عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 06-12-2019, 09:39 PM
 
.الفصل الخامس
شعر ماركو بأن جسمه مخدر بالكامل من هول الصدمة كان الأمر أشبه بمزحة، حاول أن يحلل الأمر على أنها مزحة أو كاميرا خفية أراد إقناع نفسه بأن ما يحصل أمامه هو مجرد مقلب من أحد رفاقه الماكرين، و في خضم معركة الاستيعاب تلك كانت دماء غابرييل تتدفق بغزارة من الثقب الذي أحدثته الرصاصة في جمجمته.
لم يعد ماركو قادراً على سماع شيء في حين أن المكان كان صاخباً جداً بدا و كأن الزمن قد توقف بالنسبة له، و بينما هو على هاته الحال كان كيتارو يحاول بذعر و يأس شديدين في أن يجعل غابرييل يستيقظ و لكنه كان يعلم أن جهوده من دون جدوى، التف الأساتذة و الموظفون حول الجثة بينما لا يزال ماركو يحاكي عموداً خشبياً ببراعة.
فتح ماركو عينيه ليكتشف انه قد فقد الوعي و بجانبه كان كيتارو يستلقي على سرير في زاوية من زوايا العيادة المدرسية، نهض من مكانه و اتجه تلقائيا نحو الباب ليتأكد أن ما حصل قبل لحظات كان مجرد كابوس قد راوده لكن قبل أن يفعل منعه الممرضون و اجلسوه على مقعد بينما تحافظ قسمات وجهه على نظرة الذهول الجافة التي نقشت على ملامحه ، و أخيراً تحدث بكلمات قليلة قائلاً : مــ...... ماذا حدث ؟ ليخبرني أحدكم؟
أجابه أحد الممرضين بأسف : يؤسفني أن أؤكد أن ما رأيته قد حصل بالفعل . لقد أصبت بصدمة كبيرة و كان تنفسك غير منتظم
_ كـ...... كم مضى من الوقت ؟
_ خمس ساعات ، لقد غادر جميع الطلاب و أغلقت المدرسة أبوابها إلى أجل غير مسمى بسبب الحادثة . إن كنت تشعر ببعض التحسن فسنعيدك إلى بيتك أنت و صديقك
ظل ماركو يسترجع تفاصيل الحادثة في عقله في محاولة منه للاستيعاب و لكن أعصابه لم تحتمل فأفرج عن صرخة مدوية شرحت بالتفصيل سوء حالة ماركو النفسية، فقام أحد الممرضين بضمه إلى صدره و هو يقول في نفسه : يا لها من صدمة ليتحملها شاب مثلك
أما كيتارو فقد كانت حالته أقل سوءاً لسبب ما و أقترب منه ممرض و سأله قائلاً : هل يمكنك النهوض
أجاب : نعم أظن ذلك
_ يجب أن تعودا إلى البيت و تأخذا قسطا كبيراً من الراحة
أعاد الممرض كل من ماركو و كيتارو إلى البيت و بهذا أوشك اليوم على الانتهاء، اما بشأن الحادثة فقد حضر محققون إلى مسرح الجريمة و نقلت جثة غابرييل إلى مركز للتشريح.
عاد ماركو إلى البيت مستندا على الممرض الذي تكرم بتوصيلة مجانية إلى قلب البيت بينما تستقبل والدته المشهد بصمت استفهامي. تحدث الممرض بحذر قائلاً : سيدتي إن كنت تخططين للاستفسار عما حصل من ابنك فتلك فكرة سيئة اما اذا حاولت أن تدعي حالته النفسية تستقر فهذا عين الصواب
تقبلت السيدة نيكول كلمات الممرض بوجه متفهم لكن بداخلها كان بركان على وشك أن يثور لكنها قررت أنه ليس الوقت المناسب لتفقد صوابها فأجابت : نعم ....
بعد مغادرة الممرض أسندت السيدة نيكول ابنها من أجل الوصول إلى غرفته و ساعدته في الاستلقاء على سريره و قد شعرت و كأنها تقوم بخدمة عجوز طاعن في السن فقد بدا ماركو أشبه بنصف جثة لكنها واصلت المقاومة من أجله فغطته بهدوء و قالت : إن احتجت أي شيء نادني اتفقنا ؟
ثم طبعت قبلةً على جبين إبنها و غادرت الغرفة.
و من ناحية أخرى كان كيتارو بين أحضان والديه يحاول بدوره تفسير ما حصل و لكن بطريقة لا تجعل أعصابه تنفجر بينما يمسح والده على شعره بحنان و في نفس الوقت كان يحاول إيجاد ثغرة من أجل الاستفسار
و في خضم هذا الوضع المعقد و في مكان بعيد و مهجور وقف رجل غامض و هو يخاطب شاباً قائلاً : لقد أخفقت في إصابته و الأوامر هي أن نسلم المهمة لك أيها الرقم 6 حري بك تصفيته في أقرب وقت.
يتبع في الفصل القادم
#المغناطيس
رد مع اقتباس