عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 06-15-2019, 11:39 PM
 



part 2

صباح اليوم التالي .. و قد كانت الساعة تشير إلى السابعة ..!
كنت في المطبخ اتفقد ما فيه .. لقد نسيت كلياً أنه لا طعام هنا .. فنحن لم نتناول العشاء بالأمس بحجة أن تلك الكعكة اصابتنا بالتخمة ..!
دخل ريك عندها و هو يقول : يبدو أننا سنخرج للتسوق ..!
التفت إليه بهدوء : ألن تبدأ بالدراسة ؟!..
- لن أبدأ بمعدة خاوية مهما حدث ..!
- لقد رأيت دكاناً في الأسفل .. أعتقد أنه بإمكاننا شراء بعض الفطائر المغلفة منه ..!
- اه حسناً .. سأحضر سترتينا ..!
اغلقت باب الثلاجة و أنا أقول : نحن حتى ليس لدينا أواني لنطهي شيئاً بها ..!
تنهدت عندها : هناك الكثير من الأشياء التي تنقصنا .. أعتقد أن ريك لا يملك الوقت للتسوق و أنا ليس لدي خبرة في الأمر .. حتى خالتي لن تعود إلا في صباح الغد و إلا لكنت طلبت المساعدة منها ..!
سمعت نداء ريك عندها : لينك هيا .. لنخرج الآن ..!
خرجت من المطبخ : ها أنا خلفك ..!
ناولني سترتي السوداء فارتديتها و ارتديت حذائي الرياضي ثم خرجنا سوية ..!
أغلقت الباب عندها دون أن أقفله : لنستقل المصعد ..!
- ربما الدرج أفضل ..!
التفت إلى ريك باستغراب : لما ؟!..
- أنظر إلى الساعة .. الناس الآن يذهبون لمدارسهم و أعمالهم .. لا شك أن المصعد الآن مزدحم ..!
- وجهة نظر جيدة .. إذاً للنزل الدرج ..!
بدأنا بالنزول بالفعل و نحن نتبادل الأحاديث فقد سأل ريك : أتعتقد أن كيت ذهبت لمدرستها ؟!..
بهدوء أجبته : لا أعلم .. ربما تكون كذلك ..!
- إنها في الإعدادية صحيح ؟!..
- أجل ..!
- إذاً ليست في ذات مدرستنا ..!
- اعتقد هذا ..!
كنا عندها قد تجاوزنا الدور الرابع و نحن في الطريق إلى الثالث : توقف !!.. ليو توقف !!!..
التفتنا إلى الخلف إثر ذلك الصراخ لنرى ذلك الفتى الذي ينزل الدرج بسرعة و كأنه يهرب من شيء ما !!..
تجاوزنا عندها و قفز بقيت الدرج في لحظات !!..
لا زال هناك صوت ينادي : ليو أحذر .. ستسقط إن ركضت هكذا !!..
توقف ذلك الفتى و نظر للأعلى و صرخ بغضب : سيكون هذا بسببك أنت يا مجنونة !!..
ركض بعدها متابعاً طريقة !!..
بينما نظرت أنا و ريك بتلقائية للأعلى لنرى تلك المرأة التي أطلت برأسها من الدور الرابع ..!
تلك المرأة .. لقد رأيتها بالأمس قرب ساحة اللعب .. أجل لقد كانت تنادي ذلك الطفل لوسيان .. أهذا ابنها الآخر يا ترى ؟!!..
مستحيل ..! لقد دعاها بالمجنونة !!..
ربما أخوها الأصغر ؟!..
لكنه لا يشبهها ..!
تلك المرأة صرخت باستياء و الواضح أنها تكاد تبكي : أنت ولد سيء و أنا لم أعد أحبك .. لن أكلمك بعد الآن !!.. لن أطعمك من الحلوى .. سأعطي لوسيان فقط !!..
ما القصة ؟!..
ذلك الفتى هرب بعيداً و هو يصرخ : سيكون هذا يوم سعدي ..!
بينما عادت المرأة أدراجها و هي تبكي ..!
هدأ الجو عندها فتابعنا سيرنا إلى الأسفل دون أن نعلق على الأمر ..!
ذلك الفتى بشعره الذي يملك لون التوت الأزرق القاتم و عيناه كذلك .. لقد رأيته بالأمس أيضاً قرب ساحة اللعب و هو يستلقي على احد المقاعد ..!
يبدو أنه يرتدي ثياب المدرسة قبل قليل .. اعتقد أنه في الخامسة عشر .. إذاً لا يزال في الاعدادية ..!
و قبل أن نتجاوز الدور الثاني : أنا ذاهبة الآن ..!
التفت إلى مصدر الصوت لأرى فتاة صغيرة تبدو في التاسعة من العمر تحمل على ظهرها حقيبة مدرسية ..!
إنها جميلة .. لها شعر بني مموج طويل نوعاً ما و عينان ارجوانيتان واسعتان و وجه جميل متورد ..!
خرج رجل بدين من تلك الشقة وهو يقول بحماس : سأوصلك للمدرسة ..!
بانزعاج صرخت الفتاة : لا أبي .. أنا سأذهب بنفسي ..!
بدا الخوف على الأب : لكن قد ينزل الثلج و أنت في الطريق .. أنت لا تعلمين كم أنا قلق عليك ..!
خرجت امرأة خلفهما و الاستياء على وجهها : بدل أن تتبرع بإيصالها للمدرسة أسرع و بدل ملابسك كي لا تتأخر على العمل ..! دع الطفلة و شأنها فخوفك المبالغ هذا سيجعلها تحقد عليك ..!
صرخ برعب : لا يمكن أن يحدث هذا ..!
ركضت الطفلة ناحية الدرج : إلى اللقاء ماما ..!
ودعتها الأم بابتسامة : كوني حذرة ..!
لكن الأب صرخ بخوف : توقفي إيميلي .. أنا قادم انتظريني !!..
امسكت الأم بذراعه و سحبته إلى الداخل باستياء : توقف عن الصراخ ستزعج الجيران ..!
تجاوزتنا تلك الطفلة حينها و هي تقول بحيوية : صباح الخير ..!
بتلقائية قلت : صباح الخير ..!
بدأت بنزول الدرج و هي تهمهم بسعادة .. متجاهلة ما كان يفعله والداها منذ قليل ..!
- هذه العمارة .. مليئة بالمجانين ..!
هذا ما تمتم به ريك .. فتنهدت أنا بتعب : أنت على صواب في هذا ..!
واصلنا سيرنا إلى الأسف و حين خرجنا من المبنى اتجهنا فوراً إلى مكان الدكان الذي كان قريباً من البوابة ..!
كانت ساحة اللعب فارغة ..!
- آركيف .. حين تعود سجد طعامك في الفرن ..!
- حاضر ..!
التفت إلى الخلف فرأيت ذلك الطفل الذي بدا انه في العاشرة من عمره وهو يركض و يحمل حقيبته المدرسية بينما كان هناك رجل شاب بالقرب من البوابة و يبدو أنه من كان يحدثه .. أهو والده ؟!..
- أهذا هو الدكان ؟!..
التفت إلى ريك : آه .. أجل هذا هو ..!
كان مغلقاً للأسف : انه مغلق ريك ..!
- أجل .. يبدو أن الوقت لا زال مبكراً على أن يفتح ..!
قبل أن أعلق على الأمر : أتريدان شراء شيء ما ؟!..
التفت إلى الخلف حالاً ..!
كان هناك رجل خلفي .. يبدو في الثامنة و الأربعين من عمره و هو طويل القامة و ذو جسد متناسق .. لديه شارب بني و عينان بنيتان .. يرتدي قبعة صوفية و لا تنزل منها أي خصلة شعر : آه .. بلا ..!
تقدم قليلاً فابتعدنا عن طريقه .. فتح الدكان عندها بمفتاح كان في جيبه : أنا هو صاحب هذا الدكان .. تفضلا ..!
دخل أولاً و نحن من خلفه .. و حين خلع قبعته الصوفية كان كما توقعت .. أصلع الرأس ..!
التفت ناحيتنا بابتسامة : تفضلا بشراء ما تريدان ..!
التفت إلى ريك : خذ شيئاً للإفطار ..!
أومأ موافقاً و تقدم ناحية رفوف الخبز .. بينما سأل الرجل الأصلع و قد جلس على مقعد خلف طاولة المحاسبة الصغيرة : أأنتما أخوان ؟!..
أومأت إيجاباً .. فسأل مجدداً : تبدوان في سن واحدة .. أيكما أكبر ؟!..
- نحن توأمان .. لكني أكبره بخمسة دقائق ..!
- هكذا إذاً .. لم أركما في المنطقة مسبقاً .. هل دخلتما إلى هنا لشراء شيء من الدكان ؟!..
- في الحقيقة .. لقد انتقلنا إلى هنا بالأمس ..!
- هكذا إذاً .. في الدور الخامس ؟!.. إنها الشقة الفارغة الوحيدة ..!
- أجل ..!
- أنا أيضاً اعيش هنا ..! لقد كنت شرطياً سابقاً لكني اصبت بإصابة جعلتني أترك عملي ..! شقتي في الدور الأول .. و قد استأجرت هذا الدكان للعمل به منذ ثلاث سنوات ..! يأتي الكثيرون من خارج العمارة للتبضع هنا ..!
- هكذا إذاً .. لذا اعتقدت أننا من الخارج ..!
- أجل .. أنا جاك .. ينادونني العم جاك ..!
- تشرفنا عم جاك ..! أنا لينك .. و أخي الأصغر هو ريكايل ..!
انتبهت لريك الذي سأل : لينك .. أتريد فطيرة بالجبنة .. أم بالشوكولا ؟!..
- الشوكولا ..!
- حسناً .. و العصير ؟!..
- لا بأس بالتفاح ..!
- فهمت ..!
دخل رجل آخر إلى الدكان : صباح الخير جاك ..!
أجابه العم جاك بصوته العميق : صباح الخير توماس ..!
التفت إلى الخلف لأرى ذلك الرجل العجوز الذي يبدو في الستينيات ربما ..!
و قبل أن يقول أحدهم كلمة واحدة : صباح الخير ايها الجد توماس ..!
نظرت بصدمة إلى ريك المبتسم بينما أجابه ذلك الرجل : صباح الخير يا ريكايل ..!
باستغراب سألت : أتعرفه ريك ؟!..
أومأ إيجاباً بابتسامة : أجل .. لقد ساعدني في الأمس بحمل الصناديق من سيارة هاري إلى المصعد ..!
هكذا إذاً .. لقد اعتقدت أنه يعرفه من قبل فريك لم يغادر الشقة بالأمس ..!
نظر ذلك الرجل المدعو توماس إلي وهو يقول : ها هو أخوك إذاً .. أنتما توأمان ..! أسمك لينك ؟!..
أومأت إيجاباً باستغراب .. فلا احد ذكر اسمي منذ دخل هذا الرجل ..!
ابتسم لي عندها : حدثتني زوجتي عنك .. لقد قالت انك تسكن مع اخيك فعلمت أنك شقيق ريكايل ..!
زوجته ؟!.. من هي ؟!..
سألت بتردد : زوجتك ؟!..
أومأ إيجاباً بذات ابتسامته : أجل .. زوجتي مادلين ..!
مادلين ؟!!..
هتفت عندها : الجدة مادلين ؟!!!.. هي زوجتك ؟!..
أومأ إيجاباً فتدخل العم جاك عندها : أنه يبدو أصغر منها بكثير صحيح ؟!.. لكن قد تصدم إن علمت أن هذا الرجل أمامك سيلامس الثمانين قريباً ..!
نظرت إلى ذلك الرجل مجدداً .. صحيح أنه يبدو يبدوا عجوزاً لكن ليس إلى حد الثمانين : هذا مفاجئ .. ظننتك أصغر ..!
- في شبابي كنت بطل ألعاب قوى .. و هذا ما حافظ على صحة جسدي إلى هذا العمر ..!
ابتسمت له عندها : الرياضة هي أفضل شيء للجسد ..!
بالفعل .. من يرى جسده القوي و قوامه المستقيم لن يتوقع أن هذا هو عمره الحقيقي ..!
كان ذا شعر ملأه الشيب بلون ابيض مائل للرمادي .. وجه به بعض التجاعيد و تظهر عليه ملامح الوقار و عينان ضيقتان سوداوان ..!
وضع ريك ما أراد شراءه على طاولة المحاسبة فبدأ العم جاك بحسابها ..!
بينما أخذ الجد توماس يتجول في ذلك الدكان الصغير و المليء بالمواد الغذائية ..!
وضع العم جاك ما اشتريناه في الكيس وهو يقول : بما أنكما زبونان جديدان فسأخصم لكما هذه المرة ..!
ابتسم له ريك : شكراً لك .. عم جاك ..!
دفع الحساب و خرجنا بعدها لنعود للشقة : انهما شخصان لطيفان .. العم جاك .. و الجد توماس ..!
هذا ما قاله رايل و على وجهه ابتسامة صغيرة فابتسمت أنا الآخر : صحيح .. الجدة مادلين أيضاً .. مع أنها تبدو مزاجية للغاية ..!
- متى ألتقيت بها ؟!..
- بالأمس حين نزلت وحدي قبل الغروب ..!
- هكذا إذاً ..!
- ريك .. ذلك الفتى الذي كان يركض في الدرج .. اعتقد أن المرأة نادته ليو ..!
- بالتفكير بالأمر .. هاري ذكر أسمه بالأمس ..!
- بلا صحيح ..!
- أعتقد أننا سنتعرف على الجميع قريباً .. لا تستعجل ..!
- انت محق ..!
هذه المرة صعدنا من خلال المصعد ..!
الجو بارد : لم يكن علينا شراء العصير .. الجو بارد و من الأفضل شرب شيء ساخن ..!
بملل أجاب ريكايل : لكن ليس لدينا حتى أبريق كي نسخن الماء فيه و نصنع الشاي أو القهوة .. علينا أن نصبر بعض الوقت ..!
فتح باب المصعد فخرجنا منه و اتجهنا إلى شقتنا ..!
حين فتحت الباب : هناك رائحة جيدة ..!
هذا ما تمتمت به فهتف ريك برعب : ليس تلك الماندي ثانيةً ..!
أومأت سلباً : لا .. إنها رائحة طعام !!..
بلا شعور خلعت حذائي في الحال و ركضت إلى المطبخ ..!
و ما إن دخلت حتى استقبلتني تلك النبرة المستاءة : لقد تأخرتما ..!
دخل ريك خلفي حالاً و هتف بدهشة : كيت !!!..
أجل .. كانت تلك المجنونة تجلس خلف طاولة الطعام ..!
أمامها كانت هناك بعض أصناف الافطار من البيض المقلي و الجبنة الفرنسية .. و الأهم من ذلك .. أبريق شاي ساخن ..!
باستغراب سألت : ماذا تفعلين هنا ؟!..
بضجر أجابت : أخبرني هاري بأنكما لم تشتريا أوني للطبخ .. لذا اعتقدت أنكما ستواجهان مشكلة بالنسبة للإفطار !!.. لذا احضرت هذا لنتناول الفطور سويةً .. وجدت الباب مفتوحاً فدخلت .. و حين لم أجدكما قررت أن أنتظر حتى تعودا ..!
يا لها من فتاة !!.. لم أعتقد أنها قد تفكر بنا ..!
إن لديها جانب جيداً للغاية ..!
ابتسمت لها : هل تناولت فطورك ؟!..
أومأت سلباً : اخي خرج قبل قليل و أخبرني بأن أكل معكما ..!
- أخذتي أبرتك ؟!.. يفترض أن تكون في السابعة ..!
- لقد أعطاني إياها هاري قبل أن يخرج ..!
- متأكدة ؟!..
- بالطبع ..!
لم أستطع أن أنفي كلامها فهاري بالتأكيد كان سيطلب مني أن أعطيها إياها إن لم يكن قادراً على هذا .. غير أني لا أعلم ما كمية الأنسولين التي يجب أن أحقنها بها ..!
جلس ريك على الطاولة وهو يقول : لقد أنقذتنا بالعفل كيت .. كان من الممكن أن نتناول الفطائر المغلفة و العصير على الإفطار ..!
بهدوء قالت : بالصحة و العافية ..!
جلست بقرب رايل : شكراً لك كيت ..!
بدأنا بتناول الطعام .. إنه لذيذ فحتى البيض قد أضيفت له بعض البهارات الرائعة ..!
باستغراب علق أخي : لم أعلم أن هاري يجيد الطهي ..!
- لكن أنا من أعد هذا .. و ليس هاري ..!
نظرنا إليها بصدمة بينما كانت تحسي الشاي ..!
صحيح أن هاري ذكر أنها تجيد إعداد الوجبات الخفيفة .. لكن لم يذكر شيئاً عن مهارتها العالية في هذا ..!
- أنه لذيذ للغاية أتعلمين ؟!..
نظرت إلى ريكايل باستغراب : حقاً ؟!..
أومأ إيجاباً : أجل .. أنت ماهرة ..!
توردت وجنتاها لكنها أوشحت بوجهها العابس ..!
هل أتخيل ؟!.. أم أنها تصبح شخصاً آخر عندما لا يكون هاري موجوداً ؟!!..
عموماً .. لا زال علي أن أبعد هذا الغموض الغريب المحيط بها ..!
أريد فعل هذا بأسرع ما يمكن ..!
................................................. ..

شعرت بهاتفي يهتز في جيبي ففتحت عيني .. هل أنا نائم ؟!..
رفعت رأسي عن تلك الطاولة .. هناك الكثير من الكتب و الدفاتر و الأقلام عليها ..!
آه صحيح .. لقد كنت اساعد ريكايل في الدراسة ..!
نظرت إلى دفتر وضع بالقرب مني عمداً لأجد ما كتب عليه ( سأخرج لزيارة الأطفال في الملجأ .. لن أتأخر .. ساعة فقط و سأعود .. ريكايل ) ..!
اعقد ان الساعة كانت الخامسة و النصف حين نظرت إليها آخر مرة ..!
رفعت رأسي لأنظر حولي للمكان .. ريك ليس هنا أي أنه لم يعد بعد ..!
كيت كانت تنام و قد استلقت على الأريكة أمامي و يبدو أن ريكايل قد وضع هذا الغطاء عليها ..!
في الحقيقة لقد بقيت عندنا طيلة اليوم تراقبنا و نحن ندرس و تعلق علينا بانزعاج أحياناً ..!
أما أنا فقد وضعت رأسي على تلك الطاولة الخشبية في غرفة الجلوس و التي يمكنك التحكم بطول سيقانها فريك قد جعلها قصيرة السيقان ليتمكن من الدراسة عليها وهو جالس أرضاً .. معطفي قد وضع على كتفي كي يحميني من البرد ..!
تذكرت أمر هاتفي الذي أيقضني اثر اهتزاز يدل على وصول رسالة ما ..!
منذ غيرت رقمي لم اتلقى أي رسالة نصية ..!
.
(( لن اتمكن من العودة قبل السابعة .. أرجو منك أن تعطي كيت أبرتها مع وجبة خفيفة .. بالنسبة لكمية الأنسولين .. هناك زجاجتا الانسولين المعكر و الانسولين الصافي في ثلاجة شقتنا .. درجتان من الأول و خمسة درجات من الثاني .. إن واجهت أي مشكلة فاتصل بي ..! ))
.
كانت هذه هي رسالة هاري ..!
الساعة الآن تشير إلى السادسة و خمسين دقيقة ..!
وقفت عندها و اتجهت إلى كيت و بدأت بمحاولة إيقاظها : كيت .. استيقظي الآن .. يجب أن تأخذي حقنتك و تأكلي شيئاً ..! الساعة تقترب من السابعة ..!
بانزعاج و خمول دون أن تفتح عينيها : لا أريد .. لن آخذ الحقنة هذه المرة .. ربما في مرة قادمة ..!
واضح أنها تهذي ..!
تنهدت بتعب ثم قلت : لدي فطيرة شوكولا .. يمكنك أكلها بعد الابرة ..!
فتحت عينيها عندها بضجر : كم الساعة الآن ..!
- لم يبقى سوى عشر دقائق على السابعة ..!
- لا أحب تلك الابرة ..!
- لا أحد يحب الابر .. و لكن ألم وغزتها أفضل من الألم الذي يسببه انخفاض السكر لديك .. أليس كذلك ؟!..
بدا ان كلامي أقنعها نوعاً ما ..!
ابتسمت لها حينها : هل يمكنك أن تذهبي لمنزلكم و تحضري زجاجتي الأنسولين و مقياس سكر الدم و حقنة ..!
رفعت جسدها عن الأريكة عندها بعبوس : حسناً ..!
تركت الأريكة و سارت مغادرة الغرفة و هي تحمل معطفها الأبيض الذي كان بالقرب منها على الأرض ..!
صحيح أنها غير مبتسمة و عنيدة بعض الشيء .. لكن إن حاول أحدهم إقناعها بهدوء فهي ستقتنع بسهولة ..!
ربما السبب هو أنها تثور ما إن تشاهد هاري لذا لا يمكنه أن يتفاهم معها ..!
أتساءل عن سبب كرها له رغم أنه شقيقها الأكبر .. لكن المهم هو هل تكرهه حقاً ؟!..
هناك شيء غامض في علاقتهما و يجب أن أعرفه .. إن لم أعرفه لن استطيع أن افهم كيت مطلقاً ..!
لم تمر سوى لحظات حتى سمعت صوت الباب يغلق .. لقد عادت إذاً ..!
وقفت و اتجهت إلى المطبخ فتبعتني بتلقائية ..!
أخرجت فطيرة الشوكولا التي كنت سأتناولها على الإفطار و أدخلتها إلى جهاز التسخين .. كما أخرجت عصير التفاح و تركته على الطاولة ..!
كانت كيت قد جلست على احد المقاعد : هل لديك خبرة بالأمر ؟!..
- تقصدين حقن الأنسولين ؟!..
- أجل ..!
- لقد تدربت عليها في السابق ..!
- جيد .. لأني لا أريد أن أموت بسبب خطأ من شخص مثلك ..!
- اطمئني .. أنا واثق بقدراتي ..! قيسي معدل السكر لديك أولاً ..!
فتحت المحفظة الصغيرة أمامها و أخرجت جهاز القياس و معداته .. بينما وقفت أنا أمام آلة التسخين أراقب الفطيرة ..!
انتبهت لصوت تلك النغمة الصغيرة التي تدل على ظهور الرقم على الجهاز : ما النتيجة ؟!..
بملل أجابت : 160..!
- إنه جيد .. حسناً ..!
أخرجت الفطيرة من جهاز التسخين و تقدمت ناحيتها ..!
بدأت بتعبئة الانسولين المتعكر اللون و الانسولين الصافي في تلك الحقنة كما أخبرني هاري بالقياس ..!
لقد مضى زمن على فعلي هذا آخر مرة .. لكنني لا أزال اتذكر الأمر ..!
التفت إلى كيت عندها : أعطني ذراعك ..!
رفعت كم كنزتها الزرقاء حتى ظهر ذراعها .. كنت استطيع رؤية آثار الحقن فيها ..!
و بالطريقة الصحيحة أمسكت ذراعها ثم أدخلت الإبرة بهدوء ..!
بعد أن أنهيت الأمر سحبت الابرة و تنهدت براحة : جيد .. ما رأيك ؟!..
نظرت إلي بضجر : أنك تؤلمني و أنت تفعلها ..!
ابتسمت لها بهدوء : اطمئني .. مع مرور الوقت أعدك بأنك لن تشعري بها ..!
حملت الفطيرة و العصير وهي تقول : سأجلس أمام التلفاز ..!
نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تشير للسابعة .. متى خرج رايل يا ترى ؟!..
تبعت كيت التي ابعدت الأوراق و الكتب و تركتها في جهة من الطاولة و جلست عند الجهة الأخرى وهي تمسك بجهاز تحكم التلفاز ..!
إنها تتصرف بكل برود و كأنها في منزلها .. أهذا ما كان يزعج من يخوض التحدي ؟!..
أجل .. فمن الصعب أن يدخل فرد جديد إلى منزلك و يبقى فيه طيلة اليوم ..!
بالنسبة لي و لرايل فلا اعتقد أن الأمر يشكل أي مشكلة فنحن ليس لدينا خصوصيات كما لدا الأسر الأخرى ..!
- اين ريكايل ؟!..
انتبهت لسؤالها الذي طرحته بنبرة مستغربة : آه .. خرج لزيارة أحدهم ..!
لم تلقي بالاً للأمر .. هناك برود غريب بها يزيد من غموضها ..!
بدأت تقلب القنوات حتى توقفت على احدا القنوات الفنية .. انتبهت عندها للمذيع الذي كان يقول : بعد هذا الفاصل ها نحن عدنا إليكم مشاهدينا الأعزاء مع ضيفنا لهذا الأسبوع .. النجم المحبوب لويفان بريك ..!
في تلك اللحظة تحركت الكاميرة إلى الشخص الآخر في الاستديو .. و بالفعل إنه صديق طفولتي لوي ..!
ابتسمت عندها بهدوء .. لقد مضت فترة على آخر مرة رأيته بها ..!
بشعره الأسود و عيناه النهريتان كان آسراً لقلوب الفتيات اللواتي شكلن رابطة محبيه ..!
حتى أنه حصل منذ فترة على لقد محبوب الفتيات الأول في انجلترا بلده الأم ..!
افقت من شرودي على صوت كيت : هل أنت من متابعيه ؟!..
التفت إليها لأرى نظرة تعجب واضحة في عينيها .. و بتوتر سألت : لما تقولين هذا ؟!..
- ذلك لأنك ابتسمت ابتسامة واسعة حين رأيته !!.. لم أعلم أن لهذا الممثل متابعين من الشباب ..!
- أن أفلامه تعجبني .. يمكنني القول بأني أشجعه لأنه يعمل بجد ..! ماذا عنك ؟!..
- حسناً .. أرى أنه جيد .. و كما قلت أفلامه ممتازة ..! لكني لست مغرمة به إطلاقاً ..!
- هكذا إذاً ..!
قطع حوارنا ذاك صوت المذيع وهو يقول : وعدتنا أن تجيب على اسئلتنا كلها الآن ..! هل نبدأ ؟!..
أومأ صاحبي إيجاباً بابتسامة فسأل ذلك المذيع على الفور : سيد بريك .. كثير من متابعك و محبيك يعرفون أصدقاءك المفضلين بل وهناك من يحبهم لأجلك ..! نريد أن نسألك عن صديقك الفرنسي " لينك مارسنلي " فهناك الكثيرون من المشاهدين يتساءلون عن أحواله الآن بعد الخسارة التي تعرضت لها اسرته .. كما أن هناك إشاعات تقول أنه مختفي عن الأنظار منذ ذلك الحين ..!
سحقاً لهم !!!.. هل سيتغلون لوي ليعرفوا مكاني ؟!!!.. أعلم أن هناك أشخاصاً خلف هذا السؤال و إلا ما الذي يريده مذيع من صديق فرنسي لأحد النجوم الانجليزيين ..!
ترقبت ردة فعل لوي في تلك اللحظة حيث بدأ الهدوء عليه .. لكنه لم يلبث أن قال : هل أعتبره سؤالاً خاصاً ؟!..
بدا الارتباك على هذا المذيع : ماذا ؟!..
- لما تسأل عن ابن احدى الأسر الفرنسية الكبرى ؟!.. لما تريد أن تعرفه مكانه أو أحواله ؟!..
- فقط كما قلت لك .. المشاهدون قلقون عليه ..!
لكنه بجد رد عليه : ليسوا مضطرين لذلك ..! ذلك الفتى أقوى من أن يقلق عليه أحد ..!
- هل اعتبر هذا إجابة عن سؤالك ؟!..
- يمكنك هذا .. فأنا لن أجيب بإجابة غيرها ..! أنتقل للسؤال الثاني من فضلك .. و يفضل أن يكون بعيداً عن حياتي الشخصية ..!
- حـ .. حسناً ..!
تابع المذيع طرح اسئلته عندها ..!
لوي .. أنت بالعفل صديق رائع ..!
ابتسمت بهدوء عندها .. لقد اثر بي كلامه كثيراً ..!
أعلم أنك قلق علي الآن .. لكني أعدك بأني لن أثير قلقك و سأثبت لك بأني قادر على تجاوز وضعي الحالي ..!
- يبدو أن شهرة صديقه تجاوزت الحدود ..!
نظرت إلى كيت باستغراب : هل تعرفينه ؟!.. أقصد لينك مارسنلي ؟!..
أومأت سلباً : لا ..! لكني اعلم ان مارسنلي من الأسر الكبرى في فرنسا ..! لتوي فقط علمت أنهم فقدوا ثروتهم ..!
- لا تبدين مهتمة بهذه الأمور ..!
- و ما شأني بهم ؟!.. أنا اشتري راحة دماغي هكذا ..!
- أنت محقه .. التدخل في امور النبلاء يجلب الصداع ..!
- يبدو أنك تعرف الكثير عنهم ..!
شعرت بالتوتر قليلاً ثم اجبت : آه نوعاً ما ..!
رفعت احد حاجبيها : أتعرفه ؟!.. أقصد ابن مارسنلي ؟!..
أومأت سلباً : لا .. لقد سمعت بأنه اختفى فقط ..!
بدا انها تذكرت شيئاً : صحيح .. اعتقد أني رأيت صورته في الصحيفة منذ يومين .. قالوا انه اختفى .. لكني لم أعلم أن الأمر متعلق بأسرته ..!
بسخرية قالت : اعتقدت أنه هرب مع عشيقته أو شيء من هذا القبيل ..!
هتفت بتوتر : ذلك مستحيل !!.. لا تبني أشياء من خيالاتك ..!
وقفت عندها وهي تقول : ربما لم يرمي هاري الصحيفة .. سأذهب لأرى ..!
أمسكت بيدها فور أن تجاوزتني : اه لا ..! لا داعي لذلك ..! أنسي الأمر ..!
نظرت إلي للحظات بشك : لما تمنعني ؟!.. أيعقل أن تكون أنت ذلك الهارب ؟!!..
اتسعت عيناي للحظات .. لا يمكن أن تكشفني !!.. ليس بهذه السرعة على الأقل ..!
عادت لأريكتها وهي تقول بملل : أمزح فقط ..! لا تظهر هذه الملامح الجدية على وجهك ..!
تنهدت براحة .. يبدو أنها قالتها على سبيل المزاح لا غير ..!
لكن هذا ليس جيداً ..! ربما تكتشفني ..!
و ربما يكشفني شخص آخر ..!
اعتقد أن علي أن اكون أكثر حذراً ..!
.................................................
عاد ريكايل حوالي الساعة الثامنة .. وتابعنا الدراسة كما كنا نفعل طيلة اليوم ..!
كيت ذهبت لشقتهم كي تعد العشاء لنا بحجة أن هاري لن يعود إلا في وقت متأخر ..!
أخبرني رايل بأن الأطفال في الملجأ يسألون عني .. للأسف لن استطيع زيارتهم لفترة من أجل جوليا ..!
اضطر هو للكذب عليهم و أخبرهم بأني مسافر .. لكن الأمر انتهى ببكاء جين كما يقول ..!
اعذريني عزيزتي جين .. أن الأمر خارج عن يدي ..!
قال ريك بأنه التقى بليديا هناك و أنها تسأل عن أحوالنا ..!
- إنها توصل سلامها إليك ..!
- أخبرها بأن لا تفعل .. و إلا فأني سأطلب منك أن توصل سلامي إليها ..!
- أهذا يعني أن ايصال السلام بينكما ممنوع أيضاً ؟!..
- أجل .. حتى استقر على الوضع الحالي و أتأكد من أني سأتابع حياتي هكذا .. عندها يمكنني أن أعيد علاقتي بها ..!
كان هذا الحوار الذي دار بيننا بصدد ليديا ..!
في الحقيقة .. كنت ابتسم بهدوء حين أسمع حديث رايل عنها .. لم أعتقد أني سأفقدها إلى هذا الحد ..!
أيضاً .. ميشيل كانت هناك ..!
أسعدني حقاً ما قاله ريك بأنها تبدو أفضل من السابق ..!
- هل تحدثت إليها ؟!..
- يمكنك قول هذا ..!
- ما الذي قلته لها ؟!..
- لقد عقدنا هدنة .. ستكون العلاقة بيننا عادية إلى حين أن تنتهي ..!
- و متى ستنتهي يا ترى ؟!..
- هذا أمر تحدده ميشيل للأسف .. لو كان الأمر بيدي لأنهيتها الآن ..!
- أفهم من كلامك بأنك لا تزال مصراً على حبك لميشيل ..!
- و هذا الأمر لن اتنازل عنه مجدداً مهما حدث ..!
- و جوليا ؟!.. هي الوحيدة التي بدت مستاءة حين ذكرك الأطفال ..!
- أخبرتني بأنها تحتاج لفترة كي تصفح عن فعلتي الأخيرة .. و شرطها أن لا تراني حتى ذلك الحين ..!
- يا لك من أخ تجلب المشاكل ..!
- سأعتبره مديحاً .. لذا شكراً لك ..!
تابعنا عملنا بعدها حتى صارت الساعة تشير إلى العاشرة : لقد احضرت العشاء ..!
تركت مكاني و خرجت من غرفة الجلوس : ماذا أعددت لنا ؟!..
بهدوء قالت : البيض المقلي !!..
قطبت حاجبي باستنكار : لكننا تناولناه على الإفطار ..!
بضجر قالت : الجو بارد لذا لم أرد الخروج لشراء مكونات الطعام .. و لم أجد غير البيض بالثلاجة .. ثم أني وضعتها في ساندويتش ..!
- انه الأمر ذاته !!!..
خرج ريك من خلفي و يبدو أنه سمع ما كنا نقوله : لا بأس .. أي شيء سيفي بالغرض ..!
نظرت إلى تلك الفتاة التي دخلت و هي تحمل صينية البيض بين يدها و هي تقول : ليذهب أحدكما و يحضر بعض الجبن الفرنسي من دكان العم جاك .. لقد نفذ ما عندي ..!
إنها وجبة الإفطار ذاتها بالفعل !!.. أيعقل ان هذه الفتاة لا تجيد إلا صنع البيض المقلي ؟!!..
لن استغرب أي شيء منها ..!
عدت إلى غرفة الجلوس كي أخذ معطفي و أنا أقول : سأذهب أنا .. لا تأكلا قبل أن آتي ..!
ارتديت سترتي السوداء و خرجت من الشقة .. و بينما كنت اسير ناحية المصعد خرج أحدهم منه ..!
إنها الآنسة ماندي .. بمعطف الفرو الأبيض و شعرها المتجعد الكثيف و تلك المساحيق المبهرة ..!
إنها كثيرة التبرج بالعفل : مساء الخير أيها الوسيم ..!
هذا ما قالته وهي تسير ناحيتي فلم أجد إلا أن أقول بابتسامة صغيرة : مساء .. الخير ..!
وقفت أمامي للحظات تنظر إلي : أنت .. أيهما ؟!..
اعتقد أنها تقصد أي الأخوين : لينك ..!
غطت وجهها بكفيها بخجل : آه لو كنت أصغر بعامين فقط ..!
باستغراب قلت : لكنك لا تزالين شابة ..!
نظرت إلي بدهشة و سعادة : حقاً ؟!!.. ألا بأس لديك ..!
باستنكار بسيط يغطيه الهدوء : أعذريني .. لست مهتماً بالفتيات الأكبر سناً ..!
تغيرت ملامح وجهها إلا الحزن المبالغ : كم أنا تعيسة الحظ !!..
ظهرت بعض الدموع في عينيها و لكنها مسحتها بسرعة وهي تقول : عزائي الوحيد أني سأراك أنت و أخوك كل يوم .. و الآن تصبح على خير ..!
- تصبحين على خير ..!
تجاوزتني و دخلت إلى شقتها التي تجاور شقتي ..!
إنها مجنونة !!.. على الأقل لا تقولي أنت و أخوك و كأنك مغرمة بكلينا !!..
تنهدت بعتب .. لقد ضيعت الوقت معها ..!
اتجهت إلى المصعد و دخلت إليه .. و حين نزلت إلى الطابق السفلي ..!
لفتت نظر تلك السيدة التي تجلس على الدرج أمامي ..!
إنها والدة لوسيان .. تلك المرأة الغريبة التي كانت تبكي هذا الصباح وهي تنادي على ذلك المدعو ليو ..!
بدا عليها الحزن و الهم مما فاجأني ..!
اتجهت إليها عندها بلا شعور : عذراً سيدتي .. أأنت بخير ؟!..
رفعت رأسها لي .. إنها جميلة بشكل غير متوقع .. و كأنها في العشرينيات ..!
بنبرة باكية قالت : ليو لا يريد العودة للمنزل ..!
قطبت حاجبي متعجباً : ليو .. أهو قريبك ؟!..
- أنه ابني ..!
- اه .. هذا غير متوقع .. إنه لا يشبهك ..!
- اعلم .. إنه يشبه والده ..!
- حسناً .. لما هو لا يريد العودة للمنزل ؟!..
- لا يريد أن يرى زوجي ..!
- زوجك ؟!.. هل زوجك هو والد ليو ؟!..
تنهدت بحزن عندها : لا .. لقد انفصلت عن والد ليونيل منذ زمن .. ثم تزوجت بزوجي الحالي والد لوسيان .. ليو لا يحب زوجي .. وهو يهرب دوماً عندما يعود زوجي للمنزل ..! وزجي يعمل خارج باريس و لا يعود إلى المنزل إلا من فترة و أخرى و يبقى أيام قليلة ثم يسافر .. ليو يرفض البقاء في المنزل حين يكون زوجي هنا و يذهب للبقاء عند والده .. لكن أتعلم ؟!.. والده تزوج الأسبوع الماضي لذا هو لن يتمكن من الذهاب إليه .. إنه يجلس هناك في الخارج و يرفض الدخول مهما فعلت له ..! سيصاب بالزكام إن بقي هناك أكثر ..! أنا لا أعلم ماذا أفعل به الآن فحتى زوجي يقول " عزيزتي آنيا .. دعي الولد و شأنه .. سيعود حين يشعر بالجوع " !!.. إنه ليس قطاً أو كلباً حتى يعود حين يشعر بالجوع !!.. ذلك الرجل لا يقدر لأنه ليس ابنه هو !!.. لما تزوجني إن لم يكن قادراً على العناية بابني ؟!!.. لقد وعدني في يوم زواجنا بأنه سيكون الأب الحنون و العطوف على ليونيل لكنني لم أرى شيئاً من تلك الوعود حتى الآن ..! لو كان بيدي لانفصلت عنه لكنني أخشى أن يأخذ لوسيان معه ..! و حتى لو ترك لوسيان عندي فأنا لا أريد أن يعيش لوسيان تجربة ليونيل ذاتها ..! إن هذان الطفلان هما أهم ما لدي لذا لا أريد أن أزيد حياتهما تعقيداً ..!
كنت مصدوماً من تلك المرأة التي سردت علي قصة حياتها مع زوجيها و أبنيها كاملة !!!..
رغم أني فقط سألته .. إن كان والد ليو أم لا ؟!.. فقط ..!
لكن أتعلمون ؟!.. لقد أشفقت عليها !!..
بالعفل .. يبدو أنها تواجه مشكلة في أقناع ابنها ذاك بأن يبيت في المنزل متجاهلاً وجود زوجها لكن ذلك الأبن لن يفعل مهما حدث ..!
فمهت من كلامها أن اسمها هو " آنيا " .. إنه أسم جميل ..!
ماذا عساي أن أفعل لها : حسناً .. سيدة آنيا .. أين هو ليو الآن ؟!..





رد مع اقتباس