عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 06-20-2018, 08:38 AM
 


الفصل الرابع عشر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل بداية الفصل عندي ملاحظة
اغلب الفصل رح يحون عن تامر واصدقائه وريم

قراءة ممتعة ^^



الفصل:

راح الفريق المنافس يصيح ويهيس بينما جلس تامر على احدى مقاعد ملعب كرة القدم ليستريح من اللعب ثم خلع السلسلة التي سلمها اليه جواد لينظر اليها شاردا:

"ايمكن انها انقلبت هكذا بسبب رؤيتها للسلسلة؟... لا اظنها فعلت كل ذلك لاجل صالح فهذه ليست اول مرة يتشاجران... ايمكن انهما كانا يحبان بعضهما قديما؟..."

اقبل اليه اصدقائه منزعجون:

- وجيه: ما بك اليوم تامر؟ لقد خسرنا بسببك

- فوزي: لقد لعبت مثل مهند الكسول

نظر اليهم تامر متفكرا ثم قال:

- ايعلم احدكم ان كان الدكتاتور نمبر 2 متزوجا ام مرتبطا ام شيء من هذا القبيل؟

نظرو اليه مستغربين فقال بلال:

- لا تقل اننا خسرنا بالمباراة لانك مشغول بتلك الفكرة السخيفة؟

تجاهل سؤالهم ليخفي السلسلة في جيبه، نهض قائلا:

- اسف... يبدو ان فكري كان مشغولا طوال الوقت

- فوزي: ولما تتسائل عن الدكتاتور 2؟ هل سرق احدى حبيباتك

نظر اليه تامر باستخفاف ليقول ساخرا:

- السرقة من اختصاصك انت، حسنا، سأعود للبيت، بلال وشادي تعالا معي للمنزل، احتاجكما في امر

---


القى شادي نفسه على سرير تامر بينما جلس بلال على كرسي مكتبه، اقفل تامر الباب واتجه نحو السرير ليرفس قدما شادي ويبعدهما ثم جلس مكانهما، سحب السلسلة من جيبه وعرضها عليهما قائلا:

- انها من الدكتاتور 2... طلب مني ان اسلمها لاختي...

امعنا النظر اليها لينظرا لبعض مستغربين ثم قال شادي:

- هل هما مرتبطان؟

- لا... فهي مخطوبة لابن عمي... لكني اتسائل ان كانا يحبان بعضهما منذ زمن

- ومن يهتم؟... ان كانت مخطوبة لاخر الان

نظر اليه مبتسما بسخرية ليقول:

- من يراهم لا يقول عنهم مخطوبين، انهم اشبه بالغرباء، بل اكاد اجزم انها لا تطيق رؤيته...

- لما؟

- انسى... المهم، الا يدري احدكم بشيء عن الدكتاتور 2

- بلال: ربما عليك ان تسأل ريم، فهي ابنة اخيه

- تامر: تمزح معي... انا اطردها كلما اقبلت الينا وانت تطلب مني ان اذهب اليها بنفسي!... انسى...

- شادي: لكن اليس عليك ان تسلم السلسلة لاختك

- لا فقد قالت انه اعاطاها اياها لترمي بها في الزبالة

فنجرا عيناهما ليقول بلال:

- الا يستطيع هو ان يرميها بنفسه؟

- تامر: حسنا... قالت انه تحد بينهما او شي من هذا القبيل... لم افهم منها شي وهي لم تشأ ان تخبرني المزيد، في الواقع انا اصلا لا اثق بكلام اختي، متأكد ان هناك شيء ما تخفيه عني

- بلال: اذا ماذا ستفعل ان كنت لا تثق بأختك ولا تريد ان تسأل ريم

- تامر: ربما لو اجد احد التلاميذ كان اخوه او اخته بصف اختي، لا بد ان يعلم شيئا

- شادي: وهل سنسأل الثانوية كلها؟ ذلك قد يأخذ وقتا، وقد لا يجد نفعا

- تامر: الى الان انها الطريقة الوحيدة، كما ان الثانوية كلها تكرهه، ذلك سيسهل عليهم مساعدتنا بافشاء اسراره

- شادي: حسنا، في هذه الحالة سنقسم الثانوية الى ثلاث اقسام وكل منا يأخذ قسم

- تامر بحماس: اذا غدا نبدأ العمل

- بلال: غدا عطلة يا احمق

نظر اليه تامر محاولا تذكر اي ايام الاسبوع غدا سرعان ما ارتسمت الخيبة على وجهه ليلقي بنفسه على السرير ثم قال:

- سنضطر ان ننتظر يومان

---


دخل شادي صفه بممل وسار بين المعاقد التي امتلئت بفوضي الطلاب يتحدثون بين حصتين منتظرين استاذ الحصة القادمة، وصل شادي لمقعده قرب بلال وتامر ليجلس بانزعاج قائلا:

- ايعقل ان بين 600 طالب في هذه المدرسة لا احد منهم كان له اخ هنا منذ سبع سنوات

- بلال: بل هناك العديد لكنهم لا يعرفون ان كان اخوتهم يعرفون شيئا عن الدكتاتور 2 او عن اريج

- تامر بانزعاج: وبما سيفيدنا ذلك؟

تسللت بينهم فتاة بيضاء البشرة ترجع شعرها الاسود للخلف بانتظام على شكل ضفيرة طويلة وترتدي نظرات طبية تخفي عينيعا العسليتين، قالت بمرح:

- عمي كان هنا منذ سبع سنوات وبالطبع يمكنني ان اسأله ما يهمكم

قال تامر معترضا:

- عمك استاذا وليس من الطلبة

فغر كل من بلال وشادي فمهما بصدمة اذ اتت اليه المساعدة لكنه رفضها بكل بساطة، قالت ريم:

- لكنه قد ينفع... لا بد انه يعرف ما تريدون معرفته

- شكرا لا احتاج لا لمساعدتك ولا لمساعدته

قطبت جبينها واستدارت لتنسحب لكن بلال امسكها ليعيدها قائلا:

- مهلا ريم... انسي امر تامر انه غبي... نحن فعلا نحتاج مساعدتك

نظرت لبلال بابتسامة صغيرة لكن تامر قضى عليها بقوله:

- بلال القضية تخصني... وانا اقرر، لا نحتاج مساعدتها

نظرت اليه ريم بحقد ثم ما لبثت ان اصطنعت البرود لتقول:

- حسنا... حسم الامر... طالما تامر لن يطلب المساعدة فانا لن اقدمها

- تامر ساخرا: هه... لا تحلمي بذلك

التفتت لتعود الى مقعدها، لم تمر ثوان حتى دخلت شيماء، القت عليهم التحية ليرد عليها الجميع التحية، صمت الجميع ينصتون للشرح ما عدا هؤلاء الثلاثة:

- شادي: ما بك؟ لما رفضت مساعدتها

- بلال: لكانت الان القضية محلولة، لا بد انها تعرف كل شيء نحتاج معرفته

نظر اليها تامر بانزعاج قائلا:

- انظر اليها، انها لا تطاق، بالكاد تبدا المعلمة الشرح حتى تكمل هي عنها، انها متكبرة ومغرورة وتظن انها افضل من الجميع لانها تخرجت قبل دخول الثانوية، كما احس انها منافقة، ان كانت تخرجت فلما تدخل الثانوية؟

- وما دخل هذا بذاك؟

- يا اخي لا اطيقها ولا اريد ان اكلمها مهما كان اهمية الموضوع

- لكن...

- بلال تامر شادي، كفا عن الاحاديث الجانبية وركزا معي على شرح الدرس

قالتها شيماء معاتبة الثلاثة فصمتو بينما لاحظ تامر ريم تنظر اليهم باحتقار فقال لاصدقائه هامسا:

- ارأيتماها، انظرا الى نظرتها تلك... انها تحتقر الجميع تظن نفسها الافضل

- تامر!... انت تشوش الصف كثيرا اليوم

عقد ذراعيه غاضبا بينما رفعت ريم راسها بارتياح اذ اعتبرت ان عمتها ردت له مذلته لها منذ قليل ولو عن غير قصد، بعد شرح الدرس كتبت شيماء مسالة على السبورة وطلبت من احدهم ان يخرج ليحلها، سرعان ما نهضت ريم لكن شيماء اعادتها لمكانها قائلة:

- ريم... اعلم انك تعرفينها، اعط فرصة لزملائك ليتعلموا

جلست ريم على مقعدها بملل، وجهت نظرها الى تامر لتراه يشتكي لاصدقائه تصرفها كالعادة، عقدت حاجباها بانزعاج وحين رأت ان لا أحد يرغب بالخروج لحل المسألة سرعان ما ابتسمت بخبث لتؤشر على تامر قائلة:

- تامر يرغب بحلها لكنه يخجل من اخبارك

فنجر تامر عينيه وهو ينظر اليها، نهض واعترض قائلا:

- ومن جعلك موكلتي في لعلاقات بيني وبين اساتذتي؟... حاولي ان تبقي بعيدة عني افضل لك

ابتسمت نصف ابتسامة لتبعد نظرها عنه، قالت شيماء:

- ريم كفي عن التفويل على زملائك، وانت تامر اهدأ قليلا، الامر لا يحتاج الى كل هذا الغضب، هل يمكنك ان تحل المسألة؟

عقد ذراعاه وقال بلامبالاة:

- اسف... لم اكن استمع للشرح

رمشت شيماء بصدمة ثم قالت:

- هذه صراحة مفرطة

رد ساخرا:

- اتفضلين ان اكذب عليك

- هه... لم يكن هذا قصدي لكن على الاقل... كن اسفا على ذلك

- حسنا... انا اسف... هل هذا افضل

- اممم... اظن ذلك

جلس تامر بانزعاج لتبعد شيماء نظرها عنه وتبحث بين البقية قائلة:

- حسنا... ان لم يكن هناك من يستطيع حلها سافعل بنفسي لكن ركزو معي

سارعت ريم برفع يدها قائلة:

- ايمكنني ان اشرحها لهم؟

حاول تامر ان يمسك اعصابه ثم قال:

- ان استمرت هكذا سأذهب اليها واضربها

قطبت حاحبيها بضيق حين سمعته فقالت شيماء:

- افضل ان اشرحه بنفسي خوفا ان ترتكبي خطأ ويحفظوه وتكوني الملامة

- لن يحدث ذلك، تعلمين انه لن يحدث

- لا بأس، سأشرح بنفسي

عقدت ريم ذراعاها غاضبة وهي تشعر بنظرات تامر التي ينظر اليها ويبتسم بشماتة

انتهت شيماء من الشرح واعطتهم الخمس دقائق المعتادة اخر الحصة سرعان ما استغل تامر الامر:

- ايتها المعلمة... هناك سؤال يشغل بالي

نظرت اليه شيماء مستغربة اذ لم يكن من عادة تامر ان يسأل الا ان استغرابها زاد حين سمعت السؤال:

- هل اخوك مرتبط؟

قطبت جبينها وبابتسامة هزت راسها نافية ثم قالت:

- ولما تسأل؟

- مجرد فضول... علما انه اصبح كبيرا، لما لم يتزوج بعد؟

نظرت اليه متفكرة، إلآما يصبو هذا الفتى، بابتسامة لطيفة اجابته:

- حسنا... هذا شأنه

- لكنك تعرفين السبب

- ان كنت مهتما جدا فسأل الاستاذ جواد وان شاء هو سيجيبك

تنهد بانزعاج لعلمه ان ذلك لن يحصل، فلو كان سيجيب لاجابت ريم قبله، لكن كل واحد منهما اعند من الاخر، وكما ريم لا تطيقه علما انها تحاول ان تحادثهم من حين لاخر الا ان الدكتاتور 2 لا يطيقه ابدا ولا يرغب بالتحدث اليه ابدا...

---


نزلت الجميع من صفهم وقت الفرصة فتجمع الاصدقاء في حلقة كبيرة في الملعب واخذو ينكتون ويضحكون، اقتربت شابتان بدلال ليلقيا التحية عليهم وخصا تامر بتحية خاصة، نظر اليهما تامر نصف ابتسامة ثم قال بفزع:

- الناظرة قادمة... بسرعة

خبئا الشابتان وجهيهما ليخفيا كثرة المساحيق وابتعدا بلمح البصر، فرط الجميع ضحك فقال

- شادي: كم مرة ستمر عليهما هذه الحيلة

- تامر: انهما حمقاوتان، عقلهما لا يستوعب اكثر من ادوات التجميل وبعض الغنج

- لارا: بعض؟ اني اخجل من النظر اليهما

- لينا: الا تجذبانك

رفع تامر حاجبه ساخرا ليقول:

- وهل يجذبك المهرج لو اتي اليك يتمايل بغنج؟ انظري الى وجهها، لا يرى منه الا بؤبئيها من كثرة المساحيق

فرط الجميع من الضحك بينما اشار فوزي بعينه ساخرا الى ريم التي كانت تقفز من مجموعة لمجموعة وتطرد في كل حين، ضرب تامر راسه حين وجدها تقترب منهم، سرعان ما نهض وابتعد عن المجموعة قبل ان تصل بينما شكرت هي ربها فما كانت لتقترب منهم اكثر لو انه بقي

وصلت اليهم وبدات تحكي بطلاسم لم يفهمو شيئا منها، نظر الجميع الى بعضهم محاولين ان يخفو ضحكتهم، فهموا في نهاية المطاف انها كانت تحاول ان تشرح لهم درس الرياضيات الذي شرحه لدكتاتور 1 صباحا ولم يفهمو منه شيئا

قطع بلال شرحها بقوله:

- لما لم يتزوج عمك بعد؟

صمتت لوهلة ثم قالت بتكبر:

- لن اغير موقفي، لو اراد ان يعرف عليه ان يطلب ذاك مني بنفسه

سمعت صوت من خلفها يقول:

- اذا يمكنك الانصراف من هنا فلا اذكر انني طلبت شرح درس الرياضيات

نظرت اليه بغضب ونهضت لترحل دون سلام او كلام وذهبت لتجلس وحيدة في ركن بعيد، البعض شفق عليها لكن بعد كل شيء لا يمكنهم ان ينكرو انهم ارتاحو من الاستماع الى طلاسمها

---


نزل اخر الدوام من الصف ليذهبو للبيت، وجد في الملعب ريم تسير مع شيماء تتجهان للخارج، ذهبت شيماء لتحضر السيارة فبقيت ريم بانتظارها على الرصيف

لكشه بلال قائلا:

- انها فرصتك الوحيدة لتعلم، اذهب واسالها

- لا اريد... ان كنت متحمسا جدا اسالها انت

- لقد سألتها لكنها رفضت ان تجاوب الا ان تسال انت شخصيا

- لذلك لا اريد... انها تتحداني ولن اخسر امامها

- انت عنيد جدا، ساعدني شادي لاخذه رغما عنه

- ولما انت مهتم لتلك الدرجة، انها مشكلة اختي وليست اختك

- ان لم تكن تريد تدخلنا في الموضوع ما كان عليك ان تدخلنا منذ البداية، الان هيا


نظر اليه بانزعاج ليقول:

- حسنا... ابتعد عني...

سار تجاهها وهو ينظر اليها بحقد حتى وصل اليها، ناداها فنظرت اليه وما ان رأته حتى قطبت ونظرت اليه بازدراء ثم ابتعدت عنه، امسك نفسه عن خنقها واستدار الى اصدقائه ليعود لكنهم اشارو اليه بأن يعود ويحدثها

تنهد بانزعاج ليعود اليها بعزم وما ان وصل اليها حتى قال بسرعة كي لا تهرب مجددا:

- حسنا، لما عمك لم يتزوج بعد؟

عادت لتنظر اليه باحتقار ثم قالت:

- الامر ليس من شانك

سك على اسنانه محاولا كظم غيظه ثم قال:

- لقد قلت انك ستخبريني لو سالتك بنفسي

- لقد غيرت رأئي بعد الطريقة التي عاملتني بها اليوم في الفرصة

قال غاضبا:

- لا يمكنك ان تعدي بشيء ثم تغيري رايك دون ان تخبري بذلك، ليس ذنبي الان عليك اخباري

- لن افعل

- حسنا... هكذا اذا...

- اخبرك بشرط واحد...

نظر اليها بقلة صبر فقالت:

- ستتقبل وجودي في مجموعتكم دون اعتراض وسأصبح صديقتكم

صدرت منه ضحكة عالية ثم نظر اليها وقال:

- ليكن بعلمك إني اتيت الى هنا مرغما، لولا ان اجبروني اصدقائي على ذلك لما فعلت، فلما تظنين انني قد اتقبلك في مجموعتنا طوال الوقت؟ لا تحلمي بذلك حتى... امثالك وامثال اختي، لا صديق لكم الا الكتب

التفت ليذهب غاضبا فصاحت:

- وانا لا يشرفني ان اكون صديقة احمق مثلك...

صرت على اسنانها وهي تشتمه في قلبها وكادت تبكي لكنها تحاملت كي لا تراها شيماء، تمرنت على الابتسام حتى اعتاد وجهها على ذلك، وما ان اقبلت شيماء حتى انطلقت بابتسامتها المزيفة الى السيارة وركبا معا

---


اقبل صالح ليلا ليزور اريج، نظر اليها، شاردة، ناظريها بعيدتان عن الكتاب وعقلها شارد بغير الدرس، تأملها مستغربا ثم تقدم ليقف امامها، ظلت شاردة فالتقى التحية

فجأة غصت وبدات تسعل، نهضت وسلمت عليه بارتباك، بحثت حولها تتهرب من النظر اليه فوجدت كتابها قد سقط منها على الارض، التقتته وعادت لتجلس متوترة، قال بانزعاج:

- اهدئي، ما بك...

نظرت اليه متفكرة ثم تنهدت وقالت:

- لا شيء... فقط افزعتني

- افزعتك!

- لقد دخلت فجأة

- دخلت فجأة!... تقصدين انني اقف منذ نصف ساعة على عتبة غرفتك ثم سرت ووقفت نصف ساعة اخرى امامك... ما الذي يشغل بالك بالضبط...

رمشت ثم اخفضت بصرها للكتاب مرتبكة وقالت:

- لا شيء... لا شي مهم

عقد ذراعاه لينظر اليها بريب والى توترها العجيب ثم قال:

- لم نذهب من عدة ايام سوية للبراري لذا اقترحو علي الاصدقاء ان نذهب معهم في رحلة اخرى... لا اظنك تمانعين بما انك وعدت

اجابته دون ان تنزع نظرها عن كتابها:

- حسنا حسنا، فليكن

- وافقت بهذه السرعة! ...

- الم اكن قد وعدتك؟

- حسنا... هذا جيد... سنخيم هناك لخمسة ايام

- هذا جيد

- جيد؟... وبلا كتب

- حسنا

نظر اليها بريب، جلس امامها ليرفع رأسها وينظر لعينيها:

- ما الذي يحدث معك؟

امعنت النظر في عينيه لوهلة، ربما قد يغضب لو اخبرته، ابعدت وجهها من امامه لتقول "لا شيء"

اعاد رفع راسها يحثها على الكلام:

- اريج... انا خطيبك، ولطالما كنت موضع سرك مذ كنا صغارا... يمكنك ان تعتمدي علي... اخبريني ما الذي يزعجك

ابتسمت نصف ابتسامة مغمضة عينيها، لا يمكنها ان تتصور نفسها تخبر خطيبها ان توترها هذا كله فقط لانها التقت صدفة بحبها القديم، بالطبع لن يتقبل الامر

ابعدت يداه عنها لتنكر اي شيء، نظر اليها بحيرة ثم قال:

- حسنا... حاولي ان تجهزي من الان كي لا تنضغطي فيما بعد

- حسنا

- سأرى ما طبخت والدتك لانني لم اتغدى بعد

- حسنا

خرج فنظرت اليه لتتاكد انه خرج، وضعت يدها موضع قلبها وارتمت في السرير "تبا، لما على جواد ان يكون له كل هذا التأثير عليها..."

---

ابعد تامر واصدقائه اذناهم عن الباب ليقول لهم تامر:

- ارايتم... لو كانت اختي على سجيتها لرفضت الذهاب معه، ولو قبلت مرغمة ما كانت لتذهب دون كتاب

- شادي: وهي هكذا مذ اريتها السلسلة؟

- نعم

- شادي: ايعقل انها ما زالت تحب اكتاتور 2 ؟

نظر اليه تامر باشمئزاز ليقول:

- كلمة حب لا تتواجد في جملة واحدة مع اسم اختي... اختي تكره نعم، لكنها لا تحب

- شادي: لكنك قلت انه ربما كانا يحبان بعضهما منذ زمن

تفكر تامر بالموضوع ثم سار بتثاقل نحو سريره قائلا:

- ان لم احل هذه القضية سيقتلني الفضول

- بلال: انسى الامر... مهما يكن فقد كان الامر من الماضي

- تامر: ربما... لكن ما نوه اليه شادي منذ قليل يفرض احتمال اخر... ربما ما زالت تحبه

صمت الثلاثة متفكرين ثم قال بلال:

- ماذا لو كانت تحبه فعلا؟... فهي مخطوبة

ابتسم ابتسامة شيطانية ليقول:

- في هذه الحالة... سأحرر خطيبها منها وابلي بها الدكتاتور 2، سيكون انتقاما لطيفا لكلاهما

ضحك الثلاثة ضحكة عالية ثم وحاولو البحث عن حل للقضية

__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية



التعديل الأخير تم بواسطة Mariquita ; 06-20-2018 الساعة 10:55 PM
  #82  
قديم 06-25-2018, 10:50 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك?
بداية أعتذر عن تأخري ع الرد رغم أني قرأت الفصل فور نزوله
أنهيت قرأته وقبل ان اضع ردا توقف جهازي فجأة ولبين ما رجع يعمل ما سجلت دخول بعدها بشوية مشاغل 😢
المهم الفصل كان رائع كما المعتاد
مادار فيه كتير من الاحداث كله عن تامر والفضول الي راح يقتله لو ما عرف شو صاير 😩
كما توقعت السلسة لها دور في زيادة شكوكه حولين هدول الاثنين 😆
ريم تلك الفتاة طالعة شبه أريج وكمان ما محبوبة متلها
يعني عمتها معلمة وكمان عمها شلون ما تكون بهذا الذكاة
وتامر ما بطيقها مطلقا ومضطر يسألها وهي ما لازم ترد كرامتها وما ترد عليه 😂
تصرفات أريج الغريبة أشعلت الريبة في صالح مو معقولة تخرج معه بسهولة ومن غير كتب كمان
وأخوها هون إتاكد من الي بدور في عقله 😲
يلا بدنا نشوف شو رح يصير وشو رح يعمل تامر ليبلي جواد بأريج وشلون رح يحررها من خطيبها صالح هاد بعد ما يعلم الماضي و الي كان بيناتهم 😱
وهاد يعني أنه سيترك الثارات البيناتهم جانبا وهيعمل عمل إنساني أشك انها اول مرة يخطط لمساعدة حدا وبالاخص أريج أخته المزعجة 😰
ولا يكون بده يستولي ع غرفتها ليوسع فيها أغراضه 😂 » أمزح تامر أصله طيب رغم مضايقات الدائمة

مارح أطول ثرثزة وننتظر لشوف 😊
في إنتظار الباقي
دمت بخير غلا ♥
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
  #83  
قديم 07-09-2018, 07:04 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبع الانوار مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك?
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بداية أعتذر عن تأخري ع الرد رغم أني قرأت الفصل فور نزوله
أنهيت قرأته وقبل ان اضع ردا توقف جهازي فجأة ولبين ما رجع يعمل ما سجلت دخول بعدها بشوية مشاغل 😢
بسيطة
انا كنت مسافرة وبالكاد كنت عم افتح المنتدى
بس كنت مل ما افتح اتأكد اذا كتبتي الرد
بس لعد كل شي الامهات ديما معذورات :
بعد التجربة صار اللوم صعب

المهم الفصل كان رائع كما المعتاد
مادار فيه كتير من الاحداث كله عن تامر والفضول الي راح يقتله لو ما عرف شو صاير 😩
كما توقعت السلسة لها دور في زيادة شكوكه حولين هدول الاثنين 😆
ريم تلك الفتاة طالعة شبه أريج وكمان ما محبوبة متلها
لا اريج كانت مخبوبة ولو بس من رفيفتها
يعني كان الها شلة تقعد معهم بالملعب
ريم المسكينة حتة هالشي ما طلعلها 😅

يعني عمتها معلمة وكمان عمها شلون ما تكون بهذا الذكاة
ي اغلبية العائلة معلمين
الدكتاتو الاول استاذ الرياضيات بيمون ابن عم جدها 😅
وريم بتكون مديرة الستقبل للمدرسة
هي المدرسة للعائلة يعني😅


وتامر ما بطيقها مطلقا ومضطر يسألها وهي ما لازم ترد كرامتها وما ترد عليه 😂
بيستاهل

تصرفات أريج الغريبة أشعلت الريبة في صالح مو معقولة تخرج معه بسهولة ومن غير كتب كمان
وأخوها هون إتاكد من الي بدور في عقله 😲
يلا بدنا نشوف شو رح يصير وشو رح يعمل تامر ليبلي جواد بأريج وشلون رح يحررها من خطيبها صالح هاد بعد ما يعلم الماضي و الي كان بيناتهم 😱
انتظري فالاحداث قادمة في الفصول القادنة
وهاد يعني أنه سيترك الثارات البيناتهم جانبا وهيعمل عمل إنساني أشك انها اول مرة يخطط لمساعدة حدا وبالاخص أريج أخته المزعجة 😰
لا
هو ما بدو يساعد
بدو يجمع شخصان مزعحين حتى فهار يكسر بعضو

ولا يكون بده يستولي ع غرفتها ليوسع فيها أغراضه 😂 » أمزح تامر أصله طيب رغم مضايقات الدائمة
اي والله ما في متل الاخوة بهالعالم 😅


مارح أطول ثرثزة وننتظر لشوف 😊
في إنتظار الباقي
دمت بخير غلا ♥
يلا ان شاء الله قريبا ينزل
احتمال اترك متل ما هو ويطلع قصير
واحتمال ادمجو بالفصل الي بعدو ويطلع طبيعي
شكرا على ردك ومتابعتك 😊
دمت بود
في امان الله
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #84  
قديم 07-10-2018, 07:40 PM
 

الفصل الخامس عشر


ركنت سيارة صالح امام المدرسة، نزل ليدخل غرفة المعلمين باحثا بين الوجوه عن اريج لكن تصادمت عيناه بعينان خضروان مذهولتان لرؤيته، اتسعت عيناه غير مصدقا ما يرى

رمش عدة مرات ليرى الشابة قد نكست رأسها بضيق، ابعد عيناه عنها بحرج ثم نظر الى معلمة كانت معهم في الغرفة وسألها عن اريج، نظرت المعلمة الى ساعة يدها مستغربة لتقول:

- لما تأخرت هكذا اليوم؟ اجلس وانتظرها ستكون هنا في اي لحظة

هز صالح رأسه موافقا ليجلس على احدى الكراسي منتظرا، ما لبثت ان القت المعلمة التحية عليهما لتنصرف ويبقيا وحدهما، نظر صالح الى ليلى ليجد الزمن قد غير فيها ما غير وبان عليها امارات التعب

لكن شعرها الرملي الاملس مازال محتفظا برونقته وجماله، اما عيناها التي كانت تأسرانه يوما هما اكثر ما عكسا التعب، اخفض رأسه متفكرا بكيفية حياتها خلال هذه العشر سنوات، قال لها:

- اخبرتني شيماء منذ سنين انك تزوجت وانجبت طفلا

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- لم اكن ادري بانك مهتم... فقد تركتني بكل برود لاجل اخرى

قال بالحاح رجاء:

- لقد اخبرتك باسبابي

- لا يهم الان... ما حدث قد حدث

- انا اسف...

ابعدت وجهها عنه فساد الصمت لبرهة حتى عاد ليسألها:

- كيف كانت حياتك هذه السنين

- مقرفة... مقرفة جدا

نظر اليها بحزن ليقول:

- لكن زوجك... وابنك... الست سعيدة معهما؟...

هزت رأسها نفيا لتمسح دمعة تجارت في خدها وقالت:

- لا... تزوجت لكن لم استطع ان اتقبل زوجي... طلقت منه بعد سنتين... املت في ان تدرك انك ما زلت تحبني كما ما زلت احبك وان تترك خطيبتك انت ايضا ونتزوج... ولكن كما يبدو انك سعيد معها

لسماع اخر جملة قالتها تهربت منه ضحكة قصيرة ساخرة ثم قال:

- سعيد معها... بالطبع... سعيد جدا...

اخفضت رأسها لتقول:

- اذا... لا امل من ان نعود لبعضنا ابدا

هز رأسه شاردا ليقول:

- اسف... ذلك غير ممكن... لا يمكنني ان اخذل ابنة عمي...

اجابت بانفعال:

- لكن يمكنك خذلاني... لقد كانت حبنا يحسد من قبل العاشقين

- اسف ليلى... لكن لا يمكنني تركها

ابعدت نظرها عنه ماسحة دموعها، لاحظت معلمة دخلت الغرفة، اخفضت رأسها لألا تراها تبكي، لاحظت انها اقتربت من صالح ثم سلمت عليه ببرود، نهض صالح ليجيبها ببرود ممزوج بالغضب:

- هيا دعينا ننطلق

رفعت رأسها عندما ادركت ان الاتية هي خطيبة حبيبها السابق، نظرت اليها مصدومة لرؤية تعابيرها الباردة وما لبثت ان نهضت غاضبة وقبل ان يخرجا قالت بغير تصديق:

- هل هذه هي خطيبتك؟...

لم يجبها صالح بل امسك ذراع اريج ليسحبها خارج المدرسة لكن ليلى حالت بينهم وبين باب الخروج وقالت:

- هل هذه هي التي بدلتني بها...

نظرت اريج اليها مستغربة ثم الى صالح لا تفهم شيئا بينما قالت صالح برجاء هادئ:

- ليلى ارجوك... انس الماضي ودعينا نمضي بحاضرنا كما هو

ظلت ليلى تنظر الى اريج مصدومة لتقول:

- لكنها... لكنها لا تحبك... هي لم تبتسم حتى لرؤيتك... لم ترحب بك

- ليلى...

نظرت الى اريج بغضب لتقول لها:

- ان صالح جوهرة لا تقدر بثمن بينما انت لا تقدرينه كما يجب، لقد تخلى عني لاجلك حين كنت اكن له كل الحب، بينما انت تعاملينه هكذا!...

فغرت اريج فاهها حين ادركت ان الواقفة امامها هي حبيبة صالح السابقة، ولما تصرخ بوجهها، لو بيدها لتنازلت له عنها منذ زمن لتذهب هي وترى حياتها، لكنها مجبرة عليه

نظرت اليها اريج بازدراء لتلتفت وتكمل سيرها قائلة بجفاف:

- ساسبقك الى السيارة، اتبعني حين تنهي حديثك مع حبيبتك السابقة

فغرت ليلى فاهها بينما اغمض صالح عيناه شاتما، اسرعت ليلى خلفها لتشدها من شعرها وما ان استدارت اريج حتى صفعتها، ثارت اريج لكرامتها فامسكت ليلى من شعرها وشدته، اسرع صالح محاولا ابعادهما عن بعضهما لكنهما كانتا متشابكتان

على صوت صياحهما خرج من تبقى في المدرسة ليعرفو ما القصة، اقتربت الناظرة بحزم لتقول:

- اريج سيدة ليلى... سارسل تقريرا للادارة عما حدث، وسينظرون في امركما

لدى سماع ذلك افلتت كل واحدة منهما الاخرى فتابعت الناظرة:

"قد تفصلين من عملك اريج لضرب ام احد التلاميذ بينما انت سيدة ليلى قد يفصل ابنك لضربك احدى معلماتنا"

نظرت ليلى لاريج بصدمة لتقول:

- هل انت المعلمة اريج!... معلمة ابني تامر...

ابتعدت عنها اريج لتنضم الى صالح بينما بحثت ليلى بين وجوه الطلاب لتجد ابنها يبكي، غطت فمها بصدمة لتعتذر من الموجودين لما حدث واسرعت الى ابنها، مدت يدها اليه ليذهبان لكن ابنها سحب يده غاضبا وصرخ:

- لقد ابعدتي عني والدي والان تريدين ان تؤذي معلمتي المفضلة

هرب لداخل المدرسة بينما اسرعت خلفه ليلى واختفت بين مجموعة المتفرجين، نظرت الناظرة لاريج بتكبر قائلة:

- اؤكد لك ان الادارة لن ترضى بما حدث توا... طردك اصبح مؤكدا...

نكست اريج رأسها بحزن وراح يتداول ما حدث السن المتفرجين حتى خرج من بينهم شابة لطيفة الملامح بينما عيناها الزرق عكسا قوة ارادة زاد على هيبتهما شعرها الاسود الداكن المربوط للخلف على هيئة ذيل حصان، اقتربت من الناظرة لتقول بحزم واحترام

- لكن الاخرى هي التي ابتدأت، اريج فقط ردت لها فعلتها

- ما كان عليها ان ترد لها شيء... على كل حال ستصل شهادتك الى الادارة ايضا وقد يساعد ذلك

ابتسمت لها بلطف لتلتفت الى اريج، نظرت اليها اريج بامتنان قائلة:

- شكرا لك راوية

جال صالح بنظره بينهما بغضب ثم قال:

- ليلى من ابتدأت !... ان كنت لا تعرفين شيئا عن الموضوع فلا تتدخلي

فغرت راوية فاهها بصدمة فقالت اريج بضيق:

- دعنا نمضي وانسى الامر الان

- راوية:

ينسى الامر!... ان كنت تحب ليلى ما كان عليك التخلي عنها من البداية، لقد ارتبطت باريج بارادتك فلتحترم هذا الارتباط

- ادافع عن الظلم لاحترم هذا الارتباط

- تدافع عن الظلم!... لقد كانت هي من ابتدأت... لقد رايتها بنفسك

- اخبرتك... ان كنت لا تعلمين شيئا فلا تتدخلي

رفعت راوية راسها شامخة وقالت بعزم:

- بل اعرف كل شيء فقد سمعتكما تتحدثان توا، ورغم ذلك لا يحق لك

ابتسم بسخرية ليقول:

- ما سمعته مختصر لمختصر قصتنا، اخبريني، ما تكون ردة فعلك لو كنت تحبين شخصا حبا جما وذلك الشخص يحبك حبا جما وفجأة يظهر دخيل من العدم ليمنع عنك ذلك الشخص، وبعد سنين من الحب عن بعد تكتشفين ان ذاك الدخيل يعامل من تحبين معاملة فظة فظيعة

صمتت راوية لوهلة تفكر بالامر ثم قالت:

- لكن بعد كل شيء هي من بدأت

- نظريا ربما... لكن عمليا الامر يختلف

استعدت راوية للدفاع لكن اريج انصرفت لتصعد الى السيارة فتبعها صالح ليقطع الموضوع، صعد للسيارة وانطلقا ليرافقهما الصمت التوتر طوال الطريق...

---


نزعت نظرها عن الكتاب بعد ان ادركت انها لن تستطيع ان تفهم شيئا، مع الافكار التي تتزاحم في رأسها،

اولا لقائها بوقح البرية بعد جفاؤه سبع سنوات، ثانيا ظهور حبيبة صالح السابقة وتجرأها على صفعها امام جميع من في المدرسة، والافظع من ذلك

انها تكون ام احدى تلاميذها المفضلين، ثالثا وهو الاهم، طردها من المدرسة اصبح شبه مؤكد

اغمضت عينيها بتعب لتزفر ثم بعد وهلة فتحتهما لتلاحظ احدهم يقف عند عتبة باب غرفتها

وجهت نظرها اليها لترى شخصا بلامح مألوفة، الشعر الاشقر الطويل، العينان البنيتان، البشرة القمحية، الرموش التي بالكاد ترى لبهاتة لونها، ضيقت عيناها محاولة تذكر هوية الواقفة امامها حتى سمعت صوتها:

- مرحبا اريج... هل يمكنني الدخول لاكلمك

فغرت اريج فاهها بصدمة ثم نهضت غير مستوعبة:

- نوال!...

نكست نوال رأسها بحرج لتقول:

- ان كان وجودي يضايقك فسأنصرف... لكن ظننت انه ربما قد يهمك الخبر

جالت اريج بنظرها في الغرفة المبعثرة اغراضها كالعادة ثم ازاحت عدة كتب من السرير لتوسع لها كي تجلس ثم قالت:

- تفضلي...

جلس كلاهما وصمتا يتفرجان على زوايا الغرفة لا يعرفان كيف يبدأن الحديث حتى قالت نوال:

- ما زالت غرفتك كما كانت دائما... يبدو انك لم تغيري عادتك القديمة في هذه السبع سنوات

ابتسمت اريج لتقول:

- لدي الكثير من الانشغالات، بالكاد انزع عيناي عن الكتب، بين التعليم والدراسة

- اصبحتي تعلمين وما زلتي تدرسين؟

هزت اريج رأسها ايجابا لتقول:

- وماذا عنك؟

- حسنا... لقد اكملت دراستي لكني لم اعمل... فقد كنت... ممم حسنا... كنت متزوجة ولكن يبدو انني لن ابقى كذلك

اتسعت عينا اريج من الصدمة فأكملت نوال:

- يبدو انني لم استطع ان اتفق مع ايمن، لن نستمر معا... لقد قلت في اخر محادثة لنا انك تحبينه ... لذا ظننت انه ربما مازلت كذلك... و... كما تعلمين

رمشت اريج عدة مرات ثم هزت رأسها محاولة استيعاب كلامها لكن لم يكن بالامر السهل، صرخت اريج:

- لكنكما كنتما كعصفوري حب... ما الذي جرى؟

ادمعت عينا نوال لتنظر الى اريج محاولة الابتسام ثم قالت:

- الزمن يغير الكثير...

مسحت دموعها لتنهض من مكانها، ناولت اريج ورقة وقالت:

- هذا عنوان ايمن ورقم هاتفه... لانني ما زلت اعتبرك صديقتي المفضلة رأيت انه ربما علي ان اخبرك عسى ان حاولت ثانية قد يحبك بعد انفصالنا قبل ان يتعرف على اخرى

تهربت من اريج ضحكة ساخرة غير مستوعبة لكلام صديقتها اما نوال فاسرعت الخطى للخارج قبل ان تنهمر دموعها مدرارا

نظرت اريج للورقة متفكرة ثم الى حيث اختفت نوال وتسآئلت:

- ما الذي جرى يا ترى؟ لما انفصلا بعد كل هذه السنين؟...

---




ارجعت اريج مفاتيح المنزل الى حقيبة يدها لتغلق الباب وتتوجه الى غرفتها، وقفت مصدومة على باب غرفتها حين رأتها مرتبة بالكامل، الملابس مطوية على الاريكة، الارض فارغة لا شي عليها الا السجادة، لا كتب على السرير كالعادة، فقط الشراشف موضوعة بترتيب وصبية جالسة عليها

"مهلا... من هذه الصبية... "

امعنت اريج النظر اليها مستغربة، هل هي خادمة احضرها احدهم لترتب غرفتها؟ مستحيل فرغم شعرها الاسود الداكن الا ان بياضها ناصع، ومن الواضح انها مثقفة بسبب تعمقها في كتاب بين يديها ويؤكد على ذلك نظراتها الطبية، فلو كانت مثقفة ما كانت لتبحث عن عمل كخادمة بل اي شي ارقى من ذلك

اذا من تكون بالضبط؟

دخلت اريج للغرفة ملقية التحية لتنزع الاخرى عينيها عن الكتاب وتقف سريعا وترد التحية بادب وحرج، ثم قالت:

- هل انت اريج اخت تامر؟

هزت الاخرى رأسها ايجابا بينما تجول بنظرها في غرفتها كأنها تسأل عما جرى

حكت الاخرى رأسها بحرج لتقول:

- كنت انتظرك منذ عدة ساعات ومللت وحدي... لذا رأيت ان اتسلى وفي الوقت نفسه اقدم ولو اليسير من المساعدة

هزت اريج رأسها متفهمة ثم قالت:

- ربما كان عليك ان تسألي عن وقت عودتي قبل ان تأتي دون معرفة، من انت وما تريدين على كل حال؟

اجابت بحماس:

- انا ريم، زميلة تامر في المدرسة، اخبرني انك عبقرية وتحبين الدرس كثيرا.

- و؟...

- حسنا... اممم... ربما استطعت ان تساعديني في الدراسة لاتفوق

- اسفة لكن لا وقت لدي

ارتسم الحزن على ملامح ريم لتقول:

- سادفع لك ما تريدين...

- ليس الامر مسألة دفع او مال، لكن حقا لا وقت لدي

اندفعت بترجي:

- سأكون ذكية وافهم كل شيء بسرعة، لن تشعري بوجودي، اعدك...

- لكن...

- ارجوك... فقط جربي ليوم واحد

- اسمعي

- ارجووووكييي

قالتها بعينان متلائلئتان تصعبان الرفض للجهة المقابلة لتقول اريج بقلة حيلة:

- حسنا... سأجرب فقط...

- شكرا لك

قطعت كلامها بتلك الجملة لتذهب وتحضر كتبها بسرعة وتضع الكتاب امامها لتفتح على الدرس الذي درسوه اليوم في المدرسة، نظرت اريج مليا للكتاب ثم بدأت تشرح واريج تكمل الشرح عنها حتى نظرت اليها اريج مستغربة لتقول:

- اظنك لا تحتاجين معلمة خاصة، فانت ذكية جدا

رمشت ريم عدة مرات متفكرة ثم قالت:

- حسنا هذا الجزء فهمته جيدا اثناء الشرح في الصف، لنكمل بالذي يليه...

ابتسمت اريج لتنتقل الى شرح المقطع التالي بينما ريم تتصنع الاستماع والتفهم

انتهت من الشرح لتعطي لريم مسألة تحلها، مثلت ريم التفكير والتحليل بينما انتقلت اريج الى دروسها الجامعية ووضعت فيهم كل تركيزها

نزعت ريم نظرها عن كتابها لتنظر الى اريج التي كانت تعصر دماغها لتفهم ما في كتابها، اسندت راسها على كفها شاردة:

"لما يحتاج البشر كل هذا المجهود للدراسة؟ فعلا الدراسة ليست صعبة ابدا، انها اشبه باكل البوظة، سلسة وممتعة وتنتهي دون ان تدري...

هل يا ترى لو تربت في عائلة عادية لكانت ستكون كباقي البشر؟ ربما لن يكون الدرس سهلا بالنسبة اليها، ولكن الحياة بمجملها ربما كانت لتكون اسهل...

عندما لاحظت ان اريج اطالت التفكير واخذت تتنهد بانزعاج، اقتربت منها لتقرأ في كتابها ودون انتباه منها قالت:

- واو هذا الدرس رائع

نظرت اليها اريج مستغرية فاحمرت ريم وقالت مبررة:

- اختي في الجامعة درسته مؤخرا، انه سهل جدا

اخذت تشرح لها بينما اريج تنظر اليها مصدومة حتى انتهت ريم وختمت شرحها بابتسامة عريضة حيث هذه اول مرة تشرح لاحدهم ويستمع الى شرحها للاخر دون ان تطرد

بل والاكثر نالت مديحا من اريج، بحرج قالت اريج:

- ربما انت من عليك تعليمي وليس العكس

ضحك الاثنتان ومضى وقتهما دون ان تشعرا

---



دخل تامر المنزل ليلا مع صديقيه ليسمع ضحكات اريج من اول المنزل، نظر الى صديقيه بريب ثم تقدم ليدخل غرفة اخته فيراها مرتبة، صفر باعجاب ليقول مذهولا:

- ما المناسبة يا اختي العزيزة

نظرت اليه اريج بابتسامة واسعة ليقول:

- لست انا بل صديقتك

اشارت اريج الى ريم لكن ريم لم تستدر نحوهم بل ظلت تعطيهم ظهرها تنظر الى زاوية من زوايا الغرفة بجفاف وخوف

استغربت اريج من ردة فعلها لكن ما اثار استغرابها اكثر ردة فعل تامر، اذ لم يحتاج الامر لتلفت اليه ليعرفها، فتلك الهيئة المنظمة المرتبة اكثر من اللزوم لا تنم الا عن ريم، صرخ غاضبا:

- الى هنا تبعتني!... الا يكفي اننا نهرب منك في المدرسة حتى تتبعيننا الى هنا

صمتت ريم غاضبة بينما دافعت عنها اريج:

- لماذا تكلمها بهذه الطريقة؟... ثم هي لا تتبعك بل اتت كي اعلمها واساعدها في التفوق

اجاب ساخرا:

- لتعلميها وتساعديها على التفوق!... مدللة اهلها ووحيدتهم بين عائلة اساتذة، لما تظنين انها تحتاج الى مساعدتك؟... هي قادرة على تعليمك لو ارادت

قطبت اريج مستغربة، اذ انها بالفعل قادرة على تعليمها فقد كانت تفعلها منذ قليل، لكنها قالت ان لها اخت كبرى تدرس ما تعرفه في الجامعة

نظرت الى ريم بشك لتسألها:

- هل انت حقا وحيدة اهلك؟ الم تقولي منذ قليل ان لك اخت كبرى علمتك كل ما تعرفينه ؟

اجاب تامر قبلها بغضب:

- فكري فيها، انها تخدعك... هل يمكنني ان افهم ما الذي تريدينه من اختي الان

نظرت اليها اريج لتراها قد بدأت تبكي، عبست لاخيها محاولة طرده من غرفتها لكنه اصر على البقاء وهو يحث ريم على الكلام، مسحت ريم دموعها لتسرع في الخروج من الغرفة لكن تامر امسكها ليوقفها، دفعها للداخل مجددا وقال:

- لن تخرجي من هنا قبل ان تتحدثي، ما الذي جاء بك الى هنا

نهضت اريج لتضم ريم اليها قائلة:

- قف عن معاملتها هكذا تامر، انها مخلوقة بشرية تستحق الاحترام

- اجل بالطبع، عندما تحترم هي ذاتها سافعل انا ذلك، والان هيا تحدثي

ابتعدت ريم عن اريج ثم لتعود الى السرير للبكاء، قال تامر بجلفصة:

- دموع التماسيح هذه لن تنفعك، حري بك ان تتحدثي

حدجته اريج ثم جلست بقربها، ربتت على كتفها لتقول:

- انا ايضا اريد ان اعرف لما فعلت ذلك، لقد خدعتني واخذت من وقتي، اظن انني استحق تفسيرا لما جرى على الاقل

مسحت ريم دموعها لتأخذ نفسا عميقا، قالت:

- اردت ان احصل على اصدقاء

باستغراب قالت اريج:

- اولم يكن من الافضل لو اخترت صديقا من عمرك

- لقد رفضو جميعهم صداقتي، كلما حاولت التقرب منهم نفرو مني

- لماذا؟...

- تامر: انت لم تحاولي التقرب الينا بل حاولت تفجير ادمغتنا ، كلما نزلنا للملعب لنريح عقولنا من الدراسة نراك تذكرينا بها مجددا

- ريم باندفاع: انها الطريقة الوحيدة الي اجيدها

- لن اصدق لو قلتي انها كانت تنفع في الصفوف السابقة

انزلت ريم رأسها بحزن لتكمل بكائها ثم قالت:

- انها اول سنة لي في المدرسة

بشك نظر اليها تامر ليقول:

- اتريدين ان تقولي انك تخرجت دون ان تدخلي المدرسة

- واين المشكلة في ذلك ان كانت المدرسة تابعة لعائلتي؟ لقد تولى اعمامي تعليمي منذ نعومة اظافري

- ولما دخلتي المدرسة الان بعد ان تخرجتي؟

جالت بنظرها بين اريج تامر ثم اصدقائه وقالت:

-اردت ان اجرب الحياة الطبيعية، لم يوافقو اعمامي في البداية قائلين اني سأضيع نص وقتي في التسكع مع الاصدقاء وهذه الاشياء، لكني اخبرتهم انهم لو لم يسمحو لي ان ادخل المدرسة لن اكمل الدراسة ابدا، فسمحوا لي بشرط ان تكون هذه السنة فقط... لكن كما يبدو انني لن اكمل هذه السنة حتى... فحياتكم لن تناسبني ابدا، تسموننا بالدكتاتوريين وانتم اشد قسوة مننا

صمت الجميع ولم تسمع الا شهقات اريج حتى قال تامر:

- ولم تجدي الا هذه الغبية لتصادقيها؟ ان كنتي تريدين تجربة الحياة اجتماعية بمعنى الكلمة عليك ان تبتعدي عن اختي قدر الامكان تعالي معي لاعرفك على الحياة الاجتماعية على اصولها

شفطت ريم مخطة نازلة وهي تهز كتفيها معربة عن رفضها اي مساعدة منه، رفع رأسه بكبرياء ليقول:

- انت حرة...

انصرف الى غرفته ليتبعه شادي بينما جال بلال بنظره محتارا بين صديقه وريم حتى اخيرا تبع تامر


__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #85  
قديم 07-10-2018, 08:48 PM
 
السلام عليكم
كممم فصل م كتبت رد أنااا
قرأتهم كلهم بحاجة لجلسة لارتب الرد
الاحداث وتيرتها تساارعت لكن الافكار تبان فخمة 66
ذا رد لاقول لك #لا زلت متابعة م سحبت xDD
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذهبية :: شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 45 04-24-2018 05:15 PM
شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-13-2015 04:06 PM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة izayoi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 04-09-2015 12:37 AM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة .~(مشاركتي في مسابقة عشرة لعشرة^^)~ izayoi صور أنمي 11 04-23-2013 08:07 PM
كان يا ما كان .. خريف وراء خريف ~ بقلمي برو@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 08-27-2011 03:26 PM


الساعة الآن 12:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011