عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-05-2019, 05:06 AM
 
ذهبي L2

[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]







أسمع صوت المطر، وأرى سماءً داكنة فوقي.. أحاول أن أعتدل في جلوسي فوق كومة الصناديق والخردوات هذه. انتهى بي الحال هنا هذه المرة. غرفة رثّة ومظلمة في مبنى متهالك، هذا ما استنتجته رغم الظلمة هنا.
أشعر بالبرد، أشعر برطوبة الأرض. أريد أن أخرج من هنا، وقفت على أقدامي أحاول السير نحو إحدى فتحات الجدار في هذه الغرفة، يبدو أنها كانت مستودع ما. خرجت وأمامي الشارع، وكل الأبنية صغيرة وتبدو قديمة.. لا يبدو أنه مستقبل ما، لكن الأبنية العاجّة لم تكن رمزا للمستقبل على أية حال. تبدو قريّة منكوبة، هؤلاء الأطفال أمامي بملابسهم الرثّة والخفيفة يلعبون بالكرة.. أودّ سؤالهم لكن ماذا عساني أن أسأل؟ ماهي السنة؟ ربما عليّ أن أسأل هذا.. تقدمت بخطاي الثقيلة والمنهكة نحوهم، ببطء وتردد.. تفصلني أمتار عديدة عنهم، لحسن الحظن.
توقفت مكاني عندما رأيت شخصًا يرتدي عباءة بيضاء ذات غطاء تغطي رأسه، في ظهره دائرة حمراء تبدو مرسومة يدويا، كان حاف القدمين، لم أرى وجهه ولم أستطع تمييز جنسه. عندما رآه أولئك الأطفال توقفوا عن اللعب وأصبحوا بلا ملامح... هل هم خائفون؟ تقدم ذلك الشخص ببطء نحو أحدهم وأمسك برأسه، الطفل لم يبدي أيّ ردة فعل وظلّ واقفًا ينظر إلى الأمام. أخرج الغريب سكينًا يبدو مصنوعًا يدويًا ومرره على عنق الطفل ونحره أمام باقي أصحابه.
لا أكاد أصدق.. أرى ولا أصدق! سقط الطفل أمامي، وأمامهم، وأمامه. لم أعرف ما يجب عليّ فعله، والأطفال ظلّوا صامتين بلا ردة فعل، كأنهم يعلمون. هل أنا في المستقبل الذي تشبه فيه الآلة البشر؟ هل هذا مستقبل؟
لا أصدق، لا أصدق. ذلك الغريب وقف مكانه للحظات ثمّ واصل مشيه متجاوزًا الأطفال، ظللت أراقبه حتى ابتعد قليلًا. أشعر بأن قطارًا قد دهسني، أشعر بأني... أمشي نحوه. مشيت نحوه، مشيت نحوه ولم أعرف فيم أفكر. لم يلحظني وراءه، فقد كنت أندس في المطر. لم يكن خائفًا عندما قتل، كأنها أصبحت عادة لديه! وقفت من بعيد أراقب أين يذهب ولحظته يتوقف عند قبو يبدو بابه وسيعا، هل هناك حيث يختبئ؟ نزل إليه عبر درج، أرى أضواءا دافئة في الأسفل. راودني الفضول للنزول فاقتربت من القبو ببطء بعد مدّة وجيزة كي أتأكد أنه قد ابتعد عن المدخل. بخطوات حذرة أقترب وأتلفت يمينا وشمالا حتى لا يراني أحد قد يعرفه. وقفت أمام الباب أنظر للأسفل.. هذه الشموع على الجدران وهذا الدرج الطويل، لا يبدو المكان صغيرًا في الأسفل. أريد النزول، لكنني أشعر بالخوف، أريد أن أعرف ما الذي يحدث هنا رغم أني لا أنتمي لهذا المكان. أريد أن أعرف قبل أن أغادر. قبل أن أخطو خطوة واحدة شعرت بهذا الشيء الحد والبارد يمرر على عنقي وقبل أن أستوعب ما يحدث لي رأيت الدنيا تسقط حولي.. أم أنا الذي أسقط؟ آخر صورة رأيتها هي الجدار الذي أمامي.. وأول ما رأيته بعدها هي السماء الداكنة فوقي، وصوت المطر.



[/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________



التعديل الأخير تم بواسطة Aŋg¡ŋąŀ ; 07-09-2019 الساعة 01:47 PM
رد مع اقتباس