عرض مشاركة واحدة
  #127  
قديم 08-27-2018, 07:15 AM
 

الفصل 27

نظرت للورقة بيدها حائرة فأخذها جواد منها وقرئها بصوت عال ثم اعلن:

- لا بأس... سأستلم المهمة عنها

ارتاحت اريج لظنها انه سيتوجه الى زوجته لكنها تفاجئت حين طبع قبلة على جبهتها، فتحت عيناها ذهولا وهي تنظر بينما صفر سامر حماسا وبدأ يصفق فتبعه البقية بالتصفيق، ابتسم جواد وقال:

- ربما لو ارتديت كعب ذلك اليوم لكنت سهلت علي المهمة فقد خلعت رقبتي لاصل لجبهتك

بابتسامة مطمئنة ظل يتأمل ذهولها الخجول حتى قاطعهم الحكم معلنا عن بدء الجولة الثالثة

---

ما ان سمعت راوية عن بدء الجولة الثالثة حتى استأذنت جواد محاولة قطع النظرات التي تجمع بينه وبين اريج وسحبتها بعيدا قائلة:

- كنت افكر ان نهرب قبل ان يحشر ذلك المزعج اسمك مع اسم جواد مجددا

هزت اريج رأسها متفهمة بينما كانت شاردة وخديها تشتعل حمرة، نظرت اليها راوية مستغربة:

- ما بك؟... هل اصبت بضربة شمس او ما شابه؟...

نظرت اريج اليها مستغربة فقالت راوية:

- وجهك احمر كليا

ازداد احمرار وجه اريج فابعدته بحرج كي لا تلاحظ راوية فقالت:

- اظنه بسبب المناخ، لقد اقترب الصيف

تفكرت راوية بالامر ثم هزت كتفاها وقالت:

- اذا هيا دعينا نهرب الى مكان بعيد لنغطس قدمينا بماء النهر عسى ان نبرد قليلا

اسرعا الخطى مبتعدتين الى ان اختفيا عن اعين الناس، خلعا حذائيهما ومدا قدميهما على النهر، وعلى اثر البرودة خفت تأجج مشاعر اريج، جلستا تتحدثان برهة من الزمن لكن يبدو

ان جواد لم تعجبه اللعبة بلا اريج فها قد اقبل اليهما ينظر لاريج مبتسما، وما ان رأتيه اريج قادما حتى عاد الاحمرار الى وجهها، ابعدت وجهها للناحية الاخرى تقول بحسرة:

- تبا... ما الذي اتى به الان!...

وصل اليهما فنظر الى راوية وقال مشيرا الى حيث اتى:

- خطيبك يبحث عنك

نظرت اليه مستغربة فتذكرت انها تدعي خطبتها لصالح، هزت كتفاها قائلة:

- فلينتظر اني اتحدث معها بامر هام كما ترى

- انا متأكد ان احاديثك مع اريج قابلة للتأجيل، لكن لا اظن ان خبر خاطبك قابل لذلك

فغرت راوية فاههة وسرعان ما تحرك خيالها فهاجمت اسوأ الافكار عقلها وهي تحاول ان تستنتج ما الخبر الضروري الذي لا يتأجل، مثلا ربما حضروا اهلها لزيارتها والاطمئنان عليها، فاكتشفوا من اهل صالح ان ابنتهم خاطبة بدون علمهم

نهضت غاضبة وهي تتوعد ان تكون اخر ايام حياته بينما نهضت اريج لتنضم اليها لكن جواد اوقفها:

- انت لم يطلب رؤيتك

نظرت اليه باستياء ثم قالت بسخرية:

- لا اظن ان ذلك يمنعني من الذهاب معها

- ربما لديهم اشيا خاصة ليتحدثا بها

احمرت راوية لا تعلم اخجلا ام غضبا لكنها اسرعت تجاه مخيم صالح، وعلى ردة فعلها رفع جواد حاجبيه كأنه يؤكد لها صوابية رأيه، نظر الى راوية التي أختفت بين تضاريس المنطقة ثم عاد لاريج وقال لها:

- دعينا نتمشى قليلا

هزت كتفاها لتقول:

- لا اريد

نظر اليها مستخفا ليقول لها:

- انا لا اكل بشرا

سرعان ما احمرت خداها حين اعادتها هذه الجملة الى ذكرى قديمة حين كانا يمشيان سويا تحت المطر وابتعدت عنه قليلا فسحبها اليه وقال حينها الجملة نفسها

اخذت نفسا عميقا لتركل تلك الذكرى بعيدا ثم قالت:

- لا يكفي ان تأكل البشر لابتعد عنك، ربما تقتلهم ثم ترمي بجثثهم في النهر

نظر اليها رافعا حاجبيه مستغربا من خيالها ثم قال:

- حسنا... هي فكرة حسنة... سأفكر بتنفيذها في حال لم تأت معي

ضحكت ضحكة سخرية ثم قالت:

- مهضوم جدا...

- اذا... هل نمشي؟

هزت كتفاها قائلة:

- لا جلد لي على لبس الحذاء الان، الماء يترك شعوراء منعشا، لكن ان اردت ان تتمشى فالمسافة كلها امامك، اذنك معك

نظر اليها صامتا لبرهة ثم جلس قربها وهو يتأمل جمال الطبيعة وقال:

- ربما انت محقة... الجلوس هنا يريح الاعصاب

نظرت اليه بانزعاج ثم الى حذائه الذي منعه من ادخال قدميه في الماء على الاغلب ثم قالت:

انا لم اتحدث عن الجلوس هنا بل عن وضع الاقدام داخل الماء

نظر اليها مبتسما ليقول:

- لا طاقة لي على خلع الحذاء وارتدائه مجددا

لم تجاوبه اريج لانها وفي الواقع لم تستمع اليه اصلا، فبين ابتسامته الحانية ومنظر النهر وصوته وكل شي حولهم، ذكرها الامر بحلمها وسرعان ما تبادر الى ذاكرتها ذلك الحلم، وفكرت:

"ايعقل ان يعترف لي بمشاعره الان كما في الحلم! "

احمر وجهها فنهضت بعجل حاملة حذائها بيدها قائلة:

- اتعلم... اعجبتني فكرتك... ربما علي ان اتمشى...

كانت هذه اول فكرة خطرت لها لتتهرب من ذلك الموقف ونفذتها دون تفكير، نظر اليها جواد مستغربا فناداها:

- ارتدي حذائك على الاقل

تجاهلت كلامه وظلت تمشي فنهض هو بدوره وتبعها

---

وصلت راوية الى صالح اخيرا، كان في ودها لو تقتله لكنه للاسف كان بين اصدقائه، قالت وهي تمثل اللطف:

- ماذا تريد مني؟

نظر اليها صالح مستغربا، تفكر قليلا ثم قال:

- ماذا اريد عن ماذا؟

نظرت اليه بنفاذ صبر لتقول:

- الم ترسل جواد ليناديني؟

- انا !

قطبت حاجبيها بضيق فقالت زوجة صديقه بلطف:

- تفضلي انضمي الينا فلم يتسن لنا التعرف اليك جيدا بعد

- نظرت اليهم ثم قالت:

- ربما في وقت لاحق، لدي امور هامة اهتم بها

قالتها وانصرفت فنكزه صديقه ليقول له:

- قم واتبعها، اذهب معها واقضيا معا بعض الوقت، تكاد تقضي وقتا معنا اكثر مما تقضيه معها... ربما تحججت بجواد لتنتزعك مننا

نظر اليه بهبل، فهو يعلم ان رواية تفصل ان تقضي وقتها مع جدار صامت على ان تقضيه معه، لكنه على كل حال لا يمكنه ان يخبره بذلك لسرية المهمة فنهض منزعجا ليتبعها

قال صديقه:

- ما بالك لقد اصبحت لئيما، لقد كنت اكثر رومنسية في صغرك

لم يجاوبه صالح بل ظل يتبع راوية حتى وصل اليها وابتعد عن البقية، وضع يده على كتفها ثم ادارها اليه ليقول لها بحزم:

- ربما هناك نقاط اساسية علينا ان نتفق عليها

اجابت بسخط:

- هي نقطة وحيدة علينا ان نتبعها لنرتاح كلينا، ابتعد عني قدر الامكان وذلك كاف

- حقا!... اصدقائي يتهمونني بالبرود واني لا اعاملك كما يجب على الرجل ان يعامل خطيبته، وكل ذلك كي لا تنزعجي حضرتك من حضوري

- هذا ليس ذنبي

- بل هو كذلك، انا لم اجبرك على اخبار ابي انك تحبينني، كما لم اطلب ذلك حتى، فعلت ذلك لطفا منك فرجاء تممي لطفك كما يجب

ابعدت وجهها عنه منزعجة بينما هو ينتظر اجابة لاذعة منها لكنه لم يجد منها جوابا فاردف:

- عليك ان تخففي من غضبك ولو فقط امام عائلتي والاصدقاء كما علينا ان نقضي المزيد من الوقت معا لاننا بدأنا نثير الشكوك

- حسنا بما انك امليت بنقاطك المهمة اتى دوري لاملي بنقاطي، حين اكون خطيبتك عليك ان تعلم انني الفتاة الوحيدة في حياتك، كما عليك ان لاتنظر لغيري ولا تساير الفتيات التي يحاولن التقرب منك

نظر اليها مستغربا ليقول:

- وهل رأيتني افعل ذلك يوما؟

- لطالما كنت تفعلها حين كنت خاطبا لاريج

- انا !

- اجل انت... كنت اراك كلما تأت لاصطحابها من المدرسة

- الامر لم يتعدى الاخوة، كنت اسلم عليهن ونتحدث الى ان تكون اريج قد انهت عملها

- لم يكن يبدو لي ان الاغلبية كانت تنظر اليك كمجرد اخ بالاخص ان العلاقة بينك وبين اريج كانت متوترة

- اريج لم تعترض يوما

- حسنا... ان كانت اريج تقبل بذلك فانا لا اقبل... طالما انت معي عليك ان تنسى هذا النوع من الاخوة

- الا تظنين انك تبالغين قليلا

- لا... لا اظن

- حسنا... امرنا لله، على كل حال انا لم اعد اذهب لتلك المدرسة، اعاننا الله على بقية نقاطك المهمة

عقدت ذراعاها:

- لقد انتهت

- انتهت!... قلتي لديك نقاط واخبرتني عن نقطة واحدة

- بل ثلاثة، 1 انا المرأة الوحيدة في حياتك، 2 ممنوع ان تنظر لغيري، 3 ممنوع ان تساير اي انثى تحاول التقرب منك، انهم ثلاث نقاط

رمش عدة مرات ليقول:

- انها نقطة واحدة مصاغة بعدة طرق

نظرت اليه بحقد لتقول:

- هل تريد المزيد؟

رفع يديه باستسلام ليقول:

- لا شكرا... انها كافية

ابعدت وجهها بكبرياء فقال:

- اذا هل اتفقنا على هذه النقاط؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- وان خطر لي شيء في المستقبل استطيع ان ازيد

- وهل املك ان ارفض؟

- طبعا لا

- فإذا اظننا اتفقنا

صمتت معلنة رضاها عن طريق السكوت فقال:

- اذا من الان فصاعدا عليك معاملتي بلطف

- امام الناس فقط

- حسنا... (تابع ساخرا) اذا سأبتعد عن الفتيات التي يحاولن التقرب مني امام الناس فقط

نظرت اليه مدهوشة فقال:

- الامر سيان

---

وصل جواد مع اريج الى حيث ركنت الحافلات، توقفت حين ادركت انها ابتعدت بما يكفي عن المجموعة، ارادت ان تعود لكن جواد اوقفها قائلا:

- الى اين؟ انت تسيرين منذ فترة بسرعة قياسية وقد قطعتي انفاسي، اجلسي دعينا نرتاح قليلا...

نظرت اليه متوترة ثم قالت:

- ولما انت تتبعني اصلا... ابقى هنا لترتاح وانا اعود

نظر اليها نظرة ساخرة وهو يقول بتحد:

- وان ضللت الطريق

اجابت ايضا بسخرية:

- لن تفعل فلست طفلا

- اعلم اني لست طفلا (ابتسم ابتسامة جانبية ليردف) لكنني كنت اقصدك انت... ان انت ضللت الطريق

فغرت فاعها مفنجرة عيناها لتقول:

- اتقصد انني طفلة!

اقترب ليقرص خداها ويقول:

- انت مهما كبرت تبقين طفلة

ابعدت يداه بانزعاج وابتعدت عنه خجلة ثم قالت:

- طفلة بعينك

سمعت رنة ضحكته فاغمضت عيناها مبتسمة بالم، تفكرت:

" ضحكته جميلة، في الواقع لا اذكر انني سمعتها مسبقا... كنا نعان الكثير سوية ولم تجمعنا الا المشاكل والمعاناة، وبعد ان تصادقنا واصبحنا نتحدث ونضحك سوية لم اسمع ضحته يوما... فقد كان يرسل مجموعة متصلة من حرف الهاء او وجه فارط ضحك... اما رنة صوته الواقعية فهذه اول مرة ان لم اكن مخطئة... حسنا قد سمعت عدة مرات ضحكاته الشامتة... لكن ضحكته الطبيعة اظنها اول مرة حقا..."

استدرت اليه لأخطف نظرة سريعة وعدت لأعطيه ظهري ليمتلئ قلبي بؤسا... اريد الهرب من هنا فوجودي معه ينافي المنطق لكن قدماي لا يطاوعاني... اشتاق لرؤية السعادة في عيناه، لاسمع صوته، لاحس بوجوده... احتاج لكل ذلك فقلبي لم يعد يستحيب لنداء العقل

اخيرا بعد ان علمت انني لن املك المطنق الكافي للابتعاد قررت ان استدير لاروي روحي برؤيته فان بقيت هنا فلذلك السبب وليس لاعطيه ظهري

التفت اليه لاراه ينظر الي بتوتر... حسنا ما الذي دهاه الان، لقد كان سعيدا منذ قليل!... حسنا هذا شأنه

فجأة اراه يبتسم وينظر لي من الاعلى للاسفل فيقول:

- سترتك كحلية تذكرني بزيك المدرسي القديم

اشر لرأسي قائلا:

- اتسمحين؟

اقترب مني خطوة فسرعان ما ابتعدت عنه فزعة واخذ وجهي يترنح من الاصفر للاحمر حين تذكرت قبلته من ساعة فجمد مكانه ثم قال:

- ان ازيل ربطة شعرك... ان لم تمانعي؟

احتجت وقتا لاستوعب كلامه فابعدت وجهي بحرج عندما فهمت مقصده، وحسرتي الكبرى انه فهم انني فهمت قصده الحقيقي لانه عاد ليقترب، بمعنى اخر فهم انني كنت قد فهمته خطأ مع فهمه الفكرة التي تكونت برأسي منذ قليل-يا للحرج-

نزع الربطة من شعري لينسدل على ظهري وكتفي، خلل اصابعه بينهم ليسرحهم تسريحة سريعة ثم وضع كلتا يديه على اعلى رأسي وانزلهما حتى استقرتا على خدي وانا استغرب

انه لم يحرق بهما كفيه لانهما كانا يحرقاني انا نفسي، رفع رأسي لتتقابل عينانا وهو يتأملني بابتسامة خطفت انفاسي، بقيت انظر اليه مسطولة حتى سمعته يقول:

- لكم اشتقت لرؤية هذه الهيئة... رغم انه ينقصك بعد الخدود... الا انك عدت اريج القديمة

اغمضت عيناي حين شعرت انه سيضمني اليه لكن اوقفه صوت اثنى

- جواد!

التفتنا اليها لاراها هي، تلك الشقراء الطويلة الذكية التي نسيت ما اسمها تحمل طفلة تشبهها شقراء مثلها بعمر السنتين والى جانبها صبي في السابعة من عمره، رغم انه لا يشبه جواد كثيرا الا انه اسمر مثله، يبدو كأنه مزيج من كلاهما فبدا غريبا عنهما الاثنان

وما ان رأى الطفل جواد حتى اسرع اليه مبتسما وامسكه يده محاولا سحبه قائلا:

- هيا لقد تجمعنا كلنا وسنبدا الجولة الخامسة

نظر اليه جواد مبتسما ليقول له:

- اذهبوا بدوني فانا سأبقى هنا...

- لن نفعل... سنذهب سوية

سحسح له جواد قائلا:

- هيا اذهب مع امك يا ولد

عاد لينظر الى الشقراء قائلا:

- بربك خذيه عني

اقتربت مبتسمة وهي تقول:

- تعلم كم هو متعلق بك... انت السبب لانك تدلله كثيرا، لكم طلبت منك ان تخفف من التدليل

- حسنا ادلله وهكذا يردها لي

امسكت الشقراء من يد الفتى وسحبته بينما الفتى ما زال ينظر الى جواد ويقول:

- اني انتظرك فلا تتأخر

عاد جواد الى اريج مبتسما ليقول:

- ذلك الفتى سيشيب شعري قبل ان اصبح عجوزا

ابتسم ثغرها بينما حملت عيناها الما دفينا، ربما كان عليها ان تستمع منذ البداية لنداء العقل وتنسى امر قلبها، فها قد تحطم عند رؤية هذه العائلة الجميلة، وها جواد يبتسم لرؤيتهم تلك الابتسامة العملاقة المزعجة واضاف:

- ما رأيك بابني؟...

نظرت اليه بطرف عينيها مبتسمة ثم عادت لتبعد عينيها عنه لتعطيه ظهرها، اخذ جواد يتحدث عن الفتى بينما انشغلت اريج عن الاستماع اليه بفكرة اخرى

هل هذه دموع التي تجمعت في عينيها؟... لم تعرفهم ولم تسمع بهم طوال سبع سنوات

ظنت انها نسيت جواد كليا لكن ما ان ظهر فجاة حتى علمت ان قلبها ما زال يعمل ويتوق له، والعيون التي ظنت انهما جف مائهما اكتشفت انهما لديهما الكثير للتعبير

عبست سريعا رافعة رأسها بكبرياء "لن يحدث ذلك... كنت قوية لمدة سبعة اعوام وسأستمر كذلك... لن يأت هذا القزم في اخر الزمان ليغيير حياتي..."

نظرت لطوله امام طولها فقالت متفكرة "حسنا ليس قزما ولكن على كل حال لن يجعلني ابكي... لن يجعلني اعاني... هو اكمل حياته وانا سأكمل حياتي..."

سارت تجاه المخيم قائلة:

- معذرة علي ان اكمل دراستي فالامتحانات على الابواب

نظر اليها مستغربا ليقول:

- هل احضرت كتبك معك الى هنا؟

- مضطرة

امسكها من معصمها ليعيدها الى حيث كانت ويقول:

- حسنا... لن اوؤخرك كثيرا، فقط احتاج ان نتحدث قليلا...

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- اسفة جواد... الايام الخوالي ولت... لم يعد بامكاننا ان نعود صديقين كما كنا

- لا، ما ولت ولن تفعل... سنعود كما كنا بل وافضل مما تتصورين وتتمنين

ابتسمت بألم لتقول:

- كأنك تعلم ما اتمنى

ابتسم لها بحنية ليقترب منها فابتعدت عنه غاضبة:

- لا تقترب مني... هذا يكفي جواد... انا لن احتمل منك المزيد

نظر اليها مستغربا:

- لن تحتملي ماذا؟... ما الذي فعلت؟

وجهت اريج نظرات حاقدة الى حيث تمشي الشقراء مع الطفلين ثم قالت:

- انت احمق... احمق جدا والان دعني اذهب

دفعته ليبتعد عن طريقها لتكمل غاضبة الى الخييم، نظر اليها مستغربا ثم وضع يده على جبهته ايسا قائلا: " ماذا الان؟..."

تذكر امنيته البارحة لو يعود بالزمن ليغيير مجرى الاحداث، لو اصر اكثر مما فعل، فقد كانت تحبه وهو لا يعلم، لكن بعد ان علم لن يسمح لها بالفرار قبل ان يرتبطا فعلا

---

كان صالح جالس مع راوية على انفراد يتحدثان بهدوء الى ان سمعا صوت جواد ينادي اريج، توجها لمصدر الصوت ليجدا اريج تتجه نحوهما غاضبة وجواد يركض خلفها،

سرعان ما وقف صالح بينهما ليوقفه ويمنعه من الوصول اليها اما راوية فاقبلت للاطمئنان على اريج، استمرت اريج بالهرب بعيدا وراوية تتبعها بينما صالح يحاول ايقاف جواد، حاول جواد تجاوزه لكن الاخر ظل حائلا، قال:

- الم تفهم!... لقد رفضتك منذ سبعة اعوام ورفضتك مجددا، الن تمل من مطاردتها؟

- هي لم ترفضني منذ سبعة اعوام

- بل فعلت... لقد اخبرت عمي انها موافقة على الخطبة مني وانها لا تريد الارتباط من غيري

قال جواد متحديا:

- لكنها لم تكن موافقة عليك فعلا... هل كانت كذلك؟

صمت صالح ينظر اليه ببرود فقال:

- لا بد من وجود سبب منعها من رفضي

- مثل؟

اغمض عيناه محاولا التركيز ثم رفع يداه بحيرة قائلا:

- لست ادري، لكن لا بد من وجود سبب...

- حسنا لما لا تتقبل الامر فحسب؟... اعلم ان اريج لم تتقبلني يوما كخطيب، لكن لم تكن انت السبب، فحسب ما قال لؤي انها قبلت بي لان الذي تحبه تزوج من اخرى، وايمن هو الاحتمال الاقرب للواقع فانت لست متزوجا حتى

اغمض جواد عيناه بحقد فقال:

- دعني اكلمها لاستفهم منها

- لقد كنت تكلمها فعلا

- لكنها هربت قبل ان افتح لها الموضوع

صمت كلاهما وقال صالح بعد تفكير:

- سأكلمها عن الموضوع بنفسي وارى رأيها

- اسف لكن لا اثق بكم، لقد وكلتكم الامر مسبقا والى الان مازلت انتظر جوابكم

- ما زلت تنتظر جوابنا!... لقد اخبرك لؤي عن الامر

- اه بالطبع... لقد ارسل الي صور خطبتها على الفيسبوك، يا لها من طريقة محترمة لرفض عريس

نظر اليه صالح مستغربا فقال جواد:

- ابتعد واترك لي الامر هذه المرة

تفكر صالح في طلبه وقبل ان يصل الى قرار التفت كلاهما الى صوت يطلق تحية فاتسعت عينا جواد صدمة بينما ابتسم صالح يرد على ايمن التحية مع صديقيه

سأل ايمن عن اريج فقال صالح:

- تعالوا لاخذكم اليها

حدج صالح جواد نظرة صارمة محاولا تحذيره ليبقى هادئا لكن جواد كان غارقا في صدمته ولم يستيقظ قبل انصرافهم

--- الاسئلة ---

مدري ليش حاسة هالفصل ما كان فيه احداث ابدا 😅
المهم ما طلع متو الا سؤالين

- شو رايكم بخطة جواد ليبقى لحالو مع اريج يعني لما قال لرواية انو خطيبة عم يفتش عنها

- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟

اذا لقيتو شي غير لكم حرية التعبير


__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية