عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-15-2019, 11:44 PM
 



اشارت إلى الباب الخارجي : هناك .. يقول بأنه لن يعود للمنزل مهما حدث ..! ربما ينتظر أن يقوم أحد الجيران بدعوته للمبيت عنده ..! في الحقيقة الجدان ماربت قد خلدا للنوم لذا لا يمكنه الذهاب إليهما .. و أنا لا أريده أن يبقى عند العم جاك ..! صحيح أن ذلك الرجل طيب لكنه يشرب طوال الليل .. أخشى أن يقنع أبني بأن يجرب هذا !!.. أنا لا أضمن ذلك الولد لذا ربما يشرب كأساً أو كأسين و يعود إلي ثملاً في الصباح ..! عندها سيطلقني زوجي بالتأكيد و يأخذ لوسيان معه و يطلب من الشؤون الاجتماعية أن يأتوا و يأخذوا ليو معهم و هم سيفعلون هذا لاعتقادهم أني لا اجيد العناية به ..! و بعدها سيتربى بعيداً عني و قد يصبح شخصاً سيئاً يعمل في العصابات المحلية ..! سأفقد عقلي عندها ..!
ما لاحظته أن هذه المرأة .. كثيرة الكلام !!..
كما أن لديها خيالاً خصباً .. و هي ساذجة أيضاً ..!
تنهدت عندها بتعب : حسناً سيدتي .. أتعتقدين أني لو طلبت من ابنك أن يبيت عندنا سيوافق ؟!..
نظرت إلي باستغراب : أتعيش هنا ؟!..
و هل تعتقد أني نزلت من السماء كي أفتح قلبي لها ؟!!!..
أومأت إيجاباً : في الدور الخامس ..!
بدا عليها الرعب : لا يعقل أن تكون صديقاً لماندي و تعيش معها ؟!!..
هذه المرة أومأت سلباً : لقد سكنت الشقة الفارغة مع أخي .. انتقلنا إلى هنا بالأمس ..!
تنهدت براحة عندها و لم تلبث ان ابتسمت بسعادة : هذا رائع .. ستكون مساعدة عظيمة منك ..! لم تعرفني على نفسك أيها الفتى ..!
- أنا لينك .. في السابعة عشر ..!
- لقد تجاوزت السن القانونية .. هل تشرب ؟!..
- لا اطمئني ..! لا احب الكحول إطلاقاً ..!
- هذا ممتاز ..! إذاً أيمكنك أن تذهب لابني و تحدثه قليلاً و تطلب منه أن يرافقك لشقتك ..!
- حسناً .. لكن هل سيوافق ؟!..
- هذا سيكون الخيار الوحيد أمامه ..!
- أنت محقه ..! حسناً .. تصبحين على خير الآن ..!
- تصبح على خير ..!
و قفت عندها و بدأت تصعد الدرج و هي تدندن بسعادة ..!
إنها امرأة غريبة بالعفل !!.. بل أن جميع السكان هنا غريبون !!..
حسناً .. لدي مهمة جديدة الآن .. وهي بعنوان " أقنع ليو أن يبيت عندك " ..!
.................................................. ...
لقد مضت دقيقة كاملة و أنا أقف هنا .. لا أعلم ما الذي يجدر بي فعله ؟!..
ذلك الفتى يجلس هناك على المقعد شارد الذهن و يبدو أنه لم ينتبه لي بعد ..!
كيف سأتحدث إليه ؟!!..
الأمر غريب للغاية بالنسبة لي .. لما أنا أتبرع لحل مشكلته ؟!..
في السابق .. لم أكن أقلق حتى لو تعرض أحد أصدقائي لمشكلة بل أني لا اعطي بالاً للموضوع ..!
لكني الآن أشعر بالشفقة على هذا الفتى و لا اريده أن يقضي ليلته هنا في الخارج رغم أني لا أعرفه حتى و لم أتحدث معه قط ..!
ربما هذا ما يسمونه انفصاماً في الشخصية أو أن مشاعري المتجمدة تجاه الآخرين قد تحركت ..!
تنهدت عندها فخرج البخار من بين شفتي .. الجو بارد جداً .. لو بقي هذا الفتى هنا حتى الصباح سيموت من البرد ..!
علي أن أذهب و احدثه حالاً ..!
سرت بهدوء ناحيته .. حتى وقفت أمامه فرفع رأسه و نظر إلي بعينيه الزرقاوين القاتمين كلون التوت الأزرق الحالك و هو مطابق للون شعره ..!
إنه لا يشبه أمه أو أخاه اللذان تميزا بلون شعر و عيون كالعسل النقي ..!
بهدوء سألته : ألا تشعر بالبرد ؟!..
نظر إلي للحظات ثم أوشح بوجهه ببرود : لا شأن لك بي ..!
جلست على المقعد الطويل بجانبه و أنا أقول : لقد التقيت بأمك قبل قليل .. إنها قلقة عليك ..!
أوشح بوجهه للجهة الأخرى و بانزعاج بسيط : ليس عليها ان تقلق ..! أنا لن أعود للمنزل ..!
بهدوء قلت : إن كنت مصراً على أن لا تعود لمنزلك فما رأيك أن تأتي للمبيت عندي ..!
نظر إلي عندها بشك : أين تعيش ؟!..
- في الطابق الخامس ..!
- حقاً ؟!.. الشقة الفارغة ؟!..
- أجل ..!
- اتعيش وحدك ؟!..
- لا .. أخي يعيش معي هناك ..!
- حسناً .. موافق ..!
وقف عندها و سار ناحية البوابة : هيا بنا ..!
كنت متفاجئاً منه !!.. لقد اقتنع على الفور !!.. دون أن يسأل عن اسمي حتى ..!
لكن .. أنا لا استغرب أي شيء من سكان هذه العمارة ..!
ابتسمت بهدوء : أنتظر .. سأشتري بعض الجبنة الفرنسية من دكان العم جاك ثم نصعد سوية ..!
وقف عندها و التفت إلي للحظات ثم قال :سأسبقك للمصعد ..!
هذا الفتى !!..
أسرعت ناحية الدكان .. و كان صاحبه على وشك المغادرة : عذراً عم جاك .. أريد بعض الجبنة الفرنسية ..!
نظر إلي للحظات ثم ابتسم : آه حسناً .. سأحضر بعضها الآن ..!
- و الحساب ؟!..
- ادفعه فيما بعد فقد أغلقت آلة البيع ..!
- حسناً .. شكراً لك ..!
دخل إلى المتجر و ماهي سوى لحظات حتى عاد و هو يحمل كيساً به بعض الجبن المغلف ..!
أخذته منه عندها بينما كان هو يسأل : أنت لينك أم ريكايل ؟!..
- لينك ..!
- أنكما متشابهان للغاية ..!
- ريكايل يرفع شعره للخلف .. و أنا أترك شعري على جبيني .. يمكنك أن تفرق بيننا هكذا ..!
- معلومة مفيدة .. يعتين علي أن احفظ هذا ..!
- تصبح على خير الآن ..!
- تصبح على خير ..!
عدت أدراجي حالاً كي ألحق بهذا الفتى الغريب ..!
أمعقول أنه وافق على القدوم معي بهذه البساطة وهو يراني للمرة الأولى ؟!..
حسناً .. بالحكم على والدته التي شكت لي هموم حياتها بلا مقدمات لا استغرب أن يتصرف الأبن هكذا ..!
بالفعل كان يقف قرب المصعد بانتظاري ..!
صعدنا معاً و هنا سألته باستغراب : ألم تشك في أني أخدعك مثلاً ؟!.. هل لا بأس لديك بأن ترافق شخصاً تراه للمرة الأولى ..!
بلا اهتمام قال : قلت بأنك تحدثت إلى تلك الساذجة ؟!.. إذاً هذا يكفي للثقة بك ..!
الساذجة ؟!!.. أيعقل أنه يقصد والدته !!.. يا له من عديم تربية ..!
استفزني كلامه للغاية لكني حافظت على هدوء أعصابي : و ماذا أن كنت قد كذبت عليك بشأن حديثي معها ؟!..
بذات البرود أجابني : تلك المرأة لم تكن على الدرج .. هذا يعني أنها عادت لمنزلها مطمئنة ..! لو لم تكن قد تحدثت إليها و قد وثقت بك لما سمحت لي بالبقاء عندك ..! و لو أنك لم تحدثها لبقيت في مكانها حتى الصباح ..!
رفعت احد حاجبي متعجباً من هذا الصبي !!.. إن لديه سرعة بديهة و هو يفكر بالأمر بعقلانية على عكس ما توقعت تماماً ..! رغم هذا فهو فظ للغاية !!..
- اسمك ليونيل صحيح ؟!..
- أجل .. و أنت ؟!..
- لينك ..!
نظر إلي بطرف عين للحظات : لينك .. ان لديك شعر أشقر ..!
باستنكار قلت : أعتقد أن هذا طبيعي في فرنسا ..!
لكنه عندها سأل بشك سؤالاً كاد يوقف قلبي : أيعقل أنك .. لينك مارسنلي الهارب !!!..
.
.
.
غير معقول !!!..
.
.
.
لما يسأل هذا الفتى هذا السؤال ؟!!..
كيف يعرف لينك مارسنلي !!!..
تمكنت بصعوبة من أن لا أوضح شيئاً على وجهي و قلت : اسمي هو .. لينك براون ..!
بابتسامة ماكرة علق : و ما المشكلة ؟!.. ربما غيرت اسمك و أتيت للعيش هنا !!..
حاولت أن أتكلم بهدوء قدر المستطاع : انا لست لينك مارسنلي ..! ليس ان نكون نملك الاسم ذاته و لون الشعر ذاته يجعلني هو ..! ثم لما أنت مهتم بأمر ذلك الفتى ؟!!..
ابعد نظراته الحادة عني ليقول ببساطة : والدي صحفي !!.. و قضية اختفاء لينك مارسنلي تشغل باله ..!
نظر إلي بطرف عين عندها : صحيح أنك تشبه ذلك الفتى و تحمل نفس اسمه ..! إلا أنك تبدو مختلفاً بشكل ما ..!
بتردد سألته : و كيف تعرف ؟!.. هل قابلت لينك مارسنلي من قبل ؟!!..
نظر إلي عندها بهدوء : لا .. لكن أبي حدثني عنه كثيراً بعد الاحداث الأخيرة ..! قال بأنه معروف بتصرفاته المتعجرفة و غرورة الذي يزن بلداً !!.. لذا والدي يريد أن يعرف أين آل به الأمر بعد أن فقد كل ماله ؟!!.. إنه يشغل ذهن والدي حقاً و هذا الأمر بات يزعجني ..!
تمتمت عندها بانزعاج : آسف لأني اشغل والدك عنك ..!
باستغراب قال : هل قلت شيئاً ؟؟!..
ببرود يتخلله بعض الانزعاج : إطلاقاً .. لا تهتم ..!
توقف المصعد عندها فنزلنا منه سويةً و اتجهنا إلى الشقة الوسطى ..!
فتحت الباب و أنا أقول : لقد عدت ..!
خلعت حذائي و اتجهت لغرفة الجلوس لأجد ريك يجلس أمام كتاب الفيزياء مجدداً ..!
يبدو مندمجاً للغاية .. ناديت عندها : كيت .. لقد أحضرت الجبن ..!
انتبه لي ريكايل عندها : آه لقد جئت إذاً ..! كيت عادة لمنزلها ..!
قطبت حاجبي باستنكار : عادت !!!..
- أجل .. لقد تأخرت لذا تناولنا العشاء فهي تقول أنها تريد أن تنام قبل أن يعود هاري ..! قالت أنها تريد أن تكمل أربعة و عشرين ساعة دون أن تراه ..!
- أتمزح ؟!!.. طلبت منكما أن تنتظراني أيها الخائنان ..!
- كانت كيت ستأكل عشاءها و تعود للمنزل .. و لم أرد تركها تأكل وحدها ..!
- هذا ليس عذراً ..!
أراد ان يقول شيئاً لكنه صمت فجأة وهو يحدق بي بذهول !!..
أو لنقل .. يحدق خلفي !!!..
التفت لأرى ليو قد وقف خلفي لكنه تقدم خطوتين حتى صار بجانبي و بهدوء قال : مساء الخير ..!
بتلقائية حول ريك نظره إلي : من .. هذا ؟!!..
تنحنحت عندها و أنا أقول : هذا ليونيل .. سيقضي الليلة عندنا بسبب ظروف عائلية ..! ليو .. هذا هو أخي الأصغر ريكايل ..!
- التوأم !!..
- آه صحيح .. التوأم الأصغر ..!
نظر ليو إلى ريكايل للحظات ثم ابتسم : أنت تبدو أفضل من أخيك هذا ..!
قطب ريك حاجبيه : من أي ناحية ؟!..
تابع كلامه بحماس : تبدو أكثر لطفاً منه .. و تبدو شخصاً طبياً و رحيماً أيضاً على عكسه تماماً !!..
هتفت عندها مصدوماً : من الذي أشفق عليك و دعاك لمنزله ؟!!!.. كان علي أن أتركك في الشارع يا ناكر الجميل !!..
نظر إلي بضجر : أنت أشفقت على تلك الحمقاء لا علي !!..
صرخت به غاضباً : كف عن وصف تلك المسكينة بألفاظ سوقية يا قليل التهذيب !!!..
صرخ بغضب عندها : أصفها بما أريد فلا شأن لك !!.. ثم أنك كنت تنوي اختطافي صحيح ؟!!!..
- ما الذي أريده من اختطاف طفل مثلك ؟!!!!..
- أنا لست طفلاً يا هذا !!.. أنا في الخامسة عشر !!..
- لا تقل يا هذا !!.. أسمي لينك !!..
- لينك مارسنلي !!!..
صمت عندها مذهولاً بينما بدا أن الصدمة جمدت رايل !!..
بينما علق ذلك البغيض بمكر : أجل .. سأناديك لينك مارسنلي منذ الآن فصاعداً !!..
بتوتر و انزعاج قلت : لما تناديني به ؟!..
- لينك مارسنلي شخص متكبر و مغرور !!.. و أنت تشبهه في هذا أيضاً !!!..
- أنا لست متكبراً و مغروراً !!!.. ثم كف عن الحديث بهذه الطريقة و كأنك تعرف لينك مارسنلي !!..
- لا داعي لأن أعرفه !!.. أنه مشهور بالفضاضة !!..
- أنت أكثر فضاضةً و إزعاجاً منه ..!
فجأة تدخل أحدهم : لكنه شخص لطيف .. أقصد لينك مارسنلي ..!
التفت كلانا بصدمة إلى ريكايل الذي قال تلك الجملة بهدوء و بساطة !!..
رايل !!.. لا يمكن أن تفضحني !!..
هتفت عندها : رايل يكفي ..!
بينما سأل ليو في الحال : أتعرفه ؟!!.. أتعرف أين هو ؟!..
باستغراب سأله أخي : لما أنت مهتم به ؟!..
- يجب أن يعرف أبي مكانه ..! إن عثر عليه فسيحصل على ترقية !!..
- هل والدك ضابط شرطة ؟!..
- لا !!.. إنه صحفي .. و هو يبحث عن لينك مارسنلي المفقود ..!
- أنا لا أعلم أين هو ..!
- و كيف تعرفه ؟!..
- لقد عملت في مدرسة مارسنلي لشهرين .. خلالها كنت أراه دوماً .. و قد رأيت أنه شخص جيد من خلال معاملته للطلبة ..!
- الطلبة في تلك المدرسة من الأغنياء لذا طبيعي أن يعاملهم باحترام ..!
- هذا ما لدي ..! لكني تركت العمل هناك قبل فترة من ضياع ثروتهم ..! لذا لا أعرف عنه شيئاً ..!
تنهدت براحة .. يبدو أن رايل سينقذني : و أنت ؟!.. هل عملت هناك من قبل ؟!..
التفت إلى ليو الذي سأل بجد ..!
لكني أجبته بهدوء : لا .. رايل وحده عمل هناك ..!
بدا عليه الإحباط للحظات .. يبدو لي أني أشغل فكره تماماً !!..
ربما ما كان علي أن أحضره إلى هنا ..!
يلزم علي أن أتجنب لقاء والده أيضاً لأي سبب كان ..!
رن الجرس عندها فاتجهت فوراً إلى الباب كي أهرب من هذا الداهية بجواري !!..
فتحت الباب على الفور ضناً مني أنها كيت لسبب ما .. لكن كان هناك شخص آخر أمام الباب ..!
إنها السيدة آنيا بابتسامة سعيدة على عكس التعاسة التي كانت عليها قبل قليل : مرحباً لينك ..!
ابتسمت لها : أهلاً ..!
- هل وافق ليو على المبيت عندك ؟!..
- أجل .. إنه في الداخل ..!
- حسناً .. أحضرت له بعض الملابس في هذه الحقيبة .. يبدو أن زوجي سيبقى ليومين هنا ..!
و هذا يعني أن ذلك المزعج سيبقى ليومين هنا !!!!!!..
ابتسمت بتصنع : لابأس سيدتي .. نحن نرحب بابنك بيننا ..!
أخذت الحقيبة منها ..!
ودعتني و عادت أدراجها لشقتها في الدور الرابع ..!
بينما أغلقت أنا الباب و عدت للداخل و أنا أقول : ليو .. والدتك أحضرت لك بعض الملابس ..!
تقدم ناحيتي و أخذ الحقيبة مني ..!
عاد إلى غرفة الجلوس وهو يقول : ريكايل .. أيمكنني أن أستعمل الحمام للاستحمام ؟!..
أجابه أخي بابتسامة : بالتأكيد .. تصرف و كأن المنزل منزلك !!..
سحقاً لك !!.. أنا الأكبر هنا فلا تتجاهلني أيها الصغير الأحمق !!!!..
دخلت لغرفة الجلوس بينما اتجه هو لدورة المياه .. و حين تأكدت من أنه دخل إليها تماماً التفت إلى رايل الذي كان ينظر إلي و يفكر فيما أفكر ..!
جلست على الأريكة بقربه بينما هو جالس على الأرض و قد سأل بهدوء : إذاً .. ما قصة لينك مارسنلي ؟!!..
بهدوء أجبته : لقد فاجأني في المصعد بقوله أني اشبه لينك مارسنلي ..! كما سمعت والده صحفي لذا هو مهتم بالأمر ..!
نظر إلي بجد : ألن تكون هذه مشكلة ؟!.. أن يكون صحفي من سكان العمارة !!..
جلست أرضاً بقربه و أنا أقول : اطمئن .. والداه منفصلان و ويبدو أن والده يعيش في مكان آخر ..!
تنهد هو براحة : هذا مطمئن ..!
بهدوء سألته : أكنت قلقاً إلى هذه الدرجة ؟!!..
صمت للحظات ثم أجابني بنبرة هادئة : في الحقيقة نعم ..! نحن لم ننعم بالاستقرار منذ توفيت السيدة إلينا ..! إني حقاً احتاج بعض الوقت لأرتاح من هذه المشاكل .. و أعلم أنك تحتاج هذا أكثر مني ..!
أسندت رأسي إلى الخلف و أغمضت عيني : أنت محق ..! رأسي سينفجر .. أخشى أن يفسد هذا الصبي كل مخططاتي ..! حتى كيت سألت عن الأمر نفسه اليوم ..!
- يجدر بك أن تكون أكثر حذراً لينك ..! تابع حياتك كلينك براون و حاول أن تكون طبيعياً حين يتم ذكر مارسنلي في أي مكان .. و إلا فإنك ستكون محط الشك ..!
- أنا أبذل جهدي في هذا ..!
- لكن يفضل أن تتصرف على طبيعتك .. حتى لا يلاحظ أحدهم أن هناك لبساً في تصرفاتك ..!
- كلامك هذا سيزيدني تعقيداً !!..
- حسناً .. لم تخبرني لما على هذا الفتى أن يبيت هنا ؟!..
- حين نزلت التقيت أمه في الأسفل و قد بدت كئيبة .. و حين سألتها عن السبب قالت بأنه يرفض العودة معها لأنه لا يحب زوجها الذي يبقى هنا لأيام قليلة و يعود لمعمله في المدينة الأخرى ..! لذا أخبرتها انه بإمكانه أن يقضي الليلة عندنا إن لم يجد مكاناً ينام فيه ..!
- مبادرة رائعة منك ..!
- مبادرة ندمت عليها !!..
كتم ضحكته لحظتها و عاد يقرأ في كتابه ..!
وقفت عندها و أنا أقول : سأذهب لاستحم في الحمام الآخر .. حتى أتناول العشاء و أخلد للنوم بعدها ..!
- حسناً .. أنا أيضاً سأدخل بعد خروجك ..! آه صحيح .. ماذا عن ليونيل ؟!..
- هناك أغطية في الغرفة الصغيرة .. يمكنه أن ينام هناك ..!
قلت هذه الكلمات ببرود و اتجهت إلى غرفة النوم حيث دورة المياه الأخرى داخلها ..!
أغلقت الباب من خلفي و اتجهت إلى الخزانة الصغيرة بالقرب من السرير ..!
فتحت الدرج السفلي و نظرت إلى تلك الصور التي لا زالت في إطاراتها ..!
تلك الصور التي تثبت أني ابن مارسنلي ..!
تربيت هناك .. و عشت حياتي كلها هناك .. دون أن أفكر مجرد تفكير بأني لست منهم ..!
في النهاية .. يبدو أن مارسنلي التي كانت الأسرة التي أفخر بها .. صارت الآن سراً خطيراً قد يفسد حياتي ..!
يلزم علي أن أكتم هذا السر داخل أركان صدري .. دون أن اسمح لأحد بالاطلاع عليه ..!
.....................................
انتهى البارت هنا ^^


اعترف أنه قصير !!.. ^^

بس هذا اللي يسويه تسلسل الأحداث ^^

ننتقل للأسئلة ..!

لينك لا يزال تحت دائرة الخطر .. فهل سيكشف أحدهم حقيقته ؟!..

ليونيل فرد جديد في القصة .. أي دور سيؤدية مع بطلينا ؟!..

توقعاتكم للأحداث القادمة ؟!..

رأيكم بالبارت المسالم ؟!..


..

لنتجه للمقتطفات :

...

سحقاً !!.. سحقاً !!.. سحقاً لليوم الذي قبلت فيه بتربية أطفال مشردين !!!..

...

بانزعاج قلت : الم أطلب منك ألا تذكر اسمه مجدداً ..!

...

أومأت إيجاباً دون أن تبعد نظراتها الحذرة عن ميراي : قليلاً ..!

...

تمتمت بنوع من السخرية : لا .. يمكنك أن تعتبريها احد الشباب ..!

...

ابتسم لها بهدوء : بالتأكيد صغيرتي .. فأنا شخص وهو شخص آخر ..!

...

نظر إلينا باستياء : هل تحرضانها علي ؟!..

...

و حتى لا يعمل كارثة هنا سار مغادراً بغضب : أفعلي ما تشائين !!..


....................................

هذا ما لدي اليوم لكم .. في حفظ الرحمن



رد مع اقتباس