادي ترانا رمضان يعني وحده تعتبر بدري
جوري: مو بدري يا ياسمين و الدليل إنك خايفه تقولين لأمي حصه..صح؟
ياسمين: أبيك تساعديني عليها
جوري: ما أقدر اخاف تزعل علي..هي كل ما جلست معها قالت لي حاولي تخلينها تترك هالشغل
ياسمين تتنهد: يعني للحين مو راضيه!
جوري: و لا عمرها بترضى..كلنا مو راضين لك التعب بدون داعي..ياسمين ارحمي نفسك دراستك صعبه و دوام ما ترتاحين؟
ياسمين بإصرار: بس أنا كذا مرتاحه..جوري كنتي مقتنعه بوجهة نظري وش اللي غيرك؟
جوري: أجل المفروض أنا أولى في هالشغل أنا ابعد منك عنهم أنا المفروض اعتمد على نفسي و أخاف من بكره و اللي بيصير فيه
ياسمين ابتسمت: تغيرتي يا جوري أول مره اسمعك تناقشين بهالعناد
جوري: لأني خايفه من نهاية هالشغل..إلى متى يا ياسمين؟
ياسمين: لحد ما اتخرج
جوري تشهق: ياسمين حرام عليك!
ياسمين: وش فيك يا جوري أبيك عون صرتي علي فرعون! تدرين خليك هنا أنا بأروح اكلم أمي عن دوامي..و دام هذا رأيك لا تتناقشين مع أمي في شغلي أبدا..مو ناقصه تجتمعون علي
جوري تتنهد: مادري ليه نتعب نفسنا و أنت مالك إلا اللي براسك

تركتها ياسمين و راحت تبدأ مناقشه أصعب مع أمها..لكن كالعاده..النهايه كانت من صالحها..



*من بكره-أول أيام رمضان*

في كلية اللغه الإنجليزيه/

كانت رغد طول المحاضره سرحانه و مكشره..و أسيل تطالعها بإستغراب..و ما صدقت خلصت المحاضره التفتت عليها..
أسيل: رغوده وش فيك؟
رغد: كله على الفاضي
أسيل: وش اللي على الفاضي
رغد: تخطيطنا لنادر و ياسمين ما نجح
أسيل: ليه؟ لا تقولين طلع نادر يحب مرام صدق
رغد: لا..بس يبي يخطب من بنات خاله و يسكن في الشرقيه..تخيلي شكله من رجع لنا وهو يخطط متى بيروح عننا
أسيل: يمكن مو هذا قصده..يمكن يحب وحده من بنات خاله
رغد: لا هو ما حدد..ما قال بأخطب بنت خالتي..قال أبي اخطب من بنات خالي..يعني كل اللي يهمه انه يرجع يعيش بينهم و بس
أسيل: رغد نادر طول عمره بعيد عننا..مو بعد هالعمر كله تبينه يتعود علينا بسرعه
رغد: أكثر من سنه عاش بيننا معقوله ما حس فيها انه أخونا! ليه؟
أسيل: و الله مادري نادر شخصيته غامضه ما تقدرين تتوقعين وش احساسه أو وش يفكر فيه
رغد: بس هو أخوي الكبير..كيف تبيني اسكت و أنا اشوف اني بأخسره..أنا متأكده انه لو راح الشرقيه بينسانا
أسيل: فكري انه هو مرتاح كذا..ما تقدرين تجبرينه يعيش في مكان ما تعود عليه..و أنت تقدرين تكلمينه بأي وقت و ما تنقطعين عنه..هذا الحل الوحيد لأنه مو بيدك تتحكمين في حياته
رغد تتنهد و تتلفت: وينها حلا؟
أسيل: يعني ما تعرفينها حلا و أول يوم من رمضان أكيد غايبه زين ان جت باقي الأسبوع



في الشرقيه-قبل المغرب/

كانت أسماء جالسه في البيت لحالها..تركي مشغول كثير..لدرجة إنه بيفطر في الشركه..و هي كانت لحالها..حتى إياد نايم..تذكرت هالوقت..(أكيد أهلي مجتمعين عند أمي حصه كالعاده..يا الله وش كثر مشتاقه لهم كأن لي سنه ما شفتهم مو كأنه اسبوعين..يارب تصبرني على هالأيام و نرجع بسرعه وسط أهلنا)
سمعت جوالها يدق..و أول ما شافت رقم تركي فرحت..
أسماء: هلا حبيبي
تركي: أهلين عمري وش أخبارك؟
أسماء: تمام
تركي: بس صوتك تعبان فيك شي؟
أسماء: لا بس عشاني من طلعت من عندي ما تكلمت مع أحد

كسرت خاطره..ما أخطأ يوم وصى عليها جيرانهم اللي اتعرف على ولدهم أمس..
تركي: اسمعي قلبي أنا أمس تعرفت على جارنا و قبل شوي دق على أهله عازمينك على الفطور جهزي نفسك بتمرك أخته بعد ساعه
أسماء: بس إحراج ما أعرفهم
تركي: تتعرفين عليهم اليوم ما يصير كذا تجلسين لحالك
أسماء: زين و أنت متى ترجع؟
تركي: الساعه عشر أكون عندك إن شاءالله..يله اتركك تتجهزين..مع السلامه قلبي
أسماء: مع السلامه حبيبي انتبه لنفسك



في بيت أم العنود=قبل آذان المغرب بنص ساعه/

كان الكل كالعاده مجتمعين أول أيام رمضان عندها على الفطور..و البنات في المطبخ يجهزون كل شي..
حلا تطلع الحلى من الثلاجه: و هذا حلى حلا الحلو
ياسمين بإستغراب: واااو روعه معقوله أنتي اللي مسويته!
أسيل: تكذب هاذي ما تعرف تسوي قهوه..مره وحده تسوي هالحلا الخطير..أنت لينا اللي مسويته صح؟
لينا: لا حلا اللي مسويته الصبح مادري كيف طلع منها
حلا: أنا عندي مواهب بس ما تطلع إلا بمزاجي
أسيل: روحي بس أنت و بأول يوم من رمضان تصحين الصبح وتطبخين..ما أصدق!
لينا تضحك: انتظري نذوقه يمكن يطلع شكل على الفاضي
حلا: بتذوقون و تعرفون قيمتي
جوري تدخل عندهم: جهزت السفره يله جيبوا القهوه

جهزوا كل شي..و اجتمعوا على السفره..ينتظرون الأذان..
أم عمر: وين شوق؟
حلا: و ليه تسألين عنها ما كأنك مغديتها اليوم أربع مرات
أسيل: حرام عليك المسكينه ما قامت إلا العصر متى مداها تتغدى أربع مرات
حلا: و أنت واقفه لي على الوحده اعتبريها صيغة مبالغه
أم العنود: اسكتوا خلونا نذكر الله

طاح وجه أسيل و حلا..و البنات كانوا يضحكون عليهم..
أذن المغرب و افطروا..و بعد عشر دقايق جت شوق و جلست معهم..
شوق: ياسلام هذا حلا أم حمد زين جايبينه على بالي ما أحد شافه

الكل التفت على حلا اللي من اليوم غثتهم بحلاها..و آخر شي طلع من جارتهم..
ياسمين: استغفرالله تكذبين برمضان
حلا بقهر: أنت مو صاحيه العصر وش عرفك إنه من أم حمد؟
شوق: صحيت الصبح أشرب ماء و شفته و قالت لي الخدامه
حلا: مالت عليك أنت و هي و أم حمد و حلاها أصلا طعمه بايخ
أم عمر: استحي على وجهك تسبين المره!
حلا تصرف: إذكروا الله إذكروا الله..أقولكم أروح أصلي احسن

كملوا الباقين فطورهم..و بعد دقايق قامت جوري..وقفت في الصاله تحاول تمسك دموعها بس ما قدرت..كانت من اليوم جالسه تراقبهم و تسمعهم..و هي مو مصدقه إنه صار لها عائله تحبها..تذكرت أيام رمضان في بيت عمها..كيف كانت تفطر لحالها أو مع الخدامه..لأنه أغلب الأيام كان خالهم يفطر عندهم..تذكرت خوفها..و وحدتها..
حلا: جوري وش فيك؟!
جوري تمسح دموعها: فرحانه
حلا تتريق: لا واضح! بأسألك أجل إذا زعلتي وش تسوين؟
جوري تبتسم: أصيح بعد
حلا: حلو يعني الدموع شغاله على الموجتين
جوري تضحك: إيه
حلا: لا صدق وش فيك جوري؟
جوري: فرحانه فيكم الله يخليكم لي يوم تذكرت كيف كان رمضان اللي فات في بيت عمي الله يرحمه حمدت ربي على النعمه اللي أنا فيها
حلا تستهبل: أكيد ما كان عندك وحده تذوقك الحلا اللي ذوقته لك
جوري تضحك: قبل شوي مو عاجبك
حلا: من قهري على هالشوق ما خلتنا نتفاخر شوي

طلعت لهم أسيل..
أسيل: وش عندكم؟
حلا: وش دخلك؟
أسيل: من زينك
حلا: أحلى منك و اسمي يشهد
جوري: كملوا هوشتكم أنا رايحه أصلي

راحت عنهم جوري..و حلا التفتت لأسيل..
حلا: تدرين أحس إننا مقصرين في جوري
أسيل: ليه؟
حلا: شفتها قبل شوي تصيح تقول تذكرت وحدتها في بيت عمها و قالت إنها اللحين فرحانه بيننا
أسيل: و الله هالبنت طيبه و تنحب
حلا: إيه بس حنا قليل ما نزورها حتى ما عمرنا كلمناها بس إذا شفناها في المزرعه
أسيل: بالعكس أنا قد رحت لها
حلا: مره بس و كانت صدفه بعد..لازم نقرب منها أكثر
أسيل: معك حق جوري وحده مننا ما نبيها تحس إنها مو مهمه عندنا

في غرفة جوري..خلصت صلاتها..و سمعت صوت مميز عندها..طفت النور و راحت لشباكها اللي كان مفتوح..و من ورى الستاير طلت..شافته كان يكلم في جواله..و سرحت..(فارس إلى متى أفكر فيك؟ و ليه؟ ما صار أي شي بيننا يخليني أحبك..لدرجة أفكر فيك كل وقت..ليه ندمانه على فسخ خطبتي! إلى متى و أنا اسأل نفسي لو كنت تزوجتك كيف بتكون حياتي معك..بس خلاص المره هاذي بآخذ قراري..ماراح أفكر فيك..لو كنت أهمك أنت بنفسك بتبين لي..ولو كان لا..فأنساك احسن)
و مع إنه كان للحين واقف..تركت شباكها و راحت للبنات
  #14  
قديم 09-16-2010, 12:14 AM
 
لتكمله


@،،النــزف الثـاني عشــر،،@
*يوم السبت*

في بيت أم عمر=الصبح/

طلع عمر من البيت رايح للمصنع..لكن وهو يسكر الباب شاف باب بيتها ينفتح..و تطلع منه..مساهير..ما تخيل إنها واقفه قدامه بعد كل هالسنين..لكنه طالعها بقهر..و راح ركب سيارته اللي سكر بابها بكل قوته..قبل ينطلق بسرعه بعيد عنها..
مساهير كانت للحين واقفه مكانها..مو مصدقه إن من ثواني بس كان عمر قدامها..قلبها بدأ يدق بقوه أول ما شافته..ركبت السياره رايحه لجامعتها و هي تفكر مبتسمه..(تغيرت كثير يا عمر! صارت ملامحك عصبيه....عرفني؟ وش شعوره يوم شافني؟......مادري ليه اسأل هالأسئله..و أنا متأكده إنك نسيتني)
ماتدري ليه أول ما شافته تذكرت آخر أيامها هنا..أيام طلاق أبوها و أمها..كانت علاقة أبوها مع أهله مقطوعه من سنين..ما كانوا راضين على زواجه من أمها..لكن بعد سنين رجعت علاقته مع أخوانه..اللي طلبوا منه يشتغل معهم..ترك وظيفته..و اشتغل في شركاتهم..لكن من يومها..و الخلافات بينه و بين أمها كل يوم تزيد..أهله كانوا للحين رافضينها..لحد ماوصلوا طريق مسدود..انتهى بالطلاق..راشد كان دائما على خلاف مع أبوه..عشان كذا اختار يجلس مع أمه..و هي كانت بين نارين..نار أبوها..و نار أمها..لكنها ما قدرت تترك أبوها يروح لحاله..لأنه كان متأثر من طلاق أمها..بس باين إن أهله هم اللي ضغطوا عليه..حست لو تركته يروح لحاله..بتنقطع علاقتهم فيه نهائيا..لكن لو راحت معه..أمها تقدر تشوفها بأي وقت..وبتكون نقطة وصل بينهم..يمكن تقدر في يوم ترجعهم لبعض..
لكن الأيام مرت..و السنين مرت..و أبوها كل يوم يبتعد عن أمها أكثر..لكنه مع كذا ما تزوج..و هالشي خلى عندها أمل انه للحين يفكر بأمها..كانت تحاول تكلمه عنها..و عن راشد..عشان ما ينساهم..و تطيعه في كل شي..حتى يوم طلب منها تقبل بولد عمها..مارفضت..كله عشان تقرب بين أمها و أهل أبوها..لكن هالشي كان مستحيل..و اكتشفت بعدين ان أبوها ما عاد يفكر بالرجعه لأمها..و لا الزواج من ثانيه..و التهى بعالم الأعمال..حتى عنها..
السواق: وصلنا جامعه مايبي ينزل؟

انتبهت مساهير لنفسها..و نزلت بسرعه..لكن وهي في طريقها رجعت تسرح مره ثانيه في عمر..تذكرت نظرته لها يوم كانت خلاص رايحه مع أبوها..كانت نظرته تجمع كره العالم لها..نزلت عيونها و ركبت مع أبوها السياره..لكن أبوها نسى شي و نزل يجيبه من البيت..و هي لاهيه بحزنها..و دموعها..على فراق أمها..لكنها تفاجأت بعمر..يضرب عليها الشباك..خافت أبوها يطلع و يشوفه..لكن باين انه ما كان ناوي يروح قبل يقولها اللي في باله..فتحت الشباك و قلبها يدق بخوف..
عمر بقهر خلى صوته يرتجف:وين بتروحين يا مساهير؟؟ بتتركيني!!
مساهير: .....
عمر يضرب الباب بقوه: تكلمي..كيف تروحين و تتركين أمك..و تتركيننا.....ارجعي يا مساهير..ارجعي لا تخليني أكرهك كل عمري

تركها و راح..و هي ارتفعت صوت شهقاتها..بس ما كان وقت تفكر فيه بنفسها..كل اللي كانت تفكر فيه..كيف تحاول ترجع تلم شمل عائلتها اللي تبعثر..
دخلت الجامعه و هي تكلم نفسها..(هذا أنا رجعت يا عمر..لكن بعد ايش؟؟ مرت سنين و أنا احلم بشي ما تحقق..حتى ابوي اللي ترك عائلته و راح يشتغل لحساب عماني آخرتها ما طلع بأي شي)



في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري و ساره في المحاضره..و جوري تطالع ساره و تفكر..كيف صاروا قراب من بعض بفتره قصيره..صح هي كانت تحب باقي البنات بس ساره كانت أقرب وحده لها..يمكن لأنها يتيمة أب حست بمعاناة جوري..لكن ساره كان عندها الأخو اللي عوضها هي و خواتها عن فقدان الأب..كانت كل ما تتكلم عنه ساره..تحس جوري إنه صوره من ناصر..بإهتمامه..و طيبته..
ساره: جوري
جوري تنتبه: نعم
ساره: باقي ربع ساعه على المحاضره الثانيه قومي نتمشى

قامت جوري و صاروا يتمشون و يسولفون..
ساره: تدرين طلعت أمي تعرف خالتك أم عمر
جوري: و الله؟
ساره: إيه تقول قد شافتها بزواج و تعرفوا على بعض و تقولك سلمي لها عليها
جوري: يبلغ إن شاء الله..وش أخبار هديل؟
ساره: ميته عليك..أول مره وحده من صديقاتي تعطيها وجه إذا ردت عليهم و تسولف معها
جوري: بالعكس سوالفها حلوه
ساره: تكفين عاد كلها نصبات بنات ابتدائي
جوري تضحك: هي بأي سنه؟
ساره: ثاني
جوري: يا حليلها و الله حبيتها
ساره: ابشرك الشعور متبادل من أمس و هي بس تتكلم عنك جوري قالت و جوري مدحتني حتى مازن كان يحسبك صديقتها
جوري تضحك: يااه مين يرجعني لعمرها

و انتهت ابتسامتها بتكشيره..و هي تتذكر نفسها بذاك العمر مع أمها..و تردد أمنيتها للمره الألف..لو بس كان ناصر أبوها..

من بعيد-شافوهم ياسمين و عبير..
عبير: ياحليلها جوري صارت ما تجلس معنا كثير من تعرفت على البنات
ياسمين: احسن خليها تكون لها صداقات و حنا موجودات متى ما بغت جت عندنا
عبير: شكلها طيبه ساره
ياسمين: و لا يهمك سألت عنها البنات و مدحوا لي فيها
عبير: و الله انك مو سهله
ياسمين: طبعا لأني عارفه ان جوري تتأثر بسرعه باللي معها و تصدق كل شي
عبير: سبحان الله أحيانا يصير عندك عقل
ياسمين تطالعها بقهر: وش قصدك؟
عبير: سالفة شغلك هاذي متى ناويه تخلينها؟
ياسمين: و ليه اخليه توي بأول التحدي
عبير تتنهد: أنا أبي افهم مين تتحدين أنت؟
ياسمين: اتحدى نفسي..عبير أنت مو راضيه تفهميني
عبير: أنت دائما تقولين لي مو راضيه أفهمك زين فهميني وجهة نظرك
ياسمين تجلس: أبي ما أحس بالخوف أبدا..أبي اعرف اني أقدر أواجه أي أحد و كل شي لحالي
عبير: و ليه لحالك؟ يعني وش فيها إذا اعتمدتي على أهلك بشي؟ كلنا مالنا غنى عن أهلنا
ياسمين: ما أحد يضمن بكره وش يصير فيه؟ وش يتغير؟ هذا أنا كنت متهنيه مع أمي و أبوي و لا فكرت في يوم اني بأصحى ما راح ألقاهم....من يومها و أنا قررت اني اعتمد على نفسي و لا أخلي أحد يشيل همي و مسئوليتي..يله تأخرنا على محاضرتنا

مشت معها عبير و هي مستغربه من هالإعتراف اللي طلع من ياسمين..(كنت احس انك قويه يا ياسمين..بس أنت داخلك طفله مصدومه للحين من فقدان أهلها و فاقده ثقتها بالكل مهما بينوا لها حبهم..كل هاللي تسوينه تبين تبينين لنفسك انك مو محتاجه لأحد..بس أنا متأكده انك خايفه تفقدين احد منهم)




في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين تدخل البيانات في الكمبيوتر..و سمعت صوت تكرهه..
ماجد: مساء الخير يا حلوتي

التفتت عليه ياسمين و طالعته بإستحقار و هي تتأفف..و قامت بتدخل لكن سمعته..
ماجد: ما سألتيني وش أبي..مو هاذي وظيفتك؟
ياسمين بقرف: بما إنه معروف أنت ليه تجي هنا بأروح أنادي اللي بمستواك

تركته و هي تسمعه يتكلم بس ما هتمت باللي يقوله..دخلت الغرفه..و قالت لحنان إنه برى..عشان تشوف وش يبي و يروح قبل تطلع..(يا الله يا هالإنسان! كل السخيفين اللي قابلتهم من اشتغلت بجهه وهو لحاله..واثق من نفسه على باله كل البنات بتموت عليه)
وصلت حنان عند ماجد اللي كان مقهور من سفهة ياسمين..
حنان: هلا ماجد
ماجد: أهلين حنو
حنان: وش فيك كأنك معصب؟
ماجد: ياسمين هاذي لازم أجيب راسها..وش تعرفين عنها؟
حنان: ما أعرف شي اقولك شايفه نفسها و ما تكلمنا
ماجد: أنت متأكده إنها تكلم شباب؟
حنان: أكيد..كل ما يدق جوالها تروح تكلم في الغرفه عمرها ما كلمت عندنا

ماجد زاد قهره عليها..و شده غموضها و قوتها..(حلو ملينا من السهل..خلينا نلعب معك لعبة الثقل اللي تمثلينها..و في الأخير تأكدي إن ماجد دائما يكسب)



في بيت أم العنود/

كانت جوري في غرفتها..و دخلت عليها و حده من الخدامات..تقولها ان واحد من العيال جاء عند أم العنود..و تبيها تسوي قهوه..لأنها ما كانت تقتنع بقهوة الخدامات..و بما إن ياسمين في دوامها نزلت..و هي تحسبه سيف لأنه هو اللي دائما يزور أم العنود..لكن الصوت اللي سمعته و هي ماره من عند المجلس..خلاها تتجمد مكانها..كان صوته..صوت فارس..ابتسمت..و هي تتذكر مكالمته لها آخر مره..
و راحت للمطبخ تسوي القهوة و هي متحمسه..دخلت و شافت سلة حلاو كبيره و فخمه على الطاوله..
جوري: نينا مين جاب هاذي؟
نينا: اللي يجي تو هو اللي يجيب هذا
جوري بهمس: من فارس!

راحت تتأملها بحب..و كأنه جايبها لها..لفت انتباهها شي..خلى أنفاسها توقف..ألوان السله..كانت ليموني بسماوي..نفس بدلتها اللي كانت لابستها آخر مره شافها..(معقوله فارس يقصد هالحركه؟ أو صدفه و بس...لااا أكيد صدفه ما أصدق ان فارس يفكر كذا! مستحيل أكون في باله لهالدرجه..الظاهر اني بديت احلم فيه أكثر من اللازم)

في المجلس-كان فارس جالس عند أم العنود اللي فرحت بجيته..وهو يفكر باللي سواه..كان رايح لشركته..ما يدري ليه خطرت في باله جوري..و كيف غير طريقه لبيتها و جاء يزور أم العنود بس عشانها بنفس البيت مع إن عنده رحله بعد ثلاث ساعات الا انه ماراح قبل يمر عليهم..والأكثر من هذا سلة الحلاو اللي جابها على نفس لون لبسها..(معقول تنتبه؟ لا يارب ما تنتبه..الظاهر اني بديت أخرف..مو ناقص الا جوري تلعب في راسي و أنا بهالعمر!)
دائما يحاول ينساها..لكنه اذا تذكر ملامحها..و عيونها الدامعه يسرح فيها أكثر..لين بدأ يقنع نفسه انها بس تكسر خاطره بحزنها..و برائتها..
أم العنود: فارس..وين سرحت؟

فارس انتبه ليد أم العنود اللي تمد له القهوه..و يفكر انها هي اللي سوت هالقهوه..لأنه سمع أم العنود و هي تقول للخدامه تناديها..ضحك على نفسه و تفكيره السخيف..مع هذا أول ما شرب قهوته كان يحس انها غير أي قهوه قد شربها..ليه ما يدري..
أم العنود: وش فيك يمه؟ لا يكون سرحان في شغلك؟
فارس: ايه يمه صفقه ما ربحتها مع ان فيه غيرها أحسن..لكن عجزت انساها
أم العنود: لا تضايق نفسك يمه يمكن ما فيها خير لك الله يعوضك بغيرها
فارس: صح ما يسوى علي اللي اسويه بنفسي عشانها بعد ما تركتني
أم العنود بإستغراب: مين اللي تركتك؟
فارس ينتبه لنفسه: هاه..لا يمه أنا اقول يعني ان المسئولين فيها تركوني

حس انه غبي..كيف صار يتكلم عنها وهو مو حاس في نفسه..(لازم اطلعك من بالي يا جوري..و انتبه لشغلي احسن..بس كيف انسى و هالشغل أنت كنت السبب في بدايته..نفعتيني من غير ما تدرين ياجوري)
أم العنود: وش فيها؟
فارس ينتبه: نعم يمه؟
أم العنود: أنت تقول جوري! وش فيها؟
فارس انصدم: آآ..لا..بس كنت أقول..وش أخبارها معكم؟
أم العنود: بسم الله عليها و الله تنحب هالبنت بسرعه مع انها هاديه الا إني افقدها اذا راحت لكليتها عشانها من تجي و هي بس جالسه عندي

فارس حس انه اليوم فضح نفسه بما فيه الكفايه..و قرر ينهي هالغباء..و لا يرجع يزورهم مره ثانيه أحسن..و لا يفكر فيها بعد اليوم أبدا..
فارس: يله يمه أنا لازم أروح اللحين
أم العنود: وين يمه ما تقهويت؟
فارس: (الظاهر انها حاطه في قهوتها شي) لا بس لازم أمر الشركه قبل أسافر..أنا بس قلت أمر اسلم عليك
أم العنود: زين يمه تروح و تجي بالسلامه..و خلنا نشوفك
فارس بتهور: ما أظن
أم العنود: ليه؟؟
فارس ارتبك: لا بس مشغول كثير الفتره الجايه
أم العنود: الله يساعدك ياولدي بس انتبه لنفسك العمر يخلص و الشغل ما يخلص
فارس: ان شاء الله..مع السلامه
أم العنود: الله يسلمك

طلع فارس..و دخلت أم العنود للصاله الداخليه و شافت جوري..
أم العنود: الله يهدي هالولد كانه مثل ناصر ما براسه غير الشغل! الله يرجعه بالسلامه
جوري: بيسافر؟
أم العنود: ايه
جوري: وين؟
أم العنود: و الله مادري يابنتي..دقيلي يمه على أم خلود نشوف أخبارها

دقت لها جوري..و هي تفكر..(شغل..شغل..الظاهر صدق ما يفكر الا في هالشغل..و أنا من غبائي على بالي قاصد حركة السله..يا الله ليه أحبه؟ وهومستحيل يفكر فيني)



في بيت نجود/

وصل سيف وهو من أمس يسأل نفسه عن هالكلام اللي تبي تقوله..خاف انها لقت حل لمشكلة البيت و تطلب منه يطلقها..خاف من هالشي..و لا عرف كيف يرد عليها لو قالت له يطلقها..دق عليها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود أنا عند البيت اللحين..عندك أحد؟
نجود: لا..أنا جايه افتح لك
سيف: زين

نزل من سيارته..و وقف عند الباب لين فتحته..دخل و شافها و ابتسم لها..و هي تطالعه بنظراتها اللي تذبحه..ما مسك نفسه..و ضمها بقوه..كان يحس انها كانت حلم..لكن شوفتها مره ثانيه أكدت له انها حقيقه..و هالشي خلاه يرتاح..و عرف انه مستحيل يتخلى عنها..
سيف يهمس باذنها: تصدقين لو قلتلك اني اشتقتلك؟
نجود تبعده و تطالع فيه: سيف الى متى؟
سيف ما فهم: وش تقصدين؟!
نجود تبعد عنه: سيف ليه كنت تلحقني قبل؟
سيف ارتبك: ليه تسألين؟
نجود: أبي اعرف ليه كنت تلحقني من بين كل هالبنات؟ و ليه وافقت تتزوجني؟ و ليه أنت طيب معي كذا؟

سيف تأكد انها ناسيته و لا تذكره..و خاف يذكرها بنفسه ..يصير هالشي حاجز بينهم..كان يبيها تحس انه مثلها و تفتح له قلبها..و لا تنحرج من حالها..
مسكها مع يدها و سحبها و جلسها على درج المدخل مثل آخر مره..
سيف: ليه تسألين كل هالأسئله فجأه..ممكن اعرف؟
نجود: أنت تعرف خالي صح؟
سيف: لا
نجود بشك: يعني مو هو اللي ارسلك لي؟
سيف استغرب: و كيف تبين خالك يرسل عليك واحد يلحقك؟!!
نجود: على بالكم بتخلوني احبك و يأخذ البيت عن طريقك
سيف يتنهد: خالك سافل لهالدرجه؟!
نجود: يعني ما تعرفه؟
سيف بقهر: لا..بس لازم اشوفه و اوقفه عند حده
نجود توقف: اجل ليه هالطيبه و الاهتمام اللي تعاملني فيهن؟
سيف: لازم يكون فيه سبب
نجود: ايه..بنت جيراننا متزوجه مسيار و أنا اعرف كيف هالزواج يكون..و اعرف زوجها كيف يعاملها..ليه أنت غير؟
سيف يوقف جنبها: و كيف تبيني اعاملك؟
نجود: مادري! بس مو كذا..أنت ليه طيب معي أبي افهم..و متى بيطلع وجهك الثاني؟ متى بتمل مني؟

سيف انصدم من كلامها و مسكها مع اكتافها و رفع راسها عشان تطالعه..
سيف: نجود أنا كذا و ما عندي وجه ثاني تخافين انه يطلع لك بعدين..و وافقت على الزواج لأني حسيت انك مضظره لهالشي و حبيت اساعدك..و راح أوقف معك بأي شي تبينه
نجود: و ليه اصدق؟
سيف: كيف تبين اثبتلك؟
نجود: يعني أنت ما تبي شي مني؟
سيف: الا أبي شي واحد
نجود بخوف: وشو؟
سيف: تهتمين بنفسك و أي شي تحتاجينه تطلبينه مني مهما كان و بأي وقت

نجود بعدت عنه..و هي تفكر بكلامه اللي ما قدرت تصدقه..ما تخيلت ان فيه أحد طيب كذا بدون سبب..خاصه مع أحد ما يعرفه..لكن باين انه ماراح يعترف بنواياه..
نجود تلتفت عليه: اشوف
سيف يبتسم: وش تشوفين؟
نجود: هالكلام بيكون صدق أو يتغير
سيف: نجود تبين اكلم خالك عشان ترتاحين؟
نجود: وش تقول له؟
سيف: اقوله يترككم في حالكم و اني أنا اللي اللحين مسئول عنكم
نجود: ليه تبي تبعده عننا؟
سيف: يعني هو اللحين قريب منكم؟
نجود: لا بس اخاف انك تسوي كذا عشان تضمن ان مالنا أحد يوقف بوجهك لو سويت شي
سيف يبتسم: للحين تشكين فيني؟ ما صدقتي اللي قلتلك؟
نجود: اللحين ما بيدي غير أصدقه..بس صدقني يا سيف أي شي ملكي ما راح تأخذه مني أبدا..أنت ما تعرف كيف عشت بهالدنيا و كيف ادافع عن اللي لي

سيف كان يطالعها..و يفكر بخوفها على اللي تملكه..و اللي كان ما يسوى كل هالخوف عليه..البيت كان خراب..بس هذا كل اللي لها..و هو كان كل اللي يبيه منها قلبها و بس..لكنه ما قدر يقول لها هالشي..ان كان هو مو مصدق كيف حبها بهالسرعه..كيف هي بتصدق..و هي تشك بنواياه بهالشكل..
سيف يغير الموضوع: خالتي صاحيه أبي اسلم عليها
نجود: انتظر اقول لها

راحت نجود و ترجت أمها تطلع تسلم عليه..و أخيرا وافقت ودخل سيف سلم عليها..و هي كانت تراقب سيف كيف يطالع أمها بحنان و يكلمها..و يطمنها..حست انه صادق..و ما قدرت تتخيله الا إنه كذا..و ما تخيلت ان له وجه ثاني..حتى أمها باين عليها انها ارتاحت له..
دق جواله و اعتذر منهم و طلع..و بعد لحظات دخل و سلم على أمها و اعتذر انه بيروح..طلعت معه نجود..
سيف: هذا أبوي يبي اروح له اللحين
نجود: على راحتك
سيف: تبين شي؟
نجود: لا
سيف: انتبهي لنفسك
نجود: ان شاء الله

وقف يطالعها بتأمل للحظات..قبل يبتسم لها و يروح..

و هي أول ما طلع راحت بسرعه لبشاير..و أول ما دخلت..قالت لها كل اللي صار..
نجود: قوليلي وش رأيك يا بشاير..أنا بصراحه محتاره فيه أول مره اتعامل مع أحد كذا
بشاير: مادري..بس أنا اتوقع انه من الشباب اللي ما تهمه الفلوس و يمكن صدق مو حاط عينه على البيت...شكله حاط عينه عليك أنت
نجود: أناااا!!!
بشاير: ايه هو مو كان يلحقك من قبل أكثر من مره..شكله شايفك من قبل يمكن عند الناس اللي كنت تساعدينهم و طار عقله فيك..و أنت جبتيها له على صحن من ذهب..طلبتي منه زواج مسيار..خلاه يشوفك كل يوم و يجلس عندك بدون ارتباط رسمي و مسئوليه...و يمكن لو ما تسرعتي و طلبتي منه يتزوجك كان رقمك
نجود: يعني قصدك انه راعي بنات مو فلوس!
بشاير: من هالطيبه و الرومانسيه اللي يعاملك فيها اتوقع انه كذا..وين يلقى وحده حلوه مثلك جايته على المستريح
نجود تضحك: يعني معجب فيني؟ و مايبي البيت..حلو كذا أقدر استفيد منه أكثر..صح؟
بشاير: أنت كل شي تبين تستفيدين منه؟
نجود: طبعا قبل بكره يشوف و حده أحلى مني و يتركني..لازم أكون طلعت منه بشي

طالعتها بشاير ما تدري تضحك على أفكارها..أو ترحمها..من عرفت نجود و هي تشوفها كل يوم تقاسي بهالحياة..بدون خوف..أو شكوى..دائما كان عندها حل لكل مشاكلها..و ان شاء الله تقدر تحل هالمشكله بعد..



*يوم الأحد*

في كلية اللغه الانجليزيه/

كانوا البنات طالعين من محاضرتهم..
رغد: حلا أمس كسرت جوالك و أنا أدق ليه ما رديتي؟
حلا: كنت أشوف التلفزيون تحت و جوالي في غرفتي
رغد: و ما شفتي رقمي يوم طلعتي لغرفتك؟
حلا: طبعا شفته
رغد بقهر: و ليه ما دقيتي؟
حلا: كان فيني نوم و مالي خلق لك
رغد: تسمعين عن شي اسمه الذوق؟
حلا تضحك: يمر من عندي أحيانا بس ما عمري كلمته
بسمه: يعني يوم أدق عليك تسفهيني و ما تردين؟
حلا: مو أنتم ما تعرفون تدقون بوقت الوحده تقدر تكلمكم فيه
بسمه: وش هالوقت ان شاء الله؟
حلا: الظهر أو العصر
بسمه: ليه حمارة قايله ندق عليك هالوقت

ضحكوا كل البنات على حلا..الا أسيل اللي كانت تمشي معهم و هي سرحانه و مو يمهم..
حلا: أسيل شوفي وش يقولون عني؟
أسيل تنتبه: هاه
حلا: هوااه وينك أنت مو معنا؟
طيف: خلاص حفظناها أسيل من يوم تسرح تلقينها وصلت عند فيصل
أسيل تبتسم: لا مو فيصل
حلا: يا سلام فيه واحد غيره
أسيل بقهر: وجع..بسم الله على قلبي يآخذه غيره
رغد: أجل وش فيك؟
أسيل تتنهد: أسماء بتنتقل الشرقيه
رغد: لييييه؟
أسيل: تركي بيمسك فرع شركتهم في الشرقيه
رغد: بس هناك بتجلس لحالها
أسيل: و الله بأفقدها
حلا: من بعدها الشرقيه قريبه تراها
أسيل: أنت مثل سيف بس بكره لو قلنا نبي نروح لها طلعوا بألف حجه



في كلية الحاسب الآلي/

جلست مرام و سهى بعد محاضرتهم..
مرام: أووف طفشانه
سهى: ليه؟
مرام: مادري من رجعنا للرياض و أنا مو مرتاحه..وين أيام الشرقيه
سهى: المفروض تفرحين انك قربتي من نادر
مرام: بالعكس في الشرقيه احس كنت أقرب..على الأقل اشوفه عند خواله و بدون منة رغد..احس لو ما نتقلنا كان أنا اللحين مخطوبه له
سهى: لا تخافين دام جدته قد كلمتك أكيد ماراح تنسى
مرام: المهم أنت و فيصل وين وصلتي؟
سهى: مادري يا مرام أخاف يقول اني أتلزق فيه و أطيح من عينه
مرام تعصب: أجل خليه لأسيل تتهنى فيه
سهى بخوف: لا مستحيل هالشي
مرام: خلاص لازم تحاولين تدخلين لتفكيره و قلبه بالغصب لين ما تبقين مكان لأسيل
سهى: بس هو يحبها و من سنين..كيف تبينه ينسى هالحب؟ اذا فكرت بهالشي احس ما عندي أي فرصه معه
مرام:اسمعي يا سهى مو نتقدم خطوه و ترجعينا عشر..كانك مو قد التحدي لا تتحدين أسيل من اللحين..لازم تخلينه ينسى هالأسيل بأي طريقه..تفهمين؟
سهى خافت: خلاص مرام أنا معك بكل شي بس لا تتركيني أنا ما أعرف اتصرف لحالي
مرام: ايه كذا خليك معي و أنتي تكسبين



في بيت أم مازن=المغرب/

كانت أم مازن و هديل جالسين في الصاله..و مازن جالس يطالع الأخبار عندهم..نزلت ساره من غرفتها و جت عندهم..
ساره: مساء الخير
الكل: مساء النور

ساره تعطي هديل كيس هدايا فيه تويتي..
هديل: الله حلو ساره
ساره: مو مني هذا من جوري
هديل بفرحه: والله..يا بختي
أم مازن: مين جوري؟
ساره: يمه البنت اللي كلمتك عنها..قريبة أم عمر
أم مازن: ايه..قلتي لها تسلم لي عليها
ساره: ايه

قامت أم مازن من عندهم..و التفتت ساره لمازن..
ساره: مازن وش فيك ساكت؟
مازن و عيونه على التلفزيون: لأني أشوف الأخبار
ساره: يعني أخبار العالم أهم من أخبارنا؟
مازن يلتفت عليها: و أنت وش عندك أخبار جديده؟
ساره: أبي السوق
مازن: أنا عارف ان هاذي أخبارك
هديل: و أنا بعد أبي السوق
مازن: و أنت وش عندك بعد؟
هديل: أبي اشري هديه لجوري..شوف هي وش جابت لي

عطته التويتي..و قلبها بيدينه بدون اهتمام..
مازن بجامله: الله حلوه
هديل: اجل أروح معكم اجيب لها هديه
مازن: أمري لله يله قوموا البسوا

قاموا من عنده بسرعه متحمسين للروحه..و ضحك وهو يشوفهم فرحانين بس عشان روحة سوق..(يا حبهم البنات للسوق)



في بيت أبونادر/

كانت رغد و أمها و أخوانها جالسين في الصاله يتقهوون..و فيصل حاط عينه على جوال رغد نفسه يفتش فيه..بس يخاف تنتبه..دائما كل ما يحاول ياخذه..قالت له فيه أشياء خاصه ما يحقلك تشوفها..(اللي يسمعها يقول بافتش في هالمسجات السريه..أنا كل اللي أبي اشوفه مسجات أسيل)
رغد: يمه تدرين ان أسماء بتنتقل للشرقيه
أم طلال: صدق؟ ليه؟
رغد: تركي بيمسك فرع شركتهم هناك
أم طلال: و أنتي كيف عرفتي؟
رغد: أسيل اليوم مسويه مناحه عشان أسماء بتبعد عنهم
فيصل: من بعدها الشرقيه أنا مستعد أوديكم لها كل أسبوع

التفتوا كلهم عليه يطالعونه بنظرات سخريه..
فيصل: حرام أسماء متعلقه في أهلها ما يصير ما تشوفهم
طلال باستهزاء: و أنت وش دخلك؟
فيصل: أحب اسوي الخير
أم طلال: مدامك راعي خير على قولتك..روح جيب خالتك عازمتهم على العشاء
فيصل: ان شاء الله كم أم طلال عندنا..تجين معي يا رغد
رغد: لا بأرتب غرفتي
رنا: أنا أروح
فيصل: يله مشينا

راح فيصل و رغد تطالع بإستغراب..طول عمرها خالتها تجي و تروح بالسواق..ليه اللحين بس يطلبون فيصل..
رغد: وينه سواق خالتي؟ غريبه؟
أم طلال: سفروه
رغد: ليه؟
أم طلال: تقول خالتك سهى مو مرتاحه له
طلال يضحك: بدري! بعد سنه توها حست انها مو مرتاحه له
رغد: اجل كيف تروح لكليتها؟
أم طلال: مرام تمرها و يروحون مع بعض
نادر لأول مره من جلس يتكلم: مرام بأي قسم سجلت؟
رغد تطالعه مستغربه سؤاله: اقتصاد و إدارة أعمال
نادر: اقتنعت تسكن في الرياض أخيرا..أذكرها سوت مأساة يوم قالوا انها بتروح عن الشرقيه
طلال: أنت كنت تروح لهم هناك؟
نادر: ايه أحيانا أودي جدتي عندهم و أسلم على عمتي

سرحت رغد في اللي قاله نادر..(أول مره يسأل عن أحد! لا يكون مهتم في مرام!! لاااا ما تستاهله مرام..ان أخذها بيبعد عننا أكثر)

قامت عنهم و راحت تدق لأسيل..
أسيل: هلا رغودتي
رغد: أسيل الحقيني
أسيل بخوف: وش فيك؟
رغد: قبل شوي جالسين نسولف و مادري كيف جاء طاري مرام و نادر صار يسأل عنها و عن دراستها و هي مرتاحه في الرياض أو لا
أسيل بقرف: وش يبي فيها عساها ما ترتاح أبدا!!
رغد: مادري بس هو يقول انه كان يروح لهم كثير في الشرقيه..حتى جدته دائما تروح معه
أسيل: تتوقعين يحبها؟!
رغد: مادري
أسيل: لو كان صدق فأخوك هذا أعمى..أحد يحب مرام؟؟
رغد: كيف أتأكد؟
أسيل: وش صار على موضوعه مع ياسمين
رغد: ما صرت اشوفه كثير ما أقدر افتح له السالفه كذا بدون مقدمات
أسيل: و مرام العله تحسينها مهتمه فيه؟
رغد تتذكر: ايه تصدقين أذكر يوم يجون عندنا تكلمت عن خواله كثير و انها ندمت انها تركت الشرقيه عشانهم
أسيل: شكلهم يحبون بعض الله يعينك..بس والله خساره فيها نادر
رغد: أسيل لا مستحيل تأخذه مرام..أنا أبي له وحده تحس فيه و طيبه..وحده تقربه مننا
أسيل: ان أخذ مرام رجعت فيه الشرقيه بأول سياره..تدرين مالك الا خطتنا الأولى انه يحب ياسمين..قبل يفكر يخطب مرام وقتها ما فيه أحد بيسألك عن رأيك
رغد: بس كيف و أنا ما صرت اشوفه كثير..أبوي الله يهديه رامي كل الشغل عليه..بس لازم ألقى طريقه قبل هالشي يصير..مع السلامه
أسيل: بأفكر لك و إن لقيت حل دقيت عليك..مع السلامه

سكرت أسيل و كالعاده بدت تدور في البيت بملل..كانت دائما تحسد رغد و حلا ان لهم خوات أصغر منهم..كان نفسها بأخت صغيره تهتم فيها..و تجلس معها..و إذا قالت هالكلام لرغد أو حلا ضحكوا عليها..و قالوا تأخذ خواتهم الصغار و تفكهم منهم..(و الله ملل..فيه أحد يجلس في البيت لحاله كذا! يا بختك يا ياسمين حتى أنت جتك أخت فجأه..لو فارس تزوجها كان هي اللحين عندي..أمي كانت تبيهم يسكنون عندنا لحد ما تتعلم جوري تكون مسئوله عن بيت)
كانت تحس بالوحده تتمنى أحد يأكل معها..يسولف معها..يسهر معها..عشان كذا تعلقت بسيف..مع انه أغلب وقته يطلع بس ما كان لها غيره..يعبرها و يجلس معها..
طلعت لغرفته..و فرحت و هي تشوف غرفته منوره..(ياسلام سيف للحين ما طلع)
طقت الباب و دخلت..
أسيل: مساء الخير
سيف: مساء الورد
أسيل بترجي: سيف زهقانه
سيف يضحك: وش تبين أسوي لك
أسيل: مالي دخل قدامك حل من ثلاثه
سيف: وش الحلول اللي عندك؟
أسيل: يا إنك ما تطلع و تجلس عندي..أو تاخذني معك..أو تتزوج و تجيب وحده تجلس معي

سيف أول ما سمع طاري الزواج خاف..ما يدري ليه..
سيف: إلا الزواج الله يخليك اسكتي لا تسمعك أمي ما صدقنا تنسى
أسيل: أمي ما تنسى يا سيف قريب تلقاها خاطبه لك
سيف بخوف: ليه أنت سامعه شي؟!
أسيل تضحك: لا بس أخوفك
سيف: كذا..هونت ما راح آخذك معي
أسيل: لا سيف الله يخليك و الله قربت أكلم الجدران من الزهق
سيف: خلاص روحي البسي نطلع نتعشى برى
أسيل بفرح: واااو يا عمري أنت..أنا أقول مالي غير سيف يحس فيني

راحت لغرفتها..وهو يطالعها و يتنهد..كان مصرف شلته يبي يروح لنجود..لكن ما هانت عليه أسيل باين عليها الملل..قرر يدق يكلمها و بكره يروح لها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود وش أخبارك
نجود: الحمدلله و أنت؟
سيف: الحمدلله..وش تسوين؟
نجود: كنت بأروح عند بشاير أنا و أمي
سيف: مين بشاير؟
نجود: جارتنا اللي بيتها قدام بيتنا
سيف: وش أخبار دراستك؟
نجود: ماشي حالها
سيف: أنا جاي بكره..عندك شي؟
نجود: لا
سيف: خلاص أنا ادق عليك أقولك متى بأجي
نجود: زين مع السلامه

سكرت قبل تسمع رده..(احسها للحين مو مرتاحه لي..و لا مصدقه متى تفتك مني..و كيف أبيها ترتاح لي و هي ما شافتني الا كم مره و ما تعرف عني أي شي..بس أنا مابي أكون بعيد عنها..أبي أكون معها في كل شي..لازم أخليك توثقين فيني يا نجود و تحبيني بعد)



*من بكره*

في بيت أم عمر=الصبح/

كانت لينا جالسه في الصاله بعد ما راحوا خواتها لدراستهم..و عمر للمصنع..و أمها كانت نايمه ما تصحى الا الساعه عشر..حست بالملل اللي تحسه كل يوم أول ما يفضى عليها البيت..
سمعت الجرس يدق..و استغربت مين اللي جاي هالوقت..شافت ساعتها توها ثمان و نص..ثواني و دخلت عليها مساهير مبتسمه..
مساهير: صباحك عسل
لينا بإستغراب: مساهير؟!
مساهير: ايه عازمه نفسي على الفطور عندك..فيه مانع؟
لينا بفرح: لا جيتي في وقتك كنت زهقانه حيل
مساهير: أفا عليك ما عاش الزهق و أنا فيه
لينا: ليه ما رحتي للجامعه
مساهير: تذكرت أيام زمان كيف نتميرض عشان نغيب عن المدرسه و إذا ناموا أمهاتنا جينا عند بعض
لينا تضحك: و أنت متميرضه اليوم؟
مساهير: لا اللحين صرت قويه يكفي أقول مالي خلق أروح..مع اني سمعت محاضره من أمي للحين ما تغيرت على الدراسه
لينا: و هي صادقه انتبهي لدراستك
مساهير: فداك الدراسه كلها
لينا: تعالي نسوي لنا فطور

راحت مساهير معها..و هم يجهزون فطورهم..و هي تسولف على لينا ما سكتت و تضحكها..ما كانت أبدا راضيه على الحال اللي لقتها عليه..و أصرت ترجعها لينا اللي تعرف..و لا تخليها تستسلم لهالحزن اللي دافنه نفسها فيه..
مساهير: عندي اقتراح خطير
لينا: وش هالاقتراح؟
مساهير: تكملين دراستك معي
لينا: لا يا مساهير مالي خلق للدراسه
مساهير: أجل لك خلق على جلسة البيت هاذي..بعدين أنا أبي صديقه لي و مابي أحد غيرك
لينا: كيف صديقتك؟ و أنت اللحين بثالث و أنا لو بأسجل بأصير بأولى
مساهير: اممم بصراحه أنا تأخرت سنه ما دخلت الجامعه و رسبت سنه حملت فيها كل المواد ما عدا ماده وحده مادري كيف نجحت فيها..و بأجل هالترم و نسجل أنا و أنت الترم الثاني وش رايك؟
لينا منصدمه: و ليش رسبتي بكل هالمواد؟
مساهير: أول ما دخلت الجامعه تعرفت على شلة بنات رايحين فيها كنا نجي الجامعه نلعب و نستهبل و لا ندخل محاضراتنا و انحرمت بأكثر المواد
لينا: مساهير حرام عليك!!
مساهير: شفتي كيف ما أعرف ادرس لحالي لازم تكونين معي توجهيني
لينا تبتسم: لك طريقه غريبه بطلب الأشياء!
مساهير: ما قلتي لي موافقه أو لا؟
لينا: و أنا اقدر أقول لك لا..بس ما يحتاج تأجلين هالترم حرام أهم شي بنكون مع بعض بالجامعه
مساهير: لاااا أنا أبي الزق فيك ما يكفي عندي ماده ناجحه فيها ماراح أكون معك بمحاضرتها
لينا: على راحتك..بس أخاف أهون
مساهير: مو على كيفك..بعد ما خربتي مستقبلي
لينا تضحك: يصير خير



في بيت نجود=المغرب/

كانت توها راجعه من عند جارتها..و دق جوالها..و شافت رقم سيف..(هذا أنت يالعاشق المغرم..زين أنا بأشوف لأي درجه معجب فيني..بأتسلى فيك يا سيف و استفيد)
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمد لله و أنت؟
سيف: تمام..بأجي بعد شوي عندك شي؟
نجود: لا
سيف: زين مو محتاجه شي؟
نجود: يعني لو محتاجه شي و قلته لك بتجيبه؟
سيف: أكيد
نجود: زين أبي أوصيك على شوية أغراض للبيت..و..و بعد فيه أشياء خاطره في بالي أبيها لو تقدر

عطته نجود لستة طلبات..و طلبت كل شي في خاطرها..و سكرت..(خليني اشوف يجيبها أو يطلع لي بألف حجه و حجه)
خطر في بالها شي يفيد خطتها..و طلعت لبشاير..
بشاير: نجود! غريبه جايه هالوقت؟!
نجود: أبي منك خدمه
بشاير: آمري
نجود: تسلمين..كنت أبي مكياجك
بشاير بإستغراب: غريب عمرك ما فكرتي تتزينين
نجود: سيف بيجي
بشاير: و من متى تهتمين تكشخين له؟
نجود: عشان اللي أطلبه و أنا حلوه بعينه يعطيه لي وهو مو مستخسره
بشاير: نجود! ما أصدق انك تفكرين كذا؟
نجود: وش اللي ما تصدقينه؟ هو مستفيد عنده زوجه ببلاش..أنا بعد لازم استفيد..ليه اتحمل جياته عندي على الفاضي..لا لازم يدفع ثمنها
بشاير: مادري بس مو مرتاحه للي تسوينه
نجود: بس أنا مرتاحه..يله عاد بتعطيني أو لا

راحت بشاير و جابت لها المكياجات..و اخذتهن و طلعت..راحت لبيتها و دخلت غرفتها..لبست احسن لبس عندها..بنطلون أسود..و بلوزه سوداء ضيقه..كانت شيفون و ناعمه..حست انها أنيقه فيها..فكت شعرها لأول مره..و سيحته..كان ناعم و خفيف يوصل لحد وسطها..بدت تحط مكياجها..لكنها خلته خفيف و ناعم..طالعت نفسها بالمرايا بإستغراب..ما تذكر متى آخر مره اهتمت في نفسها و لبست و تزينت..تذكرت كلام بشاير..اللي استغربت من اللي هي بتسويه..(ليه يا بشاير الاستغراب أنا من عرفت نفسي و أنا دائما أفكر بكره كيف بأعيش؟ كيف بآكل؟ و من وين؟ ما شفت أحد بهالحياة اعتمد عليه غير نفسي..صح إن الطريقه هالمره اختلفت..بس مهما كان مو من حقي أفكر اللي اسويه صح أو لا؟ كل اللي لازم أفكر فيه أمي و حياتنا اللي لازم اعدلها)
تذكرت أمس خالها يوم جاء..كيف انقهر و عصب يوم عرف انهم ماراح يبيعون البيت..و كيف انقهر أكثر يوم عرف بزواجها..هددته بزوجها و انه لو ما بعد عنهم بتكتب أمها البيت بإسمه..لكنه قال اللي في خاطره و راح..قال انه ما يبي يشوفهم بعد هاليوم..و ينسون إن لهم قريب في هالدنيا..و كأنهم كانوا يعتبرونه قريب من الأساس..كانت تبي تتأكد إن خالها بيتركهم أخيرا في حالهم..و بعدها تطلب الطلاق من سيف..و ترتاح من الاثنين..لكن بهالوقت لازم تستفيد منه شوي..
دق جوالها و كان سيف..قال لها انه عند الباب اللحين و نزلت تفتح له..فتحت الباب و بعد لحظات دخل سيف مبتسم..لكن هالابتسامه صارت شرود وهو يطالعها..حبست أنفاسه لين بغى يختنق..كانت صوره كامله للحسن و لا أروع من كذا..قرب منها..حط يدينه على أكتافها..و بعدها شوي عشان يطالع وجهها..و رفعت له راسها تطالع تأثير اللي سوته في نفسها عليه..كانت و لازالت نظراته غريبه..ما كانت تحسه يشوف ملامحها..قد ما تحس ان نظرته تدخل لداخلها..و كأنها يدور على روحها..مو بس شكل خارجي..
سيف يتنهد وهو يتأملها: نفسي أعرف مين أنتي؟
نجود ببلاهه: أنا نجود
سيف: ومين تطلع نجود؟
نجود: زوجتك
سيف: و أنا أبي أعرف زوجتي..أعرف حزنها..أعرف جرحها..أعرف قوتها و ضعفها
نجود ماتدري ليه سألت: سيف أنت تحبني؟
سيف: ماراح أقولك اللحين
نجود: ليه؟
سيف: أنتي إذا حسيتي في يوم اني أحبك قولي لي

نجود كانت مسويه كل هذا تبي تلف راسه..بس هو اللي لف راسه بكلامه..كانت تحس ان سيف حاله غريبه..بحياتها ما قابلت أحد مثله..و لأول مره تقابل أحد ما تعرف كيف تتصرف معه..
سيف: بأروح ادخل الأغراض

طلع سيف و وقف عند سيارته يأخذ نفس قوي..كانت للحين ملامحها ماليه نظرته..(حرام عليك يا نجود اللي تسوينه فيني..احس إن أي شي تسوينه..أي نظره..أو كلمه..تأثر فيني..كيف تطلعين لي فجأه بهالجمال كله..ما بيدي غير أحبك زياده..و اتعلق فيك أكثر و أكثر)

بدأ يدخل كل الأغراض اللي قالتها..و اللي زاد عليها..فرح انها طلبت منه..كان شايف ان حالتها صعبه..لكنه ما قدر يقول لها شي..يخاف يحرجها..لكنه ما صدق طلبت و جاب لها كل شي..
نجود كانت واقفه و تشوف الأغراض اللي يدخلها سيف و مو مصدقه..أول مره بيتهم يكمل بكل شي..(شكل حالته ما عليها و لا كان ما جاب كل هالأشياء..حلو يا نجود بتعيشين براحه كم يوم)

دخلوا الأغراض للمطبخ..و بدت ترتبهن نجود..و سيف يراقبها بإعجاب..
نجود: ليه تطالعني؟
سيف: و ليه ما أطالعك؟
نجود: لهالدرجه عاجبتك!
سيف: عندك شك؟
نجود: يعني تشوفني حلوه؟
سيف: لا أشوفك الحسن كله
نجود: يمكن
سيف: ليه ما أحد قال انك حلوه قبل؟
نجود: لا بالعكس البنات في المدرسه يقولون كل ما نشوف عيونك يجينا النوم..بس بشاير اللي قالت لي اني حلوه قلت يمكن عشانها تحبني تشوفني حلوه
سيف: ما عليك منهم غيرة بنات أنت قمر

نجود تفكر..(شكله راعي بنات صدق على وصلة الغزل هاذي..كم بنت قال لها هالكلام قبلي؟..زين على الأقل لقينا أحد يتغزل فيك يا نجود)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: لا و لا شي
سيف: نجود باسألك سؤال؟
نجود: اسأل
سيف: خالتي كل مره أجي ألقاها في غرفتها..ليه هي ما تبي تشوفني؟
نجود تتنهد: لا بس أمي تحب تجلس لحالها تلقاها تصلي أو تتسمع على الأحاديث و القرآن في المسجل..حتى أنا ما تجلس معي كثير...(همست بحزن)أحيانا اشتاق اسمع صوتها

لمح الدمع اللي تجمع في عيونها..لكنها صدت عنه تمسحه..
سيف: و هذا له سبب؟
نجود: سيف مابي أتكلم في هالموضوع

سيف يقوم و يضمها..
سيف: على راحتك و آسف لو كنت ضايقتك

نجود تبعد عنه..و تطلع من المطبخ..لحقها سيف و شافها و اقفه عند باب المدخل..
سيف: نجود وش فيك؟
نجود: ما تعودت أحد يواسيني اذا تضايقت و لا أبي اتعود
سيف: بس أنا أبي اوقف معك
نجود: سيف لا تعودني على شي ماراح يدوم

سكت سيف و لأول مره يفكر بهالشي..هو يحبها متأكد من هذا..لكن الى متى بيكون معها..
أما نجود..فمع انها تعرف ان كل هذا حركات منه الا انها خافت تتأثر فيه و تتعود تعتمد على أحد..مو عارفه بأي لحظه يطلع من حياتها..حبت تغير الموضوع و لا تفكر فيه..
نجود: سيف تدري اني ما أعرف عنك أي شي غير اسمك
سيف ارتبك: وش تبين تعرفين؟
نجود: و الا أقولك مو مهم

فكرت نجود بسخافة الفكره..يعني ليه تسأل عن أهله..و كأنها بتقابلهم في يوم..أو تسأل عن حياته..و دراسته..و هي مو عارفه اللي يقول لها بيكون صدق أو كذب..غيرت السالفه..و صارت تكلمه بأشياء تافهه عنها..و عن المدرسه..و أحداث عند الجيران..ما تدري ليه جاء لها احساس فجأه انها تبي تملله منها..و يتركها بأسرع وقت..ما رتاحت لشعورها ناحيته..و لا كيف تأثرت بكلامه..و قربه منها..أول مره ما تعرف كيف تتصرف بالموقف اللي هي فيه..
سيف..من أول ما جاء حس انها اليوم غريبه..مو عارفه وش تسوي أو وش تقول..حس انها تدخل في موضوع و لاتكمله..عرف ان وجوده فجأه بحياتها مربكها..لكنه بيخليها تتعود عليه..يبي يعرفها..و يفهمها.


يتبع






في المستشفى/

كانت ياسمين تدخل بيانات المراجعه اللي جايه..و شافت أكره انسان تشوفه بهالمستشفى..ماجد وصل عندهم و بعد ما عطاها نظرة التفت يكلم حنان..
ماجد: مساء الخير على أحلى عيون بنيه

التفتت عليه ياسمين بقهر..هي تعرف انه يقصدها..لأن عيون حنان سوداء..
ماجد: خير فيه شي! أنا شايف إن عيون حنو بنيه فيه مانع؟

سفهته و كملت تدخيل بيانات البنت اللي قدامها..
ياسمين: أي قسم تبين؟

لكنها ما كانت يمها و نظرتها مبهوره في ماجد..
ياسمين بقهر: لو سمحتي أختي أنا أسألك أي قسم تبين؟
البنت: هاه..قسم عظام
ماجد يتنهد: حنو ليه طبعك نار كذا هدي شوي..الا ان كنتي تغارين علي من عيونهم

انحرجت البنت ان ماجد شافها تطالعه..أما ياسمين فكانت تعد للعشره عشان تهدي نفسها ما تثور فيه..كملت بيانات البنت و عطتها ملفها و راحت..ما صدقت ياسمين تبي تروح للغرفه لين يروح..لكن مراجعه ثانيه جت..و فاتن كانت مشغوله مع مراجع ثاني..أما حنان فكانت تسولف مع ماجد..و يطالعونها..حست انهم يتكلمون عنها..و تمنت تمسح هالاثنين من هالدنيا..صارت تدخل بيانات المره الكبيره اللي كان فهمها على قدها..و ياسمين تحاول تفهمها و تشرح لها كل شي..و هي مقهوره و هي تشوفه..كيف متسند و يطالعها بفرح..
ماجد: هاه يا خاله وش رأيك بموظفتنا الحلو..آآ أقصد الجديده ان شاء الله تعاملها أعجبك
العجوز صدقت: ماشاء الله عليها يا ولدي تهبل
ماجد: و أنا أقول كذا بعد

ياسمين حست انها وصلت حدها منه..و كانت تبي تبعد عنه بأي شكل..
ياسمين: تعالي يمه أنا بأوصلك القسم اللي تبينه

تركتهم و راحت و هي تأخذ أنفاسها بعصبيه..و تتمنى انها ترجع ما تلقاه..
أما ماجد فما صدق انها راحت..
ماجد: حنو عطيني جوالها بسرعه

راحت حنان و بدون أي اعتراض و أخذت جوال ياسمين اللي كان عند شنطتها..و عطته لماجد..اللي دق من جوالها عليه..لين طلع رقمها عنده..و ابتسم بإنتصار..
ماجد: يمكن نحتاجه في يوم

فاتن كانت تطالع بخوف..ما أعجبها اللي يصير..بس هذا ماجد..ما تقدر تتكلم أو تعترض على أي شي قدامه..مو هو اللي خلى أبوطارق يزيد راتبها و يثبتها في شغلها..كيف وحده بوضعها تحكم على تصرفاته..أو تقدر تناقشه باللي يسويه..كل اللي كانت تتمناه انه ما يضرها..لأن ياسمين باين انها ما تستاهل هالمصير..اللي هي بنفسها مو راضيته..
رجعت ياسمين..و دخلت في الغرفه و ما هتمت فيه مراجعين أو لا..بس ما كانت تبي تشوفه..(تافه و سخيف..هذا ما يستحي على وجهه كأنه مراهق بهالحركات اللي يسويها..أنا أبي افهم هو بس يجي لهالمستشفى عشان يرز وجهه عندنا و يروح!)



*يوم الخميس*

كان فيه إجتماع في المزرعه..سوته أم فارس لأسماء..عشان تسلم على الكل قبل تسافر يوم السبت للشرقيه..

في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت..و سمع أصوات البنات كلهم في المطبخ..و راح لهم..
عمر: مساء الخير
الكل: مساء النور
عمر: ما خلصتوا للحين؟
حلا: الله أعلم مين اللي تأخر..حتى أمي ملت و هي تنتظرك و راحت
عمر بإستغراب: وين راحت؟
لينا: تلعب عليك..أمي كانت تبي تعطي شي لأمي حصه و راحت لها بدري و بتروح معهم للمزرعه من هناك
عمر: زين أنا رايح أبدل ملابسي و نمشي
حلا تكلم لينا: و أنا بأروح أدق على مساهير تطلع
عمر انصدم: هيه هيه وش دخلها تدقين عليها؟!!
حلا: ماتدري؟ خالتي ام فارس عازمتهم..أم راشد راحت مع امي و مساهير بتروح معنا
عمر بعصبيه: معنا؟؟ في سيارتي!!
حلا تتريق: لا في سيارتي..ايه شايف غيرك موجود و بيودينا
عمر: وش المناسبه تجي معنا؟؟
لينا: عمر وش هالكلام؟
حلا: الله يرحم أيام اول تنقلها معك في كل مكان

عمر التفت عليها..و عطاها نظره خلتها تبلع لسانها..و طلع عنهم..
حلا: أبي افهم اخوك هذا وش فيه؟
لينا: مادري؟؟
شوق: يمكن مستحي منها
حلا تضحك: ما تخيل شكل عمر يستحي من أحد..حنا كل عائلتنا مغسول وجهها بمرق حتى أمي
لينا: حلا!!
حلا: و أنا صادقه حتى أنت بس كأنك عقلتي شوي

تنهدت لينا و سكتت و هي تتذكر وش اللي غيرها....

في غرفة عمر-بدل ملابسه و جلس على سريره..(هذا اللي كان ناقص..تركب معي في سياره وحده! ليه وافقت؟ كان المفروض ما ترضى..و الا صرت عندها عادي مثلي مثل أي واحد..و نست اللي سوته فيني....بس أنا مانسيت يا مساهير...زين خلينا نشوف كيف بتتصرفين)

نزل تحت و شاف خواته جاهزات..و طلعوا..راحت حلا أول ما شافت مساهير واقفه عند بابهم..أما عمر فسوى نفسه مو مهتم و دخل سيارته بدون ما يلتفت عليها..
كانت مساهير تطالعه و قلبها يدق بقوه..بس لاحظت انه ماهتم فيها..و تأكدت انه فعلا تغير..و أكيد نساها..
راحت مع حلا..و وقفت تسلم على لينا و شوق..و عمر عصب عليهم و هم جالسين يسولفون و للحين ما ركبوا..فتحه شباكه..
عمر بعصبيه: مو ناوين تركبون؟؟

فزوا كلهم و بسرعه دخلوا..ركبت لينا جنبه..و حلا وراها..و انحرجت مساهير و هي تركب وراه و شوق في الوسط..أول ما ركبت جت عينها في عينه بالمرايا..لكنه طالعها بإستخفاف و صد عنها يكلم لينا..و هالشي قهر مساهير..(ليه يطالعني كذا؟! زين يا عمر مو مهتم فيني..أنت بعد ما هميتني)
و عشان تنسي نفسها انه قدامها..و لا تفكر فيه..صارت تسولف على شوق بصوت واطي..و تفرجها على مقاطع مضحكه بجوالها..و تضحك هي و ياها و حلا..و لا كأنه موجود..
عصب عليها عمر..هو مرتبك و منفعل ان ما بينهم الا هالمسافه القصيره بس..و هي و لا على بالها..فكر انها أكيد نسته..و الا ما كانت تتصرف بهالبرود..و مو بعيد تكون للحين تحب ولد عمها اللي تركها..و هالشي خلاه يطق من قهره..و ضحكتها اللي وصلت له هالمره..قهرته زياده..رفع عيونه يطالعها بالمرايه..و شافها مو متعدله بجلستها..و متقدمه عشان حلا تشوف معهم المقطع..و خطرت على باله فكره شيطانيه..
سحب فرامل فجأه..خلاها تطيح على قدام..و تضرب في كرسيه..كان مبتسم على انتقامه..لكنه حس بشعر جلده يوقف يوم مسكت كتفه من غير ماتدري..قبل تسحب يدها بسرعه..
لينا: عمر وش صار؟؟
عمر: آآ كأني شفت شي في الطريق
حلا بخوف: هيه حرام عليك بغينا نموت ما تهنينا في شبابنا
لينا: شوق حبيبتي فيك شي؟

عمر توه يتذكر شوق اللي للحين يدها ما شفت..حس انه غبي بالحركه اللي سواها..و التفت عليها بسرعه..كانت ماسكه يدها اللي انكسرت..و بسرعه مد يده..لكنه انتبه انه ماسك يد مساهير اللي كانت تشوف يد شوق..انتفض و رجع يده..و جلس ساكن لحظه قبل يسأل..
عمر يتنحنح يرجع صوته اللي راح: فيها شي شوق؟
حلا: لا تتدلع هذاها مثل القرده..بس رجيت عقولنا
عمر بقهر: انتم كلكم ياللي وراء ما فيكم عقل يعني مو توه بيروح

كان يتكلم عن خواته..بس مساهير حست انه شاملها معهم..هذا اذا ما كان يقصدها هي بالذات..رفعت عيونها تطالعه بالمرايه بقهر و هو طالعها بسخريه..حست من ضحكته انه قاصد اللي سواه..هاذي حركات عمر ما تغيرت..
كملوا طريقهم ساكتين..بس حلا و شوق اللي كانوا يتكلمون و يعاندون بعض..
وصلوا للمزرعه..و نزلوا البنات..لكن مساهير كان للحين فيها قهر عليه..و قبل تنزل رفست كرسيه بكل قوتها..و نزلت بسرعه..عصب عليها عمر..و نزل وراها..
عمر بقهر: يا...

لكنه وقف و هو يشوف فيصل يطلع من سيارته..و مساهير ما صدقت مشت بسرعه داخل..
فيصل يضحك: عمر وش فيك ناوي تذبح البنت!
عمر بعصبيه: أنت وش دخلك؟

دخل عنه عمر و هو للحين مقهور منها..لدرجة انه مر من عند خاله ناصر و لا شافه..
ناصر: عمر مو ناوي تسلم؟
التفت عمر: آسف خالي والله مانتبهت

عند مدخل الحريم-
لينا: مساهير وش فيه عمر عصب؟
مساهير: رفست الكرسي اللي جالس عليه
لينا تشهق: ليه؟!!
مساهير: يعني ما عرفتي انه سحب الفرامل عن قصد
حلا بقهر: معقول؟
مساهير: ايه هاذي حركات اخوك ما تتغير..نرفزناه و حنا نضحك حب يسكتنا بطريقته
حلا: زين يا عمر تستاهل اللي جاك..و الله و لقيت أحد يوقف بوجهك و ينتقم لنا منك
لينا تضحك: والله قويه يا مساهير..اتخيل شكل عمر اللحين
حلا: تلقين أذانيه تطلع دخان
مساهير: خليه يتذكر كانه نسى ان مساهير ما أحد يآطى لها على طرف و يسلم


في قسم الحريم_
دخلوا البنات و شافوا الكل جاء..سلموا عليهم و عرفوهم على مساهير..لكن اللي كانوا يتذكرونها هم أسماء و ياسمين..
أسماء: يالله ما أصدق! تغيرتي كثير يا مساهير
مساهير: هاذي خمس سنين
ياسمين: مين قدها لينا اللحين أكيد بتطير من الفرحه
لينا: صح..مع اني أول ما شفتها كان ودي اذبحها
أسماء: حرام عليك..المهم رجعتها لأمها و لكم..يعني ما تسوى؟
لينا: أكيد تسوى

جوري كانت تراقبهم مبتسمه..(يالله على هالعائله كيف بسرعه تحب الناس و تتقبلها..عكس بيت عمي اللي ما يحبون غير بعض)
بس كانت تتمنى انها جزء من هالعائله بجد..بنت لناصر..أو زوجه لفارس..(يا الله على طمعي! مو أحمد ربي اني بينهم و بس)
لكنها تذكرت كلامها هي و ساره يوم الأربعاء..كانوا يتكلمون عن الأقارب..الأقارب اللي من لحم و دم..قالت ساره ان ما أحد يقدر يستغني عن أهله..و هذا اللي كانت تحسه جوري..كانت تتمنى انها تكلم بنات عمهاو تزورهم..لأنهم مهما كان هم أهلها..هم أقرب الناس لها..بس هالشي كان مستحيل..لانهم رافضينها..
في مكان قريب-
أم راكان: مين هاذي اللي جايبتها أم عمر؟
ريهام: يقولون جارتهم مطلقه و هاذي بنتها اللي راحت مادري وين و رجعت..و الله مادري وش سالفتها!
أم راكان: يا حبهم يضفون اللي يسوى و اللي ما يسوى..مو المفروض يعزمون أحد مستوى نستفيد اننا تعرفنا عليه مو ناس مادري من وين مطلعينهم
ريهام: صح عكس اذا رحنا لأم سامي كل يوم عندها ناس هاي
أم راكان: يا الله الله يعين..قومي خلينا نجلس معهم نشوف هاذي هي و بنتها وش عندهم
و جلس الكل يتقهوى و يسولف..

بعد ساعه-شاف راكان جوري و راح يركض لها..و أول ما شافته ابتسمت..
جوري: هلا راكان وش أخبارك؟
راكان: الحمدلله..(كمل بشك)تلعبين معي اليوم؟
جوري: إيه بس مو كوره
راكان: أجل وش نلعب؟
جوري: امم انتظر بأروح اجمع البنات و ندور لعبه
راكان بإحباط: ما راح يرضون
جوري: لا بيوافقون انتظرني هنا

راحت جوري تركض..و ريهام كانت تشوف راكان و هو يكلمها و راحت له..
ريهام: وش عندك مع هاذي؟
راكان بقهر: اسمها جوري
ريهام: لا تجلس معها أنت خلقه أخلاقك مثل وجهك اللحين تجلس بعد مع وحده مو عارفين وش أصلها
راكان: ليتكم مو عارفين أصلكم لو بتصيرون مثلها
ريهام بقرف: وش هالكلام! زين يا راكان أنا اقول لأمي
راكان: هذا اللي أنت فالحه فيه(و كمل بهمس) أنت و أمك

تركته ريهام و راحت..وهو يطالعها بحزن غطاه القهر..(ليه مو جوري أختي احسن من هالخوات)

عند البنات_جت جوري تركض..
أسيل: وش فيك تركضين؟
جوري: مين بيلعب معي أنا و راكان؟
مرام بإستهزاء: وش رايك تتبنين هالراكان اللي أنت فرحانه فيه و تفكيننا منه

جوري حز في خاطرها كلام مرام عن أخوها..و تمنت تقولها إن عندها نعمه مو مقدرتها..
حلا: وش بتلعبون؟
جوري: مادري
رغد: يا الله وش رأيكم نلعب غمايه
أسيل: و الله حلوه
مرام بدلع: تعالي سهى نتمشى
رغد: ما راح تلعبون؟
مرام تكذب عشان ما تخسر رغد: لا أنا احس بصداع و مو قادره اركض..بنروح نتمشى و إذا خلصتوا تعالوا عندنا

تركوهم و راحوا..
أسيل: أحسن فكه
حلا بحماس تصارخ: شوق رنا تلعبون

ركضوا لها من بعيد متحمسين..و كانوا هالوقت مساهير و لينا و ياسمين جايات..مساهير سمعت طاري لعب..و هي تموت على الخبال..
مساهير: وش بتلعبون؟
حلا: غمايه
مساهير: وناااااسه بنلعب

طالعتها لينا و ياسمين بإستغراب..
لينا: بتلعبين معهم؟
مساهير: كلنا بنلعب..و لا على بالكم كبار

و مع إصرار مساهير وافقوا..و هم جايين عند راكان انصدم يوم شافهم..لكنه فرح..حس إن جوري خلت الكل يحبه..و بدأوا يلعبون..


في مكان بعيد عن قسم الرجال..كان نادر يتمشى لحاله..يحب يأخذ فترة سكون و هدؤ..يفكر فيها..و يحزن فيها..تعود على هالشي من سنين..و كأن الفرحه الدائمه ما تناسبه..طالع المزرعه اللي كان من صغره يكرهها..يتذكر كيف كان يجلس لحاله..و يشوفهم من بعيد يلعبون مع بعض و فرحانين..إلا هو ما كان مثلهم..ما كان يحس إنه منهم..أو بالأصح كان يلومهم على وفاة أمه..كبر و عرف إن هالشي خطأ..لكنه للحين يحس إنه غريب عنهم..يوم كان صغير حس إنه أناني يوم أصر إنه يجلس عند جدته..و ترك أبوه لحاله..بحالة الحزن اللي كان يعيشها..عشان كذا اللحين يحس بالتقصير اتجاه أبوه..و مستحيل يرفض له طلب..وهو الوحيد اللي جالس هنا عشانه..و لا كان عاش عند خواله اللي تربى معهم..و اللي بقوا له من أمه..
دق عليه أبوه و قال له إن المشروع اللي مسوينه في جده فيه مشاكل و طلب منه يروح يحل المشكله..و قرر يطلع من المزرعه..عشان بكره الصبح يكون في المشروع..

عند الشجر..كانت جوري تمشي بخوف..من أول مالعبت و هم بس يمسكونها..عشانها تتخبى قريب..لكن هالمره قررت تروح لمكان بعيد..بس خافت و هي بعيده عنهم..
بمكان قريب سمع فارس صوت خطوات تقترب منه..راح من بين الشجر بيشوف مين هناك..و لمحها..كان بيرجع لكن شي في داخله اجبره يوقف مكانه يطالعها بدون لاتنتبه له..حس إنها متخبيه عن أحد لأنها كانت بس تتلفت..شاف نادر يمشي قريب و خاف إنه يشوفها..طلع له فارس..و تكلم بصوت عالي عشان ينبهها تبعد عن هالمكان..
فارس: نادر وش تسوي هنا؟

سمع صوت خطواتها..على الأوراق اليابسه..و ارتاح..لكنه سمع صوت ضربه و صرختها..كان بيطل عليها يتطمن وش صار لها..بس في هالوقت نادر كان قرب منه..
نادر: فارس وش فيك؟
فارس: هاه لا ما فيني شي
نادر: زين اسلم عليك أجل
فارس: على وين؟
نادر: بأروح اشوف المشروع اللي في جده
فارس: هالوقت؟
نادر: فيه مشاكل لازم اشوفها بكره
فارس: زين تروح و تجي بالسلامه
نادر: الله يسلمك

راح نادر..و فارس رجع للمكان اللي كانت فيه جوري..مشى و شاف الغصن الكبير اللي طايح على الأرض و عصب..(شكلي خوفتها و ما نتبهت لطريقها..بس هي وش جايبها هنا؟ وبعدين هالعمال ليش ما نظفوا المكان)


راح عمر لسيارته..كان يبي يأخذ ملابس الرياضه منها..عشان يلعبون كوره..و قبل يطلع سمع موسيقى رومانسيه..كانت طالعه من سيارته..التفت ورى للمكان اللي جاي منه الصوت..و لا شاف شي..طلع و دخل مع الباب اللي ورى..و تحت كرسي السواق..شاف الجوال يدق..و تذكر مساهير..(أكيد جوالها)
أخذه وهو يبتسم على خباله اللي سواه..و يتذكر رفستها للكرسي..(نفس خبالك للحين يا مساهير..معقول خمس سنين ما غيرت فيك شي..وش شعورك بعد ما رجعتي؟ نادمه على اللي تركتيه هناك..أو فرحانه برجعتك)
كان يتمنى يعرف إحساسها اللحين اتجاهه..حس نظراتها فيها شي أو هو يتخيل..طرت في باله فكره..مع إنه ما ارتاح يسويها..لكن فضوله غلبه..
فتح جوالها..و راح للرسائل..فتح كم رساله باين إنهن من صديقاتها..لكن اللي قهره..و خلى الدم يغلي بعروقه..رسالة كانت بإسم<غلا الروح>..مكتوب فيها..
[حرام ينتهي كل اللي بيننا..يمكن أنت اشتقت لأمك..ارجعي لها و فكري بعلاقتنا زين أنا بعد خمس شهور بأرجع و لو لقيتك للحين تنتظريني بنتفق و بأخطبك مره ثانيه]
راح بسرعه للرسائل المرسله..يدور على نفس تاريخ الرساله..و فتحها..
[مادري وش أقولك..أكيد صعب انساك و لا أعرف إن كنت بأنتظر رجعتك اللي مو متأكده منها..بس لو كان مكتوب لنا نكون لبعض بنجتمع أكيد]
رمى الجوال بكل قهر جنبه..كان في قلبه شعور بسيط فرحان برجعتها..لكن اللحين امتلأ قلبه قهر..و حقد عليها..
(للحين تحبه! و أكيد تنتظر رجعته..و أنا مثل الغبي انقلب حالي من يوم رجعت..أنا كنت متأكد إن مساهير راحت ذيك الأيام و ماراح ترجع أبدا)
شاف رنا من بعيد..و نادها..
عمر: رنااااا
رنا تركض يمه: نعم
عمر: اخذي الجوال هذا و عطيه لينا قولي عمر لقاه في سيارته

اخذته رنا و راحت..و عمر قرر إنه من اليوم ما يفكر فيها..و لا يسمح لها تدخل في حياته من ثاني..

في قسم الحريم_شافت رنا مساهير..
رنا: مساهير شفتي لينا؟

مساهير شافت جوالها معها..
مساهير: وين لقيتي جوالي؟
رنا تعطيه لها: لك! عمر عطاه لي و قال أقول للينا إنه لقاه في سيارته

تذكرت مساهير إنه طاح منها و نست تأخذه..اخذته من رنا.. و راحت للبنات و هي تفكر..(مادري كيف كان يطالعني..احس نظرته كانت تقولي شي بس ما فهمته! دامه نساني ليه نظرة الإستخفاف اللي بعيونه؟ ليه ما يعاملني عادي؟ أو للحين حاقد علي إني رحت مع أبوي......لازم اعرف وش قال يوم رجعت)
راحت تدور لينا..و شافتها تتمشى مع إياد..
مساهير: لينا
لينا: نعم
مساهير: باسألك سؤال لكن جاوبيني بصراحه و لا تسأليني ليه سألت و انسي اللي قلت
لينا بإستغراب: مساهير وش فيك؟
مساهير: عمر وش قال أول ما عرف برجعتي؟
لينا تطالعها بشك: ليه تسألين؟
مساهير: لينا أنا وش قلت!
لينا: مساهير ما أحد يعرف اللي بالقلب إلا صاحبه
مساهير بعصبيه: يعني تبيني أروح اسأله هو!
لينا بإستغراب: و ليه تهتمين؟!
مساهير: مادري أنت بس جاوبيني
لينا: مساهير أنت للحين تفكرين بعمر؟

مساهير انصدمت بهالسؤال..صح هي من رجعت و عمر يطري على بالها كثير..لكن إنها تكون تحبه..مثل أول..خافت من هالشي..ما تدري ليه..
لينا: مساهير جاوبيني؟
مساهير: لا..بس أنا احس بالحنين لكل شي تركته هنا..و أبي اعرف ليه عمر يطالعني بنظرات الحقد هاذي
لينا: يمكن لأنه ما أعجبه اختيارك و ترك أمك..لأنها ذيك الأيام تأثرت كثير و كانت تفضفض لأمي..و أمي تتكلم كثير لعمر عن حالتها و تعرفين إن عمر يعزها كثير و يعتبرها مثل خالته..لامك على حزنها..و على وحدة راشد و تركك لهم..يمكن عندنا رجعتك تمسح كل هذا..بس عمر ما ظنيت يقتنع بهالرجعه المتأخره

تأثرت مساهير بكلام لينا..و نزلت دموعها..
إياد يبرطم: مثاهير لا تثيحين أنا ما أحب عمر ليه يذعلك
مساهير تبتسم و تشيله: لا حبيبي أنا مو زعلانه
لينا: ضايقتك؟
مساهير: لا أنا دائما اتذكر اللي سويته و اندم عليه و لا راح أنسى
لينا: انسي يا مساهير و أهم شي إنك رجعتي لنا..ما تدرين وش كثر أنا فرحانه برجعتك

بعد مالتوت رجل جوري من طيحتها وقفوا لعبهم..و راحوا البنات يجلسون و جت لهم مرام و سهى و صاروا يسولفون..و مامرت ربع ساعه إلا و كانت أسيل بتنفجر من سهى..اللي اليوم كانت مزودتها بالحيل..و هي تتكلم عن فيصل و تمدح فيه..شوي و تبدأ تتغزل فيه..كانت كل شوي بترد عليها لكنها بالغصب تمسك نفسها..لكن اللي خلاها تفقد أعصابها..يوم تكلمت سهى عن توصيل فيصل لهم قبل أيام..و إنقهرت إن رغد ما قالت لها..
أسيل: سهى وش رأيك تلمين نفسك و تسكتين أحسن

الكل التفت على أسيل مصدوم باللي قالته..لكن سهى ما تفاجأت و كأن هذا اللي تبيه..
سهى: خير أسيل أحد داس لك على طرف؟!
أسيل: أنت تعرفين وش عنه اتكلم ماله داعي افشلك أكثر ما أنتي مفشله نفسك
سهى بغرور: والله مادري مين اللي مفشل نفسه!
رغد: خلاص بنات وش فيكم؟؟
سهى: أنا ما تكلمت أنا أرد على اللي تقوله بنت عمك
رغد: أسيل خلاص وش صار لك؟
أسيل تعصب: رغد خليني ساكته احسن..و خلي بنت خالتك تحترم نفسها و بلى حركات التلزق اللي تسويها
سهى: أنا اتلزق! أجل اللي تسوينه وش يسمى..حبيبتي فيصل ولد خالتي و اتكلم عنه مثل ما أبي و مو أنت اللي بتسكتيني
رغد: سهى وش هالكلام؟؟
سهى: يعني مو عارفه هي ليه عصبت؟ عشان تكلمت عن فيصل و عشان وصلنا ذاك اليوم..ليه حبيبتي أنت عندك نيه انه بيقاطعنا عشانك..بعدين اللي يعصب كذا و يدافع..يكون يتكلم عن شي يخصه..و لحد ذاك الوقت أنا حره باللي اقوله..فهمتي؟

تركتهم و راحت..و قامت وراها مرام بعد ما عطت أسيل نظرة سخريه..و أسيل غطت وجهها بيدينها و بدت تصيح..البنات كانوا مصدومين للحين من هالحوار الصريح بينهم عن فيصل..
رغد: أسيل
أسيل تبعد يدينها عن وجهها: كذا يا رغد! أنا تخبين علي اللي صار..وش صاير بينهم بعد يخلي عندها ثقه و هي تكلمني بهالوقاحه
رغد: أنا عشان كذا ما قلتلك خفت أضايقك
أسيل بعصبيه: لا مشكوره..اللحين و أنا مثل الغبيه متفاجأه و ماعرف شي عن اللي يصير كذا ماتضايقت
حلا: أسيل وش فيك؟ خليها تتكلم مثل ما تبي يعني كل من تكلم عن شي حصله..هي تسوي كل هذا عشان تقهرك

قامت عنهم أسيل..و راحت تركض..و هي ما تدري ليه هالمره قهرها كلام سهى..يمكن لانها لاحظت ان هالمره كلامها فيه ثقه..مو غيره مثل كل مره..و اللي قهرها أكثر نظرات مرام و ابتسامتها الشامته..(مو راضيه تصدقيني يا رغد بس أنا متأكده ان سهى في بالها شي..و مو بعيد كل هذا بمساعده من مرام..لانها ما كانت متفاجأه باللي تقوله سهى و كأنها عارفته من قبل...يا الله مادري من وين طلعت لي هالسهى و المرام)
كانت تتمشى و دموعها على خدها..و تفكر لو تقول لرغد تسأل فيصل عن سهى..بس خافت يكون كل هذا كلام من سهى..و تصير نبهت فيصل لشي غافل عنه..سمعت صوت وراها و خافت لأنها طلعت من قسم الحريم..التفتت و ارتاحت و هي تشوف سيف اللي جاي عندها..
سيف بإستغراب: آسي وش جايبك هنا؟
أسيل تلف عنه: اتمشى
سيف يلف وجهها له: تصيحين؟!
أسيل تمسح دموعها: متضايقه شوي
سيف: ليه أحد قال لك شي
أسيل: لا تهتم أنت هوشة بنات
سيف: أكيد مرام
أسيل: يعني..أنا متأكده انها هي ورى كل هذا
سيف: ماراح تقولين لي وش صار
أسيل: ما تسوى السالفه
سيف: كل هالدموع و ما تسوى
أسيل: أنا فيني غصه عشان أسماء بتسافر عشان كذا ما ستحمل أي شي
سيف: و لا يهمك من بعد الشرقيه متى ما بغيتي تروحين لها قولي لي و أنا أوديك
أسيل: وعد
سيف: وعد..كم أسيل عندي أنا بس أنت لا تضايقين نفسك
أسيل: ليش جاي هنا؟
سيف: متخبي عن فيصل

أسيل أول ما سمعت اسم فيصل..بغى قلبها ينط من صدرها..
سيف: سرقت جواله تعالي خلينا نتفرج وش عنده

فرحت أسيل و ما صدقت ان جوال فيصل بين يدينها..عرفت ان سيف خلاها تشوفه عشان تنسى اللي مضايقها..و فعلا أسيل نست الدنيا أول ما شافت صور قديمه في جواله..كانت ذكريات طلعاتهم..و أماكن تربطه فيها هي بالذات..حتى الأشعار اللي كانت فيه..كانت كلها عن حب الطفوله..
سيف: يا ساتر عليكم من بنات مابقى شي في الجوال ما شفتيه
أسيل بإحراج: أنت اللي عطيته لي



يتبع



في قسم الحريم-كانوا البنات يدورون أسيل..
رغد: وين راحت هالبنت؟
جوري: شكلها مو في قسم الحريم
حلا: لا يكون انتحرت؟!
رغد: حلا والله انك رايقه!
حلا: وش تبيني اسوي لها والله تقهرني أسيل يعني و اذا تكلمت عنه خليها من حرتها تبي تحر أسيل

مشت جوري معهم و أسيل كاسره خاطرها..و تخيلت لو يوم فارس يخطب وحده..كيف بيكون شعورها..خافت من الألم اللي حست فيه..و هو للحين ما صار شي..تدري انه مو لها..لكنها ما تقدر الا انها تحبه..
شافوا أسيل جايه من بعيد..و الابتسامه ماليه وجهها..و كلهم يطالعونها بإستغراب..
أسيل: مرحبا بنوتات
حلا: كنا خايفين انك انتحرت بس الحمدلله شكلك انجنيتي بس
أسيل تتنهد و تدور حول نفسها: فرحانه احس اني بأطير

كلهم ضحكوا عليها..و راحوا معها داخل يطلعون منها سبب هالفرحه المفاجأه..

و من بعيد-كانت مرام و سهى يطالعونها بقهر و صدمه..
سهى: ليه فرحانه كذا؟ قبل شوي كانت معصبه!
مرام: مادري
سهى: تتوقعين الموضوع يتعلق بفيصل..اخاف انها تكلمه و قالت له
مرام: لا مستحيل تسوي أسيل هالشي
سهى بقهر: اجل وش قلب حالها كذا؟
مرام: تلقينهم سكتوها بكلمتين و هي كالعاده صدقت
سهى: والله مادري؟
مرام: خلي عندك ثقه بنفسك و دافعي عن اللي تبين لآخر لحظه مو من أولها تهزمك


عند الرجال_كان عمر طالع من المجلس و شاف طلال جالس بعيد لحاله..كان يلعب مع مؤيد بالكوره..
راح له و ابتسم لهم..
عمر: هاه مين اللي غلب أنت أو إياد؟
إياد يصد عنه: أنا مابي اكلمك
عمر بإستغراب: ليه أيود زعلان علي؟
إياد: ليه تخلي مثاهير تثيح!

عمر دق قلبه بقوه..التفت على طلال و شافه يطالعه بتساؤل..ما حب يبين إنه مهتم قدامه..(و أصلا أنا مو مهتم..خلها تصيح من هنا لسنه قدام)
تركهم و راح..
و طلال يطالعه بإستغراب..حس إن بينهم شي ما قاله له عمر..
طلال: أيود ليه مساهير كانت تصيح؟
إياد: لينا قالت لها ان عمر ما يبيها

تنهد طلال أول ما سمع اسم لينا..و نسى عمر و سالفته..
طلال: أنت تحب لينا؟
إياد: ايه احبها مره دائما تلعب معي و تضحك معي بث أنا

طلال ابتسم..وهو يتخيلها لو لحظات تنسى هالهم اللي ساكنها..و تضحك..

بعد ساعات-
طلعت أم العنود و ياسمين و جوري..لكنهم ما شافوا سيارة ناصر..لمحت جوري فارس ينزل من سيارته و يجي عندهم..
فارس: يمه
أم العنود: هلا يمه
فارس: خالي ناصر انشغل و راح..أنا بأوديكم
أم العنود: زين يا ولدي يله
فارس يلتفت لهم: وش أخباركم يا بنات؟
ياسمين: الحمدلله

ما سمع صوت جوري و انقهر إنها ماردت عليه..حب يحرجها..
فارس: وش أخبارك جوري سمعت إنك طحتي؟

جوري رفعت عيونها..و شافته يطالعها..و نظرته لها عقدت لسانها..
أم العنود تمشي: يا عمري عليها بنتي التوت رجلها

التفت عليها فارس و شافها تعرج..ركبوا السياره..
فارس: نروح المستشفى؟
أم العنود: ليه يمه؟
فارس: عشان جوري
أم العنود: لا صارت أحسن اللحين
فارس يطالعها بالمرايا: أكيد؟ طيحتك كانت قويه

انتبه فارس للي قاله..و انصدم..
ياسمين: و أنت وش دراك كيف طاحت؟
فارس ارتبك: آآ سمعتهم يقولون
أم العنود: لا يا ولدي لا تخاف ما عليها

فارس حس إن الكل انتبه لإهتمامه..لكنه رفض هالإهتمام بها..ماراح يخلي نفسه تحت تحليلات ياسمين اللي أكيد انتبهت لكلامه..عشان كذا كذب حتى يغطي اللي قاله..
فارس: لا أنا بس عشان خالي ناصر وصاني لو كانت توجعها أوديها المستشفى

سكتوا بعد كذا..و جوري حست بخيبة أمل قويه..فرحت يوم شافت نظرته المهتمه..و خوفه عليها..لكن هالفرحه كانت ثواني..(تعبتني يا فارس أنا أهمك أو لا؟ أحيانا احس إنك تهتم فيني و أحيانا احس إنك مو داري عني..أنت أي واحد فيهم؟)



في سيارة عمر/

كان في سيارته جالس ينتظر أهله يطلعون..و طبعا مساهير و أمها معهم..و هالشي اللي مو متحمله..كان فيه قهر كبير عليها..و مو طايق يشوفها..كيف بيتحملها طول الطريق..(ما يكفي قلبت هاليوم نكد..اللحين مجبور اتحملها في سيارتي)
شافهم جايين يمه..وهو يحاول يهدي نفسه..عشان ما يتهور يقول لها شي..
ركبوا معه..وهو بيحترق من قهره..أمه و أم راشد كانوا يسولفون..و البنات ما كان يوصله منهم الا همس..بس حس انه يميز حتى أنفاسها من بينهم..دق جواله..و شاف رقم صديقه خالد..و هم سكتوا عشان يكلم..
عمر بصوت مقهور: نعم
خالد: بسم الله وش فيه صوتك؟ تعبان؟
عمر: لا
خالد: عبد العزيز كان يدورك اليوم شفته؟
عمر لقاها فرصه: قله اللي راح ما يرجع و لا يفكر ان اللي جالس يسويه اللحين مصدقينه عرفنا انه كذاب من سنين و عيب عليه يجي يمثل انه واحد مننا وهو كل تفكيره في مكان ثاني..حتى أهله جاي يكذب عليهم وهو بس محتاج مكان يلمه لين ما يتحقق اللي يبيه و يرجع مكان ما جاء
خالد مصدوم: عمر أنت وش تقول؟ عبد العزيز سوى شي..بينكم شي!!تبيني اكلمه؟
عمر: لا لاتتعب نفسك و تقول له هو أكيد عرف نفسه..أنا اللحين في السياره أكلمك اذا وصلت
خالد بإستغراب: و الكلام اللي قلته؟
عمر: انساه..مع السلامه
خالد: مع السلامه

مساهير حست برجفه في كل جسمها من كلام عمر..و صوته..كانت بين مصدقه ان هالكلام لها..و في نفس الوقت مو مصدقه..لكن كل كلمه كان يقولها حستها موجهه لها..صارت تعيد الكلام اللي قاله و دموعها تنزل..عرفت انه مو بس مو راضي على اللي سوته..تأكدت انه للحين حاقد عليها و مو مصدق انها تحبهم..و مو مقتنع برجعتها..وصلوا للبيت و مساهير نزلت بسرعه و سبقت أمها..بدون حتى تسلم على البنات..و نزلوا أهل عمر..
أم عمر: عمر ماراح تنزل؟
عمر: بأروح مشوار
أم عمر: هالوقت؟
عمر: قريب يمه و بأرجع
دخلوا أهله لكنه جلس في سيارته ما تحرك..كان مقهور من اللي عرفه عنها..جلس سرحان يفكر..و يفكر..يبي يطلعها من باله لكن القهر اللي في قلبه أكبر من انه يتجاهله..دق جواله و لارد عليه..لكنه دق مره ثانيه..تأفف و هو يرد..
عمر: نعم
عبد العزيز: عمر وش فيك زعلان مني؟
عمر يتذكر: الله يهديه خالد قلت له ينسى الكلام اللي قلته
عبد العزيز: هذا كلام ينسى يا عمر؟ أنت متضايق مني في شي؟
عمر تفشل: لا الكلام ما كان عنك..أنا كنت أبي اوصله لأحد معي و مالقيت غيرك احطه عليه
عبد العزيز: يا ساتر الله يعينه هاللي ناوي عليه
عمر: اسمحلي يا عبد العزيز و الله نسيت السالفه و لا كنت ناوي أكلم خالد ما يقول لك
عبد العزيز: لا و لا يهمك مع اني انصدمت أول ما قال لي..يله اخليك اللحين و أنت ترفق بالمسكين لا تذبحه أعرفك اذا عصبت
عمر: يصير خير مع السلامه
عبد العزيز: مع السلامه



*بعد أيام*

في بيت أم عمر/

كانت حلا و شوق جالسين يطالعون التلفزيون و متحمسين صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت..نزلت لينا من غرفتها و ابتسمت و هي تسمع أصواتهم العاليه..(آخذين راحتهم عشان أمي و عمر مو في البيت)
دخلت عليهم و جلست..و لا وحده حست فيها أو سمعت سلامها..طالعت الفيلم الكوميدي اللي يشوفونه..أول لحظه ضحكت معهم..بعدها صارت تبتسم..لين سرحت بخيالها و ما صارت يمهم..
وقف عمر عند الباب معصب من هالإزعاج اللي هم مسوينه..
عمر يصارخ: حلاااااا
حلا تفز: نعم
عمر يتريق: جيراننا في آخر الحاره يقولون ما نسمع زين ياليت تزيدين الصوت
حلا تستهبل: بس! ما طلبوا

و زادت أكثر على الصوت..وهو انقهر منها..و أخذ الريموت و قصر عليه..
شوق: لا عمر مو مره كذا! ما أسمع
عمر: اسكتي و أنتي تسمعين...لينا وين أمي؟
لينا: عند جارتنا
حلا تتأفف: تقصر للصوت و تجلس تسولف فوق روسنا....أقول شوكه خلينا نتابع بالصاله اللي فوق أحسن

قامت شوق معها و طلعوا عنهم..
عمر: وش الأخبار؟
لينا: ما فيه جديد

ضحك عمر على نفسه بإستهزاء..وش كان يبي يسمع عنها..من أول ما رجعت وهو مو قادر يرتاح..و لازم هي تحس بنفس القهر اللي هي تحسه..لازم يطلع عليها كل اللي يحسه..
دخلت أمه عليهم و هي فرحانه و متحمسه..
أم عمر: السلام عليكم
لينا و عمر: و عليكم السلام و الرحمه
أم عمر: زين لقيتكم لحالكم..بغيتكم بسالفه
لينا: خير يمه
أم عمر: أم حمد خطبتك لولدها

جمدت ملامح لينا..و عمر يطالعاها بخوف..وهو يلوم أمه كيف تقولها الخبر بهالبساطه..و كأنها مو عارفه حالتها..
لينا بهدؤ: بس أنا...
أم عمر: لا بس و لا شي..ما راح تلقين احسن من حمد..ولد جيراننا و من سنين نعرف أهله..و دكتور و الكل يمدح في أخلاقه..وش تبين أكثر من كذا

لينا دمعت عيونها..و طالعت بعمر..كأنها تبيه يتكلم و يساعدها..لأن أمها باين انها مقتنعه فيه..
عمر: يصير خير يمه عطيها فرصه تفكر..و اسأل عنه
أم عمر بإصرار: وش تسأل عليه؟ كلنا نعرف كل صغيره و كبيره عنه و ماراح نلقى احسن منه

لينا خافت من اصرار أمها..و فكرت ان حمد ما فيه أي عيب ممكن ترفضه عشانه..وقف عقلها عن التفكير..و فقدت أعصابها..
لينا تصيح: بس أنا ما أبيه
أم عمر: ليه ما تبينه؟ و ليه تصيحين؟
لينا تمسح دموعها اللي صارن ينزلن أكثر: يمه مابي اتزوج اللحين
أم عمر بعصبيه: أنت ما تبين تتزوجين لا اللحين و لا بعدين..أنت بس تبين تجلسين مع ذكريات يوسف لين تنجنين و تحرقين قلبي عليك
عمر انصدم من كلام أمه: يمه هدي نفسك مو...
أم عمر تقاطعه و تصيح: وين اهدأ و هي دافنه روحها بيدينها و أنا اشوفها وساكته..بس لا اسمعيني يا لينا ان ما وافقتي على حمد بأنسى انك بنتي
عمر انصدم: يمه وش هالكلام؟ مو كذا نتفاهم
أم عمر بإصرار: الموضوع ما يبي له تفاهم..كم لها ترفض ما قلنا شي..لكن اللحين لا..ان ما وافقت عليه تنسى اني أمها
لينا تصيح: ما أقدر يمه والله ما أقدر..

ما ستحملت لينا أكثر..و ركضت تصيح لغرفتها و هي تصارخ..
لينا: ما أقدر..ما أقدر

مرت لينا من عند حلا و شوق اللي كانوا منسجمين و مو دارين عن شي..و انصدموا يوم شافوا لينا بهالحاله..نادتها حلا و ما ردت عليها..دخلت غرفتها و سكرت الباب..و جلست على الأرض تصيح..و تصيح..
ركضت حلا لتحت..بتشوف وش صار..و لحقتها شوق..و هناك شافت أمها طايحه على الأرض و عمر عندها..
حلا بخوف: وش فيها؟
عمر يصارخ: ارتفع عليها الضغط جيبي عبايتها بسرعه أوديها المستشفى
أم عمر بعناد: مابي اروح لمكان خلني أموت وارتاح منكم

حلا وقفت مصدومه من كلام أمها و حالتها..و حالة لينا قبل شوي..لكن عمر صرخ عليها..
عمر بعصبيه: أنت للحين واقفه! يله روحي

ركضت حلا لغرفة أمها..و شوق كانت واقفه و دموعها تنزل على شكل أمها اللي مو قادره تتكلم من التعب..راحت بسرعه للينا..لأنها دائما تكون معها اذا تعبت..و من ورى الباب..
شوق: لينا أمي تعبانه بيوديها عمر المستشفى

لينا أول ما سمعتها خافت على أمها يصير فيها شي بسببها..و طلعت من الغرفه تركض..وصلت عندها كانت بتمسك يدها..لكن أمها بعدت يدها عنها..و هالشي خلى لينا تتجمد من الصدمه..
أم عمر بتعب: مابي اشوفك بعدي عني

عمر انصدم من كلام أمه و تأثيره على لينا اللي مو ناقصه..بس ما كان يقدر يقول لها شي و هي في هالحاله..كان خايف عليها..يدري انها تعصب بسرعه..و خاف يجيها شي..و بنفس الوقت مو هاينه عليه لينا..
عمر: خلاص روحي أنتي اللحين يا لينا..لين ما تهدأ
أم عمر بأنفاس متقطعه: مابي اشوفك مو هذا اللي تبينه..تبين تذبحيني عليك

لينا ما ستحملت حالة أمها..و لا الكلام اللي تقوله..أمها اللي كانت دائما قريبه منها..ترفضها و هي بهالحال..عرفت ان الكلام اللي قالته قبل شوي من قلبها..مو بس تهديد..و تخيلت لو يصير لها شي..كيف بتعيش بعدها..بهاللحظه نست نفسها..و نست يوسف..كان المهم أمها..أمها و بس..
لينا تصيح: خلاص يمه موافقه والله موافقه بأسوي اللي تبين بس ارتاحي أنتي

نزلت حلا اللي كانت جايبه عبايتها بعد..و لبسوا أمها عبايتها و راحوا..و لينا تطالعهم بخوف على أمها..و خوف أكثر من المصير اللي انجبرت عليه..
شوق تصيح: لينا وش فيك؟ أمي ليه تعبت؟
لينا تصيح معها: لا تخافين ان شاء الله تصير بخير

رمت نفسها على الكنب..(يارب أنا اللي أموت و ارتاح..ليه يا يمه ما تخليني في حالي..مو كافي خسرته..اللحين تبوني أخونه و اتزوج غيره..ما أقدر..وش اعطي هاللي اتزوجه..و أنا كلي راح مع يوسف..ليتك أخذتني معك يا يوسف)
جلست جنبها شوق تطالع الدموع اللي تنزل..
شوق: لينا الله يخليك لا تصيحين
لينا تمسح دموعها عشان ما تخوف شوق على أمها..لكن في داخلها كانت جروح تنزف..حست ان نهايتها قربت..


@،،النــزف الثـالث عشــر،،@



في الكوفي شوب/

دخل طلال و شاف عمر جالس لحاله..جلس عنده..التفت عليه عمر لكنه ما تكلم..
طلال: وش فيك يا عمر؟
عمر يتنهد: تعبان يا طلال تعبان بالحيل..و ما عدت أقدر اتحمل المسئوليه لحالي
طلال بقلق: عمر خوفتني وش صاير؟
عمر: اليوم صارت هوشه كبيره و أمي تعبت و دخلناها المستشفى و لينا منهاره
طلال بخوف: ليه وش صار؟
عمر: جارتنا خطبت لينا و أمي اصرت عليها توافق و فتحت معها سالفة يوسف و تعلقها فيه للحين..و قالت إنها لو رفضت ماراح ترضى عليها أبدا
طلال يشهق: و لينا بتوافق؟
عمر: لينا وافقت خلاص..أمي ارتفع عليها الضغط و دخلت المستشفى و مارضت تكلم لينا لحد ماقالت إنها بتوافق

طلال ما قدر يتكلم حس إن فيه يد تعصر قلبه بكل قوتها..ما قدر حتى ياخذ نفسه..
عمر يكمل: أمي تنومت بالمستشفى لحد الصبح و حلا معها رجعت البيت اطمن لينا عليها..لكنها ما رضت تتطمن لحد ما كلمتها و أكدت لها موافقتها..بعدها لينا سكرت على نفسها في الغرفه و ماقدرت أكلمها خليتها ترتاح بس خايف عليها و خايف على أمي مو عاجبني اللي صار و ما أعرف مع مين اوقف.....اتخيل لو هالزواج تم بالغصب وش بيكون شعور لينا؟ وش بتكون ردة فعل زوجها إذا شافها مو يمه؟ ما أقدر أقنع أمي ترجع عن قرارها و خايف من اللي بيصير و خايف أكثر على لينا إلى متى بتتحمل

سكت عمر و سرح يفكر..و طلال كان يحاول يجمع شتاته..و يستوعب اللي يقوله عمر..حتى لو ما كانت له في يوم..بس اللحين حس إنها بتروح منه..بتروح حتى من أحلامه..طرى في باله شي و بدون لا يفكر قاله لعمر..
طلال: عمر
عمر يرفع راسه: نعم
طلال: أنتم بلغتم اللي تقدم للينا بموافقتكم؟
عمر: لا كان كلام حريم للحين ما خطبوا رسمي..ليه تسأل؟
طلال: أنا بأخطب لينا
عمر انصدم: تخطب لينا!
طلال: إيه
عمر ماستوعب: ليه؟
طلال: أنا أولى من الغريب
عمر: بس أنت أكثر واحد عارف حالتها
طلال: و لأني أكثر واحد عارف حالتها أنا اللي بأفهمها لأني حاس فيها
عمر: لا يا طلال أنت تسوي كل هذا عشان تريحني بس أنا ماراح أرضى بهالشي ما أحد يرضى بالوضع اللي بتحطه لينا فيه و أنا مارضاه لك أنت بالذات
طلال: يعني بتردني يا عمر؟
عمر بدون شعور: طلال لا تتكلم و كأنك كنت تبيها من قبل....بعدين أنت بالذات ماراح توافق عليك
طلال يتنهد: عمر..يوسف قبل يتوفى وصاني عليها يمكن إذا عرفت بهالشي توافق..بعدين فكر في لينا و حالتها..ماراح تستحمل هالشي..لكن أنا بأصبر عليها
عمر بحيره: مادري وش أقولك يا طلال أنا صح خايف على لينا بس مستحيل أظلمك و أرضى لك هالوضع أنت المفروض تفكر في حياتك و مستقبلك مو تضحي بنفسك عشان وعد ماكان المفروض توافق عليه
طلال: عمر لا تفكر إني ناسي اللي صار أو إني عايش براحه و صدقني أنا بأكون مرتاح لو هالشي صار لأني بأوفي بوصية يوسف و بأشيل معك حملها وبأحس إني عوضتها عن اللي كنت سبب فيه....مابيك ترد علي اللحين فكر زين باللي ممكن يصير فيها لو انخطبت لجاركم و ما قدرت تتقبل الواقع..و انتظر ردك

قام عنه طلال و هو يفكر في الكلام اللي قاله له عمر..(لينا تتزوج! هالشي ما خطر في بالي أبدا..كيف بأستحمل هالشي لو صار..الموت أهون عندي..من اني اشوفها صارت لواحد ثاني..يوسف الوحيد اللي سمحت له بهالشي و مع كذا كان قلبي يتقطع عليها..لكن انها تكون لواحد ثاني و مغصوبه عليه..هالشي مستحيل يصير..ماراح أرضى لك العذاب يا لينا..تهون علي نفسي و لا اشوف دموعك و جروحك تزيد)
لكنه كان خايف..لانه متأكد ان لينا بترفضه..هو بالذات..فيه أمل واحد من ألف انها توافق..اذا عرفت ان يوسف كان يبي هالشي..لكنه ماعتمد على هالامل..حس بخوف و حزن..يوازي الحزن اللي مر فيه كل هالسنين..كانت النهايه لقلبه..يا تروح لغيره و ينتهي هو..يا توافق ولا يدري كيف تكون الحياه بينهم..كان بين انه يضحي فيها..أو يضحي بحياته و سعادته..و اختار انه يضحي بنفسه..و مهما كانت الحياه معها و هي تكرهه صعبه عليه..فهو بيحاول على قد ما يقدر يهونها عليها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر..و هو طول الطريق يفكر بكلام طلال..خاف من ردة فعل لينا لو قال لها..و خاف ما يقول لها و يزعل طلال..(أنا بعد بأكون متطمن عليها مع طلال أكثر من أي واحد..بس طلال وش ذنبه يعيش مع وحده ما تبيه و كل تفكيرها مع واحد ثاني..و لينا مستحيل توافق.....أنا بأقول لها عشان ما يزعل طلال و هي من نفسها بترفض..و كذا بأكون سويت اللي علي)
شجع نفسه و راح لغرفتها..أخذ نفس قوي و طق الباب..و سمع صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
لينا: ادخل

دخل عمر و شافها..كانت واقفه عند شباكها..و الهواء يلعب في شعرها البني الطويل..طالعها بحزن على حالها..و خاف يزيد عليها باللي يبي يقوله..يدفع نص عمره بس يشيل هالحزن اللي فيها..
لينا: عمر وش فيك واقف؟ ادخل
عمر يدخل و يوقف جنبها: ما نمتي؟
لينا: ما راح أنام لين ما تطمن على أمي
عمر: بيطلعونها الساعه عشر و اللحين ثلاث يمديك ترتاحين
لينا بسخريه: ارتاح!
عمر: لينا تبين أكلم أمي يمكن أقدر اقنعها
لينا: يعني مو عارف أمي يا عمر ماراح ترضى
عمر بتردد: لينا عندي شي مادري أقوله لك أو لا
لينا: وش فيه يا عمر؟
عمر: فيه أحد خطبك مني غير حمد ولد جيراننا
لينا تتنهد: حمد و لا غيره ما تفرق
عمر: ما تبين تعرفينه؟
لينا: لا
عمر: حتى لو كان يقرب لنا
لينا بإستغراب: يقرب لنا!
عمر بخوف: إيه....طلال خطبك مني اليوم

جمدت ملامح لينا..و حس عمر إنه الهدؤ اللي يسبق العاصفه..و فعلا لينا كانت على وشك إنها تنفجر..أول ما سمعت اسم طلال..لكن شي في تفكيرها خلاها تهدأ..(صح ليه اتزوج واحد ما أبيه و اظلمه و أزيد همومي هموم..طلال هو السبب في كل اللي أنا فيه..و هو المفروض يستحمل كل شي..ماراح يكون له وجه يطلب أو يعترض على أي شي..خليه بنفسه يشوف وش سوى فيني..عشان يعيش ذنبه اللي نساه)
عمر بإستغراب: لينا ليه ساكته؟
لينا: أنا موافقه يا عمر؟
عمر انصدم: موافقه على ايش؟
لينا: على طلال
عمر ما صدق: لينا أنت متأكده..ما تبين وقت تفكرين؟
لينا: أمي ماراح تعطيني هالوقت يا عمر..خلاص قلتلك أنا موافقه
عمر بشك: على راحتك..يعني نقول لأمي
لينا: إيه..و هي أكيد بتفرح أكثر إذا عرفت إني وافقت على طلال
عمر: عشان كذا وافقتي؟
لينا تكذب: إيه
عمر: لينا أنا خايف عليك..لو تبيني اسوي أي شي قولي أنا بأحاول
لينا تبتسم: تطمن يا عمر أنا بخير

تركها عمر و راح لغرفته..(ليه لينا وافقت على طلال؟ كانها ما نست يوسف كيف بتنسى لومها لطلال؟ معقول تكون سامحته و اقتنعت إن اللي صار قدر ماله دخل فيه..مادري ليه مو مرتاح من هالهدؤ اللي أنت فيه..الله يهديك يا لينا)



*من بكره*

في بيت أبونادر/

في غرفة طلال-كان جالس فيها من أمس..من يوم رجع من عمر..على نفس الجلسه ما تحرك..و هو يحس إن حياته واقفه على هاللحظه..على قرار لينا..إما إنها توافق..مهما كانت الحياه اللي بتصير بينهم..أو ترفض و تتزوج غيره..و تضيع منه للأبد..و تضيع معها حياته..ما كان له خلق يشوف أو يكلم أي أحد..أصلا ما كان قادر يسوي أي شي..حتى النفس كان صعب انه يأخذه..
و أول ما دق جواله فز..و يوم شاف رقم عمر..بدأ قلبه يدق بقوه..و خاف يرد..لكنه خلاص ما يقدر يصبر أكثر..
طلال: هلا
عمر: أهلين طلال وش أخبارك؟
طلال: (بأموت) تمام
عمر: طلال أنا كلمت لينا...
طلالحرام عليك يا عمر قول و خلصني)....
عمر يكمل: و وافقت هي و أمي بعد

طلال حس برجفه تمشي في كل جسمه..كان فاقذ الأمل إنها توافق..و ما صدق اللي يسمعه..كيف توافق و بهالسرعه..
عمر: طلال وين رحت؟
طلال ينتبه: معك
عمر: طلال أنت رجعت عن كلامك؟
طلال: طبعا لا..و بكره إن شاءالله بأتقدملها رسمي
عمر بعدم اقتناع: زين أجل مبروك
طلال: الله يبارك فيك

سكر طلال..وهو مو عارف إن كان فرحان أو لا..بس حس إنه ارتاح..لكن فيه جرح بقلبه للحين مفتوح..على حالهم اللي هم فيه..(أكيد وافقت عشان وصية يوسف؟)
لكنه ما عرف إن لينا وافقت..من قبل تعرف عن هالوصيه شي..طلع من غرفته..عشان يكلم أمه و أبوه..

في غرفة رغد- كانت جالسه مندمجه بالروايه اللي تقراها من أربع ساعات..و يوم صارت بالجزء الأخير و داخله جو..سمعت أحد يطق الباب عليها..تأففت و طنشته..تبيهم يفكرون إنها نايمه..لكن الطق زاد..و سمعت صوت أمها..قامت و افتحت الباب..
أم طلال: نايمه؟
رغد: لا بس على بالي إنك رنا مابي افتح لها
أم طلال تدخل: دامك صاحيه ليه حابسه نفسك في الغرفه ما شفناك؟
رغد تأشر على الروايه اللي بيدها: كنت بأخلصها و أنزل
أم طلال: أنت ما تملين من هالخرابيط اللي تقرينها؟
رغد تتنهد و بهمس: أحد يمل من الحب
أم طلال: وش تقولين؟
رغد: لا يمه و لا شي
أم طلال: تعالي اجلسي بأقولك شي
رغد تجلس: تفضلي كلي أذان صاغيه
أم طلال: بكره رايحين نخطب لأخوك
رغد تشهق: فيصل!
أم طلال: لا طلال
رغد بإستغراب: طلال! ليه؟
أم طلال: وش اللي ليه؟
رغد: مادري بس ما عمره لمح إنه ناوي يتزوج قريب
أم طلال: عاد هو اللي طلب
رغد: طلال!...يعني مو أنتم اللي قلتوا له
أم طلال: لا هو اللي طلب
رغد: غريبه..زين مين اللي بتخطبونها له
أم طلال: يبي لينا
رغد تشهق: ليناااا!!
أم طلال: بسم الله وش فيك؟!
رغد: لا و لا شي بس أخاف ما توافق
أم طلال: الله يكتب اللي فيه خير

جلست أمها تتكلم عن الخطبه..لكن رغد ما قدرت تركز معها..كانت محتاره كيف يخطب طلال لينا..وهو يعرف إحساسها إتجاهه..وأكيد إنها بترفض..
و أول ماطلعت من عندها أمها..راحت بسرعه لغرفته..دخلت و شافته جالس على سريره و سرحان..
رغد: مساء الخير
طلال: مساء النور
رغد: ما توقعت ألقاك في البيت هالوقت
طلال: مالي خلق اطلع
رغد: أقول مبروك و إلا أخليها بكره؟
طلال: أمي قالت لك؟
رغد: إيه..بس وش معنى لينا؟
طلال: و ليه مو لينا؟
رغد بتردد: أخاف ما توافق
طلال يتنهد: تطمني أنا كلمت عمر و سألها و هي موافقه

سكتت رغد مستغربه..كيف وافقت لينا على طلال..(معقول تكون نست؟ بس حلا تقول ما نست..و نظرتها لطلال ذاك اليوم في المستشفى و تأثر طلال يقول إن كلهم ما نسوا اللي صار..أجل كيف توافق؟ معقوله يكون عمر غصبها)
طلال: رغد وين رحتي؟
رغد: هاه..أجل خلنا نقولك مبروك من اللحين
طلال بإبتسامه باهته: الله يبارك فيك
رغد: عسى الله يهنيكم

تركته رغد و رجعت لغرفتها..و هي للحين مو مقتنعه بسالفة هالخطبه اللي طلعت فجأه..و متأكده إن الموضوع فيه إن..بس أكيد ماراح تسأل طلال..
دقت على أسيل تقول لها..و عرفت بسالفة تعب أم عمر و السبب فيه..
رغد: يعني طلال خطبها عشان كذا؟
أسيل: ليه هو ما يبيها؟
رغد: مادري..بس فيه شي محيرني
أسيل: وشو؟
رغد: استغرب إن لينا توافق على طلال بالذات
أسيل: ليه عشان وفاة يوسف؟
رغد: إيه
أسيل: بس اللي صار قدر طلال ماله دخل فيه
رغد: ياليت تكون لينا فعلا مقتنعه بهالشي
أسيل: أكيد مقتنعه و إلا كان ما وافقت..حتى لو كانت خالتي ضاغطه عليها كان وافقت على ولد جيرانهم ليه تركته و وافقت على طلال
رغد: إن شاءالله

سكرت رغد و هي تفكر في طلال..(شكله خطبها عشان إحساسه بالذنب إتجاهها..لأنه متأكد إنها ما نست يوسف..مادري ليه مو مرتاحه لهالزواج..الله يستر)



في بيت نجود/

مر أسبوع..جاء فيه سيف مرتين عندها..حاول سيف فيهن يقرب من نجود و يعرفها أكثر..لكن هي بالعكس..كانت تحاول تبعد عنه..و تتهرب من أي كلام عن نفسها..أو مشاعرها..خلت كلامهم كله عن غيرهم..كالعاده..و كل ما يطلع من عندها سيف كانت تراجع كل اللي صار بينهم..تدور شي يخليها تخاف منه..أو تكرهه..لكنها ما تلقى..كانت تصرفاته معها..و كلامه..مثالي أكثر من اللازم..مع كل هذا ما كانت مرتاحه له..و لا تتقبل هالطيبه منه..
أما سيف فكان يحاول يخليها تتعود عليه..تتطمن له..و مع الأيام أكيد بتفتح قلبها له..ما كان يبي يفرض عليها حبه..أو قربه..مع انه كان يتمنى كل يوم يكون عندها..
و اليوم كان جاي عندها..و لأول مره جلست معهم أمها شوي..كانت هاديه و أغلب وقتها ساكته..يطالعها سيف يحاول يفهم ليه هالعزله اللي هي فيها..لكنه ما قدر يعرف..حس انها مو مهتمه لشي..و تاركه كل المسئوليه على نجود..صح هي كانت عمياء..بس ولو حس انها ماتقوم بأي دور في حياة نجود..
دخلتها نجود لغرفتها..أول ما سمعت الأذان..و رجعت تجلس عنده..
نجود: سيف معليش أعطي رقم جوالي لوحده
سيف: مين؟ بشاير؟
نجود: لا وحده بيني و بينها شغل
سيف: وش هالشغل؟
نجود: أساعدها..هي تسوي معجنات و تجمدها عشان تبيعها تعرف رمضان قرب
سيف بقهر: وليه هالشغل؟ أنت عندك ثانويه لازم تهتمين بدراستك
نجود: الدراسه مو جايبه همها زين مني ماتركتها للحين..لكن هذا شغل اكسب منه
سيف: يعني كم بتكسبين؟
نجود بفخر: ثلاثمائة ريال
سيف: بس! أنا أعطيها لك و ريحي نفسك
نجود بفرح: والله؟

سيف يطلع بوكه..و يعطيها الفلوس..اخذتهن نجود بفرح و هي مو مصدقه..
نجود بتحسر: خساره لو اعرف إنك بتدفع لي كنت قلت إنهن بأكثر

سيف يضحك عليها..و بنفس الوقت عوره قلبها على حالها..و حاجتها..و طلع كل الفلوس اللي كانت معه و عطاها لها..
سيف: و لا يهمك اعتبري إنك ما قلتي شي

نجود اخذت الفلوس و هي فرحانه..
نجود تشهق: سيف..ثمانمئة ريال طلعوا..ترى ما راح ارجعهم
سيف يبتسم لفرحتها: مين قال لك رجعيهم
نجود تدور: ياي احس إني غنيه

سيف يوقف قدامها و يوقفها..طالعها بحب..
سيف: إذا احتجتي أي شي قولي لي
نجود تضحك: بتتعب كثير أنا دائما محتاجه
سيف: كلي فداك

نجود تضمه و هي تضحك..
نجود: سيف شكلي بأبدأ أحبك بأروح اخبيهم قبل تغير رأيك

راحت نجود و سيف يطالعها بإستغراب..كيف تغيرت بثواني أول ما عطاها الفلوس..و هالشي كان يضايقه..كان يبيها تهتم فيه هو..و تقدر مشاعره و تحس فيه..لكن هالبنت ما فيه ببالها الا الفلوس..(ما يحق لي ألومها و أنا شايف حاجتها لأضعاف هالمبلغ..بس ياليتك تفهمين يا نجود ان الفلوس مو كل شي في الدنيا)
رجعت له..و جلست..كانت تطالعه و تلاحظ انه تغير..(وش فيه انقلب وجهه؟ هههه شكله تحسف..أو يمكن توقع اني استحي و لا آخذهن)
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: خالك متى يزوركم؟
نجود بإستغرب: ليه؟
سيف: استغرب انه ما طلب يشوفني! يعني ما يبي يشوف بنت اخته مين متزوجه
نجود: من زمان ما زارنا يمكن مسافر

ما كانت تبي تقوله ان خالها قطع كل علاقته فيهم بعد ما رفضوا بيع البيت..مع انه للحين طيب معها..بس ما كانت تبي يعرف ان مالها في هالدنيا أحد..
سيف كان يطالعها و يفكر..كل يوم يحبها أكثر..كل يوم تزيد أهميتها في حياته..لكن هي شكلها مو منتبهه لكل هذا..يحس ان بينه و بينها مسافات كبيره..و أسرار كثيره..و مو عارف كيف يتعداهن لحد ما يوصل لها..استغرب كيف صدفه شافها فيها..غيرت حياته..
نجود: وين سرحت؟
سيف: نجود فيه أشياء كثيره ما أعرفها عنك
نجود: بالعكس أنت تعرف عني كثير
سيف: و أنتي وش تعرفين عني؟
نجود: امم اسمك سيف
سيف: ايه
نجود: سيف عبدالله الـ...
سيف: ايه
نجود: زوجي من ثلاث أسابيع تقريبا...ايه و طالب
سيف: بس..ما تبين تعرفين أكثر؟
نجود: ما يهم..ليه أعرف عن أهلك و أنا ماراح اشوفهم و ليه أعرف مين سيف برى هالبيت و أنا ماراح اشوفك غير في هالبيت

حس ان كلامها سكته..و ما عرف وش يقول..بس مهما كان..احساسه انه مو مهم عندها كان يضايقه..
سيف: على راحتك لو ماتبين تعرفيني..بس لو في يوم اهتميتي اسأليني و أنا بأجاوبك
نجود: تعال نطلع السطح الجو هنا يزهق

طلع معها سيف..و راحت عند جدارها المفضل..و وقفت فوق الصناديق..
سيف: بتحللين الشارع و السيارات مره ثانيه؟
نجود تضحك: لا لا تخاف بس أنا احب اجلس هنا
سيف وقف جنبها:نجود تدرين انك انسانه غريبه
نجود تلتفت عليه: أنا؟!
سيف: ايه..أول ما عرفتك حسيت انك عايشه حياتك على الهامش ما يهمك شي و مو متأثره بأحد...لكن اللحين احس ان في داخلك أشياء كثيره ترفضين تطلعينها لأحد
نجود رجعت تشوف الشارع: ما فيه بحياتي شي يسوى يا سيف..قد قلت لك حياتي كلها كانت كيف أعيش اليوم..و كيف بأعيش بكره..ما كان عندي وقت أهتم لنفسي..أو أفكر بأي شي..غيركيف اعيش
سيف: يعني ما عندك أحلام تتمنين تحققينها؟ ما صار لك بالماضي جرح تبين تنسينه؟
نجود: ليه تسأل هالأسئله كلها يا سيف؟ لهالدرجه شايفني انسانه غريبه!
سيف: لا بس أبي اعرفك..و أبي تعرفين انك تقدرين تفتحين لي قلبك و تعتمدين علي

كان صوته مهتم فعلا و حنون..أول مره أحد يكلمها بهالإهتمام..رجع لها إحساسها الغريب فيه..اللي تحاول تتناساه كل ما تشوفه..مستحيل تصدقه..طول عمرها عايشه لحالها..و بعد فتره بترجع تعيش لحالها..ما تبي تتعود تتكلم معه عن نفسها..تشاركه جروحها..و خوفها..بعد كذا تنصدم فيه..أو يجي يوم ما تشوفه فيه..
سيف كان يطالعها و لاحظ كيف تغيرت ملامحها..لكنها فجأه رجعت لطبيعتها..
نجود تضحك: خلاص اترك عندنا رقمك و اذا احتجناك كلمناك
سيف يبتسم: أنت الخسرانه

دق جواله و شاف رقم أسيل..ما رد..لأنه ما كان يبي يكذب عليها اذا سألته هو وين..خاصه قدام نجود..لأنه حس ان هالشي أكيد يجرحها..
نجود: ليش ما ترد؟ ماراح اتكلم
سيف: لا الاتصال مو مهم

نجود لمحت شاشة جواله..و شافت لقب..<غلاي>..(شكلها وحده من صديقاته و خاف يرد عليها قدامي..أو يمكن متزوجها مسيار بعد..عشان كذا صار عنده عادي و وافق بسرعه..يمكن بعد تكون غنيه و هي اللي يجيب منها هالفلوس..و الا كيف طالب و يصرف كل هالصرف!!)
لحظات و جاه مسج من نفس الرقم..قراه..
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: أنا لازم أروح اللحين تبين شي
نجود: لا
سيف: مع السلامه
نجود: أنا نازله معك

نزلت نجود و هي تطالعه بشك..وصلوا عند الباب..
سيف: اذا احتجتي شي دقي علي
نجود: ان شاء الله
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه

باسها سيف على جبينها..و طلع..سكرت الباب و هي تفكر..(أكيد راح لها ..خليني أدق عليه بعد ساعه و أشوف اذا يرد أو لا)



في المستشفى/

كانت ياسمين رايحه لدوامها..لكنها أول ما وصلت للقسم اللي تشتغل فيه..شافت ماجد جالس على كرسيها..رجعت بسرعه..و وقفت في أحد الممرات..(لو شافني ماراح يتحرك..خليني كأني ماراح أجي اليوم احسن..يمكن يروح..كل يوم تزيد وقاحته أكثر الله يستر من آخرها..بس هذا تحدي لازم أكون قده..لازم أعرف كيف اتصرف بكل الأحوال)
ماجد: الى متى ناويه توقفين هنا؟

ياسمين تفز و تطالع فيه بخوف..ما عرفت كيف شافها..مع انها راحت بسرعه قبل لاينتبه لها..أو هي اعتقدت انه ما انتبه..
ماجد: وش فيك لهالدرجه مصدومه بشوفتي؟!

انتبهت ياسمين لنفسها..و لعيونها اللي مطيرتها فيه..صدت عنه..لكنها ما تحركت..
ياسمين: أنت وش تبي مني؟
ماجد: أبي اعرف وش معنى أنا اللي مو عاجبك؟
ياسمين: نعم!!
ماجد: يله يا ياسمين ترى مليت هالثقل اللي تمثلينه علي..خلينا حبايب احسن
ياسمين انصدمت: ما استغرب هالتفكير من واحد مثلك..كلن يرى الناس بعين طبعه..اللي تفكر فيهم كثير روح دور لك على وحده غيري ..و لا يكون تكلمني بهالاسلوب مره ثانيه

تركته و راحت..و هو واقف يطالعها بإستغراب..(نفسي اعرف وش لهجة هالتهديد و القوه اللي تتكلم فيها..لهالدرجه واثقه من نفسها! أو واثقه من اللي وراها؟ على هالغرور و الثقه بديت أشك انها تعرف خالي بنفسه..عشان كذا مو هامها مركزي هنا و مو خايفه على شغلها اطردها منه...معقول ليه لا)

ياسمين كانت في احدى دورات المياه..تحاول تهدي نفسها..(اهدي يا ياسمين اهدي..واحد حقير مثله أكيد بيتكلم كذا..بس أنت لازم توقفينه عند حده..مو هذا اللي بيخوفك..هذا اسخف من إنك تفكرين فيه حتى)

طلعت و راحت لقسمها..توقعت تشوفه..لكنها تنفست بارتياح يوم ما شافت الا فاتن..
ياسمين: مساء الخير
فاتن: مساء النور
ياسمين: لحالنا اليوم؟
فاتن: ايه حنان طلعت مع ما...استأذنت

لكن ياسمين انتبهت للي كانت بتقوله..(زين سمع النصيحه و راح للي بمستواه..و الله مادري كيف هالبنات تفكر؟ معقول بسبب الحاجه)
ياسمين بدت تشتغل..و كل شوي تطالع فاتن..تحس إن فيها خير..و إن اللي تسويه مو راضيه عنه..عكس حنان..
ياسمين: فاتن أنت تدرسين؟
فاتن: لا ما كملت بعد الثانويه
ياسمين: متى تخرجتي؟
فاتن: من سنتين
ياسمين: ليه ما كملتي؟
فاتن: الظروف ما سمحت دخلت دورة حاسب و اشتغلت
ياسمين: و حنان تعرفينها من قبل؟
فاتن: لا يوم اشتغلت تعرفت عليها

كانت ياسمين نفسها تسأل هي كانت كذا قبل تشتغل..أو تأثرت من حنان و صارت مثلها..
ياسمين: فاتن ممكن اسألك سؤال؟
فاتن: اسألي
ياسمين: أنتي ما كنتي جريئه بهالشكل قبل تشتغلين صح؟..اتأثرتي بحنان؟
فاتن فهمت قصدها: مو كل شي نسويه نكون دائما مقتنعين فيه
ياسمين بقهر: وش اللي يجبرك؟
فاتن: ظروف أتمنى ما تجربينها في يوم

كانت ياسمين بتكمل كلامها معها..لكن جاء مراجع و قامت فاتن تشوفه و كأنها ما صدقت تتخلص من هالمناقشه..(معقول أكون غلطانه في احساسي و تكونين يا فاتن راضيه بهالوضع اللي أنت فيه..أو يمكن ما عندك الثقه تفتحين قلبك لوحده غريبه عنك..لكن لازم اتأكد من هالشي و كان فيك خير اساعدك تطلعين من هاللي أنتي فيه)
بعد ماراح المراجع..
ياسمين: فاتن ممكن تعطيني رقمك؟
فاتن بإستغراب: ليه؟
ياسمين: أبي نتعرف على بعض أكثر
فاتن بإحراج: معليش يا ياسمين صدقيني الأحسن لا
ياسمين بإستغراب: ليه؟؟
فاتن: اعرف اني ماراح أكسب صداقتك أبدا عشان كذا مابي اخسر احترامك و نظرتك لي
ياسمين احتارت: ليه؟
فاتن بتردد: أخاف يصير شي بعدين..و تلومينني أنا
ياسمين بدت تشك: وهو وش اللي بيصير
فاتن خافت: لا أنا اقول يعني...
ياسمين: فاتن أنتي عندك شي خايفه منه..تعرفين شي و ما تبين تقولينه لي؟
فاتن بتهور: بصراحه ماجد اخذ رقمك
ياسمين بقهر: كيف؟؟

قالت لها فاتن متى أخذه..و ياسمين حست بالقهر عليه و على حنان..بس رفضت ان هالشي يخوفها..و زين انها عرفت..
فاتن بترجي: ياسمين الله يخليك لا تقولين له اني قلتلك أخاف...
ياسمين قاطعتها: و لا يهمك ماراح أقول...و مشكوره انك قلتي لي أنا بأتصرف...و اللحين ممكن تعطيني رقمك؟

عطتها رقمها فاتن..و هي تستغرب من وين تجيب ياسمين هالقوه..لكن ياسمين كانت ناويه المره الجايه اللي تشوف فيها ماجد..توقفه عند حده..



..

يتبع

في سيارة سيف/

كان مع أمه و أسيل رايح يوديهم لخالته..أمه أصرت تشوفها بعد ما عرفت بتعبها..و السواق أرسله أبوه للمزرعه..دق جوال سيف..و شاف رقم نجود..استغرب انها تدق وهو توه طالع منها..و خاف تكون محتاجه شي..بس ما قدر يرد..
أسيل: ليه ما ترد؟
سيف: آآ مالي خلق أكلمه هذا واحد من الجامعه
أم فارس: حرام عليك تخليه يدق كذا يمكن يبي شي
سيف: ما عليك منه يمه هذا بس يحب يسولف

كمل الطريق وهو يفكر بسبب اتصالها..و أول ما وصلوا بيت خالته ارتاح..
أم فارس: ماراح تنزل تتطمن على خالتك؟
سيف: و أنا جاي آخذكم انزل اسلم عليها

دخلوا أهله..وهو دق على نجود..
سيف بخوف: هلا نجود فيك شي
نجود: ليه ما رديت؟

سيف استغرب سؤالها..مره دقت عليه و لا رد عليها الا بعد خمس ساعات و لا سألت..
سيف: ما كنت عند الجوال
نجود: اها وينك؟
سيف: في سيارتي..ليه؟
نجود: مو سامعه صوت طريق!
سيف: للحين ما مشيت..نجود وش كنتي تبين؟
نجود: لا بس كنت باسأل ان كنت بتجي بكره
سيف: ليه؟
نجود: لو ما كنت بتجي أبي اعزم بشاير و أمها عندنا
سيف: خلاص اعزميهم ماراح أجي..محتاجه شي أجيبه لك
نجود: لا مشكور..مع السلامه
سيف: مع السلامه

سكرت نجود..(أكيد ما قدر يكلم عندها و طلع يكلمني برى..دائما يسويها عندي..أكيد كان يكلمها..بس أنا و هي والا فيه غيرنا؟ و الله طلعت مو سهل يا سيف..و أنا الغبيه اللي تأثرت بكلامه و اهتمامه و كنت بأصدقه)



*يوم الأربعاء*

في بيت أم عمر/

في غرفة لينا_كانت اليوم خطبتها بشكل رسمي لطلال..لبست و طلعت..و استقبلت التباريك بوجه جامد..الكل تخيله حياء..لكن مساهير اللي أصرت لينا تكون معها في هاليوم..كانت تراقب لينا طول الوقت و مو مقتنعه بهالهدؤ..
بعد ماراحوا أهل طلال..وقفت لينا عند شباكها تآخذ أنفاسها بعصبيه..دخلت عليها مساهير و هي لابسه عبايتها كانت بتروح..لكنها ما قدرت تروح قبل تشوف لينا اللي كانت حالتها اليوم غريبه..
مساهير: لينا
لينا: ........
مساهير: ليه وافقت على طلال؟
لينا تلتفت لها: مو هذا اللي يبونه؟
مساهير: لو كنتي بس بترضينهم ليه ما وافقتي على حمد؟ وش معنى طلال؟
لينا: .......
مساهير بقهر: لينا أنت للحين ما نسيتي يوسف..و عارفه إنك تكرهين طلال و للحين تلومينه على وفاة يوسف..أجل ليه وافقتي؟ ليه تبين تعذبين نفسك؟

عمر كان جاي يشوف لينا..و انصدم بوجود مساهير..و انصدم أكثر من اللي تقوله..
عمر بعصبيه: أنت وش جالسه تقولين؟

مساهير تفز هي و لينا..و مساهير طالعته بقهر..
مساهير تكلم لينا: فكري زين يا لينا..بعدين أكلمك مع السلامه

مرت من عند عمر بسرعه..و طلعت من الغرفه..و لينا غطت وجهها بيدينها و بدت تصيح..عصب عمر على مساهير و راح وراها..ما كان مصدق إن لينا هدت..تجي و تثورها بهالكلام..نزل وراها..شافها بتطلع من الصاله..
عمر يصارخ: مسااااهير

التفتت له مساهير تطالعه..
عمر يكمل بعصبيه: ليه قلتي لها هالكلام؟ أنت ما تحسين! ما شفتي كيف قلبتي حالها؟ لكن أنا الغلطان اللي فكرت إن وحده مثلك ممكن توقف معها في هاليوم!
مساهير انقهرت: قلبت حالها! أنا! ليه كيف كان حالها؟ أنت شايفها اليوم وحده فرحانه بخطبتها؟ و إلا كل همك تزوجها و خلاص..أنت ناسي أو تتناسى وش شعور لينا اتجاه طلال بالذات..ما كلفت نفسك تفكر كيف وافقت عليه و هي تلومه على وفاة يوسف..و إن كانت مستحمله هالشي بس عشانكم ما فكرت وش تأثيره عليها؟ وش بيكون تأثيره على طلال؟ بس ليه استغرب و أنت تاركها كل هالسنين دافنه نفسها بهالحزن و تسوي نفسك مو داري عن شي(ترفع صوتها)طالع فيها هاذي لينا اللي عرفتها من سنين؟ و إلا أنت تعودت تشوفها كذا لين ما صارت تفرق معك..غلطان يا عمر لينا لازم أحد يواجهها باللي هي تفكر فيه.....
عمر يقاطعها بعصبيه: اطلعي برا..برااا

طلعت مساهير تركض..و هي ما تشوف من الدمع اللي ملأ عيونها..دخلت بيتهم و هي تحمد ربها إن أمها و راشد مو في البيت..لأن صوت شهقاتها كانت عاليه..و الكل بيسمعها..دخلت غرفتها و رمت نفسها على السرير..و نظرته الكارهه المستحقره للحين قدامها..و كلمة_وحده مثلك_تترد في أذانيها..حست إنه يكرهها من كل قلبه..مو بس حاقد عليها مثل ما قالت لينا..صارت تكلم نفسها و هي تصارخ..(زين غلطت أنا عارفه إني غلطت يوم تركتكم..بس لا تكهرني كذا يا عمر..ما طلبت إنك ترجع تحبني لأني اعرف إن هالحب بنفسي خسرته..بس الله يخليك لا تكرهني..ما أقدر اتحمل هالشي)

أما عمر..فكان للحين واقف مكانه..يتنفس بقهر..(أنت آخر وحده يحق لها تلومني يا مساهير)
حلا تنزل من فوق: عمر
عمر: حلا تعالي أبيك
حلا: نعمين
عمر: باسألك سؤال و جاوبيني بصراحه
حلا بإستغراب: اسأل
عمر: لينا كيف كانت اليوم؟
حلا تتنهد: أنت تعرف يا عمر إن لينا مو من خاطرها هالزواج و هي وافقت عليه بس عشان أمي يعني يبي لها وقت تتعود..و أنا مرتاحه إنها أخذت طلال مو حمد لأن طلال طيب و بيصبر عليها و يراعيها
عمر بهمس: و هذا اللي خلاني أوافق
حلا: لا تخاف يا عمر إن شاء الله طلال يقدر يطلع لينا من الحزن اللي هي فيه
عمر يبتسم: إن شاء الله..روحي اجلسي معها لا تتركينها لحالها

راحت حلا و عمر يفكر بكلام مساهير..(مالك أي حق تتدخلين في حياتنا يا مساهير..ولو مو عشان لينا كان ما خليتك تدخلين هالبيت أبدا)

في غرفة لينا_كانت تفكر بكلام مساهير اللي سمعه عمر..(عندي احساس إنك عارفه أنا وش ناويه عليه يا مساهير بس يمكن مو مصدقه..أنا نفسي مو مصدقه اللي أنا أسويه بس لازم أحد يدفع الثمن..و طلال الوحيد اللي يستاهل يدفع هالثمن لأنه السبب بكل هذا..بس أنا ما كنت أبي عمر يسمع هالكلام مابيه يشيل همي)



*من بكره*

في بيت أم العنود/

الكل عرف بخبر خطبة لينا و طلال..و الكل فرح انها أخيرا وافقت..قالت الخبر أم العنود لجوري اللي فرحت للينا و راحت تقول لياسمين..
جوري: ياسمين عندي خبر حلو
ياسمين: وشو؟
جوري: لينا انخطبت
ياسمين انصدمت: صدق! و هي وافقت؟
جوري: ايه بس ما سألتيني مين؟
ياسمين: مين؟
جوري: طلال
ياسمين تشهق: طلال! ولد عم أسيل
جوري بإستغراب: ايه
ياسمين: مو معقول!
جوري: ليه مستغربه؟

قالت لها ياسمين قصة لينا..مع يوسف..و كيف توفى..و مين اللي كان السبب..و جوري كانت تسمع..و دموعها تنزل على خدها..تأثرت بالحيل من قصة لينا..و عرفت سبب هالهدؤ و الحزن اللي دائما تشوفها فيه..
ياسمين: كانت ما تطيق طاري طلال استغرب كيف وافقت؟
جوري: بس حرام طلال ماله ذنب باللي صار
ياسمين: صح..اللي صار قضاء و قدر بس أكيد خالتي اجبرتها و ما اتخيل حال لينا اللحين
جوري: ان شاء الله تقدر تنسى..و يعوضها الله بطلال..و الله من اللي سمعته عنه احسه طيب و ينحب
ياسمين: تصدقين يمكن يكون هو الشخص الوحيد اللي يقدر يصبر على لينا و يقدر اللي مرت فيه



في بيت أم راكان/

نزلت مرام عند أمها و ريهام..و سمعتهم يتناقشون في سالفه خطبه..
مرام بلا مبالاه: مين اللي خطب؟
أم راكان: ولد عمك

مرام كان قلبها بيوقف خافت انه نادر..و خافت بعد انه فيصل خطب أسيل..
مرام بخوف: مين؟
ريهام: طلال

مرام تنفست بارتياح..خافت ان خطتها فشلت..و بعد كل هذا فيصل يخطب أسيل فجأه..
ريهام: ما سألتي مين اللي خطبها؟
مرام: نعرفها؟
ريهام: ايه..لينا
مرام: وااع مالقى غير هالميته و هي حيه
ريهام: من علاقته القويه مع عمر ما ستغربت يخطبها
مرام: كيف وافقت؟ مو كانت تحب ذاك اللي مادري وش اسمه و اللي ذبحه طلال في ملكتها!!
أم راكان: السالفه قديمه تلقينها نست..بعدين تحمد ربها وين تلقى مثل طلال و هي حتى تعليمها ما كملته

مرام سكتت مقهوره و هي تفكر..(اللحين احاول افتك من أسيل تطلع لي بنت خالتها! و كأن ما فيه بهالدنيا غير خوال أسيل نناسبهم..أووف والله حاله..بعدين طلال مرح كيف يأخذ وحده كئيبه؟)
ريهام: وين سرحتي كأنها ما اعجبتك السالفه؟
مرام: أكيد ما أعجبتني مالقى غير لينا ياخذها ما أحبها..و الله طلال ما عنده ذوق

دخل راكان البيت..و جلس يسمعهم يتناقشون في خطبة طلال..
راكان: خساره ليته يتزوج جوري كان اشوفها دائما
أم راكان: أنت وش عندك على هالجوري ميت عليها! و من تشوفها لزقت فيها! ان شفتك مره ثانيه جالس معها ماراح آخذك معي عندهم تفهم؟
راكان بخوف: ليه؟ وش فيها؟
أم راكان: فيها اللي فيها أنت مالك دخل..مو كافي متحملين نشوفها كل ما طلعنا معهم..لا و حاطه راسها براسنا جالسه معنا تقول من أهلنا
مرام: كلهم معتبرينها كأنها قريبتهم
ريهام: أنا على بالي انهم مخلينها عندهم رحمه يعني تساعدهم تخدمهم كثير من صديقاتي كذا عندهم مرافقات سعوديات

انقهر منهم راكان..و من كلامهم و طلع من البيت..اللي ما كان يحب يجلس فيه كثير..



في بيت أم عمر/

كان عمر جالس في الصاله..و دق التليفون..
عمر: مرحبا
مساهير: السلام عليكم
عمر عرفها..و من غير نفس: نعم
مساهير بقهر: ترى السلام لله
عمر عصب: أنت وش الوجه اللي لك! لها عين ترد..أنت لو عندك دم كان ما تصلتي أبدا
مساهير بغيض: اسمع يا عمر أنا رجعت اعجبك أو لا هاذي مشكلتك..و أنت مو مضطر تتقبلني و لا يهمني مقتنع بهالرجعه و بصدقي أو لا..بس ماراح اسمحلك تكلمني بهالطريقه..أو تحاول تتدخل بيني و بين لينا...
عمر يقاطعها بقهر: لا مو عاجبتني رجعتك يا مساهير و ماراح اتركك في حالك دامك تتدخلين في حياة لينا...

لينا كانت واقفه عند الباب..و تسمعه يصارخ على اللي يكلمه..لكنها أول ما سمعت اسم مساهير دخلت بسرعه..
لينا: عمر!!

عمر طالعها بقهر و رمى سماعة التليفون و طلع..راحت لينا بسرعه تكلم مساهير..
لينا: مساهير وش صار؟
مساهير بقهر: مادري عن أخوك! تغير عمر كثير..بحياتي ما تخيلت إنه بيجني يوم أبدأ اكرهه فيه
لينا: مساهير وش هالكلام؟
مساهير: اخوك يكرهني يا لينا يكرهني لدرجة ما يقدر يخبي هالكره بقلبه و كل ما شفته يبينه لي..تبيني بعد كل هذا ما أكرهه؟ بس هو ما يهمني اللي يهمني أنتي و حالتك
لينا تتنهد: وش فيها حالتي؟
مساهير: لينا لو كذبتي عليهم ماراح تكذبين علي..قولي ليه وافقتي على طلال مو حمد
لينا: عشان أمي تقتنع بطلال أكثر و أنا أبي اريحها
مساهير: خالتي كان كل همها انك تتزوجين و بس
لينا: مساهير أنت وش تبين بهالسالفه خليني انساها و ارتاح
مساهير: تنسين! تنسين واحد بعد كم شهر بيكون زوجك و تعيشين معه

لينا حست برجفه في جسمها..من كلام مساهير..و فكرت هي كيف بتتحمل تشوف طلال..و تعيش معه بعد..بس ما كان قدامها حل ثاني..هو الوحيد اللي تقدر تصارحه برفضها لهالزواج..و حبها ليوسف..هو الوحيد اللي ما يحق له يلومها أو يطلب منها شي..
لينا ببرود: هو أو غيره ما يهم
مساهير: أتمنى انك تقولين الصدق



*يوم السبت*

في بيت أبونادر/

طلعت رغد من غرفتها بعد ما دقت علها أسيل و قالت لها ان بكره أول أيام رمضان..و هي كانت مندمجه مع الفلم و نست الخبر كله..طلعت تسلم على أهلها و تبارك لهم بقدوم الشهر..باركت للكل و ما بقى غير نادر..راحت تبارك له..و بالمره تفتح معه الموضوع اللي تكلمت فيه مع أمها و أبوها اليوم..دخلت لغرفته..
رغد: كل عام و أنت بخير
نادر يبتسم: و أنتي بخير

رغد تطالع شنطة ثيابه اللي يرتبها..
رغد: بتسافر؟
نادر: إيه
رغد: أكيد الشرقيه
نادر بفرح: إيه طلبت من أبوي إجازه رمضان كله و العيد
رغد بصدمه: ما راح ترجع إلا بعد العيد
نادر: إيه

رفع راسه يطالعها..و استغرب الحزن اللي انرسم على ملامحها..
نادر: رغد وش فيك؟
رغد: فيه موضوع كنت أبي أكلمك فيه
نادر يجلس: قولي أنا مو مستعجل
رغد: أبوي كان بيكلمك لكن أنا طلبت منه إني بنفسي أقول لك
نادر: وش فيه؟
رغد: أبوي يبيك تتزوج يقول ما يصير يتزوج طلال و فيصل بعد قبلك
نادر: يصير خير
رغد بفرح: يعني موافق؟
نادر: أفكر
رغد: زين أنا بأخطب لك وش رأيك؟
نادر: لا يا رغد أنا بأخطب من بنات خالي لأني أفكر إني أستقر بالشرقيه
رغد بتهور: نادر أنت ليه ما تحبنا؟
نادر انصدم و ما ستوعب كلامها: هاه!
رغد تكمل: كنت أقول يمكن لأنك كنت بعيد عننا..لكن أنت ما عندك إستعداد تقرب مننا..أو تحبنا..لأنك مكتفي بخوالك و عمرك ماراح تعتبرنا أهلك..أنا ما أقولك لا تحبهم بس حنا إخوانك و هنا أبوك حنا أقرب لك منهم
نادر مصدوم_ رغد....
رغد تقاطعه و تكمل و هي تصيح: ماله داعي تتكلم يا نادر كنت أدور على أخوي الكبير و حبه و إهتمامه بس اللحين عرفت إننا مو في تفكيره أبدا

ما ستحملت القهر اللي تحس فيه..منه..و عليه..طلعت تركض لغرفتها..و قفلت الباب..سمعته يطق الباب و يناديها..لكنها ما ردت..
وقف نادر عند بابها دقايق..لكنه حس إنها ماراح تفتح..رجع لغرفته و سكر شنطته و راح..لكن فرحته بالروحه قلت..(ليه تصعبينها علي يا رغد؟ ما أبيك تهتمين فيني..عندك فيصل و طلال..ليه تدورين علي؟)
كان يحس إن إهتمامها فيه بس من طيبتها..و كان يعاملها بحنان يرد لها اللي تسويه..لكنه ما توقع أبدا إنها تشوفه الأخ الكبير لها..و تتأثر لهالدرجه بفراقه..



في بيت أم العنود/

ياسمين: جوري
جوري: نعم
ياسمين: دوامي في رمضان يتغير
جوري: صدق متى صار؟
ياسمين: أروح ثمان و ارجع الساعه وحده بالليل
جوري تشهق: متأخر!
ياسمين: عادي ترانا رمضان يعني وحده تعتبر بدري
جوري: مو بدري يا ياسمين و الدليل إنك خايفه تقولين لأمي حصه..صح؟
ياسمين: أبيك تساعديني عليها
جوري: ما أقدر اخاف تزعل علي..هي كل ما جلست معها قالت لي حاولي تخلينها تترك هالشغل
ياسمين تتنهد: يعني للحين مو راضيه!
جوري: و لا عمرها بترضى..كلنا مو راضين لك التعب بدون داعي..ياسمين ارحمي نفسك دراستك صعبه و دوام ما ترتاحين؟
ياسمين بإصرار: بس أنا كذا مرتاحه..جوري كنتي مقتنعه بوجهة نظري وش اللي غيرك؟
جوري: أجل المفروض أنا أولى في هالشغل أنا ابعد منك عنهم أنا المفروض اعتمد على نفسي و أخاف من بكره و اللي بيصير فيه
ياسمين ابتسمت: تغيرتي يا جوري أول مره اسمعك تناقشين بهالعناد
جوري: لأني خايفه من نهاية هالشغل..إلى متى يا ياسمين؟
ياسمين: لحد ما اتخرج
جوري تشهق: ياسمين حرام عليك!
ياسمين: وش فيك يا جوري أبيك عون صرتي علي فرعون! تدرين خليك هنا أنا بأروح اكلم أمي عن دوامي..و دام هذا رأيك لا تتناقشين مع أمي في شغلي أبدا..مو ناقصه تجتمعون علي
جوري تتنهد: مادري ليه نتعب نفسنا و أنت مالك إلا اللي براسك

تركتها ياسمين و راحت تبدأ مناقشه أصعب مع أمها..لكن كالعاده..النهايه كانت من صالحها..



*من بكره-أول أيام رمضان*

في كلية اللغه الإنجليزيه/

كانت رغد طول المحاضره سرحانه و مكشره..و أسيل تطالعها بإستغراب..و ما صدقت خلصت المحاضره التفتت عليها..
أسيل: رغوده وش فيك؟
رغد: كله على الفاضي
أسيل: وش اللي على الفاضي
رغد: تخطيطنا لنادر و ياسمين ما نجح
أسيل: ليه؟ لا تقولين طلع نادر يحب مرام صدق
رغد: لا..بس يبي يخطب من بنات خاله و يسكن في الشرقيه..تخيلي شكله من رجع لنا وهو يخطط متى بيروح عننا
أسيل: يمكن مو هذا قصده..يمكن يحب وحده من بنات خاله
رغد: لا هو ما حدد..ما قال بأخطب بنت خالتي..قال أبي اخطب من بنات خالي..يعني كل اللي يهمه انه يرجع يعيش بينهم و بس
أسيل: رغد نادر طول عمره بعيد عننا..مو بعد هالعمر كله تبينه يتعود علينا بسرعه
رغد: أكثر من سنه عاش بيننا معقوله ما حس فيها انه أخونا! ليه؟
أسيل: و الله مادري نادر شخصيته غامضه ما تقدرين تتوقعين وش احساسه أو وش يفكر فيه
رغد: بس هو أخوي الكبير..كيف تبيني اسكت و أنا اشوف اني بأخسره..أنا متأكده انه لو راح الشرقيه بينسانا
أسيل: فكري انه هو مرتاح كذا..ما تقدرين تجبرينه يعيش في مكان ما تعود عليه..و أنت تقدرين تكلمينه بأي وقت و ما تنقطعين عنه..هذا الحل الوحيد لأنه مو بيدك تتحكمين في حياته
رغد تتنهد و تتلفت: وينها حلا؟
أسيل: يعني ما تعرفينها حلا و أول يوم من رمضان أكيد غايبه زين ان جت باقي الأسبوع



في الشرقيه-قبل المغرب/

كانت أسماء جالسه في البيت لحالها..تركي مشغول كثير..لدرجة إنه بيفطر في الشركه..و هي كانت لحالها..حتى إياد نايم..تذكرت هالوقت..(أكيد أهلي مجتمعين عند أمي حصه كالعاده..يا الله وش كثر مشتاقه لهم كأن لي سنه ما شفتهم مو كأنه اسبوعين..يارب تصبرني على هالأيام و نرجع بسرعه وسط أهلنا)
سمعت جوالها يدق..و أول ما شافت رقم تركي فرحت..
أسماء: هلا حبيبي
تركي: أهلين عمري وش أخبارك؟
أسماء: تمام
تركي: بس صوتك تعبان فيك شي؟
أسماء: لا بس عشاني من طلعت من عندي ما تكلمت مع أحد

كسرت خاطره..ما أخطأ يوم وصى عليها جيرانهم اللي اتعرف على ولدهم أمس..
تركي: اسمعي قلبي أنا أمس تعرفت على جارنا و قبل شوي دق على أهله عازمينك على الفطور جهزي نفسك بتمرك أخته بعد ساعه
أسماء: بس إحراج ما أعرفهم
تركي: تتعرفين عليهم اليوم ما يصير كذا تجلسين لحالك
أسماء: زين و أنت متى ترجع؟
تركي: الساعه عشر أكون عندك إن شاءالله..يله اتركك تتجهزين..مع السلامه قلبي
أسماء: مع السلامه حبيبي انتبه لنفسك



في بيت أم العنود=قبل آذان المغرب بنص ساعه/

كان الكل كالعاده مجتمعين أول أيام رمضان عندها على الفطور..و البنات في المطبخ يجهزون كل شي..
حلا تطلع الحلى من الثلاجه: و هذا حلى حلا الحلو
ياسمين بإستغراب: واااو روعه معقوله أنتي اللي مسويته!
أسيل: تكذب هاذي ما تعرف تسوي قهوه..مره وحده تسوي هالحلا الخطير..أنت لينا اللي مسويته صح؟
لينا: لا حلا اللي مسويته الصبح مادري كيف طلع منها
حلا: أنا عندي مواهب بس ما تطلع إلا بمزاجي
أسيل: روحي بس أنت و بأول يوم من رمضان تصحين الصبح وتطبخين..ما أصدق!
لينا تضحك: انتظري نذوقه يمكن يطلع شكل على الفاضي
حلا: بتذوقون و تعرفون قيمتي
جوري تدخل عندهم: جهزت السفره يله جيبوا القهوه

جهزوا كل شي..و اجتمعوا على السفره..ينتظرون الأذان..
أم عمر: وين شوق؟
حلا: و ليه تسألين عنها ما كأنك مغديتها اليوم أربع مرات
أسيل: حرام عليك المسكينه ما قامت إلا العصر متى مداها تتغدى أربع مرات
حلا: و أنت واقفه لي على الوحده اعتبريها صيغة مبالغه
أم العنود: اسكتوا خلونا نذكر الله

طاح وجه أسيل و حلا..و البنات كانوا يضحكون عليهم..
أذن المغرب و افطروا..و بعد عشر دقايق جت شوق و جلست معهم..
شوق: ياسلام هذا حلا أم حمد زين جايبينه على بالي ما أحد شافه

الكل التفت على حلا اللي من اليوم غثتهم بحلاها..و آخر شي طلع من جارتهم..
ياسمين: استغفرالله تكذبين برمضان
حلا بقهر: أنت مو صاحيه العصر وش عرفك إنه من أم حمد؟
شوق: صحيت الصبح أشرب ماء و شفته و قالت لي الخدامه
حلا: مالت عليك أنت و هي و أم حمد و حلاها أصلا طعمه بايخ
أم عمر: استحي على وجهك تسبين المره!
حلا تصرف: إذكروا الله إذكروا الله..أقولكم أروح أصلي احسن

كملوا الباقين فطورهم..و بعد دقايق قامت جوري..وقفت في الصاله تحاول تمسك دموعها بس ما قدرت..كانت من اليوم جالسه تراقبهم و تسمعهم..و هي مو مصدقه إنه صار لها عائله تحبها..تذكرت أيام رمضان في بيت عمها..كيف كانت تفطر لحالها أو مع الخدامه..لأنه أغلب الأيام كان خالهم يفطر عندهم..تذكرت خوفها..و وحدتها..
حلا: جوري وش فيك؟!
جوري تمسح دموعها: فرحانه
حلا تتريق: لا واضح! بأسألك أجل إذا زعلتي وش تسوين؟
جوري تبتسم: أصيح بعد
حلا: حلو يعني الدموع شغاله على الموجتين
جوري تضحك: إيه
حلا: لا صدق وش فيك جوري؟
جوري: فرحانه فيكم الله يخليكم لي يوم تذكرت كيف كان رمضان اللي فات في بيت عمي الله يرحمه حمدت ربي على النعمه اللي أنا فيها
حلا تستهبل: أكيد ما كان عندك وحده تذوقك الحلا اللي ذوقته لك
جوري تضحك: قبل شوي مو عاجبك
حلا: من قهري على هالشوق ما خلتنا نتفاخر شوي

طلعت لهم أسيل..
أسيل: وش عندكم؟
حلا: وش دخلك؟
أسيل: من زينك
حلا: أحلى منك و اسمي يشهد
جوري: كملوا هوشتكم أنا رايحه أصلي

راحت عنهم جوري..و حلا التفتت لأسيل..
حلا: تدرين أحس إننا مقصرين في جوري
أسيل: ليه؟
حلا: شفتها قبل شوي تصيح تقول تذكرت وحدتها في بيت عمها و قالت إنها اللحين فرحانه بيننا
أسيل: و الله هالبنت طيبه و تنحب
حلا: إيه بس حنا قليل ما نزورها حتى ما عمرنا كلمناها بس إذا شفناها في المزرعه
أسيل: بالعكس أنا قد رحت لها
حلا: مره بس و كانت صدفه بعد..لازم نقرب منها أكثر
أسيل: معك حق جوري وحده مننا ما نبيها تحس إنها مو مهمه عندنا

في غرفة جوري..خلصت صلاتها..و سمعت صوت مميز عندها..طفت النور و راحت لشباكها اللي كان مفتوح..و من ورى الستاير طلت..شافته كان يكلم في جواله..و سرحت..(فارس إلى متى أفكر فيك؟ و ليه؟ ما صار أي شي بيننا يخليني أحبك..لدرجة أفكر فيك كل وقت..ليه ندمانه على فسخ خطبتي! إلى متى و أنا اسأل نفسي لو كنت تزوجتك كيف بتكون حياتي معك..بس خلاص المره هاذي بآخذ قراري..ماراح أفكر فيك..لو كنت أهمك أنت بنفسك بتبين لي..ولو كان لا..فأنساك احسن)
و مع إنه كان للحين واقف..تركت شباكها و راحت للبنات
  #15  
قديم 09-16-2010, 12:15 AM
 
بليييييييييز بسرعه انتظر البارت الجاي
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور قلوب مجروحه قلوب مطعونة جريحة جديدة واقعي جدا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 03-22-2012 02:25 PM
رجل***********بنصف جسم اميرة السحر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 09-27-2009 03:14 AM
قلوب تنزف في صمت فراشة الطاقة مواضيع عامة 7 08-04-2009 09:26 PM
قلوب النساء اقوئ من قلوب الرجال شو رايك ياادم امي الغالية مواضيع عامة 2 07-14-2009 09:45 PM
قلوب تجرح لتنزف قلوب نوني...} مواضيع عامة 1 08-20-2008 09:07 AM


الساعة الآن 01:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011