عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-23-2019, 04:19 PM
X
 
ذهبي

.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://www.arabsharing.com/uploads/156591536963892.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



<b>


هالة




-
الفصل الأول: يتَسلَل مِنْ أعماقْي.

- تَفاصِيل الأَحلام هي مِنْ أفكارِ الأيام؛ قَد تمرُ الأفكار مرورًا عابرًا ولكننا لن نَتخَطى الأحلام، تلكَ التي تَشرحُ حقيقةَ الأَفكار.

،ُ*


2019/06/05 الأربعاء 15:20

ظنت أساهي أنهُ يومٌ آخر من أيام سبتمبر التي عاشتها ثلاثينَ مرة مضروبة بسبعة عشر؛ إن كان هدف تَحَفظها وانعزالها عن العالم أن تتكرر الأيام بكل تفاصيلها فقد نجحت. بالطبع نفس الوتيرة تمتد نحو أيام كيوشي، نمط الحياة هذا يناسبهم منذ أنهم لم يتعاملوا مع الغرباء في طفولتهم _والجميع يُعدُون غرباء_ لذا كبروا معتادين على ذلك!
أساهي فتاة عادية بغض النظر عن ما ورثته من والدتها؛ في المجتمع تكون كما يجب مع الكثير من التحفظ. ملامحها بارزة، لها شعرٌ أشقر فاتح وطويلٌ يتخطى ظهرها وغرتهُ تغطي جبينها بعشوائية، بؤبؤيها كالعسل بنفس البريق!
أما كيوشي فهو فتىً هادئ غالبًا ويحسب لكل خطواته، شعره أسود ذو قصة كلاسيكية، عيناه زمرديتان واسعتان؛ لديه ابتسامة هادئة مشرقة ترافقه في أغلب مواقفهِ.

في السنة الماضية كانت أساهي تدرس في الشعبة الثالثة بينما هذه السنة تدرس في الشعبة الأولى، انتَقلت كي لا تبني زمالة زمن مع طلاب الصف!
بمرور شهرين على بداية العام الثاني في الثانوية؛ يمكن القول أنَّ الأمور تسير كما تريدها!
هي ليست منعزلة بشكلٍ صريح لكنها رسمية جدًا، لم يَسبق أن وجدت نفسها بحديثٍ بعيدٍ عن حدود المدرسة؛ ذلكَ إن اضطرت لمزاولة التحدث! كيراشيكي آيكا التي تجلس أمامها ربما تكون أكثر الفتيات تحدثًا معها ويكون بين كل يومين واثنين حديثٌ عابر.
ملأت أساهي وقتها بالدراسة كي لا يشار إليها بالمنعزلة، وبهذا لا تفتح كتابها بالمنزل؛ لكن وقت الفراغ بالمدرسة كفيل بجعل علاماتها تتخطى الـ 80 دائمًا وقد تكون تامة؛ الوضع هكذا منذ دخلت الثانوية وحتى في الإعدادية وأيضًا الإبتدائية بإستثناء القليل من شغبِ الأطفال!
لكن في النهاية البشر لا يعيشون بتلك الطريقةِ مهما حاولوا؛ حتى لو كانت نصف غوكيو هي نصف بشرية أيضًا؛ إنها حية لذا ستعيش الكثير، هذه الأيام المتماثلة غير محسوبة.

أخبرتها ممثلة الصف في الصباح أنَّه دورها لترتيب الصف نهاية اليوم وعلمت بعدُ أن الفتى الذي يجلس خلفها سيشاركها، بعد انتهاء الدوام بدأا وكل منهما يسرع لينتهي بوقتٍ أقصر، كان هادئًا ومتجاهلًا كما لو أنه ينظف وحده! ملامحه باردة وغير مبالية؛ ليس وكأنها مختلفة عنه لكنها ليست فظة فحسب؛ وعلى كلٍ هما لم ينظرا لبعضهما حتى. هو معروفٌ بكونه كهرباء في هذا الصف لذا غالبًا ما يتفادون الإقتراب منه للإبقاء على كرامتهم، لديه شعر حالكَ السواد له غرة تغطي يمين جبهته بينما يرفع بقيته كاشفًا طرفها الأيسر، عيناه مقتبستان من سماءِ ليلِ آخر الشهر المرصعة بالنجوم؛ يبدو كشخصية فظة ومغرورة لكن ملامحه إعتيادية وحتى أن بشرته مشرقة، تسريحته الجميلة لا تليق بشخصيته المعروفة.
بقي معه صديقه الذي يجلس في المقعد المجاور له! للأخير شعرٌ بني داكن كثيف وفوضويٌ، عيناه كلحاءِ الشجر بعد هطول المطر، ملامحهُ هادئة كجزء من التعبير عن كسله، إنه ككتابٍ مفتوح لكنه معقد لذا لا أحد يقرأه ويكتفون بأخذ نظرة عابرة.
ظل نائمًا بمقعده فيما ينهي الآخر ما عليه، هما من النوع المنعزل؛ أدجن العينين لا مشكلة بوصفه بالجليد فمع أن هذا العام هو الثاني له مع هذا الصف إلا أنه لا يكلم ولا يرد على أحد، بينما الآخر من النوع الكسول لكنه لا يتجاهل الطلاب عمدًا قد يقطع الحديث بوضع رأسه على المقعد وأخذ غفوة لكن ذلكَ إن طال الموضوع!

في نهاية المهمة بقيت عدة أوراق أخذها أطلَسُ الشعر إلى غرفة المعلمين ، انتبهت أساهي لورقةٍ خلَّفها خلفه على الطاولة؛ أخذتها ولحقت به هاتفة
- تسوباكي؛ نسيت هذه!

إلتفت باستفهام؛ رأى الورقة فانتظر وصولها، أعطته إياها وتمتمت
- إنتهينا، أنا سأعود!

لم يبالي ولكن ليس كل السبب عائد لشخصيته فقد شعر بشيء غريب يخترق رأسه بمجرد أن نظَر إليها، إلتفتَ عنها مقطبًا حاجبيه، شعور غريب يبدو كما لو أنَّ عقله قد إنتفخ كالبالون فجأة، رأسه إمتلأ لدرجة لم يستوعب فيها أينَ يقف، لم يدرك بما كان يفكر وإبتعد عن الواقع والطبيعة يحلل شعوره! نسي ما كان يريد أن يفعل إلى أن نظر نحو الأوراق وبالفعل تلاشى كل شي ولم يدم أكثر من عدة ثواني!

حتى هي! راودها نفس الشعور وجعلها تتسمر كإبرة مغروزة في أرضها ولو لم يَلتفت عنها لتساءل عن سبب تحديقها به، عادت الخطوات القليلة التي أبعدتها عن الصف شاردة، حملت حقيبتها وغادرت مصطحبة معها أمرًا غريبًا حدث في رأسها!
حدثت كيوشي عنه لكن الأخير أخبرها أن تهتم بالإفطار وتتناول طعامًها جيدًا لربما كانَ دورًا، كانَ جزءًا منها يصر أن ما حدث كان حين نظرت في عينيه فقط! سألها باستغراب
- ومن هو على أية حال!

همهمت تفكر ثم أجابت مترددة
- نسيت، أظنهُ تسوباكي شيئًا... ربما كاروكو!

رفع حاجبه باستنكار
- أتعرفينه من قبل!

هزت رأسها وأضافت ساخرة
- عدا لقبه إنها المرة الأولى التي أنظر إليه بها!

رمقها بقلة حيلة
- على أنه فتىً يدرس في صفها!

،ٌ*

2019/06/05 الأربعاء 16:22

في طريقٍ معتاد من إحدى الطرق المتفرعة من طريق الثانوية كان يسير برفقة صديقه، كانَ مضطربًا وقد خرب كل زاوية في عقله من كثرة التفكير، أخبرَ البليدَ قربه عن ما حدث وعن موقفه بحذافيره كما لو أنه يخبر نفسه، سأله الآخر باستفسار
- وما معنى هذا!

أجابه بشرود
- لا ادري انا مشوش! لا أستطيع أن أذكر ما حدث بالضبط حتى!

تمتم الأخير يتعمق بأفكار كاروكو
- وماذا تظن عن ذلك! تقول أنه راودكَ حين نظرت إليها!

- لا أعلم، ربما مصادفة حتى!

صمت للحظة ثم تنهد بعمق وهتف بضجر
- أتدري لستُ مهتمًا بالأمر! لن أنظر إليها مجدداً وحسب! هذا مصدرُ إزعاجِ فقط!
كانت تلك آخر جملة نطقها قبل أن يرفع كفه متمتماً
- أراك غدًا.

تمتم بلا مبالاة
- أعلم.

لم يبالي كاروكو بالجواب المعتاد وأكمل السير نحو الشارع العام بينما يتصل بسيارة الأجرة التي تقله حينَ يكون غير راغبًا بالسير.

،َ*
2019/06/11 الثلاثاء 12:08


مر على ذلكَ ما يقارب السبعة أيام مع يومي العطلة
تجاهلُ أساهي له كان قويًا ومتقنًا من جزءٍ ما، أما هو فـ بكونها تجلس أمامه يخفق مخططه بتجاهل الأمر وأصابهُ الفضول فعلًا لمعرفة ما حدثَ خصوصًا أنَّ نفس الشعور راوده حين نظر لها خلال تلكَ الأيام بنظرة عابرة.
تمتم مخاطباً القابع في المقعد المجاور كما يفعل كلَ يوم
- ماهيرو، أنت سيد الحلول تكرم عليَّ بحل!

تمتم ماهيرو بلامبالاة
- إنسى الأمر فحسب كاروكو؛ أكادُ أُجن بسببكَ.

تأفف الأخير قائلًا
- حاولت!

رمقه بمللٍ آمرًا
- فكر بشيء آخر.

تنهد بقلة حيلة
- لا فائدة ترجى منكَ.

بعد زمن أدى إلى إنتهاء الدوام رنَ آخر جرس لليوم، أفلتت من أساهي تنهيدة عميقة. في كل ما مر بهم خلال تلك الأيام كانت تتجاهله وتتفاداه لدرجة تكاد تبدو أنها هي من بث لرأسه ذلكَ الشعور عمدًا وأنها قد تملكُ قدرة من نوعٍ ما، مع أنَّ ذلكَ لا يبدو عليه لكنه لا يرفض فكرة وجود أي شيء خارق للطبيعة. ليسَ وكأنه إنسانٌ طبيعي!

،*
2019/06/12 الأربعاء 11:59


رنَ الجرس بينما كان كاروكو يسير في الممر حاملً علبة عصير وكعكة محلاة في كيسٍ بلاستيكي شفاف. في الوقت نفسه كانت أساهي عائدة من صف كيوشي بخطواتٍ سريعة، نزلت الدرج لترى شخصًا أمامها وبمجرد أن رفعت رأسها أدركت أنه كاروكو؛ إلتفتَ فأشاحت بوجهها، أنبها ضَميرها قائلًا أنه ربما لا دخل له بذلك الشعور وسيبدو أنها تحقد عليه لشيء ما فيما الأمر أنها لا تعرف أكثر من اسمه ولم تتعامل معه بأي طريقة عدا تنظيف الصف!
عدلت وضعها فعلاً لتتوتر برؤيته ينظر نحوها بشك، كاد يشيح بوجْهه لكن ذلك الشعور راوده بمجرد اتضاح ملامحِ وجهها ليقرر إختباره فـ كل مرة لا يفهم ما يجري برأسه لسرعة تفاديه النظرَ إليها! قطب حاجبيه ورفع أحدهما كأنه يعاين شيئًا غريبًا، ربما كانت نظراته غريبة نحو طالبة من الطالبات لا صلة له بها أكثر من زمالةٍ في الصف، ولكن وضعها كان أكثر غرابة حيث كانت تركز بشدة لتفهم موقفها وما يجري بعقلها، أفكارهما تتزاحم، لم يعودا قادرين على التركيز كأنهما أمسيا بلا أفكار، لا يدركان ما يجول في عقلهما كأنه لغزٌ فيزيائي لم يُحل!
شدت قبضتها محدثة نفسها بالكاد
"ﺳﺤﻘﺎ بالكاد أستطيع فهم ما يجول في عقلي"

قطب ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ حاجبيه يحدق بحدقتيها
"ﺳﺤﻘﺎ بالكاد أستطيع فهم ما يجول في عقلي!.. لحظة هل فكرت بذلكَ حقًا، ليس كذلك إنه... أيعقل أني قرأت أفكارها لتوي!"

رمشت أساهي مميلة رأسها
"ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻬﺬﺍ! اقرأ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﺜﻼً!!"

شد ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ قبضته وأشاح بنظره قريبًا
"ﺳﺤﻘﺎ .. أهذا تخاطر!"

تمتمت أساهي بتوﺗﺮ ونوع من الاستهزاء
- ﻣﺎ الذي ﻳﺠﺮﻱ!؟

رمقها بضجر
- أنا ﻣﻦ عليهِ أﻥ ﻳﺴﺄﻝ!

قالت باستنكار
- ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻚَ ﻻﺗﻌﻠﻢ ﺍﻳﻀﺎً!

رفع حاجبه ينظر نحوها باستخفاف
"هل بدوتُ لها كشخصٍ يعلم بما يجري!"

قطبت أساهي حاجبيها
"نسيَّ ما جرى للتـ.."

أﺷﺎﺡ ﻛﻼهما بوجهيهما وقد بدا التوتر على ملامحهما، تمتم ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ ﻭﻫﻮ يتفادى ﺍﻟﻨﻈﺮ إلى عينيها
- سأعود ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﻒ ﻓﺎﻟﺤﺼﺔ ﺳﺘﺒﺪأ!

ردت أساهي بتوتر
- آوه.. صحيح!



خلال الدَرس الدرس كانت شاردة بالوضع قلقة مما قد يقرأه في عينيها، لم تسمع حرفًا مما يقوله الأستاذ فقد كانت تحدق بالكتاب بقلق، أغلب أفكارها عبارة عن محاولة عدم التفكير بالغوكيو وقلقها من احتمال اكتشافه للأمر.

كذلكَ ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ كان شاردًا؛ حاول التركيز في الدرس لهذه المرة لكن لم يفلح.
" ﺳﺤﻘﺎً، بما أنها تقرأ أفكاري ﺳﺘﻌﺮﻑ ﺍﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﺸﺮﻳﺎً ﻛﺎملًا ﺑﻞ ﻧﺼﻒ ﻏﻮﻛﻴﻮ... لكن ما هذا بحق السماء، منذ متى كان التخاطر ممكنًا!! ﻫﺬﺍ ﻏﺮﻳﺐ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ للغوكيو."

رفع صاحبُ العينين البنيتين رأسهُ بخمول يبحث عن طلبيته؛ يفترض أنها على مقعده لكنها لم تكن، التفت نحو خدمة الطعام خاصته، كانَ العصير والخبز على طاولة كاروكو لكنه بدا متعمقًا في فكرةٍ ما بينما ينظر نحو أساهي كأنَ شيءً جديدًا حدث وذلكَ أثار فضوله، رفع حاجبه وهو ينقره
- ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ أحدث أمرٌ ما.. ﻣﺎ خطب نظراتكَ هذه!؟

استيقظ ﻛﺎﺭﻭﻛﻮ من شروده ليدركَ أنه ينظر إلى أساهي بشرودٍ واضح، حول نظره نحو ماهيرو مجيبًا بلا مبالاة
- ﻻ شيء.

رمقه باستخفاف والتفت عنه؛ بمجرد أن رن الجرس سحبه كاروكو بلا سابق إنذار إلى خارج الصف، وهذا ما توقعه! أراد أنْ يستفسر بحرفين لكن الأخير لم يترك لهُ مجالًا، كان يسير بسرعة متقدمًا بمتر أو أكثر!
اتجه إلى الفناء الخلفي للمدرسة وجلس على أحد الكراسي البنية.
أرخى كاروكو جسده وتنهد بضجر قائلاً
- ماهيرو هل تنصحني بأن أتبع أبي!

قال ماهيرو باستهزاء وقد وصل لتوه بينما ينظر إليه من الأعلى للأسفل
- وما الأمر الذي جعلك تود أن تتبعه!

أمسكَ كاروكو رأسه بضجر قائلاً
- سوزوري، إنها قادرة على قراءة أفكاري!

.
.
يُتبَع...

</b>[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •

التعديل الأخير تم بواسطة Mārionēttē ; 11-16-2019 الساعة 04:53 PM