عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree1Likes
  • 1 Post By H I Y O R I
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2019, 09:29 PM
 
حيـن يستريح المتعبـون من أنفسهم ~|

انسـدل شعرهـا الحريري القاتم مداعبًـا وجنتيهـا المحمرتيـن ،، تزيدها تلگ الحمرة فتنة فوق فتنتها ،، گـأنّ الشمس وقت مغيبها ظلّــت طريقهـا إلى وجههـا ..!
تراقب بعينيها اللازورديَّـتين کريات الثلج المتساقطة بهدوء ،، تتأمل بيضاها بتعجب و عيناها اللتان إذا ما نظرت إليهـما يتشتت الذّهـن و يتعلثم القلـب نبضُـه و تضمحـلُّ في الجسد الحيـاة ،، تجلس على أريكتهـا القرمزيّـة بکل أناقـةة ،، ترتب ثوبها المخملي الطويل ،، تسمع طرقًـا خفيفا على الباب لتنهض بخفة فاتحة إياه .

-" أمازلت تختبئين جورجيت ؟"

قالت آنسة سوداء العينين مبتسمة الثغر و هي تضع يدها على خصرها تهز رأسها يمينا و شمالا محرگة شعرها البني ،،
-" أنا لا أختبئ ديلا "
بصوت أشبه بموسيقى تعزفها أنامل شاب حزين يداعب كمانـه ،، أشبه بهسهة أو همس ذا إيقاع سرمدي لا يُـمحى من طبلة الأذن و لا من دقات القلب ،،
-" إذا فلتخرجي و لتقابلي العالم ، أو على الأقل المرأة التي ربتک جورجيت !"
تزداد نبرة ديلا حدة و هي تحاول تركيز نظرها في حدقتي جورجيت و لكن بلا جدوى ..!
-"أعتذر ؟ عما ؟ هل أعتذر و هي التي وقفت أثناء عرض مسرحية أحلامي و هي تصفق و تضحک باستهزاء تحت نظرات الجمهور المتعجبة و المشفقة منها علي ،، لتطفأ بذلگ بريقا گان يتأجج بداخلي ؟! "
وضعت ديلا يدها على صدر جوريت ،، تماما على الجانب الأيسر منه حيث القطعة الجريحة النابضة هناگ ..!
-" غريب هو أمرك جورجيت ،، من يراك يظنك أكثر المخلوقات هدوءً و من يقترب منه ( تقصد قلبها) يعرف أن بداخلك نارا مشتعلة ترفض الخمود "
- أخبريها أني لن أتوقف بسبب خطأ ارتكبته هي سلفا ،، أخبريها أن البدايات جميلة جدا ،، أخبريها أن البداية اسمها جورجيت ..!"
قالت و شيء من التعاسة يرتسم على ملامحها ،، بلورات متلألئة تستوطن عينيها لكنها تأبى الإنهمار ..!
تغادر ديلا الغرفة بصمت لتردف :
لطالما جعلتني الخالة أيلام أشعر أني الإطار الخشبي في الصورة ،، مملوءة بالآخرين إلا أنني مقطوعة من شجرة ... "
قاطع هذا الصمت صراخ ديلا :
-" جورجيت ،، جورجيت !!"
-" ما الأمر ديلا ،، أفزعتني !"
-"الخالة معلقة في البهو جورجيت ،، گـأنّها أنهت حياتها ؟"
الخالة مشنوقة في البهو ،، معلقة بحبل متين ،، و كرسيها المتحرك تحت أقدامها ،، نسيت إخباركم أنها كانت تعاني من اعاقة في اقدامها ،، ما جعل جورجيت تتساءل كيف استاطعت الوقوف الآن لتقتل نفسها ..!
تبكي ديلا بشدة ،، دموعها كسيل فاض لا مصب له ،، جورجيت واقفة بصمود و ثقة ،، شعرت بشيء غريب اختلج اعماقها ،، و گـأنّها ذبحة قلب ،، لا بل غصة عمر لم تكن جورجيت مستعدة لمواجهتهـا !
-" تركت رسالة لك يا جورجيت ،، اقرئيها لي فلطالما جبر صوتک الإنكسارات بداخلي "
تنهدت جورجيت بضيق ،، أغمضت عينيها و أحكمت قبضتها ،، ثم قرأت بصوتها الذي يحاكي أنشودة المطر :
راودني إحساس عميق أني لست حقيقة تماما ،، منذ أن أفلتّ يدك و غاب عني صوتك و توارت عن عيني عيناك ،، شعرت أني زيف مفتعل و مصنوع بمهارة ،، أعلم أن هذا الشعور يراود كل إنسان بين الفينة و الأخرى ،، لكني عشته طوال الوقت ،، ظننت كثيرا أني لست سوى إنتاجا سنيمائيا أتقنوا صنعه ،، أو ربما تعاسة العالم التي صنعت كتلة شر يختبئ في شكل عجوز شمطاء ،، منذ ذلگ الوقت وأنا أشعر أن روحي تسقط ،، فكرت في أنه و قت الارتطام جورجيت ،، لطالما أحببتك أنت و ديلا ،، أعتذر "
أفلتت جورجيت الورقة من يدها ،، و وضعتها على ثغرها و جثت على ركبتها باكية بعد ان انهار كل شيء في اعماقها..!
-" أنا من علي أن أعتذر أنا !!"
برعشة تعانق صوتها
-" اعتذارك بلا فائدة جورجيت ، گـأنّك قتلتها و جئت لقبرها حاملة باقة ورد !"
-" ديلا .،، هل تعلمين ؟ كانت الخالة أيلام ممثلة مثلي تماما ..! و روائية أيضا ،، أتعلمين كيف أصيبت يا ديلا ؟ ارتكبت خطأ و هي تمثل أحد مسرحياتها ديلا ،، خطأ جعلها تدفع ثمنا باهضا ،، إعاقة يا ديلا إعاقة ..! لهذا كانت تمنعني لكني لم آبه ؟ فكرت ،، لما قد آبه لها ؟ ليست أمي ،، ثم و فوق هذا هي تعاملني بقسوة دوما ،، علمت الآن أنها متعبة من نفسها و من كل شيء ،، أرأيت يا ديلا ما يحدث حين يستريح المتعبون من أنفسهم ؟! "
تعانق ديلا جورجيت و تردف
-" ليت أحدهم يطلق النار على أفكار الجحيم التي تراودني في هذه اللحظة ،، اللعنة ! ليتها هربت إلى الموسيقى إلى الكتب أو حتى إلى النوم ..!"
-" هربت إلى النوم فعلا ديلا ،، هي الآن ترقد بسلام للأبد ،، ترقد گجنين نائم في بطن أمه ،، "
شيء من الحشرجة يداعب حبالها الصوتية ..،،
-" تحررت مهجتها من القفص ،، تركتنا يا ديلا ،، تركتنا دفينتين بين السهاد و السّـديم ،، ليتنا ،، ليتنا فقط نغادر نحن أيضا ..!"
صمت مريب يعم المنزل برمّـته ،، لا يُـسمع سوى دقات قلبيهما المرعبة كقرع الطبول وسط مكان مقفر ،، ناءٍ ،، و بعيد ..!
__________________




أبتسم ! حدادا على موت قلبي . . . 💔
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-29-2019, 05:46 AM
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
موضوع حلوة اووى
بجد جميل
__________________
لا حول ولا قوة اله بالله



سبحان الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إلى الذين يزكون أنفسهم....!!! مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 3 03-08-2013 01:47 PM


الساعة الآن 01:11 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011