عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-28-2018, 10:57 AM
 
لقد مت ،، و نقش اسمي على احد صخور المقبرة ،، و لكني لم انتهي ،،
فقد انتقلت لعالم آخر ،، بعد جديد ،، عالم الموتى ،،
كنت ارتدي ثوبا ابيض ناصعا ،، امسكت بثوبي فتاة صغيرة ،، تبدو على ملامحها الطفولة البريئة ،، و بنبرة مزج فيها التفاؤل و الحزن قالت لي : أرأيت ماما ؟؟ كنت معها حين عودنا من محل الدمى ،، اشترت لي دمية جميلة ،، و لكن اتت شاحنة كبيرة ،، و ،، و اصطدمت بنا ،، ثم ثم لا أذكر شيئا استيقظت و وجدت نفسي هنا ،،
انهرت باكية على ما حل بهذه الفتاة الصغيرة ،،
ثم مسحت دموعي و قالت : حديقة الموت ،، هآ
نظرت اليها نظرة استغراب
فقالت : انظري لتلگ اللافتة ،،
و رأيت انها قد كتب عليها حديقة الموت ،، لكني احترت فكيف لفتاة في مثل سنها ان تعرف القراءة ،، فسألتها عن ذلك فأجابت انها بحد ذاتها لا تعرف كيف استطاعت قراءة اللافتة ،،
ابتسمت الفتاة ابتسامة تخفي وراءها حقيقة ،، قالت لي : ألم تعرفي من أنا بعد ،، أنا تلك الفتاة التي تقفز بكل فرح من مكان لآخر في شوارع قلبك محاولة اشعال شموع الأمل بلا فائدة ،، فرياح اليأس تعصف بقوة فتطفؤها ،، اليأس هو ما حطمك يا عزيزتي ،، إنه اليأس ،،
و بدات تختفي الفتاة شيئا فشيئا ،، حتى عجزت عن رؤيتها ،، و اختفت تماما ،،
هاهي أمسكوا بها ،،
ماذا ؟ من أنتم ،،
نحن شرطة اليأس ،، قد استشعرنا أنا لك شعلة امل في قلبك ،،
و ماذا في هذا ،، الا يحق ان يكون لي بعض الأمل ؟؟
لا ،، فهذه حديقة الموت ،، و على كل مشاعرك ان تكون ميتة ،،
أمسكوا بي ،، و وضعوني في زنزانة صغيرة لا باب لها و لا نوافذ ،،
لا أعلم حتى كيف استطاعو ادخالي الى هنا ،،
لا شيء سوى فتحة صغير للغاية في سقف الزنزانة ،،
و مر يوم و اسبوع ،، و لا اعرف كم لبثت من الزمن هناك ،،
لا طعام و لا شراب ،،
في أحد الليالي ،، تسلل الى الزنزانة ضوء القمر المنير لقد اعجبني ،، اعجبني جدا ،، فجلست تحته ،، و اغمضت عيني ،، و اخذت أتأمل ،،
و ما إن فتحت عيني ،، وجدت نفسي في القاعة ،، في نفس القاعة التي بدأ منها كل شيء ،، و الجميع محيط بي ،،
مابك ؟
ماذا حدث لك ؟
هل أنت بخير ؟
كانوا يعاملونني باهتمام كما لم يفعلوا من قبل ،،
فعلمت اني لازلت عالقة في كوابيسي المزعجة ،، فوقفت و سرت و خرجت ،، كنت اسير بلا وجهة ،، فتلگ الشوارع لم ارها في حياتي من قبل ،،
وجدت زاوية فيها انارة ضئيلة ،، فاتجهت نحوها ،، و جلست أكتب رواية بائسة ،،
و فجأة تلون الدرب أمامي بألوان زاهية تثير البهجة ،، فجذبتني لها ،، رغم كرهي لها ،، سرت على ذلك الدرب حتى وصلت إلى بحيرة ملونة بالألوان الزاهية نفسها ،، و دون تفكير قفزت فيها ،،
{يتبع}
رد مع اقتباس