عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree14Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 11-28-2015, 09:33 PM
 
وسوف اكملها بعد شهرين مع قصة البداية من جديد
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-01-2015, 10:11 PM
 
[3mr=http://upload.te3p.com/uploader/570324/21282968939.jpg]السلام عليكم
كيف حالكم
اتمنى تكونوا بخير
مرح اطول عليكم
البارت الجديد

دخلت إلى من البوابة الكبيرة مع ميشيل بينما أخذ ريكايل السيارة إلى المربض ..!
فور دخولي توجهت الأنظار لي .. أنا واثق بأن الجميع متشوق ليعرف من هي الفتاة التي ترافقني ؟!..
سرت بثقة مع ميشيل التي بدا أن الوضع غريب عليها حيث همست : لم أتوقع أن يكون المكان بهذه الفخامه ..!
إبتسمت لها و همست : لم نصل لقاعة الإحتفال بعد .. سآخذك لمكان قبل ذلك ..!
نظرت نحوي باستغراب فأمسكت بيدها و سرت و أنا أسحبها خلفي بين الممرات برقه حتى وصلنا إلى باب كبير ذو لون ذهبي ..!
أخرجت مفتاحاً من جيبي و فتحت الباب .. دخلنا فأغلقت الباب من خلفي .. لقد كانت هذه الغرفة ذاتها التي أتناول فيها طعامي ..!
لها بابان .. هذا أحدهما بينما الآخر من الكفتيريا ..!
إتجهت ناحية الباب الزجاجي الكبير المطل على تلك الحديقة الصغيره .. فتحته و دخلت و خلفي ميشيل التي قالت بأنبهار : واااااااااااااو .. المكان رائع و يضفي إحساساً بالسعادة و الهدوء ..!
أومأت لها إيجاباً ببتسامه ..!
كانت تلك حديقة صغيرة مليئة بالزهور المختلفه ..!
هناك شلال صغير صناعي في الزاويه ينزل إلى بركة صغيره و جميله توزعت حولها الأضواء بشكل مبهر ..!
هناك أيضاً طاولة مستديرة حولها مقاعد للجلوس و الإسترخاء ..!
كما أن هناك أرجوحة على شكل مقعد يسع شخصين يمكنك الإستلقاء عليها و الغرق في النوم براحه ..!
نظرت إليّ ميشيل بسعاده : لينك .. هل تأتي إلى هنا دائماً ؟!!..
غمزت لها بمرح : سأخبرك سراً ..! دائماً ما أهرب من الحصص بحجة أني مريض أو متعب و آتي إلى هنا للنوم بهدوء ..!
ضحكت بخفة وهي تقول : لم أعلم أنك من النوع المشاكس !!..
سرت ناحية حوض زهور كبير و أنا أقول : تعالي ميشيل .. سأريك هذا ..!
تقدمت ووقفت بجانبي : واااااااااااااااااااو .. إنها أزهار رائعة الجمال !!..
إبتسمت لها : إنها ازهار الأراولا .. كما ترين هي ساحرة المنظر ..!
نظرت نحوي ببتسامه : أهي صنفك المفضل ؟!..
أومأت إيجاباً : نعم .. والدتي تحب هذه الزهرو كثيراً .. إنها تعني الزهور الذهبيه !!.. لذا أحببتها كما أمي ..! في الحقيقه والدتي مغرمةٌ باللون الذهبي !!..
عادت تنظر نحو تلك الزهور ببتسامة هادئه : أنت لطيف لينك كما هي هذه الزهور تماماً ..!
لوهله .. توردت و جنتاي خجلاً .. لقد كانت تهمس بذلك ويبدو أنها لم تنتبه لما قالته ..!
أردت تغير الموضوع : ألم نتأخر على الحفل ؟!!.. علينا أن نذهب الآن ..!
إلتفت ناحيتي بهدوء : أنت محق ..!
إنحنيت و قطفت إحدى زهرات الأراولا ذات لون وردي لطيف و أعطيتها لميشيل : هذه هدية مني لأنك قبلتي مرافقتي اليوم ..!
إبتسمت بمرح و هي تأخذ الزهرة من بين يدي : هذا لطف منك .. لينك ..!
.................................................. .
فور أن دخلنا القاعة بدا الذهول على ميشيل بسبب حجم القاعة الكبيرة و فاخامتها ..!
كذلك بسبب كثرة الناس الللذين هنا و غالبيتهم من طلاب المدرسة ..!
في تلك الأثناء تقدمت ناحيتنا فتاة شقراء بخصل حمراء ..!
إنها روزاليندا رئيسة مجلس الطلبة التي قالت بإحترام مع إبتسامة هادئه : أهلاً بك سيد مارسنلي .. شرفت الحفل ..!
أومأت لها ببتسامه : أرى أنه سيكون حفلاً فخماً بسبب جهودك ..!
ببتسامتها المغرورة ذاتها : إنه لمن دواع سروري أن الحفلة أعجبتك ..! هلا تفضلت معي .. لقد حجزت لك طاولة خاصه ..!
سارت بهدوء أمامنا بينما سرت خلفها و ما إن خطوت خطوتين : لم تخبرني بأنك .. السيد مارسنلي !!..
إلتفت ناحية ميشيل التي كانت تعاتبني و إبتسمت بمرح : أنت لم تسأليني !!.. كما أنك أيضاً لم تخبريني حتى الآن شيئاً عن أسرتك ..! إذاً نحن متعادلان ..!
تنهدت بضجر و سارت إلى جانبي .. رغم أني أشعر أنها لا تزال غاضبه !!..
وصلنا إلى تلك الطاولة .. كانت كبيرة حيث جلس عليها صاحباي و مرافقتاهما ..!
وقفت آندي من حينها لتقول بمرح : و أخيراً وصلت يا ميشيل .. أهلاً بك !!..
نظرت إليها بضجر : و أنا ؟!.. ألن ترحبي بي ؟!..
إبتسمت بمكر وهي تحاول أن تتجاهلني !!..
دايمن باستغراب : هل تعرفينها آندي ؟!..
أومأت آندي إيجاباً : نعم .. إنها صديقتي في المدرسة و قد عرفتها إلى لينك منذ فتره ..!
أووه .. كذبة متقنه !!..
هاهي مهنة آندي تظهر ..!
محترفة في الكذب .. لا اخفي عليكم أن من يتحدث إليها يصدق كلامها كله و في النهايه يصدم بأنها لم تكن صادقة في حرف واحد !!..
وقف ماثيو وهو يقول ببتسامه : أهلاً بك يا آنسه .. أرجوا أن تكوني من طلاب ثانوية مارسنلي في السنة القادمه ..!
ميشيل ببتسامه : شكراً على ترحيبك سيد ديمتري ..!
مذا ؟!.. كيف عرفت إسمه يا ترى ؟!..
جلست أنا و ميشيل على كرسيين على تلك الطاوله بينما اسأتذنت روز قائلة أن عليها الإشراف على الحفل ..!
إنضمت فلورا إليها فهي نائبة رئيسة مجلس الطلبه ..!
رغم أن الأمر لا يعجب دايمن إلا أنه مجبر على الصمت !!..
من فوري أخرجت هاتفي لأكتب رسالة و أرسلها إلى آندي ..!
( كيف عرفت ميشيل بأن ماثيو هو السيد ديمتري ؟!.. )
( يا أحمق !!.. لا شك أنها رأته حين جاء لأسطحابي !!.. ثم أني قد وصفت لها شكله و شكل دايمن و فلورا و روز حتى تنتبه لتصرفتها معهم ..!)
هه .. آندي تلعب دورها في مساعدتي بمهاره ..!
.................................................. .
مر الوقت سريعاً .. وقد كانت حفلة مثيرة و رائعه ..!
حتى ميشيل إستمتعت كثيراً رغم أنها رفضت الرقص بحجت أنها تخجل من ذلك أمام كم كبير من الناس ..!
أما أنا .. فقد دعتني روزاليندا إلى رقصة .. لم أشأ أن أرفض لأن روز قد تعبت على هذا الحفل لذا رقصت معها مرة واحده وحدنا فقد وقف الجميع للتفرج و تركوا الساحة فارغةً لنا الإثنان .. مع تلك الموسيقى الهادئه شعرت بالمتعة حقاً رغم أني تمنيت أنها كانت ميشيل بدلاً عن روز .. و قد أشار الجميع إلى أنها كانت أفضل رقصة في الحفل ..!
ماثيو لا يحب الرقص لكن آندي أجبرته على ذلك عدة مرات ..!
أما دايمن و فلورا فقد كانا أكثر من رقص في الحفله !!..
كنت أرى ريكايل يقف هناك بعيداً .. مستنداً إلى الجدار يراقب الحضور بصمت ..!
لم أكن مهتماً بأمره قدر إهتمام ميشيل التي ما إن تجد فرصة للنظر إليه حتى تغتنمها ..!
ذلك ما أثار شكوكي نوعاً ما ..!
........................................
هانحن الآن خرجنا من وليمة العشاء ..!
كنت مع مجموعة أصدقائي ذاتهم : كان عشاءً فاخراً ..!
أومأت ميشيل إيجاباً بمرح : صحيح .. لم أذق أطيب من تلك اللمأكولات البحرية في حياتي ..!
إبتسمت آندي وهي تقول : هيا بنا ميشيل .. سأدلك على دروات المياه ..!
إبتعدت الفتاتان بينما توجهنا نحن إلى دورات المياه الخاصة ..!
كنت مع دايمن و ماثيو .. أما فلورا فقد ذهبت مع روز أيضاً من أجل بعض الأمور ..!
بعد خروجنا من دورات المياه رن هاتفي ..!
نظرة إلى أسم المتصل ( لويفان ) ..!
إبتسمت تلقائياً ثم إلتفت لصاحبي : إسبقاني .. لدي مكالمة مهمه ..!
أومأا لي و ذهبا بينما إبتعدت عن مصدر الضجة و أجبت على المكالمه : أهلاً بصديق الطفوله ..!
سمعت صوته يقول بمرح كعادته : أهلاً بك ..! كيف حالك لينك ؟!..
أجبته بسعاده : بخير .. مذا عنك ؟!!..
أجابني بنوع من السخريه : بخير .. ما أخبار حفلتكم الراقصه ؟!.. أخبرني دايمن عنها !!.. هل إسطحبت فتاة جميله ؟!.. أم أن ذوقك السيء لا يزال كما كان ؟!..
بخبث قلت : لاتزال تغار مني لأن الفتايات في الإبتدائية كن يجتمعن حولي بينما أنت تنظر لي بغيره !!..
بغرور رد علي : ذلك كان سابقاً .. الآن أنا نار على علم !!.. و كثير من الفتيات يجمعن صوري التذكرايه و يتمنين توقيعي ..!
ضحكت بخفة و أنا أقول : أخبرني إذاً يا أمير زمانك .. أين أنت الآن ؟!..
أجابني بمرح : في سويسرا .. لدي تصوير فلم مطاردات على الثلج !!..
سعدت حقاً لذلك : أتشوق لرؤية الفلم ..! أخبرني الآن ما سبب هذه المكالمة ؟!.. لم تتصل عبثاً ..!
سمعته يضحك بخفه : محق !!.. أنت تفهمني جيداً !!.. حسناً .. لقد أجلت جميع أعمالي التي بعد أسبوعين لمدة خمسة أيام .. مديرة أعمالي كادت تصاب بسكتة حين طلبت منها التأجيل !!..
إستغربت : و لما فعلت ذلك ؟!!..
بمرح أجاب : كي أستمتع معكم في بريطانيا !!.. أتصلت لأخبرك بأني سأكون هناك ..!
إبتسمت بهدوء : لكني لا أأكد لك حضوري !!..
سمعت شهقته المفزوعه : لما !!!!؟!!.. أقول لك مديرتي كادت تموت بسكتة قلبية من أجل أن أأجل !!.. أرجوك لينك إذا لم أرك بعد أسبوعين فقد لا نلتقي لأشهر و ربما سنة كامله !!..
ضحكت بمرح : أنا لم أقل أني لن أحضر !!.. فقط قلت أني لست متأكداً ..!
تنهد بتعب : أرجوك وافق من أجلي .. حقاً أنا مشتاق إليك !!..
بهدوء قلت : أنا كذلك .. سوف أحاول ..!
سمعته يقول بمرح : إذاً حين تؤكد ذلك أخبرني ..! و الآن علي أن أذهب لتصوير المشهد القادم !!.. تمنى لي السلامه فقد أنزلق من فوق الجبل ..!
لا شعورياً إنفجرت ضحكاً : سيكون هذا نقطة سوداء في تاريخك أيها الممثل القدير ..! إذاً .. وداعاً ..!
بمرح قال : إلى اللقاء ..!
أغلقت الخط بعد مكالمة جعلتني أنسى كل هم قد يخطر على بال .. لوي صديق طفولتي .. هو أكثر من يفهمني من بين أصدقائي رغم أن شخصيته بعيدة كل البعد عن شخصيتي .. حتى دايمن و ماثيو لم يصلا إلى ما وصل إليه ..!
علي الآن أن أعود لأصدقائي فقد تأخرت عليهم ..!
.................................................. ....
حين وصلت كانو يجلسون معاً على ذات الطاوله ..!
ماثيو .. دايمن .. آندي .. فلورا و روز ..!
تساءلت بأستغراب : أين ميشيل يا جماعه ؟!..
نظرت إلي فلورا ببتسامه : كنت معها و أخبرتني أنها ستخرج للحديقة لإجراء مكالمة مهمه ..!
مذا ؟!!.. مكالمة مهمه ؟!!!..
لكنها لا تملك هاتفاً نقالاً أصلاً ؟!!!..
و الهواتف العمومية في قاعة الخزائن !!..
هناك أمر دعاها للخروج .. يجب أن ألحق بها ..!
نظرت إليهم ببتسامة مصطنعه : سوف أستدعيها و أعود ..!
لم أسمع رداً منهم فقد إنطلقت مسرعاً للحديقه ..!
حين خرجت من مبنى المدرسة إلى الحديقة الكبيرة في الخارج و التي تكون مكاناً مناسباً للراحة بين الدروس وهي لعامة الطلاب ..!
نظرت بعيني للساحة الأماميه حيث بوابة المدرسة الكبيره .. لا شيء !!..
إذا كان الأمر مهماً فلا شك أنها في الحديقة الخلفيه !!..
لا شعورياً ركضت إلى هناك .. و حين وصلت كانت الإنارة ضعيفه فهي غير مهيئة لليل .. لا يوجد إلا بعض مصابيح الإناره ..!
تقدمت بضع خطوات و أنا أنظر بعيني ..!
هناك .. قرب عامود الإنارة الصغير .. رأيت شخصان ..!
إقتربت أكثر .. لأعرف ميشيل بثوبها الأسود ..!
و حين تقدمت أكثر إختبأت خلف إحدى الأشجار حيث أراهما و لا أسمعهما فقد كانا يتهامسان ..!
الشخص الآخر كان شاباً أشقر الشعر .. عرفته من قميصه الأحمر و قد خلع سترته و وضعها على كتفي ميشيل بسبب برودة الجو ..!
نعم .. إنه خادمي المتشرد ..!
ريكايل !!!!..
أردت أن أعرف مالقصه فراقبتهما ..!
تبكي .. نعم إنها تبكي !!..
ميشيل كانت تذرف الدموع وهي تتحدث إلى ريكايل ..!
أماهو فقد أمسكها من كتفيها و بدأ يتحدث و الغضب ظاهر على وجهه !!!..
راقبت الموقف أكثر و قد بدأت قطرات العرق تسيل على جبيني و حرارة جسمي إرتفعت ..!
جلست ميشيل أرضاً و كأنها منهارة و قد إرتفع صوت بكائها و بت أسمعها الآن : لا يمكن !!.. أرجوك لا !!..
مالقصه ؟!!..
جثى ريكايل أمامها و بدأ يهدأها لكني لم أسمع مذا يقول .. لكني سمعت ميشيل التي صرخت من بين بكائها : لا اريد شيئاً غيرك !!.. أريدك أنت فقط !!..
ربت ريكايل على رأسها حينها .. فلم تجد هي إلا كتفه كي تغطي به عينيها الدامعه !!..
إحتضنها حينها بهدوء في محاولة لمواساتها !!!..
إلى هنا و أنتهى الأمر : ريكاااااااااااااااايل !!..
هكذا صرخت بغضب و قد أسرعت ناحيته بينما وقف هو مفزوعاً : مذا تفعل هنا ؟!!!..
ما إن وصلت إليه حتى لكمته بشدة على وجهه : أيها الحقير ..!
كالعادة سقط لكن ذلك لم يطفأ النار التي في داخلي !!.. فقزت فوقه و أخذت ألكمه لكمة تتبعها لكمه !!..
كنت أسمع صراخ ميشيل التي تحاول إيقافي لكني لا أعي ما تقول !!.. لم أستطع التوقف عن ضربه !!..
فجأة لم أعد أسمع صراخها .. لا يهم الآن فالمهم أن أفرغ غضبي على هذا الحقير : أيها السافل المشرد !!.. كيف تجرأ على فعلتك أيها الحقير !!.. هذه المرة لن تنجوا يا ريكايل !!.. صدقني ستموت هذه المرة بين يدي !!..
كان يحاول إيقافي بشتى الوسائل : إبتعد !!.. لتفـ .. ـهم الأمر .. أولاً !!..
وقفت من فوقه و ما إن جلس على قدميه و بدأ يلتقط أنفاسه حتى بدأت بركله بشدة في أنحاء متفرقة من جسده : أيها الخادم الحقير !!.. سأجعلك تعرف من هو لينك مارسنلي !!.. سأريك يا مشرد !!..
كان شيطاني يحثني على المتابعه !!..
نعم إضربه !!..
إنه مجرد فتى شوارع لا يستحق العيش !!..
دعه يعرف حدوده التي لا يجب تجاوزها !!..
لتعلمه من هو السيد مارسنلي !!..
إنتهى بي الأمر إلى أن ركلته بأشد ما أملك على بطنه مما جعله يطلق صرخة لا أظن أني قد سمعت أشد منها في حياتي ..!
فقد الوعي بعدها !!!!..
توقفت الآن لأخذ أنفاسي رغم أني لم أكن لأتوقف لولا أني تعبت من ذلك !!!..
لا أعلم كيف وصلت الأمور إلى هذا النحو !!!..
كنت أشعر أن هناك سراً يخفيه مع ميشيل !!..
سمعت صرخةً من خلفي : لينك مذا فعلت ؟!!..
إلتفت لأرى دايمن و معه ماثيو و آندي و ميشيل !!..
يبدو أن الأخيرة أسرعت لطلب المساعده .. و ما إن رأت ذلك الممد على الأرض حتى صرخت وقد إتسعت عيناها : مستحيل !!!!..
أسرعت ناحية ريكايل و جثت قربه و هي تبكي بحسره : رايل !!.. رايل أجبني أرجوك راااااااايل !!..
كنت أنظر ناحيتها بحقد بينما أسرع ماثيو ناحيتي و دفعني لكني لم أسقط بل تراجعت إلى الخلف قليلاً و صرخ : أيها الأهوج !!.. مالذي إرتكبته ؟!!..
بعدها دايمن الذي بدا أنه لا يقل غضباً عن ماثيو : مجنون !!.. أشك أنك قتلت الفتى !!!..
آندي أسرعت لتجلس قرب ميشيل و تتفقد ريكايل وهتفت براحه : إطمئنو .. لقد فقد وعيه فقط !!..
أسرع ماثيو ناحية المتشرد الملقى أرضاً و ما إن رأه حتى صدم : يا إلهي !!.. أليس هذا هو الفتى الذي يعمل في الكفتريا !!؟؟..!
تقدم دايمن نحوه و ما إن رأه حتى إلتفت لي ليصرخ : لما فعلت به هذا ؟!!.. أنظر إلى وجهه كيف صار الآن ؟!!..
حان دوري لأصرخ بغضب و أنا أشير ناحية ميشيل : هذه !!.. إنها السبب !!.. أسألوها مذا كانت تفعل هنا مع هذا المتشرد الحقير ؟!!..
إلتفتوا كلهم ناحية ميشيل بصدمه ..!
بينما أبعدت هي رأس ريكايل الذي كانت تمسكه بين ذراعيها على قدميها و أنزلته إلى العشب برقه ..!
وقفت و تقدمت ناحيتي و هي تطأطأ رأسها .. و ما إن وقفت أمامي حتى : أحمق !!!!!!..
هذا ما قالته مع صفعتها تلك التي جعلت وجهي يلتف إلى الجهة الآخرى !!!..
أنا السيد مارسنلي الذي لا يجرأ أحد على وضع عينه في عيني و أنا غاضب تأتي هذه الفتاة و تصفعني !!..
إلتفت ناحيتها و أمسكت بيدها لأصرخ بغضب : كيف تجرأين على ذلك ؟!!..
أجابتني بنبرة حاده مع عينين شرستين دامعتين : كنت أقول أنك لطيف و مهذب و لا يوجد شاب بمواصفاتك !!.. لكني إكتشفت أنك مجرد متعجرف أحمق !!.. قبل أن تفعل كل ما فعلته برايل كان عليك أن تعرف ما علاقته بي !!.. لست أنا الفتاة ذات الأخلاق السيئة التي تخطط على شابين معاً !!.. دعني إخبرك الآن .. ريكايل هو الذي أخبرتك بأنه يشبهك نوعاً ما في لقائنا الآول .. إنه أخي !!!..
.
.
.
أخوها !!!..
إتسعت عيناي بصدمه !!..
لا يمكن !!..
كان أخاها !!..
ريكايل هو شقيق ميشيل ؟!!..
.
.
.
تركت يدها و تراجعت إلى الخلف عدة خطوات و عيناي المتسعتان من هول الصدمه
سحقاً !!..
ماللذي فعلته ؟!!!..
بلا شعور مني ركضت ناحية الحديقة الأماميه مبتعداً عن أصدقائي !!..
لم أتوقف عن الركض فأنا أريد الهرب من المكان !!..
لقد كدت أقتله لأنه كان يتحدث إلى أخته !!..
لقد فقدت الآن ثقة ميشيل !!..
لقد أفسدت كل شيء !!..
تابعت الجري حتى وصلت مربض السيارات !!..
إنطلقت إلى سيارتي الحمراء !!..
أوه لا .. المفاتيح مع ريكايل !!..
تقدمت نحو السيارة بخطوات يائسه ..!
لا مفاتيح .. بالتأكيد لن أعود لهم كي أخذ المفتاح !!..
الوقت متأخر و لا توجد سيارات أجره ..!
..................................................

تسووووووووووpart 7

أغلقت الهاتف بعد مكالمة مع جيسكا أخبرتها فيها أن تبلغ والدتي أني لن أعود للمنزل اليوم !!..
أسندت رأسي إلى المقعد بتعب و أغمضت عيني ..!
بينما سمعتها تقول بهدوء : و الآن .. أين ستقضي ليلتك ؟!..
إجبتها بهدوء و أنا على وضعيتي : خذيني إلى أقرب فندق تاابع لشركتنا !!..
تنهدت بتعب : إرفع رأسك و دلني على الطريق !!.. أنا لا أعرف شوارع باريس جيداً ..!
زفرت بحنق و نظرة إلى الشوارع .. أظن أن أحد فنادقنا على مقربة من هنا ..!
دللتها عليه بصوت غاضب دون أن أرفع صوتي !!..
لذا قالت هي باستياء : ماذنبي أنا حتى تتحدث إلي هكذا !!.. أنا في وضع لا يسمح لي بالغضب حتى لا يتأذى طفلي القادم !!..
نظرت إليها بطرف عين لأقول بضجر : لولا أني كنت مستعجلاً .. لما طلبت مساعدتك !!..
تفاجأت بها توقف السيارة على جانب الطريق و ببرود : من يريد أن ينزل هنا و يبحث له عن سيارة أجرة يا ترى ؟!..
أطلقت تنهدية متعبه : كنت أمزح .. تابعي طريقك !!..
إبتسمت بمكر و قد نجحة الآن ..!
ماكره ..!
بعد صمت لم يدم طويلاً سألتني : حسناً أيها الشيطان .. لا تقل لي بأنك شوهت وجه الفتى ؟!!..
أدرت وجهي للنافذة و أنا أسند رأسي على المقعد خلفي : ربما !!..
لوهله .. تمنيت لو أن لوي هنا !!.. أظن أنه كان سيفهمني حينها !!.. على عكس ماثيو و دايمن اللذان غضباً فوراً من فعلتي !!..
أخرجت هاتفي و أتصلت به ..!
لكن .. لارد !!..
لاشك أنه مشغول بتصوير أحد المشاهد !!..
منذ صار ممثلاً و مغنياً كبيراً رغم سنه الصغيره لم أعد أتحدث إليه كثيراً .. خاصة بعدما إستقر في عاصمة أميركا .. واشنطن ..!
أعدت الهاتف إلى جيبي و قد إزداد غضبي : أكنت تحاول الإتصال بلوي ؟!..
إلتفتت ناحية ليندا باستغراب : كيف عرفتي ؟!..
إبتسمت بهدوء دون أن تلتفت نحوي : خمنت ذلك ..! أنت في حال سيئه و تحتاج إلى شخص تعلم أنه سينسيك حزنك ببضع كلمات ..! لويفان كذلك كما أنه أعز أصدقائك !!.. و حين غضبت لأنك لم تتلقى رداً تأكدت أنه لوي ..!
نظرت إلى الأمام و أنا أقول ببرود : إنه يصور فلماً في سويسرا ..!
لكني سمعت صوتها الحزين : من السيء أن تشعر بأن من تحبهم مشغولون عنك ..! روبرت دائماً يغلق على نفسه في الغرفة و لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى ينهي الفصل الذي بدأ بكتابته !!.. كاتب روايات مشهور مثل روبرت ليس عنده وقت لغير العمل إلا نادراً !!.. ذلك يجعلني باردةً إتجاهه غالباً ..!
أحزنني كلامها حقاً : ألهذا لم يعد معك هذه المرة من كندا ؟!..
أومأت بحزن : صحيح .. لأني في الشهر السابع فهذه قد تكون آخر فرصة لي بأن أركب الطائره .. أردت أن يولد الطفل في باريس فأخبرني هو بأن أسبقه و أنه سيلحق بي عما قريب !!.. لكنه منذ سافرت لم يتصل بي حتى !!..
تنهدت بحزن و أنا أقول لنفسي أن ليندا تحمل هماً أكبر من همي بكثير ..!
لذا أردت أن أغير الموضوع : صحيح بالمناسبه .. قلت أنك إن أنجبت فتى فستسمينه لينك .. مذا عن الفتاة ؟!..
إبتسمت بهدوء : إنني مغرمة بإسم لورينا .. من الرائع أن أناديها لوري ..!
إبتسمت بشك و أنا أقول : أتمنى حقاً أن أحبها عندما تولد !!.. أظن أني أكثر شخص يكره الأطفال في هذا العالم !!..
ضحكت ليندا بخفه : عندما تصير أباً فيجب أن تحب أطفالك !!..
صمت حينها .. ليندا ذات شخصية قوية جداً و متماسكة جداً ..!
لم أرى إمرأة بمثل ثباتها ..!
فرغم برود زوجها الغير محتمل إلا أنها لا تزال مرحة و لطيفه ..!
لكم أحسدها على هذه الشخصية المميزه !!..
( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!..
سحقاً !!..
لما كلما نسيت تلك الجملة التي قالها السيد رافالي تقفز في ذهني فجأة كي لا إنساها ..!
أظن أنه يجب علي التفكير فيها جيداً ..!
............................................
إستلقيت على السرير الكبير بعد أن و دعت ليندا و شكرتها على إيصالي !!..
أشعر بتعب كبير .. إرهاق من التفكير !!..
في تلك اللحظه طرأت بفكري صورة لميشيل وهي تبكي بين يدي ريكايل !!..
بلا شعور مني صرخت : حقيران !!..
لا أعلم لما !!.. لكني وقفت و أمسكت بالوسائد و رميتها بكل مكان !!..
حالة غضب إعترتني !!..
إريد تحطيم كل شيء !!..
كنت أصرخ و أنا أرمي هذا و ذاك : تافه !!.. أحمق !!.. حقير !!.. ليس سوى مجرد خادم مشرد !!..
أنا مغتاض منه بشده !!.. لقد جعلهم جميعاً يستاؤون مني !!..
ميشيل ..!
ماثيو ..!
دايمن ..!
و حتى آندي !!..
ذلك شيء لا يحتمل !!..
لما أنقلب الموضوع ضدي ؟!..
تحطيم كل شيء حولي حين أكون غاضباً !!..
هذا ما حدث فبعد أن توقفت بعد عشر دقائق كانت الفوضى غير طبيعيه !!..
كانت الأشياء مبعثرةً على الأرض و أبواب الخزائن مفتوحه و السرير قد رميت أغطيته بعيداً ..!
بغضب أطفأت الأنوار و أستلقيت بإهمال على السرير ..!
ها أنا أفشل مع ميشيل كما فشلت مع أليس !!..
أووه .. أليس .. أليس .. أليس ..!
متى أنسى تلك الطفله ؟!!!..
لا أظن أني سأنساها .. لأنها السبب في كل ما اعانيه الآن !!..
........................................
فتحت عيني بتعب لأعلم بأن الصباح قد حل ..!
شعرت ببعض الألم في جسدي بسبب نومي بشكل فوضوي وهذا مالم أعتد عليه ..!
نظرت إلى ثيابي لأتفاجأ بأني نائم بملابس رسميه !!!..
لوهله .. تذكرت ما حدث ليلة الأمس ..!
نعم .. الحفله .. و الأخوان ميشيل و ريكايل .. و الإستياء من قبل أصدقائي .. و في النهايه ليندا التي أحضرتني إلى هنا !!..
آآآه .. كم كان الأمس سيئاً بالنسبة لي !!..
وقفت بتعب .. و أتجهت إلى الخزانه .. لم يكن فيها شيء سوا بجامة نوم !!..
أوووه لا .. لا يمكنني الخروج بهذا المظهر !!..
سحقاً !!..
فكرت في حل .. لم يكن لي سوى أن أتصل بأحد الخدم في القصر و أطلب منه إيصال بعض الثياب مع مفاتيح سيارتي إلى هذه الغرفة من هذا الفندق ..!
وهذا ما حدث !!..
دخلت إلى دورة المياه كي أخذ حماماً بارداً لينعشني ..!
و بعد حوالي خمسة عشر دقيقه خرجت و أنا أرتدي بجامة النوم .. الشيء الوحيد اللذي وجدته في أحد أدراج الخزانة الكبيره ..!
كنت أضع منشفة بيضاء على رأسي .. إستلقيت على السرير بتعب و أنا أفكر .. أو بالأحرى أتذكر ..!
,’,×’,’
جلست على ذلك الكرسي الصغير بمساعدة أمي .. لقد كان الأمر متعباً نوعاً ما ..!
لم تكتمل فرحتي بمغادرة هذه الغرفة أخيراً .. فالخوف من الأشياء خارجها كان يقلقني ..!
كطفل في السابعه .. أظن أنه من الصعب علي مواجة العالم بعد ما حدث ..!
شعرت بأمي تحتضنني بحنان و هي تهمس : لا تخف طالما أنا سأبقى معك ..!
و بنبرة طفولية سألت : لـ .. لن .. تتر .. كيني ؟!..
أومأت إيجاباً وهي تبتسم رغم الدموع التي تجمعت في مقلتيها الزرقاوتين : بالتأكيد لن أتركك .. إطمئن لينك فأمك لن تبتعد عنك أبداً ..!
رفعت رأسي لأنظر إلى عينيها و أنا لا أتوقف عن الإرتجاف حتى إنحنت لتقبل وجنتي بلطف مما جعلني أهدأ قليلاً ..!
إستدارت بهدوء ناحية السرير الأبيض في تلك الغرفة و أخذت البطانية الحمراء الصغيره .. تقدمت ناحيتي و وضعتها على قدمي وهي تبتسم : لنعد للبيت الآن .. الطبيب يقول أنك لم تعد بحاجة للبقاء هنا ..!
تمتمت بتساءل : ماما ..! إنه .. شـ .. شخص .. سيء .. صح ؟!!..
أومأت سلباً وهي تمسح على رأسي : لا .. أنت مخطأ يا عزيزي .. إنه شخص جيد و يساعد الناس كي يتخلصوا من ألامهم !!..
أنا أيضاً أومأت سلباً بإعتراض كبير و صوتي بالكاد يخرج : لا لا.. إنـ .. إنه .. سيء !!.. كلهم سيـ .. ـئون !!.. أنا .. لا أحـ .. حبهم !!..
تنهدت بحزن ولم ترد أن تجادلني في الأمر !!..
وقفت خلفي و أمسكت بمقبضي ذلك الكرسي المتحرك الذي كنت أجلس عليه !!..
دفعته بهدوء و هي تغادر الغرفة ..!
عند الباب كان هناك إثنان جاءا مع والدتي .. أحدهما مقرب جداً من الأسره !!..
لقد كان صديق عزيزاً على قلب أبي .. لذا كانت والدتي تقدره كثيراً ..!
إقترب مني ذلك الشاب .. لقد كان في التاسعة و العشرين من عمره : كيف حالك لينك ؟!..
لم أجب بل بقيت أنظر إليه بنوع من العدوانيه !!..
بدا عليه الحزن من نظراتي فقد كان يحبني كثيراً في السابق .. و أظن أني كنت كذلك !!..
علم بأني أخرجته من دائرة الأشخاص اللذين أثق بهم .. حقيقةً كان الشخص الوحيد اللذي تمكن من دخول تلك الدائرة هي أمي !!!..
نظرت إليه أمي بهدوء : أدريان .. هل كل شيء بخير ؟!!..
كانت تحاول تغير الموضوع فنظر إليها أدريان بهدوء : بالتأكيد سيده مارسنلي .. السيارة في الخارج تنتظركم .. و قد تدبرنا أمر تضليل رجال الصحافه !!.. لكن و كنوع من الحيطه سوف نخرجكم من الباب الخلفي ..!
أومأت أمي و الحزن باد في عينيها اللذي إتضح أنهما لم تذوقا طعم الراحة و النوم منذ أيام !!..
أراد الخادم الذي كان هو الشخص الثاني التقدم لدفع الكرسي عوضاً عن والدتي لكني رمقته بنظرة جعلته يتوقف في مكانه بينما قالت والدتي بهدوء عندما رأت نظرتي تلك : لا داعي لأن تدفع الكرسي فأنا سأفعل ذلك ..!
نظرت إلى الإمام و طأطأت رأسي بألم .. تلقائياً سالت دموعي و لم أستطع منعها !!..
بينما ربتت أمي على كتفي و همست لي : حبيبي .. لا بأس عليك ..! قلت لك بأن كل شيء سكون على ما يرام ..! صدقني لن يتكرر هذا مجدداً أبداً !!..
هذا ما قالته و دموعها هي الأخرى تسيل على وجنتيها ..!
مما جعل أدريان يتقدم ليقول بأحترام : سيدتي .. أنغادر الآن ؟!!..
أومأت والدتي إيجاباً وهي تدفع ذلك الكرسي المتحرك بينما كنت أجلس عليه بجسد يرتعش خوفاً !!..
’,’ × ’,’
قطع علي ذلك صوت الجرس ..!
يبدو أن ملابسي وصلت أخيراً..!
حاولت تناسي ما كنت أفكر به .. حين كنت وحيداً لا أثق بأحد كما يحدث معي الآن ..!
نظرت إلى الساعه .. إنها تشير إلى العاشره ..!
إتجهت إلى الباب و فتحته .. كان أحد الموظفين يحمل حقيبة ..!
أخذتها منه ووقعت على ورقة إستلامها و أغلقت الباب ..!
فتحتها لأرى بنطال جينز أزرق طويل مع قميص أبيض فاخر قصير الأكمام ..!
بدلت ملابسي بسرعة و قررت أن أنزل إلى المطعم لأتناول الفطور في الأسفل فقد شعرت ببعض الجوع ..!
لم أرد البقاء وحدي و تناول الفطور في الغرفه ..!
لذا رتبت نفسي و غادرت غرفتي ..!
أتجهت إلى المصعد و نزلت فور أن فتح باب المصعد رأيت الردهة الكبيرة أمامي ..!
هناك مكتب الإستقبال ..!
وفي زاوية أخرى توجد بوابة للدخول إلى صالة الحفلات ..!
هناك أيضاً عدة طاولات بلياردو .. و المطعم من جهة أخرى ..!
و مكان للجلوس و متابعة التلفاز حين تكون هناك مباريات كرة مهمه ..!
إنطلقت إلى وجهتي وفور أن وصلت أتخذت مكاناً إستارتيجياً على طاولة مطلة على الحديقة حيث بركة السباحة الكبيرة التي كان بعض الأطفال يسبحون فيها ..!
إنتبهت للنادل الذي وصل : طلباتك سيدي ..!
ببرود نظرت إلى المنيو أمامي و طلبت بعض الشطائر المتنوعه ..!
إبتسم ذلك الشاب بهدوء : و ماللذي تشربه سيدي ؟!.. قهوه ؟!.. شاي ؟!!. أم تريد النبيذ ؟!!..
إرتفع حاجباي بأستنكار : نبيذ !!!!..
هكذا قلت بنبرة مستنكره : نعم !!.. هل هناك شيء ما ؟!!..
ضربت على الطاولة بشدة و وقفت : منذ متى و الكحول موجودة في فنادق مارسنلي ؟!!!!!..
بدا الشاب متفاجأً : أنا جديد !!.. صدقني لا أعلم عما تتحدث !!..
إزداد غليان دمي لأصرخ : أين مديرك ؟!!.. أحضره إلى هنا فوراً !!..
كان الناس يراقبون الموقف مذهولين !!..
يتساءلون عن سبب غضبي هكذا رغم أنه أمر عادي في فرنسا ؟!!..
بذات النبرة قال ذلك النادل : لكن المدير لا يقابل أي أحد !!.. يجب أن يكون لديك إذن رسمي أيها السيـ ..!
قاطعته بغضب : ألا تعلم من أنا يا هذا ؟!!.. أنا هو السيد مارسنلي صاحب هذا الفندق !!..
شهق ذلك النادل متفاجأً بينما تابعت أنا بذات غضبي : ربما لا تعالم يا هذا بأنه من الممنوع بيع أو توزيع أي نوع من الكحول في أي فندق أو مطعمٍ من فنادق و مطاعم مارسنلي !!.. أين مديرك أخبرني حالاً ؟؟!!..
إبتلع ريقه بصدمة وهو يقول : إنه ليس هنا الآن .. سوف يعود وقت الظهيره !!..
سرت مغادراً المكان و أنا أقول : له عندي حساب عسير حين يعود !!..
.................................................. ....
هاهي سيارتي السوداء تنطلق بسرعة خاطفة بسبب غضبي اللذي إشتعل ..!
لاشك أنهم يفعلون هذا دون علم والدتي !!..
نعم .. هذا أكيد ..!
إنهم يتحايلون من أجل جلب المزيد من الزبائن و كسب الكثير من المال ..!
علي الآن التحرك حالاً لفعل شيء يوقفهم عند حدهم ..!
لذا أخرجت هاتفي و أجريت إتصالاً مهماً : مرحباً ..!
أجابني الطرف الآخر بإحترام كبير : أهلاً سيد مارسنلي .. كيف هي أحوالك ؟!!..
ببرود قلت : بخير .. أأنت في الشركة الآن ؟!!..
بنفس النبرة السابقه : لا .. هل أخدمك بشيء ؟!!..
تنهدت بتعب و أنا أقول : إسمع أدريان .. يجب عليك إنشاء لجنة تفتيش فوريه ..!
بدا بعض الإستغراب في نبرته : هل حصل شيء ما سيدي ؟!!..
بجد قلت و قد إتضح الغضب في داخلي : لقد تم بيع النبيذ في أحد فنادقنا .. إنه الفندق اللذي يقع بالقرب من حديقة برج إيفل !!..
إنفعل حينها وقد كان الإستياء واضحاً في صوته : متى حدث هذا ؟!!.. يجب أن يعاقب كل مسؤول عن هذا التصرف !!..
بهدوء قلت : سأتصرف مع مدير ذلك الفندق بنفسي .. أما أنت فقم بعمل هيئة تفتيش سريعة لكي نتأكد من خلو بااقي الفاندق و المطاعم من تلك الأشياء !!..
بحزم قال : بالتأكيد .. سأبدأ بالعمل على الفور !!..
أغقلت الخط حينها و تركت هاتفي بإهمال على المقعد الآخر بجانبي ..!
أدريان .. إنه الذراع اليمنى لأمي .. يمكنكم القول بأنه رقم إثنان في الشركه ..!
إنه في التاسعة و الثلاثين من عمره لكن خبرته بخبرة خمسين عام !!..
في الحقيقه .. أنا أثق به بشكل كبير رغم أني لا أظهر ذلك ..!
في طفولتي و بشكل ما بدا كأبٍ لي .. فهو دائم التواجد في منزلنا من أجل مناقشة أمور الشركة مع أمي ..!
بالنسبة لمن عاش طفولة بدون أب .. سيشعر بأن أي رجل يعامله بلطف و يلاعبه يكون مثل أبيه !!..
لكن .. المهم الآن هو منع أولائك الأوغاد من بيع الكحول هنا ..!
ربما تتعجبون من هذا الأمر .. لذا سأخبركم بالسبب ..!
أتذكرون حين ذكرت لكم قصة حبسي مع أليس في قبو ذلك المبنى المهجور ..!
بعد تلك الحادثه و حين رأت أمي كيف صرت بسبب أولائك الثملين عرفت مدى خطورة الوضع .. لذا منعت إدخال الكحول إلى أين من فنادقنا أو مطاعمنا .. يمكنكم القول أنه قد أصابها ما يشبه العقدة النفسيه .. فحتى في الحفلات التي تقيمها شركتنا لا يتم فيها توزيع النبيذ على الضيوف ..!
ذلك الآمر أراحني كثيراً .. ففي الحقيقة أشعر بالرعب كلما رأيت ثملاً في طريقي !!..
........................................
تناولت إفطاري في أحد المقاهي القريبة من حديقة برج إيفل .. ثم خرجت للتجول في تلك الحديقة حتى وقت الظهيره ..!
جلست على أحد المقاعد و بقيت أنظر إلى الناس هنا و هناك ..!
أطفال صغار يلعبون بمرح هناك ..! بقيت أنظر إليهم بهدوء و أنا أفكر بأني للأسف لم أحظى بطفولةٍ جيده !!..
و من الجهة الآخرى ذلك الشاب اللذي يتشابك الأيدي مع صديقته و يضحكان بسعاده ..! و أنا اللذي تشاجرت مع ميشيل ليلة الأمس فقط !!..
و هناك مجموعة الشباب اللذين يسيرون جنباً على جنب وكلن منهم يطلق النكت و الضحكات !!.. أظن أن أصدقائي غاضبون بحق علي الآن ..!
هه .. إبتسمت إبتسامة ساخرة و قد إكتشفت حقاً أني الوحيد اللذي لم يحضى بشيء حقيقي في حياته ..!
ربما أمي فقط هي الشيء الحقيقي !!..
نظرت إلى ساعتي لأرى أنها الآن الثانية عشر و النصف .. وقفت بحزم وقد قررت العودة إلى الفندق الآن من أجل التعامل مع ذلك المدير الحقير ..!
.................................................. ...
منذ دخلت إلى قاعة الفندق بدأ الكل بالتهامس من حولي و قد بدا الإطراب عليهم .. بالتأكيد سمعوا عن تسلطي على كل من يعمل في شركتنا ..!
إتجهت من فوري لمكتب المدير .. عند الباب كان هناك أحد الموظفين اللذي إبتعد من فوره دون محاولة منعي ..!
لذلك .. فتحت الباب و دخلت دون إهتمام لمن أمامي !!..
رأيت ذلك الرجل اللذي بدا في الأربعينيات يجلس خلف مكتبه و أمامه بعض الرجال يتحدث إليهم ..!
حين رآني .. قطب حاجبيه : ممنوع على الزبائن الدخول بهذه الهمجيه !!.. أظن أنه يوجد موظفوا إستقبال هنا !!..
تجاهلته و تقدمت بكل جرأة لأضرب على طاولة المكتب بغضب : أنت مطرود من عملك !!..
إبتسم بسخرية متجاهلاً أمري : و من أنت حتى تطردي يا هذا ؟!!..
هو حتى الآن لا يعرف من أنا ..!
لذا إبتسمت بمكر و أنا أقول : أنا ؟!.. أسمي لينك .. لينك جاستن مارسنلي !!..
إتسعت عيناه وهو يقول : مذا مذا ؟!!.. لم أسمع جيداً يا هذا !!.. إرحل فلا وقت لدي للعب مع طفل ..!
أخرجت بطاقتي المدنية و وضعتها أمامه .. أخذها و يداه ترتجف ..!
شهق بفزع ثم نظر إلي : أسف سيدي !!.. أرجوك سامحني على وقاحتي !!..
ببرود : قلت أنت مطرود !!.. غادر مكتبك حالاً !!..
برعب قال : لما ؟!!.. ماللذي فعلته ؟!!..
إبتسمت نصف إبتسامه : الست من قام ببيع النبيذ هنا ؟!!..
إبتلع ريقه وهو يقول : لكننا بهذا كسبنا المزيد من الزبائن !!.. أرجوك إننا نحقق أرباحاً بهذا !!..
إستدرت و أنا أقول بحزم : التعليمات هي التعليمات !!.. كان كل اللذي عليك هو تنفيذ الأوامر !!.. الأفضل أن تقدم إستقالتك بأسرع ما يمكن و إلا فلي تصرف آخر معك !!..
خرجت بعدها من الغرفة ببرود .. و أنا لا أعرف مذا حدث لذلك الرجل بعدها ؟!!..
..............................................
بعد أن تجولت في كل مكان من شوارع باريس كي أشغل وقتي في يوم العطلة الممل هذا .. ها أنا عائد إلى المنزل ..!
نزلت من سيارتي و رميت بالمفتاح على الخادم اللذي جاء لإستقبالي : نظفها .. أريدها لامعه !!..
أومأ بإحترام : حاضر سيدي ..!
سرت بهدوء ناحية باب القصر .. دخلت و من فوري إتجهت ناحية مكتب أمي حيث تكون هنا في هذا الوقت ..!
الساعة الآن التاسعة و النصف ليلاً ..!
طرقت الباب طرقتين ثم دخلت : أسعدت مساءاً أمـ ..!
لم أكمل كلامي لأني تفاجأت بما رأيته ..!
والدتي كانت تجلس على المقعد الجلدي الكبير خلف مكتبها .. و بجانبها تقف وصيفتها العجوز جيسكا التي لم تأثر التجاعيد كثيراً في نظرتها الصارمه ..!
ما أدهشني هو ذلك الفتى اللذي يقف أمام المكتب و قد إلتفت ناحيتي حين سمع صوتي ..!
كانت حاله سيئة فملابسه كانت مبهذلة و قد كان هناك شاش يلتف على جبينه و عينيه اليسرى كما كان هناك آثر كدمة زرقاء تحت عينه اليمنى و على يسار فمه كدمة صغيره حمراء ..!
أحقاً فعلت به كل هذا في بضع ثوان !!!..
لكن .. ماللذي جاء به ؟؟!!..
هتفهت أمي حينها : لينك .. أين كنت ؟!!..
إلتفت ناحيتها و قد أخذت لحظات حتى أستوعب بأن ريكايل قد أخبرها بكل شيء : أمي أنا ..!
قاطعتني حينها بقلق : بني رائع أنك بخير !!.. لقد قلقت كثيراً حينما رأيت ما حدث لريكايل ..!
تعجبت قليلاً منها .. فكرت في أن أعرف مالقصه : لما ؟!.. ماللذي حدث لريكايل ؟!!..
تكلمت هنا جيسكا بصوتها الصارم : يقول بأنه تشاجر مع بعض الصبية السيئين حين خرج للبحث عنك !!.. من الجيد أنك لم تصب بإذى سيد مارسنلي .. فإلينا كادت تموت من الرعب عليك حين تأخرت !!.. حتى أنك لم تجب على هاتفك !!..
إذاً لفق كذبه : آه .. في الحقيقة دعاني أحد الزملاء لسهرة في منزله .. و قد نسيت إخبار ريكايل بالأمر ..! كما أن هاتفي كان فارغاً من الشحن و لم أجد الوقت لشحنه !!..
قطبت أمي حاجبيها غير مقتنعه .. و قبل أن يبدأ التحقيق إستدرت و أنا أقول : تعال ريكايل .. لنتفاهم في أمر إصابتك .. يجب أن نقلل ساعات العمل بما أنك لست بصحة جيده ..!
ألقى التحية على والدتي و لحق بي ..!
إتجهت إلى المصعد وهو خلفي .. ركبنا معاً و ضغطت على زر الدور الثالث ..!
طيلة الوقت كنا ننظر إلى بعضنا دون نطق كلمة .. و كأننا نتحاور بالأعين !!..
وصل المصعد فأتجهت ناحية غرفتي وهو خلفي ..!
دخلت أنا أولاً فدخل و أغلق الباب من بعدي ..!
جلست على إحدى الأرائك و نظرت نحوه بشك : ما قصدك من قدومك إلى هنا و إختلاق تلك الكذبه ؟!!..
أجابني ببساطه : لا أذكر أنك طردتني من عملي !!!.. كان علي الكذب حتى لا أفقد وظيفتي .. كما أخبرتك لدي أسرة علي أن أصرف عليها ..!
نظرت إليه نظرة حذرة قبل أن أقول : وهل هي ذاتها .. أسرة ميشيل ؟؟!!..
ببرود قال : أيهمك الأمر ؟!!..
ذلك الحقير لا يريد الإجابه : أخبرني .. هل أنت شقيقها حقاً ؟!!..
بذات بروده لكن هذه المرة مع إبتسامة صغيره : ليس تماماً .. لكن لا تشغل بالك بهذا الأمر كثيراً .. لأني لن أتدخل بينكما في شيء !!!..
كان رده مفاجةً لي !!..
لم أتوقع أنه سيجيب هكذا .. ما قصده بـ ( ليس تماماً ) يا ترى ؟!!..
عموماً يجب علي أن لا أظهر له إهتمامي : إسمع يا .. ريكايل !!.. إن أردت أن تستمر بالعمل هنا عليك ترك حركات الأطفال تلك .. إلتزم بشروط وظيفتك !!..
إبتسم حينها بنوع من السخريه : هه .. هذا يعني أن العلاقة بيننا يجب أن تكون رسيمة !!.. لا أحب ذلك لكني مجبر !!..
قطبت حاجبي لكنه إستقام في وقفته و حنى رأسه ليقول بإحترام : أنا تحت أمرك سيدي !!..
إنه غريب الأطوار بالفعل !!.. لذا قلت كي أختبره : حضر الشاي .. و أحضره إلى هنا مع بعض البسكوت !!..
أومأ بذات الإحترام : حاضر سيد لينك ..!
رفعت حاجبي مستنكراً : ألم أقل إلتزم بالشروط !!.. ما مشكلتك مع سيد مارسنلي ؟!!..
تجاوزني وهو يضع نصف إبتسامة على شفتيه : أنا نفسي لا أفهم !!.. لكن هذا ما لا أستطيع فعله حقيقةً .. سيد لينك !!!..
................................................
مضى يومان .. لم أتحدث فيها إلى ريكايل .. فقط كنت أمره ببعض الأعمال دون نقاش و بكل رسميه ..!
حتى هو كان يقول سيدي فقط طيلة اليومين الماضين وقد كان منظبطاً بشكل واضح ..!
أمي حاولت أن تفتح معي مجرى تحقيق عما حدث بالضبط بعد الحفل لكني إستطعت تفادي أسألتها بطريقة أو بأخرى ..!
أدريان زارنا بالأمس وهو يحمل ملفاً فيه نتائج هيئة التفتيش اللتي وضعها .. لم يكن هناك أي مخالفات وهذا ممتاز جداً ..!
أخبرني أنه طرد مدير ذلك الفندق رسمياً أيضاً ..!
يفترض أن أشعر بالراحة .. خاصة أن أمي كانت مسرورةً لتصرفي المسؤول .. لأني و لأول مره أساعدها في عمل من أعمالها !!..
لكني حقيقةً .. كنت متضايقاً !!!..
لا أعلم لما ؟!!..
أتعلمون .. سأعترف !!..
أشعر بالذنب لما حدث لعلاقتي مع ميشيل .. بعد أن ضننت أني وجدت أخيراً الفتاة التي كنت أحلم بها !!..
كما أني أفتقد سخافة ريكايل هذه الفتره !!!..
الساعة الآن هي الثانية عشر من منتصف الليل .. و غداً مدرسه .. أنا لم أذهب اليوم لذا لا أظن أني سأذهب غداً أيضاً !!..
عموماً طلبت من خادمي أن يوقضني تمام الخامسة و إن كان لي مزاج سأذهب !!..
................................................
شعرت بأشعة الشمس تسطع على جفني المغلقين .. فتحت عيني بتكاسل لأراه يقف أمام الستارة وقد فتح جزءاً منها ..!
يرتدي بنطال أسود و قميص أحمر مع سترة سوداء ..إنها ملابسه المعتادة في العمل !!..
إلتفت ناحيتي و حين رأني أجلس فوق السرير بتكاسل قال بإحترام : إسعدت صباحاً سيدي ..!
بخمول قلت و أنا لم أفتح عيناي جيداً بعد : صباح الخير .. ريكايل !!..
تقدم بإتجاهي وهو يقول : لقد أخرجت ملابسك من الخزانة قبل قليل و جهزت لك الحمام الدافىء .. مذا تريد أن تتناول على الفطور ؟!.. السيدة خرجت في الصباح ..!
يعلم أنها عادة لدي أن أتناول الطعام في غرفتي إن كانت أمي غير موجوده ..!
رميت نفسي فوق الوسادة الطرية الكبيرة مجدداً : لا رغبت لي في الدراسة اليوم !!!..
بهدوء قال : كما تشاء سيدي .. إذاً سأغادر الآن .. متى تريدني أن أوقظك ؟!!..
عدت لأجلس و أنا أقول : توقف .. أريد أن أسألك و أجبني !!..
إستدار ناحية الستارة وهو يقول : إن كان الأمر يخص ميشيل فكما أخبرتك لا شأن لي بكما !!..
قطبت حاجبي : كيف تقول لا شأن لك ؟!!.. أليست أختك ؟!!..
أغلق الستارة وقال ببرود :ربما تكون أختي لكن هذا في البيت فقط !!.. أما إن أحضرتها يوماً إلى هنا فسأعاملها كصديقة لسيدي الذي أخدمه !!..
صمت كلانا للحظات .. لكنه توجه ناحية الباب ليغادر .. وقبل أن يتجاوز سريري : ريكايل .. لما وافقت على العمل هنا ؟!!..
توقف للحظات و نظر إلي مستغرباً : لم أفهم ..!
بجد كبير قلت : إذاً سأغير صيغة السؤال .. لما أنت مستمر بالعمل هنا ؟؟!!.. رغم أنك لاقيت المعاملة السيئة مني كثيراً .. كنت تستطيع إخبار والدتي بما حدث حقيقةً بعد الحفل !!.. أنت تعلم أنها ستصدقك خاصة مع وجود شهود غير أنها تعرف طباعي الشيطانية جيداً ..!
إبتسم نصف إبتسامة وهو يقول : لا تسألني !!.. أنا حقاً لا أعم لما أنا مستمر في خدمتك رغم ما ألقاه من إساءة و كلمات جارحه !!.. رغم ذلك .. أشعر أن هناك شيئاً يدفعني حقاً للبقاء !!..
لأول مره .. أشعر بهذا الشعور الغريب .. لا أعرف كيف أصفه لكني شعرت بالضيق و بالحزن .. أريد أن أعرف ما قصد هذا الفتى فقد أرتاح : أخبرني .. هذا كل ما أريده منك !!..
إلتفت ناحيتي ليقول بتردد : لا أعلم !!.. قلت لك لا أعلم !!.. لكن .. منذ رأيتك أول مرة شعرت بأنك لست طبيعياً !!.. أنت لا تتصرف على طبيعتك !!.. تكبرك .. غروروك .. حتى تسلطك !!.. كلها بدت لي كالتمثيل تماماً !!.. هناك شخصية أخرى خلف وجه الشيطان هذا !!.. لذا أردت أن أعرف ما نوعية تلك الشخصية الأخرى !!..
لا أخفي عليكم .. أني صدمت بعد سماعي لتلك الكلمات !!..
كأني كتاب مفتوح إستطاع هو معرفة كل حرف فيه و قراءته بشكل منظم !!..
لقد كان كلامه صحيحاً ولا أعلم كيف ؟!!!..
كل معارفي لم يعلموا بأمر تلك الشخصية المخفيه !!..
الشخصية المهزوزه !!!..
ماثيو و دايمن .. آندي و ليندا .. حتى لويفان !!..
كلهم كانو يصفونني بالشيطان !!..
لأني و كما أظن كنت ماهراً في تأديت ذلك الدور بجدراه !!..
لا أحد سوى من يعرفون بالقصة المأساوية التي حدثت لي في طفولتي يعلم بأن لي شخصيةً أخرى مختلفة تماماً و تبعد كل البعد عن الشياطين !!..
شخصيةً يملؤها الخوف .. القلق .. و الألم !!..
لذا بلا مقدمات : سأخبرك بكل شيء .. إني حقاً مدهوش من أنك لاحظت ذلك !!.. لكن .. ستخبرني عن نفسك و عن ميشيل بعدها ..!
بنظرات جادة قلت هذا الكلام .. ليقول بذات النظرات : موافق !!..
لا أعلم إن كنت قد إتخذت القرار السليم !!..
لكن لابد من المجازفه !!..
.................................................. .....
ستووووووووووووووووووب

نتوقف هنا ~

أول شيء .. كل عام و انتم بخير و مبارك عليكم عيد الأضحى المبارك ~

إن شاء الله إستناستوا مع الخرفان ؟!!..

بالنسبه لي مررررررره إستانست و إن شاء الله كلكم كذا ~
1. part 8

بعد أن غسلت و جهي و بدلت ملابسي جلست على الآريكة الطويله مستنداً إلى وسادتها الكبيرة الناعمه .. بينما وقف هو أمامي بهدوء و كله آذان صاغية لما سأقوله ..!
نظرت إليه نظرة خافته و أنا أقول : أولاً .. سأسألك .. هل كنت تعامل من تعمل لديهم كما تعاملني ؟!!.. أقصد ذلك التمرد الصادر منك دائماً ؟!!..
إبتسم نصف إبتسامة و بسخرية قال : لا .. لقد كنت منصاعاً للجميع عداك ؟!!..
قطبت حاجبي حينها : و ماللذي يميزني ؟!!..
إتسعت إبتسامته ليقول بذات النبره : لا أعلم .. لكن شيئاً في داخلي يقول ( ليس عليك أن تعامله برسميه .. أنه مثلك تماماً ) !!..
إزدادت حيرتي : مذا تقصد بـ " مثلك تماماً " ؟!..
هز كتفيه متسائلاً : من يدري ؟!.. لكني واثق من أن ذلك الصوت في داخلي غير مخطأ و أن علي أتباعه !!..
للحظات فكرت بالأمر .. ذلك الصوت في داخله .. أظن أنه مثل ذلك الصوت اللذي في داخلي و يقول لي ( عليك أن تجعله صديقاً .. هذا الفتى مثلك .. أخبره بما في داخلك و أرح نفسك ) كنت أشعر بشعور غريب .. طمأنينة ممزوجة بحزن عميق ..!
" إنه مثلك تماماً " .. " هذا الفتى مثلك "
سحقاً .. لا بد أن تكون أوهاماً !!..
لكن .. ذلك الصوت صادق .. سأجرب جعله صديقاً .. لن أخسر شيئاً .. إن لم ينجح الأمر .. فكل ما علي هو طرده بعيداً من هنا !!..
تنهدت حينها و نظرت إلى عينيه الخضراوتين لأقول : عليك أن تعرف بأنك أول شخص أحدثه بهذه القصه .. فلا أحد يعلم بها إلا قليلون ممن عاشوا أحداثها .. لا تسألني لما وافقت على إخبارك رغم أني لم أخبر أحداً قبلك فأنا حقاً أجهل الأمر ..!
أومأ بهدوء متفهماً الأمر .. بينما تنهدت و أغمضت عيناي للحظات ..!
بعدها فتحت عيني و نظرت إليه لأبدأ حديثي : كان هذا منذ عشر سنوات .. حين كنت في السابعه .. لا أذكر الأحداث بالتفصيل فمرور كل تلك السنوات أنساي بعض الأمور .. لكني سأخبرك بما أذكره !!.. بدأ ذلك عندما كنت ألعب لعبة الإختباء مع بعض الوصيفات ..!
إلتفت إلى الجهة الأخرى وهو يكتم ضحكته !!!..
تفاجأت : ماللذي يضحكك ؟!!..
إلتفت ناحيتي وهو يقول بصوت مكتوم بسبب تلك الضحكة التي لم تخرج : أنت تلعب مع الوصيفات !!!.. كم هذا مثير !!!..
أغاضني ذلك فأمسكت الوسادة الصغيرة بجانبي و رميتها على رأسه و أنا أقول بإستياء : كنت طفلاً حينها !!.. تعرف أنه ليس لدي أخوه لذا لم أجد غيرهن للعب !!..
تنحنح و أعتذر عن قلة تهذيبه ثم طلب مني أن أتابع .. لذا أكملت كلامي بهدوء : المهم أني إختبأت في صندوق إحدى السيارات لأني ظننت أنه المكان اللذي لا يمكن أن يجدني فيه أحد .. لم أنتبه إلا عندما شعرت بتلك السيارة تسير !!..
صمتت للحظات ثم تابعت : لم أرد أن يعلم أحد بأني إختبأت هنا حتى لا يتم توبيخي .. لذا بقيت صامتاً حتى شعرت بالسيارة تتوقف بعد عشر دقائق تقريباً .. سمعت بعض الأصوات و عرفت صوت جيسكا من بينها .. لم أرد أن تراني فقد كنت أخاف منها بسبب نظراتها الصارمه !!.. ألا ترا أنها مخيفه ؟!!..
أومأ يوافقني بعفويه : أنت محق !!.. إنها تذكرني بالعجائز المتغطرسات في الأفلام القديمه !!..
زفرت و قررت متابعة كلامي و أنا أشعر بالراحة لسبب أجهله : المهم أني إختبأت تحت غطاء كان موجوداً في صندوق السياره .. و عندما فتح أحدهم الصندوق و حمل بعض الأشياء إلى مكان ما .. خرجت مسرعاً لأكتشف أني في أحد الأحياء الهادئه .. أسرعت و أختبأت عند المنعطف لأرى ماللذي يحدث هنا !!.. عرفت أنه منزل جيسكا الخاص و قد كان هناك بعض عمّال الصيانه .. تذكرت بأنها أخبرت والدتي هذا الصباح بأمر ترميم منزلها و أنها تريد متابعة الأمر بنفسها .. لذا سمحت لها والدتي بالذهاب ساعة كل يوم إليه !!..
بدا عليه الحماس وهو يقول : و مذا فعت بعدها ؟!!..
تابعت بهدوء : لم أعرف مذا أفعل ؟!.. ساعة وقت طويل لذا قررت التجول في المكان و إستكشافه ثم العودة قبل موعد اللذهاب للمنزل .. كانت الساعة الرابعة عصراً .. لذا موعد العودة الخامسه ..! المهم في الموضوع أني رأيت مبناً مهجوراً من خمس طوابق .. أشغلني الفضول للدخول .. و حين أخذت أتجول فيه صعدت للسطح .. هناك إلتقيت طفله ..!
قطب حاجبيه : طفله !!!..
أومأت إيجاباً : نعم .. طفلة كانت أقصر مني بكثير .. وقد كانت تلعب هناك وحدها !!..
بإستنكار و سخرية قال : أهي شبح ؟!!..
أومأت هذه المرة سلباً : لا بالتأكيد !!.. لما تفكر هكذا ؟!!..
أجابني وهو يهز كتفيه ببساطه : لأنه من الغريب أن تلعب طفلة وحدها .. و في سطح مبناً مهجور !!!.. هذا غريب !!!!!..
تجاهلت كلامه و تابعت و أسند رأسي على الوسادة مجدداً : إذاً لأخبرك أني تعرفت إليها .. كانت لطيفةً حقاً .. لذا بدأت اللعب معها .. و قررت أن أتي كل يوم للعب هنا !!..
بدا عليه الضجر وهو يعلق : إذاً قررت اللعب مع شبح بدل اللعب مع الوصيفات !!!..
أزعجني كلامه فصرخت بغضب : إياك و الإساءة إليها !!!..
بدا متفاجأً من حماسي : أووه .. آسف حقاً ..! أخبرني عنها !!..
زفرت لأخرج الغضب اللذي إجتاحني فجأه : إسمها أليس .. و عمرها خمس سنوات ..!
صمت للحظات قبل أن أتابع : نعم .. وفيت بوعدي لها .. و كنت آتي كل يوم ساعة و ألعب معها .. أختبأ في صندوق السياره ثم أعود فيه .. لم يلاحظ أحد هذا لأن أمي كانت تذهب للشركة في ذلك الوقت .. أما الخدم فقد كانو يضنون أني في فراشي أنعم بوقت قيلولتي !!!.. كانت أياماً رائعه حقاً .. لكن و في اليوم العاشر من لقائي بها و اللذي كان منتصف الشهر أخبرتي بأنها تحب النظر إلى البدر المكتمل كثيراً لذا إقترحت عليها أن نأتي في الليل دون علم أحد و ننظر إلى القمر معاً !!..
صمت .. و طال صمتي .. لذا تساءل ريكايل بهدوء : و تقابلتما في الليل ؟!!..
أومأت موافقاً و أنا أنظر إلى يدي اللتي بدأت ترتجف و قد شددت قبضتي على بنطالي الأسود : نعم .. هربت من الباب الخلفي و الجميع نيام .. في منتصف الليل .. و ركضت إلى المبنى اللذي حفظت طريقه بطريقة ما .. كانت تنتظرني في السطح .. لذا شاهدنا القمر معاً و قد كان رائع الجمال حينها .. رغم الظلام المحيط بنا لم نشعر بالخوف بل بقينا نلعب معاً حتى الثانية فجراً !!.. و حين شعرنا أن الوقت تأخر و قررنا العودة إلى المنزل صدمنا بأولائك الأشخاص اللذين صعدوا إلى السطح !!..
أغمضت عيناي بشدة و أمسكت برأسي بينهما و قد بدأت أرتجف بلا شعور : بعدها .. أخذونا .. كانو مجانين .. لا أذكر .. لكنهما كانو يشربون طيلة الوقت .. حبسونا و منعونا من .. الشمس .. الطعام و الماء .. حتى الهواء النقي .. و حين علموا إني إبن لأسرة ثريه .. طالبوا بالفديه !!.. و حتى تصدق والدتي بإن إبنها معهم سمحوا لي بالتحدث إليها .. لا أذكر لكني صرخت و بكيت !!.. طلبت منها أن تنجدني فوعدتني بذلك .. الشرطة كانت تحاصر المكان لكن لم يستطيعوا الدخول لأنهم هددوهم بقتلي و قتل أليس !!.. كانوا عشرة .. لا بل أكثر .. لا أعرف عددهم لكنهم كانوا كثر !!.. شهر كامل مر .. و قد كنت أحاول أن أحمي أليس منهم بأي طريقه .. و في ذلك اليوم !!..
لم أستطع أن أتابع !!.. شعرت أن الكلمات لا تريد الخروج !!.. تلك المناظر اللتي تعصف في ذهني الآن تحبرني على ذرف الدموع .. لكني لم أرد البقاء صامتاً !!..
شعرت به يقول بهدوء : إن لم ترد المتابعة فلا بأس ..!
أومأت سلباً .. أريد أن أتابع حكاية تلك القصة له .. أشعر بأني سأرتاح بعداها ..!
طأطأت رأسي و أنا لا أزال امسكه بيدي .. أستعدت أنفاسي و تابعت بصوت شبه خافت مليء بالخوف : صحيح .. ذلك اليوم المرعب !!.. كان الأكثر رعباً في حياتي .. فقد حاول واحد منهم بل إثنان أخذ أليس مني .. هي كانت تبكي في حضني بينما كانت ذراعاي الصغيرتان تطوقها بشدة و أنا أرفض أن أتركها لهما إلا أنهما تمكنا من سحبها !!.. صرخت بهم ليتركوها لكن الآخر ركلني بشدة ليصطدم رأسي و جسدي بالحائط القذر خلفي !!.. شعرت بالألم و سقطت أرضاً .. أمسك أحدهم بشعري ليرفعني و همس لي بنبرة مرعبه " أأنت خائف !!.. إذاً إتركنا ننهي هذه الصغيرة حتى يعلم أولائك الحثالة في الخارج أننا جادون !!.. أما أنت ستبقى الصفقة الرابحة دوماً !!.. " إقشعر جسدي من تلك الكلمات التي يستحيل أن أنساها حتى لو مر مئة عام على سماعي لها !!.. تركني بعدها لأسطدم بالأرض القاسيه .. و حين فتحت عيني على صراخها .. كنت مرعوباً و أنا أراه يلوح بتلك السكين أمامها ولم يلبث أن غرسها في جسد تلك الطفلة الصغير !!.. صرخت بشده و أنا خائف .. مرعوب .. لقد قتلها أمامي بلا رحمة و لا شفقه .. أردت أن ينقذني أحد منهم !!.. فقدت وعي !!!!!!!!!.. و حين صحوت كنت في المشفى !!..
زفرت بتعب و قد تركت لدموعي حرية الجريان متجاهلاً وجود ريكايل و متجاهلاً و عدي لنفسي بأن لا اسمح لأحد برؤية دموعي أبداً !!..
و حين شعرت أنه سيتكلم تابعت لكي يصمت : كنت مرعوباً من أي شخص .. الطبيب و الممرضه .. حتى جيسكا و أدريان .. أمي كانت منهارة نفسياً لذا لم يسمحوا لها بمقابلتي .. لكن حين رأوا حالتي سمحوا لها بزيارتي .. لا أعرف كم من الوقت مر وهي تبكي و تحتضني بينما كنت أنا أغمض عيني بشدة في محاولة لطلب الأمان !!.. فقدت الثقة بالجميع تماماً عدا والدتي ..! كذلك فقدت القدرة على السير لمدة ثلاث أشهر تقريباً ..! أصبت بتردد حاد في الكلام بسبب الصدمه .. ذلك التردد لم يختفي إلا بعد سنوات !!.. و خلال بقية السنه لم أكن لأبتعد عن أمي للحظات خاصة إن كان هناك الكثير من الناس .. في الليل كنت أنام بقربها في السرير .. مجرد التفكير في ترك يدي الصغيرة لفستانها في حفلة ما كان يشعرني بالرعب ..!
صمت للحظات ثم تابعت بهدوء : لقد كان الأمر صعباً علي .. صورة أليس لم تبتعد عن ذهني لحظه لكني لم أتحدث عنها أمام أحد حتى والدتي لأني كنت أخشى أن يتهموني بأنني السبب و أنني لم أساعدها ..! قررت أمي أن تبعدني عن باريس لفتره .. ذهبنا إلى أسكوتلندا و في عاصمتها أندبره .. هي معروفة بأنها مدينة هادئة و حاضرية في الوقت ذاته .. كانت مناسبة لحالتي بطريقة ما ..! درست هناك المرحلة الإبتدائيه .. تعرفت على صديق هناك أسمه لويفان وهو أسكوتلندي من أم إنجليزيه .. كان الصديق الوحيد لي فقد كان الأطفال الآخرو يتجنبونني لأني لم أكن أتقن اللهجة الأسكوتلندية المعروفة بغرابتها .. كما أن ترددي في الكلام لم يكن يعجبهم .. و زاد الطين بله أنهم يعرفون أني فرنسي و لست مثلهم ..! بطريقة ما كان هو الوحيد اللذي تقبلني ..! و حين أتممت المرحلة الإبتدائية عدت إلى فرنسا و درست المرحلة المتوسطه و تعرفت فيها على ماثيو .. أما دايمن فقد كنت أعرفه منذ زمن لأنه أحد أقاربي .. و في الثانويه تعرفت إليك أنت ريكايل !!..
لم أنتبه إلا بتلك اليد التي ربتت على كتفي : آسف لتذكريك بذلك الماضي ..! لكن أتعلم أنت لطيف حقاً !!.. لطالما شعرت بأنك تخفي جانباً آخر .. و الآن ها أنا رأيته بفسي ..!
كان يجلس بجانبي على الآريكة ببتسامة لطيفة أراها منه لأول مره ..!
أوشحت بوجهي عنه و أنا أغمض عيني و أشعر بالخجل لسبب ما : دعك مني الآن .. لقد وعدتي أن تخبرني عن ميشيل ..!
إتسعت إبتسامته وهو يقول : حسناً .. ميشيل ليست أختي في الحقيقه .. لكنها تعتبرني في مكانة أخيها .. حين كنت طفلاً توفي والداي و عشت في ملجأ أيتام .. والدة ميشيل كانت عاملةً هناك و قد كانت المسؤولة عني .. و قد كانت دائماً تأتي بإبنتها معها إلى الملجأ ..! و لأن والدتها كانت تهتم بي قررت أني أخوها الكبير .. و أستمر هذا إلى هذا السن ..!
رفعت أحد حاجبي بإستنكار : إذاً لست أخاها كما توقعت .. أنتما لستما متشابهين أبداً !!!..
أومأ إيجاباً : صحيح .. لكنني أعتربها حقاً بمكانة أختي .. تستطيع القول أننا أخوة بالتربيه .. رغم أنها لم تولد إلا عندما كنت في بداية سنتي الثانيه ..!
قطبت حاجبي : إذاً قلت بأنك ستعاملها كصديقة سيدك إن أحضرتها إلى هنا .. هل كنت ستسمح لعلاقتي معها بالإستمرار ؟!!..
إبتسم بهدوء وهو يقول : في الحقيقه .. لقد شعرت منذ رأيتكما معاً في السيارة بأنكما مناسبان جداً لبعضيكما !!.. رغم أن عقلي كان يرفض ذلك !!.. أظن أن علي الإعتذار .. لقد سببت لك المشاكل معها !!..
تفاجأت من كلامه .. لم أعرف بمذا أرد .. لكن بما أنه الآن يعرف عني كل شيء فالتكبر لن يكون حلاً .. إبتسمت أنا الآخر بهدوء : لا .. أنا من يجب أن أعتذر .. أظن أني هشمت عظامك ذلك اليوم !!..
تفاجأت به يضحك لسبب أجهله .. كان يضحك و هو يقول : آهٍ لو أنك رأيت نفسك في ذلك الوقت !!.. كانت الغيرة تشع من عينيك و أنت تقوم بضربي !!.. يبدو أنك تغار عليها بشكل كبير !!..
إحمرت وجنتاي بشدة بعد كلماته الأخيره .. لكني حينها لم أستطع كتم ضحكتي أنا الآخر !!..
شعرت بأني مجنون و بأنه أكثر جنون مني !!..
يا إلهي ؟!!.. لما صرنا هكذا فجأة رغم أني بالأمس فقط كنت أكلمه بتعالٍ كبير ..!
أما الآن فنحن نضحك معاً كصديقي طفولة حميمين !!!..
هل تلك الأصوات في عقلينا هي السبب ؟!!..
لقد كانت صادقةً بأنه يجب أن أجعله صديقاً !!..
نعم .. أنا أشعر براحة كبيرةً الآن !!..
لقد قلت دائماً بأن هناك شيئاً ينقصني .. و الآن عرفته ..!
إنه .. شخص مثل ريكايل !!..
و حين كففنا عن الضحك قلت له بمرح : كنت أسمع ميشيل تناديك رايل في ذلك اليوم ..!
أومأ لي ببتسامه : صحيح .. إنه إختصار لأسمي ..!
قطبت حاجبي : ما أعرفه أن أختصار إسم ريكايل هو ريك و ليس رايل !!..
هز كتفيه بمرح : لكن ميشيل لا تناديني إلا برايل .. ذلك لأنها حين كانت طفله لم تكن تستطيع نطق كلمة " ريكايل " فقد كانت تنطقها " رايل " لذا إستمرت تنادييني هكذا و الجميع كذلك .. إعتدت على هذا الأمر ..!
تنهدت و أنا أسند رأسي مجداداً إلى الوسادة و أغمض عيني : إنها غريبة الأطوار حقاً !!..
إبتسمت بهدوء و ساد الصمت للحظات : لما ميشيل ؟!!.. لما هي من بين الجميع ؟!!..
فاجأني سؤاله فرفعت رأسي و نظرت إليه بإستغراب : لم أفهم ؟!!..
بنطرات جاده : سيد لينك .. أنت تعرف الكثير من الفتيات .. فلما أغرمت بميشيل وحدها من بينهن رغم أنها ليست ثرية كما أنها بسيطة الجمال ؟!!..
إبتسمت و أنا أجيب بهدوء : لأنها .. منذ النظرة الأولى .. تشبهها !!!.. شعرها البني متوسط الطول .. عيناها الواسعتان الزرقاوتان .. قامتها القصيره نسبياً .. تشبه أليس لحد كبير !!.. لدرجة أني حين رأيتها لأول وهله ظننت أن أليس لاتزال على قيد الحياة !!..
تفاجاء من كلامي ليسأل بلهفه : ياللمصادفه !!.. أتشبها إلى هذا الحد ؟!!.. أخبرني كيف إلتقيت بميشيل أول مره !!..
أجبته بهدوء : أنها تشبهها إلى حد كبير ..! سأخبرك لكن سأطلب منك طلباً ..!
لم يقل شيئاً و ملامحه تدل على تساءله عن طلبي .. باغته بالكلام : لا تنادني بسيد !!.. قل لينك فقط !!!!.. على الأقل إن كنا وحدنا !!..
ظننت أنه سيتفاجأ لكن إبتسامته تلك صدمتني : و أنت أيضاً .. نادني رايل .. لينك !!!..
شعور غريب إجتاحني .. و كأني و جدت نفسي الضائعه .. أخيراً صار هناك شخص يمكنني قول كل ما في نفسي له !!..
أو كما يسميه البعض .. صندوق الأسرار ..!
فبعدما أخبرته بسر طفولتي لم يعد هناك داعٍ لكل ما قد أفعله من أمور سيئه لأنه يعرف شخصيتي الحقيقيه : إذاً رايل .. دعني أخبرك كيف كدت أصدم ميشيل في ذلك اليوم !!..
بدأت أحكي له عن لقائي الأول و الثاني بميشيل ..!
كنتا نستمر بالضحك خاصة حين أتحدث عن قصة الفستان و كيف إشتريته لها دون أن تعلم !!..
و أخيراً وجدته .. الشخص اللذي سأكون معه كما أنا ..!
ريكايل .. أو بالأحرى رايل .. سعيد بمعرفتك !!!..
..................................................
خرجت من المنزل بصحبة ريكايل بعد أن دعوته لتناول الفطور في أحد المطاعم ..!
لذا ها نحن في سيارتي الفراري الحمراء التي أفضلها على البقية .. وقد كان هو يتولى القياده ..!
دللته على طريق المطعم الذي تناولت فيه العشاء مع ميشيل في لقائنا الأول ..!
وها نحن في طريقنا إليه نتبادل بعض الأحاديث : الآن أريدك أن تخبرني .. ماللذي كنت تتحدث فيه مع ميشيل في ذلك اليوم ؟!!.. لا تعتبره تطفلاً لكني أريد أن أرتاح من الموضوع اللذي أرقني طويلاً ..!
تفاجأة به يطلق ضحكة مرحة إستمرت طويلاً بينما كتمت غيضي !!..
كف عن الضحك حين رأى تعابير وجهي المستاءه : أوووه أعذرني .. لم أقصد ذلك حقاً .. لكني سأخبرك بالأمر !!.. هناك مجموعة شبان يزعجون ميشيل دائماً .. وفي إحدى المرات تشاجرت معهم و أصبت إصابات بالغه !!.. لذا حين سألتها عنهم في المرة السابقة و إن كانو قد توقفوا عن إزعاجها رفضت إخباري حتى لا أتشاجر معهم !!.. غضبت و صرخت بها لذا بدأت بالبكاء بسبب حساسيتها الزائدة !!.. و حين شعرت بالذنب حاولت تهدأتها لكنك ظهرت من العدم حينها !!!!.. و أنت تعرف الباقي !!!..
تنصمت في مكاني للحظات مصدوماً من ذلك الكلام !!..
لم أفكر مجرد التفكير في أن الأمر يسير على هذا النحو !!..
لكني بلا شعور ضحكت كالمجنون و أنا أقول : كان الأمر هكذا !!.. يا إلهي لم يكن علي التهور !!!.. يالي من أحمق !!..
توقفت السيارة فقال هو ببتسامه : حسناً يا من تدعو نفسك بالأحمق .. هاقد وصلنا ..!
نزل فنزلت أنا الآخر و دخلنا معاً إلى الداخل و نحن نتبادل الضحكات ..!
إستقبلنا النادل وهو يقول : أهلاً بك مجدداً سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بأفضل حال ..!
تجاهلت كلماته المنمقة و أنا أقول : أريد موقعاً إسترتيجياً .. أرسل لي المنيو بسرعه فأنا مستعجل ..!
أومأ بإحترام : بالتأكيد سيدي .. تفضل معي من فضلك ..!
لحقت به و خلفي ريكايل اللذي كان يتطلع في المكان بشغف ..!
جلسنا على إحدى الطاولات قرب النافذه .. و أحضر لي المنيو لأطع الفطور ..! إخترت فطيرة تفاح متوسطة الحجم مع كأس من الشاي .. بينما طلب ريكايل طبقاً من السجق و البيض مع عصير البرتقال ..!
كان يتطلع في المكان و هو يقول : إنه مطعم فاخر بالفعل .. أتأتي إلى هنا دائما ؟!!..
أومأت إيجاباً : نعم .. إنهم يعدون معكرونه إيطاليه مميزه ..! ذكرني بأن أدعوك لتناولها في القريب العاجل ..!
نظر إلي بإستغراب : بمناسبة الحديث عن هذا الموضوع .. أرى أنك لا تضيع يوماً دون أن تتناول تلك المعكرونه !!.. أتحبها إلى هذا الحد ؟!!!..
إبتسمت بهدوء و أنا أجيب : كثيراً .. في الحقيقه حينما كنت صغيراً أخبرتني أمي بأن المعكرونه الإيطاليه كانت أفضل طبق عن والدي اللذي درس في إيطاليا فترة من الزمن فأغرم بها .. و قد كان يتناولها بشكل يومي !!.. حين تذوقتها شعرت بمدى لذتها .. أظن أني أعتبر مدمناً الآن ..!
قطب حاجبيه متعجباً : هكذا الأمر !!.. أنت غريب حقاً !!..
بذات إبتسامتي قلت : حسناً .. أظن أنك محق .. لكن صدقني ستحبها ..!
إبتسم بهدوء : أتطلع لذلك حقاً ..!
.................................................. ............
بعد فطور أستطيع إعتباره مميزاً عدنا إلى السياره ..!
من الممتع حقاً تناول الطعام مع بعض الأصدقاء ..!
لم أشعر بهذا من قبل حتى مع ماثيو و دايمن و لا حتى لويفان !!..
ربما لأن ريكايل هو الشخص الوحيد اللذي إستطعت أن أحكي له عن طفولتي ..!
أغلق باب السيارة وهو يقول : و الآن .. إلى أين نذهب ؟!!..
فكرت للحظات قبل أن أقول : أمممم .. لنذهب للمكتبه .. سوف أستعير بعض المراجع لأن لدي بحثاً يجب تسليمه غداً إلى أستاذ التاريخ ..!
حرك السيارة وهو يقول : بحث ؟!!.. أهو صعب ؟!!..
أسندت رأسي إلى المقعد : أمممم .. ليس صعباً جداً .. لكنه طويييييييييييل !!..
عنوانه ( حضارة الرومان الأسطوريه ) لقد طلبه منا الأسبوع الماضي .. و غداً آخر يومٍ للتسليم !!.. إني حقاً مهمل !!..
بهدوء علق : آها .. إذاً عن حضارة رومانيا !!.. حظاً موفقاً ..!
إبتسمت بهدوء : لا تقلق فأنا أسطيع فعلها في وقت قصير .. لقد قرأت كثيراً عن حضارة روما ..! لذا لا مشكله !!.. آه .. بعد المكتبه لنذهب لحديقة برج إيفل .. المكان يكون مليئاً بالناس بعد خروج الطلاب من المدارس ..!
زاد السرعة وهو يقول بحماس : حسناً .. إذاً يجب أن نعود بعدها للمنزل بسرعة حتى تنهي بحثك !!..
قطبت حاجباي : مذا ؟!!.. لن أعود إلا في المساء !!..
إبتسم بمكر : لكني سأجبرك على العودة قبل ذلك !!.. لم يكن عليك إخباري بأمر بحثك !!!.. أنا أعتبر نفسي مسؤولاً عن كل أعمالك لذا سنعود مبكراً للمنزل !!..
جعلني كلامه أشعر بالإحباط !!.. طيلة حياتي لم يكن هناك من يجبرني على فعل أعمالي في وقتها !!..
يبدو أنه الآن سيكون لي بالمرصاد ..!
و لا أعلم لما لا أريد منعه من ذلك !!!!..
................................................
خرجت من المدرسة بعد أن إستعرت المراجع التي أحتاجها .. ركبت السيارة بعد أن وضعت الكتب في المقعد الخلفي : أرجوا أني لم أتأخر ..!
ببتسامة أجابني : لا .. لم تتأخر كثيراً ..! إذاً لنذهب إلى حديقة البرج ..!
أومأت إيجاباً .. إنطلق بعدها بالسيارة و بقينا نتحدث طوال الطريق عن أمور عادية ..!
لكني سألته حينها : صحيح .. أنت لم تخبرني بإسمك الكامل رايل ؟!!..
إبتسم بهدوء وهو ينظر إلى طريقه : أدعى ريكايل براون .. كما ترى لست من أسرة مشهوره .. لكني أعيش حياةً لا بأس بها ..!
لم أعلق على الموضوع .. بل سألته حينها : أخبرني .. ما تاريخ ميلادك ؟!!.. لا أعلم لما لكني ما إن أتعرف إلى شخص حتى أسأل الكثير من هذه الأسإله ..!
ضحك بخفة وهو يقول : حقاً غريب .. تتصرف كالأطفال !!.. هاهي إذاً طبيعتك .. شيطان في المظهر لكنك طفل من الداخل !!..
بحيرة قلت : أأعتبره مديحاً ؟!!..
ببساطة أجابني : يمكنك ذلك ..! عموماً أنا من مواليد الثالث من إبريل لعام 1994 ميلادي !!..
بدا الذهول علي و هتفت بسرعه : لا يعقل !!.. أنا من مواليد الثامن من إبريل لعام 1994 ميلادي !!..
ضحك حينها و هو يقول : هذا يعني أني أكبر منك بخمسة أيام فقط .. ياللمفاجأه !!!..
إبتسمت حينها بعدم تصديق : كنت أظن أن بيننا بضعة أشهر .. سواء أكنت أكبر أم أنا لكن مسألة أنك أكبر مني بخمسة أيام فقط فاجأتني ..!
لم يعلق على الموضوعه بل قال : هاقد وصلنا ..!
نزل من السيارة و نزلت خلفه .. بدأنا التجوال في الحديقة و إستنشاق الهواء النقي : أرى الكثير من طلاب مدرستك هنا !!..
هذا ما قاله ريكايل بنوع من الإستغراب فأجبته و أنا أنظر إلى بعض الطلاب من مدرستي هنا و هناك : هذا طبيعي .. المدرسة قريبه من هنا و الكثير من الطلاب يأتون كي يرتاحوا بعد يوم دراسة ممل .. أرى الكثير منهم يومياً هنا .. و أنا كذلك آتي أحياناً ..! أما سبب قدومهم بزي المدرسة هو التفاخر ..!
رفع أحد حاجبيه بإستنكار : تفاخر ؟!!..
أومأت إيجاباً و أنا أقول : ثانوية مارسنلي من أرقى الثانويات في باريس إن لم تكن الأرقى كما أن رسوم الدخول إليها عالية ..! لذا فكل طلابها يشعرون بالفخر لإنتمائهم إليها ..!
تنهد بتعب وهو يقول : أنتم الأغنياء بصعب فهمكم ..!
قبل أن أعلق على كلامه إنتبهت لذلك الصوت اللذي أعرفه جيداً : من ؟!.. مارسنلي !!.. ظننتك طريح الفراش فقد تغيبت عن المدرسة بالأمس و اليوم ..!
نظرت إلى صاحب الصوت ببرود : تيموثي .. لا تشغل بالك فأنا بخير ..! لم أرغب بالحضور للمدرسة و حسب ..!
كان يسير برفقة روزاليندا التي قالت بنبرتها المغرورة ذاتها : كيف حالك سيد مارسنلي ؟!!..
إبتسمت بهدوء : حالي جيده .. مذا عنك ؟!.. أرجو أن تكوني بأفضل حال آنسه دايفيرو ..!
بذات إبتسامتها و نبرتها التي تماثل نبرة الفتيات الراقيات عادةً : أنا بخير كما ترى .. أشكرك على إهتمامك ..!
إنتبهت إلى تيموثي اللذي كان يحدق بريكايل ليقول : من هذا الشاب الوسيم لينك ؟!!.. لا يبدو حارساً شخصياً ..!
ترددت في البداية لكني بعدها قلت بهدوء : إنه خادمي و حسب .. ريكايل لنذهب الآن .. عن إذنكم يا ساده ..!
تجاوزتهما فتبعني رايل حالاً و حين إبتعدنا : من هذا الشاب المتملق ؟!!..
ضحكت على وصفه له و قلت بنبرة هادئه : إنه تيموثي برايان .. عدو طفولتي !!..
إستنكر كلامي الأخير : أظن أن الناس تتخذ صديق طفولة لا عدو !!..
تهدت بملل و أنا أقول : لكنه حقاً عدوي اللدود !!.. كم أكره ذلك الشاب .. و هو يبادلني ذات المشاعر !!..
أنهى ذلك الحوار بكلمة مختصره : آها .. هكذا إذاً ..!
تابعنا سيرنا و نحن نتحدث في عدة أمور مختلفه .. و قد كان الكثير من الطلاب يلقون التحية علي حين لقائي و أردها لهم ..!
بعد فترة من السير قررنا العودة للسيارة و بعدها العودة للمنزل ..!
...............................................
نزلت من السيارة و أتجهت إلى باب القصر .. بينما ذهب ريكايل كي يضع السيارة في المرآب ..!
قررت أن أتوجه في البداية إلى مكتب والدتي كي إلقي التحية عليها ..!
الساعة الآن هي الثانية بعد الظهر ..!
وصلت إلى الباب وحين رفعت يدي لكي أطرق : لا تحاول إقناعي .. لم يحن الوقت المناسب بعد !!..
لم أطرق الباب فنبرة أمي و كلماتها تلك لم ترحني .. قررت أن أسمع باقي الحديث رغم أنها عادة سيئه !!..
- سيدتي أرجوك .. لقد صار في السابعة عشر الآن .. كلما تأخر في ذلك سيكون الأمر أكثر تعقيداً !!..
صوت ذلك الرجل كان مألوفاً .. إنه أدريان سميث مدير أعمال والدتي ..!
لقد كان يقصدني بالتأكيد .. ماللقصه ؟!!..
- أدريان .. قلت لك لا و ألف لا !!.. هو لا يزال غير مستعد لذلك !!.. لو أنه يوافق على الطبيب النفسي لكنت قد أخبرته فور أن تتحسن حالته النفسيه !!.. أما الآن فلا !!..
- هو لم يعد ذلك الطفل الصغير اللذي يخاف حتى من ظله !!.. لقد تغير الآن و كما ترين حالته النفسية جيده و غالباً ما أراه يضحك و يمرح !!..
- أنت لا تعرف شيئاً !!.. لا أحد يعرف لينك أكثر مني !!.. حتى و إن كان في السابعة عشر فهو لا يزال طفلاً في عيني !!..
- سيدتي .. هذا لن يغير شيئاً في الحقيقه .. أنتي وعدتي السيد جاستن قبل وفاته بأنك ستخبرينه حين يصير السيد لينك في الخامسة عشر !!.. لقد مضت سنتان ..!
- ذلك قبل أن يحدث ما حدث !!.. لو أنه لم يتعرض لتلك الحادثة في طفولته لكنت أخبرته !!.. لكن تلك الحادثة هزت كيانه !!.. أرجوك إفهم هذا يا أدريان !!..
لم أعد أريد سماع المزيد ..!
شردت في ذهني للحظه .. ليست المرة الأولى التي أسمع فيها كلمات مشابهه !!..
خبر مخفي سيحزنني و يجب أن أعلم به !!..
لطالما سمعت نقاشات كهذه بين أدريان و أمي و جيكسا و حتى العم رونالد رافالي !!..
لكني دائماً أسمعها بالصدفة و كأنهم لا يريدون مني أن أعلم بالأمر !!..
أشعر بالإنزعاج ولا أريد سماع المزيد ..!
ذلك ما جعلني أطرق الباب حينها .. توقف كلٌ منهما عن الحديث ..!
فتحت الباب بعد سماع إذن والدتي .!
دخلت و أغلقته من بعدي ..!
و حين نظرت ناحية المكتب حيث كانت والدتي تجلس على مقعدها الفخم خلفه .. إنتبهت لوجهها المحمر وقد إتضح أنها مسحت دموعها للتو ..!
رغم ذلك كانت مبتسمةً و سألتني : كيف حالك اليوم يا عزيزي ؟!..
حاولت رسم إبتسامة صغيره : بخير .. مذا عنك أمي ؟!!..
بذات إبتسامتها : إذا كنت بخير فأنا كذلك ..!
إلتفت ناحية أدريان اللذي حنى رأسه قليلاً : طاب يومك سيدي ..!
بهدوء وقد زالت إبتسامتي : طاب يومك أنت أيضاً ..!
أدريان كالعاده .. ببدلته الرسميه و شعره الشقر الطوي قليلاً و اللذي يصففه إلى الخلف بطريقة تجعل منه جذاباً ..!
لطالما كان أنيقاً و محافظاً على وسامته .. هو طويل القامه و عريض الكتفين قليلاً ..!
ذلك الجسم الرياضي زاد من وسامته و جاذبيته أكثر !!..
كثير من الوصيفات هنا في القصر معجبات به .. خاصةً أنه يقضي الكثير من الوقت هنا كي يناقش والدتي في أمور الشركه ..!
عدت لأنظر لوالدتي و أبتسمت : آه .. أمي هلي أن أقول شيئاً ؟!!..
وقفت و تقدمت ناحية الأريكة الطويلة التي وضعت في وسط الغرفة و جلست عليها : بالتأكيد .. تعال إلى هنا يا بني ..!
تقدمت بخطوات مترددة و جلست بجوارها فطلبت مني أن أخبرها مالأمر ؟!..
ترددت للحظه لكني قررت : حسناً .. يمكنني القول ..! آه .. بخصوص ما كنتما تتحدثان فيه قبل دخولي ..!
راقبت ردة فعل أمي بدقه ..!
لا حظت التوتر و الصدمة الضعيفة التي بدت عليها : إن كان هناك ماتخفينه عني أخبريني !!.. في الحقيقه .. ليست المرة الأولى التي أسمع فيها كلاماً مشابهاً !!..
صمتت و أبعدت و جهها عني كي لا أرى الصدمة على وجهها ..!
ماللذي تخفيه عني يا ترى ؟!!..
الأمر بالغ الأهميه و الدليل أنها و عدت أبي قبل وفاته بإخباري !!..
و أدريان أيضاً .. تدخله في أمر كهذا يزعجني بعض الشيء !!..
لكن والدتي لم تلبث أن إلتفتت ناحيتي وقد رسمت إبتسامة صغيره : عزيزي لينك .. لا تشغل بالك !!.. ستعرف كل شيء في الوقت المناسب !!..
لم تضف كلمة أخرى .. بدى أنها تريد مني أن أنسى الأمر بأسرع ما يمكن ..!
لم أرد أن أضايقها أكثر قلت أنا أرسم إبتسامة صغيره : كما تريدين .. سأذهب الآن فلدي بعض الدروس !!.. لا تتنظريني على الغداء فأنا لا أشعر بالجوع ..!
غادرت الغرفه .. لكني وقفت عند الباب بعد أن أغلقته ..!
سمعت صوتها بعد لحظات : يا إلهي .. إزداد الأمر تعقيداً ..!
- شككت أنك ستخبرينه الآن !!.. يفضل أن تخبريه قبل أن يتكرر هذا الموقف مرة أخرى و تحدث مشكله !!..
سرت مغادراً المكان .. لم أعد أريد أن أعرف المزيد ..!
ففي الحقيقه .. أنا خائف من معرفة ذلك السر !!..
أحياناً أقول لنفسي أني لا أريد أن أعرفه أبداً ..!
و أحياناً أخرى أتمنى أن أعلم ماهو !!..
حسناً .. أريد أن أنساه الآن لذا يفضل أن أذهب لغرفتي كي أبدأ بكتابة البحث !!..
.................................................. ............
ياميروووووووووووووووووووووووو
1. Part 9
وضعت الحاسوب المحمول على المكتب .. و المراجع التي أستعرتها من المكتبة بجانبه .. و كذلك مجموعة الأوراق التي سأكتب عليها بعض الملاحظات !!..
سمعت صوت ريكايل اللذي كان في المطبخ التحضيري : لينك .. أتريد الشاي ؟!!..
رددت عليه و أنا أشغل الحاسوب : نعم ..! أضف الحليب إليه !!.. و
ضع بعض الكوكيز في صحن معه !!..
أجابني بأنه سيفعل ..!
إنغمست بعدها في كتابة البحث ..!
مضت خمسة عشر دقيقة و أنا منهمك لا أشعر بمن حولي : تفضل ..!
أيقضني من إنهماكي صوته وهو يضع صينية فيها كوب شاي بالحليب و بعض الكوكيز بالشوكولا على المكتب .. إبتسمت له : شكراً رايل ..!
بادلني الإبتسامه : سأذهب الآن لإنهاء بعض الأعمال .. إذا إحتجتني فأتصل بي !!..
أومأت إيجاباً فذهب .. عدت أنا لإكمال ما بدأت به و أنا أرتشف من كوب الشاي كل برهه ..!
بعد ما مضى الكثير من الوقت ..!
هاقد أنهيت بحثي أخيراً !!..
نظرت إلى الساعة بعدما أطفأت حاسوبي .. إنها تشير إلى الرابعه و الربع !!..
يبدو أنه قد مضت ساعتان ..!
وقفت و أغقلت تلك الكتب و وضعت مذكرة البحث في حقيبتي المدرسيه كي أسلمه غداً !!..
رن هاتفي في تلك اللحظه .. نظرت إلى أسم المتصل لأرى أنها والدتي ..!
لاشك أنها في الشركة الآن : مرحباً ..!
سمعتها تجيب علي : لينك أأنت في المنزل ؟!..
إتجهت إلى الشرفة التي في غرفتي و جلست على المقعد : نعم .. أهناك أمر ما ؟!..
أجاتبني وقد بدا صوتها طبيعياً جداً على عكس ما كان حين كنت عندها في المكتب هذا اليوم : حسناً بني .. لقد دعوت آل رفالي لتناول العشاء عندنا اليوم ..! لذا لا تغادر المنزل هذا المساء .. جيد ؟!!..
مصيبه !!.. هذا يعني أن آندي و دايمن سيران ريكايل !!.. أنا حتى الآن لست مستعداً لذلك خاصة أنهم يظنون أني طردته !!..
لم أعلم كيف أجيب .. طال صمتي : بني أهناك مشكله ؟!!..
كانت أمي !!.. فكرت للحظات .. لأقول : تسعدني زيارتهم لكن ..! أستطيع أن أقول ..! آه .. لقد تشاجرت مع دايمن منذ يومين و أنا لا أعلم كيف سؤاجهه الآن !!..
بدا الإستغراب في نبرتها : مذا ؟!!.. ليست المرة الأولى التي تتشاجر فيها مع دايمن !!.. عموماً إسمع .. أخبرتني كاثرن بأن دايمن لن يحضر فقد إتفق مع إبنة مردستن على الذهاب إلى حلفة عند أقاربها .. لذا لن يحضر !!.. آه صحيح .. آندي أيضاً ذهبت مع بعض صديقاتها إلى السينما .. إتفقت معهن منذ فترة لذا لم تستطع الإعتذار منهن !!..
إذاً دايمن مع فلورا و أندي في السينما !!..
عادة أستاء إذا سمعت كهذه الأخبار .. لكني هذه المرة زفرت براحه : لا تقل لي أنك قد تشاجرت مع آندي أيضاً ؟!!..
إنتبهت لصوت أمي اللذي كان مليئاً بالشك : بالتأكيد لا !!.. مؤسف أنها لن تحضر !!..
قلت هذا بتصنع و أنا متأكد أن أمي لاحظت ذلك .. لذا أسرعت بالقول : إذاً أمي .. أراك مساءاً .. علي إنجاز بعض الأعمال الآن !!..
ودعتني حينها فأغلقت الخط .. إسترخيت على الكرسي و أنا أشعر بالراحه !!..
بما أن أندي و دايمن ليسا هنا فلا بأس !!..
أيقضني من شرودي طرق على باب غرفتي : تفضل ..!
دخل رايل و نظر إلي بهدوء : يبدو أن بعض الضيوف سيأتون الليله !!..
أومأت إيجاباً : نعم .. كيف عرفت ؟!!..
تقدم أكثر حتى وصل إلي و وقف بجانبي : سمعت إحدا الوصيفات تطلب من السائق أن يحضر بعض الأشياء الناقصة من أجل العشاء مضيفةً بأن هناك ضيوف سيأتون لتناول الطعام مع السيده !!..
وقفت و أنا أجيبه : صحيح .. السيد و السيدة رافالي .. و معهما إبنتهما الكبرى و إبنتهما الصغيرة فقط ..!
أخذ لحظات كي يستوعب الأمر : أليست تلك أسرة صديقك السيد دايمن ؟!..
أومأت له موافقاً : إنهم إسرة أمي السابقة فقد كانت من آل رافالي قبل أن تصير من آل مارنسلي ..!
إكتفى بقوله : آها .. فهمت الآن ..!
رميت جسدي على السرير بتعب و أنا أقول : رايل .. خذ المراجع التي إستعرتها اليوم و أعدها للمكتبه .. سأخذ قصطاً من الراحه ..!
بنبرة هادئه : حاضر .. لكن يفضل أن لا تنام في ملابسك فهي لن تكون مريحه و ستتعبك أكثر ..!
أجبته بنبرة ناعسه : بالتأكيد .. سأبدل ملابسي بعد أن تخرج ..!
إتجه إلى الخزانة و أخرج لي ملابس النوم المريحه .. ثم غادر الغرفه ..!
بقيت للحظات على السرير .. يجب أن أبدل ملابسي قبل أن يغلبني النعاس لكني متعب !!..
هيا لينك تحرك .. آآآه أشعر بالصداع !!..
لم أشعر بنفسي حينها فقد إستغرقت في النوم فعلاً !!..
.................................................. ...........
فتحت عيني على صوت طرق الباب .. لم أستوعب الأمر بعد فقد كنت قد إرتميت بطريقة خاطئة على السرير و نمت : أدخل ..!
هذا ما قلته بخمول ..!
فتح أحدهم الباب و دخل : مذا ؟!!.. لما نمت هكذا ؟!!!..
تلك النبرة المنزعجة جعلتني أجلس و أنظر إلى صاحبها : لقد غلبني النعاس فجأه !!.. كم الساعة رايل ؟!!..
تنهد بتعب وهو يقول : إنها الثامنة و النصف .. سيصل آل رفالي بعد قليل ..!
شهقت بفزع : يا إلهي !!.. أنا لم أستعد بعد !!.. لما لم توقضني ؟!!..
هز كتفيه بضجر : طرقت الباب قبل ساعة لكنك لم تجب .. علمت أنك مستغرق في النوم فخشيت أنك متعب لذا فضلت تركك !!.. فعلت الأمر ذاته قبل نصف ساعه ..!
إتجهت إلى دورة المياه و أنا أقول بإنزعاج : و لو أني لم أستيقض بعد لكنت قد تركتني نصف ساعة آخرى !!..
ببرود رد علي : كنت سأفعل ذلك !!..
نظرت ناحيته بإستياء .. لا فائدة من التشاجر معه الآن فذلك سيضيع وقتي : أخرج بعض الملابس من الخزانة بينما أستحم !!..
أومأ إيجاباً : حاضر ..!
دخلت إلى دورة المياه بعدما حملت المنشفه .. أسرعت بأخذ حمام بارد كي أستعيد نشاطي ..!
وحين خرجت و جدت أنه أخرج لي بنطال أسود مع تيشيرت برتقالي عليه كتابات سوداء باللغة الإنجليزيه .. كذلك سترة سوداء بلا أكمام ..!
أسرعت بإرتدائها و إرتداء حذاء أسود بخيوط بلون البرتقال ..!
صففت شعري و وضعت العطر و كذلك إرتديت ساعة سوداء ..!
نظرت إلى نفسي نظرة أخيره .. جيد !!..
نظرت إلى الساعه .. إنها التاسعه .. لاشك أن الضيوف في الأسفل !!..
...............................................
ألقيت تحية النبلاء التي تدربت عليها في صغري كثيراً على السيد و السيدة رافالي ..!
رحبت بزيارتهم لنا بطريقة لائقه ..!
ذلك ما جعل خالتي كاثرن تطلق ضحكة لطيفه : آوه لينك .. التصرف كالنبلاء يزيد من وسامتك حقاً ..!
إبتسمت لها بلطف : شكراً على المديح خالتي ..!
جلست بعدها على إحدا الأرائك الطويله .. كانت ليندا تجلس بجواري فسألتها فوراً عن صحتها هذه الفتره ..!
أجابتني بأنها على مايرام تماماً و لا تشكو من شيء ..!
نظرت أمامي لأرى والدتي تتحدث إلى العم رونالد و الخالة كاثرن وهم يتبادلون الضحكات ..!
ميرال كانت قد خرجت للتجول في كل مكان كعادتها ..!
عدت بعيني إلى ليندا و همست : لنذهب لمكان آخر .. لا آستيطع التحدث هنا ..!
أومأت موافقة دون تعليق .. فأستأذنا البقية و خرجنا ..!
إتجهت إلى الشرفة الكبيرة الموجودة في الجهة اليمنى من ردهة الدور الثاني وقد كانت ليندا تلحق بي دون أن نقول شيئاً ..!
و حين وصلنا إلى تلك الشرفة المزينة بالزهور جلس كلن منا على كرسي حول طاولة مستديرة لأبدأ الكلام وقد صنعت إبتسامة لطيفة على شفتي : كيف حال زوجك ؟!!..
تنهدت بحزن طغى على ملامحها : لا تذكرني .. لا جديد .. إتصل بالأمس و أخبرني أنه سوف يأجل موعد قدومه لأن دار النشر يريدون منه أن يسلم لهم الفصل القادم من روايته قريباً .. لذا سيكون مشغولاً على حد قوله ..!
لم أعلم كيف أواسيها .. صمت للحظة لكني تشجعت لأقول : آسف حقاً لذلك ليندا .. أتمنى أن تتحسن تصرفاته قريباً ..!
لم تعلق .. شعرت أني قلت الكلام الخطأ فلم أعلم مذا أقول بعدها ..!
يبدو أنها شعرت بي فأبتسمت حينها مغيرةً الموضوع تماماً : صحيح .. أخبرني مذا حدث في قصة الخادم اللذي ضربته ؟!!..
إبتسمت تلقائياً حينها : لقد عاد للعمل هنا من جديد !!..
قطبت حاجبيها و هي تقول بسخريه : ياله من مثابر !!.. أريد أن آراه !!..
أومأت موافقاً : سترينه بالتأكيد .. لكن لا تخبري دايمن و آندي بالأمر ..!
لم أكد أكمل جملتي حتى سمعت : سيدي .. أتريد بعض الشاي ؟!.. أم تريد القهوه ؟!!..
ضحكت حين رأيته قد وقف بجانبي : ذكرت القط فقام ينط !!.. هاهو يا ليندا !!..
بدا عليها الذهول لتقول بعدها بطريقة حالمه : ياااااااااااه .. إنه أوسم منك يا لينك !!..
لم يفهم هو ما القصه لذا لم يقل شيئاً .. أما أنا فقد إتسعت عيناي حينها و بغضب : هيه ليندا لا يحق لك قول هذا ؟!!..
تجاهلتني و نظرت إلى ريكايل و سألته حالاً : ما أسمك أيها الفتى ؟!!..
بنبرة محترمة وقد حنى رأسه قليلاً : إسمي ريكايل سيدتي ..!
يبدو أنه أعجب ليندا كثيراً .. من الجيد أنها متزوجه !!..
نظرت حينها إلي بأستياء : لينك .. كيف أمكنك أن تضرب هذا الفتى اللطيف !!..
أردت أن أدافع عن نفسي حين رأيت أنها أنقلبت ضدي .. لكن ريكايل سبقني ليقول بذات النبره المحترمه : لقد كنت المخطأ حينها و قد نلت جزائي .. لذا لا تلومي سيدي على هذا ..!
عادت للتبتسم حينها : إنه لطيف جداً يا لينك أترى ؟!!.. وهو لبق و مهذب على عكسك تماماً !!.. إسمع .. قررت أن أسمي الطفل ريكايل إن كان ولداً !!..
شهقت حينها : هيه لقد قلتي أنك ستسمينه لينك !!.. كيف تفعلين هذا ؟!!..
ضحكت بمرح و هي تقول : كلما وجدت الشخص الأوسم سألته عن أسمه .. ذلك كي أسمي طفلي بذات الإسم فيصير وسيما حين يكبر !!..
بدا علي الإحباط : أنتي فعلاً متفرغه !!..
وصلت حينها إحدى الخادمات لتخبرنا بأن المائدة جاهزه و أن علينا أن نذهب الآن لغرفة الطعام ..!
.................................................. .........
جلس الجميع على تلك المائدة العامره و المليئة بالأصناف المختلفه ..!
بدأنا بتناول الطعام و نحن صامتون ..!
على مائدة الطعام غالباً ما يكون الصمت هو الجو السائد .. هذه قوانين الأسر النبيله ..!
أنا أيضاً إعتدت منذ طفولتي أن أصمت منذ أن يوضع الطبق أمامي حتى أنتهي منه ..!
ذلك يعيد لي ذكريات قديمه ..!
فحين كنت مع آليس في ذلك المكان الموحش .. كانو يضعون لنا الخبز حتى لا نموت من الجوع ..!
ذلك لأنهم يحصلون على المال مقابلنا كفديه لذا موتنا لا يفيدهم ..!
كنت أصمت و أنا آكل .. لكن ذلك كان يزعج آليس التي تخاف من الظلمة و الصمت ..!
لا أزال أذكر كيف كانت تقول لي بخوف حين أصمت لكي آكل : ( لينك أرجوك لا تسكت أبداً !!.. أنا آخاف من الظلام .. لكن صوتك يشجعني قليلاً .. أرجوك لا تبقى صامتاً ..! )
و لأني لم أرد لها أن تخاف أكثر مما هي خائفة صرت أتحدث إليها حتى أثناء تناول الطعام ..!
لكن .. أظن أني الآن لم أعد كذلك ..!
أيقضني من شرودي صوت والدتي : لينك .. لما لا تأكل يا بني ؟!..
نظرت إلى أمي و قد إنتبهت أني لم أبدأ بتناول العشاء بعد : لا شيء .. شرد ذهني للحظات فقط ..!
أخذت الملعقة و بدأت أتناول من ذلك الحساء اللذي كان أمامي ..!
لم أكن أسمع إلا أصوات الملاعق و السكاكين ترتطم بالصحون .. فالجميع كان صامتاً .. تماماً ..!
...............................................
بعد أن تناول الجميع وجبة العشاء ..!
كنت جالساً في غرفة الجلوس و معي ليندا و الخالة كاثرن و ميرال ..!
إستغربت و سألت حينها : أين والدتي و عمي إذاً ؟!!..
أجابت ميرال ببساطه : في المكتب .. و أبي معها أيضاً ..!
إبتسمت لي الخالة كاثرن : قالت أمك بأن لديها مشكلة في أمور الشركه و طلبت مساعدة رونالد .. لذا ذهبا كي يناقشاها قليلاً ..!
وقفت حينها : الأفضل أن يأتيا لتناول الشاي بدل هذا .. أمي لا تفرغ من العمل أبداً حتى حين وجود الضيوف ..!
كنت أقول هذا بإستياء و ذلك ما جعل خالتي تضحك بخفه : ليتني مثلها .. أنا لا أعرف الكثير عن العمل في الشركه ..! لكن والدتك تعتبر مديرة ماهرة بحق ..!
إبتسمت حينها و أنا أأيد كلام الخالة كاثرن .. لأن والدتي صارت مديرة للشركة منذ أربعة عشر سنه حين توفي أبي ..!
و قد إستطاعت أن تمسك بزمام الأمور .. مع أنها إنسانة حساسة جداً و قد تعرضت في حياتها للكثير من الآلام إلا أنها لا تزال قوية حقاً من هذه الناحيه ..!
ذلك لم يغير قراري في إستدعائها لتناول الشاي لهذا خرجت من غرفة الجلوس متجهاً للمكتب الخاص بها ..!
وصلت إليه طرقت الباب .. لكن لا رد ..!
فتحت الباب حينها فلم أجد أحداً : قد يكونون في غرفة الأرشيف ..!
هذا ما قلته و أنا أرى الباب اللذي داخل غرفة المكتب مفتوحاً ..!
إنه يدخلك إلى غرفة صغيرة تحتوي الكثير على ملفات الشركة الهامه .. أي إرشيف والدتي ..!
دخلت مغلقاً الباب من بعدي و أتجهت إلى تلك الغرفه ..!
دخلتها و نظرت حولي فلم أجد غير الرفوف الكثيرة التي وضع فيها كثير من الملفات المعقده ..!
ذلك ما جعلني إستدير كي أخرج من الغرفه : أخبرني ما رأيك رونالد ؟!!..
سمعت صوت أمي في غرفة المكتب .. يبدو أنها وصلت بعدما دخلت إلى هنا ..!
لم أتحرك من مكاني بل قررت البقاء حتى تغادر فلا أريد أن أقطع حديثهما بخروجي فجأه : أخبرتك إلينا .. لا أظن أن هناك مشكلة من إخباره الآن ..!
- لكني حقاً خائفه !!.. أخشى أن يكرهني بعدها !!..
- لا يمكن أن يفعل ذلك !!.. لينك يحبك و لا يمكن أن يكرهك مهما حصل !!..
سحقاً !!.. إنه ذلك الموضوع ذاته !!..
إذاً أمي لم تقم هذه المائدة إلا من أجل أن تسأل العم رونالد عن رأيه في الأمر !!..
- أنا حائره !!.. أتمنى أن لا أخبره أبداً ..!
- لكنها وصية زوجك يا إلينا ..! جاستن طلب منك أن تخبري لينك بالحقيقة حين يصير في الخامسة عشر !!.. لكن حين وصل لتك السن رفضتي تماماً فقدرنا موقفك ..! أما الآن فلا مشكله ..! على العكس هذا قد يقوي من شخصية لينك أكثر !!..
- أتمزح !!.. بل أعتقد أن شخصيته ستتحطم إن أخبرته !!..
هذه المره .. قررت أن أبقى حتى أعرف ماهو الموضوع اللذي تخفيه عني أمي منذ سنوات !!..
رغم أن الخوف سيطر علي فأنا حقاً أخشى أن الأمر سيئ جداً ..!
أأنا مصاب بمرض ما ؟!.. لا أنا لا أشكو من أي شيء !!..
أيمكن أن تكون أمي المريضه ؟!!.. لا بالتأكيد فهي قالت أخشى أن يكرهني إن أخبرته !!..
قد يكون أمراً متعلقاً بالشركه !!.. لا أعلم .. إني أشعر بالحيره !!..
- مذا قررتي الآن ؟!!..
- رونالد أرجوك !!.. لا أريد أن أخبره .. لا أريده أن يعلم بهذا أرجوك !!..
- إلينا .. إنها وصية جاستن .. أتفهمين هذا ؟!!..
صرخت والدتي حينها و الواضح أنها بدأت تبكي : و هل جاستن يعلم كم صعوبة الأمر ؟؟؟!!!.. لو كان هنا لما أستطاع أن يقف أمام لينك ليقول له أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!..
حركتي شلت .. و أنا أسمع تلك الكلمات !!!!!..
لم أستوعبها أبداً ( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
أتقصدني أنا أم تقصد شخصاً آخر ؟!!!!!..
( لو كان هنا لما أستطاع أن يقف أمام لينك )
لقد قالت لينك !!.. إنها تقصدني !!!!!!!..
( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
أيعني هذا .. أنني لست إبنها !!!!..
ليست أمي !!!..
لا .. بالتأكيد أن هناك خطأ في الأمر !!!!..
- لست مطرةً لقول هذا الكلام !!.. جاستن لم يرد أن يعيش لينك دون أن يعلم طوال عمره !!.. هو يريد منه أن يعرف بأن له أبوان حقيقيان يحبانه !!.. إلينا أفهمي .. إنه يريد للينك أن يكون عالماً بمقدار حبك له عن طريق تعبك عليه !!..
- لكني أنا أيضاً الأم التي ربته !!.. لقد ربيته منذ كان في أيامه الأولى !!.. ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!..
لم يكن بمقدوري أن أستوعب أكثر !!..
شعرت بالبرد يسري في عظامي !!..
( ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!.. )
- أعلم أنك من قام بتربيته .. لكن يجب عليك أن تفهمي بأنه له الحق في معرفة أن له أماً أخرى .. أمٌ تعبت في حمله لتسعة أشهر !!..
لم أعد أريد أن أسمع المزيد .. فقد سالت دموعي و أنا لا أصدق ما أسمعه !!..
أنا لست إبن مارسنلي !!..
أنا لست إبن جاستن !!..
لست إبن إلينا !!..
إذاً .. من أكون أنا ؟!!!!!!!!!..
علي أن أعرف هذا !!..
أسرعت و خرجت من الغرفه : إن لم أكن إبنك فمن أكون ؟!!!..
شهقت بفزع حين رأتني أخرج من تلك الغرفة الصغيره !!..
حتى السيد رونالد وقف من على مقعده لينظر إلي بصدمه : منذ متى و أنت هنا ؟!!..
لم أجب على سؤاله بل صرخت و أنا أشعر بالألم يخنقني : أخبروني من أنا ؟!!.. إلى أي أسرة أنتمي ؟!!!.. إذا لم تكن مارنسلي فمذا تكون ؟!!..
أسرعت والدتي ناحيتي وهي تبكي : لينك أرجوك يكفي !!..
لأول مرة إبتعدت عنها و أنا أصرخ بينما دموعي تداعب وجنتاي : أنت أرجوك يكفي !!.. يكفي صمتاً يا من ظننتها أمي !!!!.. أخبريني .. هل أنت من أسماني لينك ؟!!.. إن كان كذلك فأي إسم كنت أملك سابقاً ؟!!.. من هو أبي الحقيقي ؟!!.. إن لم يكن جاستن فمن سيكون ؟!!.. و أمي !!.. إن لم تكن إلينا فمن ستكون ؟!!.. أجبيني لا تبقي صامتة كصمتك كل هذه السنوات !!..
كنت أصرخ غير قادر على كبت مشاعري و أعصابي !!..
إنهارت هي على الأرض وهي تبكي بصوت مرتفع : سامحني يا بني أرجوك !!.. لقد أخطأت أنا أعلم لكن الأمر لم يكن بيدي لينك أرجوك إفهم هذا !!.. لا تغضب لينك أنا لا أحتمل أن تكون حزيناً بسببي أرجووك !!..
لم أستطع فعل شيء .. لقد بدأت تبكي بصوت مرتفع بينما كان السيد رونالد متصنماً في مكانه .. !
لهذا .. قررت الإبتعاد !!..
ركضت خارجاً من الغرفة متجاهلاً صراخها بأسمي و رجاءها بأن لا أذهب !!..
كنت أركض بلا وعي مني أريد الوصول إلى السياره ..!
و حين خرجت إلى الحديقة شعرت بأن جسدي إستطدم بشيء ما !!..
حين رفعت نفسي كي أهزأ الخادم اللذي إصطدم بي إستوعبت أنه ريكايل : مالأمر لينك ؟!!.. مابه وجهك هكذا ؟!!..
حين رأيته .. شعرت بأن مشاعري فاضت فسالت دموعي أكثر و أنا أرجوه وقد ربت على كلا كتفيه : رايل .. أخرجني من هذا البيت بسرعه !!..
قطب حاجبيه وهو يسأل : إلى أين ؟!!.. تأخر الوقت و أنت لديك مدرسه !!..
صرخت حينها بألم يقتلني : أخرجني من هنا بسرعه !!.. أنا لا أنتمي لهذا المكان ..!
رغم أني متأكد بأنه لم يفهم شيئاً إلا أنه قال بجد : إركب السياره !!..
..................................................
( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
كيف يمكنني أن أستوعب هذا ؟!!..
( ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!.. )
هي ليست أمي !!..
المرأة التي تعلقت بها طيلة سبعة عشر عاماً ليست أمي !!..
لاطالما قلت أن حياتي في فوضى عارمه !!..
و أن الشيء الوحيد الحقيقي فيها هو والدتي ..!
لكني الآن أكتشف .. أنها كانت أكبر كذبةٍ على الإطلاق !!..
ها أنا الآن في السياره .. رايل بجانبي يقودها بصمت ..!
بينما كنت أسند رأسي إلى المقعد خلفي و قد أغمضت عيناي أفكر بالمصيبة التي إكتشفتها !!..
مارسنلي تلك الأسرة التي لطالما تفاخرت بإنتمائي إليها .. أكتشف الآن أنها ليست أسرتي في الأساس !!..
إذا لم أكن لينك مارسنلي .. فسأكون لينك مذا ؟!!..
من يدري .. ربما أكون لينك لا شيء !!..
لينك فقط !!..
الأمر أجهله كلياً .. أنا الآن لا أعرف نفسي !!..
من أنا ؟!!..
هذا السؤال أخذ يدور في فكري بشكل مؤلم : لينك .. إلى أين نذهب ؟!!..
أيقضني صوت رايل من شرودي .. أجبته بذات وضعيتي : إلى أي مكان !!..
سألني مجدداً بقلق : تبدوا متعباً .. أأخذك إلى فندق قريب لمارسنلي ؟!..
بذات وضعيتي قلت بغضب : لا !!.. إلى أي مكان لا يخص ذلك الإسم !!..
أعلم أنه مستغرب و مدهوش تماماً الآن .. لكني أيضاً ليس لدي القدرة لشرح الموضوع : خذيني إلى أي مكان تريده .. لم يعد يهمني أي شيء الآن !!..
بلا نقاش قال : حاضر ..!
كنت أغمض عيني .. لا أشعر بالوقت .. لا أشعر بالمكان .. و لا أريد أن أشعر بأي شيء أبداً !!..
تذكرت حينها ذلك اليوم حين قالت ميشيل لي في الحفل ( لم تخبرني بأنك .. السيد مارسنلي !!.. )
ميشيل .. أنا لست هو !!..
أنا لست السيد مارسنلي كما قلتي !!..
يا إلهي .. لما بدأت أهذي !!..
أريد أن أرتاح .. لم أعد أريد التفكير !!..
رأسي سينفجر عما قريب : لقد وصلنا !!..
فتحت عيني حينها .. لكني لم أرى شيئاً ..!
المكان مضلم تماماً .. لا أرى سوا جزء من شارع قديم إتضح مع أضواء السياره : أين نحن ؟!!..
هذا ما قلته و أنا أنزل من السيارة بعدما نزل ريكايل : آسف .. لكني لا أعرف غير هذا المكان يمكننا أن نبقى فيه الليله ..!
بهدوء قلت : لا يهم .. لكني لا أرى شيئاً الآن منذ أطفأت ضوء السياره ..!
شعرت بيده تمسك يدي : لا تقلق أنا أعرف الطريق بدون أضواء .. لكن إنتبه ألا تتعثر بشيء ..!
أومأت موافقاً فسرت معه .. كان ضوء القمر غير المكتمل يظهر بعض الأشياء من حولي ..!
لكنه يختفي فور أن تمر سحابة سوداء لتغطيه ..!
بعد السير في ساحة أحد المباني .. وصلنا إلى باب خشبي .. أخرج رايل مفتاحاً من جيبه و فتح الباب به ..!
كان الباب قديماً جداً و الدليل هو صوت الصرير اللذي خرج منه حين فتحه ..!
دخلنا فأفلت يدي وقد صرنا نرى جيداً ..!
أغلق الباب بينما نظرت أنا أمامي ..!
إنه ممر قديم في هذا المبنى .. فيه مصباح أصفر معلق بالسقف ..!
يبدوا المبنى فقيراً فحتى الدهان على الجدار كان قد تقشر من قدمه !!..
نظرت إلى ساعتي : إنها الثانية عشر و النصف !!..
لم ينتبه لي ريكايل بل كان ينادي حينها : لقد جإت .. هل من أحد هنا ؟!!..
سمعنا فوراً صوت فتاة : أنا هنا رايل !!..
أهو صوت ميشيل ؟!!..
لا ..!
بل هو !!..
لست واثقاً !!..
هذا ما كنت أقوله لنفسي حتى رأيت تلك لفتاة تخرج من غرفة في نهاية الممر ..!
لم تكن ميشيل لكنها كانت تشبهها .. لها شعر بني طويل يصل إلى نهاية ظهرها وقد كانت قد سرحته على شكل ظفيرة واسعة من الأعلى و صغيرة عند نهايتها ..!
و لها عينا ميشيل الزرقاوتان : رايل .. معك ضيف ؟!..
أومأ إيجاباً وهو يقول بهدوء : نعم .. لديه بعض الظروف لذا سيبقى معي الليله ..!
إقتربت أكثر وحين رأتني جيداً قالت بتفاجؤ : سيد لينك !!..
عرفتها حينها و عرفت أين رأيتها و اين رأيت هذا الممر القديم سابقاً : أنتي .. الآنسه جوليا !!..
نعم .. لقد كانت حسناء الملجأ التي أعجب بها ماثيو !!..
و نحن الآن في ملجأ الأيتام القديم ذاك !!..
لما جاء بي ريكايل إلى هنا : مذا ؟!.. تعرفان بعضيكما ؟؟!!..
لم أعلم مذا أقول لكن جوليا قالت ببتسامه : رايل أتذكر ماثيو اللذي حدثتك عنه ..! لقد جاء السيد لينك معه مرتين إلى هنا !!..
بدت عليه الدهشه : إذاً .. ماثيو هو ذاته السيد ديمتري صديق لينك !!..
هنا تكلمت أنا بإستغراب : ريكايل .. كيف تعرف أنت هذا المكان ؟!!..
إبتسم لي بهدوء : هذا الملجأ هو الملجأ اللذي عشت فيه طفولتي بعد وفات والداي ..! إن لم تعلم فجوليا هي شقيقة ميشيل الكبرى !!..
نظرت بسرعة إلى جوليا .. إنها تشبهها تماماً حتى في الصوت !!..
أهي حقاً شقيقة ميشيل ؟!!..
ياللمصادفه : أيعرف ميشيل أيضاً ؟!..
هذا ما قالته جوليا بعدم فهم ..!
لم أعلم مذا أقول .. أأقول أني ذلك الشاب اللذي أخذها للحفلة و تشاجر معها : نعم .. لقد عرفتها إليه منذ فتره !!..
أنقذني ريكايل بقوله هذا .. فأنا حقاً في مشكلة أكبر من مشكلة ميشيل : إذاً تفضلا .. لم ينم الأولاد بعد .. فقد تأخروا في النوم اليوم ..!
بدت السعادة واضحة على ريكايل : جيد .. تعال لينك .. سأعرفك إليهم !!..
أذكر أني رفضت ذلك من قبل حين طلب مني ماثيو هذا !!..
لكني الآن أشعر أني أريد أن أعرفهم عن قرب ..!
سارت جوليا و طلبت منا أن نتبعها .. أخذتنا إلى غرفة لها باب خشبي .. فتحت الباب لنرى أن الأضواء كانت مشتعله .. الغرفة لا بأس بها و يبدو أنه قد تم تأثيثها حديثاً .. فتلك الأرائك الصغيرة و السجاد على الأرض و الدهان اللامع دليل على هذا ..!
و قد كان هناك أربعة فتيات و أربع فتيان يلعبون بمجموعة ألعاب تركيبيه لبناء شيء ما ..!
نظروا إلينا و بدت السعادة عليهم : أهلاً رايل ..!
هذا ما قاله أحد الأولاد الصغار .. لتقول أصغر الفتيات : تعال .. إلعب معنا ..!
تقدم إليهم و جلس بجانب تلك الطفله : ماللذي تصنعونه ؟!!..
أجابه صبي آخر : نحن نبني قلعة كبيره !!.. آه صحيح .. ستيف اليوم كان هنا هو و ماثيو .. و قد ساعدونا في بناء أول القلعه ..!
إذاً فماثيو يأتي إلى هنا دائماً .. بالتأكيد سيفعل بما أن جوليا المديره !!..
يبدو أن ستيف رغم أنه كثير البكاء قد إستطاع أن يكون صداقة مع هاؤلاء الصغار : لينك .. تعال لأعرفك إليهم ..!
أيقضني صوت ريكايل من صمتي ..!
ترددت قليلاً لكني تقدمت إليه .. جلست بجانبه و نظرت إليهم .. كانو جميعاً يحدقون بي ..!
لم أعلم ماللذي يجب علي فعله .. لكني إبتسمت بهدوء : مرحباً .. أدعى لينك !!..
إبتسموا جميعاً تلقائياً ..!
هنا ربت رايل على كتفي وهو يقول : جيد .. سأعرفك عليهم ..! أولاً إيريك .. أنه فتى مشاكس وهو زعيم العصابه ..!
نظرت إليه .. كان ذا شعر أسود و عينان جرئيتان سوداوتان .. بدا في السادسه من عمره و واضح من إبتسامته الواثقة أنه شيطان ..!
تابع رايل وهو يشير على الآخر : و هذا مايك .. يبدو لطيفاً صحيح .. لكنه يحب أن يسبب الفوضى في كل مكان ..!
كان مايك ذا شعر بني طويل قليلاً .. يصل إلى نهاية رقبته و ينزل على كتفيه .. له عينان بلون العسل الصافي .. ملامحه تدل على البرائة حقاً إضافة إلى إبتسامته المرحه ..! واضح أنه لم يتجاوز الخامسه ..!
أشار إلى الفتى الثالث : و جون .. إنه هادء جداً و لا يسبب أي مشاكل .. ليتهم جميعاً مثله ..!
كانت إبتسامته الصغيرة تأكيداً على كلام رايل .. له عينان زرقاوتان و شعر أشقر يميل إلى البني .. بدا أنه في السادسة أيضاً ..!
بقي الفتى الأخير و اللذي كان أصغر الصبيه : هذا جيمي .. سيكون من الصعب عليك التفاهم معه لأنه قليل الكلام و خجول جداً ..!
كان هذا واضحاً فقد كانت وجنتاه محمرتان و قد كان ينظر إلي ثم يبعد نظره بسرعه ..! له عينان خضراوتان و شعر بني قاتم ..! كما أنه كان قصير القامه .. أظن أنه في الرابعة من عمره !!..
جاء دور الفتيات حيث أشار للأولى ليقول : وهذه ديالا .. إنها لطيفة و هي أكثرهم حكمه .. أظن أنها تسبق سنها ..!
بدت في السادسة .. لها شعر حريري باللون البني الفاتح جداً .. و عينان بلون السماء ..! أظن أنها حين تكبر ستغدو شابةً جميلةً جداً ..! و لها إبتسامة لطيفة كذلك ..!
أشار إلى الأخرى : و هذه هي رينا .. إنها مشاكسه و صبيانيه و مجنونة كذلك و طويلة اللسان !!..
كانت الوحيدة التي تكلمت حيث قالت بإستياء : يالك من مغفل رايل !!.. أنت تشوه سمعتي أمام صديقك !!..
ضحكت حينها فقد كانت سليطة اللسان فعلاً : لا بأس .. لا تقلقي فأنا واثق أنه لا يقول الحقيقه ..!
إبتسمت حينها بمرح .. كانت ذات شعر قصير ينزل إلى أول كتفيها .. لونه أسود قاتم و عيناها خضراوتان ..! الواضح أن لها شخصية قوية و متحكمه !!.. أظن أنها في الخامسة من العمر و على مشارف السادسه ..!
عاد رايل ليقول : حسناً .. هذه لورا .. إنها حساسة جداً .. لذا إنتبه من أن تسيئ إليها فهي تبكي بسرعه ..!
نظرت إليها لأجدها تبتسم .. كانت لطيفة الملامح و لها شعر أشقر و عينان عسليتان .. شعرها كان يصل إلى منتصف ظهرها .. و هي تبدو في الرابعة من العمر ..!
حمل رايل الأخيرة ووضعها على قدميه : وهذه الصغيرة هي جين .. إنها الأصغر هنا ..!
نظرت إليها وقد تشبثت بقميص رايل وهي تقول له : لنذهب للحديقة معاً رايل ..!
أومأ لها موافقاً ببتسامة حنان .. كانت ذات عينين زرقاوتين و شعر غجري جميل .. يصل إلى نهاية رقبتها و طوله متساوٍ من الخلف و من كلا الجانبين ..! بينما كانت قد رفعته من الأمام عن وجهها و ثببته ليكون إلى الخلف بزينة شعر صغيرة على شكل ورده ..! الواضح أنها في الثالثة من العمر ..!
ربتت على رأسها و أنا أقول : أتحبين اللعب في الحديقه ؟!!..
أبتسمت و أمأت إيجاباً .. لذا إبتسمت لها : إذاً .. أعدك بأنك سذهبين للحديقة دائماً متى أردت ..!
لا أعلم إن كانت قد فهمت لكنها بدت سعيدةً بكلامي ..!
لقد قررت قراراً في نفسي ..!
و أظن أنه أفضل قرار إتخذته في حياتي ..!
.................................................. ....
نتوقف هنا


[/3mr]
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-01-2015, 10:13 PM
 
ارجو ان يعجبكم التصميم مع اني من وضعه غريب اليس كذلك
__________________


لا تكن كاللدمية بخيوط يحركك كل من استولى على خيوطها وعلم مكنونات عملها

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-27-2015, 06:11 PM
 

cool girl


ناااااااااااااااايس

التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 12-31-2015 الساعة 10:09 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية تحت اقدام الشتاء منقولة rahma la rose روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 48 07-09-2016 10:01 PM
رواية انتي خادمتي خاصة / رواية منقولة C H E L A N روايات طويلة 11 07-27-2015 12:49 PM
رواية / مشاعل - منقولة مجنونه بس تجنن روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 216 03-02-2015 11:35 PM
رواية جنان منقولة تمارة توتة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-19-2014 11:35 AM
طريق النحل (رواية منقولة للامانة) البيلوسي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-15-2014 10:40 PM


الساعة الآن 05:28 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011