عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-22-2017, 08:07 PM
 
[frame="7 80"]الهدوء و الذكاء الكبرياء والغرور الغرابة و القوة الغموض والتحطيم المقطوعات و الموسيقى ......الابتسامة والأمل السعادة و التواضع المرح
والمخاطرة النــثر والكتابة ....الرومنسية و الابتسامة المساعدة و الذكاء النثر والحب المسالمة والود
ربما لكل واحد منهم نصيب من هذه الكلمات دانيال ..سلين.. روك





الكبرياء لا يجلب إلا البغض و خاصة بتواجد الغموض ومع شخص مثل دانيال لا يملك إلا التحطيم ترتسم لوحة الغموض السوداء محذرة من الأقتراب من ذاك الشخص وإلا رفع
الكرت الأحمر فيعلن إنتهاء المبارزة بخسارتك !..و التواضع عمل جميل وبوجود الابتسامة وبعض المرح مع سلين ترتسم لوحة فنية رائعة ممتزجة بالألوان البهية راسمة ألوان
القوس قزح الذي يدخل إلينا البهجة والسعادة فنتمنى أن لا يغيب مع ظهور الشمس ونتمنى أيضاً أن نقترب نحوه ونلعب معه لنسعد أكثر بجماله المدهش ! ...والحب الصافي قد يبعث
الأمان ومن منا لا يريد الحب والأمان في هذا الوقت وخاصة إذا كان الشخص نقياً و مليء بالدفء كروك فأنت ترى منظره الخارجي و لم تدخل يوما لتقتحم أحشاء قلبه لتعلم
ما به من أسرار لأن ذلك وبكل بساطة أشبه بالمستــحيل !..


الـــبارت الأول
.............................

~ أمـــــــــــــيري ~
.............................

.. ..آه اطلقت تـنهيدتها معلنة السعادة مع الهدوء الذي يعم أرجاء القاعة الخالية من الطلاب رسمت ابتسامتها الحالمة بعد أن صنعت خريطة وهمية (خريطة مستقبلها المهني )
حدقت بالقاعة الخالية من الطلاب ! و سارت نحو إحدى نوافد القاعة لتفتحها استمتعت بمنظر الطلاب والطالبات بالأسفل بساحة الجامعة ثم اخرجت رأسها من النافدة سامحة لرياح
بأن تعبث بشعرها الأسود الحرير ضايقتها خصلات شعرها على عينيها السوداوتان فرفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء متخيلة مستقبلها ككاتبة المشوار طويل فهذه
سنتها الاولى بالجامعة ابتعدت عن النافدة و بدون شعور صاحت معبرة عن فرحتها وهي تدور حول مقعدها بصراخ وسعادة ممبالغ بها .. ليقطع جوها صوت صديقتها الآتي
من على باب قاعة المحاضرات
- سلين ..إلى متى سنظل على هذا الحال ..؟ نغادر آخر الطلاب دوماً
صوت صديقتها قطعها من جوها الخيالي فضحكت بسعادة وهي ترد على صديقتها الواضح عليها الغضب من نبرة صوتها
- كفاك كاثرين قدري مشاعري أنا سعيدة صاحت بمرح سعيدة سعـــــــــــــــــــــيدة سعيــــــــــــــــــدة سـعيـ..
قطعتها هذه المرة بتوبيخ أكبر
- يكفي يكفي ..لست أول من يلتحق بكلية الآداب اكملت برجاء متسائلة سلين لقد مرة أسبوع منذُ دخولنا الكلية متى ستصدقين؟

ضيقت عينيها بعد أن عقدت حاجبيها بغير اقتناع من حديث كاثرين جلست على مقعدها و ارتكأت على ظهر الكرسي ردت بعدها قائلة

- وما ذنبي لا زلت لا اصدق بأني التحقت بالجامعة... اكملت بحماس كاثرين هذا يعني تحقيق الحلم !
تاففت بتذمر بعد سماعها للحديث المعتاد من سلين فقالت موجهة اللؤم لنفسها
- كل الذنب علي كان يجب أن أدعك وحيدة و أغادر الجامعة
ضحكت بمرح و هي تقف من على الكرسي جمعت أغراضها في الحقيبة بعانية و سارت مقتربة من كاثرين قائلة بثقة ممزوجة ببعض المرح
- اوه صديقتي كاثرين لن تفعل هذا بي.. .بل أنا متأكدة من ذلك غمزت مكملة بضحكة عفوية أليس كذلك ؟
- امم نعم لكن إذا تأخرت دقيقة أخرى سأفسخ عقد صداقتنا فوراً وبدون تفكير
انفجرت ضاحكة بعد أن أكملت جملتها المليئة بالمزاح مبتسمة لسلين التي لم تتوقف عن الضحك وما هي إلا دقائق فقط حتى أختفى صدى ضحكاتهم بقاعة المحاضرات
فور مغادرتهم للجامعة بأكملها ...

سارت بالطريق بجوار كاثرين مع ازدحام الطلاب وتعاليقهم فالبعض يمدح دكتوره والبعض يلقي الشتائم عليه كعادة كل طالب جامعة يخرج من محاضرته
شردت بالطريق بكلام الطلاب الشبه واضح إلى السمع فقطع شرودها صوت كاثرين حيث سألتها بتردد من جوابها المتعصب بخصوص هذا الموضوع
- هل لا زلت على قرارك ؟
كسا وجهها الانزعاج بتذكرها القرار التي اتخذته لقد حسم الأمر لماذا تظن كاثرين أنهُ قرار خاطئ ...هي لا تفهمني بكل تأكيد قالت برجاء
- أرجوك كاثرين إذا كان ذاك الموضوع لا سواه فليس هذا الوقت المناسب لأقناعي بالأمر المحسوم
هزت رأسها بمعني الاستيعاب لم تريد أن تعكر مزاج سلين فقالت مغيرة للموضوع
- حسناً يا عزيزتي هل ستأتين معي الآن؟
سألتها وهي تواصل المشي
- إلى أين ؟
- امم مكان رائع
حمستها كاثرين كثيراً فاندفعت بسرعة لتسألها
- أهو الشاطئ؟
زفرت بأستياء من تفكيرها الغبي فقالت بأسف
-معهد الموسيقى
-ها !عقدت حاجبيها باستغراب و بدهشة معهد الموسيقى !
ردت مؤكدة
- نعم .. أريد زيارة زميلة لي هناك لذي شيء يجب علي إعادته لها
هزت رأسها بعلامة الاستيعاب ابتسمت فجاة أنها المرة الاولى التي ستزور فيها معهد موسيقى منذُ سنوات عديدة فمنذُ طفولتها تذكر أنها ألتحقت بإحدى المعاهد الموسيقية
عندما كانت بالأعدادية لكنها لم توفق كثيراً فعزف المقطوعات لم يكن هوايتها كالكتابة لقد عرفت أن ما يناسبها فقط هو الكتابة التفتت لكاثرين قائلة
- هيا بنا ...
- علينا الأسراع قبل أن يبدأ الدرس
بعد أن ركبوا الحافلة التي نقلتهم إلى المعهد علمت أنها قد وصلت بعد دقائق من اللوحة التي تشير إلى معهد الموسيقى نزلت من الحافلة مع كاثرين متجهين إلى المعهد لم يكن
يفصل بينهما وبين المعهد سوى الساحة الضخمة للمعهد المليئ بالأشجار ادهشها موقعه الرائع و بعد تفتيش من رجال الأمن استطاعات الدخول إلى ساحة المعهد برفقة كاثرين
التي لم تكن مدهوشة كدهشة سلين من فخامة المعهد يبدو أنها زارته من قبل هذا ما قالته سلين بداخلها
- الحقيني
استيقظت من تأملها على صوت كاثرين كانت تشير لها إلى صالة المعهد فتبعتها ونظراتها لازلت تتأمل المكان ...يبدو أن التسجيل هنا باهض الثمن هذا ما استنتجته وخاصة
بعد أن دخلت الصالة الضخمة حيث أعجبت بالأضاءات المدهشة و الأثاث تبدو فاخرة كذلك لم تغب عينيها على تصميم المعهد والديكور المدهش لقد نسق المعهد تحت أيدي
ماهرة و ببراعة و ذوق راقي ..كاد الفضول يذبحها لترى بقية أماكن المعهد حدقت بالطلاب والطالبات يبدو أنهم يستعدون الآن لدخول الدرس ومن جديد استيقظت من تأملها
على صوت كاثرين كانت تتكلم قائلة
- سأذهب لأرى زميلتي قبل أن يبدأ الدرس يبدو أنها في إحدى القاعات هل ستأتين معي أم تحبين البقاء هنا؟
حركت رأسها بسرعة بالنفي
- سأبقى
ارادت البقاء في هذه الصالة ربما تجد من يحكي لها عن نظام هذا المعهد فهذا ما خطر ببالها بتلك اللحظة اكملت كلامها كاثرين قائلة بتحذير
- حسناً ..أفضل أن لا تتحركي من مكانك لأن فضولك يا عزيزتي يسبب لك المشاكل دائماَ
ابتسمت قائلة بمزاح
- أمرك سيدتي
ابتعدت عنها كاثرين خارجة من الصالة حيث بقيت تتأمل الصالة مجدداً و كأنها تريد رسم نسخة منها بعقلها حاولت أن تكون هادئة نظراً لوجود الكثير من الطلاب لم تستغرب
من أناقتهم بكل شيء سوى كان بالمظهر الخارجي أو حتى بالتحدث فالأسلوب اللائق بالتحدث مع الآخرين كان واضح جداً كيف لا وهم بمعهد بهذه الضخامة كانت تتساءل بداخلها
عن كمية المال الذين يدفعونه كرسوم دراسة و بدون شعور وجدت نفسها تحاول اختلاس النظر لم تكفيها رؤية الصالة الضحمة فقط فالممرات التي تؤذي إلى أماكن مختلفة اشعرتها
بالفضول لمعرفة ما بداخل هذا المعهد وجدت نفسها تتقدم شيء فشيء خارجة من الصالة عبر إحدى الممرات الخالية من الطلاب ابهرتها النقوشات الذهبية على الجدران والديكور
الراقي واللوحات الفنية المنقوشة بالجدران فتقدمت نحو إحدى اللوحـات الفنية الرائعة كانت مدهشة من تنسيقها المبهر بينت أن راسمها حقاً مبدع حدقت بالصورة جيداً متأملة الشاب
الجالس على كرسي البيانو تعمقت لترى ملامح وجهه أكثر لكنها لم ترى الكثير فاللوحة كانت من الفحم إلا أنها بخيالها رأت جميع حواسة مندمجة مع الأداة الموسيقية تخيلت للحظة
أنهُ الأميـر عازف البيانو كما لقبته ...خيالها الواسع جعلها تغمض عينيها لثوان محاولة أن تصنع مقطوعة بسرها وتبتعد قليلاً عن العالم الحقيقي أخذت تستمع إلى الموسيقى الرقيقة
التي تزداد رقة و هدوء شيء فشيء حتى فتحت عينيها لترى الواقع لم تكن الموسيقى من نسج خيالها كما تصورت فقد تأكدت بلحظة أنها ليست بحلماً أو بخيالاً خاصة بعد أن بدأ
الصوت يرن بأذنيها تخيلت بلحظة أن تلك الموسيقى تبتعث من الأمير داخل اللوحة إلا أنها فكرت بحماقة خيالها الخرافي ازدادت الموسيقى روعة فابتعدت عن اللوحة فجأة متنقلة
من ممر لآخر باحثة عن مصدر الصوت متناسية كل شيء سارت بين الممرات والقاعات المختلفة حتى توقفت أمام إحدى القاعات الذي ينبعث الصــــوت منها أخذت تحدق في
باب القاعة والأفكار تتضارب برأسها بعنف انشق عقلها لجزئين الأول يدعوها لتقدم وإرضاء فضولها والآخر الضعيف ينصحها بعدم الأقتراب من الخطوط الحمراء إلا أن التحذير
كان ضعيف جداً بدون شعور اقتحمت القاعة كاتمة انفاسها حذرة من إصدار أي أصوات تعالى صوت الموسيقى الهادئ أكثر فتنفست بإدراكها أن العازف لم يلاحظ و جودها ضمت
حقيبتها أكثر و بلعت ريقها بصعوبة رافعة نظرها متفحصة القاعة الضخمة لتستقر عينيها على العازف اغمضت عينتاها و فتحتهما و صورة اللوحة المرسومة بالفحم لم تغب عن
خيالها لم تكن لوحة فقط مكونة من فحم كما تخيلت بل هي حقيقة ترآها الآن هي حقاً ترى أمير للبيانو كما رأته من دقائق على اللوحة ظلت تنظر له لثوان استطاعات أن تتميز أن
حواسه مركزة في الوقت الراهن على أداة البيانو كان يجلس كالأمير على كرسي البيانو الأسود بقميصه الناصع البياض و سرواله الأسود اللامع بلحظة تخيلت أنهُ أميـر البيانو
الموجود في اللوحة لكنهُ أوسم بكثير إلا أنها لم تلاحظ ملامح وجهه حتى الآن لكنها اكتفت فقط بالاستماع إلى تلك المقطوعة الموسيقى الهادئة يخترقها بعض الحزن ...اسحرها
صوت البيانو الرنان الذي يأخذها بروعته إلى عالمها الساحر عالمها الخاص تقدمت إلى قلب القاعة بخطوات هادئة بعد أن لاحظت أنهُ لم ينتبه لوجودها فلمحت أنامله البيضاء
تمر على أداة البيانو ببراعة أنتابها شعور مريح أرادت بلحظة أن تصفق مشجعة له أرادت أن تخبر هذا الأمير بكم هو مبـدع تاهت بأمنياتها هل استطيع فعل ذلك ..؟
حسناً كيف سيرد علي ..هل سيبتسم و سيشكرني بتواضع .. ؟ لكن هل هو متواضع بالأساس ..؟ بالطبع بالطبع ردت بسرعة على نفسها عندما دار هذا السؤال بذهنها بعدها
تنهدت بحسرة مجرد أمنيات ..
بالتأكيد لن أجرؤ على التحدث ..لم تعرف لماذا شعرت أنهُ عالي جداً لم تعرف لم تعرف لماذا أنتابها شعور بأنهُ غامض لم تعرف لمـاذا تشعر بالعجز من التقدم
نحوه رغم أن المسافة بينهما ليست كبيرة ..هل خوفاً من توقفه عن العزف ..؟ لكنها لازلت تصر ..تصر على تواضعه وشفافيته ..ابتسمت ابتسامة خفيفة على
تفكيرها الواسع سرعان ما تلاشت ابتسامتها و انتفضت ذعراً على رنيين هاتفها الذي دوى رنينه أرجاء القاعة بنغمة مزعجة لأبعد حد شحب وجهها فجأة شعرت
أن دمائها قد جمدت و هي ترتجف بمكانها متمنية أن تنشق الأرض وتبتلعها في تلك اللحظة خاصة بعد أن توقفت الموسيقى الهادئة ليبتعد الجو الهادئ و يحل
محله ضجيج الهاتف تصببت يديها عرقاً وهي تلتقط الهاتف من حقيبتها ومن غير أن ترى اسم المتصل تحركت أناملها بسرعة لتغلق الهاتف كلياً ظلت صامتة
محاولة إخفاء الذعر الممزوج بالقليل من الاحراج كانت متأكدة بأن نظرهُ الآن موجه عليها لم تحتمل كثيراً أرادت أن ترى نظراته مهما كانت رفعت نظرها
ببطء لتصعق بما رأته تحطم كل شيء فجأة حاولت أن ترسم لوحة جديدة لكنها لم تستطع لم يكن ذاك وصف خيالها أو حتى لوحة الفحم رأت شخصاً آخر
يخالف كل مخيلاتها فالنظرات الحادة تلتهب أكثر وأكثر في عينيه نظرات يوجهها إليها بسيل من الأتهامات العاصفة بلعت ريقها بصعوبة
كلما رأت غضبه يشتدد بالتغيرات التي تتطرأ على وجهه فابتسامته الصفراء جعلتهُ يبدو وحشاً وسيماً شحب وجهها فتلعثمت قائلة
- أنا ....صمتت قليلاً و اكملت بخجل لمـاذا توقفت ؟..اكمل المقطوعة أرجوك لم أقــ...
توقفت بتدخله المفاجئ قاطعاً كلامها باستحقار واضح وبحزم عنيف
- إذا كنت أحدى معجباتي السخيفات فاغربي عن وجهي حـــالاً
معجباته ! كلامهُ المليئ بالسخرية والاحتقار وبأمره الغريب جعلها ترتجف صوتهُ الحاد أرعبها تكلم بأزدراء فارتعبت من حدوث كل شيء بثوان
استطاع بثوان أن يقلب كل شيء لم تتخيل أن هذا هو الأمير الذي كان يعزف منذُ لحظات بانسجام مع البيانو فكيف لوحش على هيئة بشر أن ينسجم
مع أداة موسيقية حاولت أن تخفي التوتر و سرعان ما استوعبت الأمر حتى بدأت دمائها تغلي استعداداً لمواجهة الوحش الثائر أي معجبة ! و بأي حق
يتحدث بتلك الطريقة الفظة توترت كثيراً وهي تعيد تفكيرها حيث هدأت مجدداً مقدرة وضعه لقد قطعت عزفه أحست أنها عاجزة عن الكلام قالت بتلعثم واضح
- أنـا ... أنـا ..
لم تعد قادرة عن الكلام و هو لم يسهل لها الطريق لذلك حيث قاطعها ليزيد توترها أكثر
- أنتِ ماذا ..؟ نطقها بهدوء كان قبل العاصفة تجولت نظراتهُ عليها بلؤم و وجه تهمته بصوت مرعب محافظاً على هدوئ صوته الذي يناقض نظرات عينيه الغاضبة قائل
من أنت ..؟ لتقطعي عزفي اشتد صوته رعبا مكملاً لا أحتاج لأخبرك كما عانيت في كتابة هذه المقطوعة
انزلت عينيها اكثر للأرض ربما هو غاضب لا داعي للومه سيهدأ حالاً حاولت رسم صورة مشوشة لدفاع عن صورته مبعدة الغضب عنها قالت بتوتر مع بعض من الخجل
- لم أقصد إزعاجك..واصل المعزوفة أنها رائعة
رد بتهكم سريع وغضب واضح
- بعد ماذا..؟ بعد أن قطع هاتفك عالمي الموسيقي
اكمل جملته بسخرية واضحة وهو يقف من على كرسي البيانو وينزل من المنصة التي لم تكن عالية شعرت بالاحراج مظنة أنهُ يريد الاستماع إليها معتذراً عن غضبه تحاشت
النظر إليه و تمتمت فور اقترابه نحوها
- آسفة لم أكن اقصد
حركت رأسها محاولة أن تجد جملة أخرى متحاشية النظر إليه تـنحنحت لتبعد التوتر رفعت نظرها قليلاً لتسترق النظر لملامح وجهه فصعقت برؤيتها لظله الطويل مغادراً
قاعة البيانو وكأن شيء لم يكن فتحت عينيها بصدمة محاولة استيعاب الأمر نظرات عينيها كانت على باب القاعة محاولة أن تستوعب كيف أنهى الحوار بهذه البساطة قال
ما يريد وخرج لقد هزمني و أهانني بسهولة لابد أنهُ كان يسخر مني لم يكن يريد الاستماع إلى ما أقوله أراد الانسحاب من القاعة ليشعرني بأني ضيف ثقيل بعد أن سخر
مني استطاع إذابتي بجداره لقد ظن أني معجبة سخيفة له من يظن نفسه تبينت صورته الحقيقية أخيراً بنظرها
بعد فوات الأوان أحست بالدوار فاستندت على إحدى الكراسي جالسة عليها بضعف تائهة بما جرى لها قبل دقائق سلين القوية تذوب بلحظة بسبب غبائها لأول مرة تعترف بأنها
غبية ضغطت بأناملها على الكرسي محاولة امتصاص غضبها أمير البيانو تحول بدقائق إلى مصاص دماء لا يرحم آه اطلقت تنهيدة بأسى هذه المرة
سلين ...سلين سلين
رفعت رأسها على صدى اسمها
- كاثرين
هتفت باسم صديقتها بضعف لقد نسيت أمر كاثرين تماماً
- سلين أين كنت .؟ لماذا أغلقت هاتفك ..؟ كانت تبدو قلقة على سلين لاحظت أن سلين لم تكن معها كانت شاحبة وشاردة بنفس الوقت انحنت لمستواها وسألتها بقلق
- أجرى لك شيء..؟
- لا شيء .. قبل ان تفتح كاثرين فمها للكلام قطعتها لا تسألي لم يحدث شيء
هزت رأسها بعدم اقتناع قائلة
- كما تشائين ..هيا معي لنعود إلى الصالة
- انتهيت؟
- لم يبقى سوى كرت لرقم المعهد ربما أحتاج إليه هيا معي لنأخذه من الاستعلامات
وقفت بهدوء وسارت مع كاثرين مغادرة قاعة البيانو دخلت إلى أحدى الصالات فشعرت بالدوار جلست على إحدى الكراسي بعد أن قالت لكاثرين
- احضري الكرت بنفسك سأنتظر هنا
- لا تبتعدي هذه المرة .. ربما اتأخر قد استفسر عن أشياء أخرى
قالتها هذه المرة بتحذير اكبر اكتفت فقط بهز رأسها علامة الموافقة ابتعدت كاثرين عنها فاغمضت عينيها قبل أن تشرد بأمر العازف لمدة استمرت دقائق حتى شد أنتباها دخول فتاة
تبكي إلى الصالة لحقتها بعض الفتيات الآتي يحاولن مواسيتها كانت تبكي فوق الكرسي والفتيات حولها لفت نظرها بسرعة نحو مجموعة فتيات أخريات دخلن الصالة حيث كانت
الفتاة تقول بإزدراء مخاطبة زميلاتها وهي تنظر للفتاة الباكية تستحق ذلك ما كان عليها الأقتراب كانت تعلم أن النتيجة هي الأحتراق دوماً هذا فقط ما استطاعات سماعه

النتيجة هي الأحتراق دوماً !! دارت برأسها كثيراً فعجرت على تفسيرها ولدت الجملة الصغيرة بعقلها رغبة بمعرفة المزيد ..المزيد عن كل شيء يحدث داخل هذا المعهد الضخم
وقفت من على الكرسي متقدمة نحو الفتاة شعرت بالشفقة عليها فالدموع لم تتوقف عن السيلان و همسات الفتيات تكفيها بالإضافة إلى نظرات الفتيات الموجه بالشفقة نحوها و البعض
من يسخر على غبائها لم تستطع تحمل تلك المناظر المؤلمة في حق الفتاة أي ذنب ارتكبته لتلقى تلك النظرات كم تذوقت شوق لمعرفة ما حدث لتنقلب الاجواء بهذه الصورة سارت
بدون تردد نحوها عازمة على مواساتها وإبعادها عن جو التوتر الذي عم الصالة فور دخولها
- معذرة يا آنسة
انتظرت رد من الفتاة فوجدت ابتسامة مؤلمة موجه إليها انحنت لمستوى الفتاة لتعرف المزيد قالت بلطف
- لا يوجد شيء يستحق كل هذه الدموع صنعت ابتسامة رائعة مصرة بسرها على رفع معنويات الفتاة مهما كان السبب اكملت كلامها بلطف ما الذي جرى ؟ لاحظت نظرات غريبة
على الفتاة فسرتها بعدم اقتناع أو ربما الشجاعة لم تكن متوفرة لها فواصلت كلامها محاولة بناء بعض من الثقة ربما استطيع مساعدتك؟

انتظرت الرد ففوجئت بنظراتها تتشد حزناً وهي تقول متمتمة
- أنا لم أفعل شيء ولم أطلب شيء ..لم أرتكب شيء يستحق الأهانة ..قمت فقط بتصريح إعاجبي نحوه... هل ارتكبت خطأ فادح ..؟

بقيت متجمدة بمحلها يا طالما كانت فاشلة في حل مشاكل مثل هذه كادت تقسم بسرها أن وراء هذا شاب لم تكن يوماً بهذا الموقف فهي تهتم بحياتها الدراسية بعيداً عن التفكير
بالارتباط شعرت أنها مهمة صعبة لكن لازل السؤال يرن بأذنيها لمَّ كل هذا البكاء..؟ لم ترد إلقاء أسئلتها على الفتاة وهي بهذا الوضع فوجهت سؤالها نحو إحدى الفتيات
بجانبها قائلة
- عن أي إهانة تتحدث ...؟
لم تخفى عليها نظرات الفتيات كانوا متعجبيـين من هذا السؤال ردت إحدى الفتيات عليها بصوت أجش
- يبدو أنك مشتركة جديدة في المعهد ..نصيحة يا عزيزتي أجعلي الحذر سلاحك الاقتراب من شاب وسيم مثله نتيجته باهضة من يقترب بمن هو أعلى منه
يحترق هذا الفتاة هي أول نموذج لهذا اليوم
شعرت بفوران دمائها رغم عدم توضح الأمور لها بشكل اوضح فارت دمائها أكثر بعلمها أنهُ النوذج الأول لهذا اليوم هل توجد عدة نماذج إذن
قالت بانزعاج مدافعة عن الفتاة بوجه لؤم و تهكم نحو الفاعل
- لا يوجد شيء عالي ليسبب حزن فتاة بهذا القدر حتى لو كان ابن الحاكم لا يحق له إذا كان تصريح اعجابها يزعجه كان يجب عليه الرفض بطريقة أكثر تهذيباً
عما الهدوء فجأة أرجاء الصالة لكنها لم تلاحظ ذلك استمرت بإلقاء الشتائم نحو الفاعل متجاهلة نظرات الفتيات الآتي يدعونها لسكوت ادارت رأسها لتحدق بالفتاة البكاية قائلة
لها بتشجيع وحماس فائق
- لا تسمحي لذاك المتعجرف بأن ينزل دمعة واحدة من عيناك كان عليك أن تشتميه بدلاً عن إنزال دموعك في المرة القادمة عندما تريه استعيدي كرامتك اكملت بحماس أكبر
نعم اهينيه أمام الطلاب وقللي من احترامه كما فعل بك ازداد حماسها أكثر واكثر متناسية أين هي فقالت أجعليه يشعر كم هو شخص بغيض استعيدي كرامتك عزيزتي عديني بأنك
ستفعليها لاحظت شحوب الفتاة فقالت ما بك ..؟ أنتِ قوية ستفعليها عديني بذلك

لاحظت ازدياد شحوب الفتاة أكثر فحركت رأسها علامة الاستفهام صمتت قليلاً ملاحظة أكثر هدوء الصالة والجميع يخزها بنظرات غريبة بدأت تستمع أكثر وأكثر إلى الخطوات
الثابتة خلفها محدقة بظلاً اسود أمامها يتحرك خطوتين إلى الأمام ويعود خطوتين إلى الوراء بلعت ريقها بصعوبة وبدأت تتصب عرقاً وقفت بهدوء من على الأرض هل تنتظر إلى
الخلف ؟ ثقتها العمياء جعلتها تسدير بشجاعة فائقة لتتعرف على صاحب الظل استطاعات أن تكتم شهقة كبيرة مخفية رعبها بنظرات حـادة بسرعة استدارات نحو الفتاة كأنها تتأكد
من صحة تفكيرها جنت عندما رأت الجواب واضح على ملامح الفتاة هو نفسه العازف بسرعة استدارت لتواجهه بشجاعة هذه المرة دمائها كانت تفور بقوة لحد أنها تمنت صفعه
حدقت به بقوة متأملة خصلات شعره السوداء المتدلية على بشرت وجه البيضاء متأملة جسده الرائع ألتقت عينيها بعينيه الرمادية المليئة فقط بتعبيرات الاستهزاء والأزدراء
ابتسامته الصفراء زادت جنونها فصرخت بغضب
- أنت من تسبب بانزال دموع هذه الفتاة صحيح .؟
زادت ابتسامته ازدراء وكأنهُ يأكد لها ذلك بكل فخر ارتعشت ذعراً لا يهمه شيء لم يكتفي بتدميري فقط بل بعد دقائق من تدميري خرج من قاعة البيانو ليكمل تدميره لفتاة أخرى
أي شاب هذا .. هذا ليس أميراً حتى الوحوش ليست بتلك البشاعة كيف لشخص مثله الانسجام مع الموسيقى .. مستحيل.. بقدر الأمكان حاولت السيطرة على ثورة غضبها جنت
أكثر عندما زادت ابتسامة الأزدراء على شفتيه ونظرات الاستهزاء برقت بعينيه مظهرة لونهما الرمادي نظراته كانت تشعرها أنها حشرة ضارة فتح فمه ليلقي جملته التي لم تخلو
من التقليل من شأنها
- أرى أن الشتائم تلقى خلفي دون تقدير لأي حساب والتعاليمات الملكية تصدر ببراعة لتعليم مهارات الدفاع عن النفس صفق بيديه بسخرية واضحة واكمل جيد ..
حدق بالفتاة الباكية بنظرة تقلل من احترامها مكملاً كلامه هل تظني بأن فتاة ضعيفة تستطيع التقليل من شأني ..؟ أتعرفين من هي ؟.. هي كغيرها من يسعين لإرضائي
...غبية.. لا تعرف أن الحـصول علي يُعد من المستحيلات

كادت عينيها أن تخرج من محلها و خاصة عندما لاحظت أرتجاف الفتاة لقد تأكدت أن الفتاة حقاً غبية ليس لأنها تجرأت على الاقتراب منه بل على أنها اعجبت بشخص نذل مثله
خصمها قوي جداً يمتلك القدرة على استفزاز العدو ببراعة يتحكم بصوته بشكل يجعلها تثور غضباً لن اسمح بذلك ابيضت مفاصل اناملها من شدة الضغط عليها قالت بجراءة متجاهلة
نظرات الجمهور المحدق بالحرب التي ستبدأ حالاً
- من تظن نفسك ..؟ إذا كنت ممن لا يحبون مواعدة الفتيات ليس لك الحق بجرح مشاعرهن
جمدت بمكانها عندما تحولت نظراته لبرود وعدم المبالاة بكلامها وكأن شيء لم يحدث ..فهمت من نظراتهُ أنها أشعرته بالملل يستحقرها عند كل كلمة تقولها ليست هي
من تهان كرامتها صرخت عليه بجنون وهذه المرة حقاً نست أين هي ..
- هذا لا يطاق على مدير المعهد أن يقوم بفصلك
سرعان ما انهت جملتها حتى ضحك بسخرية من كلماتها فصرخت بجنون مكملة كلامها
- أنت شخص نذل هذا ابسط ما يقال عنك أذهب لعالم آخر عليك أن تعيش بكوكب آخر أنت لست من كوكب الأرض بكل تأكيد أنت وحشاً على صورة بشر
صمتت وهي تغمض عينيها وتفتحها فقال بابتسامة صغيرة
- انتهيتي
عادت النيران مجدداً تشب بداخلها فقالت بصراخ
- لم أكمل انصحك بالذهاب إلى أقرب عيادة نفسية ربما يكون هنــاك مكانك المناسب حيث ستجـد كـ...
لم يسمح لها بالاكمال برؤية جسده يتحرك مبتعد عنها مغادراً الصالة قبل أن يهتف مدمر حصونها
- حــمقـــــــــاء
ألقى قنبلته وهو يتجاوز الباب ليخرج من الصالة بانتصار كبير مرة أخرى استطاع إذابتها كالشمعة أيعقل أنهُ كان يريد ذلك تعمد السكوت ليهينها بطريقته الخاصة لم يكن عاجز عن
الرد كان فقط صامت لتزداد اهانته تأثيراً عليها وهي كالبلهاء اعطته الطعم بغضبها لا لا مستحيل ما حدث حلم استيقظت على همسات الفتيات همسات وجهت نحوها هذه المرة
النموذج الثاني لهذا اليوم كانت هي ...لا ليس الثاني إذا لم يهن فتاة قبلي فانا النموذج الأول ثم الثالث بيوم واحد حقاً كان انتصار حاسم له ...لمسة كاثرين على يدها اشعرتها بقيمتها
لستُ أنا ضعيفة لأصمت له تمتمت لستُ أنا لستُ ضعيفة بسرعة جنونية دفعت كاثرين و هرولت خارجة من الصالة لاحقة به ...من النافدة رأته في ساحة المعهد ركضت بسرعة
لتخرج من المعهد .......كان يمشي نحو سياره السوداء الأنيقة فهرولت نحوه بغضب صارخة عليه
- هيه أنت رد علي ..تنرفزت مكملة .... لا تصمت قل شيء
تجاهلها تماماً و هو يرتدي نظراته السوداء الشمسية وبيده الأخرى يخرج مفتاح السيارة الألكتروني فعرفت أنهُ يتجاهلها تعمداً اقتربت لتمنع دخوله إلى السيارة ...
لم تكن تعرف ما تريد في تلك اللحظة عليه أن يقول شيء ربما تجد بكلامه تناقض فتعرف نقطة ضعفه لكنهُ لا يعطيها الفرصة فهو يكتفي بالصمت حرك حاجبيه بامتعاض
منزعج من تصرفها قائلاً
- ليس لذي وقت
قبل أن تفتح فمها أحست بيد تعيدها إلى الوراء التفت لكاثرين التي بدت متوترة و تشعر بالخزي من تصرف صديقتها قالت بتلعثم
-أعتذر عن تصرف صديقتي سيد دانيال
ابتسم بعدم مبالاة وهو يدخل سيارته قائلاً
-لا عليك لا انزعج بتصرفات أطـــــفال
شهقت بصدمة محدقة بالسيارة التي تحركت قبل أن يسمع سائقها أي كلمة منها تشفي غليلها ظلت تنظر لمكان السيارة الخالي حولت نظراتها لكاثرين قائلة بغضب
- لماذا فعلتي ذلك كاثرين ؟
ردت بتذمر
- اوه سلين .. ماذا تفعلين أنتِ أتعلمي ان خبر المشاجرة وصل إلى غرفة الاستعلام بدون شك عرفت أنهُ أنت من يتشاجر مع السيد دانيال حمدلله أنني جئت قبل أن تتضخم
الامور بشكل اكبر
- تتضخم ! قطبت حاجبيها باستغراب وهل يوجد شيء اضخم مما حدث قبل دقائق؟
قالت بنصيحة لسلين
- عزيزتي ألم أحذرك من عدم التدخل بأي شيء كان عليك عدم الاقتراب من السيد دانيال
-دانيال ! نطقت باسمه ملاحظة فوراً أنهُ يدعى بدانيال من أين عرفتي اسمه ؟
- ومن بالمعهد و خارجه لا يعرف السيد دانيال سمعتُ عنهُ الكثير
- ليست هذه أول مره تريه صحيح ؟
- صحيح ..عند قدومي المعهد أراه لكنني لا افكر بالاقتراب منه أرجوك سلين انسي امره و دعينا نغادر المعهد قبل أن يلحق بنا الطلاب ليعلموا ما كانت نهاية الحرب
ابتسمت بسخرية من كلام كاثرين و تحركت خارجة من المعهد نهاية الحرب ! كانت لصالحه بكل تأكيد
قطعها من شرودها صوت كاثرين تقول
- هل نعود للمنزل؟ أفضل أن نتناول الغداء بالخارج اليوم
كانت فكرة مناسبة بكل تأكيد لم تكن تريد العودة إلى البيت وهي بعد لم تنسى أحداث اليوم السريعة ردت
- حسناً
- جيد .. يوجد مطعم بالقرب من هنا طعامه شهي هيا بنا
سارت مع كاثرين بشرود تريد معرفة كل شيء بثانية واحدة تريد أن تعرف كل شيء عنه سألت كاثرين بشرود
- لـماذا تركتيه يذهب ؟
- السيد دانيال ؟
ردت بهدوء
- ومن غيره ؟
- لم احب أن يدوم الشجار اكثر بالناهية سينتصر أردت أن تخرجي بخسائر أقل
-ليتك تركتيني اصرخ بوجهه
- يا عزيزتي السيد دانيال كرت أحمر لا يجب الاقتراب منه
- أريد معرفة المزيد يوجد شيء وراء كل ذلك لا يوجد شخص سيء بهذا القدر
- لا تظلميه .. دانيال ليس سيء في معظم الأحيان هو الشاب الشهم
فتحت عينيها بسخرية قائلة
- شهم ! ثم أنني لم أظلم أحد شاهدت كل شيء بأم عينيي هذا يكفيني
ابتسمت على حال صديقتها المتوتر قائلة بلطف
- لنتناول الغداء بعدها لنذهب إلى الشاطئ الجو رائع اليوم
كانت فكرة مناسبة لتغير مزاج سلين المعكر ابتسمت بفرح فور ذكر اسم الشاطئ المكان النقي حيث تسرها أصوات أمواج البـحر والرمــال الذهبــية الدافئـــة
الشــاطئ أجمل مــكان تعـشـقـــه
.................................................. ......
زفر بملل واضح وهو يستلقي على السرير في شقته الذي يعيش منفرداً فيه يشعر بالأختناق بعد رحلة أكتشاف قضاءها مع أصدقائه بين الأدغال كـان من أسؤا أيام حياته لو كان يعلم
أن الرحلة ستكون بهذا السوء بسبب تغير أحوال الطقس لما فكر بالذهاب أنهُ لا يطيق الأدغال لكن أصرار أصدقائه جعله يستسلم لرغبتهم هذه المرة شعر بألم بالرأس فور تذكره
لأحداث الرحلة التي تحولت إلى جحيم بسبب تغير أحوال الطقس المفاجئة في تلك المنطقة البعيدة الشبه مهجورة من السكان وقف من على السرير وهو يخلع قميصهُ المبلل بمياه
الأمطار والمتسخ ببعض أنواع الأتربة المختلفة واتجه ليأخذ حماماً ساخناً يريح أعصابه انسالت المياه على جسده فأشعرتهُ ببعض من الراحة أرتدى قميص بني مريح و جينز بلون
الرصاصي فور أنتهائه من الحمام لم يأخذ قليل من الراحة حتى ازعجه صوت هاتفه لم يكن مستعداً لتحدث مع أي أحد لكن اسم المتصل جعله يأخذ الهاتف ليرد عليه كان صديقه
مايكل الذي كان أكثر اصدقائه اصراراً على حضوره بأسوأ رحلة عمر رد بتعب واضح
- مرحباً مايكل
لم يستغرب من صوت مايكل القلق قائلاً
- روك هل أنت بخير..؟
رد بانزعاج مخفي بصوته المتعب فكيف لمايكل أن يتجرأ على سؤاله مثل هذا السؤال
- ماذا تظن أنت ..؟ ليتني لم استسلم لرغبتكم
رد باعتذار
- انا آسف يا صديق .. لم أكن أعرف أن الرحلة ستنقلب إلى كابوس لم أكن أعلم أن حظك سيء يا روك فهذه أول مرة تنقلب رحلتنا رأساً على عقب يبدو
أن الأدغال لا تناسبك بتاتاً يا صاح
ابتسم بتعب من كلام مايكل قائلاً
- المهم أنكم لن تتجرؤ مرة أخرى على دعوتي لرحلة أدغال صحيح ؟ استمع لضحكة مايكل على الهاتف فأكمل كلامه حسناً إلى اللقاء فلتطمئن لم أمت بعد
- أراك قريباً..
أغلق الهاتف و نظر لساعة يده لم يتبقى على غروب الشمس سوى ساعة واحدة تقريباً شد انتباه قلم الحبر فوق الورق على الطاولة الخشبية تنهد بشوق مقترباً
من الطاولة الخشبية بعد أن تاهت عينيه بين القلم والورق هذه هي راحته مكان مناسب فقط ينقصه في الوقت الراهن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالت صوت صرخات الضحك في الشاطئ مع استعداد الشمس لغروبها قفزت من على المرجوحة ليس كفتاة شابة قفزت كالأطفال متجاهلة عمرها الذي يخالف حركاتها و من
جديد استدارت لترى كاثرين العابسة فوق إحدى الكراسي محدقة بالبحر بملل كبير ابتسمت بداخلها على حال صديقتها المسكينة لقد اضطرت لترافقها اليوم بكامله اقتربت نحوها
قائلة بمرح
- آسفة على انزعاجك غاليتي
رأت ملامح الانزعاج تكسو وجه كاثرين الغاضبة وتأكدت عندما قالت بملل مليئ بالانزعاج
- اشفقي علي أرجـوك سلين ...منذُ خروجنا من الجامعة ونحنُ في الشارع زفرت مكملة أليس لدينا مكان نعيش به حتى نبقى في الشارع ؟
شعرت بتأنيب الضمير أحست بتعب كاثرين المستيقضة من الصباح حقاً كانت قاسية تذكرت بلحظة أحداث المعهد الموسيقي حاولت أن لا تعبس أمام كاثرين
و تخفي التوتر جلست بجانب كاثرين على المقعد قائلة
- أعلم بأني أنانية
لفت رأسها نحو سليـن قائلة فجأة باندفاع بعد تذكرها لشيء
- نعم أنت أنانية أنت أنانية لأنك تصممين على بيع بيت والدتك المتوفاة
شعرت بتهور مما قالته خاصة بتغير ملامح سلين فجأة لكنها واصلت برجاء
- أرجوك لا تفعلي ذلك أنهُ ما تبقى لك من ورث
منعت دموعها بصعوبة من النزول بذكرى والدتها المتوفاة من أكثر من عام تقريباً رغم الضروف الصعبة الذي كانوا يعيشون بها إلا أن حياتها كانت مليئة بالحنـان لم تقصر
يوماً والدتها بشيء اتجاه ابنتها الوحيدة حاولت بحنانها أن لا تشعرها بفقدان حنان الأب لم تتخيل أنها ستفقد هذا الحنان بسبب السرطان الذي قضى على والدتها الضعيفة تاركاً
ذكرى طفولتها في منزل متواضع بإحدى الأحياء المتواضعة التفت قائلة باصرار على موقفها
- سأبيعه لا يمكنني البقاء في منزل كان مليئ بالحنان لا يمكنني البقاء أكثر
قطعتها كاثرين باندفاع
- ستتأقلمين مع الوقت ...الزمن هو علاجك سلين
كلام كاثرين لم يؤثر عليها اصرت مضيفة لكلامها
- لقد صبرت عام واحد كان كالكابوس في ذاك المنزل أشعر بأني سأجن عندما اسمع صدى ضحكاتها في كل ثانية و حينما أهرب لنوم خيالها يتراء بأحلامي
يكفي إلى هذا الحد كاثرين قررت سأبيع المنزل
ردت بقلق من قرار سلين الغير متوقع قائلة
- إذا كان هذا السبب أبقي معي طوال عمرك في منزلي أنا وانت وأخي سنكون اسرة واحدة
حركت رأسها بالنفي راسمة ابتسامة على كرم صديقتها قائلة
-يستحيل أن أبقى طيلة حياتي عالة على أحد حتى لو كانت اقرب صديقاتي أنا حقاً أشكرك لأنك فتحتي منزلك لي خلال هذه الفترة مستحملين أنت وأخاك
كل ازعاجي لكن عندما أجد شقة للأيجار سأغادر فهذا ما يجب علي فعله أريد التخطيط لمستقبلي جيداً
صرخت عليها هذه المرة بعد أن استمعت لكلام سلين
- ستبعين المنزل من أجل نفقات دراستك وسكنك أعلم ذلك أيتها الحمقاء ألم تفكري ان المال سينفد ماذا ستفعلين آنذاك ..؟
ضحكت بعفوية قائلة بمرح
- لستُ حمقاء إلى هذا الحد .. عندما تستقر أموري ويتحسن وضعي سأعمل وأدرس بنفس الوقت
زفرت بأسئ على حال صديقتها قائلة بعتاب
-لست محتاجة لفعل ذلك سلين لذيك والد غني يتنعم بحياته بسفراته المختلفة من دولة إلى دولة أخرى حـان الوقت ليقف بأزمتك
كلمـات كاثرين كانت كالخنجر الذي اخترق قلبها تمنت بطفولتها أن تحضى بصورة واحدة فقط وهي معه تمنت أن تنطق كلمة أبي كما يفعل الاطفال كل يوم ليته
مات ليته لم يجعلها تشعر بان لها أب خسيس أب تخلى عنها وعن والدتها من أجل أشباع رغباته لم تنزل دمعة من عينيها فكما كانت تقول دوماً والدها لا يستحق
دموعها صرخت هذه المرة بغضب
- أنهُ ليس أبي .. لقد تخلى عني لسنوات لم يفكر بالاتصال يوماً ليسمع صوت طفلته التي حلمت بأن تناديه ببــابا حلمت بأن ينام معها ويسرد لها الحكايات آنذاك كنتُ
أريد منهُ أشياء كثيرة لكن حالياً أن فتاة قوية لا أحتاج لأب تخلى عني وعن والدتي و هو ينعم بالرفاهية بدول العالم المختلفة
- يبقى والدك
شعرت أن الوضع توتر فقالت بهدوء
- لنغير الموضوع لا أريد أن يفسد يومي بسيرته
مع انتهائها لجملتها حدقت كاثرين لشمس التي تستعد للغروب بعد أن وقفت فجأة بابتسامة عريضة قائلة بحماس
-ستغرب الشمس بعد قليل لنعد للمنزل
ردت بمرح
- انتظري قليلاً اشعر برغبة بالكتابة مع غروب الشمس
أخرجت القلم و مذكرة كتاباتها استعداداً للكتابة مع هذا المنظر الرائعة فزعت من صوت كاثرين المباغث الذي يبدو عليه الغضب
- لقد طفح الكيل سأموت من التعب أي طاقة لك سلين ..؟
ادارت رأسها لكاثرين قائلة بابتسامة عريضة بلا مبالاة
- لا بأس عودي للمنزل سألحقك بعد انتهائي من الكتابة
زفرت بغضب على حال سلين لا تستطيع تركها لكن أخاها سيقلق إن تأخرت أكثر و خاصة بعد أن نفذت بطارية هاتفها النقال ردت قائلة
- أنا مضطرة لذهاب أخشى أن يقلق أخي سيمون
- لا داعي للقلق سألحق بك
ردت بتنبيه
- لا تتأخري أرجوك
ابتسمت بعد أن أخرجت أدواتها قائلة
- لا تقلقي
بعد أن ابتعدت كاثرين عنها بدأت تنتقل من مكان لآخر باحثة عن موقع مناسب للكتابة استقرت عينيها على صخرة في وسط البحر ولأن البحر لم يكن عميق خلعت حذائها
على رمال الشاطئ متجهه نحو الصخرة مستمتعة بالأمواج الهادئة التي تداعب قدميها صعدت على الصخرة متأملة منظر السماء بغروب الشمس الجو كان مدهش حيث
بدأت الشمس كالقرص الناري وهي تستعد للمغادرة تنهدت براحة وهي تلتقط القلم لتعبر ولو بالقليل بمذكرتها نثرت قليلاً من الكلمات المعبرة و قرأت اسطرها عددت
مرات قبل أن تطبق مذكرتها فجأة مع استماعها لصوت قطع مخيلاتها صوت رجولي قادم يهتف من بعيد
- ألم يحل الوقت للعودة إلى الشاطئ أم أن الجلوس في وسط البحر أمر ممتع استمعت لصوت ضحكاته ثم أكمل كلامه هيا عودي أدراجك قبل أن يحل الظلام الدامس
صوته الدافئ اشعل الأمان فيها لاحظت ما تبقي من ضوء خافت جداً في السماء حيث لم يتبقى سوى القليل من الضوء الخافت لشمس لقد غربت الشمس تقريباً وقفت
لتستدير باحثة عن الصوت خلفها فلم ترى سوى ملامحه الغير واضحة نظراً لغروب الشمس استغربت عندما رأتهُ يتقدم إلى وسط البحر بابتسامة ساحرة اقترب
نحوها قبل أن يمد كفه لها قائلاً بأسلوب لبق
- تفضلي آنستي
بلعت ريقها باندهاش غريب من هذا ؟ وكأنهُ عرف تساؤلها قال بابتسامة صغيرة بصوته العذب غامزاً بمرح

- أنا هو أمير البحر يا صغيرتي

ضحك من ملامح وجهها التي ازدادت اندهاشاً وغرابة فضحك بعفوية مكملاً كلامه
- هل سنبقى بوسط البحر طويلاً ..؟
لاحظت كفه الممدود لها فنزلت بعد أن مدت كفها ليساعدها على النزول محدقة به بذهول أكبر فور وصولها معه إلى الشاطئ جلست على الرمال وهي تضم مذكرتها
كنزها الثمين شعرت بالجسد الذي اقترب ليجلس بجانبها ادرات وجهها إليه حيث استطاعات أن تلاحظ ملامحه الجذابة نظراً لقربه الشديد منها لاحظت التعب الذي
كسا بشرته البرونزية وعيناه الزيتة المتعبة تبرق مع ما تبقي من ضوء خافت لشمس
- ماذا تفعل هنا..؟
هتفت منتظرة جواباً بغير وعي فرد بابتسامة جذابة بثقة واضحة
- أراقبك..
قطبت حاجبيها مظهرة التعجب الواضح
- تراقبني !!
ابتسم بداخله على هذه الفتاة فقال بثقة اثارت استغرابها
- أراقب الكاتبة الصغيرة قبل أن تسأله سؤال أكمل كلامه ألستِ من أصر على البقاء للكتابة مع جو غروب الشمس ابتسم لها قائلاً بثبات هلا سمحتي لي بقراءة ما خطه قلمك
في وسط البحر ..؟
- ولماذا عساي أن أفعل ؟ اكملت بحذر من أنت ..؟
حول نظراته لاستغراب عاقداً حاجبيه باستفهام
-ألم تتعرفي علي..؟ اكمل باحباط حقاً أمر محبط .. ربما لا اكون حقيقة امير البــحر
بالحقيقة ملامح كانت معروفة بعض الشيء لكنها لم تكن تتذكر أي شيء عقدت حاجبيها بانزعاج من ذاكرتها الضعيفة بعد تفكير لثوان وهي تحدق بوجهه محاولة التذكر حركت
رأسها بنفي فقال وهو يقف من على الرمال
- غريب .. يبدو أن كتاباتي لم تحضى بالقراءة من فتاة مثلك
حركت رأسها بعد استيعاب قبل أن تفتح عينيها بدهشة محدقة به كتمت شهقة فور تذكرها لتلك الملامح فجأة صرخت بدهشة كبيرة بعد أن وقفت لتقترب منه قائلة
- روك الكـاتب روك أليس كذلك..؟
ضحك محركاً راسه بالأيجاب مستغرب من سعادتها التي ملأت وجهها رد بتواضع
- أشعر بالإطمئنان على الأقل تأكدت أنك قرأتي شيء من كتاباتي
ردت بسعادة
- وكيف لي أن افوت كتاباتك على الصحف وبعض المجلات لو تعرف كم تمنيت رؤيتك لأنك حقاً مبدع
رد بشك
-واضح ...فأنتِ حتى لم تتعرفي علي
ابتسمت بحرج وهي تسير معه على طول الشاطئ
- لم ألاحظ ملامح وجههك كثيراً على الصحف كنت فقط عندما أرى اسمك بجانب ما كتبته انسى كل شيء لستُ من النوع الذي يحفظ ملامح الأشخاص بسهولة
- تشعريني بالخجل من مدحك
- أراهن بأني لستُ أول من يمدحك ابتسمت مكملة ببهجة سررت بمقابلة كاتب مبدع
توقفت عن المشي فاستدار محدق بها مدت كفها بلطف راسمة ابتسامة سعيدة فصافح يدها مبتسماً اكملت
- أنا سـ.لـ..
قاطعها متدخلاً بثقة عمياء
- أنتِ سلين ..اعلم ذلك
اتسعت عينيها ذهولاً فقال بخجل قبل أن تفتح فمها
- أنا آسف لقد استمعت لحوارك مع صديقتك و من دون قصد وجدت نفسي استمع لحواركما حتى النهاية
كان كلامهُ مليئ بنبرة الأسف و ملامحه كذلك كان واضح عليه الخزي من نفسه لكن مع ذلك ضايقها أسلوبه كان بإمكانه عدم التنصت على الغير خاصة أنهُ استمع لحكايتها كاملة
عن والدتها و والدها وهي التي كانت تكره أن تحكي لأحد عن معاناتها بدأت ملامح الضيق تغمر وجهها فتدخل قائل وهو يقترب نحوها اكثر
- انا آسف .. لم أكن اقصد
شعرت باقترابه الشديد منها عندما ربت بيديه على كفيها فتراجعت خطوتين إلى الوراء
- لا بأس
ابتسم من حركتها الطفولية فقال مغيراً جو التوتر
- حسناً ألن تخبريني عن سر اهتمامك بالكتابة ؟ عندما اتجهتي نحو البحر كانت عينيك تبرق شوقاً لإلتقاط القلم حقاً ادهشتني منذُ زمن لم أرى نظرات الشوق على وجه
كاتب او كاتبه رغم انك تبدين صغيرة إلــ.....
قطعته بحدة
- لستُ صغيرة
كبت ضحكته على حال هذه الصغيرة فقال ممازحاً
- لم أكن أنا من يلعب بالمرجوحة و يقفز على رمال الشاطئ بصراخ
لوت شفتيها بقهر لكنها تناست ذلك فور ملاحظتها على جملته هل كان يراقبها وهي تلعب ..هذا مستحيل كانت اشبه بالطفلة الصغيرة وهي تلعب . توقفت عن السير
فتوقف عندما توقفت ثم استدار راسم ابتسامة هادئة لها دس كفيه بجيوب سرواله الجينز متأمل تلك العينين التي تحدق به بنظرات لم يفهمها تقدم نحوها بقلق من نظراتها حيث قطع
مسافة المتر التي تفصل بينهما إلى سنتمترات قليلة غير مبال بارتباكها فور اقترابه منها اقلقه سكوتها وعينتيها المرتبكتان ابتسم فور تورد خديها قائلاً بصوته العذب
- هل أنا جميل ..؟
بلعت ريقها بصعوبة محدقة بروك جسمها بدأ بالارتجاف محدقة بشعره البني المائل للأشقر خصلاته تداعب عينيه الزيتية تاهت لثوان بعينيه المعبرة بعد أن شعرت بانفاسه
تحرق وجهها احست بالأكسجين يقل شعرت بالاختناق وكأن الأكسجين قد أختفى واخيراً استيقظت بكفه الذي لامس كتفيها برقة فانتفضت مبتعدة عنه فجأة أخذت نفساً
عميقاً ثم رفعت عينيها له اندهشت عندما تلقت نظرات الأمان بعينيه كان يخبرها بتلك النظرات أنها بأمان معه فنيته صافية بالطبع هو لن يستغل فتاة مثلها لم تقترب من شاب يوماً
-انا آسف .. لم أقصد أخافتك أكمل بعد أن راها تحدق به بتوتر واضح لا تسئي الفهم في معظم الأحيان هذه هي طباعي
لم تعرف لمَّ صدقته خاصة أنها تعرف نفسها جيداً ضعيفة عند الاقتراب من الرجال ربما كان عليها الابتعاد بهدوء دون كل ذلك التوتر إلا أنها لم تكن تعرف التصرف
بمثل تلك الحالات همست
- تأخر الوقت سأعود للمنزل
لم يحب أن يقول شيء فهي قد حسمت الأمر فقال
- أذن سأوصلك للمنزل قبل أن تعترض قال ليس على فتاة جميلة أن تعود بمفردها
اخجلها مدحه فأومأت برأسها بالموافقة فقال
- اعذريني سأوصلك سيراً على الاقدام إذا لم يكن منزلك بعيداً فأنا لم اصطحب سيارتي أم انك تفضلين ركوب سيارة أجرى
- لا .. المنزل ليس بعيداً .. ثم انني اعشق المشي كثيراً ..
سارت معه هذه المرة مبتعدة عن الشاطئ بأكمله زال توترها مع حكاياته المضحكة و أسئلته اللطيفة طوال الطريق نست كل شيء حتى لقائها مع دانيال نسته في تلك اللحظة
وهي تستمع له كيف بدأ مشوار الكتابة و زادت سعادتها عندما أخبرها بانهُ سيساعدها بمشوارها ككاتبة ..بالتأكيد ستستفيد من خبرات كاتب مبدع مثله فجأة قال بجدية مغيراً
سير حديثهم
-هل تبحثين عن منزل..؟
قبل أن تندهش تذكرت أنهُ سمع حوارها مع كاثرين فقالت
- نعم أبحث منذُ مدة لكنني بعد لم أجد منزل متواضع لشخص واحد فقط
-هل أساعدك..؟
التفت له وبتعجب سألته
- ماذا ستجني من مساعدتي ..؟ !
- المساعدة إحدى صفاتي يا صغيرة
شهم هذا ما قالته بسرها توقفت أمام منزل كاثرين
- لقد وصلنا
ابتسم لها قائلاً بتواضع
- سعدتُ بلقائك سلين
اخرج لها كرتاً من جيبه ومده لها مكملاً كلامه
- عند وقت الفراغ اتصلي بي اتشرف بان أعلمك فن الكتابة مع أني أثق بمهاراتك
التقطت الكرت مبتسمة
- شكراً لك سيد روك
قطب حاجبيه قائلاً
- سيد روك !! الألقاب لا تناسبني
ضحكت فقال
- روك قولي روك من غير ألقاب
ضحكت اكثر قائلة من بين ضحكاتها
- حسناً روك أراك قريباً
شاركها الضحك ثم قال
- إذا أردت أي مساعدة لا تترددي بالاتصال
ابتعد عنها متفحصاً مكان المنزل جيداً بالتأكيد لن ينسى الطريق كيف له أن ينسى يا طالما حلم بمن يشاركه في هوايته
ابتسمت براحة على حظها وهي تراه يبتعد عن الشارع كان حظاً سيء من البداية لكنها عوضت بعد ذلك مع روك
ابتسمت بدون تصديق لتلك المصادفة التي يا طالما حلمت بها ...^ـــ^

.............................
تم
[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس