عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-14-2019, 01:42 AM
 
فضي





البارت الثاني : هلوسات
استمرت بنظر لي لوهلة لتشيح بعينيها عني ، وتعود لتغرق في سباتها من جديد.. مرت الحصص وانتهى الدوام الدراسي ، هلمت راجعا البيت حتى سمعت صوتا يناديني من بعيد التفت حتى لمحتها قادمة امعنت النظر فيهآ ، طولها لم يكن يتعدى اطراف كتفي ، لم تمر وهلة حتى وجدتها بجانبي لم تفكر لمرة ان تمد يدها لمصافحتي ابتسمت ابتسامة غريبة لا مبرر لهآ وقالت "ماذا تخفي خلفك" تحركت ببلاهة وأمئت بيدي وقلت ببلاهة اكبر " ماذا..ه ه هآه لاشيء خ خ خلفي" اذ بها تطلق ضحكتها الهستيرية وتقول " هه احمق تعال لنذهب للبيت ، نحن جيران" هاه؟ جيران ؟ منذ متى ؟ لم ارك في حياتي اشتاح هاذا السؤال رأسي.. لم انتبه لنفسي حتى وجدتني اسير معها متجها الى البيت. عم الصمت المكآن كآن راسها مواجها الارض لم تكن ترفعه حتى وان مرت سيارة ، كانت تمر في الطريق ببلودة كأنها تتحدى الموت او ماشابه..مما زاد تعجبي وحيرتي بهآ ، ثم لماذا رافقتني مع انها لاتعرفني ؟ لم آبه لنفسي حتى وجدتهآ تمسك كم سترتي ووتقول ان هاذا بيتها وانها ستراني غدا احسست وكأنها طفولية جدا بمسكتها تلك ، ودعتها من بعيد واكملت طريقي للبيت .
دخلت البيت ، واسرعت الى غرفتي لاتمدد على سريري وافكر بما جرى اليوم ن الم يكن غريبا جدا ؟ حتى انها لم تذكر اسمها ! وبدى انها تعرفني ، هل هي سادية ربما؟
امسكت هاتفي لاتصفح حسابي لاجد طلب صداقة من فتاة اسمها نيسان دخلت حسابها لاجد كل شيء بالاسود ، اجل انها هي ، هل اسمها نيسان؟ قبلت طلبها وانتظرت رسالتها
لم اشعر بمرور الوقت حتى سمعت صوت امي تناديني للعشاء..اوه هل هي التاسعة ليلا حقا ! اين كنت كل هاذا الوقت ؟ نزلت السلالم لاجد امي تجلس على الطاولة والبسمة تعلو وجهها البشوش ، لقد كانت كقطعة من الحلوى ♥ او بالاحرى قطعة من الجنة تناولت كرسا وجلست ، و جرى الحوار المعتاد بيني وبين أمي "كيف كان يومك " لقد كان غريبا جدا غريبا جدا ي امي ، ثم الدينا جارة اسمها نيسان؟ ارتسمت ملامح غريبة على وجهها وقالت " نعم ، والان هيا فللنأكل".
ماكان سبب استغراب امي سؤالي ؟ الامر الذي زاد حيرتي حول نيسان . كنت انتظر الغد بفارغ الصبر لاعرف المزيد عنها ، كانت كموسيقى فان جوخ كلما استمعت لمقطع منها تولدت فيك رغبة لمعرفة منبع الالم فيها.
لم اظن لوهلة ان يومي سيكون بتلك الاثارة ، او انه في يوم مآ سيكون هناك شيء او شخص اتلهف لمعرفة مايخفيه
الرابع من سبتمبر 2017
استيقظت مسرعآ على صراخ امي "جاد جاد لقد تأخرت اسرع..جآد" نفس الكلام المعتاد او بالاحرى نفس اليوم يتكرر الا ان اليوم كان مختلفا كنت متلهفا لملاقاة نيسان واكتشاف ماتخفيه ، او على الاقل معرفة القليل عنهآ..اسرعت الى المدرسة علي لاأتأخر كلعادة ربمآ كان الحظ حليفي ذاك اليوم ! مع استيقاظي التأخر الا اني وصلت على الوقت المحد..تنهدت الصعداء ودخلت الصف لمحت نيسان جالسة في الخلف وحيدة ورأسها مقابلا الطاولة كلعادة..نفس القلنسوة ونفس الشعر الاسود القصير منسدل على اطراف الطاولة..حاولت الاقتراب منهآ لالقاء السلام ولكني ترددت..اصبحت كتلة من الخجل ! ما الذي يحدث لي ؟ انا لست هكذا انا لست خجولا..اوووه..لمحني مجموعة من اصدقائي اقترب من نيسان واتردد فبدأو بمزاحهم الثقيل كلعادة تعالت اصواتهم فذا يقول لي " هيا تشجع..هيا انها مجرد فتاة خاطبها هيا.." وبالاخر يهتف "هيا..هيا..هيا" وبالاخر يبتسم كالابله..ممآ اد خجلي اكثر..نيسان كانت تستمع للحديث الا انها لم تعر الامر اهتمام..حتى نهضت من مكانها ورمقتني بتلك النظرة !ي الله كم احب تلك النظرة .. تسارعت خطاوتها لتقترب مني وتبتسم ببرود وتقول "صباح الخير" استمرت فلابتسام..لم تلك ابتسامتا طبيعية ، كانت باردة بل واكثر من ذلك كانت عينياها السوداوتان تقذفان لهيبا من الكره يتخلله حزن عميق حزن دفين كانت عيناها جميلة ي الله..لقد وقعت في حب عينيها
كانت عيناها كذلك واكثر ، لم انتبه لنفسي ا ذبي اشرد متأملا عيناهآ..حتى افقت لعى صوت طرطقة اصابعهآ لفت نظري لون طلاء الاظافر الاسود الذي تضعه ، لما كل هاذا الكم من الاسود ؟ لولا بشرتها الحنطية لكانت كلها تكلة صلبة من السواد..ابتسمت ببلاهة ايضا وامسكت كتفي وقالت" هاه تعال اجلس معي" المسكة الطفولية مجددا..تجمدت اطرافي او بالاحرى تجمد كل شيء في الا لساني " ح ح حسنا" بصوت ابله تلاه احمرار وجهي وصرخات اصدقائي "اوووووه عصافير الحب"..استدارت نيسان بكل برودة لتقابلهم بنظرتها السرمدية فانقطع كلامهم وعم الهدوء..جلست جنب نيسان وكلي خجل ..كلعادة كان كل شيء في متجمدا كنت اغرق في الخجل مع انني لست انسانا خجولا بطبعي ولا اجد صعوبة في التكلم مع الفتيات..وضعت رأسها على الطاولة وقابلتني بنظراتها
"هاي انت توقفي عن النظر الي عيناك تربكني" لم اتطع قول هاذا لها كان مجرد حوار داخلي بيني وبين نفسي..استمرت بالنظر الي وانا في خجلي غارق اعد انجوم هه..صدر صوت خفيف منها كأنها تنهيدة او شيء ما كان يشب صوت القطة كان لطيفا جدا ثم تلاه قولها "انت مميز حقا ، انت لست مثلهم صحيح ؟" لم تكتفي بأرباكي بعينيها بل اربكتني اكثر بسؤالها اجبتها بحيرة "كيف ؟"
قالت" هه لست سطحيا مثلهم ، لا تبحث عن المثالية ترضى ببسيط العيش ، لا تستهويك الكثرة ، تسعى للقليل ،لا تحب الخروج كثيرا تحب البقاء فلبيت وسماع الاغاني تحب المعكرونة بالجبن" اجبتها باستغراب "هاه وكيف عرفتي هاذا ني ونحن لم نلتقي سوى امس " اجبتها بضحكة " من حسابك على فيسبوك ي غبي هل نسيت نحن اصدقاء هناك" نسيت انها ارسلت لي طلا واني قبلته لو لم تذكرني سألتها " وكيف وجدتي حسابي هاه ؟" اجابت " انا مترصبة او بالاحرى سادية ايزعجك الامر " ضحكت وقلت " اه لا هاذا جيد"..ثم عاد الصمت ليعم من جديد..مرت الحصص ومر معها الوقت والصمت لايزال يأسرني.. حتى استجمعت قوتي وسألتها " ماسبب ارتدائك الاسود بهاذا القدر اليس كثيرا"


-

[color="darkorchid"
]كان الانزعاج باديا على وجهها هي فقط لم تستطع اخفاء مدى انزعاجها من سؤالي.."احب اللون الاسود هل ذاك يضايقك؟" بصوت حادو اجابتني قلت لها "لا" حتى سمعت صوت الجرس معلنا معه نهاية الدوام ،اوه الحمد لله واخيرا..نهشت نيسان مسرعة وقالت بصوت شجي " اوه هيا بنا .." شدت كتفي مرة ثالثة ! تلك المسكة آه وقالت " هيا السلحفاة اسرع منك هيا اوووف" مسكتها كانت طفولية جدا ، كانت لطيفة جداا وغير مبررة ، حتى نضشت ولحقت بها وقلت "هاي هاي انتي هاي انتظري..مازال الوقت مبكرا.." استدارت بعفوية وابتسمت بعدما شابكت يديها خلف ظهرها " اوه فعلا هل نذهب لتناول شيء مآ ؟ " وافقتها وذهبنا ، غادرنا المدرسة واتجهنا نحو دكان قريب..لم تكن قد دخلت الدكان بعد حتى على صوتها "مرحبا ياعم كيف حالك ، مرت مدة منذ اخر مرة جئت الى هنا " كان البائع شيخا عجوزا طغى ىالشيب على رأسه ولحيته حتى حاجباه قارب اللون الاسود ان يختفي منهما ، ابتسم بطريقة لطيفة وقال " هه نيسان بنيتي كيف حالك ؟ لم أرك منذ مده 3..اوه معك ضيف من هو ؟' اجابته ببلاهة " انه صديقي " قاطعت كلامها وقلت ماذا تريدين ان تشتر ي نظرت لي بنظرة حادة وقات "هاه لما انت مستعجل ، اوه الم تكن انت من قال ان الوقت مازال مبكرا او انك نسيت ياجاد " فاذ بالشيخ يقول "مهلك يانيسان هو على حق ماطلبك اليوم؟" تجهمت وقالت " اريد اي شيء صالح للاكل " ضحك ت والشيخ من كلامها وقال " نيسان عزيزتي المحل كله صالح للاكل ماعدا الباب والجدران بالطبع " لقد كانت طريقتها في قول ذلك طفولية جدا لقد كانت لطيفة بطريقة جميلة ثم مالذي يحدث لي ؟ هل انا اقع في الحب ؟ لما اوافق على كل شيء تقوله لي ولما ارافقها للبيت مع اني لا اعرفها سوى من مساء امس..اووه مالذي يحدث لي بحق السماء .

اكتفت بشراء علبة شوكولا وانا بالمثل غادرنا المحل ولم تكن تكن عن الضحك ، ضحكتها كانت هستيرية للغاية ، كانت توحي بالغرابة او المرض النفسي ولكنها كانت جميله..ضحكتها كانت جميلة..تسارعت خطاها لتسبقني المسير وتتوقف امامي وتقول "هيا اسرع هيا" امدت يدها نحو كتفي لتشدني تلك المسكة مجددا هل هي تتعمد فعل ذلك بي ؟ ولما اشعر بهاذا معها؟ استمررنا بالمسير حتى وصلنا لمفترق طرق حتى تغيرت ملامح وجهها فجأة كان الانزعاج والغضب باديين على وجهها ، لاحظت انها تحدق برجل كان يقف في الطرف الاخر ، كان كهلا في الخمسينيات من عمره ، مع انه لم يكن بالملفت ابدا..شعر طويل اشيب ولحية رمادية كان يضع معطفه على رأسه مع ان الجو ام يكن باردا ابدا ، كنا في الخريف بحق السماء ! عيناه الجاحظتان والهالات السوداء الملتفة حولها ، بل وزادت التجاعيد المنظر سوءا ، رغم اني لا اعرف الكثير عن نيسان او بالاحرى لا اعرف شيءا عنها ولا ادري لما تسير معي او تكلمني حتى.الا اني ايقنت ان ذاك الرجل له علاقة بها ، ولم تكن تلك النظرات من هباء زادت في
سرعتهاوتقول بصوت حاد "جاد هيا فلنسرع لقد تأخرنا" اسرعت معها حتى وصلنا حينا لم تنطق بكلمة واحدة هي لم تودعني حتى وغادرت..
وقفت عتبة البيت حتى بي اسمع صراخ صديقي ينادديني "جاد فلنخرج اليوم ، لم نخرج معا منذ زمن " اسرعت للبيت لاغير ملابسي واغادر مع صديقي ، "امي انا ذاهب الان اراكي لاحقا" وصوت ارتطام الباب..كان ذاك اخر صوت تسمعه امي مني..ذهبت مع ادريان لم ننتبه للوقتت اذ بها ال 11 ليلا ، عدت للبيت مرهقا بعد ليلة طويلة ، ذهبت للمطبخ علي اجد شيئا اكله ، كانت هناك ملاحظة تركتها لي امي على باب الثلاجة الا اني لم اعرها اهتماما ، لانها على الاغلب ستكون طلبات او مهام غسيل او جلي اطباق. صعدت الى غرفتي لاغرق في نوم هنيء
في الصباح لم اسمع صراخ امي لتوقضني ، كان البيت في سكون ، سكون مخيف نزلت الدرج لاذهب للمطبخ لاجد الكأس الذي تركته مازا على المنضدة ولم يكن من عادة امي ان تترك جليا لليوم التالي حتى ولو كان على ال12 ليلا..صرخت "امي..امي..اين انتي.." ذهبت لغرفتها لاجدها غارقة في نوم عميق كانت بشرتها باهتتة وابتسامتها اللطيفة زادت الوضع سوءا ..امسكته لاهزها بقوة " امي استيقضي امي..ا ا ا ام ي امي هيا ا مي لاتفعلي هاذا توقفي عن المزاح استيقظي اين الفطور ؟ هيا لقد استغرقت في النوم هيا لنعد الفطور معا..امي" امي لم تكن تسمعني في ذاك الوقت ، ولم تكن تحس بي كانت جثة هامدة مرهقة بشدة..
[/color]
__________________
رد مع اقتباس