عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-17-2020, 09:22 AM
 
يوم من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

يوم من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
الثلث الأخير من الليل
وكان البرنامج اليومي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ تقريبًا في الثلث الأخير من الليل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يفعله إذا استيقظ من نومه -وهو الذي تنام عينه ولا ينام قلبه- أنه يذكر الله عز وجل ويحمده، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وأذِنَ لي بذِكرِه» (رواه أحمد).

ثم يستعد صلى الله عليه وسلم للقيام بين يدي الله فيتوضأ ويستاك، ويقيم الليل صلى الله عليه وسلم واقفًا يصلي بين يدي الله حتى تتورم قدماه، حتى إن بعض أهله أشفق عليه ذات يوم قائلًا: «يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟!» فقال صلى الله عليه وسلم: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»؟! (رواه البخاري).

ويظل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا بين يدي ربه، يذكره، ويستغفره، ويناجيه، ويتفكر في خلق السماوات والأرض حتى قُبَيل الفجر، ثم يرجع إلى فراشه، وما أن يسمع صوت بلال يرفع أذان الفجر حتى يثب من فراشه ويقولصلى الله عليه وسلم: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ للهِ»
(رواه مسلم) لحديث عائشة رضي الله عنها: لما سئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» (رواه البخاري). قالت: «كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ، وَيَقُومُ آخِرَهُ، فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ، وَإِلاَّ تَوَضَّأَ وَخَرَجَ» (رواه البخاري). فإذا خرج من بيته قال صلى الله عليه وسلم: «بِاسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ باللَّه» (رواه أبو داود والترمذي).

عن أُمِّ سلَمَةَ رضي اللَّهُ عنها أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا خَرجَ مِنْ بيْتِهِ قالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ، توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ» (رواه أبو داود والترمذي).

أي ثلث من الليل كان يقومه عليه الصلاة والسلام؟ وما دلالة ذلك؟

بداية يومه صلى الله عليه وسلم
فإذا دخل المسجد أمر بلالًا بإقامة الصلاة، ثم يسوِّي صلى الله عليه وسلم صفوف المصلين، ثم يشرع صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر.. وبعد الصلاة كان صلى الله عليه وسلم يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس. وكان أصحابه رضي الله عنهم يجالسونه فيتدارس شؤونهم ويحدثهم ويحدثونه في أمور دينهم ودنياهم فيعلمهم ويعظهم ويستمع إلى شكواهم، وربما ذكروا شيئًا من أمور الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم .
رد مع اقتباس