عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-25-2017, 05:03 PM
 
pen1 فِتنة أطلنتا || لجمالِ حياةٍ رسمتها الأقدار نسعى

-راين



[img3] https://www.gulf-up.com/12-2017/1512584817451.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.gulf-up.com/12-2017/1512584817482.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







رواية خلّابة
أبلجت في ديجورٍ غائر !


فهرس الفصول :




ابدعتي

البارت الأوَّل


لم أتوقع أن تكون حكايتي شيئٌ يقال، فبعمري لم أتخيَّل أنِّي سأكون في محطَّةِ زواجٍ إجباري أخضعُ له و أيامي لا تكاد تنهي السابعة عشرة من العمر...!
أجبرُ شفتي المصبوغتان بالحمرة على الإتساع ببسمةٍ ترضي المحيطين بي، بينما مقلتي البنيتان تحارب مقاومة الجفون لتخرج ساقطة لولا تماسكي الذي لا اعرف إلى متى يدوم ..

كنت أستشعر نظرات المقت و الإستياء من الفتيات الذين لم يكتفوا من الهمس و الحديث بين بعضهن ، واضحٌ أنَّني سلبتهن حلمَ الإقتران بأحمد ، ذاكَ الذي أصبحتُ رهينة خدمته و ليتهم يعلمون...

و هذا ما يزيدني إرتباكاً، فعلامَ هذا الثوب الناصعُ الذي هو رمز العرائسِ قد طوَّق جسدي ؟!
لا زلتُ أذكر كيفَ استشاظ أبي غضباً و بات ينهالُ عليَّ ضرباً لأجلِ اتصالٌ مني إليه...!!!

••••••••••••••
••••••••••••••

قبل 20 يوم»»»»»

طقسٌ مشمسٌ كالعادة، لم يكن هناك َ إلاَّ حرارةٌ تلهب الأجواء حتى تكاد تصهر الجهود ...
و لازلتُ أقف على قدمي أنتظر أمامَ بوابةِ المدرسة ،الوضعُ غير محتمل بحق و لهذا بادرتُ بالإتصال على والدي الذي وعدني بالمجيئ لإيصالي منزل جدي ككلَّ يومِ أريعاء ...
أجل فهو اليوم المنتظر للتجمُّعِ العائلي المعتاد، و والدي قد تأخَّر جداً..
رفعها ليسمعني فوراً أنَّهُ على مقربة من مكاني، لكني لم اجعل هذا نهاية المحادثة هذه بعدما وقفتُ قرابة النصف ساعة.تهت هجير الشمس الحارقةِ هذه ،بل قلتُ بإعتراض

-و متى إذاً ؟؟...دقائقُ و سوفَ يغمى علي صدقاً، أسرع فقط أبي ...


صرخته علت بوجههي و كأنني من جعلته يقف كلَّ هذه المدة ينتظر ، و حتَّى لو تنزلت و كنت كذلك، فهو لن يشعر بهذا الإختناق و أنا ملفوفة بهذا القماش الأسود...


كان يطلق لحروفه عنان معاتبتي دون توقف و أنا أصغي على مضض حتى سمعتُ صرخةً دخيلة....
هوَ صوتُ والدي ، لكن صرخته لم تكن موجهةً لي ...
و ما جعلني أصرخ منادية هو صوت ُ مكابحَ السيارة !
بدأتُ بياءِ نداءٍ و رجاء لأبي ، و قلبي يدعوا أن يكونَ بخير ..

-أبي ..؟ يا أبي هل أنت بخير ..؟! ، أبي أجبني أرجوك ...

•••••••••••••
•••••••••••••

-مهى ، مهى...
أجفلتُ لحظات قبلَ أن أجيبَ عمتي والدة أحمد بالإيجاب مرتبكة : ماذا هناكَ عمَّتي ؟
إبتسمت بحزنٍ تلقيته و كأنها ترسم حزن حياتي الآتية و قالت : أحمد سيدخُلَ الآن ، لكن تعلمين...لوضعه الخاص سيدخله أخوه مؤيَّد.
حرََّكتُ وجهي إيجاباً و استقبلتُ ما وضعوهُ عليَّ من قماشٍ ملونة وضعت لغطاء شعري و جسدي ، بل حتى وجهي بالكامل !

لم تكن الرؤية مسموحة لي بالشكل الواضح ، لكن نبضنبقلبي قلبي كان يزداد وضوحا مع شعوره بإقتراب أحمد شيئاً فشيئاً ...
أحسستُ بعد دقائق بكونه معي ، خاصة و صوت الاهازيج و جلبه الصفيق و الاناشيد قد ازدادت و هي تلاحق العريس ، كنتُ في أسمى مراحل الإرتباك ... فهل هذا الشاب يتطلَّع للإنتقام مني ..!!
رعشة جسدي لم تتوقف بتاتا، بل ازدادت و أحمد يرفع القماش و الستار الأبيض عن وجهي ...
بدايةً كنت مهبطةً رأسي خجلاً و حياءً حتى حثَّني هو بوضعه كفيه حول عنقي ليطوِّقها بجيدٍ ذهبي بأن أقابله بالنظر...

لا اعرف ،عيناه أتحكي إعجابا أم استهزاءً بوضعي أم غضباً يحاولُ كتمانه ، فبحق..عيناه كانت فارغةَ المعنى !

أنا بدوري تجاهلتُ التفرُّس بملامحه التي بدت بها قسماتُ الوسامة للتي أودعه الباري بها..
أنفٌ طويل مستقيم، شعرٌ مجعد مائلٌ للبني الباهت ، و عينٌ جمعت لمعتها بين الخضرة و الزرقة...

لكن...
كلُّ ما كان يحكيه هذا اللقاء ، أنهَّ يرحب بي في حياةٍ سيصنعها كما يشاء ، و سيقودني لحيثُ أخشى...
فماذا سيفعل؟!
ليشعر بالراحة بعد فقدانِ قدرة السير بسببي ..!

••••••••••••••
••••••••••••••


الوضع يزيدني خوفاً رغماً عني، ربما هذا ما يريده أحمد ..
زوجي الذي لم أسمع صوته منذ لقيته، أي منذ شهر...
بدأتُ اعتاد تعامله ، يعاملني كخادمةٍ ترشدها حركاته ، ها هوَ حرمني من دراستي ، و يقطعني عن عائلتي و صديقاتي ...
و لا يهيئ لي ادهزة التواصل حتى الهاتف العادي ، و يقودني للعمل لكلِّ صغيرةً و كبيرة ...و لا يتحدَّث معي ..!!!

بداية الأمر ظننتُ أنَّه أبكم بصراحة ، لكن بعدها فهمت أنَّه ليس كذلك حيث يأمرني بالخروج من المكان الذي هو به عندما يرغب بالحديث مع احد بالهاتف النقَّال..

و مع ذلك ، أشعر بالشفقةِ نحوه...
لو لم أكُن أستعجل ابي و لم أتصل به و هو في حال القيادة لكان ينعم بعافيته الآن ، و يخرج مع صحبه ..
و ربمَّا كان يخطط لخطبةِ فتاةٍ أحبها قبل أن يصبح عليل القدمين ..

تذكَّرتُ أنَّه ينتظر قدومَ بعض رفقائه على العشاء ، هذا ما كتبه على ورقة اراها صباح اليوم بجانب سريري ..
لكن ينقصنا الكثير، لذا رفعت شعري الذي كان مسرَّحاً بشكلٍ لولبي مرتمي لدى جانب عنقي الأيمن ، و ارتديت عبائتي الفاحمة مع بعض التطرزات الملوَّنة بجانبي الأكمام حتى الكتف ، و لففتُ شالي بسرعة لأتجه نحو مكتبه الذي يضمه اغلب الوقت و قلت علَّه يعيرني انتباهه

-أحمد، سأذهب لشراء بعض الحاجياتِ لعزيمةِ العشاء ..لن أتأخر ،حسناً...

نظر لي بتفحُّصٍ كعادته ، لأرى تقطيبةً دلَّتني على عيب ٍ قد ارتئاه ..
دققتُ في منظري ليشر هو نحو عبائتي و شعري ...
هوَ حقاًّ شديدٌ في هذه الامور ..
ابتسمت ُ عندما فهمتُ الأمر ، اغلقت ازرار عبائتي السفلية و ادخلت الخصلات الظاهرة لأرضيه

- لقد تمَّ الأمرُ زوجي العزيز...

كنتُ سعيدة بهذا ،بل كنت سأكون أسعد لو علمتُ أنَّه يغار علي و كأنَّه يراني زوجة، إلَّا اني فهمتُ منذ زمن، أنَّ لل يريد ان ترى الناس زوجته بشكلٍ غير لائق مخافة سمعته ...

•••••••••••••••
•••••••••••••••

خرجَت أخيراً لأستشق بعض الهواء الذي يحرم عليَّ بحضورها، هدوء نظراتها تقودني للجنون هذه الفتاة و كأنها ترمي أنني المذنب هنا...
أليس والدها و هي السبب في سلبي أغلى النعم ..؟!
لا يهمني ما تفكِّرُ به فهي لاشيئ لي ...
أجل لا شيء ، و لولا إصرارُ والدي على مجازاتهم بجعلها تخدمني و تكن زوجة شخص عليل لما قبلتُ بها ...

حرَّكتُ الكرسي لأخرج متنفساً الصعداء ناطقاً ..
- أخيراً الراحة منها

مررتُ بالطاولة التي تجمعنا على التلفاز بصمت ٍ وقتَ الملل و ظللتُ أتنقل بين القنوات بواسطة جهاز التحكم الرمادي ...

لم تكن سوى برامج مملَّة و مسلسلات لا تحمل من الأهداف شيئا ، كم أبغَض الغباء الذين يجعلوننا نتسلَّى به ...
رميتُ بما بيدي زافراً بحنق لألتفت لهاتف مهى ، أخذته بينَ يدي لأرى ما قد تخفيهِ عني ، لكنَّني صُدِمت من أوَّلِ نظرة ..

صورة الشاشة ...
ذلك النائمُ مغلقاً جفنيه بإسترخاء ، و قد وضعت جملةَ

~My silent love ~ ..

هل هو...؟؟؟!!!

••••••••••••••••
••••••••••••••••

يتبع،،،،،

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] https://www.gulf-up.com/12-2017/1512584817563.png[/img3]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 08-20-2018 الساعة 12:08 AM
رد مع اقتباس