الموضوع: من أجلك نجمي،،
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-31-2018, 01:03 AM
 
أعدك أني لن أدع سطوعك يختفي

الفصل '01'



*وإليك،، أريد العودة*



_ سيدي...تفضل معطفك، والغداء سيكون جاهز في موعده.

استلم المعطف ذي اللون الزيتيْ من يدها بعصبية فكم من مرة أخبرها ألا تناديه سيدي ولكن استسلم أمام اصرارها
كسر نظراته إليها بالتفافه و مغادرة جناحه الخاص.

أما هي تنهدت بضجر من مخدومها الفوضوي والكسول، ونقلت نظراتها عبر الغرفة التي تعمها فوضة عارمة بالأوراق وآلات الموسيقى المبعثرة في كل الأنحاء

_ يا الهي متى سيتوقف عن احداث الفوضى خلفه في كل مرة.

وشرعت في ترتيب الجناح بدأً من تلك الغرفة بعد وضع السماعات البيضاء على اذنيها

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*)(*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

ها هو الآن عائد وقت الظهيرة في السيارة السوداء الطويلة للفندق الذي يقيم فيه والغضب قد كسى ملامحه الجذابة.
بعثر شعره الأسود متوسط الطول من التفكير في هذا العقد الذي أجبره تريفور مدير أعماله على توقيعه...وذلك سيجبره على السفر...وهو لا يريد ترك فتاته بعد ان جمعهما القدر بعد سنتين من الفراق

_ سحقا تراي..لم تحب دوما اجباري على فعل أشياء لا أريدها؟

خلع تريفر نظاراته الشمسية وتفرسه جيدا بعينين غاضبة

_ وأنت ألن تكف عن دلالك سيلاز؟ فأنت الآن مشهور جدا...وأي حركة خاطئة ستوقعك في الهاوية.

وبحركة قاسية رمى نظارته على المقعد المقابل

_ تلك الفتاة سوف تهدم حياتك لقد فعلتها من قبل...ومن حسن حظك وقتها أنك لم تكن تأدي على المسرح والا لكانت شهرتك قد مرغة في الطين.

تكلم سيلاز بصوت مرتفع نسبيا

_ لقد تغيرت لم تعد تلك الفتاة الانانية...وقد عادت لأجلي حتى بعد ذلك الكلام الذي أسمعتها اياه.

مال تريفور بجذعه نحو سيلاز و ركز نظراته عليه

_ أنا صديقك وابن عمك قبل ان أكون مديرا عمالك لذا أنا اعرفك جيد...هل انت واثق انها لن تعيد الكَرّة؟...هل انت واثق ان ثقتك في محلها؟

_ أجل أنا واثق تمام الثقة، فهي كانت صغيرة مدللة في ذلك الوقت أما الآن فهي تكدح لتكسب المال لإعالة نفسها ووالدتها.

خرجت ضحكة ساخرة من فم جليسه

_ وهذه هي، ألا ترى أنها عادت لأجل نفسها؟ لقد أفلست والدتها وبهذا أصبحت أنت كالكرة في ملعبها...

_لقد بدأتَ تهينني تراي وهذا ليس جيد.

جحض سيلاز بعينيه البنية المائلة للسواد نحو تريفور

تنهد الآخر بقلت حيلة، فغضب صديقه مبرر فكلامه مهين، وليس في محله ان كان يريد ردعه عن عودته للفتاة التي سبق وتركته بعد تأكدها من عدم نجاحه في مجال الغناء والنجومية.

_ حسنا لن أقول المزيد، ولكن تأكد أنك ستهين نفسك ان استسلمت لدموع التماسيح التي تسيحها لكي تستدرج عطفك.

وبعدها غاص في مقعده وهو يتأمل الأجواء الضبابية في الخارج.
فرك سيلاز يديه بتوتر بعد سماعه لكلمات رفيق طفولته وشبابه، فشيري هي الفتاة التي أحبها من الطفولة وقد حطمت فؤاده مرتين المرة الأولى في رفضه، والمرة الثانية حين تركته بعد سخرية لاذعة عن كونه أكبر فاشل رأته في مجاله، وليس مستبعد منها أن تفعلها مرة ثالثة.

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*)(*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

_غرين...أين ذهبت هذه الفتاة؟

_ ..هاه..نعم سيدي ماذا هناك؟ ان الآنسة غرين خرجت لبعض الوقت.

اعتدلت في وقفتها وهي تلهث، رمى المعطف والسترة على الكنبة بغضب وهو يرمق ملابس الخدم ذات اللون الأبيض والاسود التي تأبى نزعها رغم قوله لها أنه يكره رؤية هذا النوع من الملابس

_ أين ذهبتْ بحق الله؟ وأيضا ألم أقل لكِ ألا ترتدي ملابس الخدم!؟.

جمعت يديها خلف ظهرها باحترام بالغ

_ سيدي...لقد أمرتني الآنسة غرين بارتدائها أو أنها ستطردني من عملي.

تنهد بضجر من غرين الفتاة الجديدة ذات 20 سنة التي تعمل على ترتيب أموره الخاصة منذ قرابة شهر. وها هي تتدخل حتى في أمور خدمه وكيف يرتدون.
ترك نفسه يسقط بملل على الكنبة الصفراء الجلدية

_ ومتى قالت أنها ستعود؟

_ لا أدري سيدي حاولت الاتصال بها منذ نصف ساعة ولكن هاتفها مغلق.

_ حسنا اذهبي وجهزي لي الغداء.

ولف بصره للشاشة وأخذ يفكر، غرين ريتشارد الفتاة التي يلفها الغموض بسيطة بملابسها، هادئة بطبعها لا تحب التدخل في أي شيء لا يخصها أو عملها،
وكذلك ذكية وتتظاهر بالغباء أحيانا أمامه.
شيء غريب أنه لم يلمح منها أي أثر للإعجاب نحوه.. فهو عادة يلفت نظر الصغير قبل الكبير حتى الخادمة إيف التي كانت أمامه، سبق لها وأن قدمت له هدية كمعجبة، أما غرين عيناها دائمتا الشرود نحو السماء، ولا تطيل الحديث معه كثيرا، وتوبخه دوما على تأخره في عدا أنها توقظه بكأس ماء البارد ان لم يكن مثلج.
أفاق على نفسه من المفترض أنه يفكر في شيري وليس غرين.
وضع يده على جبينه وهو مغمض العينين

_ غريب أمري...آه يا شيري، هل ستفعلينها مجددا؟


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*)(*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*


واقفة امام القبر وشالها الأسود تكاد الرياح تأخذه من على رقبتها، ومعطفها الأبيض قد فُتحت أزراره من شدة الرياح القارصة، كل ذلك وهي لا تعلم أو لا تأبه بالبرد الذي أصاب جسمها.
ذهنها وعيناها معلقان بالحروف المنحوتة على الحجر أمامها [ توماس ريتشارد .......]
مسحت دمعة قد هربت من تحت نظاراتها السوداء الكبيرة

_ أبي...ماذا أفعل؟

ونزلت الدموع بسلاسة على وجنتيها
ثم تركت نفسها لتجلس ببطء على ركبتيها وهي تمسح على الحجر بيدها تلتمس الدفء من تراب والدها

_ أبي أنا أشعر بالوحدة وأحيانا الخوف ان الحياة قاسية....جدا

مررت يدها للمرة الأخيرة على الحجر و وقفت و عدلت ملابسها ومسحت دموعها ورددت مبتسمة

_ سأعود مجددا...

وسارت مبتعدة بهدوء وسط الرياح القوية.

__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة lazary ; 03-31-2018 الساعة 01:17 AM
رد مع اقتباس