عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات و قصص بالعاميه

روايات و قصص بالعاميه قصص و روايات باللهجه العاميه

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 09-13-2010, 12:12 AM
 
يسلمو كتير حلو
انا بالانتظار
تحياتى الك
  #7  
قديم 09-14-2010, 06:25 PM
 
تكمله الروايه...

*بعد أيام*

في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري طالعه من المحاضره و رايحه لمكانهم..و هي تمشي كانت تفكر في آخر مره شافت فيها فارس..كيف ماهتم أبدا في وجودها..و لا عبرها حتى بنظره..و يوم كلمها حست إنه يستهزئ فيها..(هذا هو شعوره اتجاهي و أنا مصدقه عمري و عايشه في الأحلام..متى أطلعك من تفكيري يا فارس و ارتاح)
وصلت لمكانهم..بس ما لقت أحد..عرفت إن عندهم محاضره..و كعادتها الأيام اللي راحت إذا مالقتهم تروح تجلس عند ساره و شلتها..

في كلية اللغه الإنجليزيه/

كانوا البنات في المحاضره..و يسولفون بهمس..
أسيل: وش أخبار شوق؟
حلا: من يوم ماطلعت من المستشفى لها يومين و هي مزعجتنا جيبوا لي حطوا لي تقولين كلها متكسره مو بس يدها!
رغد تضحك: إيه فرصه تتدلع و تآخذ اللي تبي
حلا: اتركينا منها..و قوليلي وين صرنا بخطتنا؟
رغد: قصدك ياسمين و نادر؟
حلا: إيه
أسيل: ليه خالتي رجعت لخطبة ياسمين من جديد؟
حلا: لا أمي اللحين لاهيه بلينا بس ماراح ننتظر لين يتكلمون و اللحين زادت على قائمتهم جوري
أسيل: تتوقعين يفكرون يزوجونها واحد مننا هي بعد؟
حلا: هي أكثر من ياسمين
أسيل: بس كيف بيفكر أحد من العيال فيها و هي كانت مخطوبه لفارس؟
حلا: وش دعوه أخوك يهتم والله مادرى عنها
رغد: والله ياسمين و جوري مظلومات ليه مايخلونهم على راحتهم
حلا: المفروض بس مين يفهم..ما قلتي وش صار على نادر؟
رغد: قليل أشوفه و أغلب جلساته على الطاير مايمدي افتح له سالفه عنها..بس احس إنه صار يعرف عنها
أسيل: المهم يكون حاط في باله إنه يتزوج
رغد: صعبه افتح معه الموضوع أخاف يتضايق مثل آخر مره كلمته فيها مع إنها كانت مزحه
أسيل: أووف والله ما فيهم أمل اخواننا يخلون عندنا زواج الظاهر بأتزوج أنا و فصولي عشان نفرحكم
رغد بعناد: مين قال؟ أول يتزوج الكبير نادر ثم طلال بعدين يجي دور فيصل

شهقت أسيل بصوت عالي..و ضحكوا عليها البنات..و هالشي خلى الدكتوره تعصب عليهم و تطردهم..



في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين ترجع الملفات..و طلعت و شافت واحد واقف يبي ملفه..انصدمت يوم شافته..كانت ملامحه قريبه من ملامح أبوها..لدرجة حست إنها تطالع فيه بشبابه..كانت حنان تكلم أحد المراجعين..وهو ينتظر..كانت بتروح له فاتن..لكن ياسمين اللي كانت عيونها معلقه في هالشخص..وقفتها و راحت هي..وصلت عنده و هي تطالعه بتمعن و مو حاسه بنفسها و لا اللي حواليها..
ياسمين: نعم اخوي

طلب منها ملف مراجعته..و راحت تجيبه..فتحت تشوف اسمه يمكن يكون قريب لأبوها ما أحد يعرف عنه شي..لكنه كان اسم مختلف..مدت له الملف و راح..و هي تطالعه بخيبة أمل..
ماجد اللي كان واقف يكلم حنان..كان يطالعها من يوم طلعت من الغرفه..و انقهر إنها و لا انتبهت لوجوده..و للحين سرحانه في ذاك..
ماجد: لهالدرجه عاجبك! الله لنا اللي ماحسيتي بوجودنا

التفتت ياسمين لمصدر الصوت..و شافته قريب منها..تذكرته..و بعدت عنه و بعيونها نظرة إشمئزاز و قرف..و عطته ظهرها و دخلت الغرفه لين مايروح..
ماجد بإستغراب: أنا أبي افهم هالحلوه ليه مو طايقتني!
فاتن: ماجد ياسمين مو مهتمه إلا في شغلها و بس
حنان بقهر: إيه واضح إنها مو مهتمه إلا في شغلها و الدليل إنها كانت بتآكل الرجال بعيونها حتى هو خجل منها و هي و لا عليها بس قولي تحب تبين انها ثقيله عشان تجذب ماجد

سرح ماجد في الغرفه اللي دخلتها..و هو مو عارف يصدق فاتن أو حنان..لكن كلام حنان كان مقنع له أكثر..لأنه من خلال تجاربه الكثيره..ياما شاف بنات يتصنعون الثقل..(ياسمين..مصيرك تطيحين في يدي..أنا وراك لين أشوف آخر هالثقل)



*يوم الأربعاء*

في بيت أم عمر=الصبح/

صحى عمر..الساعه عشر تقريبا..كان مسافر قبل أمس عشان يشوف الطلبيه اللي تأخرت..و رجع اليوم الفجر و أهله نايمين..و لا شاف أحد منهم..ففكر يفاجأهم الصبح بجيته..و هو نازل في الصاله سمع التليفون يرن..انتظر أحد يرفعه لكن ما كان أحد موجود..تأفف وراح يرد..
عمر: نعم
البنت: مرحبا
عمر: أهلين
البنت: ممكن أكلم لينا؟

عمر مايدري ليه بدأ قلبه يدق بسرعه من يوم سمع صوتها..حس بشي غريب..لكن ما قدر يحدد وش هو..
عمر يطلع من الصاله: لينااااا
لينا جايه من الحوش: عمر أنت في البيت؟! حمد الله على سلامتك
عمر: الله يسلمك..وحده تبيك على التليفون

راحت لينا بعد ما سلمت عليه..و عمر متردد يلحقها أو لا..لكنه مشى وراها..و وقف بعيد يسمعها..
لينا: مرحبا.......أهلين وش أخبارك بعد سهرتنا أمس........أنا و حلا يوم صحينا الصبح قلنا شكلنا نحلم مو معقول مساهير رجعت وكانت سهرانه معنا أمس

..

عمر انصدم من الإسم..و ثار كل ما بداخله..ما قدر يوقف مكانه طلع لغرفته..و صار يدور فيها بتوتر..فتح شباكه وطالع البيت اللي قدامه..و بالأخص الشباك اللي قدامه..شباكها..(مساهير رجعت! بعد كل هالسنين!!)
حس إنه رجع لأيام أول مع إسمها..الأيام اللي ما كان يحمل فيها أي هم لأن أبوه كان حي..أيام ما كانت حياته رايقه و بسيطه..تذكرها..تذكر ملامحها الطفوليه المبتسمه..وابتسم مثل مايسوي كل ماشافها..كانت دائما تضحكه حتى لو كان معصب..رجعت له أيامهم الحلوه و ذكرياتهم..هو و هي و يوسف و لينا و طلال..كانوا دائما مع بعض..ضحك و هو يتذكر كيف خبوها مره مع الأغراض في السياره عشان تروح معهم لمزرعة أبوفارس..و كيف جلست معهم كل الليل بدون ما أحد يشوفها..خلوها عند النخل البعيد لحالها عشان ما أحد يدري عنها..و نسوها..و يوم تذكرها عمر راح لها..و شافها لأول مره تصيح..و لأول مره حس إنها بنت..كان دائما يجلس معها و يكلمها على أنها واحد من أصدقائه..لكن من ذيك الليله عرف إنه يحبها..كان بأول ثانوي و هي بأول متوسط..بس شكلها كان صغير..و لا كأنها تكبر أبدا..بدأ يغير معاملته لها..لكنها مافهمت ليه..و كانت تضحك عليه إذا دلعها أو عاملها بأدب..حاول يفهمها و يلمح لها عن حبه..بس هي لا حياة لمن تنادي..كل همها اللعب والضحك..لكنه ظل وراها لين فهمت بالغصب..و ليتها ما فهمت..من بكره تغطت عنه ولا عاد شافها..لكن أحلامه انقطعت و هو يتذكر يوم وداعها..الوداع اللي هي اختارته..اختارت أبوها..واتركت أمها لحالها..و تركت كل اللي يحبونها..و تركته هو..و من بعدها كل شي بحياته تغير..وغيره..أول وفاة أبوه..بعدها وفاة يوسف الأخو اللي ماتهنى فيه..و حالة لينا اللي يحسبها نست و هي للحين بجروحها..غمض عيونه..(كنت ناسيك يا مساهير و ناسي جرحك لي! ليه رجعتي؟.......بس أنت شي ماضي و راح..أنت اخترتي تبعدين..و ماراح أخليك تأثرين علي مره ثانيه..عمر اللي يحبك تغير)
سمع طق على بابه..بعدين ركضت له شوق و سلمت عليه..
شوق: عمر متى جيت ماصدقت يوم قالت لينا إنك رجعت
عمر: لينا وين اللحين؟
شوق: تكلم..تدري إن مساهير رجعت..أنا ما أذكرها بس يقولون إنكم كلكم تعرفونها حتى لينا يوم شافتها صاحت من الفرحه
عمر: كيف عرفتم إنها رجعت؟
شوق: أمس اتصلت جارتنا أم راشد و قالت بتجي عندنا و جت معها وجلسوا عندنا لحد الليل
عمر: و أبوها ليه تركته؟
شوق: توفى و ولد عمها اللي كان خاطبها تركها لأنها رفضت تعيش معه برى
عمر انصدم: كانت مخطوبه؟!
شوق: ايه
عمر عصب: خلاص و أنت على طول مشغله لي راديو بحلقك
شوق تفاجأت: أنت اللي تسأل!
عمر: لا ماسألت واطلعي عني بأنام
شوق: ما تبي فطور؟
عمر: لا ماشبعت نوم

طلعت شوق..و عمر وقف عند الشباك يطالع شباكها بقهر..(يعني إضطريتي للرجعه! مو أنت اللي حابه ترجعين..طبعا لو كنت متذكرتنا كان فكرتي تزوريننا السنين اللي راحت..ليتك ما رجعتي يا مساهير)



في الحارات القديمه=الظهر/

مشت نجود وهي حاسه بالسياره اللي تلحقها من طلعت من المدرسه..لكنها ماهتمت لأن بالها كان مشغول في حالتهم..واللي بيصير فيهم..لازم تلقى حل..التفتت تطالع السياره اللي من أسابيع وهي تلحقها..وأحيانا كانت تشوفها تمر في حارتهم..وهي تطل من شباك غرفتها..ماهتمت كثير بهالشي..خاصه إن اللي فيها عمره ماحاول يكلمها..أو يضايقها..بس مع هذا كانت مستغربه ليه يلحقها..وش يبي فيها..سيارته ما كانت من حارتهم..يعني هو يجي بس عشان يشوفها و يروح..ضحكت على نفسها يوم فكرت إنه يمكن يكون معجب فيها..وهالشي خلى فكرة مجنونه تطلع في رأسها..وبدون تفكير..وبكل تهور وقفت..والتفتت على السياره..اللي وقفت معها..راحت للسياره ووقفت قريب منها..وهي تشجع نفسها تقول له اللي فكرت فيه..لأن هذا آخر حل عندها أو بتخسر كل شي..لكن أول ماطلع الشاب من سيارته و وقف قدامها انصدمت..كانت متوقعه تشوف واحد عادي..باين عليه إنه سخيف وفاضي عشان يضيع وقته وهو يلحقها..لكن اللي قدامها كان رجل بمعنى الكلمه..طوله..كشخته..ملامحه الجديه.. و حست إنه واحد مستحيل يضيع وقته بشي تافه..كيف إذا كان هالشي ملاحقتها هي..شكت إنها غلطت في السياره..والتفتت تطالعها لكنها كانت نفس السياره..التفتت عليه مره ثانيه لقته للحين واقف يطالعها..رجعت تشجع نفسها تقوله اللي تبي..حتى لو رفض وأكيد بيرفض..بس بتكون حاولت تحمي حقوقها..
نجود: أنت من أسابيع تلحقني صح؟

هز رأسه بمعنى إيه..بدون مايتكلم..و هالشي ريحها وساعدها تكمل كلامها..
نجود: تبي تتزوجني؟

بانت الصدمه عليه..وحست إنه توتر..ومالقى شي يقوله..
نجود: تتزوجني مسيار؟؟
سيف بذهول: هاه!
نجود: لازم أتزوج أبي يكون لي ولي أمر غير خالي...إذا كنت ماتبي بكيفك فيه غيرك بيوافق

مشت عنه وهي منقهره من تهورها..كيف فكرت إنها تسوي كذا..كيف فكرت إن واحد توقفه بالشارع وتقول له هالكلام..بيوافق..زين ماضحك عليها..أو سمعها كلام يهينها..
بعد ما مشت خطوتين..
سيف: انتظري

فزت يوم سمعت صوته وراها..
والتفتت له..
سيف: أنا موافق
نجود تتنهد بخوف: خلاص أعتقد تعرف بيتنا اليوم بعد المغرب تعال و مثل ماتعرف هالزواج لا مهر ولا نفقه ولا مسكن يعني مو مطلوب منك شي..ايه وبأقول لأمي إنك قريب وحده من صديقاتي بتلقى أبوجيراننا فيه تكلم معه...وإذا ما جيت اليوم لاتجي بكره لأنه بيكون فيه واحد غيرك

مشت عنه و هي تفكر بالطريقه اللي عرضت نفسها فيها..كانت مقتنعه إنه ماراح يوافق..بس كانت تبي تقنع نفسها إنها سوت اللي تقدر عليه..ولاتلقى شي تلوم نفسها عليه..لكنه خيب أملها و وافق..(طبعا وليه يرفض هو وش بيخسر؟ بس كله يهون ولا يأخذ خالي البيت لأن وقتها بأعيش العذاب اللي مايقارن بالعذاب اللي بأشوفه مع هالإنسان اللي مادري
\وش بيطلع منه..بس مايهم كل شي مايهم ماراح انكسر قدام أحد مهما يصير..وبيجي يوم أكون فيه قادره إني أتحكم بحياتي مثل ما أبي بدون تدخل من أحد)

سيف كان واقف يطالعها لين ماختفت عنه..حس إن الشمس حرقته..رجع لسيارته وسند راسه يفكر..(وش فيك ياسيف؟ وش صار لك؟ أكيد أنا انجنيت! وش زواجه اللي بأتزوجه؟ من وحده عرضت نفسها علي بالشارع! بس هي ليه سوت كذا؟ معقوله تكون من هالبنات اللي....وليه لا يعني أنا وش أعرف عنها! لا هي قالت إنها محتاجه ولي أمر..يعني يمكن مضطره..وأنا وش بأسوي؟....لو مارحت أنا بيروح لها غيري)
مشى وهو يحس نفسه بين نارين..مو قادر يتخيل نفسه يتزوج هالنوع من الزواج..و لا هو هاين عليه يتركها تروح لأحد غيره..

أما نجود فكانت تمشي بدون وعي..ماتدري كيف سوت اللي سوته..أول ما وصلت الحاره..راحت لبشاير على طول قبل تدخل لبيتها..دقت الجرس بإصرار..لحد مافتحت لها بشاير..و دخلت..
نجود: بشاير الحقيني مادري وش سويت؟!
بشاير بخوف: نجود وش فيك؟ تعالي ادخلي
نجود وهي تدخل البيت: أمك وين؟
بشاير: مارجعت من شغلها..وش فيك لاتقولين خالك أخذ البيت خلاص أنتم مستحيل تعيشون في بيته
نجود: عشان كذا سويت اللي سويته
بشاير: نجود لا توقفين قلبي تكلمي
نجود: شفتي السياره اللي قلت لك انها تلاحقني من أسابيع
بشاير بترقب: ايه؟؟
نجود: اليوم وقفت و تكلمت مع اللي فيها
بشاير: تكلمتي معه بإيش؟
نجود: طلبت منه يتزوجني مسيار عشان يكون لي ولي أمر مسئول عننا و خالي ما يأخذ البيت
بشاير تشهق: و هو وافق؟؟
نجود: ايه بس مو متأكده ان كان بيجي أو لا
بشاير عصبت: ليته ما يجي..حرام عليك يا نجود تضيعين نفسك! يعني ماتشوفين حالتي تبين تصيرين مثلي و أنت أكثر وحده تعرف الذل اللي أنا عايشه فيه..لا تحسبينه هين تكونين سلعه بيدين واحد ما يهمه منك الا....
نجود تصرخ تقاطعها: خلاااص يا بشاير لا تكملين أنا عارفه كل هذا بس وش تبيني أسوي؟ ما كان قدامي غير هالحل اللي طرى لي فجأه..يعني تبين خالي يأخذ البيت و نروح نسكن عنده في ذاك البيت اللي كل ليله فيه سهر و شرب والله أعلم بالبلاوي الثانيه اللي ماعرفها..كيف أظمن اني بأحافظ على نفسي هناك؟ يكفي سمعة البيت بين الجيران..على الأقل هذا زواج يحفظني لحد ما يطلع أبوي من السجن و كل واحد يروح في حاله

جلست بشاير بيأس ماهي قادره تصدق ان نجود يكون لها نفس مصيرها..البنت لسى صغيره..ماتهنت بحياتها..ليه تعيش الذل..و الحرمان..
بشاير بحزن: آه يالدنيا ماقساها علينا..يارب رحمتك..والله ماتستاهلين هالزواج يا نجود!!
نجود بألم: الله يكتب اللي فيه الخير..تعودنا على الهم يا بشاير صدقيني ماتفرق معي

واستها بشاير مع انها كانت تدعي انه مايجي..و خايفه لو ما جاء..وش بيصير في نجود و أمها..هالبنت كانت بين نارين..و لاتدري ايهم أهون لها..أما نجود فكانت مقويه نفسها قدام بشاير..لكن من داخلها مرعوبه..و مليانه كره..و حقد..على الدنيا و حالها..على خالها و اللي بيصير زوجها..



في بيت تركي/

كانت أسماء تطالع التلفزيون بعد الغداء و بعد مانومت إياد..جاء تركي و جلس جنبها..حست فيه و هو يطالعها بنظرات غريبه..مثل ماكان يطالعها على الغداء..من يوم رجع من الشركه وهو مو على بعضه..
أسماء التفتت له: حبيبي وش فيك؟
تركي: وش فيني؟
أسماء: أنا اللي اسألك من رجعت و أنت سرحان و ساكت
تركي يتنهد: فيه شي بأقوله لك و أخاف أضايقك
أسماء بعيون ملاها الدمع: تركي خوفتني وش فيك؟
تركي: هذا أولها دموع! لا والله تشجعين الواحد يقول لك
أسماء: تركي لا تلعب بأعصابي تكلم
تركي: فرع الشركه الجديد..لازم له مدير مسئول عنه
أسماء: اللي في الشرقيه؟
تركي: ايه
أسماء: زين و إذا؟
تركي: الشركه جديده و فيها شغل كثير لين تمشي أمورها يعني لازم واحد مننا يمسكها أنا أو محمد اخوي..و تعرفين محمد صعب ينتقل و ينقل عياله من مدارسهم و هي كلها سنه تقريبا بس لحد ماتترتب أمور الشركه
أسماء: يعني أنت اللي بتروح
تركي: ايه

سرحت أسماء تفكر كيف بتترك بيتها..و أهلها..و تروح هناك لحالها..و أكيد تركي بيكون مشغول كثير في الشركه..حتى هو ماراح تشوفه..
أما تركي فكان يطالعها..و متنكد انه ضايقها..يدري انها ما تقدر تبعد عن أهلها..و انها متعلقه فيهم..عشان كذا قال..
تركي: عمري أنا عارف انه مايهون عليك تتركين أهلك..لو بغيتي أنا بأخليك عندهم و أحاول أجي خميس و جمعه اشوفكم
أسماء تطالعه بقهر: كذا ياتركي يعني تفكر اني ممكن أخليك هناك لحالك؟ ما أحد يهتم فيك!
تركي يبتسم: بأكون أغلب الوقت بالشغل
أسماء: و لو كيف أصبر عنك كل هالوقت؟
تركي يضمها: يعني بتروحين معي
أسماء تتنهد: و أنا أقدر أخليك حبيبي..لو إنك خربت علي المفاجأه اللي كنت بأقولها لك
تركي يبعدها عشان يشوفها: أي مفاجأه؟
أسماء تبتسم: إن شاء الله هالمره نجيب ديم..اللي يتمناها أبوها
تركي ما ستوعب: أنتي....

ضمها بقوه وهو يضحك من فرحته..كان يحب البنات الصغار..و يتمنى تجيه بنت..



في سيارة سيف=بعد العشاء/

بعد تردد و تفكير وصل سيف لبيتها..من يوم طلع من بيته و هو يفكر انه يرجع..لكنه ماقدر..و هذا هو قدام بابها..لكنه ما نزل من سيارته..ما يدري ليه وافق..و مايدري ليه مايقدر يرفض..حتى فكرة إنه يتزوج ومسيار بعد وبدون معرفة أهله ماقدرت ترده..ولا زواجه من وحده مايعرف عنها..إلا إن لها أحلى عيون على وجه الأرض..و إن صوتها يذوب الحديد..و هالشي خلاه ينزل من سيارته..و يطق باب بيتها..

صار كل شي بسرعه بدون مايحس..كان يتكلم مع الشيخ و جارهم و يوقع على زواجه منها بدون أي شعور..وفجأه شاف نفسه لحاله في المجلس..بعد ماراح أبوجيرانهم يوصل الشيخ..ماعرف وش المفروض يسوي..أو وش اللي بيصير..لكنه فضل يروح الليله ويجي بكره يكلمها..وقف بيطلع..لكنه سمع أحد يمشي..و بدت دقات قلبه ترجف داخل صدره..وقفت عند الباب..
نجود: السلام عليكم

لكن سيف ماقدر يرد..تخيل إنها حلوه..لكن ماجاء في باله تكون بهالروعه..كان فيها جمال زايد عن حده..مايناسب الجلابيه الزرقاء الباهته اللي تلبسها..لكنها مثل اللي يلمس التراب يصير ذهب..خلت هالجلابيه في عينه أرقى لبس ممكن يشوفه..طلع صوته غريب عنه وهو يرد عليها..
سيف: و عليكم السلام

استغربت نجود من طريقة نظرته لها..
نجود: أبوسعد راح؟
سيف مبلم: هاه
نجود: أبوسعد جارنا
سيف: وش فيه؟
نجود: كنت أسألك اذا راح

كانت مقويه نفسها و هي داخله و تبي تبين له من أولها انها مو ضعيفه..و مو خايفه منه..عشان مايسوي فيها اللي يسويه زوج بشاير فيها..لازم تكون قد تهورها..لكن هاللحين و هي تشوفه..ما صارت تعرف وش تقول أو وش تسوي..و ندمت على اللحظه اللي وقفت فيها و كلمته..تمنت تكون حلت مشكلتها بالزواج من أي أحد غيره..لأنها ماتدري ليه مو مرتاحه له..و تحس انه يسبب لها شعور غريب..مايخليها تقدر تتنفس..
قرب منها و هو ناسي كل الدنيا و مو حاس إلا فيها..وقف قدامها..حط يدينه على أكتافها..و أول ماحست بدفاهن ارتجفت..رفع راسها بيده و خلاها تطالعه..كانت تتوقع تخاف من نظرته..تتوقع نظره مثل اللي كلمتها عنها بشاير..نظرة واحد يقيم البضاعه اللي أخذها..لكن اللي صدمها..كانت النظره غير
  #8  
قديم 09-14-2010, 06:27 PM
 
@،،النــزف الحـادي عشـــر،،@


في بيت أم عمر/

صحى عمر و شاف الوقت ليل..ما عرف كم من الوقت نام..و لا عرف الأفكار اللي كانت تضج براسه حقيقه أو أحلام.. مل من تقلبه..شاف ساعته لقاها عشر..قام و هو يتأفف..(و كأن هذا اللي ناقصني!)
طلع من غرفته و نزل تحت و شاف حلا في الصاله..قامت تسلم عليه..و بعد ماجلست..
حلا بفرحه: تدري إن مساهير رجعت
عمر يطالعها بإستخفاف: و الله بدري! كان انتظرت عشر سنين أحسن
حلا: لا هي.....
عمر يقاطعها: تراي جوعان روحي خليهم يجهزون العشاء مو فاضي أنا اسمع قصة حياة مساهير

راحت حلا للمطبخ..و شافت لينا و شوق..
حلا مبرطمه: عمر صحى جهزوا العشاء
لينا: وش فيك مكشره؟
حلا: متحمسه بأسولف لعمر عن مساهير أبي اشوف ردة فعله إذا عرف إنها رجعت آخرتها ما هتم و فشلني

لينا تبتسم..(كنت عارفه إنك تغيرت يا عمر مو أنت عمر الأول اللي فاضي يحب و يسأل و يهتم..الظاهر إنك نسيتها من زمان)
شوق: حتى أنا اليوم الصبح قلت له إنها رجعت و بعد ما سألني و أخذ الأخبار مني عصب علي و قال تراك أزعجتيني
حلا بخبث: و مسويلي فيها ثقيل و مايبي يعرف أخبارها وهو آخذ التفاصيل من رويترز
لينا: تتوقعين للحين يفكر فيها؟
حلا: على الأقل مقهور منها لأنه قال(تقلد لهجة عمر) بدري كان انتظرت عشر سنين

دخل عليهم عمر و سكتوا فجأه..و كل وحده تطالعه..
عمر: خير أول مره تشوفوني!
حلا تصرف: لا بس اشتقنالك هاليومين اللي سافرت فيهن ما لقينا أحد يهاوشنا

على العشاء_كانوا جالسين يسولفون..لكن حلا كانت تطالع عمر و ناويه تتسلى فيه..(مو مسوي نفسه و لا هامه بنشوف)
حلا: تدرين يمه لازم نسوي عزيمه لكل الجيران عشان نحتفل برجعة مساهير
لينا: والله فكره
عمر: الحمدلله
أم عمر: وين ما أكلت شي!
عمر: شبعت لازم اطلع اللحين

راح و حلا تطالعه بخبث..(أبي افهم ليه مو طايق سيرتها؟ زين ما يحبها بكيفه لكن ليه معصب عليها؟)



في بيت أم راشد/

كانت مساهير تدور في غرفتها و هي تفكر..(كل شي تغير..كنت احس إني راجعه لحياتي اللي قبل..نسيت إن خمس سنين وقت طويل ما يبقي أحد على حاله..أبو عمر توفى..و يوسف توفى و طلال السبب و لينا اللي متعلقه للحين بالماضي صرت احسها بقايا إنسانه..آه وعمر..وش تأثير كل هذا عليه؟ تغيرت أنت بعد؟......ياليت اعرف ردة فعلك إذا عرفت برجعتي؟ تهتم؟ أو الحب القديم مات في قلبك..و صرت في حياتك اسم مثل باقي الأسماء)
تمنت إنها ماتركتهم زمان..تمنت إنها عاشت معهم أحزانهم..قهرها شعور إنها غريبه بين أهلها..لأنها من يوم رجعت حست إنها لقت نفسها..كل السنين اللي عاشتها مع أبوها و عمانها ما كانت تحس بحياتها..كانت تمثل إنها منهم..مع إنها و لايوم حست بالإنتماء لهم..(أمي و راشد تقبلوني بسرعه و حسيت إنهم مثلي فرحانين برجعتنا لبعض..و لينا و حلا و خالتي أم عمر كلهم ما نسوني حسيت إني للحين غاليه عندهم و كأني ما غبت كل هالسنين..بقى أنت يا عمر؟......و الله إني غبيه..على بالي إني للحين مراهقه..خلاص أنا كبرت و عمر أكيد كبر تفكيره..و صرت مجرد ذكرى من أيام الطفوله ما تثير فيه اللحين أي مشاعر..)



*من بكره*

في بيت نجود/

صحت نجود الفجر..و يوم شافت سيف نايم جنبها كانت بتصرخ..لكنها مسكت نفسها و تذكرت إنها تزوجت..و الظاهر زوجها ما يضيع وقته..قامت من سريرها..و طلعت من غرفتها كلها..راحت تسبحت و بدلت ملابسها..لبست بنطلون جنز رمادي باهت و قديم..و تي شيرت واسع و طويل لونه أسود..و رفعت شعرها الأسود الطويل و لفته بآخر راسها..شافت نفسها بالمرايا..و ارتاحت لمنظرها اللي ما يلفت النظر أبدا..و ما فيه أي أناقه أو أنوثه..صلت الفجر و هي تدعي ربها يكفيها شر هالحياة الجديده اللي دخلتها..و راحت لغرفة أمها و شافتها تصلي..طلعت و راحت للمطبخ تسوي فطور لأمها..عشان تأخذ علاجها..أخذت الخبز من الثلاجه و راحت تسخنه على النار..و طلعت البيضتين اللي أخذتهم من الجيران عشان أمها اللي محتاجه أكل يحسن صحتها..سوت لها حليب و هي تطالع العلبه اللي مابقى فيها شي لبكره..و تتحسر..توه باقي يومين على معاش الشوؤن اللي ياخذونه..راحت لأمها و شافتها في الصاله..
أم نجود: نجود؟
نجود تحط الفطور: صباح الخير يمه
أم نجود: صباح النور

راحت لها و هي واقفه تتسند بالجدار عشان تعرف طريقها..و مسكتها مع يدها لين ماجلستها..
و عطتها فطورها..
أم نجود: وش أخبارك يمه؟
نجود: الحمدلله
أم نجود: افطرتي
نجود: هذا أنا افطر

و بدت تشرب من الماء اللي جايبته عشان تقنع أمها إنها تفطر معها..
أم نجود: و زوجك وينه؟
نجود: نايم
أم نجود: يعني هو للحين هنا؟
نجود: إيه
أم نجود: سويتي له فطور؟
نجود: هذا اللي ناقص نفطره بعد! يروح يفطر عند أهله
أم نجود: أجل وديني غرفتي أخاف يصحى

ودتها نجود غرفتها..و هي عارفه إن أمها ماتبي تشوف هالزوج..و لا هي راضيه عن الزواج كله..بس ما كان بيدها حل إلا إنها تعارض أمها هالمره..يعني إذا ماتصرفت هي من اللي بيتصرف..خافت إن خالها يضغط عليهم و يضطرون يبيعون البيت..طالعت غرفتها بقهر..و هي تتمنى تستأصلها باللي فيها من البيت كله..(وش فيه هذا ما يقوم؟)

في غرفتها_صحى سيف..مصدع راسه من صوت المكيف العالي..و هو حاس بالحر..و كأن هالمكيف على هالإزعاج مايشتغل..غمض عيونه يستوعب وش صار..تذكر أمس..كيف نسى الدنيا..و لا كان مهتم إلا فيها..(نجود! آه يا نجود وش سويتي فيني؟)
فتح عيونه يطالع المكان اللي هو فيه..غرفتها..دارت عيونه فيها..شاف جدرانها المتصدعه..و تسريحتها اللي كانت مرايه معلقه على الجدار وطاوله..ما عرف هي مكتبه أو تسريحه..كان عليها كتب و أقلام..و شاف دولابها اللي كان بدرفه وحده و الثانيه مكسوره..و انتهى بسريرها الصغير اللي رجلينه تعدته و هو نايم عليه..جلس على السرير و شاف وسادتها..كانت كاتبه عليها بقلم أخضر..{نجودي أنت قويه..نجودي تحدي الأيام..نجودي في النهايه بتنتصرين}
ابتسم بحزن..و التفت لغرفتها كانت صغيره بالحيل..لدرجة إنه يحس إنه ملاها..(يعني اللحين أنا متزوج! وش بيصير بعدين؟ ماتخيلت نفسي أنزل أبدا لهالمستوى..زواج مسيار! و أنام مع وحده ما أعرف عنها غير اسمها! مادري وين راح عقلي و تفكيري؟حاس إن كل اللي أنا فيه خطأ بخطأ..و هي ياترى وش تحس فيه اللحين؟ وش تقول عني؟)
كانت الأفكار تدور في راسه..و يحس ان ما فيه أي طاقه..و مو قادر يركز تفكيره و يعرف وش بيسوي..(لازم اصحصح أول و آخذ وقت ارتب فيه أفكاري..واللي بأقوله لها)
و كأنه بطاريها استحضرها..شافها واقفه عند الباب..تطالعه بنظرات خاليه من أي مشاعر..حس بنبضاته تزيد أول ما شافها..كان وجهها مثل الصبح ..ابتسم لاشعوريا..و نسى كل اللي كان يفكر فيه..
سيف: صباح الخير
نجود: صباح النور

سيف كان يطالعها يحاول يعرف إحساسها..لكنها كانت عاديه..تكلمه و تطالعه و كأنهم من سنين مع بعض..
سيف: أبي آخذ لي شاور

نجود تأففت بسرها..(الظاهر إنه ناوي يطول..هذا ما عنده أهل يروح لهم؟ لايكون مقطوع من شجره و أتورط فيه! ناقصه أنا مصاريف)
سيف يطالعها: فيه شي؟
نجود: لا تعال معي

مشى وراها سيف و هو يطالع البيت و يطالعها..وقفت عند باب الحمام..
نجود: بأروح أجيبلك منشفه

راحت نجود و سيف يطالعها..مستغرب كيف تكلمه و تتصرف معه عادي..و هو كان منحرج و ياله يتكلم..
بعد ربع ساعه طلع سيف..دورها في غرفتها ماشافها صلى الفجر..و رتب الكلام اللي بيقوله لها..و نزل تحت..و شافها واقفه عند باب المدخل....راح و وقف جنبها..كانت السماء زرقاء..و الصبح توه بدأ يطلع..و نسايمه الخفيفه أرست لوجهه خصلات انفلتن من شعرها..شم فيهن ريحة الورد..حس ان الدنيا واقفه على هاللحظه..و سرح لبعيد..لكنه و بصعوبه رجع نفسه للواقع عشان يقدر يكلمها..
سيف: نجود لازم نتكلم

نجود تلتفت عليه..و تتقدم خطوتين و تجلس على درج المدخل..
نجود: تكلم اسمعك
سيف بإستغراب: هنا؟!
نجود: إيه

جلس مثلها على الدرج..و صار قريب منها..و يوم التفتت عليه و شاف ملامحها و بالأخص عيونها نسى كل الكلام اللي كان بيقوله..
سيف: نجود ليه كنت مضطره لهالزواج؟
نجود: مثل ماقلت لك أمس أبي ولي أمر لي غير خالي لأنه يبي يآخذ البيت هو باع حصته في البيت لأمي من سنين لكن اللحين يبينا نبيعه و نروح نسكن عنده

سيف يطالع البيت المتهالك و هو بنظره إنه مايسوى تضحي بنفسها عشانه..
سيف: أبوك متوفي؟
نجود: لا في السجن

سيف كان بيشهق لكنه مسك نفسه..
سيف: ليه؟
نجود: عليه دين ما قدر يسدده
سيف: و أنت ماعندك أقارب؟ اخوان؟
نجود: لا
سيف: و مين اللي يصرف عليكم؟
نجود: نآخذ معاش من الشؤون
سيف: و مين مسئول عنكم؟ يعني إذا احتجتم شي
نجود: أنا مو محتاجه لأحد

سرح سيف يستوعب الكلام اللي سمعه و يحاول يتخيل حالتها..ما توقع إنها وحيده و فقيره لهالدرجه..يطالعها و يحس إن كل هالمكان ماتستاهله..
أما نجود فكانت مستغربه ليه يسأل..و توقعت إنه يبي يتطمن إن ما فيه لها أحد بهالدنيا يحاسبه عشان يجي عندها و يروح على راحته..و احتارت هو ليه للحين ماراح..مو بشاير تقول إن زوجها أول مايصحى يروح..هذا وش يبي للحين جالس..
سيف: أنا بأروح اللحين تبين شي؟
نجود بإستغراب: لا وش راح أبي يعني!
سيف: أي شي يمكن تكونين محتاجته
نجود: لا قلت لك مو محتاجه شي من أحد
سيف: بس أنا مو أي أحد أنا زوجك..عندك جوال؟

نجود تطالعه بقهر..(وش فيه هذا مايفهم أو مو صاحي..اللحين مايشوف البيت و الحاله اللي حنا فيها..بعد كل هذا يسأل عندك جوال)
نجود: لا
سيف: أجل كم رقم تليفون البيت؟
نجود: ما عندنا خط ثابت
سيف يتنهد: زين أنا رايح مع السلامه
نجود من غير إهتمام: مع السلامه

طلع سيف و ركب سيارته وراح للمزرعه عشان يأخذ سيارته الأصليه..(حياتها غريبه..ما تخيل ان فيه بنت بعمرها تتحمل كل هالمسئوليه لحالها..كل اللي مرت فيه أكيد هو اللي خلى عندها هالقوه و الإعتماد على النفس..بس هي وش تحس في هالزواج؟ عندي إحساس إنها و لا فارق معها متزوجه أو لا)

أما نجود فأول ما طلع سيف راحت تتطمن على أمها..ثم راحت لبشاير..اللي خافت يوم شافتها جايه بدري كذا..
نجود: زين لقيتك صاحيه
بشاير: و أنا قدرت أنام أصلا
نجود: ليه صاير شي؟
بشاير: كنت أفكر فيك..نجود مو قادره أصدق إنك تزوجتي مسيار
نجود: و لا أنا للحين مو مصدقه قبل شوي يوم طلع من عندي حسيت إني افتكيت و مابي أفكر إنه بيرجع مره ثانيه
بشاير: و كيف لقيتيه؟
نجود تتنهد: مادري احس تصرفاته و نظراته حتى كلامه غريب
بشاير: ليه؟
نجود: ما رتحت له خاصه نظراته احسها تأخذ كل الأكسجين مني لين ما أقدر آخذ نفسي
بشاير: أكيد نظرات تفحص
نجود: هذا اللي كنت متوقعته بس لا مو كذا
بشاير: أجل كيف؟
نجود: احسه و هو يطالعني سرحان و يفكر بشي ثاني
بشاير: و الله ما فهمت عليك! زين تكلمتم قالك متى بيجي مره ثانيه
نجود:لا..بس سألني عندي أقارب و مين يصرف علينا.....ايه و قبل يروح سألني لو كنت محتاجه شي
بشاير: يمكنه اللحين فرحان فيك يعني أول الزواج دائما كذا يكون متحمس قبل يمل لكن إذا تعود عليك يبدأ هو اللي يطلب مو أنت..هو كبير؟
نجود: لا تحسينه بالعشرينات
بشاير: ما عرفتي عنه شي؟
نجود: لا كان كل همي إني ارتاح منه
بشاير: للحين ما نقدر نعرف مين هو أو كيف بيعاملك..الله يستر منه
نجود: و لا يهمك أنا ماراح أكون ضعيفه قدامه



في بيت أم فارس/

رجع سيف و أهله للحين نايمين..و دخل غرفته و أخذ له شاور على مستوى و بدل ملابسه..و جلس على السرير وملامح نجود و صوتها تدور في باله..و فز يوم انفتح الباب فجأه..
أسيل بقلق: سيف الحمدلله إنك جيت وين كنت؟
سيف: صاير شي؟
أسيل: لا بس خفت عليك ما نمت و أنا انتظرك..و من أمس ادق عليك مقفل جوالك
سيف بإرتباك: أنا..كنت ناسي اشحنه..جلست في شقة واحد من العيال و راحت علي نومه
أسيل: المهم إنك بخير..افطرت؟

سيف تذكر إنه حتى ما تعشى..و توه يحس بالجوع..
سيف: لا و ميت جوع
أسيل: اللحين اخليهم يجهزون لك فطور

طلعت أسيل و سيف يطالعها بحنان..كانت دائما تحبه حيل و تهتم فيه..و سأل نفسه لو عرفت إن هالأخو اللي تعزه و تفتخر فيه يكذب عليها و إنه متزوج مسيار..وش بتكون نظرتها له..وش بتكون نظرة أهله..(مع كل هذا مو قادر أتراجع فيه شي يشدني لك يا نجود و مو قادر أقاومه..احس إنك محتاجه لي..و ما أقدر اخليك لحالك)



في بيت أبونادر=العصر/

كانت رغد جالسه في الصاله مع رنا و أمها..و دخل عليهم نادر و طلال..و جلسوا يتقهوون معهم و يسولفون..أما رغد فكانت سرحانه تفكر في إخوانها..نادر و طلال..كل واحد عنده هم مو معترف فيه..(نادر صار أحسن اللحين على الأقل صرنا نشوفه يجلس معنا لو كانت هالجلسه ما تكمل ساعه و حتى صار يطلع كل جمعه مع الشباب و يدخل معهم..بس طلال مين يقدر يشيل من باله عقدة الذنب اللي يحسها اتجاه لينا)
طلال: رغوده وين رحتي؟
رغد: أفكر
طلال: في إيش؟
رنا تتلقف: بالفلم اللي شافته اليوم و طلعت و عيونها منفخه من الصياح
فيصل يدخل: و أنا أقول وش جاب الهنود في حلمي أثاري هذا صوت تلفزيونك أنا الغلطان اسكن جنبك صدق لا قالوا أختار الجار قبل الدار
رغد: أشوفك صحيت بدري..ليش توك تقوم؟
فيصل: من إزعاجك مانمت إلا بعد ما خلص الفلم
رغد: نادر أنت سمعت شي؟
نادر: لا
رغد: شفت إنك كذاب
فيصل: نادر غرفته قدامك مايسمع أنا جداري بجدارك
طلال: عاد هي وش ذنبها كان أذانيك تسمع من ورى الجدران
رغد تضحك: حلوه

و دق جوالها..و فيصل قريب منه و أخذه يشوف الرقم بحماس..توقعها أسيل..لكنه بعد ماشاف إسم مرام رماه على رغد بملل..كان مقهور له سنه ما سمع صوتها..و من يوم تغطت عنه ما في يوم خدمته الصدفه و خلته يشوفها..
ردت رغد..
رغد: مرحبا
مرام: أهلين رغد وش أخبارك؟
رغد: تمام و أنت؟
مرام: الحمدلله..وش عندك اليوم؟
رغد: مادري للحين ماعندي شي
مرام: خلاص أنا عازمتك أنت و سهى و قولي لأسيل و حلا يجون بعد لأن ماعندي أرقامهم
رغد تفاجأت: سهى بتجي عندك؟
مرام: إيه أمي عازمه أمها و بتعزم أمك بعد
رغد: زين أكلم البنات و أقولك
مرام: انتظرك مع السلامه
رغد: مع السلامه

سكرت رغد..
أم طلال: وش تبي مرام؟
رغد: عازمين خالتي و تبي تعزمنا وتبيني أقول لأسيل و حلا يجون
أم طلال: ليه البنات مو رايحات مع الحريم للزواج؟
رغد: أي زواج؟
أم طلال: زواج وحده من معارف أم فارس
رغد: أكيد لا..أمس في الكليه ماقالوا شي
أم طلال: زين أجل قولي للبنات يجون معنا..ياحليلها مرام تبي تتجمعون مع بعض

قامت رغد تدق على أسيل مع إنها عارفه جوابها من اللحين..
أسيل: أهلين رغوده
رغد: هلا أسيل
أسيل: رغد وش رأيك تعزميني عندك؟
رغد: أنا داقه أعزمك أنت و حلا
أسيل بفرح: والله! أنا أقول ما فيه أحد يحس فيني مثل رغودتي..بس حلا ماراح تجي مسوين حفله لبنت جارتهم أم راشد اللي رجعت
رغد بخوف: إيه بس أنا مو داقه أعزمك عندي
أسيل: أجل وين؟
رغد: مرام دقت تعزمنا عندها
أسيل: أنت من صدقك؟
رغد: إيه عازميننا و خالتي و قالت أناديك أنت و حلا
أسيل بقرف: مالت عليها هذا اللي ناقص أروح لها بيتها بعد!
رغد: كنت حاسه إنك ما بترضين..أسوله تكفين عشاني مابي أروح لحالي
أسيل: استحاله
رغد: لكنها عزمتك يمكن تبي تبدأ من جديد
أسيل: لا جديد و لا قديم هي متأكده إني ماراح أجي
رغد: خلاص اقهريها و تعالي معي
أسيل: لا ما عندي إستعداد أرفع ضغطي..لا و سهى فيه بعد ماطيقها و إذا بدت تسبل بعيونها كل ماجاء طاري فيصل ودي أقوم اذبحها
رغد بملل: يعني أروح لحالي؟
أسيل: لا تروحين تحججي بأي شي
رغد: ما أقدر خاصه إذا كانت أمي رايحه لهم
أسيل: أووف أنا عارفه وش جايبهم من الشرقيه كانوا مريحين!
رغد: زين وش بتسوين أنت؟
أسيل: مادري بأشوف إذا أسماء في البيت أو بأروح لحلا
رغد: أوكي مع السلامه
أسيل: مع السلامه والله يعينك

رجعت رغد عند أهلها..و فيصل كان متحمس يوديهم عشان يشوف أسيل..
أم طلال: هاه بيجون عمتك دقت تسأل؟
رغد: لا
أم طلال: ليه حرام عليهم يفشلون مرام و هي أول مره تعزمهم
رغد: أسيل بتروح لأسماء....
أمها تقاطعها: والله أسيل مادري وش فيها صايره كذا ماتستحي..كم لها عمتها في الرياض و لا مره راحت لبيتها كل يوم طالعه بحجه شكل

قامت عنهم..و رغد تفكر لو أسيل عرفت وش قالت أمها لا و قدام فيصل..وش بتكون ردة فعلها..حتى فيصل قام معصب لأن الفرصه اللي كانت بتخليه يشوفها هي ضيعتها بعنادها..طالعته رغد بإستغراب..
طلال: أووه زعلوا على الحبيبه و مارضى عليها
رغد: أمي تبالغ و إذا انشغلت أسيل و ماراحت مافيها شي عادي
رنا: معذوره أسيل أنا اطفش إذا رحت عند عمتي
رغد: خلاص اسكتي لاتسمعك أمي مو ناقصين
رنا: خلاص عشان ماتزعل أمي دقي على حلا هي عادي تجي و خليها تجيب شوق معها
رغد: والله مصلحجيه تدور وناستها..أصلا حلا و أهلها عندهم عزيمه بمناسبة رجعة بنت جيرانهم اللي راحت من سنين
طلال يتذكر: مساهير؟!
رغد بإستغراب: مادري بس أسيل تقول بنت أم راشد
طلال انصدم: مساهير رجعت؟
رغد: تعرفها؟
طلال: إيه اتذكرها كانت دائما تجلس في بيت أم عمر و كأنها ساكنه عندهم

ابتسم طلال و هو يتذكر ذيك الأيام..أيام كانت الفرحه تعرف طريقها لقلبه..و الأهم تعرف طريقها للينا..تمنى يدفع عمره بس يشوفها لينا اللي يتذكرها..تخيل لو يوسف ما مات..كان يمكن لو عرف إنها مرتاحه..يقدر ينساها..بس يمكن رجعة مساهير ترد شوي من لينا الأولى..
طلع من أفكاره..و ماشاف عنده إلا نادر..
طلال: بسم الله وين رغد و رنا؟
نادر يبتسم: اللي آخذ عقلك قبل شوي طلعوا
طلال: و أنت ماراح تطلع
نادر: إلا رايح للشرقيه
طلال: الخميس عاد! مايمديك
نادر: بأجلس هناك أسبوع
طلال: يعني مو معنا في الطلعه بكره؟
نادر: لا زواج ولد خالي الأسبوع الجاي و أبي أساعدهم
طلال: يله نشوفك على خير
نادر: سلم على الشباب و اعتذر منهم



في بيت أم سامي/

لبست سهى و كشخت على الآخر..و هي تحط لمساتها الأخيره..سمعت جوالها يدق..شافت رقم مرام و ابتسمت..
سهى: هلا
مرام بفرح: خطتنا نجحت
سهى: والله!
مرام: و أنت عندك شك؟ انها كانت بتوافق تجي
سهى: مادري قلت يمكن عشان رغد
مرام: لا حبيبتي هي تعرف زين اننا مانطيق بعض..بس اللحين أنا عند رغد و خالتي أم طلال اني الطيبه اللي تبيها و هي المغروره اللي شايفه نفسها..وش رأيك في أفكاري؟
سهى: خطيره و أنا بعد مو هينه
مرام: و أنت وش سويتي؟
سهى بفرح: خليت سامي يروح بالسواق لصديقه و كذا ماصار عندنا أحد يجيبنا لكم غير فيصل
مرام: حلو اللحين تعجبيني..و صدقيني كلها مسألة وقت و نفتك من أسيل
سهى: أتمنى لأنه بيصير صعب اني أخسر فيصل بعد ما صار عندي هالأمل
مرام: ما بتخسرينه خليك وراي و ما بتخسرينه..بس اللحين اذا جاء لازم تسوين اللي أقولك عليه

سكرت سهى و فكرة مرام تدور في بالها..أعجبتها الفكره بس خافت ان ردة فعل فيصل تكون عكس توقعات سهى..و ترددت تسويها أو لا..لكنها و هي تنزل مع الدرج و تسمع صوته لحاله..نزلت بكل تهور و نفذت الخطه..
وقفت قدام فيصل تمثل انها مصدومه بوجوده..قبل تغطي وجهها بيدينها و ترجع من الصاله اللي كان واقف فيها..كان قلبها يدق بقوه و لا عرفت كيف كان شعوره يوم شافها..أو حتى ان كانت مثلت زين انها انصدمت بوجوده..(كنت مرتبكه ما نتبهت كيف ردة فعله..أخاف باين اني قاصده أدخل..لااا لو بان هالشي بأطيح من عينه أكيد..الله يستر من فكرتك يا مرام)
بعد دقايق كانوا معه في السياره..ما تجرأت تسلم عليه كالعاده..و لا هو حاول يسلم عليها أو يكلمها..حست انه غريب حتى بكلامه مع أمها..لكن ماقدرت تفهم وش ردة فعله على اللي صار..لأنها كانت متوتره و خايفه..و هي تعيد الموقف اللي صار يمكن تتذكر كيف كان يطالعها..أو كيف هي مثلت الموقف..بالنهايه تمنت انها ما سوت هالشي..هي مو متحمله ان فيصل مو حاس فيها كيف بتتحمل لو عرفت انه مستحقرها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت من المصنع..عشان يبدل ملابسه و يطلع مع شلته..لكنه و هو يدخل شاف الخدامات يرتبون البيت و يدخنونه..
راح للمطبخ..و هناك شاف لينا و لأول مره متحمسه و هي تجهز و ترتب الحلويات اللي قدامها..
عمر: خير وش عندكم؟
لينا بحماس: مو قلنا اليوم بنسوي حفله بمناسبة رجعة مساهير

عمر حس بالقهر..لكنه كتم هالشعور مايبي يخرب على لينا فرحتها..و يمكن هذا الشي الوحيد اللي بتفيد فيه رجعة مساهير..
عمر: شكلك فرحانه برجعتها؟
لينا: طبعا يا عمر هاذي مساهير هاذي أختي..بس أنت شكلك نسيت و إلا كان ماسألت هالسؤال!

عمر..(ياليتني نسيت..كان ماحسيت بالقهر اللي أنا حاس فيه اللحين لدرجة لو أشوفها قدامي خنقتها بيديني)
عمر: خمس سنين تنسي يا لينا
لينا بحزن: لو كنت تحب بصدق ماراح تنسى لو بعشرين سنه

عمر حس ان هالكلام عن يوسف..و تنهد على حال لينا..اللي دائما شاغل باله..

عمر يغير الموضوع: ولو اني أشوف انها ماتستاهل هالحفله بس عشانك باسأل محتاجين شي؟
لينا: حرام عليك يا عمر ليه حاقد عليها؟
عمر: أنا مو حاقد و لا مهتم فيها أنا بس أذكر انها تركت أمها و راحت وراء أبوها بس عشان فلوسه
لينا بدفاع: عمر لا تقول كذا أنت عارف ان مساهير كانت متعلقه في أبوها بعدين أم راشد كان معها راشد
عمر بملل: قفلي على هالموضوع يا لينا لأني مالي خلق..و قوليلي تبين شي؟
لينا: لا مشكور ما تقصر
عمر: زين أنا طالع أبدل و بأروح عند العيال

تركها عمر و طلع لغرفته..و هناك فتح شباكه و شاف غرفتها للحين بستايرها الليمونيه..كانت منوره..و حس انها هناك جالسه على تسريحتها اللي مابينه و بينها غير هالستاير..هز رأسه يطرد الأفكار اللي فيه بقهر..و سكر شباكه بكل قوته..(وش فيك يا عمر ما سرع رجعتك الخبل اللي يحبها من سنين..و اللي ماتحلى له الدنيا الا لاشاف ضحكتها..بس لا أنا بأدفعك ثمن السنين اللي بعدتيها يا مساهير..لازم أطلع فيك كل القهر اللي كنت سببه..الله جابك لي)



في سيارة سيف/

كان ماشي مايدري الى وين و يفكر..مايدري ليه رفض يجتمع مع طلال و عمر..و ليه اتحجج انه معزوم عند زميل له في الجامعه..(معقول اني أفكر أروح لها؟....لازم اتكلم معها..مابيها تكرهني بعد اللي صار أمس و هذا اللي شفته بعيونها اليوم..كنت احسها مو مصدقه متى تفتك مني....فيها شي غريب أبي افهمه..هي مو مثل أي بنت..أو يمكن ظروفها و الحاله اللي هي فيها خلتها تنسى انها بنت..احسها عاملتني كأن بيني و بينها مصلحه..ما كانت تعاملني أبدا كأننا رجل و مره متزوجين)

خطر في باله شي..و غير طريقه لأقرب مول..


في بيت أم فارس/

جلست أسيل تدور بملل في البيت بعد ماراحت أمها..و اتصلت على أسماء و قالت انها معزومه عند أهل رجلها و راح تجيهم بكره..فكرت تروح لحلا..بس هي ماكان لها خلق لاجتماعات كبيره..فجأه طرت عليها جوري..(صح كيف كنت ناسيتها!)
بس تذكرت ان السواق مع أمها..و سيف طلع لزميله قبل ساعه..و مابقى في البيت غير فارس اللي من العصر دافن نفسه في المكتب..و ما تجرأت تروح تطلب منه..
لكنه بعد نص ساعه طلع و شكله مستعجل بيروح..
فارس: أسيل وش تسوين في البيت لحالك؟
أسيل: أمي معزومه و أسماء عند أهل رجلها و....
فارس يقاطعها: خلاص خلاص أنا مو فاضي أسمع تحركات العائله لازم اروح اللحين
أسيل: و أنا؟
فارس بملل: وش فيك؟
أسيل: تتركني لحالي
فارس بإستهزاء: تبيني أجلس معك يعني؟!
أسيل تجرأت: لا ودني بيت أمي حصه على طريقك
فارس يطالعها: و مين قالك انه على طريقي؟
أسيل: لا يعني دامك طالع
فارس يتأفف:تروحين تلبسين عبايتك و تجين ماعندي استعداد انتظرك تبدلين و تتعدلين

أسيل تطالع بنطلونها الرمادي الخفيف و بلوزتها الورديه البسيطه اللي كان باين انه لبس بيت مو طلعه..بس ما كان قدامها حل غير انها تروح فيهن..أو تجلس لحالها..و ركضت لغرفتها و أخذت عبايتها و نزلت قبل يطرأ عليه شي يخليه يغير رأيه..لكن و هي تركب السياره تذكرت شي و كانت بتشهق..بس مسكت نفسها في آخر لحظه..تذكرت انها مادقت على جوري و لا تدري ان كانوا في البيت من الأساس أو لا..تخيلت شكل فارس لو قالت له كيف بيعصب عليها..عشان كذا اسكتت و هي تدعي انهم يكونون في البيت..يوم فكرت تدق عليها اكتشفت إن حتى جوالها نست تآخذه..



في بيت نجود/

كانت نجود تدور في الحوش بملل..بشاير كان عندها زوجها..و باقي جيرانها طالعين..و أمها كالعاده هالوقت نايمه من تأثير الأدويه اللي تأخذها..(مين يجلس في بيته يوم الخميس غيري؟ هاذي ميزه حصريه لك يا نجود)
سمعت جرس الباب و ما صدقت..تأملت انه يمكن لو أحد من بزران الحاره تلعب معه..أحسن من هالملل..فتحت الباب على طول..و هي تطالع الصغير اللي بيدخل..لكنها تفاجأت و هي تشوف مستواه ابتعد عن الأرض..و ابتعد حتى عن مستوى نظرها..رفعت راسها و هي تشوف سيف قدامها..يطالعها بنظرته المعهوده..
نجود بصدمه: أنت؟!
سيف و عيونه عليها: منتظره أحد؟
نجود: لا
سيف يعصب: أجل كيف تفتحين الباب كذا بدون لا تسألين مين اللي بيدخل عليك!!

نجود تفاجأت بكلامه..و كانت بتضحك..أول مره أحد يخاف عليها..و لهالدرجه..و تخيلت مين المقرود اللي يفكر يطق عليهم و ناوي يسرق..
سيف يكمل: مره ثانيه ما تفتحين الباب الا و أنت عارفه مين فاتحه له الباب سمعتي؟
نجود بلا مبالاة: زين

دخل و سكر الباب..و نجود تتأفف بسرها منه..كانت طفشانه و مالها خلق له..كانت تحسب انها تحس في بشاير و اللي يصير معها..لكنها اكتشفت انه أكبر من اللي كانت تتخيله..
سيف: جالسه لحالك؟
نجود تلعب برجلها و تطالع الأرض: ايه

كان سيف يطالعها بثوبها السماوي البسيط..و شعرها اللي رفعت منه خصلات بسيطه عن وجهها ولمتهن في ربطه صغيره و نزل شعرها الخفيف لخصرها..و سأل نفسه معقوله ماتعرف وش كثر هي حلوه..و لا تلاحظ كيف تأثر فيه..
سيف: خالتي وين؟
نجود: نايمه
سيف: خساره كنت أبي اسلم عليها..اليوم ماشفتها

طالعته نجود بإستغراب..و حست ان ورى هالتصرفات الطيبه أكيد فيه شي..
سيف: ماراح نجلس؟
نجود: تبي داخل أو هنا
سيف: كله واحد

راحت نجود و جلست على درج المدخل كعادتها..لحقها سيف و مسكها قبل تجلس..
سيف: انتظري
نجود فزت: وش فيه؟!
سيف: المكان غبار

نجود هالمره ضحكت ما قدرت تمسك نفسها..و جلست و هي تضرب الأرض بيدينها..
نجود: عادي غبار و يروح في حاله ترى ما يأكل

أما سيف فكان يطالعها مو قادر ياخذ نفسه..ضحكتها طيرت عقله..أو اللي بقى من عقله..لأنه من يوم يشوفها ينسى عقله و لا يحس الا بقلبه..اللي بكل نبضه فيه يبيها..و جلس جنبها و نسى الغبار اللي جالس عليه..التفتت تطالعه و شافته للحين يتأملها..صارت تطالعه هي بعد يمكن تفهم شي من نظرته..لكنها ما رتاحت و نزلت عيونها..
سيف يتنهد: وش كنتي تسوين؟
نجود: و لا شي
سيف: جبت لك هديه

انتبهت نجود للأكياس اللي كانت في يده..و تذكرت كلام بشاير..و باين ان معها حق..شكل زوجها للحين فرحان فيها و متحمس..و هي لازم تستفيد منه دامه اللحين طيب معها..على الأقل تستفيد من هالزواج مثل ما هو مستفيد..
طلع سيف علبه مغلفه..و حطها في حضنها..و هي ظلت تطالعها بإستغراب و تخمن وش فيها..
سيف: ما عندك فضول؟ ماراح تفتحينها؟

طالعته نجود بنظرات شك و عدم اقتناع باللي جالس يسويه..أما سيف فكانت نظراتها له توديه لدنيا ثانيه ما يشوف فيها غيرها..
فتحت التغليف..ثم العلبه و تفاجأت بالجوال اللي ماسكته بين يدينها..و اللي كان من أحدث الأنواع..و التفتت عليه مستغربه..
نجود: جوال!!
سيف: ايه عشان اتطمن عليك و إذا احتجتي شي تكلميني
نجود: ما كان له داعي
سيف: و اللي قلته مو أكبر داعي
نجود تطالعه بشك: يعني لو احتجت شي و دقيت طلبته منك بتجيبه لي؟
سيف: أكيد
نجود: بس أنا ماعرف استخدمه
سيف يبتسم: أنا بأعلمك

نجود بدت تشك في طيبته الزايده لدرجة انها كانت بتسأله..هو ليه يعاملها بهالرقه..بس تراجعت..لانها قررت تستفيد من هالوضع..و هالجوال لو تبيعه بيجيب لها مبلغ يسوى..
سيف شافها سرحانه..و دق عليها..و هي أول مادق الجوال بين يدينها فزت و التفتت عليه..
سيف يبتسم على ملامحها: يله ردي

نجود تطالع الشاشه اللي انكتب فيها اسمه..
نجود: كيف أرد؟
سيف:اضغطي على العلامه الخضراء

سوت نجود مثل ما قال لها..و ردت عليه..
نجود: نعم
سيف: مرحبا
نجود تضحك: صوتك مو حلو فيه
سيف انصدم: والله مغروره! زين ما سألتي كيف صوتك أنت فيه؟
نجود تحمست: صح كيف صوتي؟
سيف يتأملها: يسحر
نجود ماهتمت: كيف أسكر خلاص لا تصرف بدون داعي
سيف: أول قولي مع السلامه
نجود بتريقه: مع السلامه خلنا نشوفك
سيف: مع السلامه..اضغطي على الزر الأحمر

ضغطت نجود..و التفتت عليه..
نجود: بس
سيف: ايه..ما تبين تعرفين شي ثاني؟
نجود: مثل ايش؟
سيف: كيف تدقين علي..كيف ترسلين..كيف تصورين....
قاطعته نجود: لاااا كل هذا بعدين انسى
سيف: ماراح تنسين المسأله سهله

وصار يعلمها..كيف تطلب رقمه..و كيف ترسل و تستقبل الرسايل..
سيف: شفتي انه سهل
نجود تضحك: هذا ان كنت للحين اذكر اللي قلته
سيف يطالعها: معي هديه ثانيه لك
نجود بإستغراب: هديه!
سيف: هاذي عاد أهم من الأولى

لكنه ما عطاها لها..و هو اللي فتح العلبه الصغيره..و طلع منها دبله أنيقه و فخمه..و بنفس الوقت ناعمه تناسب أصابعها النحيله..مسك يدها و لبسها الدبله..اللي أخذ مقاسها من الخاتم اللي كان معه من ذاك اليوم..عشان كذا كانت الدبله مقاسها بالضبط..تأمل يدها اللي ماسكها..و باسها..قبل يضمها بين يدينه..
و نجود كانت تطالعه و مو عارفه كيف تتصرف معه..كانت متوقعه صوره لزوج بشاير في كلامه و تصرفاته..لكن سيف كان بعيد كل البعد عن أي شبه فيه..عشان كذا ما شافت داعي لهجومها اللي كانت ناويه عليه..على الأقل اللحين و لحد ما يطلع وجهه الثاني..و تسآلت متى بيطلع وجهه الثاني..و كيف بيكون..
نجود: ليه الدبله؟
سيف: مو زوجتي؟ لازم تلبسين دبله
نجود بسخريه: بس زواج المسيار ما فيه دبل
سيف عصب من الطاري: هذا زواجنا أنا و أنتي و لا تسمين لي هالاسم مره ثانيه
نجود:اذا كان هالشي يريحك بكيفك..بس الحقيقه ما تتغير اذا أنكرناها
سيف: نجود أنت نادمه على هالزواج صح؟
نجود بصراحه: ايه
سيف: يعني ماكان قدامك حل غيره؟
نجود: لو كان فيه حل ما كان شفت نفسك هنا
سيف: أنا آسف يا نجود بس كل اللي أقدر اسويه لك اني أحاول أخفف هالحمل عنك
نجود ماصدقته و غيرت الموضوع: سيف أنت تشتغل؟
سيف: لا أنا في آخر سنه
نجود: أجل من وين جبت فلوس الجوال و الدبله؟

سيف تفاجأ بسؤالها..اللي حسسه ان هاللي عطاها شي كبير عندها..لدرجة انها تستغرب مصدره من طالب..مع انه ماكان يحس انه جاب لها شي يسوى لهالدرجه..ما حب يقولها المصدر..خاف ان عرفت الفرق بينهم..يزيد الحاجز بينهم..
سيف: من المكافأه
نجود: و أنت ماتحتاج المكافأه يوم تخربها كذا؟
سيف: و مين قال اني خربتها؟

سكتت عنه نجود..و هي تتذكر انه جاي بدري..و شكله ناوي يطول..و هي ما كان عندها عشاء تقدمه له..(يعني ما قدر يصبر لين بعد بكره..عشان يطلع معاش الشئون..و أنا وش دخلني فيه..اذا جاع يروح يأكل عند أهله..أنا مو ناقصه اصرف عليه..حتى الجوال اللي فرحانه فيه بكره يحتاج فلوسه و يأخذه يبيعه..و أنا ما أخذت الا طالب ليه مو موظف يمكن يفيد)
سيف: وين رحتي؟
نجود انتبهت: نعم
سيف: كنت أسألك وش تبين نتعشى؟
نجود: مادري
سيف: يعني أجيب لك على ذوقي
نجود ماصدقت: ايه

طلع سيف من البيت و هي تطالعه..(الحمدلله افتكيت من هم العشاء..بس للحين مو قادره أفهمه..احس تصرفاته غريبه..و لو مو عارفه الحال اللي أنا فيها كنت قلت انه يسوي كل هذا طمعان في شي عندي)



في واحده من الاستراحات/

كان طلال يلعب كوره مع أصدقائه..و يوم خلصت المباره..راح يغسل و يبدل ملابسه..و من بعيد شاف عمر جالس يشوي لحاله..و راح عنده..
عمر: هاه مين اللي غلب؟
طلال: طبعا حنا..ليه مالعبت و الا خايف من الهزيمه
عمر: لا بس للحين مكسل من السفر و لا نمت زين
طلال: و ليه مانمت و أنت من الصبح راجع
عمر: كان عندي أرق
طلال يغمز له: و السبب؟
عمر بإستغراب: أنت وش عندك على هالتحقيق؟
طلال: يعني ماعندك أخبار تبي تقولها لي
عمر: لا..ليه متوقع ان فيه أخبار!
طلال: رجعة مساهير مو خبر؟
عمر عصب: و أنت كيف عرفت؟
طلال: الأخبار الحلوه تنتشر
عمر بإستهزاء: و مين قال انها أخبار حلوه ان شاء الله؟!
طلال: يعني أنت ما تأثرت برجعتها؟
عمر: و ليه أتأثر ان شاء الله عسى عشان سوالفنا قبل..لا حبيبي أنا كبرت على هالتفاهات

تركه و راح و طلال اللي صدق كذبة عمر يفكر..(ياليتني مثلك يا عمر..انسى ذاك الزمان و اللي صار فيه..بس كيف انسى و أنا احس لينا متعلقه فيني طول العمر..مو قادر ارتاح لين هي ترتاح)



في بيت أم العنود/

دخلت أسيل و هي تتفس براحه بعد ما قالت لها الخدامه..إنهم موجودين في البيت..دخلت الصاله و شافت جوري و ياسمين جالسات يتفرجون على التلفزيون..
أسيل: مفاجأه
ياسمين تفاجأت: أسيل؟
أسيل: هي بحد ذاتها

دخلت و سلمت عليهم و ارتاحت..إنه ما عندهم أحد..
أسيل: زين ما عندكم أحد جايه بلبس البيت فارس ما عطاني فرصه أبدل..حتى جوالي نسيته!
ياسمين تضحك: أنت احمدي ربك اللي رضى يجيبك
أسيل: صادقه..أنت لو تشوفين بس كيف طلبت منه كان كسرت خاطرك
جوري: لهالدرجه تخافين منه؟
أسيل: مو خوف بس فارس يحسسني بنظراته إن كلامي و اللي أطلبه سخيف و ماله داعي

كملت أسيل سواليفها..لكن جوري ما كانت تسمع..(غريب أنت يا فارس..و الأغرب شعوري اتجاهك..يعني لو ما كنت خطبتني كنت بأفكر فيك كذا؟ أو هالإحساس بس نتيجة إنك كنت تخصني بوقت من الأوقات؟)
حاولت تطلع من أفكارها و تدخل بالجو مع أسيل و ياسمين..و اقترحت تسوي لهم عصير بنفسها..و هي رايحه المطبخ سمعت التليفون يدق..و راحت ترد عليه..
جوري: مرحبا
فارس بإستعجال: جوري؟

جوري عرفته و انصدمت..توها تحاول تطلعه من أفكاره..تقوم تسمع صوته مره وحده..
فارس بملل: جوري وين رحتي؟
جوري بفزع: نعم
فارس بإختصار: قولي لأسيل إني انشغلت ما قدر أرجعها تدور من اللحين أحد يوديها

جوري خافت إن أسيل ماتلقى أحد يرجعها..
جوري: بأناديها تكلمها
فارس بعصبيه: لا تنادينها ما عندي وقت مو قادره تقولين لها هالكلمتين بنفسك!

سمعت أحد يكلمه و سكر بدون مايقول لها حتى شكرا أو مع السلامه..وقفت مصدومه و خايفه بنفس الوقت..جرحتها الطريقه اللي كلمها فيها..و كيف صرخ عليها..(مادري ليه أحبه و هو الوحيد اللي يعاملني بإستخفاف؟ نفس الطريقه اللي كانوا يعاملوني فيها بنات عمي..و كأني اشتقت لهالمعامله! لا أنا من اليوم بأنساه و لا راح اهتم فيه أبدا و التفت لحياتي اللي ما صدقت إنها تعدلت أقوم أدور على النكد بنفسي)



في بيت نجود/

كانت جالسه في مكانها من طلع سيف عنها ما تحركت..تطالع دبلتها..(مادري ليه مو مرتاحه لهالسيف؟ أحس تصرفاته غريبه..الله يستر من اللي بيطلع منه)
دق الجرس و راحت تفتح..لكن ما شافت أحد يدخل..و طلت مع الباب و شافت سيف واقف..
سيف بعصبيه: أنا وش قلت؟

نجود سكرت الباب في وجهه..
نجود تستهبل: مين عند الباب؟

لكنها ما سمعت رد..و حست إنه صدق زعلان..فتحت الباب شوي لكنه ما دخل..و راحت أخذت جوالها تدق عليه..تشوف يمكن راح..
نجود: سيف
سيف: ........
نجود: دامك ماراح تتكلم ليه رديت؟
سيف: .........
نجود: بأعد للخمسه إذا ما دخلت بأسكر الباب و أروح أنام و أنا جوعانه لأنك واعدني تعشيني و لا جيت..واحد..اثنين..

شافته يدخل و ابتسمت و لعبت له حواجبها بمكر..سيف مع إنه كان معصب منها لأنها ما سمعت كلامه..إلا إن حركتها صدمته..و خلته يضحك..قرب عندها..
سيف بعتب: نجود أنا كنت أتكلم جد مو زين تفتحين الباب هالوقت و غيره من غير ما تعرفين مين اللي جاي أنت ناسيه إنك في البيت لحالك مع أمك
نجود: لا تخاف أنا بمية رجال
سيف: لا بأخاف أنت مو شايفه هالحارات كيف شكلها
نجود بإستغراب: وش فيها يعني عادي!

سيف سكت و عرف إنه هو بس اللي يشوفها مقطوعه و ما فيها أمان..لكن هي أكيد تعودت عليها..
سيف: أوعديني
نجود: أوعدك والله أنت مكبر السالفه و هي ما تسوى
سيف: سلامتك ما تسوى!
نجود تغير السالفه: خلنا نتعشى أنا ميته جوع

راحوا يتعشون..و طول العشاء و نجود هي اللي تتكلم ما سكتت..كانت تسولف له عن أمها و تعبها و أحداث المدرسه..و البنات..و أشكالهم..و تقلدهم له..و هو يضحك..لدرجة إنه نسى يتعشى..عكس نجود اللي كانت تسولف و تأكل و لا مهتمه بشي..مع إنها ما كانت مرتاحه له..بس هي طبيعتها كذا..ما تعرف تتصنع و دائما تتكلم و تتصرف بعفويه..
نجود: الحمدلله..آي بطني امتلى
سيف يبتسم: عليك بالعافيه
نجود: أنت شبعت؟
سيف: الحمدلله

شالت نجود الباقي من العشاء و راحت المطبخ..كانت تغسل الصحون..و دخل عليها سيف..
سيف: تبين مساعده؟
نجود بإستغراب: لا ما فيه شي كثير

سيف كان يطالع البيت اللي كان يحس إنه بأي لحظه ممكن يطيح..كان كل شي فيه قديم و بالي..جدرانه..و سقفه..و أثاثه..حس إنها تعيش الفقر بعينه..
سيف: نجود وش تسوين في وقتك لحالك؟
نجود: أذاكر تعرف يقالي ثالث ثانوي بس ترى مو كثير لا تفكر إني شاطره..و أتفرج على التلفزيون..و لازم أمر على كل الجيران آخذ أخبارهم..و بكذا يروح اليوم
سيف يضحك: أنت أدبي أو علمي؟
نجود: أدبي و ياله فالحه فيه بصراحه أكره الدراسه
سيف: بس هذا مستقبلك و لازم تهتمين فيه
نجود بإستهزاء: تكفى عاد ياهالمستقبل أنت تصدق هالكلام لازم الوحده يكون لها كيان و مستقله كله كلام فاضي..الوحده أحسن تتزوج لها واحد يصرف عليها و ترتاح
سيف: أول مره اسمع وحده رأيها كذا!
نجود: يمكن اللي تعرفهم تعودوا على الراحه بكل حياتهم عشان كذا متحمسين للشغل..أما أنا فمن يوم كان عمري ثمان سنين و أنا تعودت على المسئوليه و الشغل لحد ما مليت و نفسي ارتاح و أحد يهتم فيني
سيف بإستغراب: كنت تشتغلين؟
نجود: و للحين
سيف: وش تشتغلين؟
نجود: كل شي
سيف: مثل
نجود: أخيط و أساعد وحده تطبخ أكلات و تبيعهن و إذا كان عند أحد حفله أروح أساعدهم..يعني تلقاني هنا و هنا أهم شي أكسب لي كم قرش

سيف ما أعجبه اللي سمعه..ما رضى عليها هالوضع..بس هي كانت تتكلم و كأن هالشي عادي..و هو ما عرف إن كان له حق يمنعها..و لو منعها بيعوضها عن اللي بتخسره..و إلى متى..كان في راسه ألف سؤال و سؤال..عنها..و عن حالتها..و شعوره اتجاهها..و الوضع اللي هم فيه..
نجود خلصت: اوف و أخيرا
سيف: قلتلك اساعدك ما رضيتي

وقفت نجود..ماتدري وش تسوي..أو هو وش ناوي يسوي اللحين..لكنه تكلم..
سيف: ما فيك نوم الساعه وحده؟
نجود: لا كثرت الأكل بأجلس شوي
سيف: وين تبين نجلس؟

نجود..(لو تروح بيتكم مو احسن..و الله شكله بيلزق فيني..الله يعين..أنا لو أخذت واحد متزوج مو أحسن)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: هاه..وش رأيك نطلع السطح؟
سيف: السطح؟!
نجود: ايه أنا ما أحب اجلس داخل البيت
سيف: على راحتك

و راح معها..كان متحمس يعرف عنها كل شي..طلعوا السطح..اللي كان مظلم و مرعب..
سيف: وين الأنوار؟
نجود: ما فيه أنوار
سيف: كيف تجلسين بهالظلام؟
نجود تضحك: لا تكون خايف!
سيف: لا بس أنا اسأل كيف أنت ما تخافين؟
نجود: مو قلتلك أنا بمية رجل..تعال بأوريك شي

راحت عند الجدار اللي كان عنده صناديق قديمه..و وقفت عليهن تطل على الشارع..سيف انصدم منها وراح وراها بسرعه.. شكل هالصناديق باليه و ممكن تتكسر بأي لحظه..و ما كان متطمن لشكلهن و اللي ممكن يطلع منهن..
سيف: وش تسوين؟
نجود: اركب و شوف

راح لها سيف و وقف جنبها..و شاف هي وش تشوف..كانت تطل على شوارع فاضيه و بعيده و مظلمه..
سيف: مو شايف شي!
نجود تلتفت له: كيف مو شايف! طالع الطريق البعيد
سيف: زين طريق و تمشي فيه سيارات وش تطالعين فيه؟
نجود: اطالع السيارات و انواعهن اللي كشخه و اللي عاديه و اللي احس انها تخوف..و اجلس أفكر في اللي راكبينها و اتخيل حياة كل واحد فيها..يعني شوف السياره اللي مرت هاذي باين انها سيارة عائله و بما انه اليوم الخميس فأكيد راجعين من حفله..اممم خلنا نقول ان خالتهم سوت عمليه و الحمدلله نجحت و صارت بخير و ان عيالها خلوا هالحفله بمناسة فرحتهم بسلامتها(تلتفت عليه) تبي اقولك كم بنت في السياره وش لابسين و كيف شخصياتهم؟

لكن سيف ما رد عليها..كان يطالعها بإستغراب من اللي جالسه تقوله..ما صدق انها توقف كذا عشان تتخيل أشياء ما لها فائده..
سيف: و ليه تسوين كذا؟
نجود: اتسلى....شوف شوف السياره هاذي...هالسيارات الفخمه قليل ما تمر بهالشارع...بس تدري هالسيارات صعب تتخيل اللي فيها و كيف حياتهم
سيف بفضول: ليه؟
نجود: لاني اذا شفتهم أفكر هم وش يفكرون فيه بهاللحظه اللي يمرون فيها بهالحارات..يلتفتون علينا أو مايهتمون فيها..يدرون كيف يعيشون الناس اللي هنا..أو ما يتخيلون غير حياتهم المريحه اللي هم فيها..يجي في بالهم ان بهالحارات خوف..و جوع..و يتم..(تتنهد بحسره) اتمنى انهم يحمدون ربهم على النعمه اللي هم فيها
سيف: تتمنين لو كنت غنيه؟
نجود: يا الله ياليت
سيف: ليه؟
نجود تشهق: ليه! عشان ارتاح و احقق كل اللي أبي و أجيب كل اللي أبي
سيف: يعني لو يتقدم لك واحد غني لكنه....
نجود تقاطعه: لو فيه عيوب الدنيا كلها وافقت أهم شي يكون غني
سيف: بس الفلوس مو كل شي
نجود بسخريه: و مين قال هالكلام؟ اللي قاله أكيد واحد ما جرب حاجته لها في يوم
سيف: بس فيه أشياء أهم منها
نجود بإصرار: لا ما فيه
سيف: نجود مو ناويه تنامين؟
نجود بضيق: طبعا راح أنام
سيف: يله خلينا ننزل

نزلوا و عند باب غرفتها وقف سيف..و التفتت عليه..
سيف: تصبحين على خير
نجود بإستغراب: بتروح؟
سيف شاف انها ماصدقت: ايه
نجود: خلاص بأوصلك للباب
سيف: ماله داعي..ادخلي نامي
نجود: زين تصبح على خير
سيف: تلاقين خير

دخلت نجود الغرفه و هي للحين مو مصدقه انه جاء و جلس كل هالوقت و عشاها..و آخر شي ما يبات عندها..(يمكن أهله محتاجينه؟ أكيد أحد دق عليه يوم طلع يجيب العشاء..بس ليه وصلني لحد غرفتي و بعدين قال لي انه بيروح؟ لا يكون يبي يتأكد اني بأنام و ناوي يسوي شي في البيت؟ يمكن عشان كذا مسوي نفسه طيب)
و نزلت بسرعه تشوف اذا طلع أو لا..راحت لشباك واحد من الغرف اللي تحت..و شافته واقف في الحوش..و يطالع في البيت بتمعن..(كنت حاسه ان عنده شي..ليه كل شوي يتأمل البيت هاذي مو أول مره يسويها..لا يكون شاف ماعندي أحد قال ألعب عليها و آخذ هالبيت منها..بس على مين يا سيف أنا نجود مو أي وحده على بالك ان هالحركات اللي تسويها بتخليني أأمن لك)
طلع سيف من البيت..مع انه كان يتمنى يجلس معها أكبر وقت ممكن له..بس هو مايبي تشوف هالزواج على انه زواج مسيار..ما رضاها على نفسه و لا عليها..مشى و هو يعيد كل كلامها في باله..و يتذكر كل شي بتفاصيله..عرف انه غرقان فيها بس ما درى وش آخرة بحرها



*من بكره*

في بيت أم العنود/

كانت جوري جالسه في غرفتها..لأن ناصر كان جاي يتغدى هو و العيال عند أم العنود..و بما إن العيال بيتأخرون إلى بعد صلاة الجمعه..فجلست ياسمين مع خالها..(عمر و سيف أكيد بيجون..بس فارس احتمال ما يجي..أووف أنا مو قلت بأنساه..كيفه يجي أو ما يجي أنا من اليوم ما راح اهتم)
ركزت تفكيره على المذكرات اللي قدامها..لكنه ما سرع ما تشتت و هي تتذكر أسيل أمس و سواليفها..أول مره تفتح لها قلبها و تكلمها عن فيصل..و حبهم..و أحداثهم يوم كانوا صغار..و كل كلامها الباقي عن حلا و رغد و عن سيف..حست إنهم هم المهمين في حياتها..و لا أطرت فارس بشي..و كأنه أخو بالإسم بس..(ليه يضيع عمرك بالشغل يا فارس)
قطعتها من أفكارها ياسمين و هي تدخل عليها..
ياسمين: ما نمتي؟
جوري: لا ما راح أنام
ياسمين: بس أمس سهرنا للفجر و اليوم قمنا بدري
جوري: إيه بس إن نمت اللحين ما بيجيني نوم في الليل
ياسمين: على راحتك أنا ميته نوم

راحت ياسمين تنام..و جوري نزلت بعد ماراح ناصر لصلاة الجمعه..أصرت على أم العنود إنها هي اللي تجهز الغداء..كانت تحب تسوي أي شي لناصر..مع إنها عارفه لو مهما تسوي ما راح ترد له لو شي بسيط من اللي قدمه لها..بس هي تفرح بأي شي تسويه و كأنها سوته لأمها..خاصه اليوم..لأنها عرفت إن فارس بعد بيجي معهم..مع إنها أمس قررت تنسى كل شي عنه..بس وش ذنبه إن كان الحظ جابه لها بكبره..قبل تعود نفسها على نسيانه..
وصل ناصر و العيال و تغدوا..ثم اجلسوا في المجلس..و جوري في المطبخ ترتب..خلصت و طلعت بتروح لغرفتها..لكن فجأه وقفت خطوتها..و التفتت تشوف المدخل اللي يروح للمجلس..و ما قدرت تمنع نفسها إنها تروح..يمكن تسمع صوته..راحت و بكل تهور وقفت قريب من الباب تسمع..سمعت كل الأصوات..إلا صوته..(معقول كل هالوقت جالس ساكت)
خافت أحد يطلع عليها..و التفتت بترجع..و انصدمت و هي تشوفه واقف في المدخل يطالعها..و كأن له حق يتأملها..طيرت عيونها فيه..و غطت فمها بيدها تكتم شهقتها..كانت تبي تطلع بس خافت تمر من جنبه..نزلت راسها و ركضت عنه..
أما فارس اللي كان راجع من سيارته يجيب لخاله الأوراق..بيعطيها له قبل يروح..ابتسم على شكلها المصدوم..(ليش واقفه تسمعين يا جوري؟ فضول أو يهمك أحد معين....مادري ليه حاس إنك تبين تسمعين صوتي..معقول تكونين حبيتيني بعد فوات الأوان...بس آسف يا جوري مو فارس اللي يرجع على شي تركه)
عطى خاله الأوراق..و طلع..و هو يمر من عند الصاله الداخليه..سمع صوت صياحها..وقف لحظه متردد..قبل يطل عليها..شافها جالسه و ضامه رجلينها بيدينها..و منزله راسها..كسرت خاطره..و راح و تركها..لكنه في السياره..ما حس في نفسه إلا وهو يدق على رقم البيت..
جوري كانت سرحانه و منحرجه مره من هالموقف..(مادري ليه دائما اطلع نفسي غبيه قدامه؟ وش بيقول عني؟ وحده ملقوفه جالسه تسمع حديث مايخصها!)
دق التليفون جنبها..ما كان له خلق ترد..و صوتها بعد ما يساعد..لكنها خافت أم العنود تسمعه و تطلع بنفسها ترد..
جوري: مرحبا
فارس: ما يسوى يا جوري اللي صار كل هالدموع

جوري كان قلبها بيوقف يوم سمعت صوته..و ضغطت أصابعها بكل قوه على سماعة التليفون..لكنها ما كانت قادره تنطق بكلمه..أو حتى تآخذ نفسها..
فارس يكمل: لا تضايقين نفسك و انسي اللي صار.....بس تدرين اسأل نفسي أنت كنت واقفه فضول أو يهمك تسمعين صوت أحد؟
جوري: ........
فارس: عارف إنك ما راح تجاوبين..مع السلامه

سكرت جوري..و هي تحس إنها طايره من الفرحه..(ما أصدق فارس بنفسه يهتم فيني لدرجة إنه يتصل!......بس هو كيف عرف إني كنت أصيح؟ معقوله صوتي كان عالي بس والله من قهري..احس إن داخلك إنسان حساس و طيب بس أنت مو معطيه فرصه يظهر)



في بيت نجود/

كانت بشاير و أمها جايين عندهم..و بعد ما سلمت عليهم نجود راحت المطبخ تسوي الشاهي..و راحت معها بشاير..
نجود تطالعها: وش فيك؟
بشاير بضيق: جواهر جابت بنت أمس
نجود بفرح: والله! مبروك
بشاير تتنهد: بس أبوطارق مارضى يودينينا لها و لا رضى حتى اننا نروح لها يقول يعرف واحد صديقه في ذيك الحاره و يخاف يشوفه معنا يقول لزوجته..و هي زوجها مارضي يخليها تجي عندنا..تصدقين لي سنه ما شفتها!
نجود ترفس الدولاب: والله شكلي بأذبح زوجك..وش رأيك؟
بشاير: ما استبعد عليك..لا يكون تسوينها بزوجك
نجود تتنهد: لا تذكريني..أمس ما نمت و أنا افكر فيه
بشاير: ليه صار شي؟
نجود: امس جاء و جاب لي جوال و دبله و بعدين جاب عشاء و الساعه وحده وصلني لغرفتي و صبح علي و راح

و قامت تجيب لها الهدايا تشوفهن..
بشاير: وااو شكلها غاليه هالدبله هو وش يشتغل؟
نجود: لا طالب
بشاير: غريب أجل من وين له كل هالفلوس
نجود: يقول من الماكافأه..بس مو هذا المهم..المهم ليه يسوي كل هذا؟
بشاير بإستغراب: ليه؟
نجود: يبي البيت
بشاير: البيت!
نجود: إيه من يوم جاء و أنا ألاحظ إه بس يطالع كل شي في البيت بإهتمام
بشاير: وهو وش يبي في البيت؟
نجود: احس إن خالي أرسله علي عشان يأخذ مننا البيت بطريقه اسهل..أنت ناسيه إنه كان يلاحقني من أسابيع..و بعدين أنا مو غريب إنك توقفين واحد في الشارع و تطلبين منه الزواج و يوافق و بعدها يعاملك بكل هالإحترام و التقدير
بشاير: يعني خلاص تأكدتي إنه يبي البيت؟
نجود: أكيد ما فيه أحد طيب كذا بدون سبب..و إذا جاء المره الثانيه بأطلع منه الحقيقه عشان و بأشوف آخرتها معه



في بيت أم فارس=العصر/

كان سيف في غرفته..يفكر باللي سواه..كان يحس إن اليومين اللي راحن معها..حلم مو حقيقه..(معقول أكون حبيتك يا نجود بهالسرعه؟ أو اللي يشدني فيك تناقضك و الحياة الغريبه اللي أنت تعيشينها...بس لو ما كان كل هاللي احسه حب أجل وش يكون الحب!)
اشتاق لبحة صوتها..و طريقة كلامها..و نظراتها..و أخذ جواله يدق عليها..
نجود: مرحبا
سيف: هلا نجود وش أخبارك؟
نجود: الحمدلله
سيف: و خالتي كيف صحتها اللحين؟
نجود: تمام الحمدلله
سيف: وش تسوين؟
نجود: أذاكر السمكه بكره بتسأل
سيف يضحك: السمكه!
نجود: مدرسة التاريخ يا كرهي لهالماده
سيف: أجل وش تحبين؟
نجود: قلتلك ما أحب الدراسه كلها
سيف: بس هاذي لازم تجيبين نسبه
نجود: و مين قال لك بأكمل الدراسه هي ثانويه و بس و لو مو عشان أمي تركتها و ارتحت
سيف بقهر: بس هذا مستقبلك
نجود: اتركك من هالكلام اللي يزهق و قولي متى احتمال تجي؟
سيف: ليه؟
نجود: أبي اتكلم معك
سيف: ما ينفع نتكلم اللحين؟
نجود: لا ضروري وجها لوجه

سيف تذكر إن اليوم إجتماع الشباب..و إنه هو بنفسه اللي اختار المكان و عزمهم..
سيف: اليوم ما أقدر يتأجل الكلام لبكره؟
نجود: إيه عادي بكره بعده بعد سنه
سيف: زعلتي؟
نجود: لا
سيف: بس طريقة كلامك تقول إنك زعلتي..لو عادي أجيلك بوقت متأخر بس أنت عندك دراسه و أكيد بتنامين بدري

نجود استغربت من هالإهتمام الزايد..و إلا مهتم إن خطته تنجح بسرعه..
نجود: لا عادي أنا كان قصدي إن الكلام يتأجل
سيف: خلاص أنا بكره أجي تبين وقت محدد؟
نجود: لا عادي أي وقت..لازم أسكر اللحين بأروح اعطي أمي علاجها
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه

سكر منها سيف وهو محتار وش الكلام اللي بتقوله..
طلع من غرفته وهو على الدرج سمع صوت صياح أسيل..خاف و نزل بسرعه..دخل عندهم و شاف أمه و أسماء و الدمع مالي عيونهم..و أسيل ضامه إياد و تصيح لين ما صيحته معها..
سيف بخوف: وش فيكم؟
أسماء: بأنتقل للشرقيه
سيف يضحك: حرام عليكم أنا قلت عندهم مصيبه..اللي يشوفكم يقول الشرقيه في آخر الدنيا
أسماء: يعني ماراح تفقدني؟!
سيف: و ليه افقدك أنت بس كل ماشتقتي لنا دقي علي و أنا أجيبهم كلهم لك
أسماء تبتسم: الله يخليك لنا يا سيف
سيف: خلاص عاد وقفوا هالمناحه حتى أيود خليتوه يصيح معكم..تعال أيود حبيبي نروح نشري آيسكريم
إياد بفرح: أثوله يله روحي معنا
  #9  
قديم 09-15-2010, 12:20 AM
 
احنا في النتضار
  #10  
قديم 09-15-2010, 12:21 AM
 
و احنا في الانتضار
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور قلوب مجروحه قلوب مطعونة جريحة جديدة واقعي جدا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 03-22-2012 02:25 PM
رجل***********بنصف جسم اميرة السحر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 09-27-2009 03:14 AM
قلوب تنزف في صمت فراشة الطاقة مواضيع عامة 7 08-04-2009 09:26 PM
قلوب النساء اقوئ من قلوب الرجال شو رايك ياادم امي الغالية مواضيع عامة 2 07-14-2009 09:45 PM
قلوب تجرح لتنزف قلوب نوني...} مواضيع عامة 1 08-20-2008 09:07 AM


الساعة الآن 11:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011