عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 03-28-2017, 08:23 PM
 


الزهرة الحادية عشرة : خائن

" راين : كنا نتحدثُ عن أشياءٍ كثيرة، الأشياءُ التي لم نبح بها لأحدٍ من قبل... بنيّةِ أن نواسي أحدنا الآخر.. و فقط علّنا نزيحُ جبالَ الهمومِ تلك عن قلوبنا قبل الموت.. و يال العجب، جاء إلينا الموتُ أبكر مما توقعنا... فقط عندما ظننتُ أنني أستطيع أن أخبر أحدًا بما أشعرُ به حقًا... أخبرتني الرياحُ شيئًا كان آخر ما توقعتُ حدوثه... دفعتُ بياتريس بعيدًا عني و كنتُ أنوي الاندفاع نحو الجانبِ الآخر، سُحِق الجزءُ الأيسرُ من منتصفي بالكامل، لابد و أنّ أعضائي الداخلية قد تلقت ضررًا كبيرًا، هذا سيتطلبُ وقتًا كبيرًا ليشفى... حسنًا لحسنِ الحظ لم تتضرر ذراعي أو ساقي و إلا لكنتُ في مشكلةٍ أكبر، وقفتُ أحدق أمامي و فجأةً لم أعد أشعر إلا بكمٍ هائلٍ من الدماء يخرج من فمي، كان أول ما فكرت به هو ( هذا مذهل، أكلّ هذا دمي ؟ ) نظرتُ أمامي مجددًا إذ بي أرى ما أخبرتني به الرياح على أرضِ الواقع، إنه شخصٌ أعرفه !، اجتاحني غضبٌ مهول لم أشعر بمثله بعد تلك الليلة قبل مائةٍ و عشرون عامًا... "

قال بصوتٍ يعتريه الغضبُ الشديد بنبرته المبحوحة من الألم

راين : ما معنى هذا ؟!، صاحب المطرقة !!

مشى باتجاه راين باستقامة بينما كانت بياتريس ترفعُ جسدها من على الأرض بصعوبة و تتأوه من الألم

قال بعفوية و ببساطةٍ تامة

- : كم هذا ممل... لم أتوقع أن تكتشف هويتي بهذه السرعة... كنتُ أخطط لتمثيل دورِ البطل الذي ينقذكما من الموت في حالِ فشلت العملية... سحرُ الرياحِ مزعج بحق أليس ؟

رفعت نفسها و هي تتألم فقد أصابت جسدها بعض الكدمات هنا و هناك، ترفعُ جسدها و هي ترددُ في داخلها ( أنا أعرف هذا الصوت )، تلتفت إلى مصدرهِ و خصلات شعرها تعيقُ بصرها لتتسع عينيها فتنطق بصوتٍ مهزوز غير مصدقة لما تراه

بياتريس : غوبر... سان ؟

التفتَ نحوها المعني و هو يبتسم و كأن شيئا لم يكن فقال : أهلًا آنستي الصغيرة، كيف حالك ؟

قال الآخر بحدةٍ و هدوء : كيف حالك ؟...

ثم هتفَ على حين غرة و الغضبُ يهيمن على كل ذرةٍ من نبرته

راين : لا تعبث معي !، كيف سيكون حالها عندما تكتشف أنّ من وثقت به قد خانها للتو ؟!!!

نظر إليه بتعجب بان على نبرته أيضًا فرد بعفوية

غوبر : همم ؟، لِم أنتَ غاضب هكذا ؟ ما الضير في إلقاءِ التحية على الرفاق ؟

تجاهلهُ راين ليمد يده في الهواء، قال بنبرةٍ هادئة و خصلات شعره السوداء تغطيان عينيه

راين : فيينتو مانا : هوز ديل سيغادور

* مانا الرياح ** منجل الحاصد

زادت حدقتا عيني بياتريس من اتساعهما و كادت أن تصرخ براين مستوقفةً إياه لولا ملاحظتها أنّ هجماته لم تصب أي منها غوبر بتاتًا بل أصابت ما حوله بعشوائية

أردف و الحدة تعتلي نظراته و تهيمن على صوته الهادئ

راين : لقد كان هذا تحذيرًا فقط... تأكد أنك لن تنجو أبدًا في المرةِ القادمة...

ثم أكمل محدثًا ذاته : لقد كانت تلك كذبة... لقد سُحِق يساري بالكامل... لا أستطيع السيطرةَ على سحري بشكلٍ كامل

ابتسم ابتسامةً جانبية أردفها قولًا

غوبر : سواء أكنتَ أصبتني عمدًا أم لا، فإنّ التحررَ من سحرِ الوهمِ ذاك يتطلبُ كمًّا هائلًا من المانا حسب ما أعتقد... لِذا أظن أنك ستصل إلى حدودكَ بعد قليل...

فنطقت شفتيها أخيرًا رغم أن الالم بان على نبرتها : غوبر سان.. لماذا تفعل هذا ؟

تلاشت الابتسامة من على وجه المعني ليقول بنبرةٍ مظلمة : نيغرا فينوس...

* الزهرة السوداء

اتسعت عينا كل من بياتريس و راين، لكن ذلك لم يدم طويلًا فإذ براين ينظر إلى المتحدث بنظراتٍ تبدو و كأنها قد غرقت في الظلام

ابتسم بخبث مستفزًا لمقابله فيقول

راين : أتجاوز حدودي تقول ؟

قطّب حاجبيه ليردف بنبرةٍ هيمن عليها الغضب : لا تمزح حتى في هذا... الآن، و هنا... أنا سأتجاوز حدودي فقط و أقطعكَ إربًا ـــ

إذ بالمقابل يقاطع حديثه ليقول بنبرةٍ باردة

غوبر : إل مارتيليودي جاستيسيا : أبلاتستانتي جالاكسياس

* مطرقة العدالة *ساحق المجرات

لم يتسنَ لراين الوقتُ الكافي ليرى ما قام به غوبر توًا فما بالك بتلاوة تعويذة، فإذ بسحرِ غوبر يتجه نحوه بسرعةٍ جنونيه بينما الآخر غير قادرٍ على الدفاع بأيّ شكلٍ كان

وقفت أمامه لتقول بصوتٍ حازم : سومبرا مانا : إل فيلو دي نوتشي

* مانا الظل ** حجاب الليل

فقال راين متفاجئًا : بياـــ

قاطعته لتقول بنبرةٍ حازمة : راين سان.. قبل قليل ، تعمدت عدم مهاجمتهِ لكي لا أقوم بما قمت به عندما واجهت بروميستا... لكن راين سان ، هذا الشخص ليس غوبر سان الذي نعرفه !، غوبر سان الذي نعرفه لن يقوم بمهاجمةِ خصمه على غفلة في قتال واحدٍ لواحد !، إنه بالتأكيد بروميستا آخر !!

ردّ عليها بصوتٍ خافت و بارد بعد أن سكت قليلًا

راين : معكِ حق...

ثم أردف محدثًا ذاته : هذا غير صحيح

بياتريس : لنهزمه معًا !

راين : أجل...

فأردف محدثًا ذاته ثانية : لا تلوثي يداكِ به، اتركيه لي فقط...

و عندما كانت بياتريس على وشكِ تلاوة تعويذةِ الضوء الهجومية خاصتها، قاطعها صوتُ سقوط جسدٍ ما على الأرض و صوتٌ أنثوي مهزوز كان قد نطق

+ : الـ... ـزعيم...

اختفى سحر بياتريس الهجومي و الدفاعي معًا لتلتفت خلفها نحو مصدرِ الصوت إذ بها تقول بنبرةٍ هادئة يتخللها الذهول

بياتريس : روبي... سان...

لتكمل الأخرى كلامها بصوتٍ لم يكن أكثر ثباتًا من سابقه

روبي : ما معنى ما قلته قبل قليل ؟، ما هي علاقتكَ بنيغرا فينوس...

*الزهرة السوداء

التفتَ المعني إليها ليقول باستعجاب بادٍ على وجههِ و صوته : روبي !، ما الذي تفعلينه هنا ؟

فردّت عليه الأولى بانفعالٍ واضح على صوتها المهزوز : لا يهم ما الذي أفعله هنا أيهم ؟!!، هل ما قلته الآن يعني أنكَ واحدٌ منهم !!، أما سمعته توًا كان حقيقة ؟!!

فأجاب غوبر ببرود : أجل.. و أجل، إنه صحيح تمامًا...

اتسعت حدقتا عينيها أكثر من ذي قبل ليبدأ جسدها بالارتجاف كما صوتها هو الآخر

فسألت مستكملة الحديث بنبرةٍ هادئةٍ مهزوزة : منذ متى ؟

ليجيب بنبرةٍ خالية من أيّ تعبير : منذ البداية.

ازداد ارتجافها و أخذت تهز رأسها بالنفي ببطءٍ شديد آبية تصديق ما تسمعه و أخذت تتمتم بصوتٍ خافت

روبي : هذا مستحيل... لِأن، أنت أنقذتني عندما أحرقوا قريتي، منزلي، و قتلوا والدي ذلك اليوم !... أتقول أنّ كل ذلك كان مجرد تمثيل !!

فقال غوبر بكل عفوية و كأنه تذكر الموقف : أوه ذاكان الزوجان الشابان هاه !، لقد كانا عنيدين فعلًا !، لم يتركاني لأقتلك حتى آخر نفسٍ فيهما !

توقفت روبي عن الارتجاف و هي تحدق به بصدمةٍ كبيرة، فقالت بصوت خافت، حاد، مرتجف، مبحوح، مليء بالحقدِ و الكراهية

روبي : سـ... أقتلك...

رفعت من نبرةِ صوتها قليلًا لتستكمل حديثها : سـ... أقتلك... سأقتلك...

و في النهاية صرخت بصوتها المبحوح بعد أن انتفض جسدها و رفعت رأسها إلى الأعلى لتنظر له بكل ذرة حقد اتسعت لها عينيها

روبي : سأقتلك !!!

أخرجت حربةً من حقيبتها البنية الصغيرة الملفوفة حول خاصرتها و اندفعت تركض ناحيةَ غوبر الذي يقف ببرود و كأن لا شيء يحدث أمامه

- يتبع الزهرة القادمة

رد مع اقتباس