الموضوع: ||جدتي||
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-25-2018, 12:52 AM
Yun
 
الفصل i ['رسالة']

.
.
_____________

"-روبرت أتساءل إن كنت بخير.. أنا أفتقدك."

-إنني في سياتل، في العمل لأكون دقيقا. لا تقلقي إنني بخير شكرا أميرتي."

-لا ترهق نفسك ودع أعمال الآخرين لأنفسهم. أعرف بأنك تحرص على جعل العمل ناجحا لكنني أريدك أن تكون دائما على ما يرام."

"أعلم عزيزتي. إنني أعمل بوتيرة بطيئة. هل هذه خدمة الرسائل المجانية؟"

"كلا، لقد أردت أن أطمئن عليك فقط قبل أن أنام"

"حسنا عزيزتي اذهبي إلى النوم الآن. سوف أنهي عملي ثم سأقوم بنفس الشيء. أحلاما سعيدة أيتها الأميرة"
________________

"صباح الخير حبيبتي إنني قادم لكنني ألعن حظي لأن الحافلة اللتي تغادر في الصباح الباكر كانت مملوءة بالفعل"

"إنني في بوسطن أنتظر حافلة نيويورك. أتمنى ألا يستغرق الأمر طويلا لأصل إليك"

"يا كلوي ألا تزالين نائمة؟ أجيبي على اتصالاتي أريد سماع صوتك أو أتركي لي رسالة إذا أردتِ التحدث"
______________
"هل لحقتِ بالقطار؟"

"كلا لقد فاتني"

" يالك من كيس نوم!"

"ييه أتمنى أن تتعطل سيارتك أو أن يطردك مديرك! "
____________

"هاي أين هي المثلجات ولم تغني لي مثلما وعدتني كما أنني أردت أن أجرب نظاراتك الشمسية ولم تخبرني عم قرأته في عيناي هذه المرة!"

"أنا آسف لقد كان وقتا قصيرا جدا. أردت فعلها كلها لكن ما باليد حيلة"

"تعلم أنني أمازحك وحسب. إنني آسفة أيضاً. لكنني أعتقد بأنني جعلت عيناي صامتتين. نلت منك!"

"هاها كلا لم تنجحي في ذلك. لا تزال عيناك الجميلة تفضحان مشاعرك"

"إن هذا مزعج لا تراسلني!"

"لا تغضبي ألا أحبك؟"
______________

"تبدو منشغلا كثيرا هذه الأيام. منشغلا عني أيضاً؟"

"روبرت أتمنى أن تكون بخير. أجب على اتصالاتي من فضلك!"

"آسف إنني في العمل هاتفي قد استنفد البطارية"
___________

"بربك روبرت لقد انتظرتك لأكثر من ثلاث ساعات!!"

"آسف جدا كنت مشغولا. سأخبرك بكل شيء فيما بعد"
______________

"لماذا أصبحت تتحاشى النظر في عيناي؟ ألا تحبني؟"
______________

دسست هاتفي في جيبي بسرعة بينما أعض شفتي السفلى التي بدأت بالارتجاف. جذبت قدرا من الهواء لأزفر بضيق، كنت لا أزال احتفظ برسائلنا النصية القصيرة مع أنه حقير تخلى عني، نظرت لأرى انعكاس ملامحي في لوحة إعلانية. ضحكت على نفسي وانا أشفق عليها، ألست جميلة جدا روبرت لماذا تخليت عني؟

المحطة كانت موحشة للغاية رغم وجود عدد من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون وصول القطار.

انقبض قلبي بحدة حينما مررت بذلك المكان، ليغمرني جو روبرت العائلي.

توقفت عن المشي والذكريات الجميلة تغمرني وتشعرني بالحزن، هو لن يبتسم لي مستقبلا إياي حينما أخرج من محطة المترو مثلما كان يفعل.
ولن أمسك بيده لنقطع الشارع معا.
رفعت رأسي للسماء لأرى بضع زوايا من لونها الأزرق الداكن من خلال أوراق أشجار الدلب التي تعرشت أغصانها وتشابكت فوق ذلك الزقاق الحجري وسط حديقة عامة.
أمي أتساءل إن كنت تراقبينني من هذا المكان؟
إنني وحيدة حقا.
لا أعلم متى سأتقبل عزلتي، لقد تعلقت بروبرت كثيرا لأنه كل من تبقى لي بعد وفاتك؛ لكنه حطم قلبي في آخر المطاف..

أطرقت رأسي وتوجهت نحو شقتي في آخر الشارع.
أخذت حماما دافئا وارتديت ملابس خفيفة.
جلست فوق سريري و شرعت بتفقد البريد الذي قد وصلني.
تشه لقد كانت مجرد فواتير غبية، هل تتحين وقت قبضي لراتبي؟
أعمل منسقة صوت في محطة تلفزيونية بالمناسبة ^^
لمحت رسالة من بينهم، تناولتها بفضول وفتحتها دونما أن اتفقد العنوان على المظروف.

التوقيع لم يكن واضحا لكن في أعلى الورقة كتب السيد دانيال كلاركسون، موثق في كارولاينا الشمالية.
رفعت عيناي لأرى انعكاس وجهي المصدوم في المرآة المحاذية للسرير. فحوى الرسالة أعلمني بوفاة جدتي والدة أمي صوفيا كادوالدر، دوروثي كادوالدر التي لم اعرفها قط!
جدتي كانت لا تزال حية؟!

تضمنت الرسالة دعوة لحضور قراءة وصيتها.
توقفت لحظات مع نفسي، إن كارولاينا الشمالية هي مسقط رأس والدتي حيث ترعرعت هناك مع ثلاثة أشقاء في منزل كبير.
حينما أصبحت بعمر الخامسة و العشرين تزوجت والدي جايمس فيذرستون. أبي قد كان رجلا شريفا، لكن عائلة أمي لطالما رأته غير ذلك.
ابتسمت بخفة، لطالما كان مليئا بحس الفكاهة و الحيوية ومتفهما جدا؛ أحبني و أحب أمي كثيرا.
أمي قد رفضت الخطيب الذي اختارته لها جدتي: ابن للمنطقة يعرفون عائلته جيدا، غني وذكي، رياضي ومحبوب.
لكنها قد فضلت والدي الذي كانت تحبه. لطالما قالت بأن هناك أمورا لا يجب فعلها قطعا وأن زواجا لا يمكن أن يقيد بالمصالح أو أن يباع.
والدتي لم يسبق لها أن أخبرتني عما حدث حينما قررت الزواج بأبي، قد واجهت الجميع بقرارها ثم رحلت.
اكتمل الشق بين عائلة كادوالدر برحيل أمي، حيث بدى بأن أخوالي قد وقفوا بجانب جدتي واستبرؤا من أمي.

فيم يعنيني حضور قراءة وصيتها إذن؟ هكذا فكرت وأنا أضع رسالة الموثق بجانب الفواتير مدفوعة الأجر.
رميت نفسي على السرير لتصير صورة روبرت حاضرة في مخيلتي، دائما ما كنت أقول إن طلب روبرت يدي فسأتزوجه، فقط لكي لا أبقى وحيدة. لكن تذكرت بأنني وحيدة بالفعل الآن وبائسة.
قفزت بثقة وأصبحت مقابل الباب ثم قررت في الحال
قرأت رسالة الموثق بسرعة، أخذت حقيبة يدي ونزلت السلالم.
مكتب البريد كان في زاوية الشارع. أخذت برقية عاجلة وكتبت على عجل:
سأصل يوم الإثنين، الرابعة على الأرجح.
أمضيت الوصل ثم خرجت.
.
.
* * *
.
.
* * *
رد مع اقتباس