عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 09-22-2017, 08:35 PM
 
[frame="2 80"]البـــارت الخـــــامس
..........................
لحـــظة غضب.
.......................
تنهدت براحة و هي تفكر باقتناع بما ستنجزه اليوم تتمنى فقط أن توفق بذلك .. رسمت ابتسامة هادية وهي تحدق بنفسها على المرآة .. ثوبها الأنيق الفيروزي يزينه وردة كبيرة وردية ..يصل لأسفل ركبتيها .. حملت المشط و بدأت بتسريح شعرها الأسود بمهارة .. وضعت ملمع الشفاة على شفتيها ثم رسمت الكحل على عيينها الجميلتنانزلت عينيها نحو المنضدة و حين لمحت صورتها على الطاولة برفقة كاثرين في الجامعة. . اختفت ابتسامتها وقد سيطر الضيق عليها .. كم اشتاقت لها.. مر اسبوع على مغادرتها المدينة ..تذكرت بأسى قبل يومين عندما عادت كاثرين مع سيمون إلى المدينة ظنت أنها قد عادت لتستقر مجدداً إلا أنها صدمت عندما عرفت أنها جاءت برفقة أخيها لتأخذ أغراضها المهمة لتنتقل للعيش لمدينة أخرى برفقة والدتها التي عادت من السفر .. قامت كاثرين بنقل جامعتها إلى جامعة أخرى في المدينة .. بينما حصل سيمونعلى وظيفة أجمل في إحدى شركات خاله الذي يعتبر بمكانة والدهما بعد وفاة ابوهما قبل أعوام كثيرة ...ابتسمت بألم و شوق لصديقتها التي كانت تبدو سعيدة لعودة والدتها التي اخيراً قررت الأنفصال عن زوجها ..صحيح أن الحزن غلب سلين إلا أنها كانت سعيدة بسعادة سيمون و كاثرين .. كم ذرفت من دموع عندماودعتهما .. فيما ظلت كاثرين تؤكد لها أن تبقى في منزلها بدل أن تستجر منزل آخر لكنها رفضت ذلك .. قائلة أنها قررت أن تبدأ حياة جديدة في منزل جديد قطع شرودها صوت الجرس معلناً عن وصول شخص ... ابتسمت بسرعة و هي تركض نحو الباب كانت تعرف من الطارق .. لقد تواعدا اليوم على الخروج لأتمام مهمة العثور على المنزل بعد أن بحثت في الأنترنت على بعض المنازل للإيجار .. فتحت الباب بشوق وهي تطلق ضحكة فرح عندما رأته يقف مستنداُ على الباب هتفت بترحيب- اهلا وسهلاً روك ..اطلق صفيراً و هو يقول باعجاب - ما كل هذه الاناقة .. ابتسمت و هي تسمح لهُ بدخول خلع حذائه و هو يتبعها نحو غرفة الجلوس أشارت لهُ نحو إحدى الأرائك - تفضل .. جلس فاكملت ما رأيك بكوب من القهوة ..أم أنك تفضل كأس من العصير ..؟- إذا كانت القهوة من صنع يديك غمز مكمل فأنا اتشوق لتذوقها ضحكت بمرح ثم قالت - ومن غيري سيعده .. دقيقتان فقطاتجهت نحو المطبخ .. و اخرجت مكونات القهوة .. أعدت كوب القهوة الساخن بسرعة ثم سارت نحو غرفة الجلوس وجدته واقفاً يسير متأمل المكان سارت لتضع كوب القهوة على الطاولة و هي تقول - هل أعجبك المكان .. ؟توقف عن السير و استدار ليقول - المنزل دافئ للغاية .. نعم كان دافئ لكنه ممل بعد سفر كاثرين و سيمون ..هذا ما دار بداخلها لكنها همست- اعتقد ذلك سار نحو الطاولة ليحمل كوب القهوة شرب القليل ثم قال بتلذذ- امم لذيذ ... ألم تعدي كوب لك ..؟- لا أرغب بالقهوة حالاًأعاد شرب الكوب ثم ابعده عن فمه و هو يقول بجدية- التأخر ليس لصالحنا لنغادر للبحث عن منزل لك ..ردت بحماس مع جدية - لقد عثرت على بعض العناوين من الأنترنت اعتقد أنها منازل تناسبني - وأنا كذلك .. كلفت رجل بالبحث عن منزل مناسب لك ابتسمت بحرج على مساعدته الدائمة لها فاكمل ماذا ننتظر..؟.. لنغادر فوراً ..وضع كوب القهوة على الطاولة و هو يسير معها نحو الباب .. أرتدت حذائها و معطفها .حملت حقيبتها. ولحقته إلى الـخارج فتح لها باب المقعد الأمامي فصعدته بينما سار هو ليصعد مقعد السائق بدأ المشوار المتعب تنقلت مع روك من منزل لمنزل .. و من شقة لشقة أخرى لم تعثر على شيء مناسب .. كل تلك العناوينلم تكن تناسبها .. فإذا وجدت منزل جميل كان الأيجار باهض .. وإذا وجدت منزل بإيجار مناسب كان موقعه غير مناسب أو يحتاج للكثير من الترميمات ...ما تريده كان صعباً فالعثور على منزل بمبلغ متوسط صعب للغاية مر الوقت كالبرق .. وهي تنتقل معه من مكان لمكان .. اختفت الشمس و اقتحم الظلام المدينة شيء فشيء .. - لنعود للمنزل لقد يأست ..هتفت بضيق و يأس و هي تخرج من إحدى المنازل بيأس كل المبالغ باهضة جداً .. فتحت باب السيارة الأمامي و ركبته .. فيما لحقها روك وهو يشعر بضيقها لقد رفضت أخذ مساعدته في أن يساعدها على الأقل بالترميم .. اعتلى مقعد السائق وهو يشعر بخيبتها .. نظر لساعة يده كانت xxxxبها قد غادرت السابعة مساءمن الافضل أن يعودا اليوم ويبحث لها عن منزل في الغد .. قال بهدوء مواسياً لها- لا تفقدي الأمل نحنُ لم نبحث جيداً اليومابتسمت بداخلها على مواسته لها .. ثم قالت بهدوء- لا تقلق علي .. لقد توقعت ذلك من البداية ..حرك السيارة بغضب لأنهُ لم يستطع أن يساعدها كما وعد .. سار بالسيارة ثم أوقفها في إحدى الأماكن .. حدق بها قليلاً بينما كانت هي شاردة الذهن تحدقبالنافدة بكآبة .. همس - ساعود ..انتبهت له عندما خرج من سيارته مغادراً حاولت أن تمثل السعادة اليوم .. على الاقل من أجل روك عليها أن لا تشعره بكم تشعر باليأس هذا ما قررته بالوقتالتي غاب فيها روك عنها ثم عـاد و هو يحمل كيساً.. دخل السيارة فراقبته بفضول و هو يخرج علبتان من الصودا و سندوتشان ابتسم و هو يمد لها علبة الصدوامع الساندوتش وهو يقول - تفضلي .. بالتأكيد أنتِ جائعة لقد تعبتي اليوم لقد كانت حقاً كما قال .. متعبة جسدياً ونفسياً .. أخذت ما أعاطها و هي تقول - شكراً لك . . لستَ اقل مني تعباً يا روك .. لا أعرف كيف اشكرك - اهتمي بنفسك .. هذه افضل طريقة لشكري ابتسمت براحة من الأمان الذي يمدها روك وهي تفتح علبة الصوداء .. شربت القليل ثم قضمت ساندوتش الجبن والدجاج مع بعض السلطة بداخله قضمت قضمة أخرى وهي تأكل بهدوء عما الهدوء في السيارة ليستمع فقط اصوات الناس العابرة في ذاك الطريق شربت الصوداء ثم عادت لتقضم الساندوتشمن جديد في تلك اللحظة أدارت رأسها لروك فتوترت عندما رأت علبة الصوداء المغلقة والساندوتش بين يديه لم يأكل من إلا القليل توترت اكثر عندما اخذ ينظر لها بهدوء وهي تمضغ قطعة الدجاج بفمها بصعوبة تنظر له بغرابة حركت حاجبيها باستفهام من نظراته لقد بدأت تشك بمنظرها فقال بهيام هامس ليكسر الهدوء- طريقة طعامك تعجبني ..!صمتت لثوان و هي تشعر بيديها ترتجفان من التوتر لماذا تتوتر عندما يحدق بها بنظرات غريبة .؟. تنسى كل شيء وتحدق بالامان الذي يطل من عينيه الزيتية الجميلة .. أعادت نظراتها نحو النافدة بهدوء ثم قالت بتوتر- اه .. أنت تحرجني يبدو أنني آكل بشراهة كانت تعرف أنها لم تكن تأكل بشراهة لكنها أحبت تلطيف الجو فقال - لا .. أن كل شيء بك جميل ..دقات قلبها تسارعت من همساته العذبة المداعبة لها بلطف ..شعرت بتورد خديها .. فانقذها رنيين هاتفه النقال بنغمة هادئة ابتسمت بداخلها على تدخل المتصل أعادت نظراتها له فيما كان قد رد على المكالمة .. استغربت للفرح الذي اطل بوجهه و هو يستمع لطرف الآخر - اخبرني هل بجميع المواصفات كما طلبت؟ ...صمت مستمع لطرف الآخر ثم قال اوه يبدو مناسب اعطيني العنوان سأكون هناك التفت لسلين ليقول بحماسهل تمتلكين ورقة و قلم .. حركت رأسها بالأيجاب و هي تخرج قلم و دفتر ملاحظات صغير من حقيبتها وتمده لروك أخذ يكتب العنوان ثم قال- شكراً لك .. سنكون هناك الليلة إلى اللقاء ..اغلق الهاتف مبتسماً نظر لسلين وهو يقول - خبر رائع .. الرجل الذي كلفته بالبحث عن منزل وجد منزل مناسب جداً لك وليس بعيد عن الجامعةتغيرت ملامحها لسعادة و هي تقول بحماس- حقاً .. صمتت وملامحها بدأت بالتغير وهي تقول .. لكن كيف سعر إيجاره ؟رد بثقة-هذه المرة لا قلق .. المنزل ليس كبيراً و إيجاره بالثمن يناسبك جداً أنا متاكد بأننا سننجح - أتمنى ذلك حرك السيارة متجه نحو العنوان بحماس .. أوقف السيارة أمام العنوان المطلوب .. ونزل معها و هو ينظر لرجل الذي كلفه بالعمل و رجل آخر يبدو أنهُ مالك المنزلدخلا للمنزل الصغير المكون من صالة و غرفة أخرى متوسطة الحجم و مطبخ متواضع مع حمام .. سارت بالبيت متفحصة إياه كان في حارة متواضعة لكنهُ مناسبجداً فطريق الجامعة قريب من هذه الحارة .. رغم صغر المنزل إلا أنها لم تبالي فهي شخص واحد .. سيكفيها هذا المنزل .. إلا أنهُ يحتاج لبعض الترميات البسيطةلن تبالي لذلك .. ستتضطر لترميمه فهي متأكدة أنها لن تعثر على أي منزل بسعره .. - ماذا .. هل اعجبك .؟نظرت لروك و هي تبتسم براحة قائلة- أنهُ مناسب .. و يبدو دافئ ومريح - إذن لنتفق مع مالك المنزل اجتمعت مع مالك المنزل و هي سعيدة لأول خطوة اتمتها .. اتفقا على سعر يناسبها .. و خرجت من المنزل مع روك وهي تمتلأ سعادة .. اخيراً وجدت ما يرضيها حرك روك السيارة نحو منزلها عندما طلبت منهُ ذلك .. طوال الطريق كانت بمزاج رائع لم تتوقف عن الحديث مع روك الذي كان بدوره يبادلها الحكايات عنه وعنانجلكيتا اخته الصغرى و الوحيدة .. اوقف السيارة أمام منزل كاثرين قائل بخيبة أمل- لقد وصلنا .. كنتُ اتمنى أن يطول الطريق لكي احظى بوقت ممتع معكضحكت بخفة وهي تقول-يمكنك الدخول معي إذا شئت- كنتُ اتمنى ذلك .. لكن الوقت تأخر .. ابتسمت وهي تقول بشكر- أخذت الكثير من وقتك روك ..أنا حقاً أشـ....قطع كلامها ليقول بملل كلامها المعتاد- أنا حقاً أشكرك روك ..اكمل بضجر .. أرجوك كفي عن شكري ضمت حقيبتها وهي تقول - سنلتقي مجدداً أليس كذلك ..؟- سنلتقي كثيراً - وبالطبع لم تلقى مني سوى الازعاج قال بحنان - الازعاج منك يسعدني سلين ابتسمت له وهي تخرج من السيارة نحو المنزل .. اخرجت المفتاح من حقيبتها لتفتح الباب بينما كان هو ينتظر دخولها ..لوحت له بيدها مودعة فور ان دخلت للمنزلحتى حرك السيارة مغادراً الحارة فيما يتخلل شعور غريب لقلبه جعله ينسى تعب اليوم ويبتسم براحة كبيرة هامساً- مـاذا تفعلين بي يا صغيرتي الجميلة ..؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبعد مرور اسبوع في الصباح............فتحت عينيها السوداء و هي تحدق بالمكان التي هي فيه .. قفزت بسعادة و هي تشعر بانجاز كبير قد قدمته .. وهي تنظر لمنزلها الجديد الذي مضى يومانعلى مكوثها فيه .. تنهدت براحة وهي تذكر كما تعبت بتنظيف هذا المنزل الصغير .. واشترت أثاث بسيطة تناسبها للمنزل .. وهي ترفض ان تأخذقطعة واحدة من منزل والدتها السابق ..ضحكت بخفة وهي تحدق بنفسها بالمرآة ببجامة زهرية تتمتزج بلون الابيض .. وشعرها المبعثر باهمال أضافمن منظرها جذابية ..غسلت وجهها و فرشت اسنانها .. تخلل لمسامعها صوت الجرس الذي دوى صوته في المنزل ..اتجهت لتفتح راكضة نحو الباب فتحته وهي تتخيل أو زائر لها في هذا المنزل رسمت ابتسامة وهي تفترض أنهُ جار جاء يتعرف عليها بيوم العطلة جمدت بمكانها وهي تحدق بملامحه المبتسمة التي تحولت لضحك خفيف من ملابسها الطفولية .. توردت وجنتيها من منظرها المضحك فيما هتفت قائلة بحرج- مرحباً روك..- صباح الخير .. ابتعدت عن الباب لتسمح لهُ بالدخول ..بعد أن خلع حذائه .. دخل الصالة وجلس على إحدى الأرائك تأمل المنزل وهو يقول- مبارك لكي مرة أخرى سلين ..كانت لازلت محرجة من منظرها ..فقالت - الفضل يعود لك .. - تفضلي هذا ..لمحت الكيس الضخم الذي كان يحمله ترددت عندما مده لها فتناولته باستغراب وهي تقول- ما هذا ..؟- هدية بمناسبة حصولك على هذا المنزل .. ربما كانت متأخرة قليلاً .. اعذريني- ما كان عليك أن تكلف على نفسك بشيءبتواضع رد- انها محظ هدية بسيطة..اتجهت عينيها نحو الكيس الضخم .. وهي تفتحه اخرجت تحفة جميلة للغاية .. اطلقت شهقة اندهاش وهي تلتفت لروك قائلة- أنها حقاً جميلة روك..!ابتسم بهدوء ثم رد- تستحقين أكثر من ذلك .. - شكراً لك روك .. قالت بمرح لا اعتقد أنك تناولت افطارك بعدضحك بلطف قائل- و هو كذلك .. ردت بمرح - إذن سأعد لك أجمل طاولة افطار وقف ليقول بحزم لطيف- لا ..أنا من سيدعوك اليوم لتناول الأفطار في إحدى المطاعم أنهُ يوم العطلةوضع انامله على شفتيها مانعاُ إيها من الاعتراض فهمست باستسلام- إذن لأبدل ملابسي ركضت نحو غرفتها .. اخذت ملابس مناسبة و اخذت حماماً سريعاً .. عدلت من شكلها بسرعة خارقة ثم التقطت حقيبتها بعد أن وضعت هاتفها به خرجتنحو الصالة قائلة - أنا جاهزة حدق بمنظرها الذي تغير كلياً وبشعرها التي ارتفع على شكل ذيل الحصان بأناقة .. بأدوات التجميل الخفيفة .. كانت فتاة رقيقة بجمالها لطيف .. توترت من نظراتها فقال بحزم - هيا أذن خرجت من المنزل برفقته واعتلت المقعد الامامي فيما حرك هو السيارة نحو إحدى المطاعم الراقية نزلت معه بعد أن صف السيارة في موقعها المناسب ثمسارا ليدخلا المطعم المطل على البحر .. طلبا طعاماً خفيفاً .. و عندما اقترب النادل ليعطيهم الطعام قال روك- كيف جامعتك ..؟تناولت الشوكة وبدأت بأكل السلطة .. ثم قالت - ممتاز .. فقط اشتاق لكاثرين و سيمون كثيراً نتواصل دائما عبر الأنترنت والهاتفمضغ قطعة الخبز - علاقتكما قويةقالت بأسف على فراقهما- كانا كالأسرة لي ..دار بعض الحوار الخفيف بينهما ثم تنحنح روك وكأنهُ يريد قول شيء فلمحت ذاك بعينيه قال ..- .. بصراحة يوجد لذي طلب سلين توقفت عن تناول الطعام وهي تحدق به بنظرات تطلب منه مواصلة الحديث فقال مكمل - هل تقبلي مرافقتي الليلة بحفل ..؟عقدت حاجبيها باستغراب من طلبه فاكمل- أنها حفلة بمناسبة مرور عام على زواج اختي أنجلكيتا ... ستحتفل به مع زوجها في فلتهما ..توترت وهي تقول - ولماذا انا اخترتني..؟رد بجدية - اصرت انجل على ان احضر رفيقة معي .. وأنتِ الفتاة التي أتمنى أن ترافقني .. حين لمح التردد بعينيها قال .. اعتذر على أخبارك بوقت متأخر إلا أنني لم أجد فرصة لأخبرك من قبلتغيرت ملامحها وهي تخشى المجازفة بالتأكيد ستقابل عائلته الضخمة .. ستبدو ضيفة غريبة همست - أنا .. فقط أخشى أن اسبب مشاكل لك مع عائلتك قد يظنوا بأني توترت وهي تقول حبيبتك .. و كما تعلم لستُ من الطبقات النبيلةتدخل ليقول بلؤم لها- لا تقولي ذلك .. إن انجل لا تفكر هكذا هي فتاة شقية تمتلك قلباً أبيض.. ابتسم بسخرية وهو يقول اما بالنسبة لأمي فهي امرأة تهتم بنفسها وبحفلاتها فلا تأهبي لرأيهابينما أبي شخص يعطي الحرية الكافة لأولاده بتسير حياتهم .. ربما عائلتي غريبة إلا انهُ يكفي أنني ... أحب وجودك بحـــياتي سلين هذا أهم شيء ..انحرجت من كلامه فقالت بتردد- موافقة ..لم تعرف لماذا انقبض قلبها من هذه الحفل إلا أنها ابتسمت بتصنع بينما رسم روك ابتسامة و هو يقول بثقة- سيكون حفل رائع ...تدخل رنين هاتف روك فاخرجه من جيبه ... ضغط على الزر الأخضر ثم وضع الهاتف في أذنه استمعت لكلامه عن العمل ثم ختم المكالمة بانزعاج نظر لسلين بأسف ثم قال باعتذار- انا اسف مضطر للمغادرة .. حتى في يوم العطلة الأعمال لا تتركني .. لمحت الانزعاج عليه فقالت - لا بأس .. - سنلتقي الليلة سلين .. هزت راسها بالأيجاب فقال- هل اوصلك ..؟حركت رأسها بالنفي قائلة- لا .. سأتمشى قليلاًابتعد عنها بعد أن دفع الحساب .. راقبته يختفي من بين اعينها .. ثم خرجت من المطعم .. لتوقف سيارة أجرى .. اعطت السائق عنوان لإحدى اكبر المجمعات شهرة في المدينة .. ستشتري اجمل فستان ستحرص على أن تكون بأجمل منظر أمام عائلة روك ..نزلت بعد أن اعطت السائق الاجرة أمام افخم المجمعات دخلت المجمعو سارت تــتنقل من محل لمحل آخر تبحث عن فستان مناسب لحفلة الليلة ..تعبت بالتفتل بالمحلات وأخيراً لفت انتباها فستان اسود قصير من زجاج إحدى المحلات الفخمة .دخلت المحل.و تأملت الفستان بانبهار لكنها دهشت من سعره الباهض .. لم تأبه لسعر كثيراً اهتمت بضخامة الثوب .. اقتربت نحوها إحدى الموظفات في المحل .. وهي تدعوها إلى تجريبه..هزت رأسها بالأيجاب ثم دخلت غرفة القياس لتجربه .. نظرت لنفسها بالمرآة بعد أن ارتدته .. اندهشت من جماله على جسدها ..وكأنهُصمم خصيصاً لجسدها .. تناسق لونه الاسود مع بشرتها البيضاء الناعمة .. فيما كان مفصل على جسدها بشكل رائع .. لم يعجبها أنهُ عارية بدون أكمام و طولهيصل لفوق ركبتيها .. رسمت ابتسامة جميلة و هي تراه مناسب لها منذُ مدة لم تشتري فستان بهذه الضخامة .. خلعته وعادت إلى ملابسها .. ثم ذهبت لتحاسبعليه .. حملت الكيس الورقي الأنيق من المحل .. لتتجه نحو بقية اللوازم اشترت حداء عال أسود .. واكسسوارات انيقة من الكرستال اللامع .. تفتلت في المجمع رافضةالعودة للمنزل .. دخلت محل حقائب فخمة.. واشترت حقيبة صغيرة تليق بالحفلات دفعت الحساب و مشت خارجة من المحل .. شد أنتباهه اصوات الفتيات التي تتعالى شيء فشيء .. نظرت لهم بفضول ثم اتجهت عينيها على ما يحدقون .. صعقت من المصادفة السيئة اشتدت عينيها قهراً عندما رأت دانيال برفقةكرستين يتجولون في المجمع .. كانت متعلقة بذراعه بشكل حميم و تسير معه بملابس انيقة .. شعرها المموج الأشقر يصل لحد كتفيها فيما عينيها الخضراءكانت تبرق فخراً وهي تمشي بجوار دانيال ..امتلأت قهراً و حقداً عليه .. يرفض الفتيات باهانات كبيرة .. بينما يتجول مع حبيبته بفخر بالسوق .. هرولت بغضب خارجة من المجمع بحنق ركبت أول سيارة أجرة صادفتها.. وهي تعطيه عنوان منزلها .. شتمت نفسها على غضبها ليذهب إلى الجحيم وما شأنها فيه..........................
في المسـاء ..............وضعت آخر لمسات على وجهها الناعم .. رشت العطر على جسدها .. وهي تنظر لنفسها بالمرآة باقتناع .. بدت كالأميرات تماماً شعرها الأسود كان ينسدل علىكتفيها بنعومة فيما وجهها زينته بأدوات تجميل خفيفة .. بدت أطول بحذاء عال ..الثوب الأسود كان يليق بها تماماً ..والاكسسوارات تزينها لم تكن تلاحظ أنها تمتلككل هذا الجـمال كما لاحظته اليوم ستبدو جميلة بنظر اسرة روك .. رن جرس المنزل فسارت لتفتح الباب ..كانت تعرف أنهُ روك الذي جاء لإيصالها للحفل فتحتالباب لتلتقي بروك .. تجولت عينيها عليه بانبهار من بدلته الرسمية السوداء بدا حقاً أنيق .. تبدو جميل .... تبدين جميلةقالها بنفس الوقت .. ضحكت بخفة رقيقة فيما ظل هو يبتسم محدق بها كادت عينيه تتحفظ جسدها جيداُ .. لمحت نظراته لها فقالت بتوتر- تفضل .. سألبس معطفي قال بهدوء و هو يتأملها جيداً غير مبال لتوترها- لا بأس سأنتظر هنا ابتعدت عنه وارتدت معطفها .. حملت حقيبتها الصغيرة ... و خرجت لتقابله .. رأته يجلس في سيارته .. عندما لمحها خرج من مقعده ليفتح لها مقعد الباب الأمامي ..ثم توجه ليعود لمقعد السائق .. حرك السيارة مبتعداً عن الحارات قال بلطف وعينيه مركزة نحو الطريق- انجلكيتا .. ستفرح بقدومك..- و أنا ساسعد بمقابلتها ... سرى التوتر بجسدها من فكرة مقابلة اخته و بالتأكيد سترى اسرته تحتفل مع ابنتها .. بدأت الحارات تتغير حيث بدأ بدخول أماكن بدت راقية جداً .. ففهمت أنهماقتربوا من المكان .. ظلت تحدق بالطريق والصمت هو سيد المكان .. المكان كان راقي جداً اوقف السيارة أمام مجموعة من الفلل الضخمة- لقد وصلنا .. هتف و هو يخرج من مقعده .. ترجلت سلين خارجة من السيارة بعده .. تلقت نسمات هواء عليلة داعبت خصلات شعرها برفق .. اندهشت محدقة بالفللالجميلة و حدائقها الواسعة كل فلا كانت أفضل من الفلا الآخرى تصميم راقي ...لم تكن تعرف أي فلا ستقام فيها حفلة شقيقة روك استندت على زجاج نافدةسيارته و هي تشعر بخطوات روك الواثقة تقترب نحوها .. رسم ابتسامة جذابها نفضت كيانها مد كفه لها و هو يقول - لندخل ..حدقت بكفه الممدودة وبكل رقة مدت كفها لتلامس كفه الدافئة .. سارت معه بحديقة الفلا الكبيرة .. اندهشت عندما ادركت ان الحفل سيقام في الحديقة التيامتلأت بالطاولات و الكراسي الأنيقة .. كما نسقت الحديقة بعناية واضحة من منظرها ..خلعت معطفها لتعطيه إحدى الخدم التي كانت ترحب بهم ..ابتسم لها وهو يلاحظ توترها الواضح .. لم يستغرب لذلك فهي ليست من هذه الطبقة ثم أنها وسط ناس غرباء لا تعرف بهذا المكان غير روك همس قائل- لا تقلقي .. الناس هنا ليست وحوشاًابتسمت بتوتر و قبل أن تتكلم شد انتباهها صوت ضحكات أنوثية فرحة قادمة نحوهما .. لمحت فتاة جميلة تتقدم نحوهما بسرعة .. هتفت الفتاة بسعادة مخاطبة روك- مرحـــــباً .. لقد تأخرت كثيراً يا عزيزي ضحك على مرحها فيما ارتمت الفتاة بحضنه .. توسعت عينين سلين عندما ضمها إليه بقوة قائل- اشتقت إليك ..اختفت الدهشة من سلين ..عندما ابتعدت الفتاة عن روك قليلاً لتنظر لسلين بفضول عندما لمحت سلين الشبه بينها و بين روك ادركت أنها شقيقته ابتسمت بهدوءفيما التفتت الفتاة لروك فقال- أنها سلين صديقة لي ... نظر لسلين وهو يشير نحو اخته قائل انجلكيتا شقيقتي ...التفتت لسلين ثم نظرت لروك وهي ترسم ابتسامة خبيثة قائلة بمرح ادهش سلين- مرحباً سلين .. تبدين اجمل بكثير من قبل .. ضحكت مكملة يبدو ان سرير أخي كان مناسب جداً لنوم بعد عناء طويل كلماتها المرحة جعلت سلين تفهم أن تلك الفتاة تمتلك من الجراءة الكثير و يبدو كما قال لها روك في ذاك الصباح .. شرحت لها أن الأمر ليس كما تتخيل .. لكن لا اعتقد انها ستقتنع بسهولة .... توردت وجنتيها احمرار من نظرات انجلكيتا الخبيثة لها ولروك إلا أن روك تدخل بسرعة عندما لمح انحراج سلين الواضح ضرب اخته بخفة علىراسها وهو يقول بمزاح- هيه أنت .. ما الذي جاء بك إلى هنا .. قال بأمر ممزوج بالمزاح .. اذهبِ لضيوفك حالاً قالت له بخبث بنظرات ماكرة - هل تريد أن تختلي بسلين بوحدك .؟. أيها الخبيث .. ! توسعت عينين سلين اندهاشاً فيما ظهر الحرج على ملامح روك بتدخله لم يعالج الأمور بل زاد الطين بله .. رمق أخته بنظرات حازمة ففهمت أنها ازعجت سلين بكلامها .. تأملت في تلك اللحظة الشبه بين روك وشقيقته .. تمتلك شعر طويل بني .. وعينان زيتيتان تشبه عينين روك .. بالاضافة إلى بشرة مائلةإلى اللون البرونزي .. كانت متوسطة الطول بجسد مبهر يغطيه فستان فضي طويل .. قطع تأملها ضحكات انجل التي كانت تحكي مع أخاها ثم قالت بمزاح- إذا كنت تود أن أذهب إلى ضيوفي .. فسافعل قال رافع حاجبيه - رائع غمزت بمكر قائلة- لكن سآخذ سلين معي .. قال بسرعة - هيه ماذا ستفعلين بها ..؟ اكمل ممازح.. لن اسلمك سلين أخشى أن تقتليهاضحكت وهي تنظر لسلين المبتسمة بهدوء تحدق بهما ثم قالت- تعالي معي سلين ..نظرت سلين لروك فقال لها- كما تشائين تدخلت انجل قائلة- هيه أنتما .. لا داعي لطلب الأذن من بعضكما البعض تعالي يا سلين.. ساعرفك على الكثير من الشخصيات ..أخي لن يهربسارت مع انجل بينما توجه روك نحو مجموعة من الشباب والرجال .. فيما سارت هي نحو مجموعة من الفتيات والشباب ملتمين حول طاولة وصوت ضحكاتهم عالية .. كان الحفل يبدو في بدايته .. توقفت امام الطاولة وهي نادمة على أنها لبست هذا الفستان القصير .. عندما لمحت الشباب يتفحصونها جيداً بنظرات اعجاب- ألن تعرفينا على من معك يا انجلكيتا .؟هتف شاب يحدق بسلين باعجاب بمنظرها نظر لانجلكيتا منتظر ردها و هو يشرب كأس من العصير قالت سلين بلطف محاولة إخفاء توترها- مرحبا..رد عليها الجميع فيما قالت انجل - أنها سلين ...- هل هي ابنة احد التجار هنا ..؟هتف إحدى الشباب ليسأل انجلكيتا..فيما كانت بعض الفتيات يحدقون بها بغيرة والبعض كان مبتسم لها بلطف.. قالت انجل بحزم متعمدة إيغاضة الشباب- لا .. ثم اكملت بخبث لقد جاءت برفقة روك شقيقي ..اطلق إحدى الشباب صفيرا و هو يقول- لقد احسن الاختيار ..فيما قال شاب آخر مخاطب انجلكيتا بخيبة أمل- إذن لا داع لتضييع الوقت إذا كان المافس هو روك يا انجللم تعجب سلين بكلاماته بينما ضحكت انجلكيتا بخفة .. على كلام الشبابحبيبتي .. أخيراً وجدتكالتفت انجل لصوت خلفها التي تميزه من بين مئات الأصوات و هي تقول- مرحباً حبيبي .. تعال لأريك من أحضر أخي معهُ الليلة استدارات في تلك اللحظة سلين لتنظر لمن تخاطب انجل .. كان رجلاً شاباً يبدو بعمر روك .. لكنها صعقت عندما رأت من يقف معه بثقة وبجواره فتاته الحسناءالتي لا تفارقه.. ارتعدت بمكانها فيما لم تلاحظ انجل ذلك كانت منشغلة بالتحدث مع ذاك الرجل الذي تقدم نحوها وهو يقول بترحيب- مرحبا .. يا آنسة تدخلت انجل تلك اللحظة تقول- سلين .. أنه زوجي مد يده ليصافحها لم تكن بوعيها في تلك اللحظة مدت كفها لتصافح يده بارتجاف فقال- أنا مارتن .. تمتت - سعدت بلقائك .. مبارك لكما بمرور عام على ذكرى زواجكماكانت عينيها نحو شياطنها الذي يقف مع كرستين .. يحدق بها بنظرات غاضبة .. كأنهُ استمع لكلام الشباب هل كان واقف هنا قبل قدوم السيد مارتن ؟ .. احست بعينيه الغاضبة تتفحص ثوبها اشعرتها نظراته أنها لا ترتدي شيء .. بينما ظلت كرستين تحدق بها بغرابة و هي تزيد اقترابها منهُ .القت ابتسامة استهزاء على سلينوكأنها تذكرتها .. تدخلت انجل لتقول - سلين لم اعرفك على سيد دانيال .. انهُ صديق عمل لزوجي أشارت لكرستين قائلة وهذه كرستين ابنة أحدى رجال الأعمال ابتسم ابتسامة جانبية تدل على الاستهزاء لم تلاحظها سوى سلين التي بدت متوترة كثيراً وتندم بأنها فكرت بالقدوم إلى هذه الحفلة لو كانت تعرف بوجوده لما حضرت الحفل ابتعدت انجل قليلاً عنها سائرة نحو امرأة ...فيما صنعت سلين غشاء جليدي رقيق من الثقة إلا أن كرستين اقتربت نحوها بتمايل وهي تقول بحقد مخفي عندما لاحظت نظرات دانيال لها - مرحباً .. ألتقينا من قبل اشاحت سلين وجهها عنها لتقول بدون مبالاة- اعتقد ذلكقبضت على أناملها بقوة من رد سلين البارد إلا انها قالت بغنج- دانيال .. حبيـبي لنذهب من هـنا ..المكان يجلب الاختناق رفعت إحدى حاجبيها بثقة ثم قالت مخاطبة كرستين - و أنا اوافق المكان حقاً يجلب الاختناق .. لذلك أفضل أن أغادر قبل أن اختنقابتعدت عن الطاولة بحنق وهي تسير باحثة على روك الذي سيمدها بالثقة .. لمحته يجلس بعيداً مع الكثير من الرجال .. سارت نحوه بتردد إلا ان هناك من قطع طريقهاحدقت بالمرأة الجميلة . . تبدو من سيدات المدينة .. هذا ما لاحظته فملامحها تبدو امرأة كبيرة لكن تبدو من النساء اللاتي يحبن الأعتناء بنفسهن كثيراً فهذا ما ادركته من منظر السيدة الخارجي الراقي التي كانت تنظر لسلين بشك وعدم اقتناع ثم قالت- أ أنت سلين ؟هزت راسها بالايجاب باستغراب مخفي بنظراتها الهادئة- نعم . . ردت المرأة و هي تتفحص سلين جيداً قائلة بفخر ممزوج بالثقة العالية- أنا والدة روك ..لاحظت أنها نفس المرأة التي كانت تخاطب انجل قبل دقائق .. بلعت ريقها من تفحص والدة روك لها ابتسمت قائلة- تشرفت بمعرفتك يا سيدتياحست بالخطوات السريعة التي تقدمت نحوهما كانت انجلكيتا المرحة تقترب نحوهما و هي تقول - ماذا تفعلان هنا ..؟ .. نظرت لوالدتها بعدم اطمئنان فوجدتها سلين فرصة للهروب من هذه المقابلة قالت بتهذيب- بالأذن .. سأذهب إلى روكردت انجل بسرعة- اووه .. بالتأكيد اذهبي اذهبي فور أن ابتعدت عنهما سلين حتى نظرت انجل لوالدتها بشك سائلة بحزم- ماذا قلتي لها أمي ..؟كانت تعرف جيداً بان والدتها من ذو الذوق العالي لا تقبل إلا بالشيء الراقي ... هذا ما تكره بوالدتها رمقتها السيدة هيلن بنظرات حادة ثم قالت- روك .. سيقتلني .. إذا استمر يحضرها معه في كل حفلةتوترت انجل ثم قالت بارتباك- امي . . انتِ تضخمين الأمور .. اكملت محاولة اقناع والدتها.. ربما كانت تلعثمت و هي عاجزة عن الكذب فقالت بارتباك .. مجرد صديقة..لوت السيدة هلين شفتيها بعدم اقتناع ثم قالت بصوت اجش- اعرف ابني جيداً.. لا يحب ان يأتي الحفلات برفقة الفتيات وخاصة إذا كانت حفلات عائلية شعرت انجلكيتا بالورطة .. مررت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى خلف أذنها ثم قالت - لقد طلبتُ منهُ أن يحضر فتاة معه .. لهذا احضرها ردت بحزم - إياك والكذب انجل .. روك لم يلبي رغبتك .. بل كانت رغبته بحضور سلين ..زفرت بداخلها بضيق ثم قالت- حسناً .. وما المشكلة أمي ..؟ أنها في قمة الروعة- الجمال وحده لا يكفي .. أنا اريد لروك فتاة من مستوى عالي هذه الفتاة لا تبدو كذلك لم تستطع احتمال والدتها اكثر من ذلك قالت بانزعاج- لا تتعبي نفسك بالتفكير بسلين .. لأن روك لو يريد الارتباط بها لما أخذ رأيك ..ابتعدت عن والدتها بحنق و هي تتبع سلين التي كانت تحدق بروك من بعد .. تقدمت نحوها و هي تهتف- اذهبي إليه .. يبدو ينتظرك ابتعدت عنها تاركة سلين بحيرة .. سارت بخطوات هادئة نحوه .. عندما لمحها وقف من على الكرسي و هو يعتذر بتهذيب من الرجال ابتسم و هو يسير نحوها بثقة كبيرة تنحنح و هو يقول- اعذريني .. لم أشئ الابتعاد عنك اكمل باحباط لكن انجل اجبرتني على ذلك ..ضحكت بخفة قائلة - لا عليك .. شقيقتك فتاة في غاية الروعة اطلق ضحكة رجولية تخلخلت مسامعها و هو يقول- تعالي معي .. استفهمته بأعينها فاكمل سأريك الجزء الخلفي من الحديقة هناك المكان رائع ..- ماذا عن الضيوف ..؟- المكان مزدحم لن يلاحظ أحد غيابنا تحمست لرؤية الجزء الخلفي من الحديقة الواسعة فهزت برأسها بالأيجاب وهي تسير معه شيء فشيء حتى اختفت اصوات الموسيقى و هما يبتعدان عن الناسسارت معه إلى خلف الفلا ... تلقت نسمات هواء باردة على جسدها فارتجفت برداً فور ان وصلت للحديقة الخلفية للفلا .. ابتسم بداخله و هو يلاحظ ارتجافها..حفيف الأشجار كان ما يسمع مع القليل من الموسيقى التي تبعث من بعيد ..قال بهدوء وهو يسير الأمام- ماذا فعلت بك انجل ..؟لحقته بخطوات هادئة ..مندهشة من جمال الحديقة المزينة باجمل الورود ثم رفعت رأسها لسماء محدقة بالنجوم الامعة بسماء سوداء بدت كل نجمة كاللؤلؤ يفتخر بضوئه لامعة وبجماله المدهش استنشقت الهواء العليل ..و ادارت وجهها لتحدق به فالتقت عينيه بعينيها المرتجفة ..توترت عندما لاحظت أنهُ كان يحدق بها من البداية ... عينيه المطلة بالأمان اسرتها .. ظلت تنظر له عاجزة عن الحراك .. فهبت نسمة هواء باردة لتلسعها بقوة .. اشاحت بوجهها عنه و هي ترتجف برداً .. ارتجفت أكثر عندما ظل يحدق بها بهدوء ثم رفع ذراعه ليحوط كتفيها .. حدقت به بدهشة شاعرة بكهرباء سرت بجسدها من لمسة يده .. جذبها نحو صدره أكثر بحنان صمت ثوان ثم قال بهدوء- هكذا أفضل ... لن تشعري بالبرد دمتي معي ..شعرت بالحرارة تتدفق بجسدها .. من قربه الشديد منها .. ولسانها السليط قد عجز عن التفوه بكلمة .. تجمعت قواها لتقول بارتباك- أنت .. اقصد ر .. و .. ك لـ...قطع كلامها صوت رنين هاتف روك النقال فتنفست براحة و هي تشكر المتصل . . ثم ابتعدت عنه بسرعة .. بينما لمحت نظراته المنزعجةعندما رن هاتفه .. اخرج الهاتف ليرد - ماذا ..؟ أنجل ..قالت بغضب - أين أنت يا رجل ..؟ تعال بسرعة .. إذا أردت البقاء معها في بوقت آخر ارجوك اغلق الهاتف دون أن يقول كلمة ثم نظر لسلين قائل- لنعود .. همست - سالحقك .. كانت تريد أن تجمع قليلاً من القوة لم تكن تعرف أن روك يملك كل هذا الحنان .. عندما ضمها إليه احست براحة و هي معه ..لكن لمسته اربكتها كثيراً ..أخذت شهيقاً و زفيراً .. بعد أن ابتعد روك عنها فاهم بما تفكر ... ادركت ان يجب عليها العودة من حيث ما أتت حتى لا تشد الانتباه أكثر ... سارت خطوتينلتعود للحديقة التي يقام بها الحفل دق قلبها كالطبول عندما لمحت ظل أسود يقف من بعيد .. ارتجفت رعباً .. روك .. هتفت بداخلها تنادي باسمه قبل أن تركضرعباً .. اعترضتها يدين قويتين .. جذبتها أمام جسده بعنف ..انتفض جسدها .. فيما ارتعبت عينيها وهي تحدق بالذئب صاحب العينين الرمادية الماكر .. ابتسامتهالصفراء جعلت قلبها ينتفض رعباً .. اصابعه القاسية كانت تضغط على ذراعها بدون رحمة فيما بدأ كالوحش و هو يطلق ضحكات استهزاء قائل بهدوء يمتزجبقليل من السخرية بخلاف نظرات عينيه الممتلئة بكل انواع الغضب- لن تشعري بالبرد ما دمتي معه .. هكذا إذن .. ظلت صامتة مرعوبة .. وهي تشعر بذراعها قد خلعت من محلها هزها بعنف ثم جذبها نحوه بقوة .. تخلخلت أصابع يده الاخرى على شعرها الأسود و هو يشده ليتحم بتحريك رأسها كما يشاء .. انحنى لمستوى وجهها .. ثم همس بعنف- تكلمي .. لا تصمتي كالخرساء .. أين لسانك الطويل ..؟ شعرت بالأهانة منه .. يتحكم بها كالدمية حاولت تجميع طاقتها إلا أنها لم تستطع سوى أن تقوي لسانها فقط بينما ظل جسدها يرتعد خوفاً همست باستفزازمحدقة بعينيه بقوة ممتزجة بالاستفزاز- شعرت بالبرد .. ولم امانع من أن يخففه روك عني .. حقاً لمسته كانت دافئة ليس كالوحوش المفترسةكانت تقصده تماماً في آخر كلماتها.. ثارت عينيه جنون ..لكن ما نسيته أن دانيال ينتقم بلذة عكسها تماماً التي تقف عاجزة عن فعل أي شيء أمامه..اشتدت اصابع يده على شعرها و كأنهُ يفرغ غضبه به. ثم قال بصوت أجش- تشعرين بالبرد .. و تحتاجين لدفئه .. لا بل كانت لمساته ناعمة ودافئة .. ليست كالوحوش .!. هذا ما تقولينه ..هزت رأسها بتحدي بالأيجاب فصدمت عندما أفلت يديه عنها .. وقبل ان يسمح لها بالحراك .. امسك بها من جديد ليضمها إليه بعنف .. ذراعيه اشتدت حول ظهرها بقوةفيما بقيت هي غير واعية لما يحدث .. ضحكاته المنتصرة .. ايقضتها و هي تحاول جهاداً ان تشل هجوماً عنيفاً نحوه إلا أنها كالدمية بين يديه .. مرت أنامله على كتفيها العاريتن .. فشعرت بالضعف الشديد .. وهي تحاول مقاومته بعنف .. همست بألم - ابتعد .. هذا يكفي .. لا تستغل كوني فتاةمال نحو اذنيها و هو يشد جسدها إليه .. شعرت بانفاسه تحرق أذنها و هو يقول بصوت هادئ- ألا تشعرين بالبرد ..؟ اكمل .. سابعده عنك .. فالتجربيه هذا المرة من الوحوش .. لعله ينال اعجابك اكثـر ضربته بقوة ..لكنها لم تؤثر عليه .. ابعدها بإرادته دافعاً إياها كأنها شيء قذر و هو يتفحصها باشمئزاز قائل - إن ما ترتديه لا يسمى ثوباً ... هب مغادراً بعنف المكان .. فيما ارتجفت هي برعب .. غير مصدقة لما فعل .. ماذا يقصد .. ؟ بأي حق يتعامل معها هكذا ..؟ تسؤلات كثيرة جرت في بالها ..و جملتهُ الاخيرة شدت أنتباهها .ــــ إن ما ترتديه لا يسمى ثوبا ! ـــ وماذا يسمى إذن .. ؟ تيقنت أنها تأخرت على روك كثيراً .. فسارت بخطوات ثابته وهي متاكدة أن ليس هذا الوقت المناسب للخوف عليها التماسك من أجل روك ... عادت إلى مكان الحفلبعد أن عدلت شعرها قليلاً .. أم عن أدوات التجميل فهي تحتاج لمرآة .. لمحت روك يقف وحيداً .. اقتربت نحوه قائلة- لقد عدت .. لمح الارتباك الواضح عليها ثم قال بشك - تأخرت ردت بتوتر- اه . . مر الوقت بسرعة و أنا انظر للحديقة كانت مذهلة رمقها بنظرات عدم اقتناع ..لكنها ابتسمت له مطمئنة إياه .. اعاد نظراته للأمام .. و هو يحدق بقطعة الكيك الكبيرة .. التي حملها الخدم ليضعوها بوسط الحديقة بوسطها صورة كبيرة .. لانجلكيتا و السيد مارتن .. يبدو في ليلة زفافهما .. تصفيقات حارة من المعازيم .. والتهاني الحارة عندما تقدما ليبدا بقطع الكيكة الضخمة والتصفيرات مع بعض التعليقات من الشباب .. زادت الجو متعة .. كانت بعالم آخر وكل ثانية تنظر لدانيال وبقربه كرستين التي كانت في كل فرصة تسمح لها تقترب لتهمس باذنيه ثم تطلق ضحكات ناعمة .. حقاً .. كانت تشعر بالحقد نحو هذه الفتاة .. صوت الموسيقى الهادئة .. بدأ يعلو في الحديقة والانوار بدأت تتغير .. ليصبحالجو مناسب لرقص .. وبثقة تقدم السيد مارتن الذي بدأ بالرقص مع زوجته بعشق واضح يطل من عينيه .. ثوان حتى تقدم بعض الشباب لرقص مع الفتياتكانت ترسم ابتسامة وهي شاردة الذهن شعرت بالخطوات التي تتقدم منهما رفعت نظرها بتقدم رجل كبير يبدو من رجال الأعمال قال هامساً- مرحباً يا ابنتي .. لمحت روك الذي ابتسم و هو يقول- اهلاً أبي .. نظرت لروك بدهشة ثم لرجل المبتسم قائلة - مرحبا يا سيدي .. سعدت بلقائكابتسم السيد مارك و هو يمد يده ليصافح يد سلين ثم قال- حقاً كنتُ متشوق لرؤية رفيقة ابني بهذا الحفل .. تبدين جميلةابتسمت بحرج و هي ترى أن هذا الرجل كما قال روك ... يعطي الحرية الكاملة لأبنائها بعكس والدته التي تهتم بالمظاهر .. ابتعد عنهما السيد مارك قائل- تشرفت بمعرفتك .. اعذريني الان علي الذهاب ابتسمت بتهذيب قائلة - و أنا كذلك تشرفت بمعرفتك يا سيدي ابتعد عنها فالتفت لروك الذي قال - ستحبين والدي أكثر من والدتي عقدت حاجبيها باستغراب فاطلق ضحكة خفيفة عذبة قائل- هل نرقص ..؟ اندهشت من طلبه .. لكنها حقاً لم تعرف لماذا أردت أن ترقص معه .. هل لأنها تريد الرقص مع روك ..؟ أم لانها تريد أن تري دانيال بأن الاقتراب من روكهو أشد جمالاً و روعة من الاقتراب من الوحوش هزت رأسها .. بنعم ..فاطلق ابتسامة سعيدة و هو يمسك كفها بنعومة متوجه بها بثقة لوسط الحديقة .. لامستيديه خصرها .. فيما رفعت هي يديها لتضعهما فوق كتفيه براحة.. بدأت بالتاميل معه .. برقة .. لم تكن تعرف حقاً انها تجيد الرقص .. أحست بشعور رائعوهي برفقة روك .. الذي كان قريب منها كأنهما حبيبن.. إلا انها لم تشعر ذلك كانت فرحة بقربه .. غير ملاحظة للأعين التي ترمقها بغضب من بعيد قبض على اصابعه بقوة عندما لمح روك يهمس باذنها .. ثم يبتعد قليلاً ويعود ليكرر نفس الحركة .. أحس باليدين التي تضغط على ذراعه .. ألقى نظرة نارية نحو كرستين .. ثم أعاد نظراته إلى الأمام ببرود قالت بضيق- دانيال.. لماذا ترفض الرقص معي .. ؟ أنت تجيد هذا النوع من الرقص جيداً زفر قائل- قلتُ لكِ يكفي .. لستُ بمزاج جيداُ لرقص ..أبعد نظره عن سلين و روك ليوجهها لعمه و والدته كانا يجلسان على الطاولة برفقة اسرة كرستين .. زفر عندما تذكر الورطة التي اوقع بها نفسه مع عمهالذي لازال ينتظر الفتاة .. مرت أيام لكن عمه لازل يذكره .. زفر باستياء مما أثار استغراب كرستين .. دفع كرستين عنهُ بخشونة ثم اتجه نحو إحدى رجال الأعمال شهرة كان يقف معزولاً عن الجميع .. حتى لا يلاحظ الشخص الذي اتى من أجل وجوده .. سار نحوه بغضب كتمه بداخله ثم قال بصوت أجش- انها تلك ..صمت ملاحظ اندهاش الرجل فاكمل .. التي ترقص مع السيد روك ..نظر لهُ الرجل بنظرات الشك ثم استنكار ..ثم وجه نظره نحو من يرقص بوسط الحديقة.. حدق بدانيال بغير تصديق .. و هو يحاول النظر إليها بشكل أوضح .. لم يصدق أن يراها في هذا الحفل .. عندما اخبره دانيال بالمصادفة عبر الهاتف النقال جاء بسرعة للحفل الذي كان قد اعتذر من قبل لسيد مارتن عن حضور بسبب اعماله ..بقي بمكان منعزل كي لا تراه ..انتظر وقتاً مر كالسنوات منتظر دانيال أن يحضرها له .. لم يراها بشكل واضح بسبب الاضاءة .. إلا أنهُ لمح القليل من وجهها شعر بقلبه يدق بقوة .. كانت تشبه بعض ملامح الصورة التي معه ..هتف باضطراب وهو يشعر بالعرق يتجمع بجبينه - أأنت متأكد يا دانيال ..؟ رد بثقة - بكل تأكيد ..ابتسم بنصر و ابتعد عن ذاك السيد .. عائداً لمكانه بانتصار بعد أن فجر قنبلته بلحظة غضب . . . . ^ــ^ تم[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-22-2017, 08:39 PM
 
[frame="7 80"]الــبارت السادس....................... ~ كذبة مؤقتة ~.......................
توقفت الموسيقى الرنانة في الحديقة .. و أعيدت الأنوار كما كانت عليه .. فتوقف الجميع عن الرقص .. استمعت لتصفيقات حارة و هي تنزل يديها من كتفي روك ..فيما أبعد روك يديه عن خصرها .. وهو يمشي معها نحو الطاولة ..استوقفتهم ضحكات انجلكيتا القادمة نحوهما و هي تقول بفرح- كـان رقصاً رائع .. القت نظرة لسلين ثم قالت .. ادهشتيني بالرقص سلينبادلت انجلكيتا الابتسامة وهي تقول - لستُ امهر منك بكل تأكيد ... ضحكت ثم نظرت لروك بخبث قائلة - يا أخي العزيزي .. على معلوماتي أنك لا تجيد الرقص غمزت مكملة يبدو أن سلين غيرت بك أشياء كثيرة ..تلميحات انجلكيتا لم تعجب سلين بتاتاً بينما ظل روك يبتسم بهدوء و هو ينظر إلى سلين و بداخله يشتم تصرفات أخته الجريئة .. قالت سلين مخاطبة انجل- أريد الحمام .. سألقي نظرة على منظري ..ردت بجدية - تعالي معي .. سأدلك عليه ...-لا يا عزيزتي .. ابقي مع ضيوفك .. سأسأل إحدى الخدم ابتعدت عنهما متجهة نحو الفلا .. دخلت الفلا محدقة بروعتها .. الفلا تبدو خالية من المعازيم .. هذا ما لاحظته من الهدوء .. فقط الخدم من كان يتواجد فيها تقدمت نحو إحدى الخدم قائلة - المعذرة .. نظرت لها الخادمة قائلة- هل استطيع أن اخدمك بشيء يا آنسة ..؟ - أين الحمام ..؟ - تعالي سأدلك عليه .. .. لا بأس سأدلها أنا .. الصوت الرجولي القادم من الخلف اجبرها على التوقف وهي تستمع لصوت رجولي غريب .. قبل أن تتفوه الخادمة بكلمة تدخل الرجل ليقول بحزم- أذهبي لعملك .. نظر للخدم قائل .. أريد التحدث مع الآنسة ..اندهشت وهي تستمع لما يقول ذلك الرجل التي حتى الآن لم تكن تراها حيث كان ظهرها يقابل وجهه ربما يشبه بها بأحد.. ثوان حتى ابتعد الخدم عن المكان فاهمين مقصد الرجل .. توترت وهي تيقن أنهُ مخطئ بالشخص استدارت بثقة لتخبره بذلك .. - سيدي يـبــ....توقفت عن التكلم محدقة بالرجل بإمعان ..امسكت بإحدى التحف محاولة تمالك نفسها انزلت عينيها للأرض .وبلحظة تذكرت ..والدتها .. ضحكاتها .. بكائها.. ألمها .. حزنها .. وكل شيء .. تدفقت الذكريات كشلال المياه العذب .. لتيقض بداخلها شعور الحقد .. الكرهاية بأنواعها .. سالت دمعة حارة على خدها فيمارفعت عينيها لهُ بضعف .. أحست بتوازنها يختل من نظراته المتفحصة لها .. بعد تسع عشر عاماً كيف يحدق بها بتلك الطريقة .. قبل تفقد توازنها .. وتسقطعلى الأرضية .. لحقها بسرعة ليمسكها من ذراعيها .. همس بذعر- حبيبتي . .سلين .. هل انت بخير ..؟ لمسته اشعلت النيران بقلبها ..تمالكت قوتها وهي تدفعه عنها بعنف هامسة باضطراب- من أين أتيت .. ؟ ارتعبت عينيها اكثر وهي تكمل .. ابتعد ..اتيت لتقتل ما تبقى من روحي .!. سالت الدموع بعينيها و هي تقول من أعماق قلبها لا أريد رؤيتك تمزق قلبه أشلاء .. و عندما امتدت أناملها لتمسح دموعها انتفضت مبتعدة عنه بعنف ... وبصراخ قالت- ألا تفهم .. قلتُ لك ابتعد ..- سلين .... أنا والدك يا صغيرتي !والدك .. والدك .. والدك .. صدى صوته اقتحم عقلها بقوة شعرت بالاضطراب وهي تضع يديها على أذنيها لا تريد سماع شيء .. تمتمت - لستَ والدي .. أبي مات منذُ ان ولد .. مات بقلبي .. مات في تسع عشر عام .. عشتُ وتربيت من غير أب .. ذقتُ طعم الفقر و الألم مع أمي ..لم تكن معي .. انتظرت قدومك كثيراً لكنك لم تأتي لم تقبلني قبل أن أنام ولم تذهب معي يوماً لحفل في مدرستي .. ككل الطلاب .. لم تأتييوماً لتعطيني الحلوى ..كبقية الأطفال .. تعودت على فقداني لهذه الأشياء .. هل تعرف لماذا ..؟ لأن أبي مات ..مات بقلبي .. ختمت كلامها مع سيل من الدموع تتدفق من عينيها وهي لازلت تعاني من هول الصدمة .. التصقت بالجدار عندما اقترب نحوها وهو يقول بعطففيما عينيها كانت تترجاها لفهمه - لقد عدت .. أنا هنا .. بحثتُ عنك طويلاً .. سنوات مرت وأنا ابحث عنك هزت رأسها و هي تقول باستهزاء- بالطبع .. بعد أن اصبحت رجل أعمال غني تذكرت أن لديك ابنة ..ما كنت لتبحث عني بتاتاً إلا بعد أن حققت حلمك .. أناني ..لستَ أبيكنتُ لن أعرف ملامح وجههك .. لكن ظهورك الدائم على قنوات التلفاز اجبرني على رؤيتك .. لم افتخر يوماً بأنك تعتبر والد لي بل لم أخبرأحد بذلك .. لأنك لستَ أبي .. صرخت بعنف ولا اتمنى أن تكون أبياشتدت عينيه غضباً من كلامها .. فقال بغضب كبته بين اسنانه- كما سمعت .. لسانك طويل و سليط للغاية .. اكمل بحزم ..اذهبي وارتدي معطفك لنغادر الحفل ..تغيره المفاجئ لم يكن غريب عنها فهذا ما توقعته لكنها لم تأبه لذلك حيث تمتمت بدهشة - إلى اين.. ؟ !بثقة كان يرد عليها- لا تحتاجين الان للعيش بمفردك .. بعد أن عثرتُ عليك.. فتحت فمها بذهول غير مستوعبة لما يقول .. ثارت اعصابها وهي تحدق به وباسلوب متوحش دفعته عنها و هي تسير إلى منتصف الصالة الضخمة قائلة بجنون - هيه ..سيد شارلي .. لقد صدقت نفسك كثيراً ابحث عن ابنتك بمكان آخر أما أنا فلستُ ابنتك اكملت بحقد. .. اكرهــك..اكرهك كثيراُ سيد شارلي كلماتها الفظة و عدم نطقها بكلمة أبي أثارت جنونه .. وقبل أن تبتعد عنه .. تقدم نحوها بعنف ليعترض طريقها بقبضة يده التي امسكت ذراعها بقوة . .. قائل بعنف وهو يشدها إليه رافعاً إحدى اصابعه لها بتحذير مشدداً على كلامه قائل- ابنتي .. اعجبك أو لم يعجبك .. هذا الشيء حقيقي .. والان يا ذات اللسان السليط .. بأدب كبير ستذهبي معي و ستنسي العيش بمنازل متواضعة ستعيشين مع والدك كفتاة نبيلة .. سألبي لك أحلام كل فتاة بعمرك و أنتِ بالمقابل ستكونين ابنتي المهذبة التي افتخر بها أمام الجميعلم تستحمل كلماته القاسية .. كانت والدتها تحكي لها أن والدها رجل طيب لكنهُ عصبي بشكل مفزع وليس صبور .. ربما يدمرها بلحظة واحدة إذا استفزتهلكنها لم تبالي بكلامات والدتها فقالت بحقد - كنتُ أعلم مكانك جيداً سيد شارلي .. لو كنتُ أحلم بالحياة الرفاهية معك .. كنتُ قد اتيت لك منذُ زمن .. لكنني لا أريد قرشاً واحد منك دعني و شأني .. ليس لك أي حق بأن تجبرني على تقبلك ... أنت شخص أناني والدتي ماتت بسببك ثارت بذكرى والدتها قائلة بجنون وغضب بسببك أنت ماتت.. رفع يده بعنف ليصفعها بحركة مفاجأة فاغمضت عينيها تلقائياً قبل أن تتدخل يد أخرى لتمسك كفه.. فتحت عينيها ببطء .. ثم نظرت لدانيال الذي كان يمسككف السيد شارلي .. ارتجفت و هي تحدق بعينين السيد الشارلي النارية .. ينظر إليها بتملك ناسياً افعاله ..تمتمت- دعه .. دعه يضربني .. هو كذلك ما يفعله دائما تغطئة عيوبه بالهروب .. أو استعمال القوة ... تقدم السيد شارلي نحوها بغضب فيما تدخل دانيال مستشعر بغضب السيد شاري و هو يقول - علينا أن لا نثير المشاكل .. لا يجب أن نفسد الحفل .. هدأ قليلاً لكنهُ قال بعصبية - ألا تسمع ما تقول .. لسانها يحتاج تعديلات كبيرة .. ظلت تحدق بهما .. مستمعة لدانيال الذي قال بهدوء- وعدتني من قبل أنك لن تثير أي مشكلة بهذا الحفل لذا اخبرتكالسؤال الذي يحيرها كان قد جاوب عليه دانيال في تلك اللحظة .. هو من أخبر السيد شارلي عن مكانها .. كيف لم يخطر في بالها أن دانيال قد يعرف هذا الرجل ..فهما رجال أعمال ..هل كان يتصرف كل تلك التصرفات لأنها ابنة شارلي .. هل كان كل هذا الوقت يبحث ويتأكد ليصل بأنها حقاً ابنته .. ؟ .. تجمع الحقد في عينيها نحو دانيال .. وبخطوات واثقة سارت لتتجوازهما خارجة من الفلا .. استوقفها هذه المرة صوت دانيال قائل بحزم - نفدي طلب والدك .. اذهبِ حالاً وارتدي معطفك لنغادر الحفل بهدوء و إلا ......توقف عن الحديث فاكملت بسخرية - وإلا مـاذا ..؟اشتدت عينيه بفعل الانفعال وهو يقول بحزم - وإلا اجبرتك أنا على مرافقة والدك بالقوة ..تلك اللحظات دخلت إحدى الخدم و هي تشتم رائحة مشكلة جديدة .. ألقت الخادمة نظرات استفهام و تعجب .. فقطعها دانيال وهو يقول بحزم- من فضلك .. احضري معطف الآنسة سلين حالاًهزت رأسها الخادمة بالإيجاب و هي تتفحص سلين متذكرة بأنها رفيقة السيد روك بهذا الحفل .. ابتعد الخادمة فيما التفت سلين نحو دانيال بغضب جنونيتقدمت نحوه بعنف و هي تقول - لا تجبرني على فعل أي شيء .. لم اسمح لك بالتحكم بي بعد .. اصرت تقول ..حياتي وأنا حرة ..- أنا سمحتُ لهُ بذلك .. حولت نظراتها لسيد شارلي .. الذي تكلم عن دانيال ردت باستفزاز - وأنت من تكون بالأول لتسمح لهذا النذل أن يتدخل بي .. امسك بذراعها بقوة وهو يجرها نحو باب الفلا قائل - لستِ الوحيدة المسؤولة عن حياتك .. لديك أب في هذه الحياة شأتي أم أبيتي ..عضت على شفتيها بقهر .. و هي تصرخ بجنون - اتركني .. أفضل الموت على ان أعيش معك .. أنت لستَ أب .. قبل ان تمتد يده لتفتح باب الفلا .. افتتح الباب ليدخل روك بسرعة .. لحقتهُ الخادمة برعب و هي تنظر لأعين روك التي كادت أن تخرج من محلها و هو يحدقبسلين .. نظر لسيد شارلي المعروف .. ثم حول نظراته نحو دانيال الذي يقف ينظر لما يحدث بهدوء .. بسرعة تحولت نظراتهنحو سلين كانت تحدق به ضعف .. همست بين يدين السيد شارلي- روك .. ارتجفت شفتيها وهي تحدق به بضعف قائلة برجاء .. أرجوك .. لا ..لا تتركني ..نظر للخادمة التي هبت تناديه بسرعة فور ان رأت سلين بين يدين ذاك السيد ثم التفت لسلين قائل-ما الذي يحدث هنا ..؟ابتعدت الخادمة من المكان باضطراب فيما تدفقت الدموع من جديد من أعين سلين و هي تقول بارتجاف- هذا الرجل يريد أن يدمرني مجدداً..... ارجوك لا تدعه يأخذني للعيش معه ألقى نظرة خاطفة نحو السيد شارلي مستفهم الغضب الذي كان يطل من عينيه و هو يمسك سلين بعنف قال بجدية -ما هذا الكلام ..؟ تقدم نحوها ليحررها من يدين السيد شارلي لكنهُ فوجئ عندما ابعده السيد شارلي رافض تقدمه وهو يرمقه بنظرات غاضبة .. بدأ يشعربجدية الامر فقال بجدية- سلين برفقتي الليلة سيد شارلي .. - هذا كان في بداية الحفل .. حالياً سلين برفقة والدها - لست والدي ...صرخت بعنف فيما اشتدت عينين روك غرابة وهو يحدق بهما .. بلحظات عاد إلى الوراء ليتذكر لقائه مع سلين في أول يوم على الشاطئ .. عندما استمعلحديثها عن والدها مع كاثرين .. فهم أن والدها تخلى عنها و عن والدتها كذلك كلامها كان يدل على مكانة والدها الراقية .. بثوان تذكر حينما كان يسأل عناسمها الكامل كانت تغير سيرة الموضوع .. كان يظن بأنها لا تحب ذكر سيرة والدها ..لكن الان تأكد شيء آخر كانت تخشى أن يدرك أن والدها هو نفسه رجل الأعمال الشهير .. فهم الان كل شيء .. لقد دمرها بيده عندما احضرها لهذا الحفل .. حدق بها وهي تنظر له بتوسل .. تحرك السيد شارلي نحو باب الفلا ممسكاً بسلين صرخت بعنف و هي تقول- اتركني .. لن تدمرني أرجوك .. بدأت بإنشاء حياة جديدة منذُ يومين .. لا تدمر فرحتي كما فعلت من قبل .. تجاهل توسلاتها فنظرت لروك قائلةروك . . افعل شيء .. أرجوك .. روك لا تدعه يأخذني ... سيدمرني كما فعل بأمي .. صدقني أنا لا املك أب والدي مات .. مات استيقظ على صوتها الباكي وهي تترجيه وبتلك اللحظة شعر أنها أغلى ما يملك ..اعترض طريق السيد الشارلي بخطوتين قال بحزم- افعل ما طلبت ابنتك .. بتصرفك هذا لن تكسب حبها .. أن تزيد الطين بله .. اتمنى أن لا تحشر انفك بأمور الآخرين يا سيد روك ..لم تكن تلك الكلمات من السيد شارلي .. بل كانت من الشيطان الذي يقف محدق بما يحدث بهدوء تحرك من أمامه وهو يرمق روك بنظرات حادة .. ثم اتجه لسيد شارلي قائل - لنغادر .. اشتد غضب روك بفعل تصرفات دانيال المستفزة صرخ بعنف قائل - سيد دانيال .. أنتم لن تغادروا هذا المكان برفقة سلين .. سلين تحت رعايتي اليوم ... لن اسمح بأحد بإيذائها .. ساحميها لنهاية رسم ابتسامة سخرية وهو يقول - هل ستحميها من والدها .. ؟ عجيب امرك أيها الرجل ! فُتِحَ باب الفلا ليدخل السيد مارتن بسرعة .. ثوان حتى دخلت بعدها أنجلكيتا محدقة بشقيقها ثم لرجلين وبسلين باندهاش .. تجولت عينيها بهما ثم نظرت لزوجها الذي قال - ما الذي يجري يا شباب ..؟ نحنُ في حفل .. رجاء ألتزموا الهدوء .. لن نختم الليلة بالشتائم أو قتال.. رد دانيال بثقة بعد أن ألقى نظرة خاطفة نحو روك ثم حولها لسيد مارتن وهو يقول- فلتخبر صهرك بهذا الامر .أخبره بأن لا يتدخل بين الأب وابنته . وجه نظراته لسيد شارلي ثم قال مجدداً.. لنغادر المكان .. هذه المرة لن يعطي السيد شارلي اي فرصة لأحد ثوان حتى هب مغادرا المكان فيما توقفت سلين عن الصراخ بسبب نظرات الناس الموجهه لهم في حديقة الفلا وهي تتوعده بليلة سوداء لوالدها ..صوت تكسير قطعة من التحف الجميلة صدى بالفلا ... مما جعل انجلكيتا تنتفض رعباً من منظر اخاها التي كان يصرخ بجنون فوق السيد مارتن قائل- لماذا تركتها تذهب ..؟ على الأقل كنتَ توقفت عن منعي من اللحاق بها رد بتذمر قائل - اوه .. كف يا روك عن هذا الصراخ ..اكمل بحزم ليكن بعلمك لن اسمح بأحد أن يخرب هذه الليلة .. وكما قال رفيقي دانيال ليس عليك التدخل بين الاب وابنتههذا كان ما ينقصه حقاً .. تأنيب مارتن له الذي يتحدث وهو لا يعرف ما الذي يجري .جلس على إحدى الارائك وهو يمرر أصابعه على شعره بغضب قائل - أنت لا تعرف .. لا تعرف شيء يا مارتن .. فلتذهب لضيوفك ليس عليك التحدث بشيء لا تعرفه ابتعد السيد مارتن خارج للحديقة .. بينما اقتربت أنجل نحو شقيقها .. انحنت لمستواه و هي تقول - آســفة .. - كنتِ تعرفين بأني لا اطيق المدعو دانيال ...- مارتن من دعاه .. صمتت ثم قالت لكن ماذا يحدث أخي ..؟ وقف فجأة من على الأريكة بعنف .. و كأنهُ بدأ يستوعب ما جرى معه .. صرخ بعنف فانتفضت انجل واقفة تستمع لصراخه الجنوني- لقد ذهبت ..؟ ترجتني و لم افعل لها شيء .. وقفت كالأحمق انظر لها تغادر مع ما يدعى والدها .. ارتجفت تحدق بأخاها بدهشة رمى تحفة أخرى بعنف على الأرض .. قائل بجنون .. دمرتها بيدي .. احضرتها للحفل بيدي وعدتها بليلة رائعة لكنها اصبحت ليلة سوداء ..ألقى العديد من الشتائم ثم غادر المكان كالأعصار بجنون ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت السيارة السوداء إحدى أضخم الفلل جمالاً وتنسيقاً .. فيما كانت الصرخات الفوضوية داخل السيارة مزعجة بشكل فظيع لم تتوقف ثانية واحدة عنالبكاء والصراخ بالشتائم المختلفة .. قلتُ لكم اتركوني .. أعيدوني لمنزلي ..صرخت منادية بجنون روك أين أنت ..؟ انقذني .. روك ..- الصراخ لن ينفعك ..نظرت لسيد شارلي بحقد .. هو ينزل من السيارة بعد أن أوقفها السائق داخل حديقة الفلا .. فتح الباب الخلفي لسيارة ثم امسك بسلين بلطف .. ألقت عليه نظرةحاقدة .. وهي تلقي عليه أشد نظرات الكراهية .. فهم ان اللطف لا يفيد معها .. جرها بقوة متناسي صرخاتها .. جرها صاعداً بها السلالم وكأنهُ لا يسمع شيءمن كلامها المفتز .. اعترض طريقهم فتاة تبدو بعمر سلين كانت تحدق بهما بغرابة و بدهشة ماذا يفعل سيدها .. ؟ شفقت على حال الفتاة بين يدين السيد شارليالمعروف بعصبيته .. ظلت تحدق بهما حتى صعدا السلالم لحقتهما ببطء .. و هي تراقب السيد شارلي الذي ادخل الفتاة إحدى الغرف ثم خرج بعد دقائق بعد أن احكم اغلاق الباب بالمفتاح.. شعرت بالعطف نحو الفتاة التي كانت تصرخ في الغرفة طالبة منه أن يدعها في سبيلها ..كانت تعرف أن لا حياة لمن تنادي مع السيدشارلي ..- سيدرا ماذا تفعلين ..؟انتفضت من صوت السيد شارلي الحازم .. استدارت لتقابله بارتباك بلعت ريقها من عصبيته الواضح قالت بتوتر- جئتُ لزيارة أمي ..قال بحزم و شرار الغضب يبرق بعينيه - اطلبي والدتك حالاً هزت رأسها بالإيجاب وهي تنزل للمطبخ لتنادي والدتها .. التي كانت تعمل هنا كرئيسة الخدم .. دخلت المطبخ مبتسمة للخدم ثم نظرت لوالدتها قائلة - السيد شارلي يطلبك .. و يبدو في حالة مخيفة من الغضب لذلك اتمنى أن لا تلبي طلبه بالذهاب إليه الآنابتسمت السيدة الكبيرة صوفيا و هي تقف من على الكرسي قائلة - لقد تعودنا على غضب السيد شارلي .. فلا تقلقي يا صغيرتي .. سأوافيه حالاً.. خرجت السيدة صوفيا .. فيما دخلت سيدرا المطبخ لتجلس بمكان والدتها .. وهي تشعر بالفضول نحو تلك الفتاة التي كانت برفقة السيد شارلي ..تقدمت السيدة صوفيا نحو سيد شارلي الذي كان يجلس على الأريكة بالصالة ينفث دخان السجارة بغضب .. انحنت بتهذيب قائلة- لقد طلبتني يا سيدي عدل من جلسته ثو رفع نظراته نحوها .. هتف بحزم- نعم ... عثرتُ على ابنتي اليوم اطلقت شهقة خفيفة فيما اشتدت عيناها صدمة .. قالت - حقا ..! .. أين هي الآن ..؟ - في غرفتها. سيدة صوفيا .. أتمنى أن تعتني بها .. تنهد ثم أكمل .. أنها ترفضني بشدة .. أخشى أن تصاب بحالة نفسية إذا بقيت علىهذا الحال .. ردت مندفعة بتأكيد- لا تقلق يا سيدي سأعتني بها جيداً - تفضلي هذا ..نظرت للمفتاح الذي بين يديه ففهمت أنهُ مفتاح غرفتها التقطته من بين يديه وهي تقول- عن أذنك يا سيدي .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمنهارة على الأرض .. تضم ركبتيها إليها تبكي بألم كبير .. تشعر أنها منعزلة عن العالم ... بعد أن أخذ السيد شارلي هاتفها النقال عجزت عن الاتصالبروك الذي كان يستطيع انقاذها من هذا المكان .. مسحت الدموع السوداء بفعل اندماجها مع الكحل .. وبتلك الأثناء فتح باب غرفتها بعد مكوثها لأكثر من ساعة تقريباًانتفضت من مكانها و هي تتوقع دخول السيد شارلي.. إلا انها هدأت محدقة بالمرأة الكبيرة التي دخلت غرفتها بابتسامة دافئة ثم لحقتها نفس الفتاة التي قابلتها بسلالم .. لم تستطعأن تبتسم لهما و هي بتلك الحالة .. بل ظلت تحدق بهما بغرابة .. - مرحبا يا آنسة سلين ..تكلمت الفتاة بمرح .. فلمحت نظرات عادية من سلين موجهه لها تقدمت السيدة صوفيا وهي تقول - يا صغيرتي .. نحنُ لا نريد سوى مساعدتك فقط ظلت تحدق بهما بغرابة لكنها هزت رأسها بالنهاية بلطف .. مر يومين بحالة سيئة على سلين .. كانت كالمآساة .. يومين تحلم بالكوابيس .. يومين كانت تحلم بوالدتها بأحلام مرعبة لا تجعلها تذوق طعم النوم .. لم يكنيخفف عنها سوى سيدرا الفتاة المرحة ذات العشرون عاماً .... التي كلما بقيت في هذه الفلا يومين من أجل سلين .. هذا هو اليوم الثالث يأتي .. و هي حتىالان ترفض رؤية السيد شارلي بعنف .كانت تأكل في غرفتها ترفض أن تقابله . لم يكن يعجبها أي شيء في هذا المكان .. حتى غرفتها التي لم تكن تتخيل أنها ستملك يوماً غرفة بجمالها .. بكل شيء كانت معدة .. الديكور المبهر بألوان جذابة .. الأغراض المبهرة .. الدولاب المليئ بافخم الملابس الجميلة .. ملابس لم تتخيل أن ترتديها يوماً .. الحاسوب .. بطاقة مالية .. كما قال والدها وفر لها حلم كل فتاة .. عدا الهاتف النقال .. الذي رفض أن يعطيها إياه .. هذا كله لم يكن يعجبها .. كانت تتمنى أن تعود لمنزلها الدافئ التي لم تكمل فرحتها بعد في إعداده .. ابتعدت عن النافدة .. وهي تستمع لطرقات على باب غرفتها هتفت - تفضل كانت تعرف أنها سيدرا .. أطل وجه سيدرا المبتسم في الغرفة ثم دخلت الغرفة وهي تحمل طعام العشاء وضعت الطعام على الطاولة .. فيما ابتسمت سلينوهي تقول - تأخرتِ اليوم .. لقد اشتقتُ إليكقالت بأسف- لقد جئت لأودعك ..اشتدت عينين سلين غير مستوعبة لما قالت سيدرا ربما لم تتعرف عليها كثيراً بعد لكنها الوحيدة التي تستطيع التحدث معها في هذه الفلا الكئيبة ..قبل أن تتجمع الدموع بعينيها قالت سيدرا بأسف- يجب ان أعود لسكن الجامعي من أجل دراستي على كل حال لقد بقيت هذه الأيام هنا من أجلك .. أنا لا أعيش مع والدتي أنا آتي لزيارتها دوماًابتسمت حين لمحت الوحدة بعينين سلين ثم اكملت مربته على كتفيها ..أعدك بأني سأزورك دوماً لا تقلقي سلينشعرت بالهواء يختفي ... من كلمات سيدرا .. جلست على سريرها بخيبة أمل قائلة- متى ستغادرين ..؟ - الان ..ردت بكآبة- وهل يجب علي البقاء في منزل رجل يدعي بأنهُ أبي ..؟-لكنهُ والدكصرخت و قد بدأت الدموع تتلأ بعينيها قائلة - ليس أبي .. والدي مات .. مات لماذا لا تصدقوني ..؟شعرت بالشفقة نحو سلين توهم نفسها بموت والدها بالقوة.. انحنت لمستواها وهي تقول - كيف يمكنني أن أساعدك..؟ رفعت رأسها ببطئ نحو سيدرا وهي تقول بصوت باكي و بشك واضح - هل حقاً ستساعديني ..؟ردت مؤكدة- بكل تأكيد ..- لتساعديني على الهرب إذن .. شهقت سيدرا قائلة - مستحيل .. ستطرد والدتي فوراً - سأعود .. فقط لساعات .. لن يلاحظ السيد شارلي غيابي قالت بشك- ساعات !..ارجوك سلين كوني واقعية .. إذا اردتِ أن تكوني فتاة حرة فاكسبي السيد شارلي .. لو تقبلتيه كأب لك سيجعلك حرة .. - يستحيل ان أتقبله أب لي اكملت برجاء .. ارجوك سيدرا .. فقط ساعات ساعود .. أنا لا أكذب سأعود .. يستحيل ان اتسبب بضياع عمل السيدة صوفيا نظرت لها سيدرا بعدم اطمئنان فاكملت ساعديني أرجوك .. لانت ملامح سيدرا ثم صمتت قليلاً قالت بعد ذلك بنظرات شك- ستعودي ؟ هزت رأسها قائلة - اعدك .. فقط ساعات .. - حسنا اسمعيني .. لا اعتقد أن أحد من الحراس يعرف ملامح وجهك .. سأدعي بأنك صديقة لي .. أما عن النزول من غرفتك فالسيد شارليقد بدأ منذُ ثوان اجتماع مع إحدى الرجال في مكتبه ..سنخرج من باب الخدم قالت بتحمس للفكرة- وماذا عن الخدم ..؟ ألن يبلغوا السيد شارلي ...- في هذا الوقت يذهبون لنوم .. و والدتي قد خرجت قبل قليل لتشتري بعض الاغراض لذلك لا تهتمي ..لكن التأخر ليس بصالحنا لنسرع سلينقفزت من على السرير بسرعة .. ألقت نظرة حول نفسها كانت ترتدي ملابس أنيقة من الملابس الذي احضرها السيد شارلي .. لم تهتم أنها كانت ترتدي تنورة قصيرة لنصف فخذيها ..اهتمت بحقيبتها الصغيرة التي يوجد بها شيء مهم .. ارتدت الحذاء و معطف يصل لأعلى ركبتيها .. تسللت مع سيدرابخفة في الفلا الكبيرة ...سارت الخطة جيداً رغم ارتجافها و خوفها إلا أنها نجحت في النهاية بالتسلل خارج الفلا ..ألقت وعوداً على سيدرا بأنها ستعودوبالمال التي اعطتها سيدرا ركبت اول سيارة أجرى صادفتها .. سالت دموعها بألم .. و هي تحدق بظلمة الليل من نافدة السيارة .. - إلى أين يا آنسة ..؟ كان صوت سائق الأجرة ظلت صامتة .. إلا انها هتفت عندما رأت تلك الحديقة صغيرة تمتلأ بضجيج الأطفال .. منذُ زمن لم تزورها - لتتوقف هنا.. نزلت من السيارة بتعب بعد أن اعطت السائق أجرته .. تأملت الحديقة الصغيرة جيداً .. أحلى الذكريات قضتها هنا .. سارت داخلة الحديقة بهدوء .. جلست علىإحدى المقاعد.. و هي تستمع لأصوات الأطفال .. الأمهات والأباء يلعبون مع أطفالهم بفرح .. نزلت دموع حارة مبللة خديها .. و هي تتذكر الماضي .. كانت تأتيفي السابق مع والدتها لهذه الحديقة كثيراً .. كانت حديقة بسيطة مكونة من ألعاب قليلة إلا أنها كانت ممتعة .. ربما تغير منظر الحديقة الان بسبب إضافة ألعابأشد جمالاً و روعة عما كانت عليه سابقاً .. ذكريات الماضي كسرت قوتها فأخذت تجهش بالبكاء متجاهلة نظرات الناس لها .. .. أين أنتِ يا أمي .. ؟ .. تعالي و انظري لحال ابنتك المدللة ..انظري لزوجك القاسي .. عاد ليدمر ابنتك .. لم يكتفي بتدميرك فقط .. اجهشت بنوبة من البكاء الحاد .. لــماذا عــاد الان بعد تسع عشر عاماً .. لماذا عــاد ..؟ تساؤلات وتحيرات جرت بثوان في عقلها .. وقفت بضعف و هي تسير منتقلة من شارع لشـارع و أخيراً توقفت أمام حارتها السابقة .. نظرت لمنزل والدتها السابق .. عن بعد تشجعت لتخطو خطواتها نحو الأمام داخلة الحارة .. .................كان يشاهد التلفاز في جـناحه .. و يشرب كوب القهوة الساخن .. يبحث بين القنوات بملل .. رمى جهاز التحكم على الأريكة باهمال .. ثم وقف شاعراًبالملل .. اتجه لغرفة أخرى غرفة لـحلمه الضائع .. فتح باب الغرفة و سار بخطوات بطيئة ليدخلها .. تنهد و هو يحدق بالغرفة المليئة بكتبالموسيقى .. و أداة البيانو الفخمة تتوسطها .. تقدم بشغف نحو أداة البيانو ..مرر أنامله بأهمال و هو واقفاً بجانبها .. فاصدر صوت موسيقي غير جميل.. ابعد أنامله عن البيانو ثم ذهب نحو المكتبة .. أخذ يبحث بين دفاتره عن مقطوعات قام بتأليفها .. بحث عن مقطوعة نادرة بين الدفاتر .. التقط إحدى الدفاتر و امتدت انامله لتفتح الدفتر .. سقطت ورقة صغير على الأرض .. فانحنى ليرفعها .. امسك بها بين يده و أخذ يحدق بما يحويها .. مقطوعة نادرة .. هل لازلت معه ..؟ .. لقد ظن أنهُ رماها بعد ذاك اليوم .. لم تكن كاملة .. رسم ابتسامة جانبية عندما تذكر السبب الذي لم يجعله يكملها .. تلك الفتاة المشاكسةالتي قطعت عزفه برنين هاتفها المزعج .. لقد اغضبتهُ كثيراً .. تذكر أنهُ سهر الليل باكمله و هو يكتب القليل من هذه المقطوعة العذبة .. كان سعيداً بها..و متأكد أنها ستكون أجمل مقطوعة قد عزفها بحياتها.. لكن عندما باشر اليوم الثاني إلى المعهد قطعته سلين .. و هو يكره أن يقاطعه أحد بعزفه .. تذكرعندما عاد إلى القصر بغضب .. ثم توقف عن إكمال كتابتها .. لقد نسي امرها تماماً . أيمزقها ..؟ فضل تلك الأثناء أن يعيدها لمحلها .. رفعها ليوضعهابالدفتر .. ثم تقدم من البيانو وجلس على كرسي البيانو مستعداً للعزف إحدى المقطوعات التي يحفظها ..مرت أنامله بشوق على أداة البيانو .. عزف أجملالمقطوعات بروح صافية .. شعر بالحب لهذه الأداة الموسيقية .. . هي الوحيدة التي تفهمه .. يشعر أن أداة البيانو هي قلبه هي لسانه التي يتكلم عنه بلغة الألحان ... ربما تكون مقطوعاته مميزة لانها تحوي ما بداخله .. لأنها تتكلم عن دانيــــال ذاته .. توقفت أنامله عن الحركة فتوقفت الموسيقى بذلك .. ثوان حتى رن هاتفه .. اخرج الهاتف و هو ينظر للاسم على الشاشة مليا .. السيد شـارلي .. أجاب على الهاتف بسرعة قبل أن يتكلم فوجئ بصوت السيد الشارلي الغاضب والمتوتر .. و هو يقول - دانيال .. لقد هربت ...قبض على يده بقوة .. فيما اشتدت عينيه و هو يقول - كيف حصل ذلك ..؟ ثار السيد شارلي قائل- تعاونت مع ابنة السيدة صوفيا و هربت وقف من مقعده وهو يقول - فلتهدأ قليل ... كل شيء سيكون على ما يرام صرخ بعنف قائل- كيف أهدئ ..؟ لم اكن اتوقع أن الامر سيصل للهروب . . ابنة السيدة صوفيا تقول أنها وعدتها بالعودة لكنها لم تعد مرت أكثر من ساعتـين على غيابها دانيال .. أنا لا أملك غيرك .. أرجوك ابحث عنها ... إن رجالي لا يعرفون شكلها ثم أنني لا امتلك لها صورة .. لا امتلك غير صورة واحدة عندما كانت طفلة تنهدت بعدم راحة فقال السيد شارلي- دانيال أرجوك .. سبق أن وعدتك بأن لو عثرت عن ابنتي لأعطيك ما تشاء و الآن كذلك اعثر عليها مجدداً أعدك بأن اعطيك ما تشاء دون تردد ............مر الكثير من الوقت و هي واقفة أمام منزل والدتها .. تحدق بذكرياتها وتبكي بجنون .. أول مرة ترغب بالدخول به .. لشيء واحد .. كم اشتاقت لرؤية ملامح وجه والدتها .. تقدمت خطوتين إلى الأمام نحو الباب أخذت تبحث عن المفتاح في حقيبتها .. تمنت أن دانيال لم يبدل المفتاح بعد .. ابتسمت عندمافُتِحَ باب الحديقة .. فعلمت أن دانيال لم يغير المفتاح ... دخلت و هي تنظر للحديقة جيداً .. لقد تغيرت كلياً .. يبدو أن هناك بعض الترميمات فيها .. سارت ببطء نحو باب الرئيسي وفتحته .. الظلام كان يعم المنزل .. لا أحد يعيش فيه .. امتدت أناملها لتشغل النور .. تلاشى الظلام ليسمح لها برؤية المنزل جيداًالصالة كانت قد بُدلت أثاثها .. لكن ما أثار استغرابها أنها بدلت بأثاث خشبية ليست أثاثت من مستوى دانيال المادي بتاتاً .. بل عكس ذلك .. أثاثت متواضعة توقفت عينيها أمام غرفة والدتها .. وبلحظة تذكرت شيء .. صحيح كيف لها أن تنسى ذلك .. هرولت راكضة نحو غرفة والدتها .. فتحت الباب .. فوجدتبعض أثاثت والدتها كما هي إلا انها كانت خالية من الغبار .. تجولت عينيها على الأرض .. سالت الدموع من عينيها عندما لم ترى اي أثر لها .. اطلقت شهقة..بكاء عندما ادركت أنها فقدت ذاك الشيء .. هرولت نحو دولاب والدتها و فتحته أخذت تبحث بين أغراض والدتها بجنون .. أين هي ..؟ هل رماها دانيال .. لا بأس حتى لو كانت محطمة أنا أريدها لن استغنى عنها .. عندما فقدت الأمل توجهت لتبحث بين الطاولة .. خلف الدولاب .. بحثت تحت السرير .. في كل مكان .. عندما فقدت الامل جلست على أرضية المنزل الباردة بيأس .. ضمت ركبتيها الباردتين بفعل تنورتها القصيرة .. و اسندت رأسها على ركبتيها.. ظلت تبكي وهي تتمتم بوالدتها ..ارتجفت وهي تشعر ان موتها قد قدم .. مستشعرة بالظل الذي يقف أمام باب الغرفة . . تكورت على نفسها وهي تتخيل قدوم شبح يقتلها .. كما يحدث في أفلام الرعب .. رفعت رأسها لتنظر لقاتلها .. سرت قشعريرة بجسدها عندما رأته مستند على باب الغرفة .. بلعت ريقها متمتة - د .دا نــ.....يـــ...ـال ... تقدم خطوتين إلى الامام فقالت- لا تقترب .. لقد قتلتني عندما سلمتني لسيد شارلي .. اجهشت بالبكاء وهي تكمل شاركت بقتلي و هو قتل أمي .. توقعت ان يرد على كلامها لكنهُ قال بصوت أجش لم تفهم مغزى كلامه - هل كنتِ تبحثين عن هذه ..؟رفعت عينيها .. تنظر له .. تأملت ما بين يديه..مررت أناملها على خديها تمسح الدموع .. وهي تقف ببطء .. سارت نحوه .. لتأخذ تلك الصورة التي دمرت في ذاك اليوم بسببه .. كانت تبدو أجمل بالإيطار الجديد بدل عن ذاك القديم المتهالك .. ابتسمت بحزن و هي تمرر أناملها فـي صورة والدتها . . ثم ضمت الصورة لصدرها بحنان وهي تبكي بشدة .. تخلخل صوته الرجولي القائل بهدوء- أردتُ إصلاح ما افسدته في تلك الليلة .. كان يقصد الصورة التي سقطتت من يديه فتحطم إيطارها .. ذاك اليوم كرهته لانهُ حتى لم يقل كلمة آسف لها ... لكن ما ادركتهُ اليوم .. بأن دانيال يعتذر بطريقة أخرى ربما بطريقة غريبة .. إذن لقد حمل الصورة معه ليصلحها في ذاك اليوم .. ضمت الصورة أكثر إليها وهي تهمس- اشتقتُ إليها .. كثيراً .. اود الذهاب لرؤيتها .. حدقت به قائلة كالأطفال هل إذا مت سآرها .. ؟ .. لو كان ذلك صحيحاً فأنا أود الموت -اشششتمتم بصوت أجش . . فيما امتدت أنامله لتمسح دموعها بلطف... ضم بكفيه و جهها فتوقفت عن البكاء وهي تحدق به .. همس قائل- يجب أن لا تتمني الموت .. سلين .. حققي حلمك من أجلك ومن أجل والدتك .. اجعليها تفتخر بك .. حتى لو لم تكن على قيد الحياة .. ارتعش قلبها .. من لمسة يده الدفائة في ذاك الجـو البــارد.. تاهت بعينيه كـاره ضعفها الذي يمنعها من ابعاد كفيه عنها .. في تلك اللحظة رغبت بلمسته كثيراً..إلا أن الحقد بدأ يتولد بقلبها .. فور تذكرها أنهُ من أخبر السيد شارلي بوجودها بالحفل .. أشاحت نظراتها عنه .. ثم تحركت مبتعدة عنه قائلة ..- سأغادر .. أعتذر على دخولي منزلك دون إذن ..مشت لتتجاوزه .. لكنه امسك ذراعها .. ليعيدها مقابلة لجسده ..نظرت له بحقد و غضب على اعتراضه طريقها لكنه قال بصوت أجش هزها - لمـاذا تكرهين والدك ..؟ .. عقدت إحدى حاجبيها .. و هي تعض على شفتيها بقهر قالت بضجر- و ما شأنك بي ..؟ .. ألن تكتفي بما فعلته قبل أيام في الحفلة .. ؟ صرخت بعنف .. لتقل شيء لا تقف أمامي كالأصم ..رسم ابتسامة جانبية فزادت من ثورانها قال بعينين مستفزة بخلاف صوته الأجش المليئ بالتسلية -لأنك لي يا صغيرتي .. ! .. فعلتُ ذلك لأنك قريباً ستمثيلني .. ! .. لذلك أنا لا أحب أن يرى احد ممثلتي و هي كاللقيطة مع المدعو روك ابتسم ابتسامة صفراء على وجهها المذهول .. احمرت وجنتيها غضب .. غير مستوعبة لما تقول اطلقت ضحكة استهزاء و هي تجر قدميها خارجة منالمكان بعد أن هتفت بضحك- تبدو فقدت عقلك أيها العازف الشهير ... ســارت تجر قدميها نحو باب المنزل .. فيما شعرت بجسدها يتجمد برداً .. بفعل الملابس القصيرة التي كانت ترتديها .. وصلت للباب مدت كفها نحو معصم البابففوجئت به مغلقاً .. فتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح .. كتمت شهقة عندما تذكرت أنها وضعت في مكانه بخارج الباب.. هل انغلق الباب عليها ..؟ في تلك الأثناء خرج دانيال من غرفة والدتها .. ألقى نظرة لها .. و كأنهُ يدرك عدم خروجها .. و يبدو يتحدث على الهاتف ابتسم لها بتسلية .. فيما ظلت تحدق به بصدمة .. لقد أغلق الباب عندما دخل و هو يدري أن مفتاحها معلق فيه .. نظرت لهُ باستنكار .. قائلة بنفاد صبر - افتح الباب .. مرر أنامله على شعره و هو يفركه بحيرة عقد حاجبيه باستنكار مما اظهر تجاعيد على جبهته اقترب نحوها .. ثم اخرج مفتاحها من جيبه .. فاقتربت بغضب لتأخذ المفتاح .. رفع المفتاح بسرعة بيده إلى الأعلى فعجزت على الوصول إليه .. هتفت بانزعاج- كف عن تصرفات الأطفال .. اعطني مفتاحي - مفتــاحك ! .. عفوا يا آنسة هذا المنزل لي .. مخطئة في العنوان .. صرخت بانفعال - حسناً لا أريده .. فقط افتح لي الباب .. قال ببرود ازعجها- اممم .. و إلى أين ستذهبين .. ؟قالت بحنق - هذا الشيء لا يعنيك .. - إذن لا باس .. لنقضي الليل كله هنا .. قال كلماته ببرود .. فيما راح يجلس براحة على إحدى الكراسي .. وقد أخذ يلعب بهاتفه ببرود .. تقدمت نحو ثائرة قائلة- ماذا تظن نفسك فاعلاً .. ؟ ابعد نظره عن هاتفه النقال .. ثم رفعه عينيه لها قائل .. - لم افعل شيء ..أعاد نظراته نحو شاشة هاتفه المطور .. يعرف جيداً كيف يستفزها .. وحقاً نجح في ذلك عندما صرخت بغضب -حسناً ..سأذهب لمنزلي .. ابعد نظراته عن الهاتف لينظر لها غير من موضعه ليضع ساقاً فوق ساق .. ثم قال وهو يفرك دقنه بهدوء- أي منزل .. ؟ هل تقصدين منزل والدكتدري أنهُ يتصنع الغباء زفرت باستياء قائلة- للمرة المليون .. أقولها لكم .. ليس والدي .. منذُ متى ذاك المنزل اصبح منزلي .. وقف من على مكانه فجأة فتراجعت للوراء خطوتين فقال - وماذا عن سيدرا ..؟ ألم تعديها بالعودة تذكرت أمر سيدرا لكنها أبت العودة لتلك الفلا فقال مكملاً سيطرد السيد شارلي والدتها و ستمنع من جامعتها .. هل تعرفين أن السيد شارلي من يدفع تكاليف جامعتها .. !و بسيرة الجامعة تذكرت امر جامعتها .. منذُ ذاك اليوم و هي لم تذهب لا تعرف كيف الأوضاع .. ؟ فقط كاثرين من يعرف بكل شيء .. تذكر أنها اعطت رقم كاثرين لسيدراالتي اتصلت لكاثرين واخبرتها بكل شيء.. لم تستغرب عندما قالت سيدرا أن كاثرين تدعوها لكسب والدها .. صحيح دائما كانت كاثرين أول من يدعوها لتوثيق علاقة جديدة مع السيد شارلي .. لكنها لا تستطيع ذلك .. هزت رأسها بالنفي و هي تتذكر روك .. كم اشتاقت إليه .. قالت بغصة- لن أعود ..هتف بحزم -لا تكوني انانية .. أنتِ لا تقبلي بكل تأكيد أن يضيع مستقبل سيدرا في جامعتها .. لو تعلمين كم هي تبكي الآن وكم وبخها السيد شارلي بسببك ..نزلت دمعة حارة ..و هي محيرة .. لكن عليها أن تعود .. من أجل أن تحقيق وعدها .. هي متأكدة أنها ستتحرر يوماً من تلك الفلا .. بالتأكيد روك لن يدعها هو الأمل الوحيد لها .. هزت رأسها بضعف وهي تشعر بالخزي مما فعلتهُ بسيدرا .. ولم تكن سوى دقائق حتى ركبت السيارة مع دانيال بهدوء .. ليعيدها للفلا .... طوال الطريق كان الهدوء هو سيد المكان .. ادركت أنها وصلت لسجنها عندما ادخل دانيال سيارته في حديقة الفلا .. كرهت نفسها و كرهت والدها كثيراً ..نزلت من السيارة بهدوء .. - ســـــــلين ..... توقفت على صوت السيد شارلي .. صدمت عندما رأت ملامح وجهه الخائفة .. تنهد براحة عندما رآها .. اقترب نحوها فوراً ليضمها .. لكنها دفعته بسرعة ثم قالت - لم آت إلا من أجل سيدرا .. أتمنى ان لا تعاقب أحد بسببي .. زفر بغضب ثم قال لها بحزم..- إن لم تعودي .. كنتُ سأتسلى بعقابها .. هذه المرة سأنسى الأمر .. قال بصوت أجش لكن إذا تكرر الأمر اقسم بأني لن اسكت انزلت رأسها إلى الأسفل .. ثم رفعت نظراتها نحو سيدرا التي عندما رأت سلين ركضت للحديقة .. انزلت رأسها سلين بخجل وهي تقول- اسفة .. لم اقصد تسبب المشاكل لكي .. قالت باضطراب- لا عليك سلين اهم شيء أنك عدتي و إلا كانت والدتي من سيدفع الثمن.. هتفت باعتذار - أنا حقاً آسفة ردت مبتسمة- لا عليك .. يجب ان أغادر الان سأزورك في وقت الفراغ .. ابتعدت عن سلين بعد أن ضمتها .. وهبت مغادرة الفلا .. نظر لها السيد شارلي وهو يقول بحزم - اسمعيني أيتها الشقية .. لن اغلق الباب عليك بالمفتاح مجدداً .. تجولي بالفلا كما شئت .. و إن فكرتِ بالهروب ستجدي الحراس ينتظرونك أمام البابكتمت تزفيرة غضب .. حدقت بالسيد شارلي الذي وجهه نظره لدانيال الواقف يحدق بما يجري امامه ثم قال- دانيال .. تعال معي أريد التحدث معك في مكتبي ..هز رأسه بالإيجاب ثم سار يتبع السيد شارلي بخطوات واثقة .. زفرت هي بحنق وهي تدخل الفلا بعد أن غابا عن نظرها .. سـار خلف السيد شارلي بخطواتواثقة و هو يعتلي السلالم بهدوء .. لحق السيد شـارلي ليدخل مكتبه .. هتف السيد شارلي مشيراُ نحو الكرسي المقابل لمكتبه - تفــضل دانيال ....سـارت في الفلا تتأملها جيداً .. وعينتاها مذهولتان من جمال الفلا .. أكل هذا لسيد شارلي .. يا طالما رأته في التلفاز و على صحف والمجلات لكنها لم تتخيل أنهُ غني بهذا الـحد .. من غرفة لغرفة كانت تتنقل .. خلعت معطفها الأسود و هي تدخل غرفتها رمته على الكرسي.. زفرت بضخر ماذا ستفعل الآن ملت من الروتين .. يبدو أن الخروج من هذه الفلا أمر صعب .. لكن لن تبقى حبيسة هذه الغرفة .. خلعت حذائها المتسخ .. و ارتدت حذاء جديد ذو كعب عال .. ألقت نظرة خاطفة على نفسها بالمرآة .. لم تهتم بملابسها الغير محتشمة بل اهتمت بإعادت تسريح شعرها .. رتبته بعناية ثم وضعت القليل من أدوات التجميل ..لتخفي أثار البكاء و عينيها الحمراء .. عليها أن تكون قوية أمام السيد شارلي .. لن تظهر ضعفها لن تسمح لهُ باستغلالها .. خرجت من غرفتها بثقة ..فيما تنقلت عينين الخدم حولها بانبهار .. ابتسمت بداخلها باستهزاء لم يتعودوا بعد على وجود ابنة لسيد شارلي بهذه الفلا.. نزلت من السلالم ثم خرجت نحوالحديقة .. اتجهت نحو إحدى المراجيح المريحة .. جلست عليها و أخذت تهزها بهدوء .. داعبت نسمات الهواء شعرها الناعم .. فتبسمت لأول مرة براحة ..اغمضت عينيها متمتعة بصوت حفيف الأشجار الذي تخلخل مسامعها .كانت كل ثانية تضم صورة والدتها لصدرها تريد قربها..فتحت عينيها على صوت خادمة تقدمت نحوها تحمل كأس من العصير ابتسمت الخادمة بتهذيب وهي تقول مرحبه- مرحباً بك يا آنسة ..رفعت رأسها برفق نحو الخادمة التي تقدمت بدورها تقدم العصير لسلين قائلة- تفضلي .. عصير الفراولة الطازج سيقويك .. ابتسمت بلطف وهي تاخد كأس الفروالة وتشرب منهُ بلذة قالت - شكراً لك .. مذاقهُ لذيذ قالت بفرح - اعرف انك لم تتناولي الطعام جيداً خلال ثلاث ايام .. اطلقت ضحكة خفيفة .. فيما قالت الخادمة بجدية- آنستي .. هل تعرفين أن السيد شارلي نقل أعماله لهذه المدينة من اجل العثور عليك .. ابعد كأس الفروالة من فمها ثم نظرت للخادمة بملامح جامدة - ماذا قلتي ..؟توترت الخادمة وهي تقول- استمعت مرة لحوار له دون قصد كان قد علم أن والدتك بعد انجابك انتقلت لمدينة أخرى .. بعدها بذل قصاة جهده لينتقل لهذه المدينة و بما اني لا املكمكاناً أعمل به انتقلت معه إلى هنا .. وليس أنا فقط كذلك السيدة صوفيا .. مدبرة المنزل .. اكملت برفق ..صدقيني يا صغيرتي السيد شارلي يحبك كثيراً إلا أنهُيمتلك عصبية فائقة ...أشاحت بوجهها عن الخادمة وقد بدا الضيق يقتلها .. قدمت كأس العصير بعد ان شربت نصفه ثم قالت بهدوء-شكراً لك .. لقد شبعت .. نزلت من على المرجوحة و سـارت تتمشى بملل .. لمحت سيارة دانيال السوداء .. فاشتدت عينيها عندما ادركت أنهُ لازال مع السيد شارلي .. توجهت للفلا بسرعةوالفضول يقتلها عن الحديث الذي يدور بين دانيال و السيد شارلي في ذاك المكتب وجدت نفسها تسأل إحدى الخدم عن مكتب السيد شارلي .. و بثوان سارت وجدتنفسها تقف أمام باب المكتب بفضول .. تقدمت نحوه بتردد واقتربت من الباب لتضع أذنيها عليه بفضول.. عدل من حركته ليستقيم ظهره على ظهر الكرسي .. بعد أن تكلم بنقاش بعض الأعمال .. أخذ يشرب القليل من كوب القهوة و هو يحدق بالسيد شارلي بهدوء .. بدأتنظراتهما تشتد جدية فتح الامر السيد شارلي قائل- أنا لا أعرف ماذا أقول لك يا دانيال .. للمرة ثانية تعثر على ابنتي .. ابتسم براحة وشكر و هو يكمل لو تعرف كيف ساعدتني أنت ..لقد أعدت روحي إلييا دانيال بعد أن خمدت سنوات عدة بعد أن يأست و أنا انتقل من بلد لبلد آخر ابحث عن سلين ...لم يسمح لي الوقت بالتحدث معك بهذا الأمر .. لكن أظن أن الآن هو الوقت المناسب ... كيف عثرت على سلين يا دانيال ..؟ تبسم بثقة و هو يقول - و من لا يعرف ابنتك يا سيد شارلي .. تمتلك لسان يستطيع الدفاع على كل فتيات المدينة .. لأخبرك خلاصة الموضوع عندما طلبت مني المساعدة .. لم تخبرنيمعلومة كاملة عنها .. لكن بالمصادفة كانت سلين تدرس بنفس جامعتي .. و بالمصادفة أيضاً عرفت اسمها الكامل الذي كان يطابق اسمك تماماً .. و تيقنت أنها هينفسها ابنتك عندما اعطيتك صورتها مع والدتها .. لقد تعرفت على زوجتك السابقة و ذاك اليوم كدت تقتلني لمعرفة ابنتك .. هل تذكر ..؟هز رأسه بالإيجاب فاكمل دانيال بمكر- واعتقد أنك تذكر أنك عرضت علي أي شيء مقابل رؤية ابنتك .. هز رأسه أيضا بالإيجاب ثم اكمل- و وعدتك اليوم أيضاً بالكثير .. رفع رأسه ليحدق بدانيال ثم قال بشك - لكن دانيال ماذا تريد ..؟ لا اعتقد أنك تطلب المال .. اطلق ضحكة خفيفة هادئة بدت قبل العاصفة ثم قال - أنت محق .. كيف أطلب منك المال وأنا من قدم المساعدة لشركاتك قبل ان تفلس تماماَ وإلا نسيت ذلك يا سيدي..حين ذكره بتلك المساعدة فهم أنهُ يلمح لطلب مجهول فرد بتأكيد - يستحيل أن انسى أنت كالابن لي يا دانيال و وقوفك معي دوما لم ولن انساه ظهرت ابتسامته الماكرة وهو يقول - افهم أنك ستساعدني .. و المساعدة ليس مادية هذه المرة .. لمح علامات الاستفهام بملامح السيد شارلي فاكمل كما تعلم عمي و والدتي يصران على أن اتزوج بابنة السيد جوزيف .. رد منبهراً- اوه .. تقصد الجميلة كرستين .. مبارك لكما ..لوى شفتيه بعدم اقتناع ثم قال- المشكلة بأني وعدت عمي بذلك وتراجعت .. صمت ثم اكمل بصراحة يا سيدي الآنسة كرستين ليست تناسبني لكن عمي يصر على زواجي بها عقد حاجبيه باستنكار و هو يقول - و كيف اساعد يا دانيال ..؟- بصراحة الحل هي ابنتك .. رفع عينيه بدهشة ليحدق بدانيال تلاقت عينيهما لثوان نظرات السيد شارلي المتعجبة و المتسائلة اختلطت مع نظرات دانيال الواثقة قال بثقة- أتمنى أن تقبل ان تمثلني ابنتك ..كخطيبة لي .. لم يكن يشعر بالفتاة التي تتنصت عليهما بالخارج .. كتمت شهقة كبيرة وهي تتيقن أن السيد شارلي لن يقبل بذلك استمعت لهما بارتجاف أو أن كل ذلك مجرد مزحة ثقيلة فدانيال يستحيل أن يطلب طلباً كهذا قال السيد شارلي باندهاش - دانيال .. لتوضح الأمر رد بثقه بعينين واثقة تحدق به قائل- هي الطريقة الوحيدة للخلاص من كرستين .. ان أحضر فتاة امثل باني أحبها .. عندما يقتنع والدي بامر خطوبتنا سنفسخ الخطوبة و كأن شيء لم يكن سنقول بأننا لم نناسب بعض ... هذا بعد ان أرى أن فكرة زواجي من كرستين قد زالت من عقل عمي و أمي ..رسم ابتسامة هادئة منتظر جواب السيد شـارلي الذي بدا منصدماً بما يقول دانيال اكمل دانيال و بالتأكيد سنقوي علاقتنا بالعمل ..تأمل السيد شارلي ملامح دانيال كان حقاً يبدو جاداً في كلامه .. بلع ريقه بصعوبة ثم تبسم بتوتر و هو يقول - تعرف أن من المستحيل أن أرفض طلبك دانيال .. رسم ابتسامة هادئة ثم قال بتأكيد- ليكن بعلمك هي خطوبة مزيفة لا أكثر .. ! اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكأن كأن كلمتهُ لا تعاد . . صمم على التخلص من مشكلته بدماء الآخرين فهل سينجح بروده بإطفاء نيران سلين الملتهبة حتى هذه المرة .؟. ! ^ ــ ^ ...[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-22-2017, 08:42 PM
 
[frame="9 80"]البــارت السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لــماذا أنـــا..؟. !
......................
اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكن كأن كلمتهُ لا تعاد . .صرخت بعنف هز المكتب الضخم و هي تقول - لستُ دمية يتحكم بها الجميع ... حدقت بالسيد شارلي بحقد و هي تكمل ..أنا لن اسمح لك بأن تجعلني وسيلة لتقوية علاقتك العملية بهقبض كفه بقوة .. يبدو أن ابنته فتاة تستطيع حرق اعصابه بسهولة .. و هو إذا غضب ينسى كل شيء .. اقترب نحوها و هو يقول بنفاد صبر بأمر- حالاً إلى غرفتك .. فتحت فمها للتكلم لكنهُ قطعها بصراخ عنيف جعلها ترتجف رعباً من نظراته الغاضبة و صوته القوي الصارخ - اخــرسي .. اكمل بحزم ممزوج بالغضب .. قلتُ لك إلى غرفتك حالاً .. ليس من الأدب اقتحام المكتب بهذا الشكل رفعت ذقنها لتقول بتحدي مع بعض الشموخ و الكبرياء- و هل ستعلمني أنت الأدب ..؟ أين كنت منذُ تسع عشر عاماً .. ماتت والدتي وأنت بعيداً عني - يكــــــفـــــي .. صراخه الجنوني كان كافياً ليوقفها على حدها .. لم يستطع تحمل كلامها .. جرها بعنف نحو غرفتها صاعداً بها السلالم .. دفعها داخل الغرفة و دخل هو الآخر .. استقامت بألم من دفعته و حدقت به بنظرات ثابته و هي تقول بصراخ هستريري - اخرج .. لا أريد رؤيتك .. أعدني لمنزلي .. أريد منزلي سيد شارلي..أغمض عينيه بقوة ثم فتحمها وهو يمرر كفيه على شعره الاسود محاول تمالك نفسه ... قال بنفاد صبر - لتحترميني سلين .. أنا أبقى والدك .. فتحت عينيها وهي تقول مستهزئة- احترمك ! .. الاحترام يعني لك هو الموافقة على ما يقوله ذاك الغبي .. المدعو دانيال .. جذبها نحوه بقوة فيما احكمت اصابعه يده القاسية على معصمها و هو يضغط عليه بقوة قال بغضب - حسني ألفاظك عند ذكر دانيـال .. أنتِ لا تستحقينهُ بتاتاً .. هو أرقى منك بكثير .. لكنك ستقبلين عرضه شئتِ ام أبيت دفعها لتسقط على سريرها الضخم .. وقفت كالقطة غير مبالية لشيء.. وهي تقول - لن افعل ذلك .. قلتُ لن افعل ..آخر شيء سأفكر به هو الارتباط بدانيال .. مع جملتها الاخيرة فُتِح باب غرفتها ليطل دانيال بهدوء مررت عينيه على جسد سلين ببرود و مثل ما نظر لها ببرود أبعد نظره عنها ببرود .. ثم حدق بالسيد شارلي الذي كان يخاطب سلين قائل محاول أن يكون أشد هدوء ..- سلين ..أنها خطوبة مزيفة .. لن تخصري شيء لو سرتي معنا في كذبة .. كل شيء سيعود لمحله فور خلاص دانيال من الآنسة كرستين .. ضربت بقدمها في الأرض وهي تقول بعناد - و ما ذنبي أنا ..؟. ليحل مشكلته بعيداً عني ..رد بعناد أكبر وبعنف قائل- بل ستساعديه و إلا اقسم ان أفعل المستحيل يا سلين .. تدفقت الدموع من عينيها كالسيلان .. وهي تقول ببكاء .. - أنت لستَ أباً ..ألم تفكر بأنهُ من الممكن أن أكون أحب فتى آخر .. ألم تفكر بأنك ستدمرني بهذا العلاقة الكاذبة .. ؟ قالت بسخرية وهي تمسح دموعهاتتساءل ببساطة ماذا أخســر ..؟ قول لي بحق الله أي فتاة ترضى بشيء كذلك هل نحنُ في فلم درامي ..؟ !تنفس بصعوبة بفعل عصبيته و قد بدأ صوتها يلين قليلاً بدأ يتحول لصوت بـاكي .. شعر بالحيرة بتلك اللحظة إذا تعامل معها بالاحترام و العطف قابلته بالصدو الصراخ لا يفيد معها اللين بتاتاً .. قال بحزم - اسمعيني يا صغيرتي .. هذه الخطوبة ستتم .. اقترب ليمسك بيده الضخمة ذقنها و هو يكمل بحزم أكبر .. و ستمثلين بشكل مبهر .. منذً أول لحظة رأيتكبها أصبحتِ فتاة نبيلة اسمك مرتبط باسمي .. دفعتهُ عنها بعنف سـارت بالغرفة كالنمر المفترس غير منتبهة لمن يقف أمام باب غرفتها قالت بعناد- آخر شيء سافعله هو مساعدة الأشباح .. لتخبره بذلك ..انطبق باب الغرفة مصدراً صوت .. فالتفت نحو باب الغرفة .. أحست بالدم يتوقف عن السيران عندما لمحت جسده الضخم يقف مستنداً على الباب ..و كفيه مندسان في جيوب سرواله الجنيز الامع .. توقفت ثم نظرت لسيد شارلي قائلة بحزم- اطلب منهُ المغادرة قبل أن أفعل أنا ..ختمت كلماتها فتقدم دانيال خطوتين إلى الأمام كأنهُ لا يسمع ما تقول .. نظر لسيد شارلي بنظرات فهمها نظرات حازمة .. وكأن وقت اللعب قد أنتهى ..برقت عينين السيد شارلي شراراً و هو يحدث سلين قائل بحزم- سأتركك مع دانيال لتتفقا ..قبل أن يغادر صرخت بعنف - سأفضحكم جميعاً .. اقسم بأني سأفعل ذلك .. توقف السيد شارلي عن مغادرة الغرفة .. نفد صبر وهو يلعب معها .. تقدم بعنف مما أفزعها .. و جذبها نحو بالقوة ضغطت أصابعه على معصمها ..فيما قال بغضب- سئمت من اللعب معك .. رفعت حاجبيها بتحدي قائلة- ماذا ستفعل ..؟ قطب حاجبيه باستنكار من التحدي المرسوم بملامحها ثم قال بمكر- جامعتك ..! ستعودين إليها ابتسمت بفرح لكنهُ اكمل بالطبع إذا لم تخرج كلمة واحدة من هذا اللسان السليط ..سرعان ما تلاشت ابتسامتها من صوته الماكر ثم قالت بعدم اطمئنان- بالطبع كنتُ سأعود لجامعتي .. شئت أم أبيت !اطلق ضحكة ماكرة خفيفة ثم قال- يا صغيرتي إذا كنتِ تحت رعايتي .. فحلمك بأن تكون كاتبة يجب أن تنسيه ..إلا إذا وافقتي على عرض دانيالسيدي توقف ...في تلك اللحضة تدخل دانيال .. ربما سيرضى بكل شيء إلا أن تحرم من حلمها .. يتذكر حواره مع عمه و والدته عندما أجبر على التخلي عن كلية الموسيقى.. توقف عن التكلم عندما استدار السيد شارلي ليرمقه بنظرات فهمها .. هي اللعبة إذن مع تلك الصغيرة .. هذا ما فهمه من نظرات السيد شارلي .. فهم أن السيدشارلي ليس جاداً بل هي وسيلة لإجبراها على الموافقة .. وهو يدرك أن سلين لن تقاوم أن تحرم من حلمها صرخات باكية قاطعت تفكيره و هي تقول- لن تفعل ذلك .. ارتجفت شفتيها فيما كتمت شهقة بكاء مكملة بارتجاف .. أنت بالتأكيد لن تفعل ذلك ..برقت عينيه بالنصر مدرك أتمام المهمة اكمل بنذالة- كاتبة ! .. أهذا ما تحلمين فيه .. ؟ .. عقد حاجبيه و هو يقول لم اتمنى يوماً أن تكون ابنتي الوحيدة تنتظر مستقبل كاتبة .. سافعل ذلك يا صغيرتي لأني اعشق أن تدخل ابنتي مجال يجعلها تتحكم بكافة شركاتي عند غيابي أشاحت وجهها عنه .. ثم مررت نظراتها لدانيال أنها تذوق نفس الكأس .. السيد شارلي .. رجل قاسي سيفعل ما يريده تخلخل صوته السيد شارليالرجولي الأجش و هو يقول - اتصال واحد فقط لمدير كلية الآداب يكفي لفصلك عن الكلية نهائياً .. ارتخت قبضته عن ذراعها .. وهب كالأعصار مغادراً الغرفة .. فيما بقيت هي تتأمل صورة والدتها على سريرها بعد أن سقطت فوق السرير بفعل عصبية السيد شارلي ..اهم شيء أنها لم تتحطم فهي لم تسقط على الأرض .. أنهارت تبكي فوق السرير .. دافنة رأسها في الوسادة .. بللت دموعهاالوسادة .. فيما شعرت بأنامل تتخلل شعرها الناعم مبعثرة أياه بإهمال .. رفعت رأسها عن الوسادة لتصدم به جالساً على السرير بجوارها يتأملها بهدوءحركت رأسها فابعد أنامله عنها .. ظل يحدق بها صامتاً يتأمل الدموع المتجمعة بعينيها المحمرتين .. تمتمت - لــماذا أنا ..؟حرك حاجبيه على سؤالها الهادئ .. لأول مرة تتحدث معهُ بهدوء ..ابتسم ابتسامة باهتة مما زاد دهشتها .. قال- أنتِ الوحيدة من سيقبل بها عمي ..اول مرة كان يرد على سؤالها دون لف ودروان دون نرفزتها .. نظرت له فتوقعت نظرات حاقدة لكنها لم ترى ذلك اشاحت وجهها عنه و بتلك اللحظة تداركت ساقيها المكشوفتين بفعل تنورتها القصيرة .. لمحت اللحاف على السرير وبسرعة ألتقطته لتغطي جسدها باكمله .. ابتسم باستهزاء لكنها لم تعره اهتماماً وجهتظهرها له و هي تمثل أنها تود النوم لم تكن بمزاج جيد لشجار .. تمتمت بحزم- اخرج ..حرك رأسه ببطء ثم فرك بأصابعه شعره وهو يقول بهدوء - يجب أن تتعودي على مكوثي معك بنفس الغرفة تعدلت لتجلس على السرير قائلة بتذمر- لن تقبل بفتاة تكرهك دانيال اكملت بحزم . . الباب من هنا اشارت لها بيدها نحو الباب فما كان منهُ إلا ان يبتسم باستهزاء وهو يقول- أيتها العنيدة .. اقبل بك ! هي ليست إلا خطبة مزيفة .. أشاحت وجهه عنه بعنف ثم قالت بصوت أجش- ارفض أن اكون شريكتك حتى لو كان تمثيلاً - حسناً يا صغيرتي حسناً ..ابتسمت بداخلها بنصر مستغربة من كلامه الهادئ والمسالم ظنت انها اقنعته لكنها فوجئت عندما اكمل بمكر و هو يقف من على السرير .. اظن أن بعد اليوم لا حاجة لتفكير بمستقبلك ككاتبة .. اكمل بخبث سابلغ السيد شارلي بقرارك .. سـار بخطوات ثابته نحو باب غرفتها .. مستشعر بقنبلته جيداً قبل أن تمتد يده نحو معصم الباب توقف على صوتها المرتجف .. لا تفعل .. ارجــ .... وكاستدار لينظر لها بعينين باردة لوى شفتيه و هو يلمح عينيها المتلألأتين بالدموع .. بقي ثوان ينتظر ما ستقوله .. لكنهُ قرر اخيراً مغاردة الغرفة .. خرج من الباب سائر بالطابق العلوي للفلا .. تقدم بخوات ثابته نحو السلالم لينزل ببطء.. قبل أن تمتد يدين صغيرة لتمسك بذراعه بضعف .. تنهد بوسط السلالم وهو يستدير لينظر لها بملل .. هتف ملاحظاً عجزها عن الكلام - مــاذا الان .سلين.؟ .. رفعت عينيها لتقابل عينيه الرمادية .. كانت كالجليد البارد.. أيعقل أن يكون صاحبها مثلها تماماً .. أم أنهُ يتصنع الجليد ..اطلقت شهقة بكاء و هي تتمسك بذراعهبشكل أقوى .. خاصة عندما لمحت السيد شارلي يحدق بهما من اسفل الدرج .. حركت راسها بالنفي تترجيه أن لا يحطم ما تبقي من حلم لها .. رسم ابتسامة جانبيةعندما لاحظ عينيها المذعورة من السيد شارلي .. امسكت كفيه ذراعيهاا لكن هذه المرة لم تكن بعنف .. تأمل وجهها ثم مال بانتصار ليهمس بأذنها بخفة - بعد ثلاث أيام سأمر إليك حتى اعرفك على أسرتي ... كوني مستعدةصمت مستمعاً لبكائها المكتوم .. همس برقة تبرق استهزاز بأذنها - إلى اللقاء ..خطيبتي الغالية.. !نزلت دمعة حارة على خديها بضعف .. و بلحظات كانت تستمع لصرخات قوية .. صرخات رجولية لم تكن من السيد شارلي أو من دانيال .. دارت الدنيا بها ..شاعرة بصداع مزمن يسيطر على قواه ..فيما استدار دانيال نحو ذاك الازعاج الغريب .. امسكت بذراع دانيال بخفه وهي تعي بأنها غير قادرة على السير ..تنفست بصعوبة .. مع صوت ارتطام باب الفلا القوي .. خطوات جنونية اقتحمت الفلا .. فيما تعالى صوت الحرس يحاولون منع العدو من الدخول .. فتحت عينيها محاولة تمالك نفسها و هي تلهت بقوة .. سلـــــــــــــــــــــــــــــين ...لمعت عينيها فرحاً لكن التعب كان يغطي عليها بشكل واضح ..رسمت ابتسامة باهتة وهيتحدق به وبالحرس الذي لازلون يمنعونه عن الدخول انصرف الحرس فور أن طلب منهم السيد شارلي المغادرة بعينين غاضبتين .. نسيت من يقف معها بغضب شديد .. هتفت بصعوبة طالبة النجاة .. روك... تلاشت ابتسامتها الباهتة فور أن فقدت توازنها لسيطر الظلام عليها و بلحظات كانت على سرير غرفتها .. فتحت عينيها ببطء .. ليتسلسل قليلاً من الضوء لمخيلاتها .. اه اطلقت تأوه ثم نظرت برعب للحقنة المغروسة على يدها الموصلة بأنبوب ليصل المغذي إلى جسدهافتحت عينيها اكثر بتعب شديد .. وبسرعة جنونية امتدت يدها الثانية لتبعد الحقنة المغروسة بيدها .. قبل أن تمتد أنامل رقيقة تمنعها عن ذلك .. لا تفعلي .. ..تجمعت الدموع بعينيها ثم اجهشت فجأة بالبكاء .. ألم .. وحزن .. ضعف .. و تعب .. عبرت عن كل شيء بداخلها و هي تنظر للأمان المطل من عينين روك .. امتدت انامله الرقيقة لتمسح دموعها بخفه و هو يقول - آسف يا صغيرتي .. صمت ثم اكمل بأسف لم أكن بقادر على حمايتك .. ازدادت شهقات بكائها .. فقال مكملاً برقه وهو يحوط بكفيه وجهها - اهدئي قليلاً .. تحتاجين لراحة .. ستضرين صحتك ..صمتت قليلاً محدقة به.. اه كم اشتاقت لنظراته من أين جاء لها هذا الرجل .. ؟ ! . أجاء ليحميها .. أهو من أرض الامنيات .!. أدخل حياتها من أجل حمايتها .. ؟!كان يجلس على الأرض بجانب سريرها .. تحركت كفيه من وجهها برقة لترتفع على شعرها مرر اناملها ليحرك شعرها ببطء .. لم يكن أحد موجود بالغرفة غيره ..هذا ما أمره الطبيب .. لا يجب أن أول ما تراه بعد استعادة وعيها شخص لا تطيقه .. تذكر بلحظات اصراره على البقاء .. تذكر غضب السيد دانيال . . كم عانىخلال تلك الأيام في العثور على مكانها .. أخيراً هي بين يديه لكن أحقاً سيستطيع اخراجها من هذه الفلا .؟.حاولت أن تستقيم من تمددها على السرير فساعدها بلطف و هو يضع الوسادة خلف ظهرها .. هكذا أفضــل .. هتف بعد أن جلست على السرير .. فجلس بجانبها ألقتطت نظراتهما قليلا .. لمح الارتباك بعينيها السوداء اللامعة . . امتدت كفه لتضم كفها الغير مغروسة بالحقنةثوان حتى اصبح يداعب بأنامله أناملها ..هتف بجدية - كيف حالك ..؟تجمدت عينيها مستغربة من سؤالها .. هل يسأل عن حالها .. أهو أعمى ..؟ ! .. كل ما تعرفه الان أنها بحالة افضل لأنها معه .. معه حتى لو لدقائق .. شعرت برغبةبالبكاء .. قبل أن تفعل ذلك همست برتجاف .- روك ..رفع نظره نحوها منتظر ما تقوله فما كان منها إلا أن تهتف من أعماق قلبها - اشتقتُ إليك .. كأن تلك الكلمة دمرت الحواجر بينهما .. شعرت بجسدها ينجذب نحوه بفعله ذراعه التي امتدت لتجذب جسدها إليه .. ضمها بحنان و هو يفرك بيده على ظهرها ... صوت بكائها كان يمزقه تمزيقاً .. لكنهُ يشعر بالكثير من السعادة .. فصغيرته اشتاقت إليه .. ...اشتاقت إليه كما اشتاق لها .. وضعت كفيها على كتفيه براحة ثم ضغطت عليهما بلطف ليبتعد عنها .. أبعدها بلطف عنه ثم رسم ابتسامة هادئة مطمئناً إياها - لا تقلقي .. ستكونيني بخير ..- السيد شارلي واتباعه يقتلونني .. هتفت ثم انهارت مجدداً باكية .. تلاشت حصونها أمام روك .. الذي أخذ يمسح بأنامله دموعها بلطف .. غير ملاحظ لعينين التي تراقبهما .. - ألم تكتفي بكاء بعد ..؟ ضحك بخفه على وجهها الأحمر بفعل البكاء .. ابتسمت ابتسامه باهتة ثم هتفت بنعومة غير مقصودة ..- لا تبتعد عني .. وجودك معي هو أجمل ما امتلك ..اطلق ضحكة رنانة ثم اخرج منديل من جيبه و أخذ يمسح دموعها قائل - ابتسامتك رائعة .. ابتسمي دائماً سلين .. يكفيك بكاء أنهُ حقاً لا يليق بك ..ضحكت بخفه عندما اخذ يداعب بأصبعه أنفها المحمر .. خطوات أقدام بغرفتها .. قاطعت ضحكتها الصغيرة .. حولت نظراتها لتلمح ظل دانيال .. أعادت نظراتها نحو روك الذي ظل صامتاً و كأن الوضع لم يعجبه بتاتاً .. وقفت بتعب من على السرير ثم ابعدت انبوبة المغذي عن كفها .. سارت خارجة من الغرفةكأن تلك اللحظة انتبه روك لما تفعله .. وقف بسرعة سائراً نحوها .. فيما ظل دانيال يحدق بهما باستهزاء .. هتف روك قائل- سلين .. ماذا تفعلين ..؟ أنتِ متعبة ..لم تستدير له قالت بصوت أجش - لا اعتقد ذلك ... خرجت من الغرفة بسرعة .. الاكتئاب اصابها فور أن رأت دانيال تذكرت خطة الخطوبة الكاذبة .. لقد قبلت .. وكيف لها أن تقول لا .. وهي مجبرة على ذلك ..نزلت السلالم متناسية كل شيء .. ما يسمع لها صوت صدى عقلها .. نزلت برشاقة لطابق السفلي .. ثم هرولت خارجة نحو الحديقة قبل ان تستوقفها إحدى الخدمقائلة لها بلطف - صباح الخير يا آنستي .. حمدلله على سلامتك .. صباح ..! ..بسرعة خرجت نحو الحديقة .. و حقاً كان كما قالت الخادمة .. كانت نائمة طوال الليل .. هذا ما يدل فالضوء كان يعم المكان .. بلحظات نظرت لما كانتتلبسه ملابس نوم .. هل بدلت لي إحدى الخدم ملابسي ..؟ .. جلست على العشب الأخضر في إحدى جوانب الحديقة .. استلقت على العشب الأخضر و هي تتمنىالراحة ..تتمنى أن تتذوقها .. أين أنتِ يا أمي ..؟ .. في تلك اللحظات تيقنت كم هي غبية لا بل كم تمتلك حجم من السذاجة .. من المستحيل أن تبقى طويلاً على هذاالحال .. انها تذرف الدموع يومياً دون فائدة .. لا جدوى لمحاربة السيد شارلي بالبكاء .. ربما يفيد الذكاء معهُ قليلاً .. هي مجبرة على تحمل كذبة دانيال .. و كذلكمجبرة على العيش هنا .. أرادت أو أبت .. مصيرها محدد .. البكاء لن يفيدها إلا ذلاً و خسارة .. الطريقة الوحيدة للخلاص من المشكلة وهو أن تلعب مع القطط بالمثل .. حدقت بالملابس التي ترتديها بعدم اقتناع أيعقل أن ترتدي آنسة الفلا ملابس نوم و تتجول فيها بالفلا .. لا ... من هذه اللحظة ستمثل حقاً أنها الفتاة النبيلة ستقتحم حياة دانيال من أجل دراستها ستكون الفتاة الذكية بالنسبة لسيد شارلي .. ادركت أنها الطريقة الوحيدة للخلاص منه .. ربما تكون النتائج عسيرة إلا أنهامرغمة على ذلك .. كل ما ستفعله أنها لن تسمح لدانيال أن يرى ضعفها .. قفزت من على العشب بسرعة عندما اتاها صوت روك .. - سلين .. ابتسمت برقة .. ماحية الدموع بأجمل ابتسامة .. تقدمت نحوه ثم قالت - اسفة .. تأملته جيداً مما زاد استغرابه بالحقيقة كانت تغيض من يقف خلفه كانت تحدق بدانيال بعينين نارية وبلحظات كانت تتقدم لتضم روك بكل قواه .. اخبرته بتلك الحركة أنها خطوبة مزيفة.. ابتعدت عن روك قليلاً وهي تقول -لقد حل الصباح .. فلتذهب لعملك .. قبل أن يفتح فمه للحديث قالت سأكون بخير أرجوك فلا تقلق ابتسم بعدم استيعاب .. ثم ودعها و هو يوصيها بالاتصال إليه .. كانت تدرك أنها ستتاقبل معه كما تشاء بعد اليوم .. إذا كانت ذكية بالتعامل مع السيد شاري ..سبق و أن أخبرتها سيدرا .. أن السيد شارلي سيعطيها كافة حريتها لو احترمته .. هي فقط ستلبي ما يريد و بالمقابل ستأخذ حريتها .. لمحت دانيال الواقفيحدق بها .. مرت لتتجاوزه فاعترض طريقها قابض بيده على ذراعها أعادها لتقابله .. عقدت حاجبيها بتساؤل بنظرات استنكار وجهتها له قال بصوت أجشمما أثار استغرابها ..- عبري عن اشياقك له في مكان آخر .. فأنا لن اصمت على ان تهان كرامتي أمام الخدم استوقفتها قبضة يده فنظرت له بأشد نظرات الغضب ثم حولت نظراتها نحو قبضة يده الفولاذية على ذراعها .. نفضت قبضة يده عن ذراعها بقوة .. حولت نظراتها إلى استنكار و هي ترمقه بنظرات قوية جعلته يبدو يتسلى أكثر بقوتها .. قالت بحسم - خطبة مزيفة .. ليست إلا .. رفعت ذقنها بكبرياء مكملة و إن أموري الخاصة لا تعنيك ..سارت متجاوزة إياه و هي تشك أن قوتها كانت في محلها فور أن ابتعدت عنهُ قليلاً حتى هتف فتوقفت عن السير مستمعه لهُ يقول بسخرية - القوة التي تتصنعينها أمر رائع .. ولمعلوماتك يا ذات اللسان الطويل خطبتنا مزيفة عندما لا يراك أحد من معارفي الكثر ..قبضت على يديها بقوة لتتمالك شيء من أعصابها فالهدوء هو أهم عنصر في خطتها .. قالت باستفزاز فجأة- لست الوحيد من يقيم الشروط .. فأنا عنصر أيضاً بالمعادلة الغير الموزونة .. لذلك علينا اتمام المعادلة جيداً بين الطرفين وإلا ...صمتت متعمدة فقال بسخرية - و إلا مــاذا ..؟ ابتسمت بسخرية و هي تكمل سيرها نحو الفلا قائلة - و إلا لن أكون وسيلة للخلاص من عشيقاتك دانيال .. نعم .. حقا امتلكت القوة والجراءة في آن واحد .. هرولت فور ان دخلت الفلا .. صاعدة نحو السلالم و هي تخشى أن يتبعها ذاك الشبح في الحديقة .. لم تأبهلصوت السيد شارلي .. دخلت غرفتها بسرعة و هي تلهت من الركض .. احكمت اغلاق الباب بعد ان أكدت على نفسها أن لا تفتحه إلا بسلين الذكية .. لقد ملتمن دور الضحية دوما .. تمايلت بسيرها نحو المرآة تأملت نفسها لثوان .. حدقت بالتسريحة جيداً ثم فتحت إحدى ادراجها لتصدم بالعدد الهائل من أدوات التجميلالثمينة .. أنواع الكريمات باسماء ماركات لم تكن تحلم باستعمالها يوماً.. لم تكن تعرف أن السيد شارلي اعد لها ذلك .. ابتسمت بنصر بعد أن علمت أنها لن تحتاج بان تطلب شيء كذلك .. اتجهت نحو خازنة ملابسها لتحدق بشكل أفضل بالملابس الموجودة .. اغلقت باب الخزانة بانتصار بعد أن تأملت جيداً أنواع الفساتين التي لم تكن أيضاً تحلم بإرتدائها ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم التالي ..خرج من الجامعة تاركاً إحدى محاضراته بسبب اتصال عمه له .. لقد مل من اتصالات السيد كاسبر المتكررة له .. أنهُ حتى لا يراعي كونه في الكلية .. اعتلى سيارته و قادها بسرعة جنونية نحو الشركة .. أرتدى نظارته السوداء و ترجل من سيارته فور وصوله لشركة .. سار داخلاً الشركة بخطوات ثابته .. واثقة .. أجبرت الجميع على النظر إليه .. كالمغناطيس تحولت الانظار نحو الوريث المستقبلي لجميع املاك هذه الشركات الضخمة .. الجميع عندما يروه يتذكرون والده المتوفي .. الرجل الفولاذي الذي أسس نفسه من الصفر .. الرجل الذي أحبه الجميع بأخلاقه العاليه مع جميع الموظفين ..بجوده وطيبته مالك القلب الحنون .. ربما يختلف عن ابنه تماماً فكافة الفتيات يحلمن بابتسامة لطيفة من عازف البيانو ورجل الأعمال أيضاُ.. توقف عن سكرتيرة عمه التي سمحت لهُ بالدخول وهي تنشر أجمل الابتسامات لكنهُ لم يعيرها اهتماماً او حتى نظرة واحدة .. دخل مكتب عمه الضخمو هو يرفع نظارته السوداء ليسمح لعينيه الرمادية بالظهور .. رفع السيد كاسبر عينيه محدق بفخر بابن أخيه شبك أصابع يده ببعضها و هو يستند على كرسيه براحة أمام المكتب الضخم ثم قال بجدية - تفضـل تلك النظرات كان يفهما جيداً .. علم أنهُ سيدخل في تحقيق لكنهُ هذه المرة لن يأتي بأي عذر .. ابتسم ابتسامة جانبية و هو يسير ليجلس على الكرسي مقابلاًلعمه .. هتف بصوته الاجش- مرحباً سيد كاسبر .. لقد طلبتني ..عقد السيد كاسبر حاجبيه و أخذ ينظر لدانيال بجدية صمت لثوان قبل أن يقول - تعرف جيداً لماذا طلبتك .. اكمل بمكر و هو يفرك بيده دقنه مـاذا عــ ... قاطعهُ دانيال بصرامة نظر لعمه بانتصار ثم قال مقاطعاً إياه - غداً ستتعرف عن زوجتي المستقبلية يا عمي .. لذلك لا تقلق .. صمت محدقاً بابن اخيه الأصغر أيعقل أن ما يقولهُ هذا الشاب صحيحاً تجولت عينيه على وجهه دانيال .. لعلهُ يكشف لعبته لم يظهر الأطمئنان بتاتاًعلى السيد كاسبر الذي شرد بعالمه يبحث من بين ملايين الفتيات عن فتاة تناسب دانيال .. حقاً شعر بالشفقة نحو تلك الفتاة التي ستأسر بسجن دانيالأنهُ كالوحش عند غضبه .. لا يعرف التفاهم .. لم يفكر يوماً بأن ابن اخيه سيختار زوجة له بنفسه لا بل يقول أنهُ يحبها أليس هذا أشبه بالمستحيل ..أيعقل أن يوجد قلباً ينبض داخل أضلاعه أم أنهُ لا يمتلك قلباً .. مرت دقيقة و هو شارد يحدق بدانيال لم يجد سوى الثقة العمياء في وجهه تنحنح ثم قال- واثق يا دانيال .. لتخبرني إذن من هي الضحية اطلق ضحكة خبيثة ثم قال - لا تكن مستعجلاً غداً ستراها بكلتا عينيك .. وقف من الكرسي مكملاً على السابعة مساء .. قبل أن يهب مغادرا المكان دوى صوت عمه في المكتب قائل بحزم- أهي التي كانت معك في البحر ..؟ توقف عن السير متذكراً تلك الليلة كتم تزفيرة قوية قبل أن يقول - و ماذا إذا كانت هي .. ؟ أيهمك ذلك ..؟ أنت لم ترى صورتها بعد ..؟أتاه صوت عمه الحازم مكمل - لا بأس إذا كانت هي .. لكن اتمنى أن لا تنسى الوعد دانيال .. فتاة من طبقة راقيةاطلق تزفيرة ملل و هو يسير خارجاً من المكتب دون أن يرد على عمه .. هب أعصاره مغادر المكان تارك عمه في ورطة حقيقة .. ما ردت فعل السيد جوزيف .. . وابنته كرستين .؟ .. لن يهتم بشيء أهم شيء مستوى مادي راقي
...............
عدلت الكحل للمرة الرابعة أمام المرآة .. دموعها لا تتوقف عن السيلان مهما ما تصنعت الشجاعة تبقى تعرف أنها مجبرة على تلك الخطة .... تنهدت بضيق و هي تسير لتجلس على سريرها بصعوبة .. استمعت لطرقات باب غرفتها فهتفت .. تفضل ... دخلت خادمة تبتسم لها بتهذيب وهي تقول- آنسة سلين .. السيد دانيال بانتضارك بالأسفل ..حركت رأسها بالإيجاب بيأس .. قفزت من على السرير نحو المرآة .. أخذت شهيقاً و زفيراً .. لازلت تقنع نفسها بقوة على الصمود لن تسمح له بأن يذلها بقوته كثيراً .. ابتسمت بمكر تنظر لفستانها الأحمر الواصل لركبتيها .. يغطي كتفيها بقماش الدانتيال .. ألقت لمحة على الاكسسوارات اللامعة .. ثم استقرتعينيها على شعرها الأسود المحرر على كتفيها براحة رتبت خصلات شعرها .. ثم رشت كمية عطر ذو رائحة مثيرة .. ابتسمت وهي تجزم أنها لن تجعلهيستمتع بتعذيبها .. ارتدت الحذاء العال .. ثم ألتقطت حقيبتها الصغيرة .. وضعت معطفها على ذراعها و سارت بثبات راسمة ابتسامة مزيفة .. ثلاث أيام ..مرت وها هو اليوم التي ستقابل به عائلة دانيال .. تعالى صوت كعبها العالي وهي تنزل السلالم برشاقة .. بدأت كالأميرة و هي تطل على السيد شارلي .. مرحبــا .. هتفت بمرح مصطنع .. و هي تدخل صالة الفلا .. لم تلتفت لمن لا يقل عنها جمالاً واقفاً يحدق بها .. نظر لها السيد شارلي مستغرباً .. كانتأميرة تخاطبه بمرح حقاً أراد بتلك اللحظة أن يخبر العالم بأنها ابنته لف نظره لدانـيال .. الذي حرك نظره فوراً محدق بما تسمى خطيبته .. لم تكنتبكي .. كانت كما تركها قبل يومين عنيدة وبعنف ... تبدين جميلة يا ابنتي ...قال لها السيد شارلي مبتسماً .. امتدت يده ليربت على شعرها لكنها أبعدته بغنج و وقفت قائلة - أخشى أن يفسد شعري .. امتحت ابتسامته من عذرها الواضح .. لكنه ابتسم مجدداً ثم مرر نظراته نحو سلين ثم دانيال ..وقف قائل - حسناً .. لدي بعض الأعمال .. انصرف مغادراً الصالة .. ظلت تحدق بظل السيد شارلي بمكانها كتمت تزفيرة ملل .. قبل أن تُباغثها يدين امتدت ببراعة لتحوط خصرها من الخلف .. انتفضت كالنمرة .. فاشتدت يديه حول خصرها ثم تحولت شيء فشيء للمسة هادئة فاجئتها .. زمجرت و هي عاجزة عن فك يديه عنها .. أحست بوجهها يميل نحو عنقها من أنفاسه الحارةالتي أحرقتها .. حركت رأسها بعنف .. عينيها النارية كانت تبرق حقداً له .. لفت رأسها نحوه .. التقت عينيها بعينيه الرمادية .. وابتسامة التسلية على شفتيه جعلته وحشاًوسيماً .. هدأت متأملة وجهه .. انقبض قلبها من جذابيته الرجولية .. حاولت أن لا ترتجف بين يديه .. و هي تشعر بالضعف نحوه .. ضمت شفتيها بارتجاف..بينما هو ظل يتسلى بهدوء .. وبلحظات كانت قد أشاحت نظراتها عنه .. و هي تحاول تحرير نفسها منه هتفت من بين اسنانها .. - لا تلمسني .. ارتفعت انفاسه نحو خدها الرقيق داعب بخده خدها البارد .. مستمتع بارتجافها الواضح .. كتم تأوه من حذاء كعبها العال التي استقرت فوق قدمه بعنف .. تحركت شفتيه نحو أذنها قائل بخبث- لتتعودي على شيء كهذا أمام اسرتي .. بلحظة حررها من بين يديه .. قبل أن يسمح لفريسته بالهروب .. حوط خصرها بيده اليسرى لكن هذه المرة براحة .. و يده اليمنى ارتفعت لتداعب خصلات شعرهاكان حقا يتلذذ بانزعاجها ..هتفت بضيق بدأ بعينيها بخلاف صوتها الذي لم يرتفع بل بدا عليه السخرية بشكل خفيف- و هل يجب علي دخول دورة تدريـبـية مقرفة منك ..؟ !تلذذت الابتسامة الخبيثة على شفتيه و هو ينزل أنامل يده اليمنى ليتحسس بشرتها الناعمة .. لازل لا يصدق أنها تقاومه و بعنف .. تذكر بلحظات أن التيمعه ليست كرستين .. أو اي فتاة آخرى اسيرته نمرة متوحشة .. - بكل سرور .. سنأخذ أجمل الدروس سلين ... دفعها عنه .. فتحررت من بين يديه و هي تلهث مذعورة .. انزلت رأسها للأسفل تحدق بالأرضية اللامعة .. جسدها الرقيق كان يرتعش .. مررت كفيها بذراعيهاببطء وهي تفركهما لعلها تهدأ قليلاً .. لمحت ظله الطويل على الأرضية .. رفعت عينيها المذعورة ببطء فرأته يتقدم نحو الأريكة وينحني ليحمل معطفها .. مد لهاالمعطف بهدوء .. وكأن شيء لم يكن حقاً طبعه كان مثيراً للاستغراب .. . لنذهب .. هتف بصوته الرجولي و هو يقدم معطفها لها مدت يديها لتلتقطه وتلبسه .. لم تغب عينيها لحظة عنه و هي ترتدي معطفها بينما انشغل هو في هاتفه النقال كأنهُ كان يرسل رسالة.. دس هاتفه بجيبه ثم رفع نظره لها .أشار لها بحاجبيه بمعنىلننطلق .. بتلك الأثناء استدار نحو الباب وتجاوز الصالة .. بينما لحقته هي متصنعة القوة .. سارت معه بالحديقة نحو سيارته .. اتجهت يدها لتفتح الباب الخلفي .. لكن يدهكانت اسرع لتمنعها عن ذلك أشار لها بحزم نحو المقعد الأمامي فزمجرت بملل و هي تركب المقعد الأمامي بانزعاج كتمته .. حاولت أن تكون رقيقة و هي تغلق باب السيارةمع انها تمنت أن تكسره .. أخذت تلعب بخصلات شعرها .. فيما تحركت السيارة خارجة من الفلا .. لم يكن يسمع غير انفاسهما في السيارة التي عمها الهدوء .. حاولت الانشغال عن القائد الذي كانت عينيه مركزة نحو الطريق باهتمام بملامح جامدة خالية من المشاعر .. رن في تلك اللحظة هاتفه فاشاحت نظرها بسرعة عنهأصابها الفضول عندما ضغطت أنامله على الزر الأحمر في الهاتف لتنهي المكالمة .. عدت مكالمات جاءت إليه لكنه كان يقطع الاتصال .. تنهدت بملل .. وبفضول أخذت تنظرلسيارة الأنيقة داخلياً وخارجيا ..نظرت لصاحب السيارة كان ممل و مخيف .. فحولت نظراتها عنه لتستقر على مجموعة سيديات ..بفضول أخذت تنظر لهم جميعاً..ربما ستجد شيء يكسر هذا الجو الكئيب و خاصة أن الطريق كما تعتقد طويلة نحو القصر .. امتدت أصابعها لتلتقط السيديات .. وبلحظات كانت تفتح المسجل .. وتشغلإحدى السيديات.. ثوان مرت حتى تخلخل إلى مسامعها صوت موسيقى هادئة جـداً أغمضت عينيها لثوان مستمتعة بتلك المقطوعات المبهرة .. لم تكن إلا ثوان حتى توقفت الموسيقى .. فتحت عينيها متفاجئة من يد دانيال التي امتدت لتوقف السيدي .. عقدت حاجبيها بانزعاج و هي ترى غضبه على لمس سيدياته .. رمقها بنظرات تحذير ..ثم همس بنفاد صبر .. - اكره حقاً التعامل مع أطفال مشاكسين .. احذري بالأول قبل ان تلمسي أغراضي ..فتحت عينيها بذهول تحدق به .. بينما هو أعاد بهدوء نظراته نحو الزجاج الأمامي مركزاً بالطريق .. عدلت من جلستها وهي تقول بثقة ساخرة ..- مقطوعاتك إذن .. توقعت ذلك فهي قبيحة مثلك !اطلق ضحكة سخرية دوت بالسيارة .. مما زادها ارتباكاً .. قال مستهزء ..- أنتِ اول من يقول ذلك .. و ياليتك بصادقة ..!أشاحت وجهها نحو زجاج السيارة ..ليتها تمتلك هذه الثقة العمياء .. حقاً كانت مقطوعاته من أجمل ما سمعته أذنيها .. إذن فهي حقاً كاذبة .. ابتسمت بسخريةعندما تذكرت أنها صرحت لهُ من قبل باعجابها الشديد بمقطوعاته .. وكان الرد حقاً يليق به .. سيطر الضيق على قلبها لكنها حاولت التماسك بقدر الأماكن القوة هي سلاحها الوحيد .. هي الرقيقة دائما هل ستستطيع الصمود بقوتها الهشه أمامه ..؟ ! .. ظلت تتأمل الشوارع بشرود إلا أن صوت هاتفه كان شرارة لتفجير بركانها الثائر .. دوى صوت الهاتف لثوان .. لم يرد عليه.. لم تعد تحتمل اكثر .. لفت نظرها نحو دانيال غير ملاحظة أن السيارة قد دخلت بوابة القصراستمرت تنظر له ولهاتفه لثوان بينما كان هو مستند بذراعه على المقود يحدق بالتغيرات التي تطرأ على وجه سلين .. صرخت بعنف هز السيارة - لن أصيب بالصداع بسبب هاتفك .. إذا كانت إحدى معشوقاتك فرد عليها .!. أخذت تتنفس بسرعة بفعل غضبها المفاجئ .. نظر لها مستخف بحالتها الغريبة .. وببرود كان يرد على هاتفه قائل - نعم .. أمي .. لقد وصلنا ..شعرت بكمية غبائها عندما ابتسم لها ساخراً على تفكيرها الفاشل .. أشاحت نظراتها عنه و هي تبعد بأناملها دمعة كادت ان تتدحرج على خدها .. لاحظت توقف السيارة والمكان الذي هي فيه .. وقبل ان تتنظره يأمرها بالخروج .. فتحت الباب و صفقته بقوة بعد خروجها.. استندت على السيارة .. وأخذت تحدق بالقصـــر العملاق جيداً .. أنها ثاني مرة ستزوره .. لكن هذه المرة بطريقة مختلفة .. ابتسمت بسخرية ومن كان يظن يوماً أنها ستتدخل هذا القصر كخطيبة لابنهم الوحيد ..أحست بجسده يستقر بجانبها .. لفت نظرها له .. فمد كفه لها برسمية .. نظراته الخبيثة فهمت منها أن التمثيلية اشرفت على البداية .. صدمته عندما مدت لها كفها بنعومة لتضعها براحة على كفه الضخمة .. أخفى دهشته بملامحه الجامدة اكتفى بابتسامة جانبية وبحركة سريعة جذبها لتصبح أشد قرب منه .. اشتدت كفه ضغطاًعلى كفها الباردة .. ابتسم باغراء و هو ويسير معها نحو بوابة القصر ..شتمت نفسها من توترها الواضح الذي بدى يسليه كثيراً .. بلحظات كانت تدخل بوابة القصر ..تجولت عينيها بالمكان جيداً .. وهي تخلع معطفها لتعطيه لإحدى الخدم ...لم تمر أكثر من دقيقتين حتى شعرت بالخطوات الثابتة التي تتقدم نحوهما .. أحست الآنبقيمة ما تفعله.. أنها حقيقة وليس حلماً .. رفعت عينيها ببطء لتنظر لرجل ضخم يحدق بها بملامحه كانت جاده وهي تتفحص سلين جيداً .. فيما شعرت بسكون دانيالخلف ظهرها .. بلعت ريقها وهي تشعر بدانيال الذي تقدم خطوتين وما هي إلا دقيقة حتى تقدمت امرأة لتقف بجانب السيد .. تجولت نظراتها نحو المرأة .. عرفت أنهاوالدة داانيال من تلك الليلة لكن هذه المرة بدت بمنظر اوضح رأت ملامحها جيداً لم تغب عنها نظرات الدهشة التي حلت بوالدة دانيال وهي ترمقها بنظرات مصدومة حاولتإخفائها بقدر الأمكان .. بدت امرأة صغيرة من يراها لا يصدق بأنها والدة دانيال كأنها أخته الكبرى كانت امرأة جميلة ذات جسد رشيق يتناسق مع طول جسدها الذي ناسبهاجيداً.. انقطع التأمل والهدوء عندما قال دانيال بثقة بصوته الرجولي الهادئ و هو يشير بيده نحو سلين - هذه سلين .. الفتاة التي أحب ! شعرت وكأنها تلقت صفعة قوية على خدها . . ارتجفت ملاحظة لدهشة التي بدأت على والدته و عمه و هو يحدقون به بدهشة مخفية اكمل كلامه - ابنة السيد شـارلي ..فركت يديها بتوتر و هي تخاطب نفسها بأن تهدأ ماهي إلا تمثيلية لن تفقد صوابها وتتوتر عند كل كلمة يقولها دانيال عنها ...بلحظات كان السيد كاسبر يتقدم نحوهماابتسم برسمية وهو يمد كفه نحو سلين التي مدت كفها الباردة لتلامس كفه .. قال باعجاب وهو يحدق بها ..- مرحبا بك يا ابنتي .. أنا عم دانيال السيد كاسبر .. اشار لزوجته مكمل وهذه زوجتي و والدة دانيال السيدة رابينالم تستغرب من زواج والدة دانيال بعمه لقد اخبرتها بذلك سيدرا عندما زارتها آخر مرة هزت رأسها بأدب وهي تقول - أهلا وسهلا بك سيدي .. تقدمت السيدة رابينا والدة دانيال ترحب بهما بعينين مدهوشة وهي ترمق دانيال بأشد أنواع الأستفهام .. سارا جميعاً نحو غرفة استقبال الضيوف .. كل مكان بالقصركان يشد انتباهها فقد كان في غاية الروعة كادت أن تنسي وجود دانيال عندما جلست على إحدى الارائك الضخمة وهي توزع ابتسامات متصنعة وتكاد تقسم بداخلهاانها ستدخل بتحقيق مع السيد كاسبر و زوجته .. سرعان ما تذكرت الواقع عندما قالت السيدة رابينا بكل حب لدانيال - تفضل بني لتجلس بجانب سلين .. هز رأسه بالأيجاب وسار ليجلس بالقرب منها ..سرى تيار كهربائي بجسدها عندما شعرت به يجلس بجانبها لا يفصل بينهما سنتيمتر واحد .. اخفت توترها عندما قالت السيدة رابينا بفرح- سلين تبدو جميلة يا بني .. لقد احسنت الأختيار دانيال ..نظرت له كالبلهاء منتظرة ما سيقوله مما جعله يبتسم بتسلية .. غضبت من تصرفه فاشاحت وجهها عنه بهدوء حتى لا يلاحظ أحد ذلك.. أخذت تحدق بالسيدةرابينا و هي تصنع ابتسامات مزيفة .. مرت ذراع رجوليه على ظهرها بهدوء فجأة مما اوشك على ان يجعلها تنتفض فزعاً .. لكن الذراع كانت أدرى بما سيكون الرد .. حوط خصرها بقوة لينبأها بالأمر وهو يجذبها اكثر.. رمقته بنظرات رجاء لكنه تجاهلها وهو يحدق بوالدته ..بدى منظرهم حميماً .. قال بلطف - اعرف أمي .. و إلا لما استطاعت أن تمتلك قلبي بسهولة ..كلماته اشعلت النيران بأعين عمه .. تجولت عينيه على دانيال باحث عن حقيقة .. مستحيل أن يتحول ابن اخيه بأيام فجأة إلى عاشق ولهان .. لكنهُ لا يمكن انكار ذلك لطالما كانت حياة ابن اخيه غامضة لا أحد يتجرأ على معرفة خصوصياته .. رغم ذلك لم يتوقع أن يظهر دانيال بحبيبة لا بل ابنة السيد شارلي ..التي كادت شركاته على وشك الأفلاس فقام دانيال بمساعدته و فور أن قوى شوكته حتى رد الجميل بعشرة اضعافه هل ساعده دانيال من اجل حبه لابنته تشتت الأفكار وهو غير مبال بالحوار الخفيف الذي يدور بين زوجته و دانيال وسلين بسرعة تذكر شيء قال مقاطعاً الجميع فجأة - لم يخبرني السيد شارلي يوماَ أنهُ يمتلك ابنه ..صمت عندما لاحظ طريقة مقاطعته للكلام ادرك أنهُ تسرع من وجهه سلين الذي بدأ يتوتر ..سرى التوتر بجسدها ثم حولت نظراتها نحو دانيال الذي لا زاليصمم على قربها منه .. عما الهدوء بالغرفة فجأةً فقطعه دانيال قائل - لقد كانت تعيش برفقة والدتها بدولة أخرى .. لكن والدتها توفت قريباً فعادت لتعيش مع والدها .. أدار رأسه نحو سلين وهو يقول أليس كذلك سلين ..؟ صمتت رافضة كذبة لم تعيش مع السيد شارلي بارادتها لقد اجبرت على كل شيء .. شد نظراته كتنبيه فاستيقظت من شرودها قائلة - نــ...عم .. أقــصد صحيح ... اكملت مخاطبة السيد كاسبر ربما والدي ظن أنك تعرف عني .. لذلك لم يخبرك ..هز رأسه بعدم اطمئنان ثم قال مستفسر - على اعتقادي أن السيد شارلي قد انفصل عن زوجته هل عشتي مع والدتك إذن ..؟تملكها شعور بالبكاء ليته فعل ذلك .. هو قام بهجرانها لم ينفصل عنها بل عذبها عندما سلب حريتها ضغطت على نفسها قائلة بصوت مكبوت- نــعــم .. التقط دانيال انفاسه عندما سارت بالكذبة معه .. وبدئوا بالكلام بمواضيع مختلفة وكلها عن حياة سلين .. كانت تستغرب أن السيدة رابينا لم تتحدث عن ماضي دانيال بتاتاً .. كانت فقط تسأل سلين اسئلة كثيرة .. ردت بصدق عدا بعض الأمور التي تتعلق بأمرها وأمر دانيال .. ما اراحها أن دانيال ابتعد عنها فور أن اوهمالجميع بحبه لها .. وهي استغلت الفرصة لتغير مكانها بالقرب من السيدة رابينا مدعية بأنها تريد التحدث معها عن قرب .. في العشاء كان الجميع متجمعاً على طاولة العشاء التي ادهشت سلين بأنواع الأطعمة المعدة .. و كأن جيشاً من الضيوف زارهم .. ابتسمت باستهزاء بداخلها وهي تدرك أنهم صدقوا تلك الكذبة .. جلس السيد كاسبر على رأس الطاولة وجلست زوجته بأقرب كرسي له .. بدا الوضع متوتراً عندما أراد ان تجلس على الجهة الأخرى بجانب السيد رابينا إلا أنها قاطعتها بتشجيع ممزوج بالفرح - حبيبتي لتجلسي بالقرب من دانيال .. ضحكت ممازحة ثم اكملت أخشى أن لا يتناول شيء بسبب ابتعادك عنه ..مرة أخرى أعادت النظر لدانيال الذي خزها بنظرات لم يلاحظها غيرها . . ببسرعة فهمت معنى نظراته و سارت ممثلة السعادة وهي تجلس على يساره ..تقدمت إحدى الخدم لتصب الطعام الساخن على الأطباق .. وبدئوا بتناول الطعام .. شهيتها كانت مسدودة .. تناول ملعقة من الشربة الساخنة قائلة بمدح- لذيذة .. تدخل السيد كاسبر ليقول- من صنع حبيبتي رابينا .. ابتسمت رابينا فيما لاحظت سلين دانيال الذي تغيرت ملامح وجهه فجأة .. كأنهُ انزعج من شيء .. لم تفهم شيء مما قاله السيد كاسبر كي يزعجه .. تجاهلت الأمر قائلة - حقاً ! تبدين طباخة ماهرة سيدتي ..!استمعت لسيد كاسبر الذي قال مسروراً - بكل تأكيد .. حبيبتي تمتاز بكافة الصفات الرائعة اشتدت غضب دانيال في تلك اللحظة فجأة رأته يضع الملعقة على الطاولة .. كأنهُ كان ينوي الوقوف لكنهُ فجأة غير رأيه و كأنهُ يحاول تمالك اعصابه ..بسرعة لف رأسه لسلين فبلعت ريقها بصعوبة تحدق به .. هدأ فجأة وهو يقول بحب - من فضلك حبيبتي .. اعطيني علبة الملح .. .. نظراته اربكتها فيما رنت كلمة حبيبتي بأذنيها .. لم تعرف كيف تخلخل شعور غريب ليداعب قلبها الرقيق بتلك اللحظات نفضت الأفكار وهي تمد علبة الملح نحوه .. أنها مسرحية فقط .. لا تتوتري .. هذا ما كان يردد بداخلها .. أخذت تأكل الطعام بدون نفس كل دقيقة كانت تسترق قليلاً من النظر نحو دانيال .. و تعيدنظراتها فوراً نحو طبقها ثم تتحدث مع السيد رابينا .. أنتهى العشاء أخيراً وهي مرتاحة قليلاً أن دانيال لم يكن يتعمد مغازلتها أمام أسرته .. هذا ما خشيته لا تريده أن يفعل ذلك حتى لو كان تمثيلاً .. فهو لا يعرف كيف يقلب كيانها بكلماته .. بعد أن انتهوا من تناول العشاء وقفت من على كرسي ثم لحقها دانيال ..انتقلوا لغرفة استقبال الضيوف مجدداً فيما اعتذر السيد كاسبر عن حدوث أمر طارئ صعد لمكتبه قائلاً بأنه سيحل المشكلة وسيعود.. فور أن جلس دانيال بالقرب من سلين حتى رن هاتفه النقال .. أحست بالفضول عندما اخرج هاتفه النقال وظل يحدق بالاسم عاقداً حاجبيه انتابها شعور لمعرفة من المتصل بلحظات كان يعتذر ليغادر الغرفة .. احست بالغضب يتملكها بتلك اللحظة لم تكن تعرف انهُ سيظهر على ملامحها إلا بضحكة السيدة رابينا التي وقفت لتحول مكانها وتجلس بالقرب من سلين قالت بخبث- هل تغارين ..؟نظرت لسيدة رابينا بسرعة .. ما الذي تقوله هي لا تغار لو تعرف ماذا فعل ابنها فيها .. ليس لهُ الحق بأن يقلل من قيمتها أمام عائلته لأنها متأكدة أن ذاكالاتصال كان من فتاة .. هزت رأسها بالنفي فاكملت السيدة رابينا وهي تمد كفها لتضم كف سلين قائلة بلطف- لا تقلقي حبيبتي .. ليس من النوع الخائن .. !رفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء قالت مبتسمة - تبدين واثقة اطلقت ضحكة خفيفة ثم قالت- ما رأيك بجولة صغيرة في الحديقة ..؟هزت رأسها متحمسة للفكرة .. خرجا نحو الحديقة فوراً.. سارت مع السيدة رابينا تتأمل الحديقة جيداً .. يقطع الهدوء صوت حفيف الأشجار بفعلحركة الرياح .. أنارت الحديقة كانت تذكرها بأفلام التاريخ فالقناديل كانت معلقة على بعض الأشجار ناشرة ضوئها البرتقالي الخافت ومع ليلية سوداء بدا القمربدرا بابهى حلته ..استنشقت عليل الهواء وهي تسير بالحديقة بالقرب من السيدة رابينا .. - أنا آســـــفة ....هذا اول ما قالته السيدة رابينا مما جعلها تتوقف لتحدق بها .. داعبت نسمات هواء خصلات شعرها السوداء فيما اكملت السيدة رابينا كلامها بارتباك- تلك الليلة.. اقصد الحادث ..أنا حقاً اسفة لم اقصد الأساءة إليك ابتسمت بلطف وهي تنظر لتواضع المرأة التي تقف معها .. ابتسمت بحنان وسارت تكمل سيرها على جوانب الأشجار قائلة- لا عليك فلننسى الأمر لحقتها بخطوات هادئة وهي تقول - لقد احسن دانيال الأختيار فتاة جميلة و لطيفة ايضاً اطلقت ضحكة وهي تدور حول إحدى الأشجار بمرح تأملت إحدى الأزهار ثم قالت بفرح- ياسمين ..! زهرة الياسمين أليس كذلك ..؟ - بإمكانك قطفها إذا احببتي .. هزت رأسها بالنفي وهي تتأمل الزهرة بإمعان قائلة - هنا موقعها المناسب .. ستكون بخير إذا لم تقطف .. - ما رأيك بكوب من القهوة على جانب المسبح .. ؟كانت فكرة رائعة جعلتها توافق فوراً .. انطلقا نحو المسبح وجلسا على إحدى الطاولات وصلت القهوة الساخنة .. شربت من كوبها وهي تتلذذ من مذاقها قالت السيدة رابينا فجأة - كيف التقيتي مع دانيال ..؟ ابعدت كوب القهوة من فمها و هي تحدق بالسيدة رابينا هذا ما خشيته اكملت السيدة رابينا - اقصد ليلة الحادث كنتما كالأعداء توترت وهي تكمل كيف .. كيف وصل الأمر إلى ارتبطكما اكملت بأسف أعذريني على التدخل لكن هو ابني الوحيد اشتدت توترها وهي تشتم دانيال بداخلها ماذا تقول الآن ..خاصة انها من النوع الفاشل في تأليف المسرحيات بثوان .. تعرفـــنا بمعهد الموسيقى.. دوى الصوت الرجولي القادم نحوهما ثم تعالت صوت صدى اقدامه بالأرض و هو يقترب نحوهما بثبات . . ابتسمت السيدة رابينا ولأول مرة تفرح سلين لقدومه كما فرحت اليوم .. جلس بجانب سلين على الطاولة ثم قال- كانت تأتي يومياً للمعهد مع صديقتها .. لو تعرفي امي كم احببتها .. لف نظراته نحو سلين التي كانت تحدق به بذهول .. اكمل احببتها منذُ أول لقاء ! كانت فتاة رقيقة تمتلك لسان لطيف و أخلاق رائعة .. أعاد نظراته نحو امه مكمل كذلك دخولها بنفس جامعتي ربط بيينا علاقة أقوى .. فرك شعره بيده قائل بأسف اما تلك الليلة المشؤومة .. أتمنى أن لا تذكريها فقد هب خلاف بيننا من قبل لذلك كان الوضع متوتر قليل .. نظر لسلين مجدداً مكمل بتمثيل بارع حبيبتي أتمنى أن لا نسمح لشجار يوما ما أن يسبب مشاكل بيننا ....أشاحت وجهها عنهُ بهدوء بعد أن فهمت سخريته مررت يديها على كتفيها وهي تقول بارتجاف - أشعر بالبرد رمقها بنظرات حادة أنها لا تشاركه بالتمثيل .. كما يكره تمثيل دور العاشق لكنها تجبره على ذلك .. فهي تتوتر سريعاً يعلم كثيراً كيفية تأثيره على النساءحتى لو كانت سلين فهي تمتلك قلبا رقيقاً .. توتر الجو على الطاولة قالت السيدة رابينا مخاطبة دانيال- رائع جداً أنا حقاً سعيدة لكما عزيزي والآن اخبرني دانيال .. هل تشرب كوباً من القهوة ..؟قبل أن يرد قاطعه رنين هاتفه النقال مما جعل سلين تنظر له بسرعة ... حدق بالاسم على شاشة هاتفه ثم قال بانزعاج - يبدو أن الهاتف اليوم يشغلني كثيراً .. أنا أعتذر مجدداً ..بلحظات كان يغادر الطاولة..فيما قالت والدته لسلين بانزعاج من تصرف ولدها كبتـته بداخلها- يبدو أن العمل يشغلهُ اليوم كثيراً .. لاحظت الجمود على وجهه سلين كأن الأمر لم يعجبها ثم اكملت بتوتر شاتمة ابنها بسرها الجو بارد بالحديقة لندخل سأريك أهم مكان لذيك في القصر غمزت بلطف اعتقد أنهُ يهمك كثيراً .. سارا نحو القصر ركبت السلم الكهربائيمع السيدة رابينا .. شعرت بالضيق أنها كالدمية تتنقل من مكان لآخر تمنت أن تغادر القصر الآن .. اشتاقت لمنزلها التي لم تفرح به بعدلم تسكن به غير أيام معدودة فتح باب السلم الكهربائي ثم خرجت تتبع السيدة رابينا .. قادتها السيدة رابينا لتدخل إحدى الأبواب كان شبه مفتوحلحقتها بغرابة .. فور أن دخلت الباب حتى بدأت تتأمل المكان جيداً .. كتمت شهقة قوية وهي تحدق بالمكان جيداً مالذي جاء بها إلى هنا .. يستحيل ان تدخلجناحه مرة اخرى .. سارت بخطوات سريعة نحو السيدة رابينا قبل ان تتحدث قطعتها والدة دانيال تقول-اعتـقد بأن جناح دانيال يعتبر جزء من ممتلكاتك الآن ..وجدت نفسها تقول بارتباك واضح وهي تتقدم نحو السيدة رابينا- سيدتي ارجوك دعينا نغادر المكان ..كأنها كانت تحدث نفسها لأن السيدة رابينا لم تفكر بالخوف الذي يعم سلين بلحظات كانت تمسك بيدها وتقودها نحو غرفة نومه ..لم تعرف كيف دخلت الغرفةتذكرت ليلة الحادث كانت ممدة على هذا السرير الضخم .. بدأت تهدأ وتتناسى كل شيء و هي تحدق بغرفته العجيبة شعور داعب قلبها فسرته بفضول لمعرفةما محتوى هذه الغرفة تلاشى الخوف فجأة وبلحظة أخذت تحدق بالجدران المنقوش عليها مقطوعات موسيقية صغيرة و رسمات زينت الغرفة الذي صمم ديكورها على اللون الاسود ممزوج بالابيض.. بلحظة لم تنتبه لخروج السيدة رابينا حدقت بالطاولة الموضوع فيها بعض الصناديق الصغيرة .. و مجسم أداه البيانو المصغركم تمنت معرفة ما بداخل تلك الصناديق الجذابة .. عينيها كانت حائرة وكأنها في بلاد العجائب وجدت نفسها تسير نحو نافذة غرفته الزجاجية كانت كبيرة جداً وتلمع نظافة اقترب جسدها ليتأمل وشهقة من منظر الخيالي كان الجناح يطل على الحديقة .. بدت الحديقة من الأعلى بابهى حلة .. كانت كبيرة جداً وأشجارها تحفها من كل مكان .. أخذت عينيها المذهولتان تحدق بكل شيء في الأسفل لم ينقصها بتلك اللحظة سوى قلماً و ورقة .. تخيلت كما سيكون المكانجذاباً لو سقطت الامطار .. مررت أناملها في النافدة فيما اسندت وجهها عليها وهي تبتسم كالأطفال .. غير مستشعر بالظل خلفها . . شعرت بانفاس حارة على رقبتها .. فيما امتدت يدين هادئة لتحاوط خصرها بهدوء .. شهقة ذعر اطلقتها وهي تتيقن أنها من جلب لنفسها ذلك ...^ ــ ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-22-2017, 08:48 PM
 
[frame="10 80"]الـــبارت الثامن
.......................
أنا و هو
......................
بدأت تهدأ وتتناسى كل شيء و هي تحدق بغرفته العجيبة ...شعور داعب قلبها فسرته بفضول لمعرفةما محتوى هذه الغرفة تلاشى الخوف فجأة وبلحظة أخذت تحدق بالجدران المنقوش عليها مقطوعات موسيقية صغيرة و رسمات زينت الغرفة الذي صمم ديكورها على اللونين الأسود والأبيض.. بلحظة لم تنتبه لخروج السيدة رابينا حدقت بالطاولة الموضوع فيها بعض الصناديق السوداء الصغيرة الملتف حولهااشرطة ذهبية ربطت على شكل زهرة .. و مجسم أداة البيانو المصغر كم تمنت معرفة ما بداخل تلك الصناديق الجذابة .. عينيها كانت حائرة وكأنها في بلاد العجائب وجدت نفسها تسير نحو نافذة غرفته الزجاجية حيث كانت كبيرة جداً وتلمع نظافة اقترب جسدها ليتأمل وشهقة من المنظر الخيالي حيث كان الجناح يطل على الحديقة .. بدت الحديقة من الأعلى بابهى حلة .. كانت كبيرة جداً وأشجارها تحفها من كل مكان .. أخذت عينيها المذهولتان تحدق بكل شيء في الأسفل لم ينقصها بتلك اللحظة سوى قلماً و ورقة .. تخيلت كما سيكون المكانجذاباً لو سقطت الامطار .. مررت أناملها في النافدة فيما اسندت وجهها عليها وهي تبتسم كالأطفال .. غير مستشعر بالظل خلفها . . شعرت بانفاس حارة على رقبتها .. فيما امتدت يدين هادئة لتحاوط خصرها بهدوء .. شهقة ذعر اطلقتها وهي تتيقن أنها من جلب لنفسها ذلك ..بدأت لمساته تشتد تملكاً لجسدها جاذباً إياها إليه .. أدارت رأسها نحوه بصعوبة لتلقي عينيهما معاً برقت عينيها الرماديتان لمعاناً .. فيما ظهر الرعب على عينان سلين السوداء .. همست دانيال .. و كأن تلك الكلمة كانت شرارة لدانيال الذي ابتسم ابتسامة صفراء .. هامساً - تستغلين كون جناحي مفتوحاً سلين .. تصلبت عينيها فيما تحرك جسدها لتستدير إليه بصعوبة نتيجة لإحكام يديه حول خصرها .. واجه جسدها جسده فيما ظلت يديه محكمة حول خصريها .. اسند جبينه بجبينها .. لمسة انفه على انفها كانت كافية لتضعف حصون مقاومتها .. و عندما أجبرها بوسامته على التحديق بعينيه وجدت نفسها تغرق حقاً .. شرارة أخرى منه كانت كافية لإذابتها تماماً .. قبل أن تضعف أكثر ارتفعت كفيها لتضغط على صدره بقوتها رافضة قربه منها .. لكنهُ بقي على عناده .. مال برأسه نحو رأسها اكثر مما جعليديها المرتجفتين تحت جذابيته تقاوم جهاداً في دفعه .. يكفي .. همست بضعف و كأنها تحت تأثير مخذر قوي .. رائحة عطره الرجولية تخلخلت إليها فسيطر عليها بلحظات ..قال بصوت أجش - أيتها المشاكسة .. تتجولين بجناحي كاللصوص الأغبياءدفعته عنها بقوة و كأنها تشمئز منه .. انزاحت يديه من خصريها فهرولت مبتعده عن جسده .. كانت تلهث برعب و آثار لمساته لازالت تشعل نيران جسدها .. نظرت له بعينين مذهولة .. امسكت يديها بطاولة زجاجية سميكة حتى لا تفقد توازنها .. بلحظات كانت عينيها تتفقد المكان خرجت من غرفة نومه نحو الصالةالتابعة للجناح .. تأملت عينيها المكان منادية سيدة رابينا .. عندما عما الهدوء المكان ادركت سذاجتها العمياء وأن فضولها هو أكثر ما يوقعها بالمشاكل .. سارت نحو باب الجناح فرأته مغلقاً بإحكام ..لاحظت هدوء دانيال لم يلحقها هذه المرة إذن هو متأكد بأنها ستعود له لقد ملت من حركة اغلاق الباب هذه المرة الثانية يتجرأ علىأن يغلق الباب عليها .. بأي حق يفعل ذلك .. فكرت بهذا وهي تدخل غرفة النوم مجدداُ لتواجه تخيلت أنهُ سيكون مستعداً لثورتها من عينيها السوداء الغاضبتين لكن حال دانيال هذه المرة كان مختلفاً رأت شاب يحدق بهاتفه النقال باهتمام كأنهُ يقرأ رسالة .. زمجر بغضب مما جعلها تتراجع إلى الوراء خطوتين خشية منه ..كان غاضباً من الهاتف ليس منها . .. رفع عينيه كالذئب المفترس لتلتقي بعينين سلين .. عقد حاجبيه محدق بها بينما تصنمت هي تحدق به .. رن هاتفه النقال بتلكاللحظة مما آثار جنونها ... ما سر الهاتف اليوم حتى السيد كاسبر اعتذر بسبب مكالمة قال غرضها العمل مع أنها شكت بذلك .. شهقت عندما رأته يفتح مكونات الهاتف بغضب .. ويرميها على السرير الضخم .. هرولت كالبلهاء نحو السرير بعد أن رمقته بنظرات حقد .. ثم قالت بحنق وهي تلتقط مكونات الهاتف- لا احد يستخدم هذا الأسلوب المتعجرف غيرك .. إذا كنت مستغني عن الهواتف النقالة فمن الأفضل أن تتبرع بهاختمت كلامها وهي تعيد بطارية الهاتف لمكانها ..لم تمضي ثانية على تشغيل هاتفه حتى رن الهاتف مجدداً بين يديها لم تمنع نفسها بتاتاً من التحديق بالشاشة فتحت عينيها بذهول ثم حولت نظراتها نحو دانيال ...... همست كرستين ... بتلك اللحظة كان قد قفز ثائراً نحوها أخذ الهاتف بعنف من يديها ليرميهبعنف على جدار الغرفة .سمعت بعد ذلك أشلاء الجهاز المحطمة تسقط على الارض قال بانفعال محدق بها - احطم .. ادمر .. دائماً هذا انا سلين .. لا تستغربي .. ولا تصدقي لثانية أنكِ خطيبتي .. اشتدت عينيها ذهولا وارتجف صوتها وهي تقول- ماذا تقول .. ؟ .. اكملت بسخرية ... يوم موتي هو اليوم الذي ساصدق أني خطيبتك دانيال ...تقدم نحوها ثائراً وكأنهُ ينوي ان يدخل بحرب معها فتراجعت خطوتين إلى الوراء .. قائلة بانفعال -لا تفرغ غضبك بي .. توقف ينظر لها بتفحص مستفهماً فاكملت إذا كنت غاضب لانفصالك عن كرستين فافرغ غضبك بمكان آخر تحولت نظراته لسخرية ثم قبض على كفه بقوة و استدار قائل باستهزاء منفعل- بحق الله أي كلام تهلوسين به أنت ؟ !! تنفست .. على صوت رنين الهاتف الخاص بالجناح فالتفتا معاً تلقائياً نحو الهاتف .. بشك حدقت بدانيال الذي اعطاها نظرة حازمة وسار يرد على هاتف الجناحاستمعت لصوته الذي بدا مضطرب بينما ملامحه التي اشتدت انزعاجاً وغضب اعاد سماعة الهاتف .. ثم سار متوجهاً نحو المنضدة حمل مفتاح سيارته من على المنضدةثم سار ليلبس معطفه تمنت أن تسمع ما قاله المتصل لان دانيال كان يكتفي باجابات مختصرة .. لمح نظرات الذهول بعينيها التي تتجولان على حركاته فقال بحزم .. - لنغادر المكان بسرعة .. لم تعرف لماذا احساسها أخبرها بأن دانيال لن يعيدها لمنزلها القديم التي لازلت على امل أن تزوره يوماً او حتى يعيدها لتلك الفلا ..كل ما ادركته أن الهاتف له دور فعالفي جعل دانيال يرتدي معطفه بهذه السرعة تقدم نحوها عاقداً حاجبيه ثم قال بضجر -لا تقفي امامي كالبلهاء لنغادر بسرعة لم ينتظر رد منها حتى امتدت يده على ذراعها قبل ان يجرها خارج الجناح حاولت فكاك ذراعها عنه ثم قالت بصراخ - لماذا نغادر دانيال ..؟ ..اخبرني ما الذي يجري .. لستُ عمياء فالاتصالات التي لم تتوقف ورآها شيء ضيقت عينيه ففهمت انزعاجه وخاصة أنهُ يبدو مستعجلاً وهي عنصر فعال في تأخيره .. أعطاها نظرات تنبيه وكأنه لا ينوي الحديث معها ثم استدار مجدداًوهو يمسك ذراعها ليخرجها من الجناح مرة آخرى أعاقة حركته قائلة بخشونة غاضبة- لن اتزحزح شبراً واحد قبل أن تخبرني دانيال .. رن في تلك اللحظة الهاتف الخاص لجناحه فلمحت الارتباك بعينيه وبدا مستعجلاً بشكل اكبر .. استمع للهاتف وهو يحدق بها بنظرات حازمة تطلب منها اتباع اوامر سيدهاقال من بين اسنانه اخيراً- إذا أردت المباشرة للجامعة من الغد فعليك بالاحتفاظ بلسانك الآن .. هدأت غير مصدقة لما يقول هل حقاً ستباشر بالجامعة من الغد ؟ لقد غابت أيام كثيرة ظنت أن هذا العام قد يفوتها .. بدون تردد سألته- ماذا عن أمر الغياب ..؟ هتف بملل وهو يجرها خارج الجناح ... حمقاء ... لكن هذه المرة الحمقاء سارت معه كما يريد .. فوجئت من خطواته التي اشتدت سرعة ..وهو يرى نظراتالخدم الموجهه له ولسلين .. تقدم نحو خادمة تبدو كبيرة بالسن خاطبها بلغة لم تفهما سلين و ببراعة ماهرة ابتسمت بسخرية وماذا كان عليها أن تتوقع من ذكي مثلهكانت تود سؤاله عن عدد اللغات الذي يستطيع التحدث بها كم أغاضها عجزها عن معرفة ما يقول خاصة عندما لمحت التوتر والغضب عليه .. عاد نحوها قائل بصوته الأجش بأمر .. لنسرع .. امسك معصمها بيده وسار معها نازلاً السلالم ..في تلك اللحظات استمع صوت منفعل أنوثي يبدو باكياً ينبعث من الأسفل.. أين هو . ؟ أرجوكم أخبروني أنها كذبة .. مستحيل أن يفعل ذلك .. انهُ يحبني أنا وحدي .. لا يحب غيري .. لم يفعل ذلك أنها لعبة منه .. دانيال لم يدخل قلبه أحد سواي !كانت مصدر الصوت من الأسفل صوت السيدة رابينا كان هادئ حيث حاولت تهدئة الفتاة التي ادركت سلين فوراً أنها كرستين .. توقف عن النزول وهو يستمع لهامدركاً بأن عليه تجنب المخاطرة والنزول فهو لا يريد أن يجلب لنفسه صداع مزمن .. بلحظات ادرك نظرات سلين نحوه الموجهه إليه بلؤم واضح ... وكأنها فهمت ما كل سبب تلك الاتصالات من البداية... لم يكن مخطط أن تعرف اسرة كرستين بأمر خطوبته الليلة .. بحزم غير طريقه وصعد السلالم و سار مغير الطريق ليخرجمن بوابة الخدم .. فورا أن صعدا السيارة حتى حركها بسرعة خارج من بوابة القصر .. تنفس براحة وهو يقود السيارة نجى باعجوبة من لسان كرستين .. أعطى نظرة خاطفة نحو سلين الجالسة في المقعد الأمامي بجانبه .. أعاد نظره نحو الطريق مستشعراً بالضحك حينما أراد المقارنة بين لسانها السليط المجهز في كل ثانية لدفاع عنها بكافة الشتائيم ولسان كرستين الذي لا يعرف سوى إغرائه بأجمل كلمات الغزل و الحب .. للحظة شعر بالاهتمام نحو فتاته اليائسة بدت كطفلة محبطةبسبب ضياع لعبتها .. هي حقاً طفلة غريب من نوعها .. تمتم فجأة .. - أنتِ في التاسع عشر على معلوماتي جلست على الكرسي جيداً بعد أن كانت شبه ممددة عليه .. ادارت رأسها نحوه بشك قالت- وهل يهمك ..؟ أشارة المرور الحمراء جعلت السيارة تتوقف عما الهدوء لحظات في السيارة ...ابعد يديه عن المقود وهو يريح ظهره على الكرسي .. حدق بسقف السيارة قائل - ألستِ خطيبتي ..؟ اكمل بعد سكوت من الطرف الآخر التي كانت تحدق به بانبهار و كأنها أول مرة تراه .. ماذا لو سألني أحدهم عنك هل أخبرهم بان خطيبتي قطة متوحشة و أنا لا اهتم لأعمار القطط .. اكمل بتسليه آه بالحقيقة أخشى أن يظنوا أنك بالعاشرة من العمر ..عضت على شفتيها بحنق .. و زمجرت بعنف هل لازلت تبدو طفلة .؟. مستحيل فهي فتاة ناضجة تشع أنوثة و رقة قالت بحنق منفعل- نعم في التاسع عشر .. ابتسم ابتسامة هادئة و هو يمرر أصابعه في شعره ببطئ ..شعر برغبة لمشاكستها لأول مرة وهي سهلة جداً لتسليته فهي كالزيت على النار .. قال برغبة لاستفزازها- أشك .. تبدين امممم.. أخذ يفكر غير مبالي لنظراتها الجنونية نحوها ثم اكمل بهدوء بعد تفكير اعتقد ..في الخامس عشر هذا تقدير كبير مني لك .. اطلقت شهقة ذعر ... و تأوه هو بلحظة عندما ضربته على كتفه قائلة بحقد- فلتخبرني إذن إيها العجوز عن عمرك .. .عقد حاجبيه حتى أظهر التجاعيد على جبينه و كأن السؤال احرجهُ قال مفكراً - امممم أنا في .... صمت وهو يعدل جلسته على الكرسي ثم حرك رأسه نحوها قائل كم تتوقعين ..؟ لمح الحيرة تشد على ملامح وجهها المزين بقليل من أدوات التجميل .. فاكمل .. لنختبر قدرتك في الاحتمالات .. لمع التحدي في عيناها و بلحظة نست أنهُ الرجل الذي يعشق أذيتها حدقت به بتفكير قائلة بحيرة - امممم السادس والعشرون ... لمحت نظرات عدم اقتناع منه فقالت إذن في التاسع والعشرون كانت تحتمل احتمالات كبيرة حاولت أن تظهر له بأنهُ يبدو عجوزارأت الامتعاض من العمر الذي قالته فقال مساعداً- أقل .. همست- إذن في الثامن والعشرون .. بدأت تتحمس عندما لا تعجبه الإجابة فقالت بحماقة الثالت والعشرون - اكبر هتف بأكبر مما جعلها تنحصر بين خيرات محددة و كالعادة سمحت للسانها بالاحتمالات برقت عينيها لمعاناً و تحدياً فادرك كم تحب سلين التحديات قالت بسرعة- الرابع والعشرون نظراتهُ لم تعجبها فاكملت إذن السابع والعشرون .. الثامن والعشرون .مرة أخرة لم يعجبه جوابها. لا بل في التاسع والعشرونلاحظت أنها تكرر نفس الأرقام لقد نسيت احتملاتها الاولى تنهد بملل لكنهُ لم يمنعها عن الاحتملات فقالت بالترتيب - الثامن والعشرون .. السابع والعشرون .. السادس والعشرون .. مد جسده نحوها و امتدت أنامله فجأة لتلامس شفتيها بهدوء .. مما جعلها تتوقف عن الحديث متأثرة بلمسة أنامله على شفتيها اغمض عينيه وفتحها بنفاد صبر قبل أن تفتح فمها قطعها- اششششش .. اشعر بصداع من احتملاتك .. في الخامس والعشرون سلين ...تراجع جسده نحو مكانه مكملاً - فاشلة في الاحتمالات أشاحت بوجهها نحو نافدة السيارة تمتمت بصوت غير مسموع- ولست أقل مني .. - ماذا قلت ..؟ارتبكت ثم قالت بتلعثم - لم أقل شيءأوضيئت الأشارة الخضراء و عادت حركت السيارات .. ركز في القيادة ثم قال بتأكيد- لا بل قلتِ شيء ..زمجرت بغضب قائلة - قلتُ بأنك شخص غير محبوب والجميع يكرهك ...- سواك طبعاً ... اطلقت شهقة كادت ان تفلت ضحكة خفيفة منه .. يقلب الحقيقة إذن قالت بحقد - غشــــــاش !تجاهلها كابتاً ضحكة خفيفة .. مرت دقائق حتى تذكرت شيء قالت بشك- غداً سأباشر الجامعة ...- إذا إردت فبكل سرورتعالت ابتسامتها سعيدة بالخبر الذي لطالما انتظرته خلال هذه الأيام عبست و كأنها تذكرت شيء قالت عابسة- ماذا عن امر الغياب .؟ لم أذهب للجامعة منذُ أيام التفت لها ثم قال بثقة- لا عليك هاتف واحد من السيد شارلي أو مني كان كافياً لقبول العذرعقدت حاجبيه بانزعاج ثم قالت بصرامة- ماذا اخبرتهم دانيال ..؟ قل الحقيقة ..اطلت ابتسامة صفراء من شفتيه .. و ركزت عينيه على الطريق .. فيما اشتدت اصابعه على المقود .. قال مفجراً قنبلة- أخبرتهم بامر ارتباطنا .. أيضاً أخبرتهم أن موعد حفل الخطوبة سيكون في الأسبوع القادم ..اطلقت شهقة .. ثم قالت بدون تصديق منفعلة- لابد أنك تمازحني دانيال .. لن تجرؤ على ان تفعل حماقة كهذه - أمازحك ! اطلق ضحكة استهزاء مكملاً منذ متى و أنا احب المزح سلين .. اعتقد أن الخبر قد فاح في أرجاء الجامعة والمدير يقدم كل التهاني لنا باشري من الغد في دعوة الأصدقاء للحفل .. فرك شعره وهو يصف السيارة في موقع مناسب لويقفها ثم قال اه .. نسيتُ أخبارك الحفل سيقام في القصر كثير من رجال الأعمال قمتُ بدعوتهم أتمنى أن تكوني ممثلة بارعة ليس كاليوم .. استفزها كلماته حتى أنها لم تلاحظ توقف سيارته إلا بعد لحظات قالت بانفعال و هي تدرك أن الحكم قد اصدر ولا داعي لصراع - كيف تفعل ذلك ..؟ اشتد صوتها مكملة .. أنا اعتبر جزء من هذه المسرحية التي تسمى بالخطوبة .. صرخت بحنون اخبرني بحق الله كيف سأواجه زميلاتيبليلة وضحاها أعود لهم كمخطوبة الشهير دانيال ... ثم من قال أني ساوافق على إقامة حفل أن لن أجبر على تمثيل دور العاشقة أمام العالم بأكمله .عندما انهت كلامها .. أدار رأسه لها قاطباً حاجبيه بانزعاج ثم قال بحزم هادئ- لستِ أنتِ من يقرر .. اكمل باشمئزاز أنا أعد الليالي عداً للخلاص منك ومن الخطوبة التي باتت كابوساً علي لتخرسي فقط ما عليك سوى تنفيد أوامري بدل إهدار الوقت في العثور عن وسيلة تجمعك بالسيد روك .. كادت الدموع أن تتجمع بعينيها لكنها ضغطت على كفها بقوة من كلامه الجارح قائلة بحقد بعينين تشع ناراً - نـــذل ! غمز مبتسماً - اعرف .. بتر كلمته قبل ان يترجل من السيارة صافع الباب خلفه .. ولم يعلم بكل تأكيد كيف فعلت ابتسامته بسلين التي باتت تذوب بمحلها .. مستشعرة بلحظة أن دموعها التي كادتتتدحرج قد فضلت عدم النزول .. خفق قلبها بشدة عندما فُتِحَ بابها .. رفعت عيناها لتراه واقفاً يتأملها . .. أمرها بعيناها بالخروج فاطاعته خشية أن تفضحها اضطراباتقلبها .. لسعتها نسمة هواء باردة جعلتها تنقبض فيما تناثر شعرها الحريري مداعباً خديها المتوردتان .. استشعرت أنها بدون معطف يقيها من البرد .. ولا يغطي كتفيها سوى قماش الدانتيل .. ارتجفت فيما بدأت البرودة تخف عندما اقترب دانيال نحوها هامساً - تشعرين بالبرد ..؟حركت رأسها بالنفي وهي تنظر للأرض بشرود .. استرقت قليلاً من النظر إليه قائلة بهدوء - إلى أين ستأخذني دانيال ..؟ عقد حاجبيه ثم قال بحزم هادئ- اتبعيني ..بهدوء سارت بجانبه وهي تحاول بقدر الأمكان أن تمشي بقدر خطواته الضخمة .. لم يساعدها حذائها العال بتاتاً على السير براحة .. فيما شعرت بالغرابة وهيتتنقل بفستان سهرة في الشوارع دون معطف ..توقف عن السير أمام محل ضخم كان يلمع باضوائه لم تصدق ما رأته عيناها .. حتى استقرت عينيها أخيراًلتقرأ اللوحة ... لم تصدق أنها في اكبر مكتبة بالمدينة .. نظرت لدانيال بحماس فأشار لها بالدخول .. فور أن دخلت تذكرت أنها لا تمتلك قرشاً واحد لقد نسيتالمعطف مع الحقيبة في القصر ..سارت في المكتبة تتأملها دون أن تشتري شيء .. أحست بظله يلاحقها من مكان إلى مكان آخر .. توقفت عن المشيء أمام مجموعة كتب .. أخذت تنظر لأسماء الكتاب و تحفظ بعض العناوين قررت أن تأتي يوم آخر لتشتري كل هذه الكتب .. وضعت الكتاب من بين يديها وامتدت اصابعهالتلقط كتاب آخر قبل ان تمتد يد آخرى تنتزع الكتاب منها .. عقدت حاجبيها محدق بدانيال بغرابة .. زفر وهو يقول بنفاد صبر- ماذا الآن ..؟ ألن تشتري شيء ..؟ بالتأكيد لم أحضرك إلى هنا للقراءة والإطلاع ...أشاحت وجهها عنه قائلة بخشونة
- لا أريد شيء .. أعدني للمنزل .. أنــ....اطلقت صرخة صغيرة .. عندما امسك ذراعها بكفها و جرها خارج من قسم الكتب .. دفعتهُ عنها بعنف وهي تفرك ذراعها من أثر لمسته الهمجية ...قال بعصبية- لتشتري أغراضاً للجامعة .. ردت منفعلة متجاهلة نظرات المارة في المكتبة حوليهما - لن اشتري شيء ... لذي كافة الأغراض في منزلي تــ ...قاطعها قائل- ذاك المنزل لن تذهبي له في هذا الوقت .. كانت تود إخباره أنها لا تمتلك المال لكن كرامتها رفضت ذلك .. هدأ قليل محدق بارتباكها ثم حاول أن يقول بهدوء و كأنهُ فهم رفضها شراء شيء- لا تكوني كالحمقاء سلين .. لا تهتمي لأمر المال..عقدت حاجبيها بدون اقتناع .. لكنها فكرت بأنهُ يستحق أن يدفع الكثير بسبب تعذيبها الليلة .. لا تهتم بامر المال إذن .. سارت في انحاء المكتبة تشتري كل شيء ..فغداً ستباشر كابنة السيد شارلي .. و خطيبة دانيال .. ستوجه كل النظرات حولها .. أخذت كل ما تحتاج وباسراف .. و بالتأكيد قررت أخذ الكتب لكاتبيها المفضلين استمرت جولتها في المكتبة طويلاً وبما أن الدفئ كان يعم المكتبة شعرت بالراحة . أخذت تبحث عن دانيال بعد أن ملأت سلة من الاغراض المختلفة دون أن تفكربأمر المال أرادت أن تستنزف شيء من ماله لعله يمحي فكرة التسوق معها .. بحثت عنه في الكثير من الأقسام .. لم تجده .. عقدت حاجبيه بتفكير غريب أمره إلى أين سيذهب .. ؟ .. استوقفتها ضحكات فتيات يبدون بعمرها .. رأيته .. حقاً كان كالأمير وهو يقرأ إحدى الكتب ... نعم بكل تأكيد لازال يعشق الموسيقى .. لم أتخيل يوماً من الأيام أن أرى وريث كل تلك الشركات في قسم الموسيقى ... نعم بكل تأكيد يقرأ كتاب عن الموسيقى كالأمير بوسامته تماماً ..استمعت لأراء الفتيات ثم ابتعدت عنهم تاركتهم يكملون ما بدئوه من كلام ... سارت نحو القسم الفني .. كما توقعت وجدته يقرأ كتاب موسيقي بمفرده بالقسم .. تعالت صوت طرقات حذائها العال في القسم .. فرفع نظره نحو مصدر الصوت .. حدق بالسلة المملوؤة ثم قال- أنتهيتي ؟ هزت رأسها بالإيجاب وجدته يحمل مجموعة كتب بيده .. ثم سار متجاوزاً إياها فلحقته قائلة - ماذا اشتريت ..؟- كتب موسيقية .. وجدت نفسها تلحقه و تعيق حركته تشبتت به معيقة حركته و لتنظر لعناوين الكتب استغربت من وجود كتاب لتعليم الموسيقى قالت مستفهمة - هل تحتاج لمن يعلمك الموسيقى ..؟ ابعدها عنه بملل .. فزادات تشبتها فيه .. صمت فاكملت وهي تلحقه نحو المحاسب قائلة - حسنا فلتخبرني ما محتوى هذا الكتاب البني الضخم .. زفر بملل قائل- حكاية عن حياة موسيقي شهير .. هزت رأسها فاهمة ثم قالت - حقاً ! .. وكيف كانت حياته الموسيقية ..؟ لكن بالأول لتخبرني اسمه ...نظر لها بطرف عين بملل مما اربكها .. انتزع السلة من بين يديها و اتجه نحو المحاسب متجاهل إياها زمجرت بضجر وهي تلحقه بيأس لمعرفة الجواب .. .و كأن الكلام باهض الثمن بالنسبة له .. ارتبكت من الحساب كان مرتفع للغاية .. فبكل تأكيد الكتب التي اشترتها لم تكن تميل لرخص بتاتاً .. ابتسمت بخبث وهي تراه يخرج المال من محفضته .. همست بخفوت .. يستحق .. اتجهت إليه وهي تتوقع غضبه على تعمد شراء الشيء الباهض لكنها فوجئت به يقول ببرود لنخرج .. كتمت تزفيرة غضب لعجزها على إغضابها بالعكس بدا طبيعياً وكأنه لم يدفع قرشاً واحد .. خرجا من المكتبة ثم سارا قليلاً .. وجدت نفسهاتقتحم اسواق شيء فشيء حتى توقفا أمام مجمع ضخم .. دخل فلحقته سألتهُ بفضول عن سبب دخوله للمجمع لكنهُ لم يرد عليها .. تجولا من محل لمحل آخر .. كانت تحاول اللحاق بخطواته بقدر الاماكن لقد اتعبها اليوم كثيراً ..لم تستطع اللحاق به أكثر وخاصة عندما لمحت محل الالعاب .. توقفت فجأة تحدق بالزجاج الخارجي للمحل .. مر خيال والدتها بعينيها تدفقت الدموع بعينيها وهي ترى الاطفال يشترون الألعاب برفقة ابويهما ..الجميع كان سعيداً .. مسحت دمعة سالت من أجفانها .. ثم رفعت رأسها تبحث عن دانيال .. كما توقعت لم تجد أثر له .. كادت أن تمشي قبل أن تستوقفها مجموعة شباب منظرهم لم يطمئنها ..خاصةعندما بدا إحدى الشباب يحاول التحرش بها مستغربين عن فتاة باكية ترتدي فستان سهرة بمجمع... لم تعرهم أي اهتمام مع أن الخوف كان قد يزلزلها .. شتمتدانيال بعنف بداخلها وهي تبحث عنه .. لا تمتلك هاتف .. أو اي قرش واحداً .. سالت الدموع اكثر عندما لم يتوقف الشباب عن ملاحقتها .. فكرت أن تنادي للأمنفقد تعبت حقاً لم تعد قادرة على السير بحذاء عالي .. تدحرجت دموع ساخنة على خديها لم تستطع الحراك فاسندت نفسها على إحدى الجدران .. انزلت عينيها إلى الارضكي لا تسمح لاحد أن يرى دموعها .. انسدل شعرها الحرير مغطياً وجهها .. ارتجفت و هي تستمع لكلمات الشباب الوقحة عندما اقترب نحوها إحدى الشباب فيما ظلواالبقية يحدقون بالموقف بتسلية همست بتعب .. لا تقترب .. نحنُ في مكان عام سأطلب الشرطة حالاً ....كتمت شهقة بكاء كادت أن تفلتها .. فيما شعرت بيدين دافئتين تلامس خصلات شعرها لتزيحه عن عينيها .. رفعت عينيها ببطء كانت تلمع بفعل الدموع كالنجوم بسماء صافية ..رسمت ابتسامة خافته ثم رفعت أناملها لتزيح الدموع برقة .. تراجع الشباب فوراً خوفاً من تدخل الشخص المفاجئ حوط كفيه بخدها هامساً .. سلين .. آسف على مكوثي أنظر إليك دون إنقاذك ..حدقت بملامحه جيداً .. زادت ابتسامتها على اجمل مصادفة بسرعة جنونية كانت تشبك يديها بعنقه جاذبة جسدها نحوه ضمته بمرح اطلقت ضحكة فرح صغيرة- روك .. أشتقتُ إليك يا رجلتجمد جسده مستشعر بجسدها يلامس جسده الرجولي .. وبدون شعور وجد نفسه يجذبها نحوه ليضمها إليه ممتلكاً إياها ... ابتعدت عنه فيما حوط كفيه حول كتفيها ..متأمل جمالها المغري .. انزعج من خروجها بهذا المنظر ولم يحب أن يذكر أمر شلة الشباب أمامها .. قال بلطف- أنها أجمل مصادفة أن أراك اليوم هنا .. كدت أجن قلقاً عليك .. ابعد خصلات شعرها ليعيدها خلف أذنيها مكمل كيف قضيت أيامك ..؟ ابتسمت بنعومة غير مقصودة غامزة بمرح - استطعت تيسير أموري ... ومن الغد سأباشر للجامعة كطالبة نشيطة ... عقد حاجبيه بانبهار قائل- حقاً .. ! يبدو أن العلاقة تطورت مع والدك .. - ليس والدي ابتسم على رفضها للحقيقة همس بلطف- عنيدة .. قبل أن تفتح فمها كان يجرها معه مقتحماً السوق .. فكر لو أنهُ تحدث معها عن أمر والدها كلامهُ لن ينفع بتاتاً ... سارت بجانبه متشبته بذراعه بلحظات أزاحها عنه ليجذبها نحو صدره قال - الجو بارد .. لماذا لا ترتدين معطفك .. ؟اسندت رأسها على صدره براحة .. تشعر بالدفئ النفسي بين يديه أكثر من دفئ جسدها ..لم ترد عليه بل ظلت تسير معه بمرح قال مقترحاً- لنشتري هاتف نقال لك .. نفد صبري وأنا اعد الليالي لسماع صوتك .. لن احتمل بعد اليوم .. دست جسدها نحو صدره أكثر وهي تقول بنعومة - لن تفعل ذلك .. ولن اضطر أنا أو أنت إلى عد الليالي لنتحدث .. - و هل سياتي المارد من الفانوس السحري ليجلعنا لا نعد الليالي ..؟ !اطلقت ضحكة ثم قالت- غداً سيشتري لي السيد شارلي هاتف نقال .. - اوه تبدين واثقة ...أخذت تتنقل معه من مكان لمكان آخر رافضة دخول أي محل قالت أنها تود فقط الكلام معه و أن تمشي بجواره براحة كما كانت تفعل .. ردت عليه بثقه - بكل تأكيد .. سيلبي كل طلباتي إذا ارادني ابنة مطيعة .. نظر لها ثم قال بخوف مصطنع - لم أعرفك خبيثة سلين ..ضحكت مجدداً قائلة - ليدفع الضرائب .. . بالحقيقة لتقل بأني حسبت الحساب جيداً فلم أجد سوى أن اكون ابنته أمام الناس .. صمتت ثم اكملت على الأقل لن أخسر حريتي بهذه الطريقة .. - أظنك بالنهاية ستحبيه .. حركت رأسها بالنفي قائلة بحزن ممزوج بخيبة الأمل - لم يحقد قلبي يوماً على أحد كما حقد على والدي .. عض شفتيه و هو يتيقن أن قلبها الطيب سيحن يوماً على أفعال والدها .. ابتعدت عن صدره و تشبتت بذراعه بقوة ... ثم أخذها نحو محل المثلجات اللذيذ .. كانت سعيدة وهي ترى ألوان المثلجات .. أشترى المثلجات و جلس معها يتناول المثلجات على طاولة في قسم ألعاب الأطفال ...السعادة كانت واضحة على عينيهانظرت لروك وبدون شعور وجدت نفسها تبتسم بادلها الابتسامة ثم قال - مع من أتيتي إلى هنا ..؟ كادت أن تختنق بقطعة المثلجات في فمها .. تذكرت فجأة دانيال .. لقد نسيت أمره برفقة روك .. عقدت حاجبيها ثم قالت بدون اهتمام - لا تهتم ... اخبرني أنت مع من أتيت ...- بمفردي ..نظرت لهُ بشك فضحك قائل- بالحقيقة كنتُ مع زوج شقيقتي مارتن .. لعبنا البولنج ثم انصرف بعد مكالمة من انجل كادت أن تقتله بسبب تأخره عن المنزل نصف ساعة شعرت بالضحك .. قالت - كيف هي انجلكيتا ..؟- تتمنى رؤيتك بفارغ الصبر ..- قريباً حدق بعينيها فوجد الارتباك يسيطر عليها قال - ما بك قلقة سلين ..؟ صمتت فقال بشك - مع من أتيتِ ..؟ وضعت المثلجات على الطاولة .. وبدون شعور أحست بالدموع تتجمع بأجفانها .. ابتعدت عن الطاولة تاركة روك بمفرده سالت الدموع فجأة و هي لا تعرفلماذا تبكي هكذا .. و لماذا تبكي بهذه الطريقة .. ؟ من ماذا تخاف أليس روك معها ..؟ كانت تعرف أنهُ حلماً وما هي إلا بعض الوقت حتى تعود لسجن السيدشارلي .. أحست بيدين دافئتن على كتفيها .. أدارت رأسها نحو روك واجهشت بالبكاء .. - لا تبتعد أرجوك .. لا تصدقهم انهم كاذبون روك .. انا لستُ مثلهم روك لستُ مثلهم بتاتاً ...همس بصوته الحنون - لا تبكي ... لتصبري قليلاً ... اعتبريه كابوساً .. وستستيقظي منهُ قريب - حسناً ماذا لو تحول الكابوس حقيقة .. ماذا لو نعجز عن الوصول لأبسط أحلامنا ؟ !- الأحلام جــمــقطع كلماته طفلة شقراء صغيرة .. تقدمت نحوهما بلطف راسمة ابتسامة جميلة ..مدت وردة حمراء نحو روك قائلة - الوردة.. قدمها لحبيبتك .. أدارت رأسها نحو روك تنتظر ردة فعله ..شعر برغبة بالضحك من منظر سلين الحائر ...بثقة مال يقبل الطفلة ويأخذ الوردة منها .. همس مداعباً لسلين - الوردة تمحي الدموع ألستُ على حق .. ؟. ابتسمت وهي تهز راسها بالإيجاب .. تأمل الوردة بعينيه الزيتية قبل أن يدسها برقة خلف أذنيها غمز قائل - هذه الوردة ساحرة..! هل تعرفين لماذا ؟.. حركت رأسها بالنفي فقال بلطف. - لأنها جعلتك تبتسمين بلحظات ..بدون شعور وجدت نفسها ترسم أحلى ابتسامة .. حدق بها بسرور و امتدت يديه تجذبها نحو ليضمها مجدداً قبل ان تمتد يدين أقوى تخلصها منه .. بسرعة وجدت نفسها تبتعد عن روك .. رفعت رأسها لتجد الشبح الوسيم ينظر لها بعينين تبرق كالنار ... اضطربت محدقة بعينين روك التي اشتعلت غضباً .. بسرعة تقدم نحو سلين ليجذبها إليه لكن دانيال كان اسرع منه حيث دس سلين خلف ظهره مانع روك من التقدم نحوها فتح روكفمه قائل من بين اسنانه بغضب كبحه باعجوبة - اتركها سيد دانيال .. ليس لك أي علاقة بها ..اطلق ضحكة سخرية هزت غضب روك .. ثم قال دانيال بخبث - ألم تسألها مع من أتت إلى هنا ..؟ نظر لسلين قائل هيا اخبريه لا تكوني جبانة .. - أيها الحقير .. بتر كلمته بقوة موجهها لدانيال الذي تقبلها بمكره قائل- لا يوجد حقير سواك .. فمن يعرض نفسه على فتاة مرتبطة فهو الحقير .. تدخلت سلين بتلك اللحظة عندما لمحت الاضطراب على روك وبما أن دانيال وقح شكت بأنهُ سيقول أي شيء لم يسمح لها بقول كلمة واحدة خاصة عندما لمح الدهشة والحيرة بوجه روك قال بثقة مبالغة- أنها مخطوبتي ! ..................دخل الفلا بهدوء .. أخذ يبحث بعينيه عن ظلها .. و لم تكن حتى ثوان حتى شعر بخطواتها تقترب نحوه بسرعة .. ابتسم وفتح يديه ليضمها إليه بتملك .. ضمتهُ إليها و كانها لم تراه منذُ زمن .. و سرعان ما ابتعدت عنه حتى زمجرت قائلة - تأخرت اليوم .. اطلق ضحكة رجولية قائل- لم تكن سوى أقل من ساعة يا حبيبتي .. انجل .ضربته بكتفه قائل بتحذير مصطنع - لو فعلتها مرة أخرى .. سأقتلك مارتن .. اكتفى بابتسامة وهو يخلع معطفه ويسير نحو غرفة نومه .. لحقته بقلق من ملامح وجهه الغير مطمئنة .. جلس على السرير وهو يخلع ربطة عنقه .. رماها على السرير باهمال .. مرر يديه بشعره الأشقر الكثيف ... لمح ظلها يتقدم نحو جلست بجانبه بقلق همست - مارتن ..لم يرد عليها فشعرت بالقلق ..مررت أناملها على شعره قائلة - هل تعاني من مشكلة حبيبي.. رفع رأسه لينظر لزوجته الجميلة قال مطمئن - لا شيء حبيبتي نظرت له بعتاب قائلة - لا تخفي عني شيء مارتن .. أنت لم تفعلها يوماً ولن تفعلها ..- أنجل .. الأمر ليس كما تتخيلين ..حدق بها كأنهُ ينوي أن يقول شيء ثم غير رأيه قائل .. لا عليك لا تجلبي لنفسك الصداع ..ردت باصرار ممزوج بالخوف والقلق- قل ما عندك مارتن ..أرجوك لا تقلقني كثيراً عزيزي مسح بكفه شعرها المموج ثم قال بتردد - روك ... بل دانيال .. زفر قائل أنا حقاً لا اعرف ما اقول لمح الشحوب على وجهها همست بخوف- روك .. اشتدت صوتها قلقاً قائلة ما الذي جرى لها ..؟ أرجوك لا تقل لي أنهُ اصيب بمكروهفهم أنهُ أرعبها كثيراً .. فقال مطمئن- حبيبتي لم يصب بأي مكروه .. هدأت وهي تحدق به بشك ..ظل صامتاً لثوان ثم قال بترد الامر فقط أن ... أن دانيال قد قام بخطبة سلين .. ويبدو أن الفتاة موافقة .... كتمت شهقة بعينيها المذهولتين اكمل قائل ..حفل الخطوبة بعد أسبوع ... يبدو شقيقك متعلق بسلين كثيراً .. والأسؤا أن دانيال أعز صديق لي و روك محبته لا تقل عن دانيال هو صهري .. شقيق حبيبتي و زوجتي ... قالت بدون تصديق- من اخبرك ..؟ منذُ متى وأنت تعرف ..؟- منذٌ قليل .. أخبرني السيد كاسبر هاتفياًتقبلت الصدمة بهدوء و هي حقاً تتمنى لشقيقها .. أن يكون هادئ ويتقبل الأمر كما فعلت ...لا بالحقيقة هي تخاف من أن ينكسر قلب أخاها الرقيق إلى الأبد ...^ــ^ــــــــــــــــــــــــــــ
[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-22-2017, 09:07 PM
 
[frame="4 80"]البـارت التاسع .......................... حياتهُ ادهشتني !........................- أنها مخطوبتي ! ......
تلك العينين الناريتن ذبلت فجأة شيء فشيء .. حتى تحولت لعينين مذهولتين غير مصدقة .. وجهت بجراءة نظرات كاذبة نحو دانيال .. فيما شعرت سلين بكم هو الموقف صعب .. أرادت إخباره بطريقة أخرى ليس كما فعل دانيال ..شحب وجهها عندما تحولت نظرات روك نحوها همس بعد سكوت- قولي أنهُ كاذب .. صمتت تحدق به .. فصرخ بغضب جعل المارة تنتبه... لم يحدث قولي أنهُ يكذب و أن هذا الشيء لم يحدث .. نزلت دمعتان حارة على خديها مما جعل روك يكاد يفقد عقله .. حركت رأسها بالنفي عاجزة عن قول شيء .. ثم أجهشت بنوبة بكاء كبيرة .. بتلك الاثناءكادت لا ترى شيء و بثوان كان دانيال قد قبض على ذراعها مستغل ضعفها .. ضغط على ذراعها بقوة و هو يقتادها خارج المجمع .. بينما ظل روك يحدقبظلها بدون تصديق .. أنها المرة الثانية تذهب عنه و هو يعجز عن فعل شيء .. لقد كلف نفسه بحمايتها مهما كانت الظروف و اليوم هي تزيحه عن هذا المنصب لتعطيه لعدوه ... لا يصدق سلين فتاة رقيقة لن تـتوافق مع دانيال بتاتاً ... هي ليست له .. ليست له بكل تأكيد .. سار يمشي بخطوات أشبه من الركض... ليست له .. مستحيل .. كرر تلك الكلمات بعقله فيما بدأ يركض خارج من المجمع لعله يلحقها .. بساحة المجمع المليئة بالسيارات أخذت عينيه تبحث عنها ..بسرعة رهيبة استقرت عينيه نحوها .. ركض بسرعة نحوها عندما لمحها ترفض ركوب السيارة وتبدو داخله بنقاش حاد مع دانيال .. - سلـــين هتف و هو يقترب نحوهما .. اكمل بثقة غاضبة .. قولي أنهُ يكذب لا تخافي من شيء ..ابتسمت بألم فور أن رأت روك .. كانت متأكدة أنهُ أكثر الأشخاص فهماً لها ... لكن أن تقول الحقيقة هو أصعب شيء .. ماذا تقول له ..؟ كانت واثقة أنهُ سيصدقهافوراً لكنها كانت خائفة بنتيجة ما ستقوله .. نسيت دانيال بجانبها وظلت تائهة تنظر لروك .. حركت رأسها بالنفي مجدداً ثم أجهشت بالبكاء بعد ان قال دانيال بجراءة- السكوت هو خير جواب لك سيد روك .. اشتعلت عينين روك ناراً وهب كالأعصار يقترب من دانيال ينوي معركة طاحنة فيما ظل دانيال بمكانه و كأنهُ لا يأبه نظرات روك النارية نحوه .. تيقنت أن معركة ستحصل .. بلحظات اعترضت طريق روك نحو دانيال وهي تجهش ببكاء مرير قالت برجاء- أرجوكما يكفي .. فليرحمني أحد .. لا أريد أي فضيحة في مكان عام .. رفعت عينيها نحو روك بألم فصعقت بالصدمة المطلة من عينين روك همس بخشونة - هل أنت سعيدة عندما يبعدك عني .. ؟ انفعل مكملاً لن يحميك هذا الرجل بتاتاً .. - هذا يكفي أرجوك .. لم أتعود على أن أراك غاضباً مني روك .. - دعيه يقترب .. لنحول المكان لحلبة قتال .. اشتقتُ حقاً لأيام المصارعة مع الفتيان ...قبضت على كفيها بقوة عندما تخلخل صوت دانيال إلى مسامعها التفت نحوه بوجوم همست- فلتخرس أنت.. تحركت من مكانها متقدمة نحو روك قائلة - الأمر ليس كما تتخيل روك .. أنــ..قطعها دانيال قائل بخبث .. - لا بل الأمر كما يتخيل .. فحفل الخطبة سيكون بعد أسبوع .. اكمل بسخرية وبكل تأكيد أتمنى حضورك به ...انقبضت كفه حول ذراعها مكمل - والآن لنرحل .. علي أن أريك ماذا اشتريت لك من المجمع ..تصنمت عاجزة عن الكلام بعد ما قاله دانيال فيما لمحت ثوران روك القاتل .. سارت معه نحو السيارة بدون شعور وهي تلتفت لروك بنظرات رجاء .. لم يحتمل التحديق بسلين وهي تذهب مع دانيال هتف بصدق لدانيال ..- أنت لا تستحق سلين .. سيأتي اليوم الذي تتذكر به كلامي .. صفق دانيال باب سيارته بعد أن دخلها .. ابتسم بسخرية هامساً بداخله .. و ما ادراك يا سيد روك .. ربما ما كنتُ أريدها حتى اتذكر كلامك ..قاد السيارة . . ثم نظر للوردة الحمراء في شعر سلين الصامتة .. لقد شهد ذاك المنظر من بدايته .. مر الطريق و الهدوء هو سيد المكان . . حتى اوقف السيارة أمام الفلا .. قبل ان يشير للحارس ان يفتح له الباب ليدخل السيارة .. أوقفته نظرة عينيها الرافضة لذلك .. بقسوة فتحت باب السيارة وصفعتهبقوة بعد أن خرجت مالت نحو النافدة لتقول بصوت غاضب مكبوح ..- لسنا مخطوبان أمام السيد شارلي ... لذلك نحنُ لا نملك رغبة باستضافتك أكثر في هذه الفلا الليلة ..رمقته بنظرات غاضبة قبل أن تهب كالأعصار داخلة حديقة الفلا بقدميها بعد أن فتح لها الحارس الباب .. سارت بخطوات غاضبة وهي لا ترى سوى النيران بعينيها .. ضايقها كعبها العالي مما جعلها تزفر بغضب وهي تجلس على الأرض خلعت حذائها بعنف و كأنهُ شيء قذر .. قبل أن تقف امتدت يداً تساعدها على الوقوف .. رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الساحرة .. ضيقت عينيها غضباً وبسرعة كانت تسدير لتواصل طريقها لكنهُ أعاقها كعادته بقبضته الفولاذية .. جذبها من الخلفنحو صدره ..حيث التصق صدره العريض بظهرها البارد .. شعرت بتيار كهربائي يسير بجسدها .. قبل أن تنتفض حوط بيديه ذراعيها و هو يميل برأسه نحو أذنيهاليقول بصوت بدا كفحيح الأفعى ..- ألم أحذرك من التجول مع الغرباء أيتها المشاكسة ...؟اطلقت صريخاً بعصبية مما جعله يندهش حقاُ هذه المرة دفعته كالقطط المفترسة حتى أنهُ كاد يفقد شيء من توازنه لقد فجائته هذه المرة ..بسرعة استدارات لتواجهبغضب بانفعال قالت - ماذا تفعل هنا ..؟ أشارت بيدها نحو الباب وهي تقول .. أخرج بسرعة لستُ مضطرة لتمثيل أيضاُ في هذه الفلا .. صمت متوتراً وهو يحدق بالحديقة جيداً . تنفس براحة عندما لم يكن هناك أثر للخدم ازعجه صريخها المجدد تطالبه بالرحيل ...ضيق عينيه غاضباً وهو يقول - إياك ان تثيري استفزازي سلين .. فالأمر ليس بصالحك .. زمجرت بانفعال قائلة بصراخ كسر كل حواجر الخوف- بحق الله اخبرني ما الذي يثير استفزازك ... ؟ !! .. اكملت بتحذير ثم إياك ولو للحظة أن تدعو روك بالغريب .. فلا يوجد غريب غيرك ..بلحظات كان يتقدم نحوها ليزيح الخطوات الفارقة بينهما .. امتدت أنامله لتزيح الوردة الحمراء من شعرها .. سقطت على الأرض باهمال .. حدق بها منتظر ان تقول شيء لكنها صمتت محدقة بالوردة .. ابتسم باستهزاء قائل- اوه .. حقاً معك حق .. لا يشبه الغرباء بتاتاً .. توترت لكنها رفعت ذقنها بشموخ لتقول - أنها محظ وردة حمراء .. ابتسم مستهزء ممثل البراءة الممزوجة بالسخرية ..- وردة حمراء فقط ! ضيقت عينيها ثم قالت بخشونة - و لو كانت غير ذلك .. فليس لك شأن .. اثارت استفزازه بتلك الكلمة .. وجه اصبعه نحوها وهو يقول بتحذير مبالغ- لن اسمح لك بتاتاً بتشويه سمعتي أمام الغفير من الناس ليكن بعلمك سلين فانتِ تجتازين الخطوط الحمراء دائما . . لتصبري قليلاً ثم افعلي ما شئتي معه ... اطلقت ضحكة استهزاء .. ثم وضعت يديها على خصريها لتقول - لا تقلق من هذه الناحية .. فلا أحد سيخطر على باله أنها خطبة مزيفة .. فلتهتم بمقطوعاتك وحسب وكل شيء سيسر على ما يرام بدل أن تكرس اهتمامك بعلاقتي مع الغير .. نظر لها بتبيه ثم حرك رأسه بالإيجاب قال- ساغادر .. أكمل محذراً .. كوني مطيعة أيتها المشاكسة ...بثوان استدار جسده الضخم ... بخطوات كبيرة مغادر الفلا .. فيما زمجرت هي بحنق صارخة خلفه- فلتذهب إلى الجحيم ...بترت كلمتها من اعماق قلبها الحاقد في تلك اللحظة ... وبثوان هبت كالأعصار تسدير نحو الفلا وهي تسير بغضب فائق .. دفعت باب الفلا لتدخله .. ولأول مرةلم تكن ترد على تحيات الخدم مما أثار استغرابهم .. احست بصوت حنون يناديها برفق - أخيراً عادت حبيبتي الصغيرة .. توقفت برهة ثم استدارت بوجوم تنظر لسيد شارلي ... مما جعله يعقد حاجبيه باستغراب .. تقدم نحوها بلطف عندما اقتربيضمها كأي أب يضم ابنته تراجعت إلى الوراء خطوتين ... لم تشعر في تلك اللحظة كما جرحت والدها .. لقد طعنته بالصميم .. كسا وجهه الحزن لكنهُ استطاع أن يخفيه و هو يقول بتردد.. - هل استمتعي ..؟رسمت ابتسامة ساخرة ثم قالت بسخرية- كثيراً .. استدارت عنه .. ثم اعتلت السلالم نحو غرفتها دفعت الباب و بدون تردد رمت نفسها على السرير المريح .. اطلقت تنهيدة ألم .. مررت أصابعها على شعرها وهي تغوص بالتفكير بروك .. أيعقل أنهُ صدق دانيال .. عضت على شفتيها وهي تهمس بقهر .. ذاك الحقير .. لو ابتعد روك عني فهو السبب ...لابد أن روكسيكون غاضباً مني .. لقد دمر صداقتنا بسهولة ..روك لم يكن صديق فحسب تشعر أن ما يربط روك بها رابطة أقوى من الصداقة بكثير ... طرقات البابايقضتها من تفكيرها هتفت - ادخـــل .....انفتح الباب ليطل من وجهه سيدرا السعيد .. رسمت ابتسامة جميلة محدقة بسيدرا قفزت من على السرير بفرح لتقول مبتسمة- سيدرا ! .. تفضلي ..دخلت سيدرا وهي تحمل كيساً .. بلحظات كانا يتعانقا بحب .. بعد ترحيب معتاد من قبل الفتاتان .. قالت سيدرا وهي تشير للكيس- تفضلي هذا .. لقد تركه السيد دانيال قبل مغادرته .. اضطربت وهي تحدق بالكيس المليئ بأدوات الجامعة والكتب ..مما جعل سيدرا تبتسم بخبث وهي تقول- لتخبريني حالاً بالتفصيل على ما يجري بينك وبين السيد دانيال .. غمزت مكملة هل تعشيتما بمطعم رومنسي .. وهل اخذ يغازلك بأجمل كلمات الحبفكرت بأحلام سيدرا المستحيلة ..و بلحظات كانت تضربها على كتفها قائلة - اي مطعم رومنسي .. أنهُ ... صمتت عندما لاحظت أنها كادت ان تكشف سر الخطبة أمام سيدرا .. لم يكن يعرف بأمر تلك الخطبة المزيفة سوى كاثرينحتى سيمون لم يكن يعلم بذلك ..ابتسمت بتصنع مكملة .. اقصد لقد تعشينا مع اسرته .. فاليوم تعرفت على اسرته تعالت ابتسامة سيدرا .. ثم قالت- يبدو أنهُ يحبك كثيراً .. لا أعلم لماذا لم تخبريني بذلك من قبل ..مرة أخرى ابتسمت بتصنع قالت..- لم يكن هناك وقت مناسب لأخبارك ...ثم غمرتهما أحاديث طويلة .. حوالت بها سلين بقدر الأمكان تجنب سيرة دانيال .. لكنها لم تستطع إخفاء أن حفلة الخطوبة في الأسبوع القادم ..في الخميس ..مر الوقت سريعاً حتى سيطر النوم عليهما .. فناما منتظرين يوم جديد .. ............انتشر الضوء الصباح الباكر في المدينة ببطء .. فيما هبت العصافير تبحث عن طعامها منذُ الصباح .. و استمع صوت رنين المنبه ليوقظ سلين .. كاد النوم ان يغلبها عندما لمحت أن الساعة في الخامسة صباحاً فالوقت مبكراً جداً .. لكن للحظة تذكرت وعد دانيال .. قفزت من على السرير نحو الحمام الموجود بنفس الغرفة ..أخذت حماماً ساخناً بعد أن فرشت أسنانها .. ثم ارتدت روب الحمام و خرجت للغرفة .. اتجهت نحو خزانة ملابسها فتحتها لتجد ملابس فخمة جداً .. تذكرت أنها كانت تتعرف عن الفتاة الثرية من ملابسها لكنها لم تكن تتخيل أنها ستكون منهم .. استقرت عينيها على تنورةأنيقة فضية بدت تصل لأسفل ركبتيها .. بحثت عن بلوزة لاتقل جمالاً عنها .. بدلت ملابسها ثم أخذت تسرح شعرها بعناية ..لفت شعرها على شكلذيل الحصان ..و أخذت تحرص على منظرها الخارجي بعناية .. شعور كان يخبرها بان تبدو جميلة و واثقة من نفسها .. فكونها خطيبة لدانيال أو ابنةالسيد شارلي يعني أن تكون فتاة في قمة الجمال .. لن تجعل احد يضحك أو يسخر منها .. كانت تعشق الأحذية ذو الكعب العالي .. وخاصة الإيطالية ..و جدت المطلوب في هذه الغرفة العجيبة .. بعد أن وضعت مساحيق خفيفة و ناعمة على وجهها وبعض الاكسسوارات .. ارتدت حذاء فضي عاليضحكت عندما أخذت تتخيل نفسها سندريلا .. رتبت أغراضها جيداً .. ألقت نظرة خاطفة نحو المرآة فوجدت نفسها في أبهى حلة .. رشت عطرهاالمفضل الممزوج برائحة الياسمين المنعشة .. ثم حملت أغراضها وحقيبتها وخرجت من الغرفة .. تحولت نظرات الخدم نحوها بانبهار .. فادركت تلك اللحظةأن لقب الابنة الوحيدة لرجل الأعمال شارلي .. كان يليق بها .. نزلت السلالم نحو غرفة الطعام حيث يجلس السيد شارلي بها .. كما توقعت وجدت جالساًيقرأ الصحف بهدوء .. - صباح الخير سيد شارلي ..حاولت أن تكون هادئة بقدر الأمكان ولا تظهر له كرهه .. رفع عينيه بدون تصديق وجد ابنته انيقة كالأميرات .. هذا ما كان يحلم به طوال تلك السنوات التي مضت وهو يبحث عنها .. ابتسم بحنان وهو يرد التحية تقدمت برشاقة لتجلس أمامه على طاولة الإفطار .. بعد أن وضعت أغراضها على الكرسيحدق بها منبهر فقالت بملل- أشعر بالجوع .. ألن يجهز الطعام بعد ...حدق بها مستغرباً .. كانت تتكلم بمرح لم يصحب كلامها أي انزعاج أو غضب كما لم يصحبه الحب كانت عادية كأي فتاة مرحة .. في تلك اللحظة شعر بسعادةعميقة فهذا يكفيه .. لازل يعتقد و يصمم أنهُ في النهاية سيحوز على رضاها وحبها له .. ابتسم لها قائل - دقائق يا ابنتي .. سيكون الطعام جاهزاً .. - أخشى انني سأموت جوعاً من الانتظار ضحك ثم قال- أخبريني يا حلوتي .. ماذا تحبين أن تتناولي .؟.. فلتأمري بأي وجبة وستكون حالاً أمامك .. حركت رأسها بالنفي قائلة - لم اعتد بالعادة على اختيار كل ما اشتهي .. لكنني أفضل أن يرافقه كأس الحليب .. انزعح بداخله .. عندما ادرك أن ابنته لم تكن تحصل على كل ما تشتهي بلحظات كغيرها من الفتيات النبيلات .. لابد أنها عانت مع والدتها من الفقر ..وماذا كان يظن ...؟ هل ظن أنها كانت كالأميرة .. يصعب عليه أن يتخيل ان ابنته عانت يوماً وهو يملك كل هذه الاموال .. قال مؤكد بابتسامة متصنعة- بكل سرور ... لن تنسى أحدى الخدم ذلك ..انتظرت دقائق .. حتى قُدم الطعام الشهي ..و بكل تأكيد كانت صدمة أن يراها الخدم تشارك سيدهم بالطعام ..بدأت بتناول الطعام بشهية .. غير مستشعرة بنظراتالسيد شارلي السعيدة .. لم يأكل سوى القليل لازل لا يصدق عينيه .. ابنته تأكل الطعام معه .. حدق بطريقة أكلها الرقيقة ثم انتبه على زينتها قال بلطف- حبيبتي .. هل تنوين الخروج ..؟مضغت قطعت الخيار بفمها ثم قالت- إلى الجامعة .. لقد ظنيت أن دانيال قد أخبرك ..رد بسرعة قائل متذكراً- اه .. صحيح تذكرت ..أقضي وقتاً ممتعاً .. ابتسمت قائلة- شكراً لك .. صمتت ثم اكملت .. أعتقد أن دانيال أخبرك بأن حفل الخطوبة سيكون في يوم الخميس المقبل ..نظر لها بقلق .. رد بارتباك من غضبها المتوقع - نعم .. اقصد اخبرني البارحة ..حدق بها بذهول مستغرب هدوئها فشجع نفسه على أن يقول .. ستذهبين لشراء فستان الخطوبة في الوقت الذي تفضليه ..كان يخشى أن يقلب هذا الصباح الرائع إلى كابوس .. مسحت فمها بالمنديل ثم حدقت بالسيد شارلي بتفكير قائلة- امممم ... لم أقرر بعد .. كنتُ أنوي تصميمه .. لكن اعتقد أن الوقت ليس كافي .. ألستُ محقة ..؟ تكلمت بهدوء وبجدية .. لكنها لم تعرف أي نوع من حالات الذهول التي حلت على السيد شارلي .. أخذ يتفحصها بدون شعور .. أشاح وجهه عنها بهدوء كي لا تلحظ ذهوله حرك رأسه بالإيجاب ثم قال- صحيح .. اعتقد هذا ..وقفت من على الكرسي قائلة - حسناً إذن .. سأذهب الآن إلى الجامعة .. ينتظرني يوم جميل ..حملت حقائبها وهي تستمع لهُ يقول- سيكون هناك سائق خاص بك حتى تتعلمين القيادة بنفسك ..نظرت لهُ رافعة حاجبيها باستفهام على كلماته الأخيرة فقال بلطف موضحاً الأمر - بكل تأكيد سيكون لك سيارة خاصة سلين .. و النوع الذي تفضليه .. اكمل بصوت معتذر أنا لم أكن اقصد سلب حريتك بالأيام الماضية .. انتظر اجابتها فوجدها صامتة فاكمل بأمل.. سأبذل كل جهدي لأعوضك ولو بجزء بسيط عن الماضي .. صمت فقالت بجمود قبل أن تهب مغادرة المكان- و أتمنى أن لا يكون ذلك بمالك .. سيد شارلي ...خرجت بالحديقة تسير .. تشعر اليوم أنها سلين جديدة أشياء كثيرة تتغير في حياتها ولازلت تتغير .. دانيال .. السيد شارلي .. فقدان صديقتها .. الجامعة.. كل شيء .. لا يوجد شيء اسعدها كما اسعدها التعرف على روك .. منذُ ان رأته و هو يواعدها على أن يُطلعها على كتاباته التي لم تعرض على المجلات ..حقاً أن تأجيل الامور إلى الغــد يجعلها أشبه بالمستحيل .. استوقفها صوت رجل فرفعت رأسها لتنظر لرجل يرتدي ملابس رسمية قال برسمية مؤدبة - أنتِ الآنسة سلين .. لو لم أكن مخطئاًهزت راسها بالأيجاب فاكمل- أنا سائقك ..لتتفضلي معي يا آنسة ..تنهدت وهي تصعد السيارة .. ظلت تحدق بالطريق بشرود .. و فور أن لمحت مبنى الجامعة حتى تبسمت فرحة .. أوقف السائق السيارة وهو يسألها عن موعد عودته .. نزلت من السيارة أمام مبنى الجامعة .. و فور أن خطت الخطوة الأولى .. حتى تبسمت فرحة وهي تشعر بنفس الشعوريود دخولها الجامعة .. المرة الأولى كانت برفقة كاثرين كانت فتاة بسيطة .. هذه المرة بمفردها و كفتاة ثرية .. لحظات حتى توجهت الانظار نحوهابلعت ريقها بتوتر .. ليست معتادة على كل هذا الاهتمام .. نظرت لساعة يدها الفضية فوجدت أن الوقت لازال مبكراً .. توجهت للكفتريا جلست على إحدىالكراسي حول الطاولة بعد ان طلبت كوب من النسكافيه .. تقدمت نحوها مجموعة فتيات معها بالقسم .. بسرعة وقفت تضمهم بقوة و اشتياق علت ضحكات الفتيات بالكفتيريا ... ازداد تقدم الفتيات والشباب نحوها عندما علموا بعودتها .. فور أن سألوها عن سبب غيابها .. قالت متعذرةأن والدها عاد من السفر أخيراً لم تكن تخفي على أحد أن والدها هو السيد شارلي .. لكن لم تحكي لهم سرد حكايتها .. كانت تلاحظ استغراب الفتيات أنها لا تسكن مع والدها .. لكنها كانت تؤكد لهم أن والدها يزورها دائما و ينفق عليها الأموال .. لكنها هي من تحب البقاء في المنازل البسيطة أخبرتهم بعد وفاة والدتها أنهُ انفصل عن والدتها و لم يهجرها .. كذبت الكثير ليس من أجله بل من أجل نفسها ...عاتبتها الفتيات على اغلاق هاتفها فتعذرت أنها ستشتري هاتفاً آخر بعد أن ضاع هاتفها ...تعذرت أنها انشغلت مع والدها فلم تخرج لشراء هاتف آخر اطلق إحدى الشباب صفيراً وهو يقول بخبث- هل فقط من أجل والدك ..؟ أو بسبب شيء آخر ..حدقت به باستغراب قبل أن يكمل زميلها الآخر - أيتها الشقية .. لماذا اخفيتي عنا حبك لدانيال .. تذكرت أمر دانيال تلك اللحظة .. لابد أن الخبر انتشر كرائحة العطر في الجامعة .. بلحظات كانت تتلقى تعليقات جرئية من زميلاتها بالقاعة .. فيما لمحتنظرات الحسد تتوجه نحوها من مجموعة فتيات ..بالحقيقة وجدت الأمر بعد دقائق مسلياً .. بلحظات كانت تفتخر أن دانيال خاطبها .. وظلت تروي الأحاديث عن حبهما .. قالت إحدى زميلاتها - سلين .. سمعتُ أن حفل الخطبة الأسبوع المقبل .. اكملت ممازحة لو لم تقومي بدعوتي لن اقتلك أنت بل سأقتل دانيال .. اكملت كلماتها وهي تطلقضحكة خبيثة تليها ضحكات الشباب والفتيات .. فردت بجدية مبتسمة- بكل تأكيد .. الجميع مدعو لحظور الحفل الخطوبة .. اُطلقت تصفيرات عالية زادت الضوضاء في الكفتيريا .. كانت سعيدة عندما لمحت الفتيات النبيلات الشرار تبرق بأعينهم الحاقدة نحوها .. استمروا بالضحكبسعادة وكل الفتيات يكررن سؤالهن بفضول عن كيفية بداية تلك العلاقة ..عازف و وسيم الجامعة الشاب العبقري المتصف بصحاب القلب الجليدي يذوب أمام سلين ردت بغنج وهي تلعب بخصلات شعرها محدقة بالعيون الحاقدة .. - امم بالحقيقة لقد كنتُ رائعة ..كنتُ مميزة بعينيه .. منحني قلبه فمنحتهُ قلبي .. اطلقت تصفيقات حارة .. فيما اشتدت الضحك بالكفتيريا مصدراً ضوضاء .. بلحظات كانوا الشباب يطلقون صفيراً وهم يقولوا- أيها القوم ..حدقوا بمن جاءبلحظة كانت عينيها تتوجه نحو ما ينظر الشباب .. - لقد جاء العاشق أخيراً..بتر إحدى الشباب تلك الجملة مما جعل الدم يتوقف عن السيران في عروق سلين .. لقد حانت نهايتها بالتأكيد ستحكي الفتيات لهُ على ما قالت من أفلام وقصصغرامية .. نظرت لهُ مصدومة ..فوراً ابعدت تلك النظرات وهي تبتسم بتصنع ... لن تخسر أمام أحد هي خطيبته هي الوحيدة من استطاع تملكه حتى لو كان تمثيلاًدخل وألقى التحية على الجميع .. نست الفتيات القلب الجليدي الذي يمتلكه دانيال فور أن أذابته سلين .. حيث اخذت كل وحدة تمازحه وتحاوله إحراجه بكلمات جريئة على حبه لسين كادت أن تدخل الوقاحة .. - مرحباً سلين .. هتف وهو يقترب نحوها متوقفاً على مسافة مترا واحد تقريباً منها فعاتبته إحدى التفيات قائلة- سلين ! .. قل حبيبتي يا رجل .. فقناعك انكشف الآنضحكات عالية علت بالكفتيريا .. فيما احمر وجه سلين احراجاً .. لكنها أخفت احراج بسرعة كانت تريد أخبار الجميع أنها علاقتهم قوية جداً .. وهي تفتخربكونه خطيبها ... هذا الشعور الذي أصبح يداهما دائماً لكنها أقنعت نفسها بأنها على الأقل لن تخرج من اللعبة بهزيمة .. لن تجعله يفرح لو مثلت بالقوة سيسعد بتعذيبهالو كانت ضعيفة وهي لن تسمح لهُ بذلك .. ضحكت بصوتها العذب على تعليق الفتاة وبجراءة كانت تقترب نحوه بعشق لتفصل المسافة بضمة رقيقة لهُ .. كادت أن تفقدهتوازنه أمام الغفير من الطلاب المتحمس لمنظر المخطوبان الذي لم يتوقع أحد يوماً أن يرى دانيال مرتبط بفتاة .. اطلق مرة أخرى تصفير قوي .. وعلى صوت التعليقات في المكان...ضمته أكثر هامسة بأذنه- تمثيل فقط .. كانت تنوي الانتقام على ما فعله البارحة أمام روك فرد عليها- لا تلعبي بالنار جيداً .. ستحترقين !عندما لمح الأنظار نحوه .. ارتفعت يده بتردد لتضم ظهرها من الخلف .. قالت بعد أن ابتعدت عنه - حبيبي .. اشتقتُ إليك .. شعر بالانزعاج من تصرفها لم يكن يحب أن تمثل هذا الدور وهو معها .. أراد فقط أن تنسج القصص وتوهم الجميع بأمر الخطوبة كما كانت تفعل قبل دخوله الكفتيريا .. لقد أثارت الغرابة في هذه الجامعة فمحطم القلوب حولته بلحظة أمام أعين الجميع إلى عاشق ولهان ...عندما ينزعج لا يستطيع التمثيل ...في تلكاللحظة خشي أن يصرخ فوقها بسرعة همس- وأنا كذلك ..شعر بالانزعاج اكبر عندما قالت فتاة - يبدو السيد دانيال خجلاً سلين .. ردت بثقة وهي تعيد خصلات شعرها إلى الوراء- حبيبي .. لا يكون خجلاً عندما نكون منفردين .. بسرعة خطيرة تحولت عينيه نحوها .. هل هذه سلين .. ؟ مستحيل .. بابتسامتها الماكرة التي لم يلحظها سواه .. ادرك انها تنتقم .. تدرك جيداً كم سيزعجه كلامهاالجريء .. بلحظات كان يقول - تعالي معي .. أريد التحدث معك قليلا ..ارتبكت بداخلها مستشعرة بالندم .. أرادت أن تقص لسانها على ما قالت لكن لا ينفع بعد فوات الآوان .. نظرت لساعة يديها وبسرعة وجدت المفر قالت بلطف متعذرة - عزيزي ستفوتنا المحاضرة .. فلتذهب لمحاضرتك أيضاً ..بلحظات كانت تسير بخطوات سريعة مبتعدة عنه وقبل أن تختفي من عينيه.. هتفت بمرح وهي تلوح بيدها له مودعة- سأشتاق إليك كثيراً ...تنفست الهواء براحة .. عندما ادركت أنها فرت منه .. دخلت قاعة المحاضرات و بعد أن تمت المحاضرة ..أخذت تتناقش مع مجموعة من الشباب والفتياتمن الطلاب معها بالقسم .. ستنسخ كل ما فاتها وستذاكر بجد لتعويض.. هذا ما قررته بنفسها بعد ان توجهت للمدير وأخذت تعتذر بسبب غيابها .. فوجئتبه يتقبل الأمور بود و بسلام و لم ينسى بكل تأكيد تقديم التهاني لها .. ابتسمت باستهزاء فور أن خرجت من مكتبه متساءلة عن الغسيل الدماغي الذي فعله دانيال والسيد شارلي مع المدير لقد شكت حقاً أن دانيال دفع له ليجعل المدير ودوداً ولطيفاً معها لكنها رفضت تلك الفكرة فدانيال رغم بشاعته لن يجرؤ على الرشوة.. ابتسمت بسخرية على نفسها قائلة بداخلها .. كل شيء منهُ محتمل .. قاطعت حديثها زميلة تتقدم نحوها قالت - كيف حالك ..؟ - بأحسن حالردت بسخرية خفيفة - بكل تأكيد ... صمتت ثم اكملت بمَّ أنتِ شاردة ..؟سارت الفتاة بجوارها فردت سلين - افكر ببعض الأمورقالت بغيرة - بكل تأكيد تفكيرين بالوسيم دانيال.. أنا لا اعرف حقاً كيف وصل الأمر لأرتباطكما .. لا اصدق هذا ...كان يحطم اكثر من فتاة بيوم واحد ..حتى أننا كنا نوصفه بصاحب القلب الجليدي الذي لا ينصهر .. كيف انصهر جليده فجأة .. ماذا حدث فجأة ..؟ !قبضت على كفها بقوة كيف لتلك الفتاة أن تقول هذه الكلمات أمامها بكل هذه الوقاحة .. توقفت عن السير ثم وقفت بثبات تواجه الفتاة قائلة بحدة - ما حدث أن دانيال يحبني .. ولن اسمح لأحد بأن يشك بعلاقتنا .. أم عن طريقة حبهُ لي فليس لاحد شأن بذلك ..اكملت كلماتها بثقة حادة .. ثم استدارت بسرعة مغادرة الجامعة قبل ان تقابل دانيال يكفيها تمثيلاً اليوم .. لم تكن تعرف لماذا كانت غاضبة وتحترق بسببكلمات الفتيات .. شعرت أن كلماتها كانت صادقة وانها باتت تنسى أنها في كذبة مؤقتة .. كانت تلوح للفتيات بيدها .. وهي تبتسم بتصنع لقد تعكر مزاجها .. عندما لمحت سائقها .. ركبت السيارة فوراً .. شعرت بالراحة داخل السيارة المريحة ... لقد باتت تحب حياة الرفاهية .. لكنها حالياً لا تود العودة إلى الفلا.. تمتلك الكثير من المال في بطاقة الإتمان الذي أعطاها والدها منذُ فترة .. لكنها لا تريد التسوق .. وجدت نفسها تعود بذاكرتها نحو ذاك اليوم .. عندما تقابلتمع دانيال في منزلها .. يوم ذهبت لترى المشتري .. ذاك اليوم وعدها دانيال أن لا يحول منزلها مكان لعشيقاته .. تذكرت كلماته الواثقة ... أعدك أن هذا المنزل لن يكون ملاذ عشيقاتي سأجعله كما تحبين ..... سيسكن هذا المنزل شخصاً يستحقه سيعيد الحب إليه والدفئ سيزرع الورود فيه بابتسامته الحنونه ...كانت تلك كلماته رن صدى صوته بأذنيها .. همست .. ماذا فعل بمنزل والدتي .. ؟ ... هل نفذ وعده .. ماذا كان يقصد ..؟ .. كان يصمم على شراء المنزل بأعلى قيمةكان مستعداً أن يدفع الكثير من الاموال لو طلبت اضعاف القيمة .. كان مستعداً لشرائه .. لماذا ..؟ من الغريب أن يصمم رجلاً مثله على شراء منزل لا يسوي شيءأمام جناحه الضخمة لا بل يصمم على شرائه بأغلى الأثمان .. هناك أمراً لتصميم دانيال على شراء المنزل .. هتفت مخاطبة السائق- لا أريد العودة للفلا .. أخذني لهذا العنوان ...................................... - أمرك آنستي .. أخذت تحدق بزجاج السيارة كعادتها منذُ الطفولة .. فور أن بدأ السائق يدخل الحارات الضيقة والقديمة .. حتى جلست بعد ان كانت شبه ممدة على الكرسي و أخذتتحدق جيداً بالمكان .. اشتاقت كثيراً للعودة لهذه الحياة .. بلحظات كانت السيارة تنحرف نحو حارتهم قالت - توقف هنا .. سأواصل الطريق مشياً .. توقف مستجيب لطلبها .. فور أن خرجت وضعت أغراض الجامعة بالسيارة واكتفت بحمل حقيبتها قالت - أعد أغراضي للفلا .. أخبرهم بأن يتركوها بغرفتي و الآن يمكنك المغادرةنظرات غير مقنعة من السائق الذي قال- لكن آنستي السيد شارلي حثني على مرافقتك .. لا أريد مخالفة أوامره انا فــ ... قاطعته بحزم قائلة- لا عليك .. لن يغضب منك .. سأخبره أنا - لكن ..قطعته مجدداً بحزم أقوى..- قلتُ لك يمكنك الانصراف .. انزل عينيه باستسلام وحرك السيارة مغادراً المكان .. فيما سارت هي بثبات داخلة الحارة .. لم يكن الاطفال موجودين بذاك الوقت .. فلابد أنهم عادوا من المدرسةمتعبين .. توقعت أن يكونوا نائمين باحضان أمهاتهم بعد أن حكوا لأمهاتهم ما حصل معهم في اليوم المدرسي .. هذا ما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة .. توقفت أماممنزل والدتها السابق .. أخذت تحدق به بتردد توجهت بعدها نحو باب الحديقة الحديدي .. فوجدته مفتوحاً .. دخلت بتردد .. ارتجفت وهي تستمع لصدى ضحكات والدتها في هذه الحديقة .. و صورتها تتراء أمام عينيها بلحظات أرادت أن تهب مغادرة المكان .. لكن كلمات دانيال كانت اقوى أرادت معرفة ما الذي فعله بمنزلها القديم .. مرت عينيها على الحديقة فصعقت بها مزوعة بشتلات صغيرة لم تكبر بعد .. كانت الحديقة نظيفة و أتربه الأزهار تبدو مبللة بالمياه .. إذن هناك من اعتنى بهذه الحديقة .. هناك من يسكن هنا .. بتردد اتجهت للباب المنزل .. طرقته قليلاً .. لم تجد رداً توترت وهي تشعر أنها تسرعت قليلاً .. لم تجد رداً مرة أخرى .. قبل ان تسدير لتغادر فُتِحَ الباب فجأة .. على صوت انفتاح الباب كانت عينيها خائفتان مما ستراه .. عندما حل الهدوء رفعت عينيها ببطء .. تجمدت محدقةبرجل بدا كاهل .. بشعره الأبيض والتجاعيد التي حلت ببشرته .. بالإضافة إلى شاربه الأبيض .. بدا رجلاً عجوزاً بملابس بسيطة .. توترت وهي تنظر لهتبسم العجوز مما جعلها ترتاح قليلاً همس لها - مرحباً .. هل يمكنني أنا اساعدك ..؟صوته كان حنوناً .. أشعرها بالدفئ وغمرها بشعور غريب .. شعور فقدته احست أنهُ رجل طيب ..لكن ما الذي جاء به إلى هنا . تبسمت بصعوبة ..ثم قالت بتعذر- يبدو أنني مخطئة في المنزل .. آسفة سيدي على الازعاج استدارت مغادرة .. لكنهُ أوقفها بصوته قائل- لو كنتِ تقصدين أنهُ منزل السيد دانيال .. فنعم هذا منزله .. توقفت دون أن ترد فقال الرجل تفضلي إلى الداخل لنشرب العصير أو كوب من القهوة ..ترددت وهي تستمع لعرضه البسيط .. بلحظات كانت تستدير تنظر إليه .. لم تستطع الرفض لن تخسر شيء .. حركت رأسها بالإيجاب وتقدمت نحوه ابتعد عن الباب ليسمح لها بالدخول .. لم تكن تتخيل أن تزور هذا المنزل مجدداً قال لها - تفضلي يا ابنتي ..لحقته بخطوات هادئة .. كانت تتفحص الصالة جيداً ..توقعت أن ترى دانيال قد وضع فيها اغلى الأثاث لكنها دهشت من الأثاث الخشبية البسيطة .. التي زينت المنزلببساطة لكنهُ كان دافئاً للغاية .. خاصة عندما حدقت بعينين العجوز وجدت فيهما حنان الأب .. بابتسامته للطيفة أشار لها نحو الأريكة جلست بهدوء فيما قال - ماذا تشربين ..؟ - شكراً لك ..لا أريد شيء..- ليس من عادتي عدم أكرام ضيفي . إذا لم تفضلي القهوة سأقدم لك العصيرابتسمت بخجل ثم ردت - حسناً .. وقفت من مكانها وهي تكمل فلترتاح أنت سأحضر العصير بنفسي .وقفت تسير نحو المطبخ .. بعد أن لمحت ابتسامة رضا من ذاك السيد .. فتحت الثلاجة فوجدت أنواع كثيرة من العصائر ..هتفت وهي تصب العصير- هل تريد كأساً يا سيدي ..؟أتاه صوته من الصالة يقول - لا ..عادت ومعها كأس العصير ثم سارت لتجلس بالقرب منه .. وجدت نفسها فجأة تستغرب من تصرفها .. ماذا تفعل ..؟ هي في بيت غريب .. هل حقاً دفعهاالفضول لمعرفة حياة دانيال بدخول لهذا المنزل .. لم يعد هذا المنزل منزلها كيف تدخله ..؟ وتتحدث أيضاً مع رجل غريب وتشرب العصير في بيته ! .. انزلت عينيها تحدق بكأس العصير بين يديها شاردة .. لا لا هي لا تنوي معرفة أي شيء عن حياة دانيال فقط ابتسامة الرجل الدافئة هي من دفعها لدخول ..- بماذا أنتِ شاردة يا ابنتي .. ؟رفعت رأسها بتوتر .. بعد أن لاحظت شرودها ابتسمت باضطراب هزت رأسها بالنفي وهي تقول - لا تهتم .. هل هذا المنزل لك سيدي ..؟سألتهُ بتوتر فرد عليه بصوته الخشن الدافئ- أنهُ لابني ...لم تستطع كتم شهقة فلتت منها .. رفعت عينيها بذعر تحدق به ... قالت بصدمة - هل تقصد ان دانيال ابنك .. ؟ اعتدل العجوز بالجلسة فاهماً لتفكير سلين فقال- ابني الذي لم انجبه .. بلحظة هدأت فجأة بعد أن سرى تيار قوي بجسدها .. نظرت له بعدم اقتناع فتبسم لها مؤكد لإجابته فكرت بغبائها .. كيف لها أن تصدق لقد مات والده .. صمتت فقال العجوز باستفسار- إذن فأنتِ تعرفين دانيال .. صمتت فاكمل هل أنتِ صديقته .. ؟رفعت يديها تعيد خصلات شعرها إلى الوراء بتوتر ثم قالت- شيء كذلك .. - تبدين مهتمة لأمره كثيراً اضطربت من كلام الرجل فقالت رافضة لأمر - أنا ! .. حركت رأسها بالنفي وهي تقول .. تبالغ بعض الشيء ..اطلق ضحكة على اضطرابها .. لكنها تدري أن وراء هذه الضحكة تفكير خبيث .. قال بلطف- ألم تعرفيني على اسمك ..؟ هتفت بمرح وهي تشير باصبعها على نفسها- أنا سلين ... صمتت وهي ترى ابتسامته فاكملت متسائلة .. وأنت سيدي ..- اسمي برون ..قالت بلطف- تشرفتُ بمعرفتك سيدي .. - وأنا يا ابنتي .. كلمة ابنتي من فمه كانت تشعرها بالسعادة كثيراً .. لم تعرف كيف احبت ذاك الرجل إلا أن الحزن المطل من العينين كان واضحاً رغم محاولته إخفائه ..تفحصت عينيه سلين جيداً التي كانت تشرب العصير قال بشك .. - أنت المالكة القديمة لهذا المنزل صحيح ..؟ توسعت عينيها دهشة ..كادت أن تختنق بالعصير من سؤاله .. اضطربت وهي تقول- كيف عرفت ..؟ ضحك مطمئن إياها قائل- مال عقلي لهذا الاحتمال .. سالتهُ بشك- هل يبدو علي ذلك ..؟رد مؤكد- تصرفاتك واضحة .. سؤالك عن مالك المنزل بغرابة .. بالإضافة إلى ذهابك للمطبخ دون سؤالي عن مكانه .. أيضاً عينيك المشتاقة لهذا المنزل ..هل حقاً بدا عليها كل ذلك ولم تلاحظ .. ؟ ! .. انزلت عينيها بخجل تحدق بكأس العصير بين يديها فقال هو ..- هل اشتقتِ إلى هذا المنزل ..؟ هل تحبيه ..؟ رفعت عينيها ببطء ثم قالت بألم كبتته - كنتُ أحبه .. لكن بعد وفاة والدتي كرهته كثيراً .. لذلك فضلت بيعه .. شعرت بيده تربت على كتفها بلطف وهو يقول - لا تحزني يا صغيرتي ..سألتهُ بتردد فجأة- كيف يعرفك دانيال ..؟ .. توقف نظرها عن الصورة داخل الإيطار كانت لدانيال والسيد برون نفسه .. ثم صورة أخرى لسيد برون مع فتاة بدت متوسطة العمرعندما لاحظت سكوته قالت اعتذر سيدي ربما اكون فضوليه لأسألك شيء كذلك .. لست مضطر للإجابة .. صدمته إجابتها الواثقة حيث قال- بالعكس ..لقد جئتِ بوقت حساس .. ظهرتي في يوم وفاة حفيدتي الصغيرة ..توسعت عينيها حزن وهي تستمع له اكمل .. عندما رأيتك تقفين أمام منزليشعرتُ بأن حفيدتي عادت إلي .. وحينما دخلتي المنزل .. أحببتك كثيراً .. لا تعرفين كم أتمنى أن تكوني ابنة لي كما دانيال تماماً فانا حقاً احببتك من أول نظرة لعينيك البريئة .. تبدين فتاة بريئة و ظريفة . كما حفيدتي تماماً..تبسمت له .. وهي تشعر بالحزن على حاله .. قالت بعدها- شعور متبادل سيدي ..وقفت بلطف بعدها نحو المطبخ .. لتضع كأس العصير .. عادت وهي تلمحه تائهة بصورة الفتاة على الطاولة .. تقدمت نحوه وهي تقول - هل هذه هي حفيدتك ..؟ تنهد وهو يقول- لو لازلت حية ستكون الآن في الثامن عشر .. تقريباً في عمرك لو لم أكن مخطئ .. اقتربت لتجلس نحوه وتتأمل الصورة معه قالت مصححة - أنا في التاسع عشر . . منذُ متى ماتت ..؟- قبل أربع أعوام بالضبط .. لمح ملامحها الذي تريد معرفة المزيد فاكمل في حادث سير .. سألته بتردد مجازفة- هل لموتها رابطة بتعرفك على دانيال ..؟ أغمض عينيه وهو يقول - ربما ..انتابها شعور فجاة أن دانيال من قتلها ثم عادت بلحظة تشتم غبائها وتفكيرها الخيالي .. بفضول قالت- إذا لم يكن هناك مانع هل أخبرتني شيء عن ذلك ..؟بلحظات كانت تود معرفة حياة دانيال مع هذا العجوز .. تناست كل شيء وسألته لتروي فضولها فبدأ يسرد لها حاكيته - زوجتي ماتت بعد أن انجبت ولد تزوج ابني كذلك لينجب لي حفيدة جميلة رقيقة .. ريتا .. كان اسمها ريتا .. لكن الحياة كانت قاسية علي وعليها حيثسجن ابني بقضية اختلاس أما والدتها تخلت عنها بسهولة .. سلمتها لي في ليلة ممطرة وهبت مغادرة البلاد .. لمح كتمها لشهقة قوية فاكمل حملتها بذراعي و أنا اشتم رائحة ابني ..ابني الذي مات بعدها بالسجن ..كبرت بين يدين وتفتحت كالوردة و في ليلة مشئومة عندما بلغت الرابع عشر ركبنا حافلة .. وتعرضنا لحادثسير عنيف .. نجوت منهُ أنا لكن حفيدتي دخلت في غيبوبة .. لم أكن أملك المال .. فبعتُ منزلي و ورشة النجارة .. لأدفع تكاليف المشفى .. عملتُ بعدها معصديقي .. و بعد أشهر ماتت ريتا .. ديون المشفى كانت كبيرة جداُ . . لو عملت طوال حياتي لن استطيع أن اسد ربع المبلغ .. مرت الأيام وأنا أقطع الوعودلمدير المستشفى بأني سأدفع ما علي .. وفي يوم صرخ بوجهي مدير المستشفى قال أن قد مل من وعودي الكاذبة .. وطفح الكيل به .. بلحظات كان يتصل لشرطةخرجتُ من المكتب مهموم فقابلت دانيال بتلك اللحظة .. عندما جاءت الشرطة لتأخذني لسجن فكرت أني سأموت كولدي متعفن بالسجن .. لكن فوجئت بدانياليعترض الشرطة .. بلحظات وجدت رجال الشرطة تغادر المشفى .. ثم علمتُ أن دانيال قد دفع كل الديون علي ..نظر لها ثم قال تحدثُ كثيراً يا صغيرتي ..سألتهٌ بصدمة عن موقف دانيال النبيل فقالت- أكمل أرجوك .. ماذا فعل دانيال بعدها ..؟ - لم يتخلى عني .. كان يزورني دوماً لورشة النجارة مع صديقي .. كنتُ أنام هناك ..وهو كان سخياً معي بكل شيء تمنيت أن يكون لي ولداً شريفاً مثلهليس ولداً اتهم باختلاس اموال ضخمة .. عقدت حاجبيه تقول - شريفا !لازلت حتى الآن لا تفهم سبب تلقيبه بألقاب لا تناسبه كما ترى .. استمعت له يرد عليها- بل أكثر من ذلك .. - حسناً كيف وصلت إلى هنا ..؟ -رفضتُ الانتقال إلى أي مكان .. لكن مرة عاد دانيال ليجدني فاقد الوعي بتلك الورشة الصغيرة .. فنقلني لشقة ضخمة .. رفضتُ ذلك متعذراً بأنها بعيدة عن عملي .. فعرض علي ترك العمل .. اقسم أن يدفع لي الكثير من الأموال .. لكنني رفضت ..بالحقيقة يا ابنتي أنني كنتُ اعمل لأتسلى قليلاً ليس لكسب الرزق .. فأنا رجل عجوز لأملك سوى عملي يسليني طوال النهار .. لكن دانيال كان عنيداً .. لقد سد عذر المسافة التي تفصل بين عمليوالمنزل بانهُ اشترى لي منزل قريب من عملي .. لقد بحث طويلاً وكاد يفقد الأمل .. إلا أنهُ وجد هذا المنزل فجأة .. كادت أن تُقبل السيد برون على حله للغز الذي شغل فكرها طويلاً .. إذن هذا السبب لقد أصر على شراء المنزل هذا بالذات من أجل سلامة العجوز .. هل لهذه الدرجة يحبه ..لقد وعدها دانيال من قبل على ان يملاً البيت دفئاً وحناناً .. و الآن هي حقاً ليست نادمة .. شعرت بلحظة أنها تريد أن تضم دانيال لقد حفظ وعده بجداره .. تبسمت فجاةوهي تقول بدون شعور- شكراً لك سيدي .. تبسم لها قائل- كفي عن قول سيدي أرجوك .. لو وعدتيني بأنك ستزوريني دوماً فناديني بعمي .. ضحكت بسعادة وفرح وكم شعرت أنها تعرف هذا الرجل من سنوات قالت بابتسامة عريضة - بكل تأكيد أيها العم الطيباقتربت لتضمه إليها .. فتبسمت وهي تشعر بحنانه الأبوي قبل أن يداهما الصوت الرجولي الواثق- أرى ان هناك من ينافسني على حبك عمي ..
ابتعدت عن السيد برون بهدوء وهي بكل تأكيد تعرف صاحب الصوت جيداً ...و بلحظة أخذت تتأمل من جعلها تخرج من الجامعة بسرعة كي لا تراه . . راقبته يخلع حذائه و يتجه نحوهما هتف السيد برون مرحب - مرحباً بني .. جئت بالوقت المناسب تعال لأعرفك على ضيفتي ... بلعت ريقها بتوتر وهي تلمح نظرة السخرية الموجهة لها من دانيال .. تكلم السيد برون لسلين - دانيال يملك مفتاحاً إضافياً ... هزت رأسها بالإستيعاب .. ثم نظرت لدانيال بتوتر الذي كان بدوره يتبسم لسيد برون و تقدم بعينين خبيثتين نحو سلين قائل بتمثيل اتقنه ..- مرحباً حبيبتي .. صدمة حلت على وجه الجالسان .. أيلعب معها نفس اللعبة ؟ قعد على الأريكة على يسارها لم تكن الأريكة تسع ثلاث أشخاص .. لكنهُ جلس بمكان ضيق جعله يلتصق بها .. ثم نظر لسيد برون المدهوش وقبل أن يتكلم قال السيد برون- هل تعرفا بعضكما ..؟ اطلق دانيال ضحكة خفيفة .. امتلأت تسلية واضحة لسلين قال بعدها وهو يحدق بسلين - ألم تخبرك سلين .. امتلأت نظراته لؤم لسلين فاعطته نظرات رجاء أن لا يقول شيء تجاهلها وهو يحول نظراته نحو السيد برون .قائل- نحنُ مخطوبان ..بلحظات تعالت ابتسامة فرحة من وجه السيد برون .. احتضن دانيال ثم سلين وهو يبارك لهما بفرح ويتمنى لهما حياة سعيدة .. قال موجه كلامه لدانيال- هذا القرار الصائب دانيال .. ثم قال لسلين .. لماذا لم تخبريني سلين ..؟ اضطربت لأسباب لا تعرفها كل ما تعرفه أن هذا السؤال صعب للغاية و أن قرب دانيال منها اول عنصر ليوترها ساعدها دانيال قائل- كانت ستخبرك بكل تأكد .. نظر لسلين قائل بثقة .. صحيح ..؟ هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت - نعم .. نعم .. لكن لم أجد اللحظة المناسبة لأخبرك ..بالحقيقة ما كانت لتخبره بتاتاً لولا تدخل هذا الشاب .. حوط بذراعه كتفيها ممثل الحب أمام السيد برون ثم قال مخاطب العم- ألسنا مناسبين لبعض عمي ..؟ كانت تود ضربه على سؤال سخيف كهذا .. إلا أن السيد برون اطلق ضحكة ثم قال- بكل تأكيد ..لكن لنقل الحق لم اتوقع أنك ستقع في غرام فتاة بالتاسع عشر .. انزلت رأسها وهي تفكر بكلام السيد برون .. كان محقاً كيف لدانيال أن يغرم بفتاة صغيرة مثلها لازلت أحلامها وردية بريئة ..هي طفلة بنظرة قطع شرودها قول السيد برون لدانيال- أعتقد أنك تفضل عصير التفاح .. هز رأسه بالإيجاب .. مع أنهُ لم يكن عطشاً .. لكنهُ يعرف أن السيد برون لا يتنازل عن تضيف أحد ..هذه المرة قال السيد برون لسلين- هيا سلين ..احضري كأس العصير من الثلاجة لخطيبك .. من يديك مذاقهُ أطيب ..وقفت بعد أن تلقت ابتسامة منه .. وهي تشتم بنفسها المتطفل الذي لعب بعقل العم الطيب .. فتحت الثلاجة وصبت عصير التفاح في كأس .. حملتهُ بمللوسارت نحو الصالة .. كان يتحدث مع السيد برون بحماس .. عندما تقدمت نحو توقف عن الحديث .. ورفع نظرهُ لها .. مدت كأس العصير له قائلة- تفضل ..مد يده يأخذ كأس العصير ..ثبت عيناه عليها .. فشعرت بأنامله تلامس يده وهو يأخذ كأس العصير .. بحركة غبية أغمضت عينيها أمامهُ .. فتحتهما بسرعةلتجده يتبسم لها بسخرية واضحة ..شتمت نفسها .. ثم سارت تجلس بكرسي خشبي بعد حديث متواصل .. وقفت قائلة-سعدت بلقائك أيها العم .. يجب ان أغادر الآن ...بعد إلحاح من السيد برون على بقائها... اقنعته بانها ستزوره في اقرب فرصة .. قبل خروجها من المنزل .. رأت دانيال يقف يحدث العم .. فخرجت من المنزل بسرعة كي لا يلحقها .. ثم سارت بخطوات سريعة مبتعدة عن المنزل .. بعد لحظات ادركت أن هناك من يتتبع خطواتها توقفت تنظر خلفها لتجد من توقعت ..كان يسير خلفها دانيال .. صرخت عليه عندما اقترب نحوها قائلة بحنق- لماذا تلحقني ..؟ رد بهدوء احرقها - ومن اوهمك بذلك .. كما ترين أغادر مثلك أنا .. زمجرت بعصبية ثم قالت- أليس لذيك سيارة ..؟ تجاهلها وهو يسير قائل- جئتُ بسيارة أجرى .. اجابته المتجاهلة لها نرفزتها كثيراً فضلت الصموت مع شخص مثله .. سارت بخطوات سريعة حتى اصبحت تسير بجواره ثم اسرعت خطواتها حتى تقدمت عنهبلحظات وجدته يسير بجانبها توقفت عن المشي فتوقف معها قالت بعصبية- لا تتوقف معي دانيال واصل سيرك ...صمت بهدوء ينظر لها ثم قال ببرود نرفزها- لماذا أنتِ غاضبة ..؟ بسرعة ثائرة اقتربت نحوه تضربه بقبضة كفيها على صدره بكل قوتها .. لم يتحرك من مكانه لكنهُ اندهش من حركتها همس- ما بك ..؟- يا لك من لئيم .. كيف لك أن تخدع ذاك العم الطيب .. فرك بيده شعره ثم قال بملل- هل هذا ما يزعجك الآن ..؟ لاحظ عصبيتها فقال أردت أن يفرح السيد برون ولو قليلاًسألتهُ بعصبية- و هل ستفرح الناس بوهم دانيال ..؟ نزلت دمعتان من عيناها فقال بغرابة- ما سر هذه الدموع ..؟مسحت دموعها بظهر كفيها بألم .. اقترب نحوها وهو يقول- ماذا الآن ..؟رفعت عينيها لتصدم بقربه الشديد منها .. انزلت عينيها تنظر للأرض .. ثم قالت- لماذا غمرت العم برون بعطفك وحنانك ..؟ حرك رأسه مستفهاً ليقول- وما الغريب بذلك ؟ !وجدت نفسها تقول بجراءة - أنتِ تشخص سيء .. والسيؤون لا يحسنون لأحد ابتسم بسلية ثم قال-ربما ... لسيؤون درجات .. كاد أن يضحك من عصبيتها فاكمل بجدية بالحقيقة العم برون هو من غمرني بعطفه وحنانه بعد أن فقدتهما ..سألتهُ بفضول - وكيف جرى ذلك ..؟ كيف للعم برون أن يعوضك عن هذا .. لا اعتقد أنك فقدت الحنان دانيال فوالدتك و عمك بجواركسار فلحقته هي هذه المرة رد بألم كبته بصعوبة- لا .. العم برون هو أسرتي الحنونة ليس الأسرة التي ارتبطت بي بالاسم فقط ..وجدت نفسها تهمس- والدتك تحبك رد بسخرية- تحبني وأحبها .. لكنها تبقى خائنة على كل حال ..صرخت بعنف عليه - لا تقل ذلك .. أنا اتمنى أن تكون أمي على قيد الحياة .. قالت برجاء لماذا تقول ذلك .. ؟ أرجوك اخبرني .. .صدمت عندما برق شيء من الألم أو الذكرى السيئة من عينيه وجدته فجأة يسرد حاكيته بصوت خالي من المشاعر صوت يشعر بالحقد - والدتي من عائلة فقيرة جداً فقدت والديها.. تربت تحد يدين عم حقير لا يعرف سوى شرب الكحول بكافة أنواعها . كان يكسب المال بأبشع الطرق .. فور أن تخرجت من الثانوي بصعوبة لا توصف بتلك الظروف .. اضطرها عمها بالعمل في المطاعم كنادلة حيث كان ذاك المطعم المفضل لوالدي كان يزوره دوماًوفي كل مرة يراها ...تطورت علاقتهما اكثر .. أحبا بعضهما بشدة .. وعندما أراد عمها أن يزوجها على رجل عجوز لا يقل نذالة منه .. هربت لقصر جدي .. وعندما رأها أبي .. عرض عليها الزواج .. فقبلت ..كانت فتاة في الثامن عشر .. عندما عرف جدي بالخبر .. جن جنونه. اقسم على أنهُ سيتبرى من أبي .. وكان ذلك .. اتبع أبي أمي .. وتزوجها و أسس حياته من الصفر .. فتح شركة تليها عدة شركات ضخمة بعد أن حرم من مال والده جميع العلاقات كانت مقطوعة مع عائلة أبي سوى عمي كاسبر الشقيق الأكبر لأبي .. هو الوحيد الذي لم ينسى أبي ..ولم تكتفي الصدمات هكذا فبعد أنجابي تعرضت والدتي لعجزها عن انجاب أي طفل آخر .. تبسم بسخرية على دهشتها ثم اكمل .. والدي لم يأبه لذلك غمرني بحبه متناسي أنهُ لن ينجب طفلاً آخر غيري .. كان بإماكنه أن ينفصل عن أمي لأجل الأولاد لن يلومه أحد في ذاك الوقت لكنهُ رفض ..كرس كل حياته من أجلي .. علمني الموسيقى و كان أول من يكتشف موهبتي في الموسيقى.. حرص على إدخالي أفضل المعاهد الموسيقية .. تحت يدين افضل المدرسين .. بينما أمي كانت لاهية بحياة الرفاهية .. لا انكر أنها غمرتني بحبها لكنها كانت تفضل دوماً السهرات و إقامة الحفلات على الخروج نزهة مع ابنها و زوجها ..صمت فسالتهُ- متى مات ..؟ وكيف .. ؟- بعد تخرجي من الثانوي مباشرة .. كان مريضاً في المستشفى .. يومها حصلتُ على علامة عالية احرزت المركز الأول .. لم افكر أخبار والدتي بتاتاً على ذلك .. أول شيء فعلته .. هو أنني هرولت سعيداً نحو المستشفى .. ركضت أريد أخباره .. فوجدت الصحافة منتشرة بالمستشفى .. وجدت أمي منهارة على الأرض تبكي .. سألتهم فلم يجبني أحد .. كدت أجن .. رفعت عينين نحو شاشة التلفاز .. فعرفت كل شيء .. والدي مات عندها ..ارتجفت من الألم القادم من صوته .. فقالت بتردد - اكمل أرجوك ..- البقية مؤلمة .. لأن بعد ذلك ظهرت عائلة والدي تتطالب بأملاكه .. تطالب بي كحفيد لابنهم .. أمي خافت كثيراً .. كنتُ في الثامن عشر .. وعدتها بالحماية اقسمت لها على أن أدفع حياتي لحمايتها وحماية جهود والدي .. لكنها لم ترد علي .. فاستمعت أنا يوماً لمكالمة كانت بينها وبين عميعرض عليها الزواج بمقابل حماية الأسرة والمال .. لم اصمت صرخت اترجاها أن لا تفعل . . قلتُ لها تزوجي أي رجل .. لكن لا تدفنيذكرى والدي بزواجك من أخيه قلتُ لها أنها ستقتلني لو فعلت .. لكنها قالت بجفاف بأني لا استطيع حماية الأموال فأنا بالناهية سألتحق بكلية الموسيقى وأنسى الورث ..قلتُ لها بأني لو لم استطع فلتذهب الأموال إلى الجحيم الأهم أبي .. صمتت كعادتها .. وعندما عدت في إحدى الليالي إلى القصر .. وجدتها تبتسم لي بألم قائلة أنها .. تزوجت بكاسبر .. طعنات قوية شعرت بها .. فوالدي كان كريماً حينما ضحى بإنجاب الأطفال من أجلها .. فيما تخلت عنهُ هي من اجل المال .. - ماذا فعلت بعدها ..؟رد بثقة- في تلك الليلة همستُ لها .. أنها قتلتني.. همستُ بأن تنسى ولدها السابق .. قلتُ لها بأنها خسرتني و أنها لو رأتـني دانيال جديد فهي من صنعتني مجدداً و لأول مرة لم أهتم لدموعها بتاتاً .. صعدتُ لغرفتي .. وبدأت أعزف مع أداتي الوحيدة . ..و مع كل ذلك لا استطيع أن اكرهها بتاتاً .. أحاول بقدر الإمكان إسعادها لكن من غير نفس لا اشعر بالسعادة عندما افعل ذلك .. فقط اشعر أنها بحاجة لابتسامة منيسكت فعرفت أن كلامه انتهى بدا حزين لأول مرة لقد تذكر كل تلك الأيام عاش بألم قوي .. ربما يكون مبالغ بعقابه لوالدته .. لكن وجدت أن السيدة رابينا جرحته رغماً عنها .. قال بعد سكوت استمر دقائق- لكل منا حكاية لن أبالغ لو قلت أنها مؤلمة كثيراً.ماذا عنك سلين..؟-ماذا عني ..؟ ! .. تعرف كل شيء دانيال ..- أحب ان اسمعه من فمك .. نظرت له بغرابه لكنها قالت باختصار فحياتها ليس مقسمة لعدة اجزاء مثله - أمي لم تحكي لي يوماً كيف التقت بأبي .. منذُ صغري كانت تدافع عنه .. تخبرني أنهُ مسافر .. لكن عندما كبرت سمعت اسم والدي على التلفاز.. كدتُ اجن كنتُ في العاشرة من عمري .. ركضت لوالدتي أخبرها بأن أبي قد عاد ..سنحصل على عنوانه بسهولة .. لكنها بكت كثيراً . . وأخبرتنيأنهُ لم يسافر بل تخلى عني وعنها .. منذُ تلك اللحظة كرهته كثيراً .. تحطمت آمال طفلة صغيرة بشوق لرؤية والدها زرعت حقداً وكرهاً .. وحقاً واصلتحياتي ونسيت وجوده .. وتعرف أنت كيف ظهر لي ..اكملت بسخرية كذلك من أخبره عني ..تجاهل تلميحها الساخر الأخير قائل- حسناً . . أليست هذه فرصة لتعويضك عن حنان والدتك ..؟ ردت بعصبية وانفعال - احذر أن تقول ذلك .. فهو لا يساوي شعرة من شعرات والدتي الحنونة .. ليس هو من سهر الليالي يحيك الملابس ويصنع الدمى ليبيعها بأقل الأثمان لتوفير الراحة ليوالدتي فعلت أشياء كثيرة من أجلي .. لا يمكنني عدها .. حتى أنها باعت مجوهراتها لأدخل المدرسة و لشراء الدواء لي عند مرضي ..وجد أن قلبها حاقد مثله .. أو ربما أكثر قال- استمعتي لوالدتك ..فلتستمعي لوالدك أيضاً .. اعطيه فرصة واحدة .. صدقيني حنان الأب لا يعوض .. رفعت نظرها له لتقول بثقة- أيضاً حنان الأم لا يعوض .. أنت كذلك فلتستمع لوالدتك .. قبل أن تحدثني.. على الأقل هي لم تتخلى عنك .. قامت بعدة أخطاء فقط ..أتمنى أن نغلق الموضوع لأننا سنصل لبوابة مسدودة دانيال ... - ربما .. أنتِ على حق ... سارا قليلاً .. و بلحظة تذكرت موقفها معه بالجامعة .. لم ينتقم بعد هل نسي .؟. تمنت أن يكون ذلك .. لكنها استغربت .. فمن المستحيل أن ينسى عقله شيء .. سمعته يقول خلفها - لنركب سيارة أجرى .. سأعيدك للمنزل .. توقفت لتنظر له .. حركت رأسها بعدم الاقتناع ثم قالت بمرح- ما رأيك بركوب الحافلة ..؟رفع حاجبيه مندهشاً قائل- الحافلة ..!هزت راسها بالإيجاب بمرح.. بلحظة عفوية نست من يكون وامسكت كفه قائلة - موقع الحافلات ليس بعيداً ..احكمت الامساك بيده كأنها تخشى هروبه .. بدقائق مرت كان يركب الحافلة معها .. آخر مرة ركب الحافلة كان في الثانوية .. قعدت على المقعد .. الذي بجانب النافدة فقعد بجانبها ..تأمل المكان شعر بغرابة أن يركب الحافلات أمر غريب.. ابتسم على سعادتها وهي تنظر عبرالنافدة للخارج ..كانت منسجمة بالجو الخارجي .. والوقت كان مناسباً حيث كانت xxxxب الساعة على الخامسة مساء ..شعرت بيدين تعبث بشعرها .. وفجأة احست بربطة شعرها تنفتح .. انسال شعرها على كتفيها كالشلال .. بسرعة نظرت لدانيال بدا يتسلى بشعرها بمتعة .. عقدت حاجبيها بانزعاج .. و هي ترتب خصلات شعرها مدت يدها تقول له - اعطني ربطة الشعر ..حرك رأسه بالنفي .. فزمجرت غاضبة.. عندما دس ربطة الشعر بجيبه .. متسلي بالتغيرات التي تتطرأ عليها قال بعدها - تناولتي الغداء .. ؟ حركت راسها بالإيجاب فرك بيده شعره ثم قال - إذن أضعتِ فرصة لتناول الغداء معي .. رمقته بنظرات حادة .. ثم اعادت رأسها نحو النافدة قال- هل أنتِ طفلة ..؟ تذكريني بهم كثيراً .. يحدقون بالنافدة كلما ركبوا السيارة ..لم تنظر له لكنها قالت بحنق- أنت العالم كله بالنسبة لك طفلاً ..أحست بضحكته الخفيفة التي كتمها .. ثم قال- حسناً .. ما رأيك بالتجول اليوم في المجمع .. لنشتري ثوب لحفل الخطوبة .. قالت بحنق -أنا متعبة .. أريد العودة للمنزل ..- اه .. كما تشائين .. صمت ثم قال حسناً ما رأيك بالمثلجات ..؟بسرعة التفتت له غير مصدقة .. وبتهور قالت- بكل تأكيد ..عقدت حاجبيها عندما اطلق ضحكة قوية لم يستطع كتمانها .. ضحكة خالية من السخرية ..قال من بين ضحكاته- هل المثلجات من جعلتك تتركين مشاهدة الطريق لتحدقي بي .. ؟ حولت نظراتها لحقد نحوه فقال بخبث- على كل حال أنا لا أملك المال .. لن اشتري لك أي قطعة من المثلجات - لا أريد منك .. روك سيشري لي ذلك .. لم تعرف كيف ذكرت روك بتلك اللحظة .. إلا ان دانيال بعدها صمت .. أرتكأ على مقعده بهدوء .. وكأنه لم يكن يتحدث معها ...وصلا للمكان المطلوبفنزلت ولحقها دانيال .. سارت نحو الفلا وهو يتتبع خطواتها بهدوء عندما وصلت التفتت له فوجدته واقفا داساً كفه بجيبه قالت.. - هل ستدخل .. ؟ حرك رأسه بالنفي .. ثم قال - تفضلي ..اكمل ببرود سنتواصل من أجل حفلة الخطوبة .. أتمنى أن تكوني بارعة بالتمثيل كما ابدعتي اليوم بالجامعة ..بلعت ريقها بتوتر .. فيما اضطرب شكلها مما جعله يقول بسخرية - ما بك ..؟ .. على كل حال لم انسى عقابك بعد أيتها الصغيرة ...تركته و سارت بخطوات اشبه من الركض نحو الفلا .. لم تنظر حتى لسيد شارلي .. الذي كان يحدثها .. صعدت نحو غرفتها ورمت نفسها على السرير .. استنشقت قليلا من الهواء بعد أن شعرت بأن الأكسجين قد أختفى .. قفزت بعدها تأخذ حماماً ساخناً .. حل المساء بمرور الساعات .. لازلت بغرفتها .. تحدق بالتلفاز بملل .. بعد أن ملت من استخدام الحاسوب.. طرق باب غرفتها فجأة فهتفت - تفضل ......دخلت سيدرا بابتسامة عريضة .. فرحت عندما رأت سيدرا تدخل .. اطلقت شهقة عندما رأت علبة كبيرة من المثلجات تحملها سيدرا قالت سيدرا بمرح- انظري ماذا احضرت لك ..؟نطت من على الأريكة .. نحو سيدرا .. ألتقطت المعلقة من يدها وفتحت علبة المثلجات دون تردد .. بالفروالة .. بدون تردد تذوقت المثلجات كأنها لم تتذوقها من قبل .. هتفت بسعادة- مذاقها لذيذ .. اكملت بحماس ماذا تنتظرين سيدرا تعالي وشاركيني .. اطلقت ضحكة وهي تقول - لو عرف السيد دانيال بسعادة خطيبته لأحضر ثلاجة من المثلجات لك..كادت ان تختنق فجأة.. بدون شعور رفعت نظرها نحو سيدرا ففوجئت بها تقول- أحضرها السيد دانيال قبل قليل .. أوصاني بأن أعطيك إياها.. رن هاتف سيدرا بتلك اللحظة عندما حدقت بالشاشة قالت- ساعود بعد دقائقخرجت سيدرا كالبرق .. فيما ظلت سلين تحدق بعلبة المثلجات بهدوء .. لكنها لم تأبه لشيء .. أنهُ ثاني شاب بعد روك يهديها المثلجات .. لكن من دانيالقيمتها غريبة .. وجدت نفسها تلتهم الكثير .. العلبة كانت كبيرة ومن افضل أنواع المثلجات شهرة في العالم .. كانت تتذكر ان هذه النوع سعره باهضفبكم ستكون هذه العلبة الكبيرة .؟. تناولت حجم كبير لغير عادتها ثم وضعت العلبة بعدها بالبراد ..وهي تعد نفسها انها ستنهيها في الغد .. مسحت فمها بالمنديل علىصوت انفتاح باب غرفتها .. حدقت بسيدرا المرتبكة همست قائلة- ما بك سيدرا ..؟ تقدمت نحوها تقول - سلين .. لنفعل شيء .. السيد روك يقف خارج الفلا لم تستطع كتم شهقة قوية - روك ! ........تم ^ـــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا قلبي كفايه تنزف الناس مستانسه وعلى اوتار الحب تعزف qαнян αℓαнzαи مدونات الأعضاء 420 01-15-2013 06:54 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين مستر هدهد خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-16-2012 02:19 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 05-01-2011 12:13 PM
هل حلمت بركوب سيارة تسير بماء الحنفية الى اين تسير بنا التكنولوجيا الحديثة mnci أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-12-2011 03:40 PM
تاهت في عينيه ,, (روايه سعوديه جريئه) مميزة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 06-12-2010 05:31 PM


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011