عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-14-2019, 11:29 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at156506992716493.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at156506992716493.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الجزءٌ الثاني [2]
مدرستي الجديدة



استيقظ ذلك الشاب بكسل و أخذ منشفة قربه متجها نحو دورة المياه القريبة من غرفته ،
طرق الباب و هوَ بالكادِ يفتحٌ عينيهِ من شدّة ِالنعاسِ فالنّومٌ لا يزالٌ يغلبهٌ .
لم يجبه أحد ، فعاود الطرق مجددا ، و كالمرة السابقة ، لا إجابة ، حرّكَ مقبضَ البابِ لكنّه مغلق ،
ففقد أعصابه و نفد صبره ، فزاد من شدة طرقه للباب و هو يصرخ : من هنا ؟!!
مرت بقربه والدته و صرخت : عمــر .
التفت عمر و هو يفتح عينيه ببطء و قال : ماذا ؟
غضبت أكثر و قالت : كيف تتوقع من شخص داخل دورة المياه أن يجيبك !
ثمّ أردفت بغيظ : هل أنت مغفّل ؟
فأجابها عمر بغباء : ليقل شيئا على الأقلّ .
أخذت والدته منشفته قائلة : لن تفهمَ أبداً ، وباللهِ عليكَ أخبرني كم مرة قلت لك أنها ليست منشفتك ؟
إنها المرة العاشرة على التوالي التي تأخذها .
عمر بلا حيلة : و ما عساي أفعل ؟ كانت بقرب سريري ؟
والدته بانزعاج : و من أحضرها غيرك ؟
عمر بغيظ : و ما أدراني ؟ حسنا من في الداخل ؟
السيدة سمية بغضب : اذهب لدورة مياه أخرى ، البيت ممتلئ بها .
في هذه الأثناء خرج والده السيد سامح متثائبا : آآآآآه ، ألا يعرف هذا البيت كلمة هدوء ؟
السيدة سمية : أول مرة تقول الصواب يا سامح فعمر لا يكفٌّ عن افتعال الحماقاتِ .
اقترب منها السيد سامح و نظر لها بطرف عينه قائلا بشكّ : أَ حقاً هيَ أوّلٌ مرّة ؟
ثمّ إنني كنت أعنيك أيضا بهذا الكلام .
شهقت ثمّ زمّت شفتيها باستياء : هكذا إذا .
وما هي إلا ثوان حتى خرج سامر من داخل دورة المياه و أغلق الباب بهدوء قائلاً :
صباح الخير جميعا .
وجدها سامح فرصة فبكى باصطناع على كتف سامر و هو يقول :
آآآآآآآآآآآه ، تصور تصوّر يا سامر أنها تسكب الماء علي لتوقظني ، وأحياناً تضعٌ فلفلا حارا بفمي ،
فكيفَ لي أن أضمّها ضمن دائرة الهدوء في المنزلِ ؟!
تنهدت السيدة سمية قائلة : حتى هذه الطرق لم تعد ذا مفعول كالسابق ؟
ابتسم السيد سامح بنصر و أخرج علبة ما في جيبه و رفعها للأعلى لينظر لها
الجميع ، و قال بلهجة المنتصر : صحـيح !
فقد خبئت علبة سكر احتياطية ، للتغلب على طعم الفلفل الحارق ،
نظر له الجميع بغباء ، فقال عمر للتهرب من والده : لم أعد احتاج لدورة المياه ، الوداع .
تبعته السيدة سمية قائلة : لقد نسيت إعداد الطعام ، سأنصرف .
فلم يتبقى سوى سامر و عمه ، نظر له السيد سامح و قال و هو يحرك علبة السكر :
تحب أن تجرب ؟
حرك سامر يديه بارتباك و ضحكَ بتوتر : ههههه أبدا ، أظنني تأخرت .
انتبه السيد سامح لساعة يده و قال : الوقت يجري ، حسناً غيرٌ مهم .

التف الجميع حول مائدة الفطور بعد أن ارتدوا ملابسهم الرسمية ، و شرعوا بالأكل ،
نهض السيد سامح و ضرب بكفيه الطاولة وقال فكأنما يلقي خطابا في مجلس :
هيا يا شباب ، فاليوم هو يومكم أنتم ، أنتم من سيبني حاضرنا هذا ، و مستقبلنا ذاك .
فقاطعته سمية بابتسامة يشع ّ منها الشرّ : سـامح !!
التفت لها و هو يمسك الشوكة قائلا : ما الأمرٌ عزيزتي ؟
ابتلع الجميع ريقهم ، و التفتوا للسيد سامح ، و قد غطى ذلك الطبق الذي رمته
عليه السيدة سمية وجهه بالكامل .
فالتفتوا للسيدة سمية ليجدوها تأكل و كأنما شيئا لم يحصل ، لقدْ دبّ الرعب في أحشائهمْ .
فابتسمت بوجههم و قالت بلطف : لا عليكم تابعوا تناول إفطاركم ، فكما تعلمون
هو الوجبة الأهم و الأساسية أيضا ، هيا هيــا تناولوا .
فتابعوا طعامهم ليسوا لأنهم جائعين فقد شبعوا ، لكن لأنهم خائفين أن يصيبهم ما أصاب السيد سامح .
عاد السيد سامح للجلوس بعدَ أن غسلَ وجههٌ و قال : أحبائي ، سميّة تحب أن تمزحَ في الصباحِ لتلطيفِ الجوّ ، أينَ وصلنا ؟ آه صحيح .. كنت أريد أن أقول أنّه يومكم الأول في المدرسة الثانوية ،
و أنتم أصغر طلابها ، لذلك ابتعدوا عن افتعال المشاكل ، فهمتم ، لا للمشاكل .
فقال عمر بداخله : " إنني في هذه المدرسة منذ سنة و لا يزال والدي ينسى ذلك "
و قال بجدية بينما اعوجت الشوكة بيد السيدة سمية من القهر :
هيا رددوا معي ..
رفع يده و حركها مثل (المايسترو) : هيا ، لا للمشاكل ، .. لا للمشاكل ؟
فهمس عمر بإذن سامر الذي يجلس قربه بهلع : ستبدأ المشاكل الآن ، فغضب النساء عظيم كما تعلم .
ولا تزالٌ محاولاتٌ السيّد سامح الفاشلة بتلطيفِ الجو تدنو من موتها : هيا أحبتي ، لما لا ترددوا معي ؟
ابتسم كل من سامر و عمر بوجه السيد سامح و قالا : تأخرنا عن المدرسة .
سحبا السيد سامح بسرعة من كرسيه و أخرجاه للسيارة ، تنفسا الصعداء ، و قال عمر بارتياح : ابتعدنا عن المشاكل .
فضحك سامر و قال : نفذنا جملة عمي " لا للمشاكل " .
فضحك هو الآخر ، بينما قال السيد سامح و هو يركب سيارته : هيا ، إنها السادسة و النصف .
هزا رأسيهما و قالا : قادمان .
ركب سامر في المقدمة قرب عمه ، و عمر في الخلف ، و في الطريق قال السيد سامح بجدية :
كما قلت لكم أحبتي ..
فقاطعاه بصوت مرتفع : لا للمشاكل .
ابتسم باصطناع و قال : بالتأكيد ، فأنتم أحبتي من سيبني..
قاطعه عمر و هو يكاد يموت من القهر :
نعلم ، نحن من سيبني الحاضر و المستقبل ، نعلم بذلك ، و نعلم أن هذا اليوم هو يومنا نعلم ،
و نعلم أننا شباب اليوم .
ثم تابع و هو يبكي باصطناع : آآآه ، اقسم لك بأننا نعلم .
فابتسم والده مجددا و قال : إذا فقد فهمت الدرس ، ثمّ أردف بصرامة : احترم والدكَ على الأقل ولا تقاطعهٌ يا عمر .
ضحك سامر بداخله و قال :" عمـّي المسكيـن "
وبقوا طوال الطريق هكذا ، السيد سامح يلقي بعض الكلمات ، فيقاطعه عمر بقهر ،
حتى قال والده جملةً أخرسته طوال الطريقِ .
" هل تريدٌ رؤيةَ وجهيَ الآخر يا عٌمر ؟ "
استغربَ سامر من هذه الجملة لكن عمر لم يستغربها فهوَ يعلمٌ طبيعةَ والدهِ ، ا
رتاحوا جميعا عندما نزلوا من السيارة ، فكان أول الناجين من السيارة هو عمر .
استنشق عمر الهواء بقوة ثم زفر قائلا : آآآآآه الحــرية ما أجملها !
فترجّل َ بعده سامر و قال و هو يمعن النظر بالمدرسة : هذه هي إذا .
اصطحبَ السيّد سامح الشابينِ للداخلِ ، و مروا بجانب الحارس فقال له بلطف :
صباح الخير يا رجل !
صافحا بعض فقال له السيد سامح و كأنه يشرح : أقدم لك ابني الأكبر عمر، و هذا ابن أخي سامر .
الحارس بداخله :" ما الداعي لتقديمهما ؟ "
اصطحبهما لمكتب المدير ، فانتظر عمر عند الباب و دخل سامر و عمه ،
صافح السيد سامح المدير السيد " نظام "، و قال له :
أقدم لك ابن أخي سامر ، حدثتك عنه بالهاتف !
هز المدير رأسه و قد أكل الشيب سواد شعره وقال :
أهلا بك يا بني في مدرستنا الثانوية .
ابتسم سامر بوجهه، فقال له المدير : سآخذك لصفك ، أما أنت سيد سامح يمكنك الانصراف .
انصرف السيد سامح ، و كان قد فعل عمـر الشيء ذاته ، و اتجه سامر مع المدير لفصلهِ .
( كانت المدرسة نظامية جدا ، لبس موحد ، قوانين موضوعة ، تنفذ بانتظام ، و فتيان فقط ،
( هذا في الجناح الأيمن من المدرسة ، أما الجناح الأيسر فهو للفتيات )
و نقطة التقاطع بين الجناحين هي
{ العيادة المدرسية }
دخل سامر بعد المدير للفصلِ الذي سيكون فصلهٌ قريبا ، و كانت حصة أحياء و علوم .
المدير : عفوا أستاذ أكرم ، انه الطالب الجديد .
نظر الطلاب جميعهم لسامر و بدؤا التهامس بشأنه ، وهذا ما يحصلٌ كلّما أتاهم طالبٌ جديد .
المدير بجديّة : تفضل يا بني ، عرفهم عن نفسك .
تقدم سامر و قال : سـامر ، طالب بمثل عمركم .
ابتسم الأستاذ أكرم و قال بمرح : هكذا فقط ، هههه تفضل اجلس هنا .
و أشار على المقعد الثاني
فأكمل الأستاذ أكرم : بالتأكيد لن يمانع حمزة من جلوسك بجانبه .
توردت وجنتا حمزة فقال : لا يا أستاذ ، لا مانع لدي .
اتجه سامر و جلس بينما عينيه تبحث عن عمر ، عله يكون بفصلِهِ .
أخفض رأسه و قال بداخله : " لا وجود له هنــا " .
انصرف المديـر ، فأكمل الأستاذ شرح الدرس و بينما هو يشرح
شاهد عدم اكتراث الطلاب له فضربت عصاه الطاولة : هـدوء يا شباب !
عاد الهدوء مجددا ، و تابع قائلا :
أما السمكة ذات الرئة التي تعيش في أفريقية فإن لها رئة تساعدها على المعيشة خارج الماء ،
و هي تختفي داخل الطين أثناء فصول الجفاف ، و ...... .
و مضى الوقتٌ سريعاً حتى أنهى الأستاذ أكرم درسه فبقي من الحصة بضع دقائق ،
وانتابه الفضول حول سامـر ، فسأله قائلا : بالمناسبة يا سامر ، دعنا نتعرف عليك قليلا ،
فقد تبين لنا أنك هادئ جدا ، أو هذا حالٌ الطلابِ الجدد في بادىء الأمر ، ل
ذا نريد أن نعرف عنك أكثر إن لم يكن عندك مانع .
نظر له سامر ببرود و قال : تفضل ، أسألني .
بدأ الجميعٌ يتهامسونَ حول طريقة سامر بالحديث مع المعلم ، رغمَ ذلك هوَ لم يقصد
إغاظة الأستاذ أبدا ، لكنه لا يحب أن يسأله أحد عن خصوصيّاتهِ على الأقل ليس أمام الجميع .
صفقَ الأستاذ أكرم بيديه ليسكت الطلاب و قال بأدبٍ جمّ : ليست هذه طريقة نبدأ بها التعارف
يا سامر إن كنت مستاءً فلم َ لم ْ تقل ذلك ، و انتهى الأمر ؟
أجابه سامر بأدب : عذراً ، لكنني لم أقصد شيئا غير أنني لا أحب ذلك .
قطب الأستاذ أكرم حاجبيه مصطنِعاً الغضب و قال بهدوء : إذا ، ما هو اسم والدك ؟
أجابه سامر بسرعة : بدر .
ابتسم الأستاذ أكرم و قال : و مـا هو عمله ؟
طأطأ سامر رأسه و قال بخفوت : لا أستطيع القول ، اعذرني .
ندمَ سامر أنه لم يقل أي شيء عن وظيفةِ والدهِ ، وظيفته عادية جداً فهوَ صحفيّ ،
لكنّه يخشى فقط أن يبحثَ الناسٌ عن مقالاتهِ ويستخرجوها من تحتِ الأرضِ ويسخروا منه ،
ربّما ليسَ خوفاً على والدهِ ، بل خوفاً على نفسهِ هوَ ، يراها سامر أنانيّة لكنّه في النهاية فضّل السكوت َ .
رن َّ الجرس و قال الأستاذ : لا بأس يكفي أننا عرفنا أنك سامر بدر .
غمز لسامر و قال بلطفٍ : نقطة لصالحي .
ابتسم سامر بخفة حتى غادر الأستاذ و دخل الأستاذ الذي يليهِ ،
{ أستاذ الوسامةِ الخارقة والأساليبِ الماكرة } كما يسمّيهِ الجميعٌ .
شعر بنيٌّ كثيفٌ منسدلٌ على كتِفَيه ، رموشٌ كثيفةٌ طويلة و بشرةٌ حنطيّة و وجهٌ شبهٌ دائريّ تقريباً ،
ان كانَ للجمالِ العربي وجه فهوَ وجهٌ الأستاذِ فريدٌ ، أو هكذا كما يقولون .
هنا وقف الجميع ليحيوا الأستاذ ، و هو يرمقهم بنظراتٍ ساخرةٍ ماكرةٍ ،
حتى تلك النظارة الطبية التي يضعها تكاد تتحطـّم أشلاءً من قسوةِ هذه النظراتْ .
جلسَ على كرسيّهِ ونظرِ للطلبةِ ورمى كتبه بقوة على الطاولةِ ، و صدر صوت مزعج جعل القشعريرة تسري في جسد الطلبة وسلمتِ الطاولة من التحطّم !
سقطت كتبه ، فأشار على أحدهم و قال بانزعاج وخفوت : أنت هناك ، هيا اقترب .
فقال الطالب و الذي لم يكن سوى سامر ببرود واستغراب : أنـا ..
ابتسمَ الأستاذ بسخرية وقال : أجل ، أنت يا طويلَ القامةِ .
مشى سامر ببطء ، و هذه من عاداته في الحقيقة وقال بداخلهِ :
" البارحة عمر والآن هذا الأستاذ ، ألهذا الحدِ طولي غريب ؟! "
انزعجَ الأستاذ وهوَ يرى سامر يقترب ببطء فقال بجديّة : تَحَرّك .
ثمّ أردف بخفوت بعد تنهيدة ٍ خفيفة : أحضر لي الكتب .
[ هل سيحضرها من تحت قدم الأستاذ ؟ هل سيفعل ؟ ]
و كانت النتيجة كالصاعقة على وجه الطلاب ،
فقد أخفض سامر جسده و قال للأستاذ بهدوء : عفوا أستاذ لكن قدمك على الكتاب .
أبعدها الأستاذ بسخرية و انصرف يتمشى بين الطلبة .
جمعها سامر بهدوء و هو يحادث نفسه : هل هو هكذا على الدوام ؟
ابتسمَ الأستاذ بسخريةٍ على شعرِ أحد الطلبة : ما قصة شعرك هذا ؟ هل تسمّيها قصّةَ شعرٍ ؟!
ثمّ أردف آمراً إيّاهٌ : عليك أن تمشطه ، فهمت .
هز الطالب رأسه بقلق و خوف : فهمت ، فهمت أستاذ .

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيّت ... فَإن همُ ذهبَتْ أخَلاقهم ذهَبوا

صراحة | مدونتي | هدية

سبحان الله | الحمدلله | لا إله إلا الله | سبحان الله وبحمده | سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس