الموضوع: ذهبي : حُلم .~
عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 07-01-2019, 12:08 PM
 
عتمات الدجى لم يخترقها اي صوت ، او كان الامر هكذا قبل ان يقتحم صوت القطرات المتساقطة سكون هذه العتمة بلحن متناسق من الألم
لم يكن الأمر غريباً عليها ، السواد الذي احتل روحها ما كان ليشعر بالغربة بينما تتراقص خواطرها على انغام هذه المعزوفة الساكنة
أكان هذا مجرد خاطر يراودها؟ ام حقيقة فضلت كتمها لتدفنها عنوة في طي النسيان الزائف؟
فقط شعورها بأنها بهذا الصغر ، لم يكن اكثر من مسرحية هزلية ابتدعها خيالها بينما ينحني بخفة ليلقى التصفيق الحار من جمهور المخاوف التي تسكنها
وهي كانت المتفرج الصامت الذي تسلل بحذر لمسرح أحلامها يراقبهم من بعيد وكأنه خادم محظور عليه ان يجلس برفقة سادته
صوت القطرات المتتابعة ينهال على المسامع مجدداً ، منهياً المسرحية قبل الوصول للمشهد الرئيسي ، وأبطال الحدث يتنافرون هنا وهناك كجثث سقطت من منحدرات الحياة بيوم خريفي عاصف بخل بإظهار دمائهم المسكوبة
صوت القطرات يرتفع ، الحشد يتراجع أكثر وهي واقفة مكانها ، غير قادرة على الحركة او بمعنى ادق لا تدري لماذا عليها ان تتحرك
ارتفعت وتيرة المعزوفة السودوية وتسارعت وتيرة هبوط هذه القطرات الصغيرة ، أصوات خطوات هامسة بدأت تكافح لتؤدي دورها بهذه الاوركسترا
التفتت تلقائياً نحوها للحظات قبل ان تتبدل ملامحها لاستنكار جلي بين عجز عقلها عن استيعاب وجود قطة صغيرة وسط هذا الظلام الذي اعتادت معايشته والذي سرعان ما تبدد مع مواء هذا الكائن الصغير
استيقظت بانزعاج بعد هذا ، تلك الظلمة التي تعيشها ليست سوى مهربها الوحيد لإخراج كل تلك السلبية التي تكتمها بيومها ، والآن قد تلاشت دون إكمال هذا
نهضت بانزعاج خارجة من الغرفة لتطرد تلك القطة الصغيرة "هذا جزائي لأنني نسيت هذه النافذة مفتوحة"
نطقت بملل وهي تعزم على العودة لعالم مخيف اعتادت عليه ، لكن وقبل وصولها توقفت لتحكم اغلاق الصنبور الذي سبب هذه الاحتفالية الغير مرحب بها في عقلها "لا اريد المزيد من الغرابة"
تمتمت وهي تعود لحيث غرفتها ، ليس وكأنها ستعود لذلك العالم ، تدرك وببساطة ان عقلها قد يهديها مجرد حلم أخرق آخر عن المدرسة وكأنه يستكثر عليها هذه العطلة الصيفية
رد مع اقتباس