عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 05-31-2019, 04:29 PM
 
برونزي



.#المغناطيس
الفصل الثالث
فتح كيتارو باب الغرفة بلهفة شديدة لرؤية صديقه بعد بحث دام لساعات طويلة، اما السيدة نيكول فلم تكن على استعداد لترى تكهناتها تتحقق أمام عينيها، فُتح باب الغرفة مع نفحة من الهواء الدافئ لكن هذا لم يجعل أعصاب والدة ماركو تهدأ فقد رأت فلذة كبدها طريح الفراش و في حالة حرجة و استدعت حالته وضع أنبوب تنفس بعد الحادث الأليم الذي تعرض له ، و قد كان في الغرفة أيضاً شخص غريب جالس بجانب ماركو.
دخل الاثنين مسرعين نحو ماركو و ما إن أوشكت السيدة نيكول أن تلامس جسد إبنها حتى قام الشاب الغريب بمنعها قائلاً : سيدتي لا تلمسيه لقد منع الطبيب من محاولة لمسه إن حالته خطيرة " التفت السيدة نيكول إلى كيتارو قائلةً : أهو أحد معارفكما انت و ماركو ؟؟
أجاب كيتارو : لا، انا أيضاً أراه للمرة الأولى
أزاح الشاب الغامض الغموض حوله بقوله : كنت ماراً بالصدفة لأجد هذا الشاب فما كان مني إلا أن اتصلت بالاسعاف في الحال و حتى اطمئن على حالته أتيت مع فريق الإسعاف إلى المشفى
قال كيتارو معبراً عن امتنانه : شكراً لك اقدر ما فعلت من أجل صديقي
و أضافت السيدة نيكول : إن احتجت إلى أي شيء فلا تتردد يا بني
_ لا عليك سيدتي لم أقم إلا بواجبي
*** بعد مرور أسبوعين على الحادثة ***
عادت والدة ماركو إلى المشفى لتتفاجئ بأن ابنها قد استفاق أخيراً فركضت نحوه مسرعة لتمنحه عناقاً دافئا و هي تقول : آه يا ماركو جعلتني اتشرب الصدمات بسببك أيها الأحمق
مسح ماركو بدوره على رأس أمه قائلاً : اشتقت لك يا أماه
و بعد لحظات وجيزة كان قد انتبه ماركو إلى أن كيتارو كان واقفاً عند باب الغرفة فخاطبه ماركو قائلاً : لما تقف عندك يا كيتارو
أجاب كيتارو مبتسماً : أردت أن امنح لحظة لأم مع إبنها المدلل
_ مدلل؟!
ابتسم كيتارو و استطرد قائلاً : انظر من أحضرت معي يا ماركو
قطب ماركو حاجبيه قائلاً : من؟!
تقدم نحو الباب قائلاً : طاب مسائكم يا سادة
في تلك اللحظة اتسعت عينا ماركو ليتمكن من التأكد من هوية الشخص الواقف أمامه، نعم لقد كان ذلك الشخص هو فرانس والد كيتارو نفسه، طئطأ ماركو رأسه خجلاً و قال بصوت منخفض : أنا اعتذر منك سيد فرانس عما بدر مني قبل أسبوعين، أعلم أنني أحمق و متسرع و لكنني لم أكن على استعداد لخسارة صديق طفولتي
ضحك السيد فرانس بعد سماع اعتذار ماركو و اردف قائلاً : انت شخص مميز يا ماركو و اتشرف بك صديقاً عزيزاً لابني الوحيد، اما بالنسبة لقرار نقل كيتارو إلى مدرسة خاصة فقد أعدت النظر فيه و شعرت بالذنب، شعرت بأنني السبب بما حصل لك ما كنت لأسامح نفسي أبدا لو حصل لك مكروه يا ماركو.
تدخلت السيدة نيكول لتسأل الحاضرين : مهلا يا سادة ما الذي يحصل هنا
اجابها ماركو قائلاً : لا عليك يا أمي ليس هناك ما يدعو للقلق
أجاب نيكول بانزعاج : تبا لك أيها المشاكس
قضى ماركو وقتا ممتعاً برفقة أحبائه و كان قد نسي الألم الذي تعرض له يوم الحادث بعدها جاء الطبيب لينهي تلك الزيارة و ليعود ماركو إلى وحدته الأولى، و في جنح الظلام ظل ماركو يتأمل سقف غرفته ثم قرر أن يتحرك أخيراً، فنهض من سريره و غادر غرفة المشفى باتجاه سطح المبنى الاستشفائي و هو يقول في نفسه : سيقتلني الملل لا محالة إن مكثت أكثر في تلك الغرفة الموحشة
وصل ماركو أخيراً إلى السطح ليرى السماء الصافية و قد زينت النجوم حلة هذا الليل الهادئ، فأخذ نفساً عميقاً و اغمض عينيه قائلاً : يا له من شعور مذهل أشعر أنني كنت مسجوناً لفترة طويلة
بعدها تقدم بضع خطوات ليجلس في مكان نظيف و يتأمل القمر المكتمل الذي طغى على هذا المشهد الليلي الاخاذ. و لكنه لم ينعم بمراقبة القمر فقد شعر بارتعاش شديد لدى رؤيته للبدر كما شعر بصداع حاد و أخذ يصرخ متألماً بأعلى صوته.

_يتبع في الفصل القادم_

التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 06-06-2019 الساعة 10:44 AM
رد مع اقتباس