عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 02-02-2020, 02:17 AM
 
عنوان الفصل:[غيرة كانامي]

بعد نصف ساعة من مغادرة إيانو ، أتت والده هي جين تركض بخطوات عجلة بين الممرات بعد أن تلقت بلاغاً من المدرسه عما أصابه من حال مزريه و هي تحمل قلقلاً هائلاً بداخلها يجرها هرعه إلى حيث الغرفه التي يقبع فيها إلى أن وصلت إليه لتفتح الباب واقفه

"هي جين ! هل أنت بخير؟!"

أدار بصرة إليها صدمه طفيفه من حضورها لتتسع عيناة بخفة ، تسلل قلق ممتزج بالخوف إلى دواخله ليصبح مهمومًا بكيفية تفسير ما قد حدث له فهي بالتأكيد ستهطل مطراً عليه من التوبيخات المعتادة بغضب بعد علمها بما أفتعله

"أمي ! مالذي أتى بكِ إلى هنا؟!"

مضت إليه حتى أقبلت أمام السرير و الغضب يكتسحها بوضوح بارز في تعابيرها لترتفع نبرتها القاسية بحدة عليه"مالذي تقوم بفعلة بجدية؟! إلا تستطيع العيش حياة هادئه كبقية الطلاب و لو ليوم واحد؟!"

هي جين بشيء طفيف من الأنفعال"لا ! ، ليس الأمر هكذا حقاً يا أمي ! ، لقد ترهانت مع شخص ما على أمر ما لذلك حدث ما قد حدث !"

"هل أنت راضًا عن حالك الأن؟! و تقولي بأنك تريد أسترداد شهرتك بعد التخرج ! ، أنت على هذه الحال لا تتقدم بشيء مطلقاً و لن تتغير أن بقيت هكذا !"

غضبها الوخيم ضرب وتراً حساساً في قلبة فرض علىه شعوراً بالأحباط و اليأس ليسودا دواخله"أسف يا أمي ، لقد قلت بأنني سأعوضكِ لقد يبدو بأنني لا أجلب لكِ سوى القلق ، أنا حقاً أسف"

شد والدته أذنه بيدها بقوة حتى أصابها الأحمرار"يا إلهي ! ، لما لم تستوعب ذلك إلا الأن؟! ، أنظر إلى وجهك كم يبدو مظهره سيئاً ! ، أتظن بأنني سأتغاضى هذه المرة و أتعاطف معك على هذه الحال؟!"

شعر هي جين بشدة حرارة الألم من شد والدته لأذنه ليجيبها"حسناً ! ، حسنا ! ، لن أعيدها مرة أخرى ! ، أنا أسف !"

تركته عاقدة كلتا ذراعيها أسفل صدرها"بجدية يا هي جين حاول أن تتصرف كبقيه الفتيان المهذبين و أبتعد عن القتالات ! ، إليس لديك أصدقاء خارج دائرة المشاكل؟!"

"بلا ، لدي ، سأعرفكِ عليهم حالما يأتون لزيارتي"

أرخت والدته يديها على حافة السرير لتقول بنبرة قلق طاغيه على غضبها"إذاً أبقى بصحبتهم ! ، أنا لا أريد منك تتعارك مع أشخاص سيئين ! ، أخشى عليك منهم كما خشيت عندما سمعت أنك قد نقلت إلى المشفى !"

"أشعر بأنني شخص سيء الأن ، هذا يحبطني حقاً يا أمي أنني أقلقك دائماً و يجعلني أوقن خطائي"

أرتسمت أبتسامه شبه حزينه تشق دروبها بين شفتيها"ممتنه لأن شعورك بالذنب مازال يعمل جيداً ، أتعلم؟ لقد كنت فخورة عندما أخبرتني بأنك كنت بعيداً عن القتالات طوال هذه الفترة و لكنني بصراحه
أشعر بشيء من الخيبه بالنظر إليك الأن"

مد هي جين يده بحركة بطيئة نحو يدها ليحتضنها بيده بنبرة مغمورة بالجديه و بندم شديد"أنا لن أكرر ذلك مرة أخرى ! ، سأعمل على تغيير صورتي بشكل أفضل لأغدو نجماً لامعاً ! ، و عندما أصبح غنياً سأشتري لكِ منزلاً فخماً يتسع لكلينا !"

"هي جين ، هل تكره والدك؟"

"ليس تمامًا ، أنا أكره عدم دعمه لي و لكن لمَ تتطرقين إلى ذكر موضوعه فجاءة؟!"

"لقد بدئت أفكر بأن أحادثه حول رغبتي بطلب الطلاق منه"

هي جين بنبرة قلق ممتزجه بالشك و الصدمه"لماذا؟! ، هل قام بقول شيء فضيع لكِ؟!"

"أن أبقى مع رجل مثلة أمر صعب بعد الذي حدث بيننا ، أنه يريد التحكم بك كما يشاء ظنناً بأنه هذا هو الخيار الصحيح و أنا أريد أن تختار الطريق الذي تفضلة لنفسك بعيداً عن تحكمه بك"

هي جين ببعض الإستياء"أنا أكره أن أرى وجهكِ عابساً ، لقد تألمت كثيراً عندما أتبعتني إلى هنا و تشاجرتِ معه بسببي ، إذا كنتِ تريدين التمسك به و مازلتِ تكنين له الحب فلا أمانع بأن تعودي إليه بشرط واحد و هو إلا أراكِ عابسة بقربه"

جلست والدته على حافة السرير بقربه ، دفنت وجهها العابس على صدره و اليأس و الأحباط يضغطان بأفراط على أعصابها لتنساب دموعها بحرقة متألمه و تنحبت بمرارة

"هذا صعب جداً علي ! ، أنا لا أريد مفارقة كل منكما بعد أن كونت عائلة معه !"

أخذ هي جين يربت شعر والدته بواسطة يده بدفىء مواسياً لتعاسة قلبها بوجه يكسوه عبوس عميق

"لا تفكري بهذه الطريقة يا أمي ، لستِ بحاجة إلى طلب شيء كهذا منه ، أنا متأكد من أنه في النهاية سيأسف على شجارة معكِ و سيعود إليكِ جاثياً يطلب الصفح عنه"

"أنا حائرة بشأن مالذي يجب علي فعله بعد ذلك"

بدء هي جين يشعر و كأنه عبىء ثقيل على كاهل والدته المسكينة و عاوده شعور اليأس و الإحباط ليتندس عقله بفكرة إنه كان من الأفضل له أن لو لم يولد ليأتي إلى حياتها كشخص لا يجلب سوى الأسى و القلق إليها

"أمي ، أنا سأيد أي ما ستختارينه حتى لو كان مؤلماً بالنسبة لي ، لستِ مضطرة إلى أن تتبعيني إلى هذا الحد إذاً كنتِ تريدين العودة"

"لا أريد ! ، لقد أخبرتك مسبقاً بأن الجو في تلك المدينة أصبح خانقاً علي و لا أريد أيضا رؤية والدك بعد شجاري معه ! ، لكن بغض النظر عن كل ما حدث أنا أريد العود بالزمن قبل أن تؤول الحال إلى هذا الحد و نستمر بالعيش كأي عائله ! ، أريدة أن يأتي إلينا و يقدم أعتذاراً صادقاً لكلينا و لا أتوقع حدوث ذلك منه أبداً ! ، أتعلم؟! ، حينما أبقى وحدي في الشقة أتخيل بكل سذاجة أن يأتي إلي متأسفاً لكن كرامتة اللعينة لا تهز شيئاً بداخلة للقيام بهذا !"

"هوني عليكِ يا أمي ، أنا لا يهمني أن أعتذر إلي أم لا لكن أن كان أعتذاره إليكِ يهمكِ ، فسأتحدث إليه"

رفعت والدته رأسها من على صدره ، مسحت دموعها و بنبرة رفض حازم أردفت"لا تفعل ! ، أنا أريده هو أن يبادر بذلك من تلقاء نفسه !"

هي جين بنبرة شك "أحقاً سوف يأتي هذا اليوم؟!"

"لست أعلم ! و لكنني متأكده بإنني لن أبادر إليه أبداً !"

"حسناً سوف ننتظر و نرى"

"أ أمل أن يأتي ذلك اليوم سريعاً"

"أ أمل ذلك أنا إيضا لأجلكِ"

أرتسمت أبتسامة ترسم حزنها و فرحتها في أن واحد بين ثغريها الرقيقتان و بنبرة واضحة في صوتها"لقد أنجبت أبنناً جيداً رغم كل عيوبه"

عاد الأحباط يجلب شعوراً مريراً في داخلة ليسأل و الشك مازال حليفاً وفياً له"هل حقاً تعنين ما تقولين؟لقد قمتِ بتوبيخي منذ قليل و جعلتني أشعر بشعور سيء إتجاه نفسي"

"هذا لأنك أثرت قلقي إتجاهك "

"لقد جعلتني أشعر بشعور أنه من الأيسر لكِ لو إنني لم أكن متواجداً في حياتكِ ، حتى عندما أراكِ تبكين أفكر بهذه الطريقة أيضا"

تسللت يد والدته مداعبه، لشعرة بأنملها المملوءة بدفىء الأمومه لتخفف عنه وطئه الأحباط الذي يفترس عقلة بنبرة حنونه"لا تفكر بهذه الطريقة يا هي جين ، أنا سعيدة جداً لأنك تقف في صفي على الرغم من بعدك عني"

"كل ما أتمناه هو إلا أثير قلقكِ مرة أخرى و لا أراكِ تبكين"

أبعدت والدته أناملها عن شعرة"إذاً يجب عليك أن تصبح شخصاً ناضجاً و لا تتدخل في القتال مع الأشخاص السيئين ، حسناً؟"

حزم هي جين قرارة بأنها ستكون مرتة الأخيرة مأملاً إلا تجبرة ظروف الحياة مرة أخرى على خوض قتالات ساذجة و بدء جاداً جداً حول ذلك في نبرته"حسناً ، سأنضج أكثر لأجلكِ ، و لن أدخل نفسي بينهم"

"سيكون من الجيد لو حدث هذا"

"لا تقلقي ، أنا أعني ذلك حقاً هذه المرة"

"هذا جيد منك"

[في المدرسة]

وسط أستراحه فترة الغداء بينما كل من كانامي و هيناتا يسيران وحدهما داخل الممر الخارجي و الواسع للمدرسه صارحه كانامي عما يجول داخله بقلق و تردد بعض الشيء "هيناتا ، ألن تشعر بالوحده لو أخذت هيكاري بعيداً عنك؟"

هيناتا بأهتمام و أنجذاب لسؤال كانامي"مالذي تقولة؟ ، بالتأكيد سيحزنني ذلك "أكمل بحيرة ممتزجة بالفضول"على أيه حال لمَ تسأل هذا السؤال؟هل قررت أخيراً أن تكون جاداً حولها؟"

أسف لأجل هيناتا نوعاً ما و لكن شعوره لم يردعة عن إتخاذ قرارة الحازم الذي أتضح بارزاً عليه اليوم ، قلبة متأهب كلياً للحظة أعتراف يتتوق حضورها على طبق من ذهب

"أسف لأخبارك بهذا و لكنني لن أعبث بعد الأن و سأصبح جاداً !"

أصاب هيناتا الدهشة و الذهول على أستشعارة بمدى الجدية التي يبدو عليها كانامي اليوم ليقول له بكل بساطه و سهوله و بأبتسامه خفيفة بزغت بين شفتيه"لقد أخبرتك مسبقاً بإنني لن أمانع إذا كان ذلك الشخص هو أنت ، أنا سعيد لأنك تبدو جاداً أخيراً و لكن كيف تخطط للأعتراف لها؟"

"سأطلب منها أن نلتقي في مكان ما و سأصارحها حول مشاعري ، هذا ما فكرت به حالياً"

"لمَ لا تطلب منها الخروج معك بعد الدوام الدراسي لتعوضا عن ذلك اليوم الذي كان من المفترض أن تخرجا فيه معاً؟"

"لكن يجب أن أخطط للأمكان الممتعة التي سأخذها إليها أولاً إن كنت سأقوم بفعل ذلك"

"خذ الأمور بروية ، لا داعي للعجلة"

"حسناً ، شكراً لك و أسف مقدماً أن وافقت على مواعدتي"

"لا عليك ، أنا سأمن سعادتها بين أعناقك لذلك لا تقم بفعل شيء لا تحمد عقباة و إلا سأجعلك تخسرها"

"لا تقلق ، أنا بالتأكيد لن أفشل هذه المرة"

"أبذل ما بوسعك"أكمل مازحاً معه"أتعلم؟ ، في الحقيقة لو كنت فتاة لأستهدفت قربي منك لأحصل على فرصة للخروج في مواعد معك فأنت ابن مدير هذه المدرسة بعد كل شيء و لا بد أنك تحضى بحياة نعيمة في قصر والدك"

لم يتماشى كانامي مع مزاحة الذي أتى بطريقة لم يحسب لها حساباً و أجاب مصارحاً بكل بساطة و وضوح

"أجل ، عندما كنت صغيراً كانت الحياة ممتعه لأن كان هنالك الكثير من الأوقات الممتعة التي أقضيها مع الخدم لكن بعد أن كبرت أصبحت أصاب بالملل كثيراً أثناء بقائي فيه"

"رغم ذلك أريد أن أرى كيف هي الحياة التي تقضيها هناك"

"حسناً سأخبرك ، إنني أتناول طعام الأفطار برفقة أبي في الصباح و عندما تحل فترة الظهيرة يحين وقت أحتساء الشاي ، و في الليل نخرج إلى أماكن ممتعة و نعود في ساعة متأخرة في العادة ، لا يوجد شيء مميز أقوم بفعله عما يفعلة عامة الناس"

"هكذا إذاً"

"أجل ، سأخذك أنت و هيكاري لزيارتة في العطلة القادمة"

هيانا بتتوق"سيكون ذلك مشوقاً"

توجها نحو ساحة المدرسة ليلتقيا بهيكاري و صديقتها يوي التي تجلس بجانبها فوق المقاعد الشاغرة الخشبية و يتادلن أحاديث الأصدقاء فيما بينهما في جو هادىء فيما بينهما

"شريكتي في الغرفة ستنتقل إلى مدرسة أخرى الأسبوع المقبل و سيكون المكان فارغاً برحيلها ، ما رأيكِ أن تحلي مكانها و تأتين للسكن معي؟"

فكرت هيكاري ملياً مجيبة بكل بساطة"لكن أن قمت بفعل ذلك سيبقى أخي وحيداً"

يوي بأستغراب و تعجب ممتزج بالفضول:"بالله عليكِ يا هيكاري ، كيف لكِ أن تتحملي السكن في مكان ممتلىء بالفتيان؟"

"ما دام أخي معي فسيكون كل شيء على ما يرام ، أثق بذلك"

"أنه لا يبدو بشخص قوي حتى ، يجب أن تكوني في مكان ملائم حيث الفتيات الآخريات هناك"

"لقد أعتدت مسبقاً على مواكبه الوضع"

"بجدية أنا مستغربة حقاً من أن رئيس السكن لم يقم بطردكِ إلى الأن"

"ذلك لأن كانامي أستخدم سلطتة كأبن لمدير هذه المدرسة و لم يستطع الرئيس الأستمرار بالرفض بسبب ذلك مع أنه ألح عليه كثيراً بأن القوانين لا تنص على السماح بالبقاء بفتاة و فتى في غرفه معاً"

أقبل هيناتا بطريقة مفاجئة باغتتهم بينما هن منغمسات في تبادل النقاش ليقوم بقطعة بينهن واقفاً أمامهما و سأل بشيء بسيط من الأهتمام مازحاً:

"مالذي تفعلنة أنتن الأثنتان؟هل تتحدثان عني أنا و كانامي خلف ظهرنا؟"

أنكرت هيكاري حديثها عنهما بكل بساطة "لا شيء مهم يا أخي ، أنها أحاديث عادية فحسب"

"صحيح"

أخذ هيناتا ردها بكل بساطة مردفاً"لقد كنت أمزح لا أكثر"

لاحظت هيكاري عدم تواجد هي جين معهما سألة بأهتمام عفوي:

"أين هي جين؟ألم يأتي معكما؟"

"أنه في المشفى ، سنذهب لرؤيتة بعد أنتهى الدوام الدراسي"

صدمت هيكاري بما سمعت لتنهض من المقعد أمام كل من هيناتا و كانامي ثم سألت بقلق ممزوج بشيء من الخوف إتجاه هي جين"لماذا؟!هل أصابة مكروة ما؟!"

هيناتا"لقد وقع في قتال ما مع أحدى الجانحين و خسر لذلك حدث ما قد حدث"

أشتد قلق هيكاري و خوفها أكثر عن سابقة

"هل هو بخير؟!"

"أجل ، أعتقد بأنه كذلك على الرغم من أصاباتة"

"لمَ قام بفعل شيء متهور كهذا؟!"

تدخل كانامي بين حديثهما مجيباً بأستياء طفيف بدء أثر وقعة واضحاً على نبرتة"أنه طائش جداً ، لقد أتفق مع ذلك الجانح على رهان ما و أراد الفوز به بشدة لذلك تقاتل معه"

"يا إلهي ! ، كم هو أحمق ذلك الفتى !"

أستقامت يوي من المقعد إلى هيكاري لتضع يدها فوق كتفها و تحاول بعث الطمئنينة في دواخلها بنبرة أختلها شيء طفيف من القلق:

"أهدئي يا هيكاري ، أنا متأكدة من أنه سيكون على ما يرام مادام تحت عناية المشفى"

"أرجو ذلك أيضا"

شعر كانامي بشيء بسيط من الغيرة الساذجة إتجاه هي جين لأبدا هيكاري أكتراثها له بوضوح و تسأل في نفسه بعقل حائر حول أن كانت قلقة عليه من قبل بهذا المقدار الذي تظهرة بكل حرية أمامه ، تطرق إليه أنها لربما قد تكون منجذبه نحوة مما زاد أرتفاع شعور غيرتة و كبح كل شيء بداخلة كعادتة ، قال بنبرة أنزعاج واضح لبلوغة ذروتة من الأغتياض سريعاً:

"هيكاري !"

سألت هيكاري بعفوية لم تفهم من خلالها تلك النبرة"ماذا هنالك يا كانامي؟"

"لا شيء !"

مد كانامي ذراعة ليحوطها بكتف هيناتا و أستدار نحو الخلف ليجعله يستدير معه ، مضيا بعيداً عنهما إلى أن باتا بعيدان عنهن قليلاً بأميال قصيرة ، جذب هيكاري حدس قوي بأن أمراً مريباً يجري بينهما منذ فترة طويلة من خلال حلول الأجازة إلى الأن بينما هي تراقبهما بعينان يتأكلها الفضول لتجرها قدميها لاحقة بهما بخطوات خفيفة و سريعة لا حس لأثر صوتها ثم تتبعتها يوي بنفس مقدار السرعة

"أعذريني يا يوي ! ، سوف الحق بهما !"

تطرق إلى يوي بقلق أن أتباعهما لهما خلسة أمراً غير لائق و قد يؤدي إلى مشكلة عقيمة بينها و بينهما بسبب طيشها فيما هيكاري لم تأبة لشيء أخر سوى معرفة ما يخبأنة من سر صغير بينهما

"أنتظري لحظة يا هيكاري ! ، ماذا لو كانت أسراراً خاصة بينهما ! ، سيغضبان منا !"

"لقد كنت أشعر منذ مدة طويلة أنهما يخفيان شيئاً عني لا أعلمه ، لا يهم ما قد يكون فقد سئمت أخفائهما له عني"

"هيكاري !"

توقف هيكاري عن ركضها لتستدير نحوها"أبقي هنا مكانكِ إذا كنتِ لا تريدين المجيىء معي فأنتِ لست مضطرة لأتباعي"

توقفت عن اللاحق بهيكاري و سألتها فيما هي ما تزال قلقه"هل ستكونين بخير حتى لو غضبا عليكِ؟!"

هيكاري بكل ثقة"لا تقلقي ، سأحسن التصرف جيداً مع الأمر"

"حسناً ، أنا من النوع الذي يحترم أسرار الأخرين الخاصة فيما بينهما لذلك لا أفضل جر نفسي للمشاكل ، أنتِ عنيدة جداً لذلك قد تدفعين ثمن قيامك بالتجسس عليهما فيما بعد لذلك أحاول إيقافكِ قبل أن تتهوري"

"أنهما ليسا بشخصان سيئأن ، أنا متأكدة بأن الأمر سيجري يسيراً حتى لو غضبا علي"

"أذهبي وحدكِ ، أنا سأبقى أنتظر هنا"

"حسناً ، كما تشائين"

توجه كانامي بهيناتا ليمضي به نحو حرام المدرسة الواسع البعيد عن هنا و الذي يقع في مكان أخر من جانب المدرسة ، أستمرت هيكاري في تتبعهما بخطوات مسرعة و خفيفة في أن واحد و بحرص شديد على عدم أصدار أي صوت قد يفضحها أثناء تتابعها لهما

"لمَ تستمر بالصمت ، أخبرني مالذي تريد قوله الأن لتجرني معك هكذا؟"

توقف كانامي عن السير على سؤال هيناتا بينما هيكاري تختبىء بحذر خلف إحدى جدران العواميد العريضة للحرم و تسترق السمع إليهما أثناء مراقبتهما من مسافة بعيدة عنهما بما فيه الكفاية للإ يستشعران تواجدها

صارحه بشعورة البغيض الذي راودة منذ وهلة بتضايق و أستياء مصحوب بالحيرة للأستمرارة بكبح كل تلك الكتلة السلبية من المشاعر بداخله

"هيناتا ، مالذي يجب علي فعلة؟ ، أشعر بأنني بدئت أشعر بالغيرة فجاءة من أهتمامها بهي جين"

سماع ذلك أدخل شعور فرحة عميقة على قلب هيناتا الذي بدء مستمتعًا و ملتذذاً برؤية هذا الجانب الغير معهود من كانامي منذ معرفتة به

"إذاً فأنت تحب هيكاري حقاً ! ، هذا رائع ! ، قلبي مطمئن الأن !"

"لكنني لا أشعر بأنها تميل لي بعكسة ، أتسأل مالذي قام بفعله لتظهر أهتمامها به هكذا؟"

"هذا ممتع بجدية ، أنها أول مرة أراك تشعر بالغيرة من شخص ما ، على أيه حال لا تقلق فهيكاري لا تنظر إليه بتلك الطريقة"

"أتسأل بخصوص ذلك ، لقد بدت قلقة جداً عليه"

"هذه طبيعتها إتجاه أي صديق تعرفة ، عندما فقدت وعيك ذاك اليوم في السطح كانت قلقة و خائفة جداً عليك حتى أنها بكت"

كانامي بدهشة أعتلت وجهه"حقا؟!"

"أجل ، هي حقاً كانت قلقة لذلك لا تظن بإن هي جين فقط هو الوحيدة لديها لتقلق بشأنه"

أرتسمت أبتسامة صغيرة بين ثغرية ببلاهه محرجًا على تفاهه شعورة حيال قلقها على هي جين

"يالسذاجتي ! ، و أنا الذي كنت أفكر أنها لم تكن قلقة علي من قبل بمقدار ما أظهرت من قلق إتجاه هي جين و أكبت كل شيء بداخلي ! ، أشعر بالأحراج لغيرتي من أمر كهذا !"

قهقة هيناتا بخفة مازحاً و بمزاج جيد"كانامي ، أنت حقاً شخص أحمق"

أخترقت دواخل هيكاري صدمة هائلة و هي تستمر في تسرق السمع إليهما لتتسع مقلتي أعينها على أشد وسعها بذهول و لم تستطع أبداً إستيعاب حديث كانامي الصريح مع هيناتا لتشعر بإن ذهنها مشتت هذه اللحظة و عواطفها متبعثرة حول تلك الحقيقة التي تسربت إلى مسامعها منذ لحظات

بدئت تحادث نفسها"كانامي يحبني؟! ، يغار علي أنا؟!"

أشتدت الصدمة أعمق عليها و بثقل على كاهلها لتطلق شهقة عاليه بفزع لا شعوريًا و أطبقت بيدها بقوة على فمها بعد أستوعبت فعلتها خشية أن يصل صوت شهقتها إليهما و لحسن حظها فقد كانا هائمين للغاية في الحديث بينهما حتى أنهما لم يعودا يشعران بمرور الوقت

تسألت في نفسها بقلق بالغ و توتر"يا إلهي ! ، مالذي يجب علي فعلة؟! ، لا أظن بأنني سأستطيع التصرف جيداً حيال هذا الأمر ! ، كيف يجب علي مواجهته بعد علمي بأمر كهذا !"

أزاحت مشاعرها السلبية التي عبثت بعقلها فوراً لتأخذ مجرى سيرة الأحداث بكل بساطة و أزهرت الأبتسامة بين ثغريها بفرحة و أمتنان

"لكنني لا أعتقد أن الأمر سيء لهذه الدرجة ، ربما أنا أبالغ في ردة فعلي فحسب ، لسبب ما أنا سعيدة لمعرفتي بهذا الأمر ، ربما سأترك مشاعري المعقدة جانباً و سأتصرف بشكل طبيعي أمامه"

أستمرت في راقبتهما بحرص شديد على أن إلا يكشف أمرها فتقع ضحية تجسسها عليهما إلى أن أنتهيا و تواجها إلى مكان أبعد من منطقتهما الحاليه ، عادت تركض بعجلة إلى يوي التي لابد و أنها تنتظرها حيث مكانها الذي بقيا فيه منذ لحظات بلهفة شوق تجرها لأخبارها بكل شيء أسترقت السمع إليه بين حديث هيناتا و كانامي حتى أصبحت قريبة من ذلك المقعد العام الذي تلازم يوي جلوسها عليه

نطقت و هي ما تزال غير مستوعبه تلك المشاعر الذي يحتفظ بها كانامي لها في داخله"يوي ، ! يوي ! ، يوي ! ، لقد حدث شيء لم أتوقع أن يحدث أبداً في حياتي !"

وقفت أمامها تلتقط أنفسها المتسارعة التي تتعالى تارة و تنخفض تارة أخرى بأرهاق جراء الركض لتخفض ظهرها مرخية لكلتا يديها على ركبتيها

سألت بقلق أعتلى محياها بوضوح لتنهض من مكانها أمامها"ماذا هناك؟! ، هل قاما بأكتشاف أمر ملاحقتكِ لهما؟!"

رفعت هيكاري ظهرها بسرعة لتشبث يديها بأحكام فوق كتف يوي و هي ما تزال تحافظ على تلهفها لتزف لها الأخبار الغير متوقعة في الحسبان بوجنتان متورداتان و نبضاتها تتخافق بسرعة جنونية

"كانامي واقع في حبي ! ، أنه يغار علي من أهتمامي بهي جين !"

نزل انبر كالصاعقة على يوي لتبدي ردة فعلها بأنفعال واضح ممزوج بذهول و صدمة هائلة من العيار الثقيل:

"مـــــــــــــــاذا؟!!"

"أذناي لا تخطئان السمع ! ، هو حتماً قال ذلك !"

لم تستطع يوي أستيعاب الخبر الذي زفتة هيكاري إليها ، واجهت صعوبة في تصديقها و أخذ عقلها يفكر بتمعن عميق إلى ما قد يؤول به الحال على بعد ذلك

"أنا لا أستطيع أستيعاب ما تقولين على الرغم من أنني سعيدة من أجلكِ و لكن أشعر بصدمة قوية غير متوقعة ، أعني أنه أبن مدير المدرسة و أنتِ مجرد فتاة منبوذة من طرف الأخرين ، كيف ستتعاملين مع هذا الوضع مع ذلك؟!"

"لا تقلقي ، مادمت لا أتعرض للمشاكل فسأكون بخير"

تسربت العديد من الأحتمالات المشينة إلى عقل يوي ليتضح الأستياء على ملامحها معقدة كلتا حاجبيها

"ماذا عنه هو؟!هل سيكون بخير؟!"

"كانامي أبن مدير هذه المدرسة لذلك لا خوف عليه ، أنه يستطيع أهابة الجميع بهذا السبب"

"أنتِ حقاً تأخذين الأمر بكل سهولة ، على أيه حال فكري ملياً بطريقة جيدة إلى حلول ذلك اليوم الذي سيعترف لكِ به لعلك تستوعبين شيئاً قبل أن تأتي لحظة أعترافة إليكِ"

أبدت هيكاري أستياءاً بسيطاً على حديث يوي بوضوح على ملامح وجهها

"مالذي ترمين إليه؟"

"أحقاً تودين أن تعرفي؟التحدث عن ذلك سوف يكسر قلبكِ"

"أشعر بأنك تغارين مني الأن بطريقة غير مباشرة ، إليس لديك شخص ما في قلبكِ؟!"

"لا أمتلك وحداً و لست منجذبة نحو أحدهم كما أنني لا أغار أبداً"

"إذاً يجب عليكِ محاولة الأقتراب من شخص جيد ، سأعريكِ أخي إذا تطلب الأمر و أتيت إلي يأسة"

"لا أريد المحاولة مع شخص لست منجذبة نحوة"

"لمَ لا؟أنه ناضج و متفاهم و لطيف إيضا"

تجاهلت يوي الأجابة مردفة بسؤالها:

"بالمناسبة أنتِ لم تجيبيني ، هل ستحلين مكان شريكتي في الغرفه أم ستبقين مع أخاكِ؟"

"أمهليني الوقت لتحدث مع أخي حول الموضوع و سأجيبكِ بعد ذلك"

"حسناً ، سأنتظر أجابتكِ"

[في المشفى]

أتى تاكويا لزيارة ريتا في الغرفة يجلس على ذلك الكرسي الذي يقع أمام السرير الذي يستلقي ريتا فوقة متمدداً على ظهره و نصف جسدة مغطى باللحاف الأبيض

أتى تاكويا لزيارة ريتا في الغرفه يجلس على ذلك الكرسي الذي يقع أمام السرير الذي يستلقي ريتا فوقة متمدداً على ظهره و نصف جسدة مغطى باللحاف الأبيض

سأل تاكويا يأهتمام"مالذي جرىء بينكما؟ ، هل خسرت القتال؟"

تذكر ريتا شعور الأحباط الذي راودة لعدم أستطاعته التلذذ بشعورة فوزة ليجيبه"لا لقد فزت و لكنني لم أشعر بطعم الفوز أبداً"

"ماذا عن إيانو؟"

"لم أحصل عليها ، لقد تركتني و أخذت تركض خلف ذلك الأحمق"

"إذاً فقد حان الوقت لأتدخل"

"أخبرني شيئاً ، إذا تركت هي العصابة فهل ستكون غاضباً؟"

"أجل بالتأكيد سأغضب لأنها طوال الوقت مختفية ولا تتواصل معنا حتى"

"ماذا أن سلمت لك الزعامة ؟ هل ستأخذها بكل بساطة و تكف عن الغضب إتجاهها؟"

"لا ، يجب أن تتقاتل معي إذا أرادت ذلك ، أضافة إلى أن الأخرين سيغضبون أيضا أن حدث هذا"

أردف ريتا بنبرة ترجي قلقاً"أرجوك خذ الزعامة بهدوء دون هدر طاقتك الجسدية و دعها و شأنها ، الأمر لا يستحق القتال إلى ذاك الحد"

تاكويا بشيء من الأستياء"لكنني غاضب ، أخبرتك مسبقاً أن هذا أهمال شديد منها أن تترك عصابتها فجأة هكذا و أنت تدرك هذا جيداً"

بدء ريتا يلح على تاكويا في نبرة ترجية مصراً"أرجوك ! ، سأفعل أي شيء لكن لا تخض قتالاً معها !"

تاكويا حازماً"ليس هنالك شيء أريده منك لذلك لا يوجد ما يدفعني لتغيير رأيي !"

"أرجوك ! ، تاكويا ! ، كن متفاهماً و لا تفقد عقلك ! ، أنها فتاة ! ، هل ستتقاتل مع فتاة؟!"

سأل تاكويا بنبرة شك"على أيه حال لم تبدو قلقلاً عليها ، هل تنوي حقاً ترك زعامة العصابة؟"

"أجل ، لقد أخبرتني بذلك للتو"

"إذاً فالقتال أمر لابد من حدوثه"

ريتا بشيء من الغضب و الأنفعال"أنت مجنون حقاً ! ، لقد فقدت عقلك !"

تاكويا بكل بساطة و برود"أنها قوية و أنت تعلم ذلك ، كونها فتاة ليس عذراً لأغير رائي"

"لكنني لا أريد أن يحدث هذا القتال ! ، لقد ترجيتك و سأكرر ما قد قلته مرة أخرى ! ، خذ الزعامة و دعها و شأنها !"

"أنتظر و راقب فقط ، سأجعل قتالنا نزيهاً حتى أقتنع بأخذ الزعامة برضى"

"يستحيل علي القيام بفعل ذلك ! ، لن أسمح لك بمد يدك عليها !"

"على أيه حال ، إنه لمن الغريب أن تظل وفياً حتى بعد طردك من العصابة"

"بالتأكيد سأظل وفياً ما دمت قد طردت دون جلب أيه مشاكل !"

تاكويا بقليل من السخرية"أنت أحمق حقاً ، ما المميز فيها حتى تظل وفياً لها؟"

"أنها تهمني و هذا السبب يكفي !"

"أحمق كبير"

"كف عن قول ذلك !"

بعد أنتهاء الدوام الدراسي ،خرج كل من كانامي و هيناتا برفقة هيكاري و يوي متوجهين لزيارة هي جين في المشفى مشيًا ليصلا بعد نصف ساعة و دخلا عبر بوابتها الزجاجيه الواسعة ماضيين نحو المصعد ليستقلاه وصولاً نحو الطابق العلوي
طرق كانامي الباب فور وصوله معهما إلى غرفة هي جين للحظات من أجل الدخول ماضياً ثم تتبعة البقية داخلين خلفة

"هي جين ، لقد أتينا من أجل الزيارة"

مضت هيكاري بخطوات شبة عجلة من خلف كانامي نحو هي جين بقلق واضح في نبرتها مما جعل الغيرة تعود بصورة طفيفة إليه

"هي جين ! ، هل أنت بخير؟! ، لقد سمعت بأنك خضت قتالاً حاداً مع أحد الجانحين !"

أدار هي جين رأسه إليهما بلا أدنى تعابير تذكر ، لم يكن يشعر بأي شيء يستحق الأهتمام إتجاه مجيئهما لأن كل ما يشغل عقلة طوال الوقت هو غضب إيانو منه ، وقفت هيكاري أمام طرف السرير ليجيبها:

"أجل ، أنا بخير لذلك لا تقلقي"

"لمَ خضت قتالاً طائشاً كهذا؟! أنظر إلى نفسك كم تضرر وجهك !"

"أنه بسبب رهان"

"رهان؟!"

"أجل"

"ما هو ذلك الرهان؟!"

"أنه من أجل شخص ما"

"لا تعد فعل ذلك مجدداً ! لقد كنت قلقة بجدية عندما علمت بأنك في المشفى !"

"أسف على أقلاقكِ"

وضع هيناتا يده على كتف كانامي بشيء بسيط من الأسف إتجاهه:

"أنا أسف لأجلك لكن يجب أن تستحمل قليلاً"

"أنا بخير ، أنه جزء من طبيعتها إليس هذا ما أخبرتني به منذ قليل؟"

"أجل"

أسدار كانامي إلى الخلف بشيء من الأحباط:

"سوف أنتظركما في الخارج"

"حسناً ، أذهب و تنفس بقدر ما تريد من الهواء"

"سأفعل"

خرج كانامي بهدوء من الغرفة مغلقاً الباب خلفة ليمضي هيناتا نحو السرير الذي يسلتقي هي جين فوقة و يحادث هيكاري ليقاطعهما سألاً بأهتمام قاصداً الأطمئنان عليه

"كيف تشعر اليوم؟تبدو لي في حالة جيدة"

"أجل ، نوعا ماً أشعر بأنني في حالة جيدة"

"لمَ سمحت لذلك الجانح بهزيمتك؟ خلتك قوياً كفاية لهزيمتة"

أجابة هي جين و هو يشعر بالأحباط يملىء عقلة على تذكر قتالة الفارغ ضد ريتا في الأمس:

"لقد شعرت بضعف مفاجىء أثناء قتالي معه و أستنزفت كل طاقتي بلا جدوى ضدة ، أدركت في الأمس أن ما قبلت هو مجرد رهان فارغ فقط"

"من الجيد أنك أدركت ذلك إذاً"

"أجل ، هل أتت إيانو معكم؟"

"لا"

"أتسأل لمٓ بدت غاضبة مني اليوم"

"هذا لأنك قمت بفعل شيء أغضبها بكل تأكيد"

تسأل هي جي قاطبًا حاجبية بحيرة و أستياء حول غضب إيانو إتجاهه:

"أنا لا أفهمها أبداً بجدية !"

"مالذي قلتة لها؟"

"لا أعلم ، هل قلت لها شيئاً سيئا يا ترى؟"

"من يعلم ، تذكر جيداً مالذي قلته لتجعلها بذلك المزاج السيء ذاك الوقت"

"لا يهم ، أريد الخروج من هذا المشفى بسرعة"

"ستخرج حالما يحين الوقت المناسب للقيام بذلك"

هي جين بغضب طفيف و هو يمرر يده إلى مكان خصرة ليربت على منطقة الألم بخفة و يستشعرة:

"هذا مزعج حقاً ! ، أنني أتألم في كل مرة أحاول النهوض ! ، قدم ذلك الوغد قوية كفاية لتدمر خصري !"

هيكاري بأسى أتجاهة هي جين:

"هل أصابتك سيئة إلى ذلك الحد؟"

"و ما رأيك أنتِ؟!"

"يؤسفني سماع ذلك"

هيناتا بأستغراب بسيط:

"لقد كنت أظن لوهلة بأنك بخير"

"أنا بخير حقاً ، كل ما في لأمر بأنني بحاجة إلى أجراء تلك العملية و الخروج من المشفى"

نزل الخبر كالصاعقة على مسامع هيكاري و أصابها صدمه طفيفة أتضحت في كل من نبرتها و صوتها و أزداد أتساع قلقها:

"عملية؟!"

صارحها هي جين بكل بساطة و وضوح:

"أجل ، لقد أصبت بكسر بليغ"

"يا إلهي !"

"لا تقلقي ، أنها مجرد عملية فقط"

"لكن الأمر يبدو خطيراً جداً !"

"ليس خطيراً ، أنا متأكد بأنني سأكون بخير"

"أرجو ذلك أيضا"

جلسا فوق طرف السرير من جهتين مقابلتين و قريبة لهي جين ، قضيا بقية وقتهما بالتحدث إليه لمدة طويلة من الزمن و تسليا بتبادل المزاحات الممتعة فيما بينهما و عندما أقتراب مشارف نهاية وقت الزيارة تطرق إلى هيناتا بأنه لم يجلب إليه أي شيء يتسلى به أو أي طعام يحبة فسألة:

"صحيح ، نحن لم نجلب لك شيئاً عند حضورنا ، أعذرني على ذلك و لكن هل هنالك ما تريد منا أن نجلبة لك في الغد؟"

وافقتة هيكاري الرأي"معك حق يا أخي ، لقد نسيت التفكير بهذا الآمر إيضا"

"أريد منكما أن تجلبا إيانو إلي ، أنا ما زالت أريد التحدث إليها"

هيناتا بنبرة مازحة:

"يبدو بأنها كل ما يملىء عقلك على الرغم من تواجدنا حولك"

هيكاري بشيء من الأحباط بسبب خوفها من مواجهة إيانو"أظن بأن ذلك صعب نوعاً ما"

"أريد رؤيتها و التحدث إليها"

هيناتا"حسناً لك هذا ، هل هنالك شيء أخر؟"

"لا"
بقيا معه إلى أن أنتهت الدقائق المعدودة لفترة الزيارة ثم أستقاما ليودعانه ، بادلهما هي جين كلمات الوداع ليهما بالخروج من الغرفه و يعود هو وحيداً و كل ما يميط به هو الجدران البيضاء التي مل التحديق إليها مراراً و تكراراً

عند حلول أخر الليل في الغرفة و بينما هيناتا يستلقي على جانبة الأيمن على السرير متلحفاً بلحاف أبيض و عيناة مثقلتان بشعور نعاس عميق أثناء مراقب لهيكاري التي كانت تجلس فوق السرير المقابل له و الذي تفصلة مسافة صغيرة عنها ، تداعب رأس عصفورهما ميكو ذو الريش الأصفر بنعومة بين يديها لتبعث شعور الدفىء في جسدة الصغير و قد بدء النوم يتسلل إليه بينما يقاومة بفتح عيناة تارة و أغماضها تارة أخرى ليقع طريح النوم

"يبدو بأنه قد نام ، سأعيدة إلى القفص الأن"

"إلا تشعرين بالنعاس أنتِ إيضا؟ ، أن الوقت متأخر"

"بلا ، سألحقك بعد أن أنهي تدوين مذكراتي"

"حسناً"

أستقامت هيكاري لتهم بالتوجهب بميكو إلى قفصة الصغير المركون أمام ناحيه أحدى زوايا الغرفة ، أخفضت نفسها إلى قفصة لتفتح بابه و وضعته على عشة داخلاً ، رفعت ظهرها لتجلس فوق مقعد المكتب البني الذي يقع جانبه و بدئت في خط مذكراتها على دفتر يومياتها بقلم خشبي

"إلى مذكرتي العزيزة ، اليوم كان صادماً رغم ذلك شعرت بفرحة غريبة راودتني ، لم أتوقع بأن يكون هنالك فتاً قد يقع في حبي ، و لم أرى نفسي بتلك الجذابية قد تجذب أحد حولي من قبل ، لا أعرف كيف سأرد عليه بهذا و لكن ما أنا متأكدة منه بأنني سأتصرف على طبيعتي رغم كل ما قد يحدث فهو ليس بشخص سيء قبل كل شيء"

غط هيناتا في نومة تماماً وسط أستمرارها في تدوين مذكراتها حتى أنتهت و أغلقتها لتمضي لأغلاق النور ، توجهت لتسلتقي فوق سريرها و غطت نفسها باللحاف الأبيض لتقع طريحة أحضان النوم لو لا رنة صوت هاتفها المركون بجانب وسادتها الذي أفاقها و شتتها ليطير النوم بعيداً عنها و عكر مزاجها بأنزعاج

"تباً ! ، ماذا هناك؟! أريد النوم فلدي مدرسه غداً !"

أمسكتة ، ضغطت زر فاتح الشاشة لتفتحة و تفقدتة ، وجدت رسالة قد أتتها من كانامي

"لنتقابل غداً صباحاً عند حديقة المدرسه ، هنالك ما أود أن أحادثكِ به هناك"

فرحة واسعة توسدت قلبها، خوف مصحوب بالحماسة ، قلق و توتر، كل هذه المشاعر طغت هيكاري في أن واحد هذه اللحظة:

"يا إلهي ! ، لما قمت بفتح الهاتف الأن؟! أشعر بأنني متحمسة و متوترة في نفس الوقت ! ، لن أستطيع النوم بعد رسالة كهذة ! ، و لا أستطيع طلب الألتقاء به بملابس النوم الوضيعة هذه ! ، أنا حتماً أعذب نفسي بالتفكير بسببه !"

بطريقة ما و هي تتقلب بجسدها يميناً و يساراً أخذها النوم بين أحضانه لتغمض عيناها لا شعوريًا و أستفاقت في اليوم الأخر ، فتحت هاتفها لتلقي نظرة على ساعة الشاشة و وجدت نفسها متأخرة عن موعد الدوام الدراسي لتفصاب بالفجعة فيما هيناتا يحدق إلى نفسه أمام المراءة الزجاجية التي تقع جانب خزانة ملابسة الخشبية و يقوم بعقد ربطة عنقة الزرقاء بهدوء بواسطة يديه

رفعت رأسها و الفجعة ما تزال تلازم دواخلها لتسأل هيناتا بنبرة غاضبة تتضح على محياها بوضوح:

"أخي ! ، لما لمَ توقضني عندما أفقت؟!"

أنتهى هيناتا من عقد ربطة عنقة ليستدير إليها بردة البارد"لقد أتيت إليكِ لأحاول إيقاضكِ لكنكِ بدئتِ بركلي بعيداً عنكِ و لم أستطع القيام بفعل شيء حيال ذلك ، لذا تركت الأمر عليكِ إلى أن تستيقضي من تلقاء نفسكِ"

نهضت من فوق السرير بخطوات عجلة تتذمو"يا إلهي ! أنا حقاً لا أمتلك وقتاً للتكاسل أكثر !"

مضى هيناتا قاصداً التوجه نحو الباب"سأذهب الأن و أترك لكِ الغرفة ، أراكِ في المدرسة"

في هذا الوقت كان كانامي متغيباً عن الصف و يتهرب من الدراسه على غير عادته جالساً في الحديقة على أحدى المقاعد الشاغرة ينتظر قدوم هيكاري إليه بتململ ، فكر بأن يوماً واحداً لن يضر مادام طالباً متوفقاً في دراستة ، أخذت هيكاري تتأهب على عجلة من أمرها في الغرفه و كل ما يشغل عقلها هو تأخرها عن الوقت و يليه بعدها كانامي ، لم تجفف شعرها المبلل بعد الأستحمام بالمنشفة البيضاء جيداً و هي تقف أمام المراءة ليغدو مظهرة مجعداً بعد أن رفعت المنشفة بين كتفيها ، جف من فوقة ليتبقى جزئة السفلي المنسدل أسفل ظهرها مبللاً ، قامت بالقيام بفعل كل شيء معتاد كروتين صباحي تفعلة بعد الأستيقاض من النوم للتأهب ذاهباً إلى الدوام الدراسي بصورة عجلة و الوقت لا يكاد يسعفها أكثر لتلتحق بالدروس و يضغط عليها بشدة كأنه لا يأبه بقسوتة أن يعطيها الفرصة لتقوم بفعل كل شيء بروية ، خرجت تركض بسرعة حالاً ، أستحضرتها ذكرى رسالة كانامي التي أنساها أنشغالها بضيق الوقت و الألتحاق بالصف بعيداً عنها تماماً لتنعطف بوجهتها الأمامية إلى الجانب الأخر قاصدة الركض نحو الحديقة

"يا إلهي ! ، كيف نسيت أمر مهماً كهذا ! ، لا بد و أنه مازال ينتظر غاضباً مني ! ، لا يسعفني اللألتحاق بالصف فلا بد و أن الدروس قد بدئت الأن ! ، أتسأل إذا كان كانامي حقاً ما زال ينتظرني؟!"

توقف وسط ركضها لتقبل منغمسة بالغوص ملياً في مجرة أفكارها المعتمة و أنطفئ حماسها

"على كل حال لما هو واقع حب في فتاة بسيطة مثلي؟! هل لا بأس حقاً بمواعدة شخص يعلم الجميع بأنه أبن لشخص قاتل مع أنها حادثة غير متعمدة ! ، ذلك غير معقول أبداً ! ، لا يصح أن يقع أبن لمدير مدرسه مرموقة و معروفة في حب فتاة مثلي ! ، سألطخ سمعة عائلته أن علم الجميع بأنني أخرج معه ! ، لست مستعدة لمواجهتة فجأة مع أنني كنت متحمسة للألتقاء به عندما قام بأرسال تلك الرسالة لي ، يجب أن أكون مستعدة لرفضة في حال أن أعترف إلي !"

أعتمت هيكاري بغرقها في مجرة همومها لتبتلعها دوامة الحزن و أحطيت بظلمة وحدتها في هذه اللحظة ، يأست سريعاً لأتساع ثقب تلك الأفكار المؤلمة التي تعبث بعقلها و أستسلمت بعد تفكير أمتد حوالي خمس دقائق لتنهمر الدموع أسفل وجنتيها بحسرة على حماسها المفرط في الأمس و بخيبة كاسحة

"أسفة يا كانامي ! ، أنا لست ملائمة لشخص بمثل مقامتك ! ، و لا أصلح للحب و المواعدات كما تظن ! ، لن يرغب أحد في الخروج برفقة فتاة تمتلك أباً قاتلاً !"

أستحضرتها ذكرى طفل صغير كان عمره يتطابق مع هيناتا تقريباً ذلك الوقت و لا تجمعها به أي معرفة ، شعرة يعتلية سواد حالك و يمتلك عينان زمرديتان ، ضئيل البنية ذو ملامح قاسية و هنالك وحمة بارزة على يده اليسرى ، ألتقت به داخل المحكمة برفقة هيناتا خارج الباب البني المؤدي إلى داخل قاعة المحاكمة لعدم السماح لهما في الدخول بينما والدتها تحارب مدافعة بكل ما تملك من أدله عن زوجها أمام القاضي على منصة الشهود بينما هي تكاد تخسر خسارة مؤلمة رغم عدم فقدانها بأمل ضعيف أن تكسب القضية

كان ذلك الطفل يحتاجة غضب هائج يشتعل في داخلة و يحدق نحوها هي و هيناتا بعينان ممتلئة بالحقد و العدوانية مما أخاف هيكاري لتختبىء خلف ظهر هيناتا الذي يقف بوجه عابس لما ألت إليه الأحوال و الحزن يفترس ذهنة

تسألت هيكاري بريبة و قلق حول الطفل الذي تقدم نحوهما"ما خطبه؟"

أمسك بمقدمة قميص هيناتا بقوة ليجذبة نحوه ، أنجرفت الدموع أسفل جفنية حرقة على وفاة والده ليصرخ في وجهه بنبرة حادة و بأنفعال ساخطاً"كل ذلك حدث بسببكما !! ، أنتما السبب في وفاة والدي !! ، كيف ستعوضان عن ذلك الأن؟!!"

"أسف ، أنا لا أعلم كيف حدث كل هذا فجأة"

سدد ذلك الطفل لكمة عنيفة نحو وجنه وجه هيناتا لتبتعد هيكاري بسرعة من خلف ظهرة إلى جانبه و تحزح جسده بضع خطوات متبعثرة و ضئيلة بحركة لا أرادية ليترطم ظهرة بالحائط

"أخي !"

شبث ذلك الطفل يده فوق كتفي هيناتا بأحكام و الغضب فرط غضبك أعماه كلياً ليندفع بجسده و أسقطة على الأرض مما أيقض لهيب الغضب داخل هيناتا بغيض واضح منه و خاضاً قتالاً طفولي شرس فيما بينهما بتبادل اللكمات المؤلمة و الركلات العنيفة على الأرض لا شعوريًا بنفسيهما أو ما قد يحيط بهما حتى ملئت الجروح و الكدمات كل من جسديهما و وجههما و مازالا مستمران

تدخلت هيكاري حالاً بغضب وسط قتالهما من أجل جذب ذلك الطفل بأمساك قميصة من الأعلى حتى التصق القميص بجسده و شدتة بقوة حتى كاد يختنق من عنقة

"أبتعد عن أخي ! ، لن أسمح لك بأذاءة أكثر من ذلك ! ، قم بضربي أنا بدلاً عنه إذا كنت رجلاً حقاً !"

"توقفِ ! ، أنتِ تخنقينني هكذا !"

أبعدت هيكاري يديها عن قميصة و دفعتة بقوة من ظهره جانباً عن هيناتا ليتزحزح جسدة ساقطاً على الأرض و همت بتفقد هيناتا جالسة بجانب جسدة الصغير الذي يتمدد على الأرض تألماً ، ثغر شفتية قد جرح و دم طفيف يسيل من أنفه ، زرقة كدمة وجنتة بارزة الوضوح

"أخي ! ، هل أنت بخير؟!"

رفع هيناتا رأسه من على الأرض بصعوبة يتأوه إلماً ليحاول بعث الطمئنينة بداخلها متظاهراً بتمالكه بالقوة حيال ما قد جرى بأنه لم يكن شيئاً يستحق أن تقلق بشأنه

"أجل أنا بخير ، لا تقلقي يا هيكاري ، سيمضي كل شيء على ما يرام"

عجز الطفل عن القيام بفعل أي شيء بعد دفع هيكاري له مخمداً غضبة في أندهاش أكتسحة ، أعتقد بأنها قوية حقاً و جريئة في أن واحد للتدخل بين قتالة الحاد مع هيناتا و تقوم بدفعة ، حدق إليها بنفس مكسورة لوفاة والده و كسى العبوس وجهه ليعود الحزن مبتلعاً أفاقة على مفارقتة ، أكتفى بجرف دموعه مرة أخرى أسفل وجنتيه بألم بشع يضطد قلبة الصغير بضعف و أخذ يتنحب بحرقة تفترس دواخلة تعذباً ليصرخ

"أبي !!"

جذبهما صوت علو تنحبة ليلقيا بنظرهما حوله ، أحست هيكاري بحزن خانق نحوة لتشاركة الألم الذي يخلق غصة قوية داخل قلبها الصغير و أنجرفت سيول دموعها الحارقة ترسم دروبها نحو أسفل خديها الناعمتين لتهم بأحتضان هيناتا الذي يكبت رغبتة الشديدة بالبكاء أيضا بكل ما يملك من قوة أحتمال

مدة من الزمن مرت سريعاً ، خرجت والدتهما في وقت مستقطع من المحاكمة لتتفقدهما و وجدتهما أمامهما إلى جانب ذلك الطفل الذي يترك مسافة بعيدة تفصلة عنهما ، همت والدتهما إليهما بقلق بعد رؤية هيناتا بحالتة المزرية لتخفض جسدها أمامة و وضعت يديها فوق كتفة

"هيناتا ! ، مالذي حدث لوجهك !"

أشار هيناتا بأدار نظرة في أستياء نحو ذلك الطفل الذي ما يزال واقفاً بالقرب من الباب ينتظر خروج والدته

"لقد تقاتل معي ذلك الفتى"

والدته بنبرة قلق منزوجة بالغضب:

"ماذا؟!"

"هو الذي أبدء غضبة علي"

فتحت حقيبتها البنية الصغيرة لتخرج منديلاً أبيض صغير ثم أغلقتها و مدت يدها إلى وجهه ، أخذت تقوم بمسح الدم الذي قد سال من أنفة مسبقاً و جف بمعالم وجه غاضب

"ياله من طفل مشاكس ! ، سأهتم بتضميد كدماتك عندما نعود إلى المنزل ، حسناً؟!"

"لا عليكِ يا أمي ، أنا بخير"

أنتهت والدته من تنظيف كل الدم الذي قد جف من أنفة و ثغرة ، سألت هيكاري بأهتمام ممزوج بشيء من القلق و قد فر الغضب من تعابيرها:

"ماذا عنكِ يا هيكاري؟، هل أنتِ بخير؟"

تفاخرت هيكاري أمام والدتها بأبتسامة مرحة طفولية:

"أجل أنا بخير ، لقد دافعت عن أخي جيداً و أوقفت شجارهما"

ربتت والدتها على شعرها بلطف و أبتسامة لطيفه متصنعة تتظاهر من خلالها بالتماسك أمامهما

"هذه هي فتاتي الرائعة"

لم يطق الطفل مشاهدة أهتمام أم كل من هيناتا و هيكاري بهما و شعر بالذنب حول أفتعالة لقتال مع هيناتا على الرغم من أنه لا ذنب له فيما حصل لوالده و أنبه ضميرة بحدة ، خرجت أمه لتفقده قلقة و خائفة عند رؤية كل من ذراعة و ساقة أصابتهما كدمة بارزة أثر لونها الأزرق ، جرح صغير أصاب منطقة وجنتة و أسفل شفتية الصغيرتين لتخفض جسدها أمامه

"ريتا ! ، مالذي حصل لك؟! ، هل خضت قتالاً مجدداً مع شخص ما؟!"

هم لأحتضان والدته ليذرف دموع ندمه بألم و حرقة لاذعة و أرتفع أنين بكائة عاماً أرجاء المكان"أسف يا أمي ! ، أسف !"

أكتسحت معالم الغضب وجه والدته لتقسو عليه بنبرتها الحادة لا مبالية بمن حولها و بلا شعور منها

"يالك من فتاً غير مهذب ! ، سأهتم بأمرك عندما نعود إلى المنزل لذلك توقف عن البكاء !"

"لن أعيد ذلك مجدداً ! ، لذلك لا تغضبِ يا أمي !"

"كم مرة قلت لي ذلك و لم تفي بكلامك لي؟! ، أنت تحرجني مع الأخرين بهذه الطريقة ! ، إلا تعلم؟!"

"أسف حقاً !"

أفاقت هيكاري من فقاعة ذكرياتها بينمت هي ما تزال على حالها البأسه لترفع كلتا ذراعيها و تغطي عيناها المبتله بشلالات دموعها و أرتفع صوت أنين بكائها متنحبة بمرارة ، أحست بالضياع و الحيرة و لم تدري مالذي يجب عليها فعلة حيال هذا الأمر

سئم كانامي طول الأنتظار كل هذه المدة حتى كاد النعاس يلغبه ليغمض عيناة تارة و يفتحها تارة أخرى مقاوماً فرط الملل الذي يلتف به

"يبدو بأنها نسيت موضوع الرسالة التي قمت بأرسالها لها في الأمس ، أشعر بالنعاس و الملل من طول الأنتظار ،ربما سأترك الأمر لوقت لاحق و سأعود إلى الغرفه"

أستقام من فوق المقعد ليمضي في وجهتة نحو الخروج من الحديقة و قصد سكن الطلاب ، تفاجىء برؤية هيكاري التي أبى الألم أن يكف عن ممارسه سلطته القاسية عليها بينما دموعها عاجزة عن التوقف و تفرط في بكائها بغير أنقطاع ، جر قدمية نحوها لا شعوريًا من تلقاء جسده بقلق ممتزج بالخوف حتى أقبل أمامها ، مد يديه ليزيح ذراعيها عن وجهها ببطىء و سألها:

"هيكاري ! ، لمَ تبكين؟! ، هل تتألمين في مكان ما؟! ، هل أنتِ بخير؟!"

توسعت عينا هيكاري المغرقة بالدموع على أشد وسعهما بصدمه فاجعه لحضورة الذي لم تحسب له حساباً أبداً و أصابها التوتر

"كانامي ! ، مالذي أتى بك إلى هنا؟!"

"أخبريني مالذي يبكيكِ؟!"

سألت هيكاري بفضول و أهتمام شديدين و بردة فعل أنفعالية طفيفة حول علمها بمحبه كانامي لها و لم تبالي أبداً إذا قد علم بعلمها بمشاعرة التي يكنها لها

"كانامي ! ، أخبريني بأي صورة تحبني؟ و لماذا؟! ، لماذا أنا من بين كل الفتيات في هذه المدرسه؟!"

أعتلت الدهشة متصدرة تعابير وجهه و أصابته الصدمه بوضوح بارز أنعكس على عيناة التي أتسعت على أشد وسعهما لعلمها بشعورة الذي لم يفصح عنه لها بعد

سألها بنبرة شك أمتزجت مع شعورة بالصدمه"كيف علمتِ بذلك؟! هل باح لكِ هيناتا بكل شيء؟!"

هيكاري بيأس و أحباط عميق"لقد أسترقت السمع إلى حديثكما في الأمس و علمت بكل شيء ! ، أعلم بأنك تحبني لكنني سأرفضك حتى لو صرحت بحبك لي أمامي الأن ! ، أنا لا أصلح للمواعدات و الحب ! ، سألطخ سمعتك كأبن لمدير هذه المدرسة أن علم الأخرون بأنك تخرج مع أبنه لقاتل !"

جذبها كانامي نحوة بواسطه يده من ذراعها إليه ليلتصق جسدها به حتى بات وجهه الغاضب قريب المسافة جداً من وجهها مما جعل الأرتباك يجتاح كيانها لتتوقف الدموع عن الأنهمار من عينيها

"و من له الحق في أن يحكم علي من خلال حول من أختار محبته ؟! ، هل يعني بأن يكون بقية أفراد العائلة سيئين لأن شخصاً واحداً منهم أفتعل جريمة غير مقصودة؟! ، لا تمازحيني !"

أبعدت هيكاري نفسها عنه بمسافة بسيطه و دفعته من كتفة بقوة ليفلت ذراعها بعيداً عن يده

نطقت بقلق مصحوب بشعور الأستياء و بأستسلام"أنت لا تفهم مالذي أرمي إليه يا كانامي ! ، ستتشوة سمعتك و هذا مالا أريده ! ، قد ينظر الأخرون إليك بأستحقار و أيضا و لن أكون سعيدة أن حدث هذا ! ، فكر ملياً أرجوك !"

أتضح أنفعال كانامي بشيء بسيط لا شعوريًا منه ليرتفع صوته:"أتفهم ما تقولين و لكن ! ، مالجديد أن رأكِ الأخرون معي؟! الجميع يعلم أنني أصادقكِ أنتِ و هيناتا و أتسكع معكما دائما من بين الأخرين و لا أحد يجرىء على الأعتراض حول ذلك !"

"أن يراك الأخرون معي مختلف عن علمهم بإنك قد تخرج برفقة فتاة مثلي ! ، أنت لديك مستقبل مهم بعكسي أنا التي لم تحدد مستقبلها بعد ! ، سترث مدرسة والدك مستقبلاً إليس هذا ما سيحصل؟! ، لن يرغب أحد بالمجيىء إليها أن علمو بأن مديرها المستقبلي يواعد فتاة والدها شخص قاتل ! ، أرجوك دعني و أبحث عن فتاة أخرى !"

"لا تحددي مستقبلي بناءً على توقعاتكِ الخاصة ! ، أنا لا أخطط لوراثة هذه المدرسة و لا أرغب بالقيام بفعل ذلك لذا لا بأس أن قبلتِ بي ! " أكمل و قد أشتد عليه اليأس و الأحباط أقصى ذروتة"أنا حقاً أحبكِ يا هيكاري لذلك لا تجعليني أتألم فقد تعذبت بما فيه من الكفاية مسبقاً و قد تشبعت من ذلك ! ، أرجوكِ أعطيني الفرصة !"

"لقد كنت سعيدة جداً لعلمي بحبك لي لكنني لا أستطيع قبول هذا الحب ! ، أسفة !"

مسحت دموعها بواسطة ذراعيها ، بدا العبوس واضحاً في تعابير كانامي لشدة أحباطة الذي أعتمي به و عجز عن القيام بفعل أي شيء حيال دفعها عنه بأستمرارها برفضها المؤسف له

"أسفة حقاً !"

خيم الصمت بداخلة بنفس مهزومه بينما هي تبتعد عنه عائدة أدراجها نحو الغرفه ، أحتدم الحزن يمزق قلبة أرباً رغم ذلك عيناة الذابلتان لم تبىء أن تذرف الدموع أو أن تسخط نفسة اليأسة و أبتلع كل شيء داخل جوفه ، أما هيكاري فقد كانت أسفة عليه و تشعر بالأسى أأتجاهة بعد رفضها الشديد له لكن ما دفعها لأتخاذ هذا القرار هو عدم رغبتها بأن تتلطخ سمعتة بسوء بسببها ، أحست بندم حارق و شيء من تأنيب الضمير لأنشغال عقلها الغير منقطع به ، لامت والدها مراراً و تكراراً بداخلها على جعلها تؤول بهذه الحال المؤلمة و كرهتة ، أخذت تفكر بمقدار ما قد يشعر كانامي به من إلم مرير بعد رفضها له و إذا كان يعاني بعد أن كان متأهباً منذ الأمس ليرسل تلك الرسالة إليها ، حواسها تود أن تعود بها إليه لكن نفسها لا تسمح له بالقيام بذلك بعد أن جاهدت في رفضه

عادت إلى الغرفه ، أستبدلت ملابس المدرسه أمام الخزانة بملابس نوم عنابية مريحة و قامت بتسفيطها ملابس المدرسة بعناية لتضعها داخل الرف الوسطي ، أغلقت الخزانة لتتجة نحو السرير و أرتمت بجسدها فوقه ، لم يفرقها أنشغال عقلها القلق بكانامي لترسل له رسالة عبر هاتفها"هل أنت بخير؟إذا كنت تقراء هذه الرسالة فأجبني"

"أجل ، أنا بخير"

"لنتصرف كما هو معهود بين الأصدقاء ، أنا لا أمانع في ذلك"

"أنا لا أريد أن أكون مجرد صديق ، أريد كسر حاجز هذه المرحلة"

"لكنني لا أستطيع أن أكون لك أكثر من هذا ، أنت تعرف السبب"

"و لما علينا الأهتمام بما يعتقدة الأخرون حولنا؟"

"لأنني كما أخبرتك مسبقاً ، أخشى تتشوة سمعتك و يكرهك الأخرون"

"لكن لا أحد سيتجرىء على أن يبدي كرهه إتجاهي كما تعلمين"

"أنا لست محبوبه ، لا أحد يريد التقرب مني و لدي الكثير من التخيلات المشينة داخل عقلي أن واعدتك"

"أنا لا أهتم بما قد يعتقدة الناس بشأننا لذا لا تسمحي لنظرتكِ السلبيه أن تسيطر على أفكاركِ"

"لا أستطيع القبول بك ، سامحني"

"إلى متى سأظل أحاول حتى تقتلعي تلك الأفكار من رأسكِ؟"

"مستحيل ، أنا لا أريد أن تصبح مكروهاً بسببي ، سأشعر بالذنب أن حدث هذا"

"أعطيني الفرصة لأثبت لكِ أن ما تعتقدينة مجرد هي أفكار واهيه"

"أرجوك لا تحاول أكثر من ذلك ، أنا بالفعل قد أتخذت قراري"

مهلة طويلة من الزمن مرت إلى أن حان وقت أنتهاء الدوام الدراسي ، عاد هيناتا إلى الغرفه ليجد هيكاري قد غفت متمددة فوق السرير بعد أن تشبعت عيناها بالدموع و شعرها الطويل ذو لون الكراميل مبعثر على الوسادة بفوضوية

حادث نفسه بأهتمام حول أمر تغيبهما دون سبب واضح"يبدو بأنها لم تحضر إلى المدرسه بعد كل شيء و نفس الأمر بالنسبه إلى كانامي أيضا ، هل ألتقيا يا ترى و باح لها بمشاعرة؟أم أنها مجرد صدفة أن يتغيبا معاً في نفس اليوم؟ ربما سأذهب لتفقد كانامي"

خرج من الغرفه مغلقاً الباب خلفة ، توجه نحو غرفة كانامي التي لا تبعد بمسافة طويلة ليطرق الباب قائلاً"كانامي ، سوف أدخل"

لم يجب كانامي عليه في الداخل ليفرض على نفسة فتح الباب و دخل ، وجده يشغل نفسه بألعاب الهاتف بهدوء غريب يلتف حوله ، و لم يبدي رده أي فعل أثناء تركيزة مع اللعب أثناء جلوسة على مقعد مكتبة الدراسي

سأل هيناتا بأهتمام مستغرباً و حائراً بسبب تغيب كانامي اليوم ليمضي نحوه:

"لما لمَ تأتي إلى المدرسة اليوم؟هذا أمر غير معهود منك أن تتغيب عبثاً"

أوقف كانامي اللعبة و أطفى هاتفة ليضعة فوق المكتب و أستدار بمقعدة ليقبل أمامه ، صارحه بكل شيء حدث معه بوضوح و بأستياء بسيط واضح في نبرته:

"لقد أتفقت مع هيكاري أن نتقابل في الحديقة لكنها لم تأتي و قابلتها صدفة"

"هكذا إذاً و مالذي حدث بعد ذلك؟"

"لقد رفضت بحجة أنني أبن مدير هذه المدرسة ، هذا غير عادل إلا تعتقد ذلك؟"

كانامي بكل بساطة و برود"على الأطلاق ، هي بالتأكيد لديها وجه نظر حول الأمر"

"هي تعتقد بأنها لن تستطيع مواعدة شخص مثلي بسبب والدكما ، قالت بأنها ستلطخ سمعتي أن بدئت أخرج معها و علم الجميع بهذا الشأن"

"هذا مؤسف بالفعل لكنني لن أتدخل في علاقتكما ، أقنعها بطريقتك"

"كيف يسعني القيام بذلك و هي تستمر في أحباطي؟!"

"فلتكن لديك عزيمة قوية ، لا تستلم و أستمر بالمحاوله"

أطلق كانامي زفرة صغيرة متسألاً بيأس و أرخى مرفقة فوق مكتبة:

"هل سأبقى عالقاً على رفضها لي للأبد؟! ماذا لو دخل شخص أخرى إلى حياتها و أرتميت أنا جانباً؟!"

هيناتا بشيء من القلق"حسناً ! ، توقف عن نشر الطاقة السلبية حولك ! ، سأتحدث إليها حول هذا الأمر من أجلك لذلك لا تبدء بالهذيان حول الأفكار الواهيه !"

"أعتمد عليك"

"لا تفعل ذلك ، أنا لست متأكداً من أنني قد أنجح في أقناعها فهي عنيدة في أتخاذ قرارتها"

"أنت تزيد من أحباطي بكلامك هذا"

"على أيه حال ، لمَ أنت مستعجل على مواعدتها هكذا؟خذ الأمور بروية قليلاً فلربما تغير رأيها يوماً"

"لست كذلك ، أنا فقط محبط و يأس إلى جانب أنني أشعر بالأستياء من رفضها لي"

"أحقاً هذا كل شيء؟"

"أجل"

"إذاً لمَ لا نخرج للتنزةً قليلاً؟سيزيح ذلك عنك شعور الأحباط بعد أن نتناول وجبة خفيفة في إحدى المقاهي"

"الطعام ليس فعالاً ليواسي أحباطي بعد الأن"

مد هيناتا يده نحو ساعد يد كانامي بأحكام وشدها بقوة خفيفة ليقول له بنبرة ملحه:

"هيا ! ، لا يصح أن تبقى على هذه الحال طوال اليوم سوف أيقض هيكاري لتخرج معنا أيضا لذلك أبتهج !"

"أريد أن أحضى بوقتنا وحدنا ، هل يمكنك منح فرصة كهذه لي؟"

أرتسمت أبتسامة لطيفه بين شفاة هيناتا"بكل سرور"

"حسناً أذهب و إيقضها ، سأنتظاركما عن مخرج بوابة السكن لذا لا تتأخر"

أفلت هيناتا ساعد يد كانامي"حسناً ، لك هذا"

خرج هيناتا عائداً نحو غرفته التي يتشاركها أختة هيكاري التي تصغرة سنة واحدة ، دخل إليها ليهم بالتوجة نحو سريريها ، أخفض جسدة أمام طرفة حتى لامست قدمية الأرض و أخذ يحاول إيقاضها بهزة كتفها بخفة بواسطة يده بأستمرار دون توقف

"هيكاري ، أفيقي ، سنخرج للتنزة ، إلا ترغبين بالقيام بذلك؟"

فتحت هيكاري عينيها الناعستين ببطىء لتنظر إلى هيناتا قائلة بنبرة ناعسة:

"أخي"

أبعد هيناتا يدة ليرخي مرفقية على طرف السرير:

"سنخرج للتنزة لذلك تأهبِ للذهاب ، أنا سأنتظركِ في الخارج ، حسناً؟"

أستدرات هيكاري بجسدها إلى الجانب الأخر بتكاسل معطية ظهرها له ثم غطت نفسها بالبطانية بالكامل

"لا أريد"

"لماذا؟ سوف أشتري لكِ الكعك التي تحبينه و سنقوم بالكثير من الأشياء الممتعة لذا لا تتكاسلي"

تطرق كانامي إلى بالها حالاً فهو حتماً سيرافقهما بأسم الصداقة التي تربطة بهما ، أستدارت مرة أخرى بجسدها نحوة لتزيح البطانيه عنها ثم رفعت رأسها عن الوسادة سأله بأهتمام و فضول:

"هل سيأتي كانامي معنا نحن الأثنان؟"

"إلا يعجبكِ ذلك؟فأنت لا تكرهينة على أيه حال"

مازال تفكيرها بشأن حديث الأخرين السقيم عنها يقيدها كما تقيد مشاعر فرحتها المغتالة بين أحدى زوايا قلبها

"أنا لا أريد الخروج معك إذا كان كانامي سيرافقنا"

تعجب رفضها الذي أتى بطريقة غير متوقعه ، هيىء له بأن كانامي فرض نفسه عليها بطريقة أغضبتها دون موافقتها ليسألها بقلق"لماذا؟ هل قام بفعل شيء ما سيء لكِ؟"

عبست ملامحها بيأس و أستياء يكسو محياها على ما حدث بينها و بينه منذ لحظات اليوم"أنا أعلم بأنه يحبني ، لقد أسترقت السمع إلى حديثكما في الأمس و أعترف بحبه لي اليوم"

سأل هيناتا ذلك السؤال الذي يعرف أجابتة مسبقاً"و قد رفضتة إليس كذلك؟"

شعرت بغضة ألم خانقة توخز صدرها بقوة لتتجمع الدموع من بين جفنيها بأنكسار و حرقه"هل أخبرك بكل شيء؟"

"أجل ، أنه حقاً محبط الأن و مستاء للغايه من ذلك لكن الأهم الأن أخبريني مالذي قام بفعله؟"

هيكاري بنبرة مبتله بالبكاء:"كانامي لم يفعل شيء سيئاً ، لقد كنت سعيدة في الأمس عندما علمت بمشاعرة نحوي و قد كنت متحمسة لليوم الذي سأتلقى أعترافه في موقف ملائم ، لكنني تذكرت والدي و لهذا رفضته ، سأتتشوة سمعته أن واعد فتاة مثلي إلا تظن ذلك يا أخي؟"

سأل هيناتا بأهتمام"و ماذا عنكِ أنتِ؟ كيف تشعرين نحوة؟"

"أعتقد بأنه من الأفضل أن يبحث عن فتاة أخرى بنفس مقامتة"

"أتفهم سبب إحباطكِ بسبب والدانا ، أنه يجلب لنا الأذية كثيراً و لا نستطيع التشكي حول ذلك ، في الحقيقة لأصارحكِ كنت محبطاً منذ ذلك الوقت و كبحت كل شيء في داخلي للإ أقلقكِ أنتِ أو أمي و أبكي بعيداً عن ناظركن ، عندما أستمع للأشاعات البغيضة التي تخرج من أفواة الأخرين عنا أود الهروب إلى مكان هادىء وحدي ، لكن رغم كل هذا يا هيكاري لا أعتقد من بأنه من الأفضل أن ترفضية كهذا و ترمي بسعادتكِ بعيداً بسبب والدانا فأنتِ لا ذنب لكِ بما حدث معه ، أنتِ عانيتِ طول ذلك الوقت أيضا و الحياة تمهلكِ الفرصة لتحضي بهذه التجربة ، لو كنت مكانكِ لما لمتكِ بتفكيرك بهذه الطريقة لكنني سأكون صريحاً و واضحاً في بكل شيء سواء قررت القبول أو الرفض ، لا شيء يستحق أن أمنع نفسي من أتخاذ قرارتي مادمت لن أؤذي أحد إليس كذلك؟"

"أنا مازالت قلقة عليه من حديث الأخرين حولنا حتى لو غيرت رأيي"

"أنت تستحقين أن تكوني سعيدة ، يجب أن تؤمنين بهذا المبدء و لا ستبقين محبطة طوال حياتكِ"

"أعلم بذلك لكن ، لا أعتقد بأنه سيكون خياراً جيداً مني"

"هكذا الأمر يجري في العادة إلا تظنين ذلك؟لا يوجد أحد يعيش حياة خالية من العقبات و لكن أن كنت تدفعينة بعيداً فلن تتقدمي أبداً ، يجب أن ترمي بكل شيء جانباً إذا كنتِ ترغبين بمواعدة شخص مثل كانامي و لا تدعي حديث الأخرين يؤثر على نفسكِ , تحلي بالشجاعة و لو قليلاً "

أشتد بكاء هيكاري لحدة يأسها بعقل مشتت و أرتفع صوتها تنحبها في لحظة أنفعال بسيط:

"أنا حمقاء حقاً ! ، لا أستطيع دفع التفكير بشأن الأخرين جانباً ! ، أن يقلقني و يخيفني !"

"خذي الأمور بروية ، لا داعي للعجلة"

غطت هيكاري كلتا يديها بوجهها:"أشعر باليأس ! ، لما علي التفكير بهذا حتى؟!"

"لأنه شيء لا تستطيعين نسيانة ، هذا هو الحال بالتأكيد"

أبعدت هيكاري يدها عن وجهها ، مسحت كلتا دموعها بواستطهما و حاولت تهدئه عقلها المثقول بهم كانامي في صراع نفسي

"أنت محق ، أنا لا أستطيع أزاحه تفكيري بكانامي عن عقلي"

"أرى ذلك"

"سأراجع قراري حول الأمر و أفكر ملياً مرة أخرى لكن بالمقابل يا أخي إذا شعرت بالرغبة في البكاء يوماً لا تهرب و تختبىء بعيداً فأنا دوماً إلى جانبك"

أرتسمت أبتسامة ودودة بين شفاهة بشيء بسيط من شعور الدافىء"شكراً لكِ ، سأقوم بفعل ذلك"

أستقام هيناتا من على الأرض

"سأنتظركِ بالخارج أمام البوابة ، لا تتأخري"

"حسناً لن أتأخر"

خرج هيناتا من الغرفة لتوجة بالسير نحو بوابة السكن الحديدية التي تحيطها الشباك الفضية من جميع الجهات ، كان كانامي يلصق ظهرة على الجدار الحجري في هذا الوقت ينتظر قدومه هة و هيكاري بهدوء و صمت يلتفان حول شفتية ، مدة صغيرة من الدقائق المعدودة ليقبل أمامه مستمراً بالسير حتى أصبح بقربه و زف له أخباراً جيدة

"لقد تفاهمت مع هيكاري بخصوص أعترافك ، قالت بأنها ستعيد التفكير لذلك كل ما عليك فعلة الأن أن تكون صبوراً"

دهشة و صدمه أشعلت بقنابيل الفرحة ، كل هذه المشاعر أكتسحت كانامي بطاقة حماس مفرطة ليهم بأحتضان هيناتا

"شكراً لك ، لقد أحسنت صنعاً ، أنا فخور جداً لأنني أمتلك صديقاً مثلك"

"هذا جانب غريب منك يا كانامي أن تفصح عن ردة فعلك بطريقة مطلقة كهذه ، أكنت كذلك عندما وافقت إيانو على مواعدتك؟"

أبتعد كانامي عن هيناتا ليجيبه و هو جزء صغير من ذكريات الماضي الحلوة و المرة في أن واحد:

"أجل ، لقد كانت فتاة من الصعب المحاولة معها و تقولي دائماً بأنها لا تؤمن بالحب و أنه شعور واهي عندما أقدم أعترافي لها ، مع ذلك كنت أتمتع بأصرار قوي لا أعرف كيف فقدتة عندما دفعتني هيكاري عنها برفضها لي ، شعرت بنفس شعور ذلك اليأس الذي نال عندما صفعتني إيانو ذلك اليوم"

سأل هيناتا بأهتمام ممتزوج بالفضول و التعجب:

"صعفتك؟! لكن لماذا؟!"

"حسناً ، في الواقع أنا إيضا أتحمل جزءاً صغيراً مما حدث ، لقد أحتضنتها بقوة في لحظة أردت التمسك بها بأي ثمن لكنني بالغت مما جعلها تكاد تختنق و قامت بصفعي"

"هذا فضيع منك ، كنتما ستستطيعان التفاهم جيداً لو أنك تمالكت نفسك"

"هي لم ترد الأستمرار معي لذلك هذا لم يعد يهم بعد الأن ، كنت أشعر بالوحدة دائماً رغم الأهتمام الذي أتلقاة من الإخرين عندما أنفصلت عني ، لكنني بخير و الأهم من ذلك أنني عثرت على فتاة أفضل لأقرر البدء مجدداً"

"ماذا ذلك الأثر على يدك؟ هل هو من إيانو إيضا؟"

"سأخبرك بشأنه لكن كن حريصاً على إلا تخبر هيكاري أبداً"

"حسناً ، أنا جيد في حفظ الوعود لهذا أعدك"

"لقد حاولت الأنتحار مرة ، كنت سائماً من الحياة و لم أجد سبباً يدفعني للعيش"

توارد التردد للحظة في نفس كانامي ليتسأل أن كان يجدر به الأجابة أم لا ، أحياناً هنالك أسرار من الأفضل عدم البوح بها حتى للمقربين و الأحتفاظ بها لنفسه ،لطالما ظن أن ذلك هو الخيار الأمثل في كثير من اللحظات التي كان من الصعب البوح مما جعل التحدث بصراحه صعباً للغاية عليه ، تساهل في لحظة ثقة بهيناتا و بنرة تحريص شديدة

"سأخبرك بشأنه لكن كن حريصاً على إلا تخبر هيكاري أبداً !"

"حسناً ، أنا جيد في حفظ الوعود لهذا أعدك"

كانامي و هو يمرر يده إلى يده الأخرى ليتحسس أثر جرح شريانه المخيوط بها و يحدق إليه بعمق

"لقد حاولت الأنتحار مرة ، كنت سائماً من الحياة و لم أجد سبباً يدفعني للعيش"

هيناتا بشيء من الصدمه"أنتحار؟! ، بجديه ! ، هل فقدت عقلك؟!"

"أنت لن تفهم حتى تجرب كم هو مؤلم أن يتخلى عنك شخص عزيز عليك و تبقى وحيداً ، سوف يغزو الأكتئاب عقلك و تنمو حشائش من الأفكار السقيمة في دخلك و يتلطخ عالمك بالظلام و ستصاب بالعمى عن كل شيء جميل و محفز لهذة الحياة حولك"

"إلا لهذه الدرجة؟"

"ما رأيك أنت؟ ، أنا لست أريد أخافتك على أيه حال"

"الحمدلله أنك لم تمت"

"أنا أحسدك بسبب أنك لا تحمل مشاعراً إتجاهه أحد ، لا بد و أن عقلك مرتاح للغاية"

"أجل ، أظن ذلك أيضا"

بينما هما هائمان بمبادرة الأحاديث، أتت هيكاري مقبلة إليهما و هي في أتم أستعدادتها للخروج فيما عقلها ما زال يرفض بتاتاً التحدث إلى كانامي

"لقد أتيت يا أخي"

"حسناً ، لنذهب"

خرجا من سكن المدرسة ليمضيا بالخروج ، أخذت هيكاري تسير حذرة بجانب هيناتا الذي يسير بالقرب من كانامي و ينظر نحو الأمام

"هيكاري ، لما تتصرفين و كأنكِ خائفة من شيء ما؟"

كابرت بنفرة نفي"لست كذلك"

"إذا كان ذلك بسبب كانامي فهو ليس بشخص سيء كما تعلمين"

"الأمر ليس كذلك"

"إذاً ماذا؟

"أنه لا شيء"

تظاهر كانامي بالبرود التام و اللا مبالاة على الرغم من أنه لم يسأم الفرصة فعلاً في داخلة فلربما يهز وتراً حساساً من أغصان قلبها

"لا بأس فأنا قد نسيت الأمر"

"حقاً؟"

"أجل"

"سماع ذلك مؤسف حقاً"

"لست أهتم"

تراجع هيناتا خطوة صغيرة ليلتف نحو خلف ظهر كانامي و من ثم أخذ يسير أمامه ليقبل على يسارة جانباً و أصبحت هيكاري على يمينه و بذلك يتيح له الفرصة

كلاهما هادئ و الصمت سيد الموقف ، أنها تبتعد خطوة ثم خطوة أخرى ليصبح الحاجز أوسع عن سابقة و تستمر بالسير دون تركيز و ببال مشغول بأفراط لتنتظر أن تأتي الفرصة الملائمة من تلقاء نفسها و تتكل على طريقة سير الأمور فقط

توقفا على رصيف شارع قريب من الشارع المؤدي إلى طريق العودة ، دخلاً إلى مقهى صغير بلفاتة خشبية بينة ينبعث من داخلة صوت موسيقى هادئة ، تصميمة من الداخل مصمم على الطراز البريطاني العريق ، جدرانة بيضاء منحوتة بعناية فائقة مع وجود بعض النقوش الذهبية الناعمة عليه و نوافذه الزجاجية و اسعة تطل على الشارع من الخارج ، أرضيتة مغطاه بسجاد أحمر ، جلسا على أحدى المقاعد الخشبية بالقرب من النافذة ليأتي النادل الشاب بكتيب لائحه الطعام و المشروبات لكل واحد منهم و أخذ يقف بالقرب الطاولة ، تصفحى اللائحة ليختار كل واحد منهما طلبة و دون طلبهم بقلم رصاص أسود على دفتر صغير و من ثم مضى في طريقة

هيكاري"هذا المقهى يبدو رائعاً ، لقد أحببت تصميمة"

هيناتا"معكِ حقك"تظاهر بأنه يود الذهاب إلى دورة المياة من أجل غسل يديه لينهض من على مقعدة الكبير الذي تجلس عليه هيكاري بجانبه و يتيح متسعاً من الوقت لكانامي الذي يتتوق بشدة لسير الأمور كما يودها أن تسري

"سأذهب لدورة المياة ، لن أتأخر لذلك أنتظريني ريثما أتي"

"حسناً ، سوف أنتظرك"

مضى هيناتا في طريقة نحو دورة المياة ليترك كل من هيكاري و كانامي الذي يجلس على المقعد المقابل لهما وحده ، أستقامت هيكاري بعدها بهدوء و بعضاً من شعور الخجل لتجلس بجانبه مخفضة رأسها نحو الأسفل و تشبثت بيديها بقوة على قميصها الزيتي الطويل ، ألقى كانامي نظرات جانبية إليها بأستغراب و تعجب في أن واحد رغم أنه لم يحدث شيء بعد

بدت متوترة بوضوح و قلقة حد الموت في هذا اللحظة التي تحاول أن تصارحه فيها بقول كل ما يوارد خاطرها"كانامي!...أنا !..."

"أنتِ ماذا؟!"

"أنا لا أكرهك حقاً ! ، حتى بعد ما قد حدث بيننا أنا لا أستطيع أزاحتك عن عقلي !"

"أرفعي رأسكِ و أنظري إلي ، بهذه الطريقة سأستمع إليكِ بشكل أفضل"

مدت هيكاري أطراف أصابعها بخفة نحو طرف ذراع قميصة الأبيض و رفعت رأسها إليه"ماذا عنك؟! هل صحيح بأن الأمر لم يعد يهمك بعد الأن؟!"

أكمل كانامي نظاهره بالبرود الذي ما يزال يحافظ عليه و يتقن تجسيده بصورة مثاليه أمامها"أجل ، أنسي ما قلتة"

هيكاري بغضب يخالطة الأنفعال"كاذب ! ، لقد كنت تعي ما قلتة منذ قليل قبل أن نأتي إلى هنا !"

"لقد كنت محطماً و خائباً جداً بسببكِ فكيف تريدينني أن أبدو راضياً الأن؟"

"لقد غيرت رأيي ! ، لن أفرط بهذة الفرصة مطلقاً و سأواعدك !"

"قومي بفعل شيء يجعلني أبدو راضياً ، حينها سأفكر بالأمر"

"مثل ماذا؟"

أقترب كانامي إليها أكثر عن السابق حتى كادت المسافه أن تكون قصيرة بأنش واحد و يقبل ملتصقا بها "قبلة ، أظن بأنها ستكون رائعة بما فيه الكفاية لتجعلني راضياً"

أشاحت هيكاري ببصرها نحو الجانب الأخر عنه و قد توردت وجنتيها بخجل طاغي بعثر عقلها و أنفعلت"ماذا؟! لكنني لم أجرب القيام بفعل شيء كهذا قط فكيف ترديني أن أقوم بفعلة الأن و في مكان كهذا؟!"

"لا داعي للعجله، فجميع الأيام متاحة لكِ"

"حسناً إذاً ، يجب أن أستجمع كل شجاعتي للقيام بذلك"

[في دورة المياة]

"هل حقاً ما أقوم بفعله هو الصواب؟أحقاً سأكون بخير لو أزحت أختي الوحيدة بعيداً عني؟أهذا حقاً ما أود فعله؟أنا من حفزها لمواعدته لكن لماذا أبدو مهزوزاً و قلقاً ؟أنا أثق بما سيقوم كانامي بفعلة لكن بجدية ما خطبي؟! منذ أن كنت صغيراً هيكاري و والداي يطلبان مني الأنتباة لها و الأن أشعر بأنني أوكل المهمة لشخص أخر ، أهذا هو سبب وجودي الوحيد في الحياة؟كيف ستكون حياتي بعد أن أفقد سبب وجودي؟أنا لا أستطيع تخيل ذلك حتى"

هذا ما كان يراود هيناتا الذي أخذت غيمة من الأفكار السوداء تعبث بعقلة بينما يقف أمام مغاسل المراءة بقلة حيله و يحدق إلى نفسه بصمت ، خرج من دورة المياة ليعود إليهما و ما هي إلا ثوان معدودة ليصل ليجد جميع الطلبات البسيطة من كعكة فراولة صغيرة و ثلاث أكواب بيضاء صغيرة من القهوة السوداء المرة معدة على الطاوله بطريقة مرتبة ، قرر فوراً عدم مشاركتهما الجلوس ليبعد نفسه بعقل مشوش بينما يرسم أبتسامة خفيفة متصنعة بين شفاهه

هيكاري"أخي أخيراً أتيت ، أجلس و تناول قهوتك قبل أن تبرد"

"يبدو بأنكما قضيتما وقتاً جيداً أثناء غيابي"

كانامي"أجل"

هيناتا كاذباً"لقد أتصل هي جين علي و أخبرني بأنه يشعر بالوحدة لذلك سأغادر كي أبقى بجانبه"

"لما أنت مستعجل هكذا؟أنهي كوبك على الأقل"

"أسف ، لقد أصبحت لا أرغب بشيء فجاءة ، أستمتعا بوقتكما ، سوف أغادر"

أخرج قطعة نقودة من بنطال جيبة الأسود القطني ليترك مبلغ القهوة على الطاولة و رحل خارجاً

هيكاري بنبرة تسأل و بحيرة "أتسأل ما خطبة بجديه؟"

كانامي "ربما يريد أعطائنا المزيد من الفرص لنكون معاً"

"ليس ما عادته أن يغادر دون أن ينهي كوبه ، أنه يتصرف بغرابة فجاءة"

"حسناً إذاً ، لننهي مالدنيا و من ثم نلحق به"

"لقد أقتربت من أنهاء الكوب الخاص بي لكنني لم أستطع أنهاء الكعك بسبب إنني قد شبعت منه بسرعه"

"كنت أود مشاركتكِ لكنني لا أحب الأطعمة الحلوة كثيراً"

"أشعر بالأسف بسبب أنني لم أستطع أكمالها"

"لا عليكِ"

أنهيا أكوابهما على مهلهما و أخذهما مرور الوقت بتبادل الأحاديث ليدفعا ثمن طلبهما أمام قسم المحاسبة ، خرجا ليلحقا بهيناتا الذي قد أتى إلى المشفى من أجل زيارة هي جين الذي كانت والدته تلازم زيارتة من وقت لأخر جالسة على كرسي أبيض بجانب السرير الذي يريح جسدة عليه متمدداً و يحادث والدته

وصل هيناتا إلى الغرفة ليطرق الباب و من ثم فتحة ليدخل"هي جين ، لقد أتيت من أجل الزيارة ، كيف حالك اليوم؟"

أدارت والده هي جين رأسها لتلقي نظرات جانبية إليه سألة"من يكون هذا الشخص؟"

"أنا بخير لكن أين إيانو؟أ ، لم أطلب منك أن تأتي بها إلى هنا في المرة المقبلة؟"

أجاب هيناتا و هو يشق طريقة نحو هي جين "لقد أخبرتها لكنها أصرت قائلة بأنها لا تود المجيئ ، أنها تبدو غاضبة منك لسبب لم تخبرني إياه"

هي جين يتسأل بحيرة و يستعيد ذكريات أخر لقاء بينهما"هل فعلت شيئاً خاطئاً يا ترى؟"

وصل هيناتا إليه ليقف أمام السرير و جلس على طرفة ليعرفه هي جين على والدته

"أمي ، هذا هو صديقي هيناتا ، أنه معي في نفس الصف"

"هكذا إذاً من الرائع أن ألتقي بأحدى أصدقاء هي جين هنا"

أحنى هيناتا رأسة بأحترام"سررت بلقائكِ"

رفع رأسه لتجيبه هي الأخرى بود"نفس الشيء بالنسبه لي"

هي جين"ماذا عن البقية لما لم يأتو معك؟"

"أتعني كانامي و هيكاري؟أنهما يستمتعان بقضاء وقتهما في مكان ما"

أستقامت والده هي جين من على الكرسي لتقرر ترك كل من هي جين و صديقه هيناتا وحدهما قائلة:

"سأغادر الأن إلى العمل و أترككما وحدكما ، أنتبه له جيداً يا هيناتا و أقضيا وقتاً جيداً"

"حسناً ، سأفعل"

"أنتبهي لنفسكِ أنتِ إيضا يا أمي في طريقكِ"

"لا تقلق علي ، أراك غداً"

"إلى اللقاء"

مضت والدته في طريقها لتفتح باب الغرفه و من قم خرجت مغلقته خلفها

هيناتا بتعابير شبه محبطه"أنا حائر أن كان ما قمت به أو الصواب أم لا ؟ في البداية كنت أريد أن أصنع الفرص لكانامي ليبقى مع هيكاري لكنني شعرت بأن عقلي مشوش فجاءة و أردت التحدث إليك"

"مالذي تعنية؟"

"كانامي واقع في حب هيكاري ، في البداية لم تستطع هيكاري تقبل حقيقه ذلك لكن عندما أقنعتها بدئت تأخذ الأمور بجدية"

"هكذا إذاً ، أعتقد أنك فعلت الصواب بتركهما وحدهما ، كانامي ليس بصديق سيء و أنت تعلم هذا ، كن واثقاً به"

"أنت لا تفهمني ، لقد كان دائما ما يطلب لي من والداي أن أنتبه لها لكن الأمر يبدو و كأنني أوكل المهمة لشخص أخر ، إذاً تركت سير الأمور يجري كما خططت له فهل سيكون هنالك معنى لحياتي بعد ذلك؟أنا فجاءة أشعر بأنني أخطئت و لست أستطيع فعل شيء حيال خطئي"

"هذا ليس صحيحاً أبداً فقد فكرت بسعادة أختك قبل كل شيء ، إليس كذلك؟"

"ليس الأمر كذلك ، لقد كنت دائما أعتقد بأنه لا بأس أن كان كانامي ، لم أكن لأكون راضياً بغيرة لكنني أشعر بأنني كنت أكذب على نفسي حتى عندما أقول هذا مرة أخرى"

"هيا لا يجب عليك أن تصنع هذه التعابير بعد ما قمت بفعله ، يجب أن تكون فخوراً بما قدمتة لهما"

"أنا لم أعد أفهم نفسي"

"لقد أحسنت صنعاً"

أما بالنسبه إلى إيانو فقد ألتقت أمام جسر النهر بتاكويا بعد أن تلقت منه رسالة بأن يتقابلا هنا

سألته بأهتمام و فضول بينما هي تقف أمامه"مالذي تريده مني؟قتال؟إذا كان هذا ما طلبتني من أجله فلن أقبل بذلك"

كان الغضب و الأستياء واضحين على تعابيرة بما فيه الكفاية ليكون حازمًا في نبرتة"أجل، أنا أطالب بقتال ضدكِ حتى أكون راضياً عندما أصبح زعيماً و لأنك أستفزيتني عندما علمت من ريتا بأنكِ تودين ترك العصابة هكذا دون أخبار أحد !"

إيانو بكل برود و ببساطة و دون أدنى مبالاة"أنا أسفه حقاً يا تاكويا الأمر لم يعد يستهويني بعد الأن ، خذ الزعامة فحسب بدون مشاكل"

"أنا لن أتساهل بسبب كونك فتاة فحسب ! ، لنذهب إلى مكان أخر و ننهي ما بيننا !"

"لا أريد أن أتبعك أكثر من ذلك ، سأعود إلى السكن الأن فقد تأخرت عن العودة"

أستدارات إيانو نحو الخلف بجسدها لتمضي متخطية له"إلى اللقاء"

أنتهى الفصل.

تتوقعون تاكويا بيترك إيانو تروح بسلامتها و لا في شيء ثاني بيصير؟

هيناتا بيتغير و لا بيظل يمثل دور الي يحب أخته هيكاري و يدعم علاقتها بكانامي؟

دمتم بود.
__________________
صفحتي على الكيريوس كات هنا
مدونتي في بلوجر هنا
رد مع اقتباس