الموضوع: أيدچا || رواية
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-24-2017, 01:08 PM
 
-مرحبا بك سيدي .. ادعى ليـ

-لـــيـﹽا

كانت نبرته تحمل الكثير من الفضول والاعجاب فيما مد يده لمصافحتي برسميه

-توقعت منك ردا على رسالتي .. ظننتك عاقله ما يكفي لم اتوقع منك كل هذا التمرد ايتها الشابه

-اوه

كيف كان شعوري بعد تلك القنبله التي فجرها في وجهي ꜝꜝꜝꜝꜝꜝꜝ لا اعرف تماما كانت هناك عدة مشاعر تختلج في صدري اشبه ببحر هائج يضرب بامواجه هنا وهناك ... بركان ثائر تتطاير الحمم حوله في كل اتجاه.. صدمه لا مبالاه برود غضب كره حقد الكثير والكثير من هاتين الاخيرتين... القيت على جدتي نظرة توسل كنت اريدها ان تكذب ما سمعته لتوي

ليا ... اه نعم هذا جون .. جون ميلر والدك -

من الواضح اني لم اكن وحدي من تمتلك تلك المشاعر هنا كان من السهل قراءة ما يدور في ذهن جدتي كانت هذه الزياره مفاجاه لها اكثر مما هي لي فانا على الاقل مدركه لسببها

-لا يمكنني القول باني سررت للقائك ليس مرحبا بك هنا كما تعلم .... لم اتكبد الكثير من العناء لجعل صوتي بهذه الحده والجفاف فيما هو اكتفى بعصر يدي في قبضته الضخمه

-ليا

زمجرت جدتي محاوله لردعي عندما ادركت ان الجو بيننا قد بلغ اشده

-ماذا .. الا تظن بان عشر سنوات فتره قصيره للسؤال

-لم اعلمك التصرف هكذا قط

-دعينا لا نتكلم الان عن الاخلاق ياجدتي انا لم اعد تلك الصغيره الحمقاء التي كانت تنتظر عند عتبة الباب وكلها شوق وامل لرؤيه شخص نبذها دون ادنى سبب

تجمع كره الدنيا في عيني وانا انظر اليه انتظر منه تفسيرا معقولا يمكنني ان اغفر له اذا حاول ان يقنعني لكنه لم يفعل

-سوء اخلاقك هذه تجعل دافعي اكبر لاخذك

-اين كنت في العشر السنوات الماضيه

-اين كنت وما افعله ليس من شانك

-لن اغادر معك اذا ... اذ انه من حقي ان احصل على تفسير مقنع تبرر لي اسباب غيابك كل هذه المده

-استطيع ان اخذك بالقانون اذا كنتي تفضلي ذلك .. كلانا نعرف بان لي حق الحضانه

-هذا عندما كنت طفله

-ولا زلتي بتصرفك هذا

كدت انفجر من شدة الغيض لو لم تتدخل جدتي لتدارك الوضع

-لما لا تذهبي لغرفتك ليا

هززت كتفي بعدم مبالاه ثم انطلقت مسرعه لم يكن في صالحي اي مشاده كلاميه اخرى مع ابي اذ انه لو اراد اخذي لن يواجه اي صعوبه في ذلك واذا ما لجأت لمحكمه فسيؤل الحكم له فهو احق بالحضانه لاني لم ابلغ سن الرشد بعد تماماً كما قال
ماذا لو هربت יִ؟.. ايضا فكرة الهروب ليست جيده اطلاقا بامكانه ان يجدني بسهوله وبذلك اكون قد اوقعت نفسي في مشاكل انا في غنى عنها.. اوه يا الهي ساعدني اني تائهه حقا

مر الوقت ببطء شديد بينما ابي وجدتي يتحدثان حاولت التذرع بالذهاب الى المطبخ مرارا لاستراق السمع ولكن دون جدوى كان حديثهما بهمس لم اسمع منه شيئا على الاطلاق

توقفت العاصفه اخيرا تمنيت لو يغادر ابي لاستفسر من جدتي عما دار بينهما من حديث حاولت ان اشغل نفسي باعداد العشاء لم اكن اعرف اذا ما كانت جدتي ستدعوه للبقاء ام لا ربما تطلب منه لكني لا اعتقد انه سيوافق

-امممم رائحه شهيه ... هل تكفي الكميه لثلاثه اشخاص

-هناك ما يكفي للجميع

حاولت بان اجيب بعدم اكتراث هل كان يتساءل فقط ام انه ينوي حضور العشاء معنا لم يكن في صوته اي مشاعر مفهومه ربما هذا عذر ليبدا حديثا جديدا معي

-اسمعي ليا اتمنى ان تنسي ماحدث بالماضي انا هنا الان لاعوضك عن طفولتك لم يفت الاوان بعد لذلك ساكون سعيدا حقا لو وافقتي على المجيء معي

-وهل يشكل فرقا .. الم تقل قبل قليل انك ستاخذني رغما عني

-ان الامر يعنيني حقا يا ليا لا اريدك ان تاتي معي مرغمه اريدك ان تكوني سعيده

-من قال باني لست سعيده هنا יִ؟ اذا كنت تهتم لسعادتي لا تعد لحياتي مجدداً

خيم الصمت قليلا رفعت نظري لاتاكد اذا كان لا يزال موجودا ام ان كلامي اقنعه وغادر كان يقف متكأ على الباب وقد شبك ذراعيه وضيق مابين عينيه فتح فمه ليتكلم ولكنه غير رايه ثم استدار مغادرا
-اتمنى لو تفكري بالامر جيدا

-الن تبقى على العشاء يا جون

كان هذا صوت جدتي قادما من غرفة الاستقبال يبدو ان في كلامي ما ازعجه وقرر المغادره

-شكرا لكِ سيده رايت لكني لا استطيع التاخر يجب ان اعود باكرا لدي اعمال مهمه غدا الى اللقاء

كان يخاطب جدتي برسميه مع ذلك كان في صوته شيء من الدفئ يبدو انه يكن لها الكثير من الاحترام

سمعت صوت الباب يغلق وخطوات جدتي تقترب شيئا فشيئا

-اه البرد يجعلني اشعر بالجوع الشديد

-لا باس بضع دقائق اخرى ويكون العشاء معد
-اعلمي يا ليا انني غاضبه منك فطريقة كلامك مع جون لم تكن لائقه اطلاقا

-ماذا توقعتﹺ مني

-ترحيب افضل

-بعد كل تلك السنين .. مستحيل

-شرح لي اسبابه .. وانا على يقين انك لو كنتي على معرفه بها لتقاضيت عن الامر

-لما لم يشرحها لي انا ... انا من يعنيها الامر وليس انتﹺ

-ان لكل شخص اسرارا لا يعلمها سواه ... لكنه قد يطلعك عليها عاجلا ام اجلا

-كما قلتﹺ عاجلا ام اجلا لما لا يكون الان
-في الوقت المناسب يا ليا لا تستعجلي الاحداث

كانني اشعر بلمحة حزن تغلف كلام جدتي هل كان عذره مقبولا

-ولكـ

-لا حديث الان انه وقت الطعام معدتي تكاد تلتهم بعضها

تناولنا طعامنا في صمت بعد ذلك اعدت جدتي بعض الشاي والكعك واتجهنا الى غرفة المعيشه

-اسمعيني يا ليا و فكري بكلامي جيدا .... ترددت قليلا ثم تابعت بشرود كانها تخاطب نفسها اكثر مما تخاطبني انا...

-كان من الرائع ان اراك تكبري امام نظري طفله نقيه غاية في البراءه والجمال بذلت قصارى جهدي لكي لا ينقصك شيء وقد كنت مزهوه بذلك ولكني ادركت لاحقا اني على خطا كنت اشاهدك تكبرين يوما بعد يوم وتزدادين جمالا وتالقا ولكن ذلك السؤال دائما ما كان يؤرقني اذ كيف كان ممكنا عدم وجود اصدقاء لفتاة مثلك لاحضت لاحقا كم كان صعب عليك تكوين علاقات بمن حولك لذلك فقد لفت انتباهك للكتب فالكتاب هو افضل صديق للانسان كنت امل بان يساعدك ذلك على تحسين علاقاتك علك تجدين اصدقاء بمثل اهتمامك لكنك كنت فريده من نوعك
كان من الافضل بان ادفعك للاختلاط باناس اخرين اعني لا باس في بعض العزله احيانا ولكنها تؤدي للموت البطيء لمن يتخذها عاده دائمه
نظرت الي اخيرا كانت عينيها تترقرقان بشده على ضوء المصباح

-هل تعين ما اقول

هززت راسي موافقه لم استطع الكلام فقد كنت اشعر بالاختناق لقد فهمت ما تعنيه لم يكن امامي من خيار كانت تحاول ان تقول وداعا ولكن بطريقه اخرى استرسلت في كلامها متجاهله لي مره اخرى

-لن تكون نهاية الحياه اذا افترقنا يجب ان تتعرفي على عوالم اخرى وتعايشي اناس اخرين فالاشياء المحدوده تجعل عقلك ضيقا .... هناك امر اخر عليك ان تؤمني به... لا وجود للمصادفات فكل ما يواجهه المرء لابد ان يكون له غرض ما ...اعيدي النظر في داخلك يا ليا صدقيني سوف تجدين جزءا منك ولو كان صغيرا مسرورا بعودة والدك

ثم مدت لي مغلفاا كبيرا كان على الطاوله

-فيه تذكرة سفرك وبعض المال اذا ما احتجتي شيئا ما لقد اهتم والدك با اوراق دراستك وقام بتسجيلك في احدى المدارس هناك كما فهمت منه

اذا فقد خطط لكل صغيره وكبيره كان موقنا بانتصاره وهذا ماحدث في نهاية الامر
رد مع اقتباس