عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-17-2019, 04:49 PM
 






1_ يبدأ دفاع النباتات على سطحها الخارجي، فاللّحاء الذي يُغطي جذوع الأشجار مليء بـ”مادة اللغنين – Lignin“ (وهو مركب يشكّل طبقة صلبة صعبة المضغ وبالوقت نفسه صعبة النفاذ بالنسبة للمجهريات كالجراثيم والبكتيريا).

_ أما الأوراق فهي محمية بطبقة شمعية تصد الحشرات والجراثيم.


_تتخطى بعض النباتات هذا إلى تركيبات مؤلمة لتحذير أي مفترس مُحتمل، فالأشواك الموجودة على الصبار وأغصان بعض النباتات والأشجار تشكّل دفاعاً منيعاً ضد آكلات الأعشاب الكبيرة.

_ وللتّعامل مع الآفات الصغيرة، تملك بعض أوراق النباتات أشواك حادة غزيرة كالشعر تسمى ”Trichomes“ أو الشعيرات الشوكية.


2_ في حال استطاعت آكلات الأعشاب أن تتغلب على الدفاعات الخارجية يأتي دور الجهاز المناعي الذي يصبح في طور العمل.

لا تملك النباتات أجهزة مناعية مختلفة عن بعضها كما هو الحال لدى الحيوانات، بل عُوضاً عن ذلك فإنّ كل خلية لديها القدرة على الإحساس والدفاع ضد الهجوم.

تستطيع مستقبلات خاصة أن تستشعر آثار وجود الميكروبات أو الحشرات، وبدوره يقوم الجهاز المناعي ببدء مجموعة من المناورات الدفاعية لمنع دخول المزيد من المُمْرضات، فيزيد من سمك الطبقة الشمعية على الأوراق كما أن جدران الخلايا تصبح أقوى، وتقوم الخلايا الدفاعية بسد المسام الموجودة في الأوراق.

3_ وإذا فشل الجهاز المناعي أيضاً و قامت الميكروبات باحتلال جزء من النبتة، باستطاعة الخلايا المحيطة بها أن تقوم بالتّدمير الذاتي بغية عزل المنطقة ومنع العدوى ويتم إنتاج المركبات السامة للحشرات والميكروبات حسب نوع الخطر.



4_ وأيضاً عندما يتعرض جزء من النبتة للهجوم يمكن له أن يحذر أجزاء أخرى من النبتة نفسها عن طريق الهرمونات أو المركبات التي ترسل عبر الهواء أو حتى الإشارات الكهربائية، وعندما تتلقى الأجزاء الأخرى التحذير، فإنها تكثف إنتاج المركبات الدفاعية، وفي بعض الفصائل كالطماطم كما ذكرنا سابقاً، فإن نظام التحذير لديها يشمل حتى جيرانها (من نفس النوع طبعاً).

حتى أن بعض النباتات تقوم بتشكيل تحالفات لتبني هجوماً قوياً ضد ما قد يكون خطراً، فيقوم نبات القطن المحاصر باليرقات بإطلاق خليط من حوالي 10 إلى 12 مادة كيميائية في الهواء، بدوره يقوم هذا الكوكتيل بجذب الدبابير الطفيلية التي تتكاثر عن طريق حقن اليرقات ببيضها.

والآن أصبح من الواضح بأنّه حتى وإن كانت النباتات لا تستطيع أن تهرب من موقع الهجوم، ولا تملك أسناناً أو مخالباً لقتال الحيوانات المفترسة، ولكن مع درع قوي، وترسانة كيميائية مجهزة جيداً، ومراقبة الجوار، والتّحالفات مع الفصائل الأخرى، لا تكون النباتات وجبةسهلة ولقمة سائغة لمجتمع الحيوانات الجشع.







“الشوكران”… النبتة التي أعدمت سقراط



نبتة الشوكران السامة، والتي بالرغم من مظهرها المريح للأعصاب، تُعتبر من أكثر النباتات سميّة على وجه الأرض، حتى أن الفيلسوف والحكيم اليوناني الشهير سقراط أُعدم بها، من خلال إعطائه جرعة من سم هذا النبات القاتل، كما يُرجِّح أخصائي السموم الشهير الدكتور تيموثي اريكسون أن نيرون قَتل بها أيضاً أخيه غير الشقيق.

والشوكران هو نبات مائي موطنه الأصلي شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال غرب أمريكا الشمالية.
ينمو في المروج والمستنقعات وحواف الجداول، وسر تأثيره الفتّاك هو احتواءه على مركب سام يُدعى "Cicutoxin"، وتركيز هذا المركب أعلى ما يكون في الجذور، بحيث يمكن أن تسبب عضة واحدة للجذر الموت للإنسان أو الحيوان، وكان الشوكران متواجداً منذ القرن السّادس قبل الميلاد.

يُطلق على النبتة بالإنجليزية اسم Hemlock water-dropwort، ومن المذهل أن يكون من تأثيراتها على الضحايا هي رسم إبتسامة قبل رحيلهم!
فيما ذهب الباحثون أن الفينيقيين استخدموا تلك الزهرة مع القتلى في جزيرة سريدينيا مما يفسّر سر الابتسامة الغامضة على وجوههم، بعد أن حركت هذه الأبحاث حالة انتحار لساكن من السكان المحليين لنفس الجزيرة استخدم نفس الزهرة في التسعينات وكانت على جثته نفس الإبتسامة العريضة!.


/ لا ردود رجاءً /


__________________
رد مع اقتباس