عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2015, 05:22 PM
 
هل هناك من هو أطول مني || الزراف The Giraff

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_04_15142832767224227.jpg');background-colorrange;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







الزَّرَافَةُ هي إحدى أنوع الثديات الأفريقية شفعية الأصابع، وهي أطولُ الحيوانات البريَّة بلا مُنازع، وأضخم المجترات على الإطلاق. اسمها اللعلمي «Giraffa camelopardalis» (أي : جيرافا كاميلوپاردالِس)، واسمُ نوعها، أي «camelopardalis»، يعني حرفيَّا «الجمل النمريّ» أو «الجمل الأنمر»، في إشارةٍ إلى شكلها الشبيه بالجمل واللطخات المُلوَّنة على جسدها التي تجعلها شبيةٍ بالنمر. أبرزُ خصائصها المُميَّزة هي عُنقها وقوائمها فارغة الطول، والنُتوءات العظميَّة على رأسها الشبيهة بالقُرون، وأنماطُ فرائها المُتنوِّعة. تُصنَّفُ ضمن فصيلة الزرفيات ، إلى جانب قريبها الوحيد المُتبقي، منها تسعُ نويعات، يُمكنُ التفريق بينها عبر أنماط فرائها التي تختلفُ من نويعٍ إلى آخر.









«زَرَافَة» اسمٌ عربي، يُفيدُ معنى «الرشاقة» ويُطلق على ذات الخُطوات المُتمهلة، وعلى طويلة الرقبة المُشرأبَّة، وهي كُلَّها صفاتٌ تنطبقُ على هذه الحيوانات. و«زَّرَافَةُ» مُشتقَّةٌ من «زَرَفَ» و«زَرَفَت»، يُقالُ: « زَرَفَتِ النَّاقَةُ: أَسْرَعَتْ وهي زَرُوفٌ كصَبُورٍ وكذلك رَزَفَتْ»، وقيل أيضًا: «ناقة زَرُوفٌ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ وناقة زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ وقد زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها»، وقال الراجز «يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ ومشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها». والجمع : زَرَافَى، وزَرَافِيُّ. وعند البعض، فإنَّ الاسم يُحتمل اشتقاقه من إحدى اللُغات الأفريقيَّة، وهو يعني بدوره أيضًا «سريعةُ الخطوات»،

اشتقت جميعُ اللُغات الأوروپيَّة تسمياتها للزرافة من الاسم العربي، مُنذُ العصور الوسطى، فعلى سبيل المِثال، كانت الأسماء الإنجليزية الوسطى لهذه الحيوانات تشتمل على: جيرَّاف، وزِراف، وجيرفونتز، ويُشيرُ البعض إلى احتمال اشتقاق الاسم أيضًا من الكلمة الصومالية جِري. ظهرت التسمية الإيطاليَّة جيرافا خِلال عقد التسعينات من القرن السادس عشر الميلادي. وظهرت التسمية الإنجليزية المُعاصرة جيرَّاف حوالي سنة 1600م اشتقاقًا من التسمية الفرنسية جيراف. أمَّا تسمية النوع «camelopardalis» (أي: كاميلوپاردالِس) فهي لاتينية.








تنتمي الزرافة إلى رتبة المتجرات ، التي كشفت دراستها أنَّ الكثير من أعضائها ترجع بأُصولها إلى أواسط العصر الفجري، وتحديدًا في مناطق آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الشمالية. حيثُ يُحتمل أن تكون الظروف البيئيَّة والإيكولوجيَّة خِلال هذه الفترة قد سهَّلت ويسَّرت تشتتها السريع. والزَّرافةُ هي إحدى نوعين فقط باقيين من فصيلة الزرفيات، والنوعُ الآخر هو الأكاب. وقد كانت هذه الفصيلة مُتعددة الأنواع سابقًا، حيثُ تمَّ وصف ما يزيد عن 10 أجناس أُحفوريَّة، وأقربُ الفصائل إليها هي فصيلةٌ أُخرى مُنقرضة تُعرف باسم «سُلميَّة القرون» (باللاتينية: Climacoceratidae)، وتُشكِّلُ معها ومع فصيلة الظباء الماعزيَّة (باللاتينية: Antilocapridae)، التي لا يُمثلها بدورها سوى نوعٌ وحيد حاليًّا هو الوعل شوكي القرون، تُشكِّلُ فريقاً يُعرف بالزرافويَّات (باللاتينية: Giraffoidea). تطوَّرت هذه الحيوانات من فصيلةٍ مُنقرضةٍ مُنذُ حوالي 8 ملايين سنة تقريبًا، في جنوب أوروبا الوسطى، خِلال العصر الثلثي الأوسط.










  • الزَّرافة النوبيَّة، G. c. camelopardalis: النوعية النمطية، توجدُ في شرقيّ جنوب السودان، وجنوب غرب أثوبيا. بُقعها كستنائيَّة فاقعة اللون بارزة للعيان، تُحيطُ بها خُطوطٌ يغلبُ عليها البياض، أمَّا القسم السُفليّ من جسدها فتغيب عنه أيَّة علامات. النُتوء الأوسط لجُمجمتها بارزٌ بشكلٍ واضح عند الذُكور خصوصًا.:51 يُعتقدُ بأنَّ أقلَّ من 250 رأس مُتبقي بالبريَّة، على أنَّ هذا الرقم قابلٌ للتغيير. وهي نادرةٌ في الأسر، ومن أبرز حدائق الحيوانات التي تحتفظ بها، مُنتزه العين للحياة البريَّة في دولة الإمارات، وقد بلغ عدد الأفراد التي احتفظت بها تلك الحديقة 14 زرافة سنة 2003م.
  • الزَّرافة الشبكيَّة، G. c. reticulata: تُعرفُ أيضًا باسم الزَّرافة الصوماليَّة. تقطُنُ شمال شرق طينيا، وجنوب إثيوبيا، والصومال. معطفها مُميَّزٌ بين النويعات، إذ تكسوه اللطخات المُضلَّعة حادَّة الزوايا، مُحمرَّة اللون، تُفرِّقُ بينها سلسلةٌ من الخطوط البيضاء الضيِّقة. تتمتَّعُ أيضًا بعددٍ من الرُقط التي تتخطّى العراقيب عند بعض الأفراد، والنُتوءُ الرأسيّ بارزٌ عند الذُكور.:53 يُقدَّرُ عدد الأفراد البريَّة منها بحوالي 5,000 رأس على أبعد تقدير، ووفقًا لِمُنظمة «نظام معلومات الأنواع العالميّ»، فإنَّ منها 450 رأسًا في حدائق الحيوان حول العالم.
  • الزَّرافة الأنغوليَّة أو الزَّرافة الناميبيَّة، G. c. angolensis: تنتشرُ في شمال ناميبيا، وجنوب غرب زامبيا، بوتسوانا، وغربيّ زيمبابوي. أشارت دراسةٌ أُجريت خِلال سنة 2009م على كورثات هذه النويعة، أنَّ الجُمهرة قاطنة شمال صحرائ النامبيب وتلك قاطنة منتزه إيتوشا الوطني، قد تُشكلان نُويعتان مُنفصلتان. تتمتعُ هذه النويعة بلطخاتٍ بُنيَّةٍ كبيرةٍ إمَّا مُثلَّمة أو ذات امتداداتٍ مُزويَّة. تمتدُ رُقطها على طول ساقيها، ولا تظهر على وجهها، وتميلُ لطخات العُنق والكفل لأن تكون صغيرةً نسبيًّا. تتمتعُ هذه النويعة أيضًا ببُقعةٍ بيضاء على أُذنها.:51 يُقدَّرُ عدد الأفراد البريَّة منها بحوالي 20,000 رأس كحدٍ أقصى، ومنها قُرابة العشرين زرافة في حدائق الحيوان.
  • الزَّرافة غرب أفريقيَّة، G. c. peralta: تُعرفُ أيضًا باسم الزَّرافة النيجيريَّة وزرافة النيجر. متوطنة في جنوب غرب النيجر. تتمتَّعُ هذه النويعة بفراءٍ أبهت من فراء باقي النُويعات،:322 ولطخاتها فصيَّة الشكل تمتدُ أسفل عراقيبها. نُتوءاتها العظميَّة أكثرُ انتصابًا من نُتوءات باقي النُويعات، والنُتوء الأوسط منها بارزٌ بوضوح عند الذُكور.:52–53 أكثرُ النُويعات عُرضةً للانقراض، إذا يقلُّ عدد أفرادها في البريَّة عن 220 رأس. كانت الزرافى قاطنة الكاميرون يُعتقد بانتمائها إلى ذات النُويعة، لكنَّها لاحقًا فُصلت إلى نويعةٍ أُخرى تحملُ الاسم العلميّ G. c. antiquorum. أدّى هذا الفصل إلى حُصول ارتباكٍ وخلطٍ بشأن وضع هذه النويعة وأعداها في حدائق الحيوان، ولكن، كشفت إحدى التحقيقات سنة 2007م، أنَّ جميع الزرافي الأسيرة التي كان يُفترض بأنَّها غرب أفريقيَّة، هي بالواقع زرافي كُردُفانيَّة (G. c. antiquorum).
  • زرافة روثتشيلد، G. c. rothschildi، سُميت تيمُنًا بالعالم البريطانيّ زالتر روناتسيلد، تُعرف أيضًا باسم زرافة بارينگو والزَّرافة الأوغنديَّة. يشتملُ موطنها على أقسامٍ من أوغندا وكينيا، ووُجودها غير مؤكد في جنوب السودان. تتمتَّعُ هذا الزَّرافة بلطخاتٍ كبيرةٍ داكنة عادةً ما تكونُ مُحددة بهوامش كاملة، وهي حادَّة الأطراف. رُقطها داكنة أيضًا، وتتضمَّنُ خطوطٌ أو تقليماتٌ باهتة بداخلها، وهي لا تتخطى عراقيبها، ويندرُ أن تصل حوافرها. يُمكنُ لِبعض أفراد هذه النويعة أن تظهر لديه خمسُ نُتوءاتٍ على الرأس.:53 يُعتقدُ بأنَّ الجُمهرة البريَّة يصلُ تعداد أفرادها لأقل من 700 رأس، ومنها حوالي 450 آخرين في حدائق الحيوان.









يمكن توثيق تاريخ احتكاك البشر مع الزَّرافي لألف سنةٍ مضت على الأقل. فلدى شعب البوشمن في أفريقيا الجنوبيَّة رقصات تقليديَّة لعلاج آلام الرأس مُسمَّاة باسم الزَّرافة. كما تدور العديد من القصص الشعبيَّة والمظاهر الفلكرولية بأفريقيا حول السبب الذي جعل الزرافة طويلةً إلى هذا الحد، منها على سبيل المثال قصَّة من شرق إفريقيا تروي كيف طالت الزرافي كثيرًا بعد أن أكلت أنواعاً من الأعشاب السحريَّة. يمكن رؤية هذه الحيوانات ممثَّلة بأشكالٍ عديدة من الفن بالقارة الأفريقية، فقد رسم صورها الكفيانيّون والمصريون والنوبيون . بل وقد نحت الكفيانيّون صخرةً بالحجم الطبيعيّ نقشوا عليها صورة زرافتين، وتُعَدُّ هذه الصخرة أكبر صخرةٍ منقوشة في العالم بأسره. أعطى المصريُّون القدماء للزرافة اسمًا هيروغليفية خاصًا بها، هو سِر باللغة القديمة ومَمِي باللغات الأحدث، كما كان المصريُّون يرعون الزرافي كحيواناتٍ أليفة ويتاجرون بها في أنحاء البحر الأبيض المُتوسّط.
عرفَ الإغريق والرومان القدماء الزَّرافة، إلَّا أنَّهم اعتقدوا بالواقع أنَّها كانت حيوانًا هجنياً ناتجًا عن تزاوج جمل مع نمر، ولذلك أطلقوا عليها اسم camelopardalis (الجمل النمريّ). كانت الزَّرافي بعضًا من حيواناتٍ عديدة شُحنت وأُرسلت إلى روما باستمرارٍ لتسليلة الناس هناك، وكان أوَّل من جلبها إلى روما القديمة هو القائد بوليوس قيصر سنة 46 ق.م، حيث سمحَ بعرضها على عامَّة الناس. لكن منذ سقوط أمبراطورية الرومانية الغربية وانتشار الفتوحات الإسلامية من بعده، قلَّ الاحتكاك بدرجة كبيرة بين شمال أفريقيا وأوروپَّا، وبالتالي لم تعد تصل الكثير من الزَّرافي إلى القارة. بحلول منتصف العصور الوسطى، لم يعد الأوروپيُّون يعرفون الزَّرافي إلَّا في المناطق التي كانوا يقابلون فيها العرب، وقد استمرَّ العرب بجلب بعضها معهم لاستعراض شكلها الغريب.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Abrar Kapoor ; 04-06-2015 الساعة 05:44 PM
رد مع اقتباس