عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-01-2019, 05:53 PM
 


لحظة !!..
.
.
.
كيت .. شعر أسود .. عينان زرقاوان .. شرسة .. صبيانية .. تحب الكعك .. في الثالثة عشر ..!
.
.
أشعر أن علي التفتيش في ذاكرتي عن مشهد اجتمعت فيه هذه الأشياء ..!
.
.
.

إنني حقاً لست بخير : إذاً .. هل لي بكعكة ....!
قاطعتني صرخة غاضبة حينها : قلت لك أريد كعكة كراميل ..!
التفتت حالاً لأرى فتاة تقف أمام طاولة الطلبات حيث كانت امرأة في الأربعين تبيع وقد قالت لتلك الفتاة الصغيرة : أخبرتك أنني لن أبيعك الكعك اليوم !!..
قطبت الفتاة التي بدت في العاشرة أو أكبر قليلاً حاجبيها لتقول : هذا ليس عدلاً !!.. أنا أريد الكعك اليوم!!..
أومأت المرأة سلباً و هي تقول : مسموح لك بتناول الكعك فقط في يوم الأثنين و يوم الخميس .. لذا لن تتناوليه اليوم !!..
بدت فتاة صبيانيةً للغاية فقد صرخت حينها في وجه المرأة : سأذهب لمحل كعك آخر و آكل ما أريد !!..
تجاهلتها المرأة و هي تقول : أفعلي ما تشائين .. لكن أخاك أخبر جميع محلات الكعك في المنطقة ألا يبيعوك إلا في تلك الأيام المحددة ..!
بغضب صرخت حينها : سحقاً لك و لذلك الأخ السخيف !!!..
و خرجت من المحل صافقةً بالباب خلفها !!..
نظرت إلى النادلة حينها : من هذه الفتاة ؟!..
تنهدت بتعب و هي تقول : أشرس طفلة في المنطقة !!.. و هي تأتي إلى هنا دائماً لشراء الكعك .. لكن شقيقها الأكبر أخبرنا بأن لا نبيعها إلا في يومين محددين ..! نحن نجهل السبب و لكننا نفذنا أمر أخيها فهو شخص موثوق و تهمه مصلحتها كثيراً ..!
قطبت حاجبي باستغراب : يا لها من طفله .. أتعرفين من هي بالضبط ؟!..
أومأت سلباً و هي تقول : اعرف أن أسمها كيت و هي في الثالثة عشر .. لكني لا أعلم أين تعيش ؟!..
كيت .. لا أعلم لما لفتت نظري تلك الفتاة ..!
كانت ذات شعر أسود فاحم يصل لنهاية رقبتها .. و عينان زرقاوان جريئتان .. و ترتدي تيشيرت بلون التفاح الأخضر .. و كذلك بنطال جينز ضيق بلون أسود يصل لما تحت ركبتيها بقليل.. و هي قصيرة القامة نوعاً ما ..!!
تجاهلت أمرها فانا أراها للمرة الأولى و لا أعتقد أني سألتقيها مجدداً ..!
.
[][][][][][][][]
.
.
و ها أنت تراها للمرة الثانية يا لينك !!!..
بالعفل كانت قد جذبت نظري !!.. حتى أني قد حدثت ريك عنها ذات مرة ..!
أكان احساسي يعلم بأني سألتقيها مجدداً و في هذه الظروف ؟!!..
انه أمر لا يصدق بالفعل !!!..
.
.
بالتفكير في الموضوع .. فذلك الأخ الذي نعتته بالسخيف هو هاري نفسه !!..
يا لها من فتاة !!..
.
دخل ريك إلى الغرفة حينها : لينك .. لقد انتهيت ..!
التفت ناحيته بهدوء : اه .. حسناً هيا بنا ..!
..............................................
كان الجو متوتراً بعض الشيء ..!
فقد كنت أنا و هاري و ريك تحت ضغط هائل إثر تلك النظرات المستاءة ..!
حول طاولة الطعام الصغيرة تلك كنا نجلس سوية و أمامنا قالب الكعك بالشوكولا و هناك صحون و كؤوس زجاجية و عصير ..!
لكن أحدهم لم يكن سعيداً بهذا رغم أنه من المفترض أن يكون الشخص الأسعد ..!
وقفت تلك الكيت و ضربت الطاولة بكفيها : هاري ما المقصد من هذا ؟!..
ببرود أجابها : لقد دعوتهم لتناول الكعك بما أنهم جيران جدد ..!
- لكن الكعكة لا تكفي أربعة أشخاص .. بالكاد تكفي ثلاثة ..!
- انها كبيرة و تكفي سبعة أشخاص .. لذا لا تتذمري ..!
تركت مقعدها و ركضت ناحيته ثم أمسكت بذراعه و سحبته بقوة : إن كان على أحدهم أن يضحي من أجل حجمها الصغير فسيكون أنت !!!..
وقف حينها أثر سحبها له و هو متفاجئ من تصرفها : ماذا تفعلين يا مجنونة ؟!!..
أخرجته خارج المطبخ وهي تصرخ : لن تأكل شيئاً منها !!!..
باستياء صرخ هو الآخر : لقد اشتريتها بمالي الخاص !!..
- لا يهم !!..
- لا يعقل هذا ..!
- اذهب الآن .. لا يمكن أن تكفينا سوية !!..
- و لما أنا من يطرد ؟!!..
- أتريدني أن أطرد الضيوف يا قليل التهذيب ؟!!!!..
- لما لست أنت من يضحي ؟!..
- حينها سيكون أخر يوم في حياتك ..!
تنهد باستياء حينها .. لقد فشلت خطته في تقليص حجم كعكة هذه الفتاة : حسناً .. سأذهب لغرفتي و أراجع بعض الأوراق .. لا تأكلي الكثير ..!
لم تعره اهتماماً بل سارت عائدةً إلى مقعدها بينما قال هو بابتسامة : استمتعوا بالكعكة ..!
سار بعدها مغادراً بينما لم نملك نحن الاثنان أننطق حرف واحداً من هول ما يحدث بينما يبدو هو امراً معتاداً للأثنين ..!
جلست كيت أمامنا و نظرت إلى ريك للحظات : أنت هو أخوه أذاً .. توأم ؟!..
أومأ إيجاباً و ابتسم : صحيح .. اسمي ريكايل ..!
أمسكت بالسكين و أخذت تقطع الكعكة وهي تقول : هل انت أيضاً ضمن التحدي ؟!..
- حالياً لا .. لدي امتحانات في الفترة القادمة ..! لكن يمكنك الاعتماد على لينك ..!
نظرت إلي حينها ببرود و تابعت عملها و قد وضعت الكعك في الصحون و أعطت كلاً منا قطعة متوسطة الحجم ..!
سكبت العصير و اعطت كلاً منا كأسه و أخذت الكأس الثالث ..!
نظرت إليها باستغراب : ألن تأخذي قطعة كعك أنت الأخرى ؟!..
أمسكت بالملعقة و بدأت تأكل من القالب : لا احتاج إلى هذا ..!
نظرت إليها بصدمة : لا تقولي لي أنك ستأكلين باقي القالب ؟!!!..
نظرت إلي بعنين شرسين : أن اعترضت فأقسم أنك ستتبع هاري في الحال !!.. منذ مدة طويلة لم أكل الكعك بسببه و سأعوض هذا الآن !!.. كما أني أخذت الابرة منذ قليل غير أن سكري في الثمانين فقط ..!
اكاد أجزم أنها تعمدت عدم الأكل لكي ينخفض السكر لديها و تتمكن من أكل الكثير ..!
لحظت ملامحها السعيدة وهي تدخل الملعقة في فمها حتى أنها تكاد تصعد للسماء السابعة من شدة السعادة ..!
همس لي ريكايل عندها بابتسامة هادئة : انها مستمتعة ..!
أومأت إيجاباً و أنا أقول : حين يعتدل سكرها لن تتمكن من أكل المزيد ..!
بدأنا نحن أيضاً في الأكل .. كانت كعكة لذيذة للغاية حتى أني انهيت طبقي دون أن أشعر ..!
لقد مضت عشرون دقيقة منذ بدأنا و قد اتخمنا نحن الثلاثة فحتى كيت لم تتمكن من اكمال نصف ذلك القالب ..!
هتفت هي بسعادة حينها : لقد شبعت ..!
دخل هاري في تلك اللحظة : رائع .. لقد بقي الكثير من الكعك .. ربما علي أن أدعوا ليو و الآنسة ماندي في المرة القادمة ..!
صرخت بغضب : إن فعلت هذا فسأجن !!..
بهدوء علق : لا أعلم من الذي يفترض أن يجن هنا ..!
ابتسمت لهاري حينها : لا عليك .. لم تأكل الكثير و قد بقي بعض الكعك .. تعال و تناول البعض ..!
أومأ سلباً : لست حريصاً عليها ..!
وقف هنا ريك وهو يقول : شكراً على الدعوة دكتور هاري .. استأذنكم .. يجب أن أعود لمتابعة الدراسة .. لقد اعادت لي هذه الكعكة نشاطي ..!
- لا داعي .. يمكنكما القدوم متى ما شئتما ..!
وقفت أنا الآخر : سأرافقك رايل .. يجب أن أساعدك الآن في الدراسة فأنت تبدو في مشكلة بالفعل ..!
سرنا مع هاري ناحية الباب بينما بدأت كيت بغسل الصحون فسألت بهدوء : إنها تغسل الصحون .. هذا شيء جيد ..!
بهدوء أجابني أخوها : صحيح .. إنها تهتم بأعمال المنزل أحياناً .. و تجيد اعداد الوجبات الخفيفة أيضاً ..! لكن هذا يسير حسب مزاجها ..!
خرجنا من الشقة و ريك يقول بابتسامة : تصبح على خير دكتور ..!
- تصبح على خير .. لا تسهر من أجل الدراسة .. بل نم مبكراً و استيقظ مبكراً كي تستذكر دروسك ..!
- حسناً ..!
التفت لحظتها حين شعرت بأحدهم يسير هناك .. لقد خرج أحدهم من المصعد ..!
شابة أطول مني بقليل .. لها شعر بني طويل و متجعد للغاية .. و عينان بنيتان كذلك .. ترتدي بنطال جينز طويل ضيق و حذاء ذو رقبة طويلة بلون أسود .. كانت ترتدي معطفاً طويلاً من الفرو الأبيض و قد وضعت في أذنيها سماعات متصلة بمشغل موسيقى صغير و هي تتمايل مع الأنغام و تغني بصوت مرتفع ..!
ما هذه الفتاة ؟!!.. إنها تبدو من فتيات العصر الحالي اللواتي يلاحق المغنين و لا يلبسن إلا الملابس المبهرة و طيلة اليوم في الرقص و المرح و التنقل من حفلة لأخرى ..!
انتبهت لنا حينها فخلعت السماعة و هي تقول بصوت مرتفع : مرحباً هاري ..!
ابتسم بهدوء : أهلاً ..!
تقدمت ناحيتنا و صوت حذائها يضرب في الأرض بنغمة مميزة ..!
وقفت أمامي و ريك بجانبي و نظرت ناحيتنا للحظات و قد احمرت وجنتاها : من هذان الوسيمان ؟!..
أجابها ذلك الطبيب حينها : إنهم الجيران الجدد ..!
أطلقت صرخة سعيدة و اتبعتها بعناق مفاجئ لي و لريك في اللحظة نفسها : هل سأرى هذه الوجوه الوسيمة يومياً ؟!!!.. يا لسعادتي !!.. في البداية هاري الوسيم و الآن هذان الظريفان ..!
ابتعدت عنا لحظتها و أنا لا اكاد استوعب ما حدث للتو فقد اتسعت عيناي و قد شعرت بحرارة في وجهي و جسدي كله ..!
بدت عليها السعادة وهي تسأل : أنتما توأمان ؟!.. رائع ..! ما أسماءكما ؟!..
أجاب هاري عوضاً عنا : إنهما لينك و ريكايل براون ..!
- رائع .. كم هما رائعان ..!
نظرت إلينا و تابعت بمرح : أنا ماندي تايلر .. سعدت برؤيتكما ..!
.
.
.
مستحيل !!..
.
.
الآنسة اللطيفة التي قامت بتعطير شقتنا هذا الصباح من أجلنا و التي حطمت الرقم القياسي في العناية بكيت .. هي هذه الصاخبة ؟!!!.
.
.
لم نملك ما نقوله .. حتى " تشرفنا " ضاعت حروفها من الصدمة و الاحراج ..!
لكن تلك الآنسة سارت بعدها ناحية مكان آخر و هي تقول : تصبحون على خير يا أعزاءي .. لدي امتحان غداً يجب أن أدرس له ..!
اخرجت مفتاح من حقيبتها الكبيرة و دخلت إلى الشقة المقابلة و قبل أن تدخل رأسها تماماً ارسلت لنا قبلة هوائية مما جعلني أشعر بالحر فعلاً و اكاد أجزم أن وجهي الآن كحبة بندورة ناضجة ..!
نظرت بطرف عين إلى رايل لأجد أنه قد اوشح بوجهه و الاحراج بادٍ عليه كما كانت وجنتاه محمرتان للغاية و بقية وجهه قد اكتسب اللون الوردي ..!
ربت احدهم على كتفينا و ما ان التفت حتى كان هاري يقول بابتسامة هادئة : لا عليكما .. ستعتادان عليها .. صحيح أنها صاخبة و جريئة لكنها طيبة و يعتمد عليها ..!
رفع رايل يده إلى جبينه و هو يتمتم : لقد طار كل ما حفظته من معلومات منذ الصباح !!..
كتمت ضحكتي حينها .. أعلم أن ريك محرج أكثر مني فأنا في المجتمع النبيل قد واجهت مواقف مشابهة عدة مرات .. لكن ليس فتاة أكبر مني سناً ..!
ودعنا الدكتور هاري و دخلنا إلى شقتنا ..!
ريك بدأ يستذكر دروسك فجلست بجانبه : يجب أن أساعدك ..!
نظر إلي بهدوء : فيما تساعدني ..!
- اعطني كتاب الرياضيات .. سألخص لك القواعد ..! لقد درست كل هذا في الترم الأول لذا يمكنني أن الخصه لك بشكل أوضح من الكتاب ..!
- اعتقد أن هذا سيساعدني بالفعل ..!
أمسكت بكتاب الرياضيات و أخذت احد الدفاتر الفارغة من الحقيبة و بدأت بعملي ..!
هكذا قضينا بقية اليوم في الدراسة ..!
................................................
استلقيت على السرير بتعب .. لقد كان يوماً شاقاً ..!
الساعة تشير إلى الثانية عشر ..!
رمى ريك بجسده على السرير الآخر : حان وقت النوم ..!
ابتسمت بهدوء : لاشك أن دماغك مرهق ..!
استلقى على جانبه و نظر إلي : أجل .. اخشى أني إن أدخلت معلومة أخرى فسأجن ..!
- يجب أن تنام بعمق حتى تريح دماغك و ذاكرتك ..!
- انت أيضاً .. لقد عملت بجد في الترتيب اليوم رغم أنك لم تعتد على هذا ..!
- لم يكن العمل صعباً ..! لا زال لدي الكثير لأعتاد عليه ..!
- بالمناسبة .. أين وضعت الصور ؟!!..
مددت يدي إلى الخزانة الصغيرة بقرب سريري و فتحت الدرج السفلي : هنا ..!
بدا عليه الاستغراب : لكن ..! ألا بأس لديك بهذا ؟!!..
جلست حينها بعد أن أغلقت الدرج و اجبته بابتسامة : إن تركتها أمام ناظري طيلة اليوم فلن أنجز شيئاً .. يمكنني النظر إليها من فترة لأخرى ..!
بادلني تلك الابتسامة : إنك أقوى مما توقعت ..!
- بالتأكيد .. فأنا أخوك الكبير ..!
- ألن تتوقف عن ذكر هذا طيلة الوقت ؟!..
- لا .. فأنا بالفعل الأخ الأكبر هنا ..!
- حسناً أيها الأخ الأكبر .. الا تعتقد أن وقت النوم قد حان ..!
وقفت و اتجهت إلى مفتاح الضوء ثم أغلقته و أنا أقول : تصبح على خير ..!
سحب الغطاء على جسده وهو يقول بصوت ناعس : تصبح على خير ..!
انا ايضاً عدت لسريري و سحبت الغطاء على جسدي ..!
ليلتنا الأولى في منزلنا الجديد .. يبدو أنها ستكون ليلة شتوية هادئة ..!
...................................
سنتوقف هنا اليوم

و من هنا سنبدأ أيضاً بأحداثنا الجديدة ..!

أتمنى أن تكون البداية قد نالت على استحسانكم ..!

نتجه للأسئلة

حياة لينك بدأت من جديد و هذه المرة بصحبة ريكايل .. كيف ستكون ؟!..

كيت تحدي جديد في حياة بطلنا .. هل سيتمكن من تجاوزه ؟!..

ايمكن أن يظهر شيء يعيد لينك للماضي مجدداً ؟!.. أم ان ذلك الماضي قد تم طوي كتابه للأبد ؟!..

ما رأيكم بالبارت ؟!..

و ما رأيكم بكيت الفتاة الجديدة ؟!..

توقعاتكم للأحداث القادمة ؟!..

..................

المقتطفات :

نظرت بصدمة إلى ريك المبتسم بينما أجابه ذلك الرجل : صباح الخير يا ريكايل ..!

هذا ما تمتمت به فهتف ريك برعب : ليس تلك الماندي ثانيةً ..!

لكنه بجد رد عليه : ليسوا مضطرين لذلك ..! ذلك الفتى أقوى من أن يقلق عليه أحد ..!

بسخرية قالت : اعتقدت أنه هرب مع عشيقته أو شيء من هذا القبيل ..!

غطت وجهها بكفيها بخجل : آه لو كنت أصغر بعامين فقط ..!

حسناً .. لدي مهمة جديدة الآن .. وهي بعنوان " أقنع ليو أن يبيت عندك " ..!

لكنه عندها سأل بشك سؤالاً كاد يوقف قلبي : أيعقل أنك .. لينك مارسنلي الهارب !!!..


..................


و الآن .. ترقبوا للبارت الثاني من الموسم الثاني


في حفظ الله



رد مع اقتباس