الموضوع: أيدچا || رواية
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-23-2017, 05:19 PM
 
انتهى حديثي مع جدتي هنا بدا تركيزي على تناول الطعام فانا لا ارغب في ان اتاخر عن عملي اكثر صحيح ان السيد سفين لطيف نوعا ما ولكنه ليس كذلك في ما يتعلق بامر العمل هو حازم جدا
اكملت اكلي سريعا وانا امضغ كل لقمه على عجل اخذت طبقي فور انتهائي لاقوم بغسله ولكن جدتي قالت لي بانها ستقوم بذلك كنت ممتنه لها جدا لاني قد تاخرت فعلا

جررت قدمي الى غرفتي التي تقع في اخر الممر ارتديت ثيابا ثقيله... كان الشتاء قد حل مؤخرا كان الطقس فضيعا في هذه البلده فهي تقع على ارتفاع لا باس به على الرغم من ذلك لا يصل الى حد تساقط الثلوج الكثير من الامطار والرطوبه والضباب مع الكثير من البرد يجعل العظام ترتجف من شدته
لبست حذائي وارتديت معطفي القيت نظره على جدتي ودعتها ثم انطلقت خارجا بعد ان تمنت لي يوما رائعا
فكرت بان استقل دراجتي الهوائيه بما انني متاخره ثم تراجعت في اخر لحضه ربما حتى السيد سفين قد يتاخر لان طقس اليوم بدا كئيبا السماء ملبده بالغيوم الداكنه التي تحجب الشمس وتلقي باضواء رماديه على اشجار الغابه تجعلها تظهر بمنظر مزر
مضيت في الدرب الترابي كان وقع اقدامي على الارض الترابيه مريعا احمد الله انه لم يكن هناك احدا سواي .. كان هذا الهدوء مربكا لذلك كانت راحتي لاتوصف عندما رايت متجر السيد سفين امام ناظري متجره يقبع في منتصف البلده وهو المتجر الوحيد بها غالبا ماتراه مزدحما بالزبائن اما اليوم على غير العاده كانت الشوارع شبه مسكونه

على عكس توقعاتي كان السيد سفين قد جاء مبكرا اليوم كان منهمكا بتنظيف المتجر لدرجة انه لم يلحظ قدومي

-صباح الخير

-اوه .. ليا صباح الخير

كانت تعلو وجهه نظرة الدهشه التي تدل على انه لم يتوقع قدوم احد

-اسفه انني متاخره ... سارعت بالاعتذار قبل ان يؤنبني بسبب تاخري

-لا باس .. كنت اتمنى لو انك تفكري بعقلانيه وتقرري عدم الحضور

-ولما ذاك .. فاجاني كلامه حقا اذ اني تخيلت سماع هذه العباره من اي احد عدا السيد سفين المعروف بحبه الشديد للعمل ودقة مواعيده

-بصدق ليا .. الا ترين الجو بالخارج ان الغيوم تنذر بمطر قريب وقد جاء الكثير من الزبائن في الفتره المسائيه لشراء مايلزم اذ انك لو شاهدت نشرة الطقس لخمنت السبب

-همممم انت على حق

لا يوجد تلفاز في منزل جدتي كما اني اعمل في الفتره الصباحيه لذلك كان من الصعب ان اخمن بان المتجر سيكون مغلقا اليوم شجعني فضولي على سؤاله عن سبب تبكيره لفتح المتجر مع علمه انه لن يكون هناك زبائن

-كان من المفترض ان يقوم تيد بتنظيف المتجر بالامس اضطر للمغادره باكرا للاعتناء بشقيقته

تيد هو الشاب الاخر الذي يعمل في الفتره المسائيه كنت قد رايته مرات كثيره قبل مغادرتي العمل واحيانا ياتي للعمل صباحا عندما يتبادل الادوار مع جودي لم تكن تعجبني ابدا طريقة نضره الي كما انه حاول عدة مرات ان يختلق عدة مواضيع تجبرني على الحديث معه ودائما ما كانت محاولاته تكلل بالفشل الذريع عندما لاحضت كل هذه المحاولات طلبت منه بان يدخل في الموضوع مباشره مالذي يريده مني.. اذ انه حتى الطفل الرضيع قد يلاحظ كل هذا التطفل

-لا اعرف مجرد سماع صوتك يجعلني اشعر بشعور مختلف ...اتفهمين ما اعني
شعرت بخيبه امل تجاهه لا احمل اية مشاعر له وقد اخبرته بذلك لكي لا يظل في وهمه لكنه اكتفى بقول
-لايهم الان ..كل ما يهمني ان اراكِ امام عيني
-هذا ليس جيدا يا تيد عليك ان تكف عن ذلك لا استطيع عمل شيء لك ..تعرف اني لا ابادلك المشاعر
لكنه لم يعر حديثي اي اهتمام لذلك اكتفيت بتجنبه والابتعاد عنه ربما هذا يعيده الى صوابه
انتشلني من ذاكرتي صوت السيد السفين المتعب
-هل بامكاني مساعدتك بشئ سيد سفين

علي سؤاله ذلك من باب التهذيب ليس الا فمهما يكن لن انسى انه اكبر مني سنا بدا كانه يعاني الان كما اني لن اطلب منه اجرا مقابل ذلك لن انسى بخله الشديد وحبه للمال

-هذا لطف منك ليا لقد اوشكت على الانتهاء .. اعتقد ان عليك العوده قبل العاصفه والا لقلقت جدتك عليك

كان محقا بطريقة ما فلو ان جدتي كانت تعلم بامر العاصفه القادمه لما سمحت لي ان اخطو خطوه واحده خارج منزلها

-انت على حق ... اراك قريبا

-الى اللقاء صغيرتي .. لاتنسي ان تبلغي جدتك سلامي

عندما هممت بالعوده كانت الامطار قد بدات تنهمر بغزاره حاولت ان احمي نفسي بوضع معطفي على راسي وانا اجري باتجاه المنزل الذي يقع خارج البلده منعزلا عن باقي المنازل صادفت في طريقي بعض الماره الذين كانو يجرون بطريقه مماثله خوفا من التبلل كما مرت بنا بضع سيارات اربع او خمس ربما كان عددا كبيرا لبلده صغيره فالقليل هنا من يملكون شاحنات خاصه بهم يكادون يعدون بالاصابع

عدوت اجري باقصى سرعه ممكنه عندما لاح لناظري منزل جدتي امامي يعدني بالدفء والملابس الجافه ولا مانع لدي من بعض الحساء الساخن فتحت الباب على مصراعيه وسارعت بالدخول رايت معطفا غريبا معلقا على الجدار سرعان ما اختفت نظرة التعجب عندما رايت جدتي خارجه من المطبخ بيدها كوبان من القهوه

-لدينا زوار في مثل هذا الوقـ..

-اسرعي جففي نفسك حالا وارتدي ملابس جيده ثم وافيني في غرفة الاستقبال

-ولكنـ..

لم يتسن لي ان اكمل جملتي لان جدتي قد اختفت الى داخل غرفة الاستقبال من يكون ذلك الضيف الذي يجب علي ان اظهر بمظهر لائق امامه

انطلقت الى غرفتي جففت نفسي ثم ارتديت قميص وردي بدون اكمام مع تنوره سوداء طويله لم ابه بشكل شعري المبتل سرحته الى الخلف وجعلته ينسدل على ظهري بنعومه في العاده اقوم بثنيه مرتين واسرحه على شكل ذنب الفرس شعري طويل للغايه يصل الى مفصل الركبه بلونه الاشقر الذهبي

وضعت بعض الكحل ليظهر لون عيناي الاخضر البحري كما ان قليل من السواد يظهر جمال بشرتي البيضاء شديدة الشحوب لن احتاج الى احمر شفاه فشفتي مصبوغتان بالاحمرار بشكل ملفت

القيت نظره سريعه الى المرﺁه بدا مظهري لائق نوعا ما

بكل هدوء ووقار كان زائري يقف امام المدفاه غير قادر على اخفاء الدهشه والاعجاب الذان يطلان من عينيه تفحصني لبضع ثوان يقيم مظهري شعرت ان دهرا كاملا قد مر بينما اقف هنا كان رجلا في الاربعين من عمره بطول لا باس به مع جسم متناسق بامكانك ان تخمن انه كان رياضيا يوما ما وشعر قد غزا اللون الرمادي جزءاﹰ كبيرا منه كانت ملامحه توحي لك انك امام شخص يجب عليك احترامه كانت ملابسه رسميه تذكرني بملابس رجال الاعمال الذين اقرﺃ عنهم في الصحف مع ذلك راودني شعور اني قد رايته في مكان ما لم تسعفني ذاكرتي لتذكره فورا قررت ان اكون اول من يكسر حاجز الصمت بيننا مددت يدي مصافحه

-مرحبا بك سيدي .. ادعى ليـ

-لـــيـﹽا

كانت نبرته تحمل الكثير من الفضول والاعجاب فيما مد يده لمصافحتي برسميه
رد مع اقتباس