عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-25-2016, 01:00 PM
 
تكملة القصة:


اختلطت اصوات حوافر الاحصنة بضحكات سعد وجنوده وهم يتحدثون فيما حصلوا من نساء وغنائم، اوقفهم صوت حصان مسرع خلفهم ليقف امامهم:
- سيدي سعد، هناك ناجين في القرية التي خلفناها ويبدو انهم يخطتون لانتقام
بتعال اجابه سعد:" كم عددهم؟
- انه واحد وانضمت اليه فتاة
- واحد!... وفتاة!... ولما جئت لتخبرني؟ لما لم تقضي عليه وتحضر الفتاة؟ يا لك من عديم النفع...
- سيدي لقد حاول ذلك مروان لكنه لقية مصرعه لمجرد اقترابه من الفتاة، ولا اظن ان الفتى اقل منها قوة...
تفكر سعد قليلا ليقول: " لقد استحق مروان الموت لانه تصرف دون استشارتي، فقد طلبت منه ان يتجسس على القرية فقط لمدة ثلاثة ايام...
- اذا ماذا ستفعل الان؟
نظر سعد الى شاب يمتطي حصان ولا يبدو من نظراته انه يمكن الاستهانة بما يدور في عقله، قال سعد:
- ماذا في جعبتك سامر؟
- التمعت عيناه بخبث وهو ينظر الى عربة النساء ليقول:" انا متأكد ان لهما هنا ولو رهينة واحدة" سار نحو العربة ذات زنزانة النساء ليتبعه الجاسوس فيسأله ان كان هناك من يشبه احد اولئك الاثنين، القى الجاسوس نظرة سريعة عليهن ليقول ويقول:" من نظراتهم المرتعبة لا يبدو ان احداهن تشبههما ولكنها الصهباء الوحيدة هنا، تشبه الفتى" اكمل لينظر في وجوههن ليرى طفلة صغيرة تعانق امراة شابة فقال:" لست متأكدا ولكنها تشبه الفتاة تلك" فكرا سامر مليا لتظهر اشنع ابتسامة لديه ويأمر الحارس ان يفتح قفل القفص، دخل واخذ الطلفة من حضن امها ورماها للجاسوس ثم سحب ايناس من شعرها للخارج وصار بها الى سعد وقال له:" اترك هذه الفتاة معك كرهينة، ستكون ورقتك الرابحة، انسحبوا وسأنجز خطتي مع هذا المغفل" ظهرت علامات الانزعاج على الجاسوس عندما رأى سامر يشير اليه لكنه لازم الصمت لانه كالجميع لا يجرء على التطاول على سامر لعلمهم بمكانته الرفيعة بالنسبة لسعد، تحركت الجيوش بعد سعد مع عربة النساء والغنائم، اخذ سامر حبلا متينا من حصانه واتجه نحو اعلى شجرة حوله وتسلقها، ريطها بغصن متين ثم طلب من الاخر ان يصعد اليه بالفتاة، اعتز الاخر انه لا يجيد تسلق الاشجار ليتأفف سامر ويقول بملل وهو ينزل الشجرة:" لست ادري لما يدفع لك سعد، انا متأكد ان مروان كان ليكون افضل منك ويجيد تسلق الشجر" وصل اليهما، امسك يد الفتاة وسحبها بينما هي تحاول مقاومته، توقف وجثى على ركبتيه امامها واخذها من ذقنها لتنظر اليه وقال بهدوء:" اسمعي يا صغيرة، ان اردت ان تحافظي على حياتك الى ان يأتي من ينقذك فحاولي ان تكوني هادئة قدر الامكان، فقد تسقطين من يدي بينما نصعد للشجرة، مسحت الطفلة دمعة نزلت من عينها لتقول بخوف:" لكنلا قرابة لي بتلك الفتاة الذي تحدث عنها هذا الرجل، انا لا قرابة لي بالعام الا امي التي انتزعتني الان من حضنها..." نهض سامر ليقول ببرود:" لا يهمني، يكفي ان تكوني من قرية الفتى ليسعى الى انقاذك ويؤخره ذلك عن اللحاق بسعد، والان اهدءي وامشي معي..." حملها ليصعد اعلى الشجرة ويلف الحبل حول رقبتها ثم يوقفها على غصن رفيع بالكاد يتحمل وزنها لفترة زمنية طويلة، مسح على رأسها ليقول ساخرا:" سيكون من حسن حظك لو كان ذلك الفتى سريعا، والا سيجدك مجرد جثة عندما يصل، ولكن ان كنت ما زلتي حية عند وصوله ما عليك الا ان تصرخي لتلفتي انتباهه" انسحب ليترك الطفلة مصدومة سرعان ما تسابقت دموعها لخديها بينما امر الجاسوس ان يبقى مختبأ ويهاجمهما من الخلف وبالسهام عندما يتوقفا لانقاذها وينتهي منهما، ابتعد سامر قليلا ثم نظر الى الطفلة في الاعلى ليقول:" لا اظن انني يمكني الاعتماد على ذلك المغفل في انجاز مهمته" سار مسافة كافية ليختار بقعة ارض واسعة حفرها بالسرعة التي سمحت له قوته الرهيبة غرز في الارض اغصانا عاموديا بعض ان سنن اطرافها العلية ثم غطى الحفرة ببعض الاعضان ووضع فوقهم اوراق الشجر ليقول:" قد يكون هذا كفيل بقتلهما ان لم يستطع ذلك المغفل من انجاز ما طلبته منه، او على الاقل قد يقتل احصنتهما فيضطران للسير على الاقدام، وتنتهي مونتهما قبل ان يصلا الينا..." انصرف الى سيده بحصانه يسابق الريح بينما تلك الطفلة تراقب وحدتها، حتى الشمس ستغيب لتتركها وحيدة في ذلك المكان الموحش..."

التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 02-25-2016 الساعة 02:06 PM