عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 07-10-2016, 01:21 AM
 





السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

شكرًا جزيلًا لكل الحلوات اللي يتفاعلون معي و يكتبون لي توقعات جميلة و ذكية و توسع الصدر ..
ما ننحرم منكم يا رب ..

بخصوص الرواية : لا أبيح نقلها أو أخذها دون ذكر اسمي عليها !!

و جميع الشخصيات في الرواية خيالية , و كذلك أسمائهم ..
و إن حصل و كان فيه أشخاص واقعيين بنفس الأسماء فذلك مجرد صدفة ..


.
.

يلّا نبدأ .. ؟!

.
.


الفصل الثامن :



في إحدى الطرق المزدحمة ظهرا في الرياض , يمشي سلطان بسيارته متجها بهدوء إلى منزله , بعدما وقف في إحدى المستوصفات طالبا من الممرضين خياطة ذاك الجرح الضئيل في رأسه , ثم عاد إلى ذاك المنزل الذي ينظر إليه سلطان بأنه مكان للنوم و الأكل فقط , و لكن هذه المرة كان قد كسر هذه القاعدة التي اعتادت عليها زوجته - دلال - التي لا تراه سوى في الصباح عند الاستيقاظ , و في آخر الليل عندما يهم بالنوم و هو لا يدري عن أي شيء بخصوص تفاصيل يومها الممل ...

دخل سلطان إلى منزله متحاملا على الصداع المصاحب لظهيرة الرياض و المعروف لدى الكثيرين , و رمى بشماغه الأحمر لونًا و دمًا على الطاولة ..

ثم اتجه إلى غرفته متجاهلا باقي أركان بيته الذي قد بدأ بنسيان مرافقه , أكمل طريقه إلى غرفته و هو يقف عند المطبخ لثواني و هو ينظر إلى دلال التي تطعم ابنتها ذات الثلاث سنوات - حنين - ....

شعرت دلال به عندما دخل و أحسّت بخطواته المتجهة إلى الغرفة , التي تقع بعد المطبخ بعدة خطوات ,
انتبهت بأنه توقف قليلا بجانب الباب , و نظرت إليه نظرة طويلة ,

و قد رأت نظراته المقابلة لها , تلك النظرات التي اعتادتها منه منذ اليوم الأول من زواجهما , و التي لم تكن في الواقع سوى نظرات باردة و كأنها غير موجودة ...

صمتت قليلا ثم قالت بهدوء :" أهلًا "...

أطال النظر بدلال و حنين وهو يفكر بكلام فيصل ..

( هل الممكن أن يؤذيهما !؟ و لكنهما لا تستحقان أدنى ضرر .. )

( يا إلهي , لم وضعتهما في عمق مشاكلي ؟! .. لم أظن يومًا بأني قد أندم على ذلك .. )

اقترب من زوجته و هو يقول بهدوء :" أريدك أن تجهزي أغراضك و أغراض ابنتك , ربما أسافر اليوم و أعود غدًا , و سأوصلك إلى منزل عائلتك "..

استغربت زوجته كلامه ..

( لطالما كان يسافر و يخرج من المنزل و لا يعود لأيام و لم يكن ليهتم بي أو بابنته .. )
( ولن يكترث إن عشنا أو سقط هذا المنزل علينا .. يا للغرابة !! )

تحدثت و هي تشعر بغرابته :" ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تسافر فيها , لقد اعتدت أنا على ذلك , لا تقلق يمكن الذهاب و تركنا ".. قالت كلماتها و أعطته ظهرها لتعود و تطعم ابنتها ..

" ولكن هذه المرة مختلفة , أنا .. أنا قلقٌ عليكم بعض الشيء , هيا اذهبي و ضعي لنفسك القليل من الملابس , هيّا لقد اتصلت على أخيك و قلت له بأنك قادمة " ..

" لا أريد الذهاب إلى عائلتي هناك , أنتم يا سلطان عائلتي , أنت و حنين ... "

اقترب منها و هو يمسح على شعرها بهدوء , و يطيل التحديق بها ... ثم همس لها : " أنا لا أشعر بأن الأمور ستكون على ما يرام , و أنا أصدِّق حدسي دومًا .. هيا اتركي ما بيدك و تجهزي "...

تركها سلطان و دخل غرفته خالعا ملابسه و متوجهًا إلى دورة المياه , ليتوضأ و يصلي بسرعة تلك الصلاة التي لا يخشع فيها بركعة و لا يستوعب من سورها آية ...

أنهى صلاته و ارتدى ثوبا و شماغًا جديدين و خرج مرة أخرى وهو يحمل معه ظرف ورقي صغير , و هو يعي تماما بأنه يحمل في يده نهاية أسرة ( آل سليمان ) كاملة ...

ركب سيارته و انتظر زوجته و سرعان ما خرجت له و أوصلها إلى منزل عائلتها ..

همس لها قبيل نزولها :" استودعتكم الله " ..

وقفت أمام الباب و هي تحث ابنتها على رفع يدها و توديع والدها ..

أكمل سلطان طريقه إلى الشركة و مقر عمله , و نزل إلى المواقف الأرضية و ركن سيارته في أقصى زاوية , و نزل بهدوء و هو يمشي بخطوات ذات تناسق ..

رأى أمامه مصعدين , أحدهما يؤدي إلى جميع أدوار الشركة الإحدى عشر .. أما الآخر فلا يؤدي إلا لمكان واحد فقط :


.. ( المكتب الخاص بعادل سليمان ) ...


مشى بثقة نحو المصعد الخاص بعادل , و هو يضع إصبعه في المكان المخصص للبصمة المسئولة عن فتح الباب , و كان جهاز البصمة هذا مبرمج لبصمتان فقط ..

- بصمته هو و عادل - ..

ابتسم برضا عندما شاهد ذاك الوميض الأخضر و الصوت الدال على قبول البصمة , فُتِح له الباب و دخل و هو ينظر إلى المرايا التي على جوانب المصعد , محاولا تعديل شماغه بينما يصعد للأعلى ...

لم يكن يتوقع يوما سلطان – السكرتير الخاص لعادل سليمان – بأنه سيضطر إلى خيانة رئيسه في العمل و طعنه من ظهره و من الأمام أيضا ..

, و لكن كان يعلم أن حال الإنسان قد تتغير رأسا على عقب خلال نصف يوم أو نصف دقيقة حتى , و كان شعور اللامبالاة يكبر في سلطان يوما بعد يوم , و كأنما خلق هذا الكون ليخدمه هو فقط , غير آبه أبدا بما يجول في خواطر الآخرين , و غير مستوعب أبدا للعبارة القائلة :

" احذر مما تتمناه ".

وصل سلطان إلى مكتب عادل , ذاك المكتب الذي ينبض بألوانه الرجولية الأنيقة , و تلك النوافذ الزجاجية العالية التي تطل على أجمل الشوارع و الأحياء في الرياض , و ألقى بنظره إلى تلك الرفوف الواسعة الزاخرة بالكتب , و التي تقع على يمين الغرفة ,

أخرج سلطان الظرف الورقي من جيبه و أخرج منه ( قرصًا مدمجًا ) بتأني شديد خشية إفساده , أخذ من المكتب محارم ورقية و وضعهما أسفل و أعلى القرص , ثم فعل تماما ما أمره عبدالرحمن بفعله قبل عدة أيام مضت , عندما سلمه القرص :

" اسمع يا سلطان , افعل ما أقوله لك بالضبط , و لا أريد نسبة خطأ أبدا "...

" حسنا , ماذا لديك ؟ " قال سلطان بفضول ..

أخرج عبد الرحمن القرص المدمج الذي كان يحمله معه في سيارته , ثم قال :" خذ هذا , لا أريدك أن تفتحه أو ترى ما فيه أبدا , أو أن يعلم أحدا بوجوده , كل ما عليك فعله هو أخذ القرص , و وضعه في مكتب عادل بعد يوم من اختطافنا له ".

" حسنا , أين تريد أن أضعه بالضبط , في الأدراج , الرفوف , حدِد "..

" يا إلهي يا سلطان , لا تستعجلني , أريدك أن تضعه بين بضع محارم ورقية , وتذهب إلى رفوف الكتب , في الرف الثالث من الأعلى , ستجد في يساره كتابان يحملان اسم ( المعاجم اللغوية ) و ( تفسير القرآن الكريم ) , أريدك أن تدس القرص بينهما بالضبط , و بعد ذلك , أريدك أن تنسل إلى خارج المكتب , مثل الشعرة من العجين , أهذا واضح ؟ " ..

نفذ سلطان ما قيل له , و هو يمشي بهدوء بجانب الكتب , متذكرا تلك الصورة التي وجدها قبل عدة أشهر بين الرفوف , تلك الصورة القديمة و المهترئة, و التي وضعت سلطان في هذا الوضع الراهن ...

نزل سلطان إلى مواقف السيارات و هو يتنهد براحة بعدما أنهى إحدى مهامه , لا يعلم ما الذي يحتويه القرص , أو ما الغرض من وراءه , و لكنه كان لا يريد إفساد المفاجأة على نفسه , كان يعلم أن – فيصل و عبد الرحمن – لا يفكران إلا بما هو جهنمي بالفعل .. !

كان على وشك الرحيل عندما استوقفه صوت شخص يبغضه سلطان بالفعل , على الرغم من أنه لم يرى منه شيئا أبدا , ولكن أسلوبه المتودد في الحديث يجعل سلطان يود لو كان معه سلاحا يفرغه في فمه:

" سلطان , لم أر شخصا مكافحا مثلك يا رجل , إن اليوم عطلة للموظفين , ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ ".

قال سلطان في نفسه :

( لدي دقيقتان للحوار معه قبل أن تنفلت أعصابي المربوطة بإحكام ...

و أرد هذا البغيض صريعا على الأرض ... )

" أهلا متعب , ما الذي تفعله أنت هنا ؟ " رد سلطان بابتسامة دبلوماسية ..

" لا , أنا سألتك أولا ".. قال متعب و هو يبتسم بمرح ..

كاد سلطان أن يهوي به إلى سابع أرض , فهو ليس بالمزاج الذي يسمح له باستقبال بعض ( خفة الدم ) ..

" لقد وصاني عادل على بعض الإجراءات في مكتبه , قبل أن تبدأ عطلتي , و أنت ؟ "..

قال متعب بـ هم كبير :" لدي الكثير من الملفات و الأوراق الأمنية التي يجب انجازها , يجب أن أعيد النظر في بعض الحصون الأمنية في الشبكة الإلكترونية في الشركة, يبدو أن عطلة عادل للموظفين لن تفيدني , من الغريب أن عادل أعطانا هذه العطلة لليوم الوطني , يبدو أنه كان يعلم بأننا في حاجتها بشدة "..

" كان الله في عونك , سأخبر عادل لاحقا عن هذا , ربما تحصل على ترقية أيها المناضل ".. قال سلطان باستهزاء وهو يتوجه إلى سيارته ..

" أقابلت عادل مؤخرا ؟ " أتى سؤال متعب مباغتا لسلطان , الذي قال في نفسه :

( حسنا , يبدو أنه ينوي أن يكمل أعماله و هو مفقوء العين , مكسور الذراع ... )

" بربك يا متعب , كيف إذنا طلب مني أن أتي إلى هنا , ليس عبر الهاتف بالطبع " .. قال سلطان و هو يركب سيارته و يمشي خارجا من المواقف ..

تاركا متعب يتجه بملل إلى سيارته , برفقة ملفاته و أجهزته ..

" و هو يجهل تماما بأن يوم غد سيكون أكثر الأيام سوء في تاريخ عمله كاملا ... "

.
.

نهاية الفصل الثامن ..


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 07-10-2016, 01:23 AM
 



الفصل التاسع :



وقف العقيد سيف مقابلا لبدر , و طمأنه قائلا : " لا تقلق , لن تعرف الصحافة عن أي شيء ما لم نصرح نحن أو أي شخص آخر ".

" نعم أرجوك , أريد منك أن تشدد على من تحت يدك بأن لا يقولوا طرف أحاديث أبدا عما حصل لوالدي ".

" لا تقلق يا بني ,قلت لك أن لن يعلم أحدا بذلك , و أنت تعلم بأن جميع القطاعات الأمنية في العالم تعمل في غاية السرية و التحفظ , و لكن إن مرت 24 ساعة على اختفاء والدك , فسنضطر إلى التصريح بذلك و نشر خبر اختفائه , أنت تعلم هذا النظام جيدًا".

و بينما كان العقيد يتحدث , كان عقل بدر لا يزال بين طيات تلك المكالمة , و هو يفكر إن كان سيقدر على تنفيذ ما طلبه منه ذاك المختل , و إيجاد والده اليوم قبل غد ...

" و لكنك لم تقل لي ؟ لم أنت ذاهب الان إلى الرياض ؟ " سأل العقيد و في عينيه بعض الشك ...

توتر بدر من سؤاله , لم يتوقع منه أن يسأل و لم يجهز إجابة من قبل , كان يود لو يستطيع أن يصرح له بشأن تلك المكالمة , و لكن حياته والده مرهونة بصمته ...

" في الواقع , أنا ... أنا أرى أنه لا جدوى من بقائي هنا أيها العقيد .. أظنك تعلم بأعمال والدي و جميع الأمور التي تحت يده , لذلك لا أريد أن يشعر أحد من موظفيه بفقدانه أو غيابه , لذلك سأكون في الرياض حتى أزيل جميع الشكوك ... " قال بدر و هو يتنفس الصعداء .

" ولكن أظن بأن موظفي والدك معتادين على غيابه عن شركته , سواء أكان ذلك بسبب سفره أو أشغاله الكثيرة ".. قال العقيد بهدوء ..

" نعم أعلم ذلك , و لكن الوقاية واجبة , أنا راحل الآن .. لا شك أنكم ستطلعونني على آخر المستجدات أليس كذلك ؟! ".. قال بدر قبل أن يتوجه إلى الباب ..

قلق العقيد من نبرة بدر المتهربة , و لكن حافظ على هدوئه و هو يقول " نعم بالتأكيد ... ".

خرج بدر مسرعا و ركب سيارته متوجها إلى الرياض و قد تبعه عبد الرحمن دون أن يفارقه لحظة .. و ما أن وصل,

حتى وقف بجانب أحد المحلات التجارية .. استغرب عبدالرحمن تصرفه , و أوقف سيارته خلف سيارة بدر و هو ينزل بسرعة طارقا النافذة ..

نظر إليه بدر لثوان معدودة ثم فتح له قفل الباب الآخر كإشارة له بأن يركب ..

جلس عبدالرحمن بجانب بدر , وقد التزم الاثنان الصمت التام , قال بدر و هو يضع أصابعه على عينيه بتعب :
" ماذا سنفعل الآن ؟ "

" لا أعلم , حقا إني لا أعلم .. فنحن لا نستطيع التبليغ عن هذا المعتوه أو حتى الوصول إليه بأنفسنا " قال عبدالرحمن بتشاؤم ..

تذكر بدر جزء من المكالمة المشؤومة و ذاك الصوت الخشن المتجهم :

--

" بدء من الساعة السادسة مساء , سيتم وضع خمس مغلفات , في خمس مواقع مختلفة في الرياض , و مهمتك هي إيجادها قبل أن يتطوع أحد لفعل ذلك ".

بدر بغضب :" مغلفات ؟ , لقد خطفت والدي لأحضر لك مغلفات ؟ ".

" لا , لن تحضرها إلي , بل ستحضرها من أجل نفسك , كن على استعداد , إلى اللقاء ".

قال بدر بسرعة و تهور :" أتحاول استفزازي و ابتزازي ببعض المغلفات , تبا لك ولها و لما تحويه ".

" لازلت متهورا , ليتك ترى ما فيها , بخصوص ما تحتويه , فإنها تحتوي على آخر شيء تتمنى بأن تراه , أما بالنسبة لموقعها , فلست الوحيد الذي سيبحث عنها , بل الرياض كلها ستساعدك في ذلك ... ".

--

التفت بدر إلى عبدالرحمن و قال بهدوء : " لقد ذكر ذاك شيئا متعلقا بمغلفات , و بدء من الساعة السادسة ستكون إحداها موجودة في مكان داخل الرياض .. ".

" إذن فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى والدك هي مماشاة ذاك المعتوه فيما يريد .. ".

" وكيف لي أن أعلم أين هي , لم يترك لي أي دليل , و أنا لن أنتظر حتى يصلني خبر عن مكروه أعظم قد أصاب والدي " قال بدر بانفعال و قد برزت العروق في جبهته و ظهر ذاك العرق الصغير الأزرق أسفل عينه اليمنى ..

" هدئ من روعك أرجوك , إن الساعة الآن هي الرابعة و النصف عصرا .. إن لدينا ساعة و نصف لمعرفة أين المغلف , لا تقلق .. " قال عبدالرحمن و هو يضع يده اليسرى على كتف بدر و يضغط قليلا ..

" انظر , هنالك مسجد خلفنا , سأنزل لأصلي الظهر و العصر ثم أرى ما نستطيع فعله , لقد فاتتني الصلوات , استغفر الله العظيم .. " قال بدر و هو يشعر بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي دعوة صادقة يلفظها أثناء سجوده , لعل الله يشرح صدره ..

نزل الاثنان متوجهين إلى المسجد و صليا , أراد عبدالرحمن الخروج و لكنه التفت إلى بدر , الذي كان جالسا في نفس موضع صلاته , و هو يقول أذكار الصلاة بهدوء ليس له مثيل ..

قال عبدالرحمن :
" ألن تأتي معي , إنك لم تأكل شيئا منذ الصباح , لن تستطيع التركيز في أي شيء , هيا انهض , لا شك بأن والدك ينتظرنا في مكان ما .. ! ".

قال بدر دون أن يرفع رأسه : " انتظر حتى أنتهي من أذكاري "...

استغرب عبدالرحمن هدوء بدر الغير منطقي , وكأن والده لم يصبه شيء , تقدم و جلس بجانبه للحظات ,

ثم سمع بدر يقول بهمس :" لن يخيب الله عبدا أحسن ظنه برحمة ربه , سأجده , نعم سأجده " كان يهمس و كأنما يريد أن يؤكد لنفسه و ليس لعبدالرحمن ...

خرج الاثنان للعودة إلى السيارة , وما إن دخل بدر حتى سمع إشارة تنبيه من هاتفه .. قطب حاجبيه و هو ينظر إلى المكتوب على الشاشة

لقد كان بدر مُفعلًا خاصية التنبيه عندما يقوم والده بالتغريد عبر ( تويتر ) .. أطال النظر إلى شاشة هاتفه و هو يقرأ ما كتبه والده :

-

@Adel_H_Suliman : اهنئ هذا الشعب الرائع العظيم باليوم الوطني , أدام الله هذا البلد آمنا و بارك في ملكنا و من تبعه و والاه ...

-

( لابد من ان هذا المعتوه يمازحني ؟! لم قد يكتب تهنئة للشعب من حساب والدي ؟! أترى هو أيضا لا يريد أن يشعر أحدا بالأمر ؟ و لم قد يفعل ذلك حتى ؟؟ ,

لقد كان مسرورا و هو يهدنني بشأن والدي , و الآن يتصرف و كأنه يريد إخفاء الأمر .. )

نظر عبدالرحمن إلى بدر المدهوش و قال له : " ما بك .. ؟ "

" انظر ... " أعطى بدر الهاتف إلى عبدالرحمن و سرعان ما قال الآخر :" إنه حقا معتوه, لا يمكننا التكهن بما سيفعل , و إن لوالدك ملايين المتابعين , ماذا إذا قال شيئا خطيرا باستخدام حساب والدك ؟! " .

كان عبدالرحمن يتحدث فقاطعه بدر قائلا : " كم الساعة الآن ؟! .. بسرعة " .

" إنها الخامسة إلا بضع دقائق , لماذا ؟ "..

" يبدو بأنك مخطئ بشأن هذا المعتوه , يبدو بأنني أستطيع التكهن بما سيفعله ... " قال بدر بابتسامة ضعيفة فيها بعض الأمل ...

" و ماذا سيفعل ؟! " .. قال عبدالرحمن و هو يتظاهر بالاستغراب ...

" لقد قال ذاك في المكالمة عندما سألته عن المواقع : بأن الرياض كلها ستساعدني في البحث .. "

قال بدر و هو ينظر إلى عبدالرحمن بسعادة هذا الاكتشاف ..

" حسنا ؟! ثم ماذا ؟ " سأل عبدالرحمن و هو يتظاهر بالغباء و الجهل , وهو يعلم تماما ما قد خطط له صاحبه (فيصل) منذ أشهر عديدة قد مضت ...

قال بدر و هو يحس بأن هما كبيرا قد انزاح عن صدره :" إن ذاك المعتوه سيعلن عن مواقع المغلفات عبر موقع (تويتر) , ولكن .... ولكن من سيضحي بنفسه في هذه الحشود الكبيرة للبحث عن مغلفات ؟ .. لا أعلم إن كان سيذكر المواقع فقط .. أم أنه سيستخدم حيلة لجذب الجميع للبحث .. " ...

أحس بدر بالضيق مجددا و هو يفتح أزرار ثوبه العلوية , فهذه المغلفات تحتوي على أمور لها علاقة بـ ( العار ) ..

و ما أن تذكر بدر ذلك , حتى دخل مجددا إلى دوامة التفكير المتشائم و الميؤوس منه ...

قال عبدالرحمن بهدوء : " أظنك على حق , إننا نعرف الآن كيف سنصل إليه , و لكن ماذا إن وجد أحدا المغلف قبلك ؟ إن ذاك قد ذكر شيئا بخصوص العار , أتذكر !! "..

قال بدر بتشاؤم :" نعم , هذا ما يقلقني , ما أن أجد مخرج من هذه المصيبة حتى أقع في أخرى .. تبا له , لقد اختار أسوء يوما قد نشهده في السنة , ستزدحم طرق الرياض بشكل لا يطاق , و لا شك أنه سيضع المغلفات في مكان مزدحم .. لماذا قرر هذا المعتوه الظهور الآن في حياتي ... !! "

وضع بدر رأسه في المقود وهو يهمس : " يارب ساعدني "..


.
.
نهاية الفصل التاسع ..

___


مثل ما أنتو شايفين .. بدينا ندخل في الجزء الحماسي من الرواية .. و لا زلنا في نهايات البداية من الرواية ..

يلا أبغى توقعاتكم

ايش ممكن تكون سالفة التويتر اللي قال عنها بدر .؟ أبغى تحليل تفصيلي يا حلوين ..

و كيف ممكن فيصل يستغل تويتر في خطته ؟؟

و ايش موضوع القرص المدمج ( الـ CD ) اللي أخذه سلطان و حطه في مكتب عادل ؟

و ليش سلطان كانت علاقته ضعيفة مع زوجته بهذا الشكل .؟
ومع ذلك ليش كان خايف عليها و على بنته من كلام فيصل ؟
و ليش ما يحاول يوقف فيصل بدل ما يروح و يطلع عائلته من البيت ؟

و الأهم .. ايش من الممكن يصير لمتعب في اليوم التالي من أحداث الرواية ؟ و هل هالشيء شخصي له أو له علاقة بشغله ؟؟

__

هذي الأشياء اللي أبغاكم تتوقعوها .. و اللي عندها تساؤلات ثانية غير اللي كتبتها , عادي تحطها و تجاوب عليها .. رح يسعدني هالشي أكثر و أكثر ..

و بخصوص البارتات السابقة .. محد حط صور للشخصيات * فيس زعلان * ..

إلى اللقاء للجمعة القادمة .. و دمتم بحفظ الله ..

** ادعوا لي بالتوفيق عندي اختبارات **


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07-10-2016, 03:07 AM
 


السلام عليكم ..
مساء الخير يا حلوين

كيكفم ان شاءالله تمام .. ؟

طبعًا بارتات اليوم حماسية بشكل كبييير .. لأنني بدأنا بالدخول إلى الجزء المشّوق من الحبكة ..
و طبعً أرحب بالمتابعين الجدد .. ان شاءالله تكون الرواية عند حسن الظن ..

يلّا نبدأ .. قراءة ممتعة ..


تنبيه : لا أبيح نقل الرواية أو أخذها دون ذكر اسمي عليها ..


.
.
.


الفصل العاشر :


" جسدي بدأ بالارتجاف , عيناي بدأتا بالانغلاق ..

لابد من أنه معدل السكر في دمي , لقد بدأ بالانخفاض ..

و لكن هذا آخر ما سأُفكر فيه في وضعي الراهن , يا له من وضع !!

لقد تحول كل شيء من الأفضل إلى الأسوأ في غضون يوم واحد فقط , كنت في طريقي إلى أقرب الناس إلي – عبدالرحمن - , والان أنا أجهل حتى لون الأرضية التي أنا عليها ..

بدر .. كل ما أستطيع التفكير به حاليًا هو بدر ..

إن حصل له أدنى ضرر فلن أسامح نفسي حتى تنقطع أنفاسي , على الرغم أنه لا علاقة لي بما يحصل – أو هذا ما أظن – إلا ان دخول بدر في وسط هذه الحرب القديمة لن يجلب له سوى الألم ..

حاول عادل رفع رأسه قليلًا و لكن الألم في مفاصله كان موجعًا بِحق ..

جانبًا إلى الغثيان الذي سرعان ما جعله يحاول التقيؤ ..

و لكن لا شيء ..

جوفه فارغ , و فمه مغلق بشريطٍ لاصق , و رأسه بدأ يثقُل ..

أغمض عينيه بنفَس عميق , ثم عاد إلى الظلام مرة أخرى ...


******


واقفًا بجانب الباب , يستمع إلى تأوهات عادل المكتومة , و التي بدأت بالانخفاض تدريجيًا ..

دخل إليه , أشعل النور ثم اتجه إلى النافذة القديمة ذات الزجاج المعتق ..

و ما أن فتحها حتى بدأت أصوات الآذان تصدح في أرجاء الحي و العاصمة كاملة ..

عاد أدراجه و وقف أمام عادل بهدوء , صَفَعَهُ بِخفة , ففتح ذاك عيناه ببطء , و كان الارهاق قد تمكن منه كليًا ..

نظر عادل إلى ذاك الجسد الذي انحنى أمامه و نز ع الشريط اللاصق عنه فمه ...

يا لهذا الــ ( فيصل ) .. غير متوقع .. غير متوقع أبدًا , هذا أقل ما يُقال عنه ..

سَأَل فيصل بصوته الخشن الأجش :" جائع ؟! "

" ماذا .. مــ ــاذا تريد ؟ " قال عادل و قد تصبب عرقًا ..

" لقد سألت سؤالا واضحًا .. أأنت جائع ؟ " ..

" لا تتلاعب معي , ماذا تريد ؟! "..

وقف فيصل مجددًا و هو يهز كتفيه بلامبالاة .. " حسنًا ,كنت أريد صنع معروف فحسب " .. استدار و ذهب للوقوف بجانب النافذة , مع نسمات الصيف الساخنة , و هدوء المغيب المعتاد ..

" لم كل هذا يا فيصل .. ماذا حصل ؟ " .. قال عادل بأنفاس متعبة ..

" لم تكن هذه الطريقة التي أردت أن ألتقيك من خلالها , لقد تمنيت لو كانت أقسى بقليل ".. قال فيصل بهدوء ..

" أنــ ــ ـا , أنا مديون لك , أنا أعلم " قال عادل بتعب و هو يتنفس بصعوبة , ثم أكمل :" و لكنها غلطتك أنت , لم يجدر بــك أن تظهر مجددًا بها الشكل " ..

" صَدَقت , أنت مديونٌ لي , أما بخصوص ظهوري الآن , فعليك أن تعلم بأنه أنسب وقت للظهور .. السنين التي قضيتها تحت مسمى ( ميت ) جعلتني أراك كما لم أرك من قبل , عرفتك و عرفت نواياك .. و عرفت كل من حولك .. لذلك اسمح لي بأن أُريحَك من الديّن الذي تعلق بعنقك , سآخذ حقي بنفسي .. أما أنت فسأجعلك ترتاح هنا , أليس هذا جميلا ؟ ".. قال فيصل و هو ينحي إلى عادل بشكل مثير للغرابة ..

" لقد خدعت الكل , و أولهم نفسك .. و الذي لم تستطع أخذه أمام الكل , لن تستطيع استرداده في الخفاء .. لن أسمح لك بتخريب كل شيء الان , لن اسمح بذلك أبدًا .. " قال عادل و قد ازدادت قوته مع استفزاز فيصل له ..

صمت الاثنان و هم يحدقان إلى بعض , ما أسوأ شعور الغدر الذي يرمي بك إلى المجهول ..

حينما تخلى الكل عن فيصل , لم يستطع عادل التحدث و الدفاع ..

التزامه الصمت كان قد قتل فيصل ..

قتله جزئيًا فقط ..

و أفاق من الموت ليجعله يدفع ثمن صمته ..

و ها هو الان يعيد إغلاق فم عادل مع مقاومة عادل الشديدة و صراخه الذي ألجمه فيصل بقسوة ..

تاركًا ضحيته في مكانها , و خرج متوجها إلى مساحة جلوسه التي لم يتشاركها طوال تلك السنين سوى مع اثنان ..

يا لهذه الحياة المريرة , و لكني سأتركها قبل أن تتخلى هي عني ..

لن تفيدني تهديدات عادل في شيء ..

و عندما أرحل لن أترك شيء خلفي ..

لأنني و ببساطة لا أملك شيء ..

و لن يشتاق لي أحد , و لن يُحدث رحيلي أي تأثير ..

سأجر مأساتي و أسفي على نفسي معي ..

سبعة و أربعون سنة على وجه هذه الأرض و لم أشهد منها أيام سعيدة , سوى تلك التي عشتها في صغري .. و تركتها خلفي عندما قال الجميع بأنني قد جَنَيت على نفسي ..

لن يحدث كلامي أي تغيير الآن , بل أفعالي هي التي ستغير الكثير ...

كل من هم في عمري يملكون كل شيء , و قد حققوا كل شيء ..

و أنا لازلت أمشي في ممرات هذه الغرف التي قد حفظت تشققات جدرانها عن ظهر غيب ..

لن أموت قبل أن أرى كبش الفداء يحترق أمامي , لن أموت قبل أن يعلم الجميع لماذا كنت ( ميتًا ) في الماضي ..

لن تذهب هذه السنين هباءً ..

لقد خططت لكل شيء ..

و استغليت كل شيء ..

و حُرمت من كل شيء ..

كل هذا بسبب لحظة طيش عابرة ..

أودت بحياتي إلى ما لم أحسب حسابه أبدًا ..

كم هي كثيرة تلك الأيام التي كنت أُجبر نفسي على العيش بالرغم من أن كل شيء حولي كان يدفعني إلى الموت أكثر من الحياة ..



- أيقظ فيصل نفسه من هواجسه .. لقد كانت الساعة تشير إلى السادسة إلا ثلث ..

اتصل سريعًا على سلطان , و هو يقف على قدميه و يطرق الأرض بخفة انتظارا للرد ..

رد سلطان على الاتصال بينما كان يوقف سيارته عند أول موقع لوضع المغلفات ..

" سلطان ؟ أتسمعني ؟! " سأل فيصل بسرعة ..

" نعم ما الأمر ؟ "..

" ماذا بشأن المغلف الأول , أوجدت بعض المرتزقة لفعل ما أريده ؟؟ " .. سأل فيصل بتروي ..

" لا , لم أفعل , سأضعهم بنفسي يا فيصل لا تقلق .. فقط أريد أن أعرف لمَ هذا التشكيك في قدرتي ؟ "..

" يا إلهي .. سلطان استمع إلي .. إنه ليس تشكيكًا , بل إنه سبيل لعدم تعريض حياتك و خطتنا للخطر .. كم مرة علي أن أعيد هذا الكلام ؟!! ".. قال فيصل بغضب و قد بدأت عيناه بالاحمرار ..

" قلت لك لا تقلق .. كل شيء سيكون على ما يرام .. ثق بي , لن يشك أحد فيما سأفعله .. لقد توقفت للتو عند أول موقع .. سأضع المغلف و لن يلاحظ أحدًا ذلك , بجانب أن الشارع فارغ تقريبًا , الجميع يغلقون متاجرهم لصلاة المغرب .. " قال سلطان بهدوء و حيلة ..

" حسنًا , أفعلها بحذر .. و إن حصل أدنى مقدار من الخطأ , فيجب أن تعلم بأني سأقلب عالي حياتك سافلها " رد فيصل بغضب و هو يغلق الهاتف ..

ابتسم سلطان في داخله من قدرته على فعل ما يريد , التفت حوله ثم أعاد نظره إلى المغلف بجانبه .. مغلف أبيض صغير .. من يراه سيقول بأنه لا يستحق كل ما يحصل من أجله ..

و لكن ما بداخل المغلف يستحق أن يخسر المرء حياته لعدم تعريض المغلف للخطر ...

نزل بهدوء من سيارته , و متوجها إلى المكان المقصود ..

أخذ بالنظر حوله و لمح ( برج المملكة ) الذي قد تزين باللون الأخضر احتفالا بهذا اليوم , و قد و توهج البرج مع مغيب الشمس ..

كان يقترب بهدوء من الموقع الأول , مرتديا نظارته الطبية للتمويه , و مستغلا هندامه المرتب لإبعاد أدنى الشكوك , و ضع المغلف في المكان المحدد , و هو متأكد أن لم يره أحد ..

عاد مرة أخرى لسيارته , و اتصل على فيصل و هو يقود سيارته مبتعدا عن المكان , رد فيصل و أخبره سلطان عن إنجاز المهمة الأولى ..

" حسنا سلطان , ابتعد الآن عن الموقع , و كن قريبا من الموقع التالي .. في تمام السابعة " ..

أغلق فيصل الهاتف النقال – هاتف عادل – ثم بدأ بتنسيق العبارات التي على وشك أن تجعل اللعبة تبدأ ..

و في تمام الساعة السادسة مساءً , أضاء هاتف بدر .. مشيرا إلى وجود تغريدة جديدة نشرها حساب والده ...



.
.

نهاية الفصل العاشر ..
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 07-10-2016, 03:16 AM
 




الفصل الحادي عشر ( 11 ) ..




( قبل عدة أشهر مضت ) ..

يصعد الدرج بهدوء في منتصف الليل , لقد أتى في وقت متأخر خوفًا من أن يشك به أحد , و متلثمًا بعناية قبل أن يغادر سيارته ..

لكنه لا يزال يشعر بأن هنالك أحد يتبعه , و لكنه اكتفى بإقناع نفسه أنها مجرد وسوسة ..

في اللحظة التي وقف فيها أمام الباب , كان الباب قد فُتح له , ابتسم لحدس رفيقه ..

" لقد علِمت بأنني قادم ! " ..

" و من غيرك يأتي إلى هنا ؟! " .. قال فيصل بابتسامة لـ عبدالرحمن .

" كيف حالك ؟ لم أرك منذ فترة .. كيف تسير خططك ؟ " .. سأل عبد الرحمن و هو يدور بعينيه في المكان ..

" بأحسن حال , لا تقلق .. و الآن أخبرني , ما آخر مستجدّاتك أنت ؟ " ..

" لقد أتيتك بما تريده بالضبط " قال عبدالرحمن و هو يجلس مقابل فيصل و عيناه تحكي الكثير ..

" هيّا تكلم " ..

" منذ فترة ليست ببعيدة , قام عدة فتيان من جدة بعمل مشروع بسيط , و لكنه كان محور حديث الجميع .. لقد قاموا بوضع مبالغ مالية لا تتجاوز الـ 500 ريال في مغلفات صغيرة , و خبئوا المغلفات في أماكن مختلفة في مدينتهم , و نشروا ما فعلوه في (( تويتر )) بحملة خاصة بهم و حساب خاص " ..

" حسنًا , و كيف أخبروا الجميع بمواقع المغلفات ؟! "..

" بسيطة , لقد قاموا بتصوير جزء صغير من المكان , و وضعوا الصورة في حسابهم و كتبوا أسماء الشوارع القريبة من مكان المغلف , و تركوا الشباب يقومون بالبحث و الاستكشاف , ومن يجدها يأخذها ".. أنهى عبدالرحمن حديثه و هو يضع قدمًا فوق الأخرى ..

سكت فيصل و هو يفكر و يحكُ ذقنه .. مغلفات , صور , بحث , و الجميع سيشترك في ذلك ...

" يبدو هذا جذابًا جدًا , سنقوم بفعلها , و لكننا بحاجة إلى خطة بديلة , أريد إنهاك بدر , إنهاكه حد النخاع .. "

" لا تقلق , سنجد خططًا أفضل , و لكن الآن سنعمل على هذه فقط , و مع الأيام سنجد ضالّتنا ... "

" أنت محق , لنرى ما أستطيع فعله ... " قال فيصل و هو يغمض عينيه باستغراق ...


********

الساعة 6:00 م , جنوب الرياض ...

يضغط بخفة على هاتف عادل بين يديه , و هو يبلل شفتيه بشعور الانتصار , و لكنها البداية فحسب ..

لقد فعلتها ..

سأضع الجميع أمام الحقيقة ..

سأخرج بدر من حياته الرتيبة ليوم واحد فقط ..

سأُجعله يشعر بقهر الرجال و حرقة الأعصاب ..

كان على عادل ألا ينبذ الماضي خلفه ..

لقد كنّا على وعود كثيرة ..

اتفاقات عديدة ..

و ماضي أكبر من هذا كله ..

و تركني عند أول منعطف خطِر أواجهه , تركني لأواجه هذا كله لوحدي ..

و استطعت فعل ذلك و استطعت المواجهة ..

و لكن يجب عليه أن يلقى جزاءه ..

كان لدي حلم , و لا زال موجودًا في طيات روحي , و سأظل ألاحقه حتى آخر ساعة في حياتي ..


********

واقفًا عند باب سيارته , يحدق في هاتفه تارة , و في عبدالرحمن تارةً أخرى ..

و فجأة , هتف صارخًا و مناديًا عبدالرحمن :" انظر , انظر إلى هذا , لقد أخبرتك , لقد علمت بما سيفعله .. ".

اقترب عبدالرحمن من بدر مسرعًا و هو يسحب الهاتف من يده و ينظر إلى ما كان بدر يحدق فيه ..
" أنت محق , يبدو بأنه الموقع الأول "..

استعاد بدر هاتفه قائلًا :" لا , لا يبدو , بل إنه بالتأكيد الموقع الأول .. "..

فتح باب السائق و هو يشير إلى عبدالرحمن بالدخول :" خذ , تولى القيادة أنت , و أنا سأكون بجانبك , سنذهب في سيارة واحدة .. " .

ركب عبدالرحمن و ركب بدر بجانبه مغلقًا بالباب بحدة , مشى عبدالرحمن بسرعة و هو يطلب من بدر أن يعيد قراءة الموقع له ..

لقد كانت هناك تغريدتان , و تفصل بينهما ربع ساعة ..

عاود بدر القراءة بينما عبدالرحمن كان يتخطى السيارات بسرعة جنونية ..

كان بدر يقرأ بصوت منخفض ما كتبه – فيصل – بكل ثقة ..

...

@Adel_H_Suliman : مكافأة لأبناء هذا الوطن الغالي , و لنكمل سويًة الفرح العارم بذكرى هذا اليوم , سأعلن أنا شخصيًا عن مكافآت مالية موزعة في أرجاء الرياض كاملة .. و موضوعة في مغلفات مغلقة .. ابتداءً من الساعة 6:00 م , سأعلن عن الموقع الأول ..

...

و مع استمرار قراءة بدر , كانت إعادات التغريد في تزايد , و كذلك التفضيلات ..

لقد أصبحت مبادرة رجل الأعمال : عادل سليمان , هي محور حديث الجميع ..

الذي لطالما كان الداعم الأول للشباب في المجتمع ..

و يبدو بأنه الرجل المفضل لديهم ..

و استمرت التعليقات حول هذه المبادرة في حسابه ..

و الجميع يكتبون و يشركون أصحابهم في هذه المبادرة الغريبة ..

و استمر بدر بقراءة تعليقاتهم وهو يقول :" هذا ما كان يقصده ذاك الدنيء عندما قال بأن الرياض كلها ستساعدني بالبحث !! .. الجميع يتحدثون عن هذه اللعبة التافهة , الجميع سيخرج للبحث , الجميع سيشاركوني البحث عن ضالّتي "..

قال عبدالرحمن محاولًا التهدئة :" لا تقلق , ها نحن الآن متوجهون إلى المكان المقصود , صدقني لن يصل أحدًا هناك قبلنا .. "

عاود بدر قراءة التغريدة الثانية , (( تغريدة الموقع الأول )) :

...


@Adel_H_Suliman : الموقع الأول أعزائي .. في مكان ما بالقرب من - شارع العليا العام – و بالقرب من الإشارة الثالثة .. اذهبوا للبحث هناك ..

...


أسرع عبدالرحمن و هو يحاول الوصول بأسرع ما يمكن ..

و قد كانت المسافة طويلة من جنوب الرياض إلى غربها ..

و قد مرت 25 دقيقة تقريبًا قبل أن يكونوا قريبين من الموقع ..

و مع كل دقيقة كانت تعبر , كانت أنفاس بدر تضِيق به ..

و مع كل مرة يعلقون في ازدحام صغير , كان بدر يتمنى لو أنه يستطيع أن يُلغي الجميع من الوجود !!

و بعد مرور عدة دقائق من التوتر و التفكير الزائد ..

كان عبدالرحمن يستطيع رؤية إشارة المرور المذكورة في التغريدة ..

و لاحظ بدر أن أعداد الشبان في هذه المنطقة وهذه الشوارع في ازدياد ..

و شعر بأن الرياض كلها ستتكاتف لتقف ضده و ليس لتبحث معه !!


قال عبدالرحمن بسرعة :" هذا هو المكان .. أهناك تفاصيل أخرى مذكورة ؟! "..

" لا , لم يذكر شيئًا سوى اسم الشارع و رقم الإشارة المرورية "..

.. أبطأ عبدالرحمن من سرعته و توقف بجانب إحدى المقاهي ..

نزلا بسرعة و هو يتلفتون يمينًا و يسارًا ..

" أين سنجد هذا المغلف اللعين الآن .. ؟" صرخ بدر بتوتر و و يديه ترتجفان ..

" اسمع سأذهب أنا من هذا الشارع , و أنت اذهب باتجاه اليمين من بعد الإشارة المرورية .. سنبقى على اتصال .. هيّا اذهب "

اسرع بدر بالمشي و هو يفكر أين من الممكن أن يضع أحدهم مغلفًا .. !!؟

كان يفكر بتوتر وهو يهمس لنفسه :" لن يضعه في منتصف الطريق بالتأكيد , سيضعه في مكان مخفي و آمن .. ولكن أين ؟ ... أين ؟! "

كان يمشي و هو ينظر إلى المحلات و المقاهي على يمينه .. و فجأة طرأت فكرة في رأسه .. و أحس أن نبضات قلبه في تزايد ..


.
.
.

نهاية الفصل الحادي عشر (11) ..

طبعًا أكثر من كذا حماس مافيه ..

و هالمرة ما رح أحط أسئلة للتوقعات .. أبغاكم انتو تحللون الأحداث و الشخصيات على راحتكم .. أحس ان الأسئلة تحصر التفكير ..

يلّا لا تحرموني من ردودكم الجميلة ..

نقطة مهمة : الكل عارف ان الاختبارات النهائية باقي لها أقل من شهر .. تحبون أنزل بارتات أيام الاختبارات ( يوم الجمعة ) .. أو تحبون أوقف شوي ؟؟

رأيكم يهمني كثيييير .. و الله يوفقني يارب وياكم و المسلمين و المسلمات جميع .. و يرفعنا بالعلم و ينفع فينا هالبلد و هالدين ..

دمتوا بحفظ الرحمن .. تصبحوا على خير


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 07-11-2016, 02:39 AM
 



12



انتهى دوامه الرسمي من بعد صلاة المغرب ..

غادر القسم بعدما أعطى بعض الأوامر الرسمية بشأن بعض القضايا ..

و انتهى من التدقيق في جميع الأوراق على مكتبه ..

نزع قبعته العسكرية بينما كان يتوجه إلى سيارته الفارهة ..

جلس متأملا المِقوَد لعدة ثواني و هو يُحدث نفسه :

كيف استطعت مغادرة عملي و هناك رجل أعمال مفقود منذ يوم تقريبًا ؟ ..

ألا يقتضي عملي التضحية بعض الشيء براحتي من أجل الآخرين ؟ ..

و لكني لست مطالبًا بذلك .. فأنا لم أرَ أبنائي منذ يومان تقريبًا .. و لكن ..

يبدو بأني سآخذ حمامًا دافئً و أعود لأتواصل مع رجالي عن هذا الأمر ..

فالموضوع ليس بسيطًا على الإطلاق , ستتفهم عائلتي موقفي و منصبي .. لا مزيد من هذه المشاعر عديمة النفع !

توجه إلى منزله و التقى بعائلته التي كانت تتوزع في جميع أرجاء المنزل .. صعد إلى غرفته و بدل ملابسه بعدما أخذ حمّامًا دافئًا .. و نزل إلى الغرفة الجلوس مجددًا ..

و سرعان ما سمع صوتها الدافئ و هي تخرج من المطبخ .. :" سيف , لقد عدت أخيرًا .. ".. توجهت زوجته إليه بابتسامتها التي يعشق و يديْها التي لها القدرة على جعله ينسى لماذا أتى إلى المنزل أساسًا !!

" أهلًا عزيزتي .. متأسف بشأن هذا و لكن كما تعلمين ... " صمت - العقيد سيف - بابتسامة يواسيها بها على غيابه ..

ردت عليه بجملته المعتادة :" نعم أنا أعلم ما ستقوله .. (( بينما نحن مسترخون هنا .. يوجد المئات من الذين ينتظرون إفراجًا , حُكمًا أو إعدامًا )) ..! ".. قالت له و هي تمده بفنجان القهوة ..

"أرأيت ؟ , لقد بدأتِ بتقمص شخصيتي و أخذ مكاني في هذا المنزل ".. قال جملته و أردفها بضحكة ..

" لن يأخذ أحدًا مكانك أبدًا .. " قالت و هي تُقبِل يده ..

" أين هو ؟! "..

تعجبت زوجته من سؤاله قائلة :" من تَقصِد ؟! "...

رد عليها بينما كان يتناول بعض التمر مع قهوته :" أقصد ذاك المخلوق الذي يتغذى على هاتفه " ..

فهمت زوجته المغزى و ذهبت بجانب السلالم و هي تنادي أكبر أبنائها :" وليد , وليد ألن تلقي السلام على والدك ؟؟ "..

انتظرت - سلمى - بضع دقائق قبل أن تسمع بعض الارتطامات في الدور العلوي .. سألت باستغراب :" وليد ماذا تفعل ؟! " ..

" لا شيء يا أمي .. لا شيء " .. و نزل ذاك الشاب ذو 18 عامًا و هو يقول مازحًا :" أين زوجك ؟؟ " ..

" توقف عن الحديث بهذه الطريقة عن والدك ! "..

" أوليس والدي هو زوجك ؟ .. ما بك ؟ .. إنك تجعلينني أشعر و كأنني ابن السائق .. ! "..

وصل إليها و ضربته بخفة على كتفه و هي تشير بعينيها إلى والده ..

" أهلًا أهلًا .. ".. قال وليد و هو يقبل رأسه أبيه بسرعة ثم ينتقل إلى كتفيه و من ثم يديه .. أوقفه والده عمّا يفعل وهو يعلم أنه يفعل ذلك مزاحًا و ليس احترمًا ..

" أتعلم ؟.. إني أخاف على صحة والدتك منك أنت , و ليس من إخوتك الصغار ! .. " قال سيف و هو يحاوط وليد من عنقه ..

رد وليد بهدوء :" حسنًا .. تبدو الحقيقة واضحة الآن .. أنا ابن السائق !! "..

" كف عن الحديث و اخبرني .. كيف تجري دراستك ؟! "..

" بأفضل حال .. دعنا من هذا الحديث السقيم الآن .. أنا .." صمت قليلًا ثم قال :" أبي لقد سئمت من العيش هنا ! "..

" أتقصد المنزل .. ؟! "..

" لا ليس المنزل .. بل المحافظة بأكملها .. لمَ لا ننتقل إلى الرياض , و أكمل دراستي الجامعية هناك ؟! "..

" و ما الذي يوجد في الرياض و لا يوجد هنا ؟؟ "..

" لابد من أنك تمزح أليس كذلك ؟! "..

" قرار النقل ليس بسيطًا حتى ننفذه بهذه السرعة .. سنناقش هذا الحديث لاحقًا "..

" و لماذا لاحقًا .. أين ستذهب ؟! .. لا .. لا تخبرني أين ستذهب لأنني سأذهب معك في كل الأحوال .. "..

" لن أذهب إلى أي مكان .. بل أريد الاسترخاء قليلًا .. "

" لا وقت للاسترخاء , لقد مضى وقت طويل منذ أن تحادثنا آخر مرة " ..

قالت سلمى بسرعة :" وليد .. ! إن والدك مرهق , اهدأ قليلًا .. و إن كنت تريد الذهاب للرياض في نهاية الأسبوع فاذهب .. لن نمنعك .. "

صمتت قليلًا قبل أن تكمل : " منذ أن فعل عادل فعلته لم تبارح عقلك فكرة روعة و حيوية الرياض .. ! "

سأل سيف وهو لا يزال مسترخيًا :" من عادل هذا ؟! "..

أجابا الاثنان :" عادل سليمان " ..

فتح سيف عينيه بسرعة ..

ما الذي تعرفه سلمى و ابنه عن عادل !! لا أحد يعرف بما أصابه .. و لم يخبر هو أحدًا بذلك ..

سألهم و هو ينهض بهدوء مخفيًا صدمته :" و ما به عادل ؟! "..

أخرج وليد هاتفه و فتح له على الصفحة المقصودة .. تاركًا الصدمة في عينا والده تحكي كل شيء !!!



********


بدأ بالدخول من محل إلى آخر .. و هو يدور بعينيه في جميع الزوايا ..

لابد أن تكون في مكان ما .. إنها مخبأة .. حتمًا في مكان مخفي و آمن !!!

أكمل بدر المشي و هو يسرع باتجاه المحلات التي بدأت بالازدحام النسبي ..

لقد بحث عن المغلفات في جميع المحلات و المقاهي بجانب الإشارة المرورية الثالثة .. و لكن لا شيء !!!

فقرر أن يوسع نطاق البحث .. أكمل السير باتجاه المحلات الأخرى البعيدة .. و لكنه كان يبحث بعينيه فقط ..

همس لنفسه :" ماذا إذا كانت المغلفات في مكان يحتاج البحث الشديد ؟ ذاك البحث الذي يجعل الدنيا تنقلب رأسًا على عقب !! "..

أخرج هاتفه و هو يطلب رقم – عبدالرحمن - .. و سرعان ما أتاه صوت ذاك و هو يقول :" أوجدت شيئًا ؟! ".

" لا .. لا شيء .. سأفقد صوابي , لقد اقتربت الساعة السابعة مساءً .. و لم نجد شيئًا حتى الآن .. ".

" ولا أنا حتى .. لا يوجد أثر لها على إطلاق .. ".

" هل يعقل أن وجدها أحد غيرنا ؟؟ " قال بدر و هو يشهق بصدمة ..

" لا أعلم .. أنا حقًا لا أعلم .. "

" لا .. لن أسمح لذلك بالحدوث .. سأجدها .. حتى لو وجدها أحدًا قبلي .. سآخذها منه .. بالقوة أو بالهدوء !! "..

" إنني أرى بعض الشبان بالقرب مني .. يبحثون و يتفرقون .. ثم يعودوا ليجتمعوا .. يبدو بأنهم يبحثون عنها أيضًا !! "..

" لن يجدها غيري .. حتى لو كلفني ذلك حياتي .. " .. قال بدر غضب و هو يغلق الهاتف بقوة ..

و بينما كان يكمل سيره .. لمح مجموعة من الشبان ينهضون عن طاولة إحدى المقاهي التي تضع جلساتها في الخارج و مطلة على الشارع الرئيسي ..

لفتت نظره إحدى الكراسي التي كانوا يجلسون عليها ..

هناك طرف شيء أبيض يظهر من تحت الإسفنج الذي يوضع على الكرسي !!

أسرع بدر باتجاههم .. غير مصدقُ عيناه .. !


**********

ها أنا أجلس بين أخواتي الصغيرات اللاتي لم يتزوجن بعد !! ..

و اللاتي أتمنى من كل قلبي ألّا يفعلن !! ..

سينتهي بهن المطاف مثلي بالضبط .. و مثل الآلاف من قبلي ..

و لكن ما عسانا أن نقول .. !

لطالما كنت أنا المحور الرئيسي في أحاديث نساء هذه العائلة المختلة قبل عدة سنين ..

و بالطبع كانت أحاديثهن بعيدًا عن مسمعي و لكن كانت أعينهن - التي تسقط علي - تحكي كل شيء !!

تهمس إحداهن للأخرى :

- سيفوتها قطار الحياة ..

و سرعان ما تبدأ الباقيات بأكل لحمي حيةً بأحاديثهن :

- لقد أصبحت عانسًا .. !!

- ألا يوجد من يتطوع لأخذها .. ؟!

- لقد بلغت الخامسة و العشرون من العمر .. !

- عندما كنَا بعمرها .. كانوا أولادنا يغلبوننا في الطول !!

- أتراها فعلت شيئًا لا نعلمه .. ؟

- ربما هناك عيب فيها .. لن آخذها لابني مهما حصل .. فلتفعل إحداكن ذلك !!


لابد من أنهن يمزحن أليس كذلك ؟! .. يتحدثن عن الزواج و الارتباط و كأنه الهواء و الماء !!

لقد كانوا يجعلونني أشعر بأنني عارية في الشوارع .. و بحاجة ( رجُل ) ليستر عليّ !!

لم أكن أكترث لقطار الحياة و الزوجية .. لقد كنت أكترث بشأن الوجهة التي سيأخذني إليها هذا القطار المزعوم !!

ماذا إذا كان سيوصلني إلى هلاكي ؟! ..

أهذا هو القطار الوهمي اللاتي يتحدث عنه , و يجبرن بناتهن على وضع مساحيق التجميل و لبس فساتين لا تناسبهن في الأعراس من أجله !؟

يا للوهم .. لقد ابتكروا هلاكهن و تعايشن معه و هن سعيداتٌ به !!

و لكني خرجت من محيط أحاديثهن و العائلة بأكملها ..

إلى محيط رجل لا يعرف حتى يوم ميلادي !!

و لكنّي صببت الأمل كله و حقنت حياتي كلها في هذه الصغيرة التي تلتصق بجانبي منذ وصلنا ..

همست لها قائلة :" حنين .. اذهبي و ألعبي خارجًا مع الفتيات .. هيّا "..

و لكنها زادت من اقترابها مني و هي تجلس في حضني تقريبًا .. اضجعت على جانبي و أنا أحتويها في صدري و أمسح على شعرها الأملس القصير ..

لا يا ابنتي ..

لا تكوني خجولة هكذا ..

فـ والدتك لم يفدها خجلها و عزلتها يومًا ..

لا تكوني مثلي ..

اذهبي و أقبلي على الحياة و امتصي رحيقها كامًلا ما دام فيك قلبًا ينبض و روحًا تسبح في دمك ..

حتى بعد زواجي بالمدعو سلطان - ابن عمي - .. لم أسلم من كلامهن السمْ .. و أوّلهن أمّي !!

منذ اللحظة الأولى التي طرقت فيها الباب و دخلت منزل العائلة .. استقبلني أخي ...

و لكن لم يكن الاستقبال المرجو .. إنما استقبال من نوع آخر ..

لقد بدأت بالسلام و لكنه رد علي قائلًا :" لماذا أتى بك زوجك إلى هنا .. ماذا فعلتي ؟! "..

و كالعادة .. أحب أن أتحلى ببعض القوة أمام هذا التسلط الرجولي الجاهلي ..

رددت قائلة :" و هل يزرن النساء بيوت أهاليهن عندما يختلفون مع أزواجهن فقط ؟؟! "..

صمتُ و أنا أحدق فيه .. ثم أكملت قائلة :" ماذا لو اشتقت لكم ؟ .. أليس هذا عذرًا كافيًا ؟ "..

" لم تجيبي على سؤالي .. ماذا حدث بينكم ؟ "..

يا إلهي سيقودني هذا إلى الجنون ..

إنني حتى لم أخلع نقابي ..

و ها نحن نتحدث عند باب المنزل !!

ألم يستطع الانتظار حتى أدخل !!؟

رددت عليه لأخفف قلقه المرضيّ ..:" لم يحدث شيئًا بيننا .. إنه مسافر فحسب .. و أحضرني هنا حتى لا أشعر بالوحدة في المنزل .. "..

مشيت إلى الداخل قبل أن أسمع رده .. يا لجاهليته !!

و ما أن وصلت إلى الداخل .. حتى سمعت نفس الاسطوانة من الباقين !!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توهج سناء:- عِـنِـدمٓــا تٓـتٓــطٓـلٓعِ ألى حُــلِـــمِــكِ بِـشٓــغٓــفِ || لُويس سواريز رُوفِ شخصيات عربية و شخصيات عالمية 9 11-24-2017 01:26 PM
مــٓـــلآگـــٓيــّٓ الــٓــحــٓـّ{ــٓمــٓـ}ـــٓـراء ... هــٓــلــٓ تــَســْ{ـــٓمــٓـ}ــحـِـيــْنــٓ لــَــٓيـــٓ بــهــٓـذهـٓ الـٓــرَّقــّـ دقيوس و مقيوسxd حواء ~ 12 08-27-2017 05:57 PM
رقي الاقلام~~~سٓــأظٓلِ مُتٓـأكٓٓا عٓلى جِـداري المُحــطٓــم أسِـــتٓجِــمــعِ خٓيِبــاتِـــي || بٓدر بن عبدالمحسن رُوفِ قصائد منقوله من هنا وهناك 3 10-07-2016 03:25 PM
ॐ نـٓهريـــنْ وٓ حـٓـضآرةٌ وٓ خـآرِطـٓةةُ وتــآرِيخْ .. يـٓعنيْ أنتٓ » العِــرآقْ « أشلونْ مآ حبگ ؟! ॐ ٱۆڳسِجْينٌ ✖ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 10-11-2013 06:39 PM


الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011