عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-18-2019, 05:23 PM
 
ذهبي نوتات ذهبية||شظايا حلم




زاهية و مشعة حروفك الذهبية
سلمت أناملك

~LorReen~



تأففت بملل للمرة المليون ربما وهي ترمق من أمامها بنظرات لا يتضح فيها ما هو أكثر من الملل الساكن في ذاتها الآن ، بقائها متحكمة بالغيظ والغضب الذي يتصاعد بداخلها من تصرفات القابع أمامها أمر عليها أن تأخذ جائزة عليه في وقت لاحق فهي حالياً ترغب بتحطيم الطاولة التي تفصل بينهما على رأسه
في حين أن الجالس أمامها كان يحدق بنظرات هادئة بدت مستفزة لها في كوب القهوة أمامه بينما عيناه الزرقاوتان كأطراف السماء في بداية الليل مع البنفسجي الذي يتراقص فيهما بتناغم فارضاً وجوده بشكل ابداعي تتأملان البخار الصاعد من الكوب في حين امتدت يمناه ليبعد خصلة من شعره حالك السواد وجدت طريقها للتمرد منزلقة على جبينه
الهدوء الذي يلف المكان لم يقطعه سوى صوت رفعه للكوب ثم وضعه له مجدداً بعد أن ارتشف منه ، فلا أحد في هذا المكان سواهما
لم تحتمل البقاء صامتة لمدة أطول لتنطق بغضب تعمدت وضوحه جلياً في نبرة صوتها بينما عيناها المائلتان للذهبي كطبق من عسل النحل برزت عليه أشعة الشمس في يوم صيفي تنطق بما تكبته من غيظ : "أخبرني فحسب لما لا تزال تلحق بي ؟ ألا تمتلك ذرة كرامة؟! أذكر جيداً أنني قد طردتك من حياتي فلما تعاود اللحاق بي؟"
صوت خفيف خرج من وجه محدثها لينطق ببرود ممزوج بالسخرية زاد من غضبها : "وما المشكلة في ذلك؟سأظل ألاحقك حتى آخر يوم من حياتك ، من يدري ربما ألاحق أبناءك في المستقبل أيضاً"
أرادت النهوض وتحطيم رأسه لكنها توقفت تحاول ضبط أنفاسها في حين تكلم هو بنبرة خبيثة : "واجهي الأمر ، لن تقدري على فعل أي شيء بدون أن أرافقك"
امتدت يدها لتملس على شعرها البندقي بخفة في حين اتسعت ابتسامته ، يدرك أن حركتها هذه تعني التوتر الذي يزحف إلى أعماقها
أما هي فكان هناك بعض الخوف بداخلها من كلماته ، هي تتذكر جيداً كيف كانت متعلقة به في طفولتها ، حينها هي من أوصلته لهذه الحالة من القوة ، لكن مؤخراً بدأت الضغوطات تتراكم عليها فقررت تركه وعيش حياة بسيطة فحسب علها تجد راحتها المنشودة ، لكنه لم يتركها بل تبعها والآن هي تريد إنهاء الأمر ، هي لا تنكر أنها شعرت بفراغ كبير في الفترة التي تركها بها ، لكن مع ذلك ظلت متشبثة بأمل أنها ستعتاد غيابه وتعيش كما الكثيرين حياة مريحة على حد علمها
لكن مع هذا لا يزال التوتر يستحوذ جزءاً كبيراً منها ، هل ستقدر على تركه حتى ؟ تلك الطفلة بداخلها تتساءل عن هذا دائماً بينما تعاتبها باستنكار ، لكن هذه الطفلة لم ترى شيئاً مما عانته هي فلماذا ستتحكم بها؟
عند هذه النقطة قررت إنهاء الأمر لتقول بحزم : "أنا لم أعد أريدك في حياتي ، من الأفضل أن ترحل عند هذه النقطة وإلا سأضطر إلى تدميرك بنفسي"
لا ينكر أنه تضايق بشدة من كلامها ويأسها هذا ، لكن مع هذا فإصراره الذي زرعته بداخله وهي طفلة لن يتزحزح بهذه السهولة مما دفعه للنطق بنبرة استشعرت مدى إصراره من خلالها : "هل تظنين أن كلماتك ستخيفني ، لا تظني أبداً أنكِ تستطيعين تدميري ، أنا لست بهذا الضعف وأنتِ تدركين هذا جيداً أم تريدين أن أذكركِ؟
حولت نظرها إلى الأسفل في حين شعرت بالحرقة الشديدة ، الأمر ليس سهلاص وهو يتكلم وكأنها بطلة خارقة ، هي ليست وغدة لتنسى كل ما وعدته به في الماضي لكن الأمر أكبر من قدرتها فحسب ، هي لم تحظى بالبيئة المثالية التي تخيلتها وهي طفلة بل أصبحت تشعر أن حياتها ثقب أسود يبتلع أي لحظات سعيدة لها ويجرفها إلى هاوية آلامها المظلمة
رغم عدم رغبتها في إظهار أي ضعف إلا أن بعض الدموع تشكلت في عينيها مشكلة حاجزاً ضبابياً منعها من الرؤية بوضوح
لكن مع هذا هي ظلت مطرقة رأسها حتى تختفي هذه الدموع فآخر ما تريده هو أن يراها ضعيفة ، الأمر ليس كما لو أنه سيسخر منها لكنها رغم كل شيء تدرك أن هذا يمزقه رغم صموده وعدم إظهاره للأمر
رفعت رأسها حين شعرت بيده توضع على كتفها حيث نهض من مكانه ليجلس بجوارها ، تلك الدمعة التي كانت تحاول حبسها انزلقت دون شعور منها منتهزة فرصة اندهاشها لتتحرر من سجنها أخيراً
في حين أنها لم تملك الوقت لمعاتبة هذه الدمعة الهاربة فكل تركيزها كان معه ، كان يبدو متوتراً بعض الشيء ويبحث بعناية عن كلمات مناسبة ليقولها لها ، في النهاية قرر ترك الأمر للسانه لينطلق على راحته واثقاً بقدرته على ترجمة ما ييسكن في قلبه
ابتسم لها بهدوء في حين يمرر يده على وجنتها ليمسح تلك الدجمعة التي تسللت في حين نطق بهدوء ولا تزال ابتسامته متربعة على ثغره : "الطفلة التي قابلتني في ذلك اليوم ، التي أعطتني هويتي وملاذي الحقيقي من هذا العالم ، لم تفكر بهذا اليأس يوماً
ليس وكأنها كانت تعيش واقعاً أسعد من هذا لكن رغم كل شيء كانت تحميني جيداً ، ليست مشكلتي أنني تعلقت بها إلى هذه الدرجة فهي من قدمت إلي كل ما كنت أحتاجه حتى وإن لم أكن أدرك حينها ما أحتاجه حقاً
لقد كانت تواصل التقدم وهي ممسكة بيدي والآن ، بعد أن كبرت هذه الطفلة أنا من سيمسك بيدها ، أنا موجود دائماً بجوارك لأشجعك وليس لأدمرك ، حين يظلم هذا العالم من حولك تدركين أنني سأنير دربك مجدداً ، في ذلك الوقت حين ينظر إليكِ الكل باستنكار ويشعرونك بأنك بلا قيمة أنا أكون موجوداً حينها ، امسك يدكِ لأرفعها عالياً وأقول للجميع هذه الفتاة هنا هي سبب وجودي ، هذه الفتاة هي التي تدعمني وأنا الآن سأدعمها ، هذه الفتاة قامت بما لم يقم به أغلبكم
حين تشعرين أنكِ بلا قيمة أو تفقدين رغبتك بالحياة ، سأكون موجوداً حينها ، تستطيعين حينها الاعتماد علي وإخباري بمشاكلك ولن أهدأ حتى أخفف عنك ، سأخبرك من أنت وأذكركِ بكل ما رأيتهِ جميلاً في هذا العالم
لن أتركك يوماً ، فقط لكي أحميكِ"
أنهى كلامه لينظر ناحيتها باستغراب من هذه الدموع التي كانت تغزو وجهها بينما الدهشة تستولي على ملامحها وهي تحدق به لحك رأسه ببعض التوتر قائلاً :"اسمعي أنا لست جيداً للغاية في التعبير عما أريده لكن أرجو أن يص.."
قاطعت كلامه بقفزها المفاجيء لتعانقه وقد دفنت رأسها في صدره كاتمة صوت شهقاتها
لم يملك سوى أن يربت على رأسها وهو ينطق بكلمات مهدئة أما صاحبة الشعر البندقي فنطقت بصوت مهزوز بسبب بكائها : " أنا آسفة ، آسفة على كل شيء"
ابتسم بهدوء في حين أمسها من كتفيها ليبعدها عنه برفق في حين امتدت أصابعه لتمسح الدموع التي تملأ وجهها لينطق بابتسامة مرحة : "حسناً يبدو أن تلك الفكرة الحمقاء زالت من رأسكِ أخيراً ، لكن تذكري أنني سأظهر لكِ دائماً كلما راودتكِ أفكار مماثلة فأنا لن أتخلى عنكِ مطلقاً"
أومأت برأسها بابتسامة بينم توقف ارتجاف جسدها لينطق هو : "إلى اللقاء الآن"
كانت آخر ما قاله قبل أن يضرب جبهتها بإصبعيه مما دفعها لإغلاق عينيها سريعاً
"كاترين ، كات هيا استيقظي"
بدأت بفتح عينيها ببطء ليقع نظرها على صديقتها ذات الشعر الأشقر الأقصير التي تكتف يديها ناظرة إليها بابتسامة
اعتدلت في جلستها وامتدت يدها لتحك عينها اليمنى في حين تتثاءب مما دفع الشقراء أمامها للضحك قبل أن تخاطبها : "شكلكِ ظريف بالفعل ، بالمناسبة لقد كنتِ تتكلمين أثناء نومك"
تحولت نبرتها للخبث مكملة "هل يعقل أن هناك من يحبك يا فتاة؟"
لم تتأثر كاترين مطلقاً في حين نطقت بخمول "ماذا؟ كلا بل كنت أتحدث مع حلمي"
نظرت إليها صديقتها بغباء قليلاً قبل أن تتحول نظراتها للاستنكار في حين نطقت كاترين بابتسامة شاردة وقد استعادت نشاطها بما يكفي لتعي تماماً ما تقوله:"لقد كنت أتحدث مع حلمي ، كنت حمقاء عندما تركته لكن الآن لن أتخلى عنه لأي سبب"
صديقتها التي نظرت لها باستنكار لم تفهم سبب هذه الابتسامة ، في حين كانت كاترين تتخيل حلمها وهو يبتسم لها بمرح وهو يخبرها أنها تبدو كالمجنونة الآن
أحلامنا شيء جميل للغاية ، ربما ننساها لكنها لا تزال في داخلنا تذكرنا بكل ما هو جميل في حياتنا
حتى وان تبقت شظايا فقط منها فهي ستتجمع كمصابيح صغيرة تنير الطريق للأمام

-انتهى-
أشعر أن الأسلوب كان جيداً في البداية لكنه قلب على معوق xD
بأي حال أتمنى أن تعجبكم



__________________



NOTHING,
EVERYTHING

رد مع اقتباس