عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-03-2019, 07:04 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين أما بعد
فهذه كلمات يسيرة لعلها تنفعنا لكي نحافظ على هذه العائلة التي تشتت في الآونة الأخيرة ,,
بسبب عوامل كثيرة , وأرجو من الجميع وأنا أولكم أن نعمل بهذه الكلمات وأن لا ننساها ..
وكتابتي لها لا تعني أنني أبرئ نفسي من القصور والزلة بل من باب قول الله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}

أولا : لابد أن تكون صدورنا رحبة وتسع صدورنا لبعض الخلافات التي تحدث بيننا فإننا لا يمكن أن نتفق في كل شيء
فلا نجعل خلافنا في بعض الأمور موضع نزاع وحقد وعداوة , بل نتذكر كلنا هنا إخوة.
ورحابة صدرك سبب في قبول الناس لك ولنصائحك وسبب في محبة الناس لك وأنك ترتفع في قلوبهم وأعينهم.

ثانيا : يسعى الواحد منا بأن لا يدع للشيطان سبيلا في تفريقنا وزرع الفرقة والبغضاء بيننا ولا يخفى عليكم الشريعة الإسلامية حثت على التآلف في الحق.

ثالثا : وأن يحب أحدنا لأخيه ما يحبه لنفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] [صحيح] فما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك.

رابعا : إذا وجد خلاف أو أمر ما تعامل معه بالحكمة وبالتي هي أحسن ولا تنجرف ولا تستعجل يقول تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ }
والحكيم هو الذي ينزل الأشياء منازلها.

خامسا : عند النقاش والخلاف استعمل أحسن العبارات وأفضلها التي تدل على حسن النية وإرادة الخير والتعلم وهو أدعى لقبول رأيك وقولك
وأيضا يدل على عظيم خلقك ولنتذكر قول الله تعالى: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } وإذا أمر الله هارون وموسى عليهما السلام أن يقولا لفرعون مع عتوه وعناده قولا لينا فما بالك باخوانك ؟

- وكذلك تأمل في جوابك هل من يناقشك يفهمه , هل المخاطب ينفع معه الاختصار أم التفصيل فلابد أن تعرف حال من تخاطبه فالناس مختلفون في الفهم والإدراك.

سادسا : أن لا يفرح بزلة إخوانه ولا ينتظر هفوة منهم بل يسعى كل السعي في ستر عيوبهم مع النصح والارشاد باللين والسر ولنتذكر في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ] [صحيح]
قال يحيى : ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته وأحببت أن أزين أمره , وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه, لكن أبين خطأه فيما بيني وبينه فإن قبل ذلك وإلا تركته [سير أعلام النبلاء]

سابعا : التثبت فلا تنشر ولا تنقل كل شيء ولا تحكم قبل أن تتيقن من الشيء أو ما المراد, فإذا جاءك خبر تنظر هل هذا الخبر عن فلان صحيح أم أنه كذب عليه , ثم إذا صح عنه فهل صح عنه كما نُقل إليك أم زيد فيه بعض الشيء
وهل كلامه محتمل لأمور أخرى أم لا وهكذا.

ومن الأمور التي نغفل عنها أن الذي ينقل الخبر قد يكون سيء القصد ويريد الفتنة وقد يكون لا يفهم الكلام أو لا يضبطه فينقله على الخطأ , ولكي لا تظلم الشخص إذهب إلى الشخص واسأله بنفسك لكن بأسلوب حسن.

- وليتذكر من ينقل كل ما يسمع ولا يعلم صحة ما ينقل وأيضا مصلحة ومفسدة ما ينقل قول الله تعالى : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
وقول النبي صلى الله عليه وسلم [ كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ] [صحيح]

ثامنا : يسعى كل واحد منا في تطهير قلبه من الحسد والحقد والغل وسوء الخلق قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ] [صحيح]
ويتذكر الحاسد أنه معترض على قدر الله سبحانه وتعالى..
ومن علامات الحسد أن ينتظر هفوة أو زلة أو يفرح بذلك

تاسعا : علينا أن نكون قدوة لمن هم أصغر منا ولمن يأتون بعدنا , ونكون قدوة لغيرنا بأفعالنا وأقوالنا ولنترك صورة جميلة لمن يأتي بعدنا.

عاشرا :
إذا أخطأ أحد في حقك حاول قدر المستطاع أن تعفو وتصلح ومن جميل ما جاء عن سلفنا أن رجلا خاصم الأحنف فقال الرجل: لئن قلتَ واحدة لتسمعن عشرا , فقال الأحنف: لكنك إن قلتَ عشرا لم تسمع واحدة [سير أعلم النبلاء] تأمل جمال الصفح والعفو والتجاوز عن الزلات.

أخي عندما تتجاوز عن بعض الناس لا يعني أنك ضعيف الشخصية بل إنك محسن إليه.

وهناك أمور كثيرة أردت أن أكتبها لكن خشيت الإطالة منها التواضع

قال النبي صلى الله عليه وسلم [ ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ] [صحيح] وقال صلى الله عليه وسلم: [ إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ] [صحيح]


قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
التواضع : انكسار القلب لله , وخفض جناح الذل والرحمة للخلق, حتى لا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا بل والحق له.

قال النبي صلى الله عليه وسلم [ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ] [صحيح]


وفي الأخير لابد أن تفرق بين المزح والجد , وأيضا لا تبالغ في المزح حتى لا يورث في القلب شيئا , ولابد أن تنظر هل صاحبك يحب مزاحك ويرضى به أم أنه يكرهه أو يفهمه بطريقة خاطئة

فضبط مثل هذه الأمور من أهم الأشياء التي
تبعد عنا الخلاف والفرقة والعداوة..

وأعتذر إن كان في كلامي خطأ أو زلة إنما أردت أن نبقى إخوة , ولا يدخل الشيطان بيننا

__________________
رحمك الله يا لورين وغفر لك وتجاوز عنك

اللهم اجعل قبر وردة روضة من رياض الجنة يارب

صراحة