عرض مشاركة واحدة
  #134  
قديم 01-30-2018, 03:56 AM
 



-آماس

تذكير: دقات قلب متسارعة ونظرات هدوء متصنعةمن قِبلْ....
بيرلا التي لم تبعد نظرها عن السماء كي تساعد الشاب على الهدوء والتركيز.

أغمض عينيه واستنشق الكثير من الهواء وأخرجه ثم فتح عينيه والتفت للفتاة التي مستلقية وتبدو هادئة وذلك ما هدأ أعصابه فأيقن بانها تثق بقراره ولسبب ما شعر أنه لن يموت وسيبقى على قيد الحياة ويتحدث معها عن أشياء كثيرة أرهقت كاهله .

لذا ومن دون تردد قص السلك الأزرق وفي نفس اللحظة أغمض عينيه مسعور يكاد قلبه ينفجر من شدة سرعة نبضاته، فسمعت بيرلا صوت المقص ولم يحدث شيء، شعرت بأن أطرافها قد تخدرت من شدة التوتر الذي كان قُبَـيْـل لحظات عرفت حينها بأن الحياة مازالت امامهما طويلة وربما قصيرة من يعلم؟.
فلم تسمع أي صوت أو أي حركة حيث يوجد الشاب، أدارت عينيها السوداء برموشها الطويلة الجذابة له لتجده مستلقي على الأرض باسط ذراعيه بجانبه، ووجهه الذي كان قبل قليل يتصبب عرق الآن هو جاف و شاحب، عينيه مغلقة وأنفاسه مختلطة، كيف لا وقد كانت حياته وحياة شخص أخر بين يديه.




هي أصعب المواقف , أن يكون مصير شخص مرتبط بمصيرك ,,




قد لا يكون الموت بل أمور كثيرة ’’ أحيانا قراراتك تقرر مصير غيرك




فتشعر بالثقل على قلبك ولا تدري ماذا تختار وماذا ستقرر تعلم يقينا




بأن هذه القرارات ستغير مجرى حياة أحدهم ,,




ومما يذكرني هذا بالأطباء فكم من طبيب يعاني صدمة رحيل أحدهم بسببه




فيما يظن وإلا الموت حق ,,

وهي تمعن النظر في وجهه ونظرات شفقة وامتنان بادية على وجهها [ يبدو أنه كان خائف، لقد كان في موقف لا يحسد عليه، موقف لن أتمناه حتى لعدوي ] ثم أدارت وجهها للسماء وأغلقت عينيها هي الاخرى لتنعم ببعض الراحة.

انتظرت بضع دقائق حتى سمعت أنفاسه عادت طبيعية فقامت وذهبت صوبه حملت سلاحها وهو مازال مغمض العينين حتى ظنت أنه نائم. بقيت ثوانٍ تراقب شعره الأسود الذي يلمع تحت أشعة الشمس ونسمة هواء خفيفة تحركه، أفاقت من شرودها فيه لما فتح عينيه، وجدها تنظر له باهتمام فقال
الشاب: [ لماذا تنظر لي بهذه النظرات الغريبة ؟]
بيرلا: [ ما هذا الذي أفعله؟ لماذا بقيت كالحمقاء أراقب شعره و وجهه ] ثم نطقت
بيرلا: يكفي استلقاء وراحة أم أنك تفكر كيف ستتهرب من دفع فاتورة الطعام؟
ثم وجهت نظرها للغابة وأكملت
بيرلا: كما أن القائد ينتظرنا ولابد أنه غاضب منا بشدة،
فنظر إليها مبتسم وهو مازال على حاله
الشاب: لست أنا من يتهرب من وعد قطعه.
ثم اعتدل في جلسته وحزم أدواته بسرعة في حقيبته ثم رفعها فوق ظهره وحمل سلاحه واستقام في وقفته وتحرك للأمام ليصل لـبيرلا التي سبقته بخطوات، فقالت له وهما يتجهان حيث القائد
بيرلا: وعد...متى قطعنا هذا الوعد ايها الأبله؟
فرد بنبرة طفولية فيها قليلا من الجِدْ
الشاب: لم أصرح به لكِ ولكني قطعته على نفسي.
فردت بنبرة تحاول استلطاف الجو لأن كلاهما لا يزال مرعوب
بيرلا: يا لك من متبجح هل تحاول أن تبدو البطل المنقذ...وكذلك منفذ الوعود؟.. فضحك بخفة ورفع ذقنه وقال: بالطبع انا كذلك... وأراد ان يكمل إلا أن لاري وصل لهما وبدأ بالصراخ يعاتبهما على التهور وأنهما لم يسمعا كلامه واستمر العتاب على الأقل ربع ساعة حتى جف ريقه من الصراخ وهما واقفان باستعداد ويسمعان بملل.

وبعدها سار أمامهما وأمر باتباعه، فهمست
بيرلا: يا له من جبان أراهن لو أن القنبلة انفجرت لمات بسكتة قلبية،
فضحك الشاب ولم يعقب على كلامها وبعد مدة من الصمت التفت إليها وقال بضحكة
الشاب: بالمناسب لم نتعرف على بعض وكدنا أن نموت أنا اسمي تارو براون
ومدة يده ليصافحها، فمدت يدها لتبادله المصافحة
بيرلا: تشرفت بمعرفتك تارو أدعى بيرلا فيرناندو
فحك ذقنه بيده الأخرى
تارو: فيرناندو؟ كأني سمعت هذا الاسم من قبل،
فسحبت يدها ولم تجب عليه خشيت أن يسألها عن وجودها هنا بما ان والدها رجل أعمال مشهور، نظر اليها وهي شاردة عرف فورا أنها لا تريد التحدث عن لقب {فيرناندو}وتذكر وجود فتاة بهذا اللقب من معارف قائد الثكنة لكن مما سمع من أصدقائه أنها فتاة متكبرة وباردة ولكن هو لسبب ما يراها عكس ما يقولون.




هكذا هم ,, يعكسون لنا طبيعة الناس فمن أحبوه جعلوه كالملائكة لا يخطئ




ومن أبغضوه جعلوا شر الناس ..




لا يرتاح لهم بال حتى يشوهوا سمعة كل من لم يوافقهم ,,




هذا حال كثير من الناس للأسف ,, يغضون الطرف عمن أحبوه,,




ويظهرون عيوب من لا عيوب له إذا حقدوا ,,




وبعدها ضلا يتجاذبان أطراف الحديث إلى أن التقوا بباقي الفرقة، وبما ان ذلك آخر يوم لهم خارج الثكنة قرروا أن يتعرفوا على بعض بدأ كل واحد يعرف عن نفسه حتى وصلوا لـبيرلا فتحت فمها لتتكلم إلا أن فتاة قاطعتها قائلة بسخرية وتعالٍ
.....: نحن نعرف مسبقا من انت، أنت من ساعدها القائد ميريل بدخول الجيش هل لك أن تخبرينا كيف أقنعت شخصً كالقائد حاد الطباع وصعب المراس؟
بيرلا: ليس من شأنك جولي،
جولي: أوووووه... حقا يبدو أنك استعملت طرقا أخرى،
بيرلا بغضب طفيف: ماذا تقصدين بكلامك؟
وقد بدا الجو مكهرب وباقي الجنود ينظرون بصدمة من كلام جولي.
الفتاة: حسنا كأن تقومي بإغرائه مثلا،
وما ان سمعت بيرلا كلامها اندفعت وامسكتها من ياقتها ودفعتها للخلف حتى سقطت وجلست فوقها وبدأت بضربها بقوة
بيرلا: لن أسمح لك بأن تدنسي عرض القائد ميريل يمكنك قول ما تشائين عني ولكن ان تهيني القائد ميريل أمامي فسيكون وجهي آخر شيء ترينه.




صراحة موقف جميل ,,



حيث أنها تركت نفسها وعرضها ودافعت



عمن أحسن إليها وأرشدها وأمسك بيدها وأبان لها الطريق


ذاك الرجل الذي تلاقت معه تحت السماء الممطر ,,


حينما كانت في حاجة إلى شخص ما عندما تمنت عائلة عندما تمنت أخا


وجدت هذا الرجل ,, ينتشلها من ظلمة تلك الليلة إلى نور عائلته ,,


أبٌ لتلك الفتاة الجميلة التي استقبلتها فرحا وسرورا



وخافت عليها وكادت أن تموت خوفا عندما كادت السيارة أن تدهسها

كيف لا أدافع عن عرضكَ يا قائدي فقد كنت لي مرشدا ومنقذا بل كنتا أبا وأخا


,,, قائدي لن أسمح لأحد أن يدنس اسمك الطاهر بقذارة لسانه ,,


كائنا من كان ,, فأنا لن أنسى جميلك أبدا



سأبقى تلك الفتاة التي رجت الخير في لقياك في تلك الليلة



حينما تركني أبي الذي أنا من صلبه ,,,


قائدي ,,
آسفة آسفة قد نطقوا باتجاهك كلمة لا تليق بمكانك ,,

آسفة ..





أراد بعض من الجنود ايقاف بيرلا ولكنها صرخت عليهم بأن يبتعدوا أرعبهم صوتها البارد نظرتها الحادة، عندها اقترب شاب بشعر أسود وعينين بنيتين بقامته الطويلة وجسمه الرياضي أمسك بذراع بيرلا وقال
.....: يكفي هذا بيرلا ألا تعلمين بأن الشجار بين الجنود يؤدي إلى الطرد؟
فصرخت بصوت أعلى
بيرلا: أتركني تارو هذه الفتاة جنت على نفسها.




تعرفنا على شكل تارو نوعا ما ,, وكيف يبدو ,,



وما ان اكملت جملتها حتى تذكرت وعدها للسيد ميريل بانها لن تخذله فاستجابت ليديْ تارو التي تسحبانها وقفت على قدميها والتفتت للقائد الذي أتى من مكان ليس ببعيد عندما سمع صوت الشجار وصل أمامها
لاري: مجندة بيرلا فسري لي سبب هذا الشجار فورا،
بيرلا بعد أن استعدت في وقفتها: أسفة حضرة القائد لقد انفعلت أرجوك حضرة القائد عاقبني بشتى الوسائل ولكن لا تطردني،
اقترب حتى صار أمامها رفع حاجبه
لاري: هل حقا تردين مني بأن أعاقبك ألست خائفة من نوع العقاب؟
فردت بصوت جاد وحازم يدل على عدم خوفها
بيرلا: أجل حضرتك...أفضل ان تعاقبني بما تريد ولا تطردني عندها سأحافظ على وعد كنت قد قطعته.
لاري: لمن قطعته؟
استغرب الأخرون من ردت فعله لأنه عادة لا يعطي أحد فرصة كي يبرر موقفه.
بيرلا: لا أستطيع اخبارك،
فأردف قائلا: أخبريني من هو وأعدكِ بانني سأتغاضى عن فعلتك،
فطأطأت رأسها وقالت بتردد: انه السيد ميريل لقد وعدته بأنني لن أخذله، فظهرت شبه ابتسامة على شفتيه
لاري: هكذا اذا..
وأمسكها من ذقنها ورفع رأسها
لاري: ارفعي رأسك عاليا ولا تخشي من شيء فان القائد فخور بكِ،




في هذا الموقف نالت أمور كثيرة على اعجابي ,,
لكن مما شد انتباهي



تصرف القائد ,, حقيقة يقولون القائد في الجيش يكون قاسيا جدا,,


لكن كلنا ننسى أنه مجرد إنسان له مشاعر



وأنه مهما أظهر الصرامة فهو في قلبه رحمة وحب ولطف


فهو أب لأحدهم اخ لآحدهم ابن لأحدهم ,,


فهو في النهاية مثلنا انسان ,,


نحن ننسى هذا كله عندما نجد التعامل القاسي منهم نظن أنهم



خلقوا من حجارة ليس لهم قلوب ,, لكن في هذا المقطع وهذا التصرف


بين لنا خلاف ذلك وأن مهما زادوا في الحزم إنما هو لأجل مصلحتنا فقط


وأنه قد يظهر شيء من جانبهم الآخر أثناء المهمة ,,


ثم انزل يده والتفت للأخرين وتكلم بحزم
لاري: هيا الى تناول الطعام ثم الى النوم...وأشار بيده على اثنان واكمل قائلا
: وأنتما ستحرسان..
ففتح كل واحد حقيبته وأخرج طعامه بدأوا بالأكل كانوا يتناولون الطعام ويتسامرون إلا شخص واحد لم يتناول طعامه بل اكتف بالنظر له، انها بيرلا كانت شاردة طوال الوقت، ثم نهضت وسارت حتى وصلت للقائد الذي يبعد عنهم بأمتار
بيرلا: عذرا سيدي من فضلك هلا جعلتني في الحراسة ؟
فوضع الطعام من يده ونظر لها جيدا
لاري: حسنا..إن كنت هذا ما ترغبين به،
فألقت عليه التحية واستدارت واتجهت للجندي الذي كان يقف تحت شجرة كبيرة وصلت إليه وقالت بصوت ملأه الحزن والبرودة
بيرلا: وقت تغيير الحراسة يمكنك الذهاب لتستريح،
فابتسم لها ثم تثائب
الجندي: شكرا لك أنا حقا متعب للغاية
ثم رفع يديه للسماء وعدَّلَ سلاحه وعاد من حيث أتت هي.

وبعد مضي بضع ساعات كانت بيرلا تفكر في نفسها [ كيف لهذا أن يحدث معي لا أصدق أن كل سنوات عمري التي عشتها كانت في كذبة هل هما حقا...] وصوت قطع تفكيرها كان صوت بطنها فقالت بصوت مسموع وهي تمسك بطنها
: آه يا إلهي أنا جائعة وغدا لدينا يوم مسير متعب ولا شك أن طعامي قد أكلوه ماذا سأفعل إن خارت قواي في الطريق؟
كان أحدهم يستمع لكلامها في ذلك الوقت ثم عاد أدراجه للمخيم، ولما كانت عينيها تنظر في الاتجاهات جميعها سمعت وقع خطوات وراءها فالتفتت للخلف ووجهت سلاحها وكانت مستعدة لإطلاق النار إلا أنها سمعت ذلك الصوت الذي جعلها تهدأ من قبل، يقول متصنع الخوف
....: تمهلي يا فتاة هذا أنا

.

زين ما فجر رأسه ههههه ^^



فابتسمت دون أن تشعر وانزلت السلاح، فتحجر في مكانه وخفق قلبه وبقي ينظر إليها، قد سُجِنت عينيه وهو يرى وجهها الأبيض وشعرها الأسود الطويل الذي انسدل لما نزعت القبعة الخضراء، ينظر لتلك الابتسامة التي احتار فيها لم يرها من قبل ولم يرى بيرلا تبتسم هكذا منذ التقى بها،



لعلها بداية قصة حب ,, أو مجرد اعجاب ,, لكن ما مصير هذا اللقاء ..


فقطعت شروده لما نادت عليه
بيرلا: ما الذي أتى بك إلى هنا تارو؟
فتقدم منها وجلس على الأرض قرب الشجرة ووضع حقيبته ونظر لها وهي ما زالت تنظر له مستغربة من قدومه المفاجئ
تارو: لقد شعرت بالملل وأيضا انا جائع هل ممنوع أن آتي إلى هنا؟ واتناول بعض الطعام،
فجلست وأسندت ظهرها للشجرة ورفعت رأسها
بيرلا: لا مانع لدي، ولكن كنت تستطيع أن تتناول الطعام قرب خيمتك أم أنك لم تستطع النوم ما زلت تعاني الأرق بسبب القنبلة هذا اليوم؟
فنزع القبع من رأسه ومرر يده على شعره وقال بنوع من الملل
تارو: حسنا كانت تجربة صعبة ولكن أظن أنني معتاد على الضغط لذا أنا بخير، كل ما هناك أن لدي أمر يشغل بالي لم أستطع النوم بسببه،
ثم فتح حقيبته و أخرج بعض الطعام
تارو: شاركيني الأكل لأنني أكره أن أتناول الطعام وحدي.
لم تقل أي شيء بل اكتفت بالأكل بصمت لأنها كانت جائعة بحق وشردت في تفكيرها، أما هو فكان يسترق النظر لها ويقول في نفسه[ جيد أني خبأت لها طعامها انها تبدو جائعة جدا... حسنا سأكتفي بهذا القدر سأترك لها الباقي] وضع الملعقة فأصدرت صوت أفاقت هي من شرودها



جميل أن يكون لديك إنسان يخاف عليك , يزعجه ما يزعجك


يشغل باله ما يصيبك ,, هكذا هم الصادقون ,,


وقل أن تجد مثلهم ,,


فتصرف تارو تصرف يدل على طيبة قلبه



وقبل هذا يدل هذا الموقف على فكر كاتبة الرواية


وأنها في غاية من الطيبة واللطافة ,,


فمثل هذه المواقف قل من يستحضرها من الكتّاب,,


لأنهم لا يرون أن ذلك بتلك الأهمية ونسي



المساكين أن هذا من أهم الأمور فهي تدل على بعد آخر


على طريقة تفكير آخر قل أن يوجد الآن ,,,


أحسنتِ الكتابة لاز




بيرلا: ما بك ألم تقل من قبل أنك جائع؟
تارو: أنا هكذا دوما أشعر بالجوع فجأة ثم أشبع فجأة،
ثم وقف ووضع يديه في جيبه
تارو: أنا ذاهب لأنام تصبحين على خير
وسار عائد للمخيم بقيت بيرلا تنظر له حتى اختفى عن أنظارها ثم قالت بصوت مسموع: أنا أعلم أنك أحضرت الطعام لأجلي، ابتسمت واكملت: شكرا لك من أعماقي قلبي لن أنسى لك هذا أبدا وكما قلت أنت أنا أعد نفسي بأن أرد لك دينك ولو كلف ذلك حياتي.
أما هو لما وصل لخيمته استلق في فراشه ووضع يديه تحت رأسه وتذكر ابتسامة بيرلا وقال في نفسه[ ما تلك النظرة في عينيها؟... و تلك الابتسامة هل هي تبتسم لي فقط بتلك الطريقة؟ أم انها لطيفة مع الجميع...] فحرك رأسه نافيا وأكمل[ لقد سمعت البقية يقولون انها لا تبتسم إلا نادرا ولا تتكلم بفصاحة مع أي أحد سوى مع القائد ميريل أو شخص أخر ما كان اسمه؟... أوه تذكرت كيفن، أما أنا فقد كانت تتكلم معي بطريقة عادية لا يبدو عليها الغموض أو التكبر...أم أن هذا بسبب ما مررنا به اليوم؟..]
ثم تقلب على جانبه الأيمن وقال بصوت خافت: ما أجمل أن تنام على وجه جميل كوجه بيرلا وابتسامة كابتسامتها.
وضل يفكر في كل اللحظات التي جمعته مع بيرلا من يوم رآها أول مرة في الشاحنة العسكرية، حتى غط في نوم عميق.



حقا ما أجمل هذه اللحظات أن تنام على بشاشة وجه من تحب


حقيقة يبدو لي أن تارو على وشك الضياع في عالم العشاق



مجرد إحساس ^^




وفي اليوم التالي استيقظ تارو على صوت شريكه في الخيمة وهو يقول
.....: استيقظ أيها الكسول هل بت تحلم بفتاة تبتسم لك لقد كنت تردد طوال الليل جملة " إنها تبـتسم لي" هيا أخبرني من هي؟
فضربه بقبضته على رأسه وقال: صباح النور لك أيضا ديفيد و.....صدمة لتارو... يا للهول ماذا فعلت بنفسك؟ هل تعلم ماذا سيفعل بك القائد لاري ان رآك بهذا المنظر؟
فوضع المدعو ديفيد يديه على صدره وقال بثقة زائدة
: لا تقلق لن يعلم.... فجأة علا صوت
.....: أيها الكسالى إلى متى ستستمرون بالنوم هيا انهضوا خلال دقيقتين أريد رؤية الجميع امامي وسيعاقب كل من يتأخر،
عندها سقط تارو على الأرض بعدما كان واقف من الضحك على منظر صديقه ديفيد الذي صار لونه مثل الشبح من شدة الخوف، فتكلم تارو بعد ان مسح دموعه
تارو: ماذا ستفعل يا رجل؟ ستقع بمشكلة كبيرة،
فكشر ديفيد أنيابه
ديفيد: أي صديق أنت كان عليك أن تربت على كتفي وتقول "لا تقلق صديقي سأخرجك من مأزقك" انت بالفعل...، مهلا لحظة أين حقيبة ظهرك؟ رأيتك البارحة تخرج بها وعندما عدت لم تكن معك،
ثم اقترب من وجه تارو الذي تسمر في مكانه بشكل مضحك وأكمل
ديفيد: اوه أنظروا من كان يضحك أخبرني ماذا ستفعل انت الان؟




ههههههه هكذا الأصدقاء يفرحوننا عندما نتضايق ويبتسمون معنا



ويمسكون بيدنا حين نفشل ,, وأيضا يضايقوننا محبة ومزاحا ,,


الصداقة الحقيقة لا تهتم للرسميات بل دائما تشعر الآخر بأنه


جزء منها ولا ينفصل عنها وأنه ليس بينهم حاجز ما ,,


أقرأتِ هذا يا لاز ؟ فإياكِ وإياكِ أن تشكريني وكأنني غريب ^^



عندها علا صراخ لاري مجددا
لاري: أخرجوا أيها الفتيان والفتيات عديمو الفائدة.
خرج كل منهما كما هو ووقفا امام الخيمة تارو ثيابه غبر مرتبة والحقيبة غير موجودة على ظهره. فحملق لاري فيهما جيدا ثم قال بعد ان اقترب منهما
لاري: أنت يا سيد مفكك هل تظن نفسك في سرير من ريش النعام لتنام إلى هذا الوقت ولا تستيقظ على ندائي الاول؟ ام انك تنتظر لان أقترب منك وأربت على كتفيك حتى تنهض هل تظن انني أمك؟
أراد تارو ان يرد إلا انه قاطعه قائلا بغضب شديد وهو يضربه على كتفه بقوة
لاري: وأين هي الحقيبة ألا تعلم عقابك من فعلتك هذه يا هذا؟
بقي تارو المسكين صامت وهو يتعرق وعينيه تنظر في جميع الاتجاهات، حتى أتى ذلك الصوت البارد الذي جعل جسد تارو يرتعش وقلبه يخفق
بيرلا: سيدي انا هي المذنبة لقد أخذت حقيبته دون إذنه لا علاقة له بالأمر أراهن انه لا يعلم انني من اخذها، فقال باستفسار
لاري: كيف أخذتها وأنت كنت تحرسين طوال الليل؟ فطأطأت رأسها
بيرلا: في الواقع لقد أتيت هذا الصباح لأني كنت جائعة وأيضا أشعر بالبرد لم أعرف ماذا أفعل فدخلت لخيمة تارو لأنني شعرت أنه لن يغضب مني إن أخذت حقيبته، فخفق قلب تارو مجددا، ثم التفتت إلى تارو
بيرلا: أنا آسفة تارو لأنني وضعتك في هذا الموقف.
بيرلا في ذلك الوقت لم تكن تمثل بل هي جادة في ما تقول لأنها احست بالذنب لما يحصل مع تارو فطأطأ تارو وشعر هو الأخر بالإحباط لأنه وضع كلاهما في موقف لا يحسدان عليه. فكتف لاري يديه على صدره
لاري: حسنا بيرلا سيكون عقابك بحمل نصف حقائب الفريق،
فكتمت غيضها ورفعت رأسها وألقت التحية بصوت مرتفع
بيرلا: كما تأمر سيدي...
ولما أرادت ان تذهب تكلم تارو
تارو: سيدي هذا ليس عد...
فقاطعه القائد
القائد: إذا تعتقد أن عقابي ليس عادلا بالنسبة لفتاة فما رأيك ان تشاركها العقاب؟
فألقى تارو التحية عليه ليرد بحزم
تارو: حسنا سيدي سأنفذ أمرك



جميل جعل الاثنين يتحملون العقاب فيخف العبء على بيرلا ,,

وفقتِ في الكتابة ,,




فدهش لاري من موقف تارو هو لم يكن سيعاقبه ظن أنه سيسحب كلامه خوف من العقاب فحرك رأسه كانه ينفي شيء ما من راسه ونظر لـديفيد وصرخ بصوت من التعجب والغضب
لاري: ما هذا الذي ترتديه؟؟
فعاد ديفيد لوعيه من الصرخة بعد ان كان يبدو كما لو ان روحه غادرت جسده اقترب لاري منه ووضع يده على ذقنه وينظر لـديفيد بتمعن
لاري: هل تظن نفسك نجم مشهور؟ أو عارض أزياء بهذه الملابس البراقة وشعرك الأشقر وعينيك الخضراء. صدم وأكمل... ماذا أنت فاعل بشعرك لما تركته ينمو هكذا حتى يصل لأذنيك؟؟
وأكمل بصوت غاضب وساخط بعد ان أشر بيده للخيمة
لاري: اذهب الآن واحلق شعرك وغير هذه الثياب وعد إلى هنا.
فنفذ ديفيد أمره ودخل الخيمة وبعد دقائق خرج ديفيد وعلامات حزن طفولي ظاهرة على وجهه الجميل فنظر له لاري جيدا
لاري: حسنا هذا جيد والآن وقت العقاب قم بالجري في مكانك لمدة نصف ساعة دون أن تتوقف وبعدها أكمل بالحركات المعتادة للعقاب.
فتفاجأ ديفيد من عقابه الصارم لكنه لم يعارض كلامه لأن لو فعل سيضاعف العقاب.




العسكرية صارمة جدا ولا يمكنك أن تعارض هذه مشكلة أخرى ^^


ونذهب الأن لـبيرلا و تارو اللذان كلفهما لاري بجمع الخيام وبعد ساعة انهى ثلاثتهم أعمالهم وحان وقت الرحيل والذهاب لحيث سيلتقون بشاحنة تعيدهم للثكنة حملت بيرلا أربعة حقائب و تارو كذلك حمل نفس العدد وساعدهما ديفيد في حمل حقيبة أخرى غير حقيبته واما القائد احتفظ بحقيبته لنفسه.

وكانت الساعة تشير للواحدة والشمس الحارقة منصبة على ابطالنا الذين نال منهم التعب بعد ان عبروا جبلين وعلى ظهورهم حقائب غيرهم و قد سبحوا في عرقهم.

فتباطأت بيرلا في خطواتها كانت من الأخيرين خلفها ديفيد فقط لأن بنيته ضعيفة قليلا وأما تارو كان يسبقها والآخرون كانوا في الامام يضحكون ويتسامرون لأن تلك المنطقة آمنة تماما والقائد الذي يسبقهم جميعا.

فشعر تارو بتعب بيرلا توقف واستدار لينظر إليها أمعن النظر في وجهها فلم يرى التعب عليه، بل رأى ما هو أكثر، ظلام شديد... حزن عميق...ألم دفين... لم يفارقها منذ أيام، عندها فقط تذكر أول مرة شاهد وجهها حين كادت تسقط في يوم خروجهم للمهمة أمام الثكنة.


/عودة للخلف قليلا/
رفعت الحقيبة ووضعتها على ظهرها وحملت السلاح على كتفها وضعت قدمها اليمنى على حافة الشاحنة وأمسكت بيدها حائط الشاحنة ولما رفعت قدمها الأخرى خارت قواها وتمايلت للخلف كانت ستقع لولا تلك اليد التي امسكتها وأرجعتها للأمام لم تنظر لوجه الشخص الذي أنقذها كانت شاردة تماما ""أظن أنها حتى لم تعي أنها كادت ان تسقط"" أما هو فنظر لها جيدا منتظر أن تشكره لكنها لم تفعل فشعر بالغضب.


/عودة للحاضر/
عاد إليها بخطوة
تارو: بيرلا هل أنت بخير؟؟
فاستيقظت من شرودها على صوته ورفعت رأسها وابتسمت تلك الابتسام التي أسرت.. و سحرت تارو الذي وقف مكانه ينظر لها ولوجهها الحزين الذي تكلم بدل لسانها. فتوقفت هي الأخرى أمامه
بيرلا: أنا بخير.. لما تسأل تارو؟؟
تلبك في كلامه من قربها له وظهرت حمرة على خديه فتكلم بكل حرج
تارو: أ..أنا .. ف..فقط ..أسأل عنك لأنك لا تبدين بخير.
أكملت خطوة حتى صارت بجانبه على يمينه وضعت يدها على كتفه من ما جعله يجفل
بيرلا: لا تقلق أنا بخير أشعر فقط بقليل من التعب وكل هذا بفضلك.
لم يفهم قصدها وتبعها دون قول أي كلمة التفتت له و..
بيرلا: أراهن أنك لم تفهم قصدي، أليس كذلك؟
فأومأ رأسه بطريقة لطيفة جعلتها تشعر بالراحة والاطمئنان فاهتزت قليلا بجسمها حتى تعتدل الحقائب على ظهرها
بيرلا: أعلم أنك أحضرت الطعام البارحة من أجلي شكرا لك على ذلك، لو لم تأتي لي بالطعام لربما كنت الآن طعام للوحوش في هذه الجبال.
فأومأ برأسه مؤيدا لما تقوله دون أن يتفوه بحرف، وديفيد الذي كان خلفهما ينظر لهما ويضحك خفية على منظر تارو وهو محرج من عدم فهم ما كانت تقصد بيرلا، وأيضا لقربها منه فهي كانت تسير بجانبه تماما تبقت بضع سنتمترات فقط و تلتصق به.

وأراد أن يخرج تارو من حرجه فقال:
ديفيد: هاي..بيرلا بما أنك صديقة تارو وهو صديقي ما رأيك أن نخرج لتناول الطعام معا ونتعرف على بعضنا أكثر؟ لأنه كما تعلمين سيكون دورنا في الاجازة بعد أن نعود،
فأجابته دون أن تستدير
بيرلا: آسفة ولكن لدي شيء علي فعله، لن أستطيع القدوم معكم.
فتفاجأ تارو منها قد رفضت طلب لشخص وسيم كـديفيد فقال بصوت هامس [هل هي عمياء أم ماذا؟ لترفض موعد مع ديفيد انه حلم كل فتاة]
وهكذا بقوا يتحدثون عن امور عدة ..حسنا لنعدل الجملة كانت حوارات من قِبل ديفيد فقط، لأن بيرلا تفكر بصمت وأما تارو يسترق النظر لـبيرلا احيان ويرد على ديفيد أحيان أخرى أما عن شعوره كان في حالة فوضى بسبب بيرلا التي تبدو له أنها يائسة من الحياة،
وبعد أن شقوا ذلك المرج الكبير وجدوا الشاحنة التي ستنقلهم في انتظارهم ركبوا وعادوا

.

صراحة فصل جميل جدا ,, شوقتينا للقادم



جلست أقرأ هذا الفصل وأبحر معهم في المواقف وفي اللحظات ,,


حتى كأني أسمعوا ما يقولون وأسمع تلك الخطوات بالحذاء العسكري ,,


وتلك الصرخات العالية الصارمة من قائد المجموعة لاري ,,


وكأني أنظر إلى الفتى الظريف الجميل ,, ديفيد ,,


وفتاة في زهرة شبابها تعاني من شرود الذهن


فصل كان في غاية من الجمال والمواقف ,,


كان ودي ان لا ينتهي لكن ما بيد حيلة ’’


أنهت لاز هذا الفصل ^^


استمتعت جدا



قضيت ليلي في قراءة أربع فصول كان شيئا رائعا حقا ,,


أبدعتي لاز ولم تتركِ للملل مجالا بحسن كتابتك وتعبيرك ,,


أحي قلمكِ



ولي عودة في تكملة هذه الرواية الجميلة من إنسانة جميلة,,


أما الآن فسأخلد إلى النوم أو أريح قليلا فالوقت عندي 4:50 فجرا ^^


وفي الأخير اعذريني على القصور وتقبلي مروري المتواضع


ذكريات باقية
__________________
رحمك الله يا لورين وغفر لك وتجاوز عنك

اللهم اجعل قبر وردة روضة من رياض الجنة يارب

صراحة

التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 12-06-2018 الساعة 01:12 AM
رد مع اقتباس