عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-22-2019, 04:57 AM
 
برونزي عَزف برونزي || المغناطيس


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته مبارك عليكم الشهر الفضيل عسى أن تصوموا في تمام الصحة و العافية و أسأل الله تعالى أن يتقبل منا و منكم الصيام و القيام
و بعد ....
سأحاول البدء بنشر رواية من تأليفي آملاً منكم أن ألتمس الدعم و التشجيع للإستمرار
القصة العامة للرواية :
تتحدث عن نيزك سقط على وجه الارض منذ ملايين السنين ليكتشف البشر فيما بعد أنه يحمل قوة غريبة ....
تحكي القصة عن بطلنا "ماركو" صاحب الـ 20 عاماً و الذي يتعرض لحادث يغير حياته كلياً
التصنيف : أكشن ، غموض ، سينين ، خارق للطبيعة
على بركة الله
_الفصل الأول_

تعالت أصوات في ممر الشارع الضيق و سمع ساكني المنطقة أصوات إطلاق نار
كان هناك رجل عجوز يبلغ 65 من عمره مختبئاً برفقة شاب ثلاثيني و قد بدا كما لو أن العجوز شعر بدنو أجله فقال للشاب ناصحاً إياه : إن كان هذا الاسم سيجلب العار لأسرتنا فأنا أريدك أن تبحث عن انتماء جديد تغيير اسم الأسرة لا يعني طمس هويتها .... قم بذلك يا بني غيلبرت لا تسمح بوقوع ما تبقى من الفرع في بؤرة الفوضى
***********
كان ماركو لا يزال يغط في نوم عميق جداً متناسيا أن اليوم هو موعد افتتاح المدارس و عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة. بالنسبة لماركو فقد كان يترقب هذا الحدث بخوف شديد فهو يكره كل مصطلح يتعلق بالدراسة . تقدمت السيدة نيكول والدة ماركو نحو ابنها بغضب : ماركو لقد حان موعد الاستيقاظ .... آه يا إلهي متى ستنتهي قصة حبك مع السرير
على وقع كلمات أمه استيقظ ماركو بسرعة خوفاً من أن يعقب ذلك ركلة عنيفة معتادة من والدته و أسرع بالقيام بما يجب القيام به و جهز نفسه لأول يوم دراسي للموسم الجديد و خرج مسرعاً من البيت محدثاً نفسه قائلاً : يا إلهي !!! لا أريد أن اتأخر من اول يوم
و فجأة قطع حبل أفكاره عبر اصطدام عنيف بأحد الطلبة لدى وصوله إلى باب المدرسة و سقط الاثنان أرضاً ما جعل الفتى يغضب بشدة من ماركو كما أن ماركو وقف بدوره متجهاً نحو الفتى قائلاً : لست في مزاج جيد سأوسعك ضربا يا هذا !!!
و قبل أن يفعل تدخل صديقه كيتارو في آخر لحظة و حاول إيقاف ماركو و من حسن حظه أن جرس المدرسة قد رن في نفس اللحظة و معه بدأ اكتئاب ماركو فلطالما كره الكتب و رائحتها كما كانت تضجره رؤية الأقلام و الدفاتر و تحسس من محفظته السوداء الكئيبة كان يبدو شاباً ميئوساً منه لكن هذه النظرة التي سمح للمجتمع بتكوينها حوله لطالما تمكن من إثبات عكسها و خلافاً لما يبدو عليه إلا أنه شاب يحرز علامات جيدة و يدرس كما ينبغي.
بدأت الدروس لكن هناك غير معتاد فقد ظل ماركو يراقب صديقه المقرب كيتارو الذي لم يكن على ما يرام و لم يظهر عليه حماسه المعتاد أثناء الدرس فقد بدا شارداً و حزيناً.
بعد انتهاء الحصة خرج ماركو برفقة صديقه و سأله مباشرة عن سبب حزنه فأجابه قائلاً : ماركو يبدو أن صداقتنا لن تدوم أكثر من هذا
تعجب ماركو من الإجابة الغبية التي تفوه بها صديقه و بعصبية رد قائلاً : هييي كيتارو لست في مزاج يسمح بالتفاعل مع ألغازك اريد شرحاً للهراء الذي سمعته للتو
_ أبي .... مؤخراً صار يلّح علي بموضوع نقلي من هذه المدرسة إلى مدرسة خاصة
_ ما ..... ماذا ؟! ...... ما السبب؟؟
_ أخبرني أن مردودي الدراسي جيد جداً و انتقالي إلى مدرسة خاصة يليق بي
بعد رد كيتارو تقدم ماركو مبتعداً عن كيتارو ببضع خطوات، حدق كيتارو متعجباً من تصرفه قائلاً : م ..... ماركو ؟!
_ هذا يكفي لا أريد سماع المزيد يا كيتارو سأجعل والدك يعدل عن رأيه هذا
_ حـ...... حقاً ؟! هل ستحاول إقناعه من أجلي ؟؟
_ ليس من أجلك أيها الأشقر بل من أجل صداقتنا
_ ا...... أنا حقاً لا أدري ما اقول أنت .....
و قبل أن ينهي جملته قاطعه ماركو قائلاً : إن بقيت واقفاً هناك فلن ننجز شيئاً
شعر كيتارو بفرح شديد جعله ينسى ما كان يضايقه فدائما ما يثبت له ماركو جدارته كصديق فهو قد سانده في كل الأحوال ليس لأنه ثري بل لأنه يعتبر كيتارو صديقاً حقيقياً
تقدم الصديقان معاً بالقرب من بوابة المدرسة و كان سائق كيتارو الخاص قد ركن السيارة بانتظار سيده و لدى وصوله للسيارة انحنى الخادم بأدب قائلاً : طاب يومك سيدي الشاب آمل أن تكون قد قضيت يوماً دراسياً موقفاً
و أضاف : طاب يومك سيد ماركو
بابتسامة خجلة قال كيتارو : هيا ..... أخبرتك مراراً أن تتخلى عن هاته الرسمية يا نيل أظن أن كيتارو تكفي أليس كذلك
رد الخادم قائلاً : تفضل بالصعود سيدي
أضاف ماركو ساخراً من كيتارو : تجاهلك نلت ما تستحقه أيها الأشقر المدعي للتواضع
ابتسم كيتارو قائلاً : اوه يا للاحراج
، اتصل ماركو بوالدته ليخبرها انه قد يتأخر في العودة للبيت ، و بعد دقائق توقفت السيارة أما بيت فخم مترف الأثاث كان ذلك البيت هو البيت الذي يعيش فيه كيتارو مع والديه، ترجل كل من ماركو و كيتارو من السيارة و اجتازا البوابة الرئيسية و لدى دخولهما استقبلتها خادمة بأدب قائلة : طاب يومك سيد كيتارو و رفيقه
رد ماركو قائلاً : أهلا ريتا تبدين نشيطة كالعادة
بعدها فجأة وجد كيتارو والده واقفاً أمامه و من دون مقدمات قال : مرحبا بني هل فكرت مليا في قرارك
أجاب كيتارو مطئطئاً رأسه قائلاً : ابي انا لا اريد الانتقال
_ ليست هذه هي الإجابة التي كنت انتظرها
_ ابي انا لا أريد الابتعاد عن رفاقي
تدخل ماركو قائلاً : سيد فرانس أعلم أنه من الوقاحة أن أتدخل في نقاش بين الأب و ابنه لكنني أرى أن تراعي مشاعر ابنك أكثر و تتفهم طريقة تفكيره
_ اسمعني ماركو انا احاول ان اضمن لابني مستقبلاً بين من لهم شأن عظيم و إنتقاله إلى مدرسة خاصة سيكون بمثابة تكريس لهاته الغاية
متعجباً أجاب ماركو : حتى لو دل ذلك على تعاسة تفرضها على حاضر ابنك الا يهمك حاضره ؟!
_مستقبله أهم من حاضره
_ ماذا ؟!
تدخل كيتارو قائلاً : ماركو هذا يكفي أرجوك
بغضب رد ماركو : لا توقفني كيتارو دعني اكمل ما جئت من أجله يبدو أن والدك لا يحاول أن يكون واقعياً ..... سيد فرانس انا متأكد أن تغيير الأجواء سيتسبب بالتأثير على تحصيل كيتارو الدراسي .... ثم إن قررت نقله إلى مدرسة أخرى فأنت بهذا تضع حداً لصداقة منذ الطفولة و ستقتلع جذورها إلى الأبد و بهذا ستثبت لي أنك لا تقدر هذه الصداقة أبدا
تنهد والد كيتارو بهدوء و قال : آسف يا ماركو لكن قراري لا رجعة فيه
_ هكذا إذا ..... فهمت
بعد رد والد ماركو الخالي من المشاعر وصل ماركو إلى أقصى غضبه و دون أن يشعر خرج من بيت كيتارو مسرعاً و متجاهلاً نداءات كيتارو و بيأس حاول منعه من الخروج لكن والده اوقفه ، خرج ماركو و هو يركض بأقصى سرعة غير آبه بالجو الماطر و بعد دقائق من الجري بدأ يتباطئ تدريجياً و بعد لحظات كان قد بدأ في التفكير و إعادة النظر في ردة فعله الأخيرة ثم حدث نفسه قائلاً : لقد قللت الأدب .... هل علي أن اعتذر ؟
و بينما هو يمشي في شرود انعطفت شاحنة مسرعة و كان قد بدا على سائقها انه قد فقد السيطرة و في تلك اللحظة لم يجد ماركو نفسه إلا واقفاً بينما يتلقى ضربة عنيفة بمؤخرة الشاحنة تسبب برميه على الجدار القريب و لم ينتهي حظ ماركو السيء عند هذه النقطة بل تسبب طيش السائق باصطدام الشاحنة بصنبور أطفال مزق الباب الخلفي مما جعل حمولة الشاحنة تقذف خارجاً و اتجه ما يشبه الزجاج نحو جسد ماركو و أصابه مثل وابل من الرصاص و سقط على الأرض مضرجاً بدمائه ، أما السائق فقد هرب بأقصى سرعة تاركاً ماركو وسط مصير مجهول .
آرائكم ^ ^

التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 06-06-2019 الساعة 10:34 AM
رد مع اقتباس