عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-07-2017, 09:39 PM
 
-الفصل الثالِث-


"سّر القلادة"

"أنظري جدتي إنني أطير"كانت هذه الطفلة سيسيليا تركض بين بساتين من الورد وهي تنظر لجدتها المبتسمة"نعم ياطفلتي تطيرين كالفراشات"إبتسمت سيسيليا لجدتها وركضت إليها وإختبأت في حضنها الدافىء.."جدتي احبكِ كثيراً أتعلمين هذا؟"ضحكت جدتها بخفة وأجابت وهي تمسح على شعرِها الأحمر المُموج:"نعم ياأجمل الأميرات اعلم وأنا أحبك أيضاً".
نهضت بسرعة من نُومها بفزعٍ والعرقُ يتصببُ من جبِينها..كان يوجد في الغُرفة ليام وفتاة في مِثل عُمر سيسيليا,إقترب ليام من سريرها بخُوف:"إهدئي..أنتِ بخير الان" أمسكت الفتاة بيديها وهي تبكي:"سيسيليا أرجوك إهدئي.." لأول مرة تشعُر سيسيليا بهذا الخوف..وكأنه كان الخُوف من الإقتراب لهم:"ماذا يحدث لي.."نطقت سيسيليا بهذه الكلِمات والخوُف كان يملأ عينيها وجِسمها يرتجف..تنفس ليام الصُعداء وأجابها أخيراً:"أميرة سيسيليا أنا ليام امِير مملكة لينيوس,وهذه الاميرة جولي"إلتفتت سيسيليا إلى المدعوة جولي كانت فتاة لطيفة وجمالها يأسر كل من يراها..ذات شعرٍ يميل للون الذّهبي يصل الى كتِفها وبشرة ناصعة البياض وعينين عسليتِين كلُون العسلِ الصافي,كانت ترتدي فستان ملكِي ذو لوُن أبيض ونقُوش باللون الذّهبي وكان على رأسها تاج فضّي مُرصع بالألماس.
أكمل ليام حديثة بهدُوء:"أعلمُ أنكِ لست من هذا العالم لكن بطريقة ما نُقلتي إلى هنا وكانت حالتكِ خطيرة جداً".
"كيف تعرِف إسمي؟"تلعثم ليام من شدة توتره ولكن أجاب:"كنت اعرف جدتكِ وكانت تُخبرنا عنك.." تفاجأت سيسيليا لهذا الأمر:"جدتي؟كيف؟" تدخلت جولي قبل أن يكبُر الامر:"هيا سيسيليا خذي قسطاً من الراحة وأنا سأذهب لأنادي السيدة ليلين والطبيب جاك"إبتسمت جولي وخرجت من الغُرفة..
كان ليام واقف أمام النافذة وهو يُرجع شعره الأسود للخلف بتعب,كانت ملامحه بالفعل تدلُ على الإرهاق وكأنه لم يذق طعم النوم منذ أيام,عينيه حمراء و وجهه شاحب.
"هل..هل أنت بخير؟"كان التوتر يسيطر عليها وعينيها تتحاشى النظر إليه لم تعرف لما لكنها كانت تشعر بألم عندما تنظر إليه..أجاب وهو يبتسم مما زاد من وسامته:"بخير لاتقلقي وهذا السؤال يجب أن اساله لكِ,هل تشعرين بتحسن؟".
"نعم لابأس ولكن منذ متى وانا هنا؟"جلس في المقعد المجاور للسرير وأجاب:"منذ ثلاثة أيام,كنتِ غائبة عن الوعي"شعرت بأنها سببت لهم القلق والفوضى,نهضت من السرير ووقفت أمامه وإنحنت:"أنا أسفة لكل ما سببته لكُم ياسمُو الأمير"نهض ليام ورفع رأسها:"أرجوكِ لاتفعلي ذلك ياأميرة" فُتح باب الغرفةِ وقد ظهرت الاميرة جولي وخلفها الطبيب جاك والسيدة ليلين.."حسناً يجب أن نشرح بعض الأمور,كنت أنتظركِ لاخبركِ مايجري"هذا مانطقت به ليلين لأميرتنا,جلس ليام وعينيه لم يُفارقها بطريقة غريبة وأخيرا تكلمت ليلين:"سوزان التي هي جدتك..كانت من هذا العالم وكان لديها اخت تدعى إليزابيث وهي تكون الملكة..و والدة الأمير ليام والأميرة جولي..كانت سوزان متزوجة من بشري وحملت منه بأمكِ وعند ولادتها أسمتها إليزابيث باسم اختِها,كبرت إبنتها وقد كانت سوزان تأتي وتذهب من هذا العالم طبعاً لم تستطع ان تترك المكان الذي ولِدت فيه لكن في يوم من الأيام توفيت الملكة إليزابيث ومن ذاك اليوم قررت سوزان أن تذهب من هذا العالم دون الرجوع إليه" تراجعت سيسيليا للخلف بتوتر..لاتعرف ما الذي تقوله هذه السيدة في هذا الوقت هل تقول أن جدتها مثلهم!,فجأة نهض ليام وخرج من الغرفة دون ان ينطِق بحرف واحد.
كانت نظرات سيسيليا مليئة بالتساؤلات والقلق وهي تنظُر إلى الباب الذي خرج منه ليام بغضب..إقترب جاك من سيسيليا وجعلها تجلس لانه بالفعل شعر انها ستسقُط في أي لحظة من صدمتها.
اكمل جاك الحديث مبتسماً:"لن تذكري هذا لكن قبل ست سنوات أتت جدتكِ لأول مرة وهي ممسكة بيديكِ كنتِ تبلغين من العُمر إحدى عشرة سنة" قاطعته سيسيليا:"لماذا لاأتذكر؟".
بعثر جاك شعره وتعابير التوتر تملا وجهه,اجابت جولي قائلة:"الكثير منا ينسى هذه التفاصيل وخصوصاً بهذا العُمر ياعزيزتي لا بأس" لم يكن يُقنع سيسيليا هذا الجواب..شعرت بشيء غريب لاتستطيع تفسيره.
إقتربت ليلين منها وامسك بقلادتها:"هل تعلمين..لما تملكين هذه القلادة؟" نظرت سيسيليا لعينيها وهي تريد منها أن تُكمل لانها في الحقيقة لاتتذكر متى وُضعت هذه القلادة لها فقط هي تتذكر أنها من جدتها.
إبتسمت ليلين وهي تتأمل القلادة:"هذه القلادة كانت لسوزان مثل الذي معي تماما أترين؟" أخرجت قلادة تحمل اللون الأزرق المُشع وأكملت قائلة:"في هذا العالم تصنف الممالك إلى مملكة لينيوس وروسيل وفلورس وفي كل مملكة هناك سحرة يحمون الممالك وهم صلة الوصل بينهم,ونحن هنا نكوّن مجلس سحرة لينيوس عددنا ثمانية كل منا يحمل قلادة تساعده في التحكم بقوته وتطويرها ولكن..عندما ماتت سوزان إختل التوازن في المملكة وضعف حاجز القوة الذي يحيط بالمملكة وقد كان من الصعب ان نعُود لسابق عهدنا" إقتربت من سيسيليا و مررتّ يدها على شعرها الأحمر الممُوج"يا إلهي كم تشبهينها..".
أغمضت عينيها وهي تزفرُ الهواء بإستسلام:"قواها مازالت في هذه القلادة وهي تحميكِ بطريقة ما وهي من نقلتكِ لهذا العالم..عزيزتي هل كنتِ بخطر في عالمكِ؟" تذكرت سيسيليا ماحدث لها في الغابة انزلت رأسها وأجابت:"كنت..أريد المُوت".
إقتربت جولي وجلست أمامها وهي تُمسك يديها:"لا لاتفكري في هذا مرة أخرى! كيف لكِ أن تفعلي هذا!".
إبتسمت ليلين وهي تحضن سيسيليا:"حسناً لابد أن سوزان لم تُرد هذا لكِ أليس كذلك؟".
في هذه اللحظات كان ليام في الممر وهو يستمع إلى الحديث مستنداً على الحائط,أحكم القبض على يده كان حقاً في أشد لحظات غضبه:"احمق..كان يجب ان أكون هناك".
في حديقة القصر كان يملأ المكان الورد الأرجوانيّ وبعض الزهُور الحمراء..وكانت توجد شجرة كرزٍ عملاقة وهي أعلى معالم هذه المدينة,تجولت سيسيليا في هذه الحديقة والأفكار لاتفارقها.
رأت أمامها الشجرة وقررت الجلوس بجانبها لعلها تهدأ قليلاً..
تذكرت ماقالته ليلين في اخر حديث كان بينهم:"سيسيليا انتِ ورثتِ هذه القوة..لاأعرف مامقدار قوتكِ إلى الأن لكن أشعُر بها,كنتُ دائما أرعاكِ في عالمكِ لكن منذ مدة لم أعد أستطيع ان اتخطى الغابة كان هناك حاجز يمنعني من ذلك وقد حاول الأمير ليام أيضاُ لكن في كل مرة حاول فيها يعُود والجرُوح تملأ جسده..أسفة لانني لم أستطع ان أمنعك من السقوط".
أغمضت عينيها بإستسلام وهي تُفكر بما جرى وتذكرت فجاة موقف ليام عندما خرج من الغرفة بغضب وتذكرت ليلين عندما اخبرتها بمحاولات ليام في هدم الحاجِز:"أه حقاً ما أمره هذا ليام".



أسئلة الفصل الثالِث:
1/رأيكم في هذا الفصل؟.
2/هل حقاً سيسيليا لاتتذكر ماحدث لها في هذا العالم؟.
3/ماسبب غضب ليام؟.

دُمتم بوِد أعّزائي.

التعديل الأخير تم بواسطة jolixxx ; 06-08-2017 الساعة 12:47 AM
رد مع اقتباس